اشتدَّ يا فصلَ الخَرِيْفِ فَبِي، أسًىٰ
إنّ الرّبيـعَ بداخلي قدْ غابا
وتسحّرتْ فيَّ المشاعرُ مِنْ لظى
وعْدٍ وقد ألقى الحبيبُ سرابا
كلُّ الفصولِ إذا تكونُ بجانبي
وردًا، -وقلبي لا يشيبُ- شبابا
العمرُ ينقصُ كلّما طال الجفا
والروحُ تفنى إنْ تجدْ إضرابا
وأنا المتيّمُ في هواه مقاتلٌ
يأْبى الهزيمةَ لا يهابُ مهابا
لو كانَ يمنعُنا اللّقاءَ كتيبةٌ
مِنْ أشجعِ الفتيانِ كنتُ عبابا
ولقدْ شربتُ من الوقائعِ مرّها
ونزفتُ حتّى قيْلَ ماتَ غِلابا
لكنَّ ما أخشى ويقتلُ مهجتي
أنْ قد وجدتِ علىٰ الهوى مَنْ نابَ
إنْ كانَ هذا ما يحولُ معارضًا
عمَّا يجمّعنا وكانَ جوابا
كسَّرتُ رمحًا كمْ أصابَ معارضًا
للحبِّ لمْ يَحسبْ لذاكَ حسابا
وخلعتُ دِرعًا لا أريدُ حمايةً
وكشفتُ صدراً للعدوُّ فصابا
إنّي أتوبُ من الهوى عن سكرةٍ
وأأوبُ ياربّي إليْكَ مئابا
إبراهيم مثرم
1442هـ