دَور الحَواس الخَمس في إنتَاج نَص أَدبي . !! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 783 - )           »          آهات متمردة (الكاتـب : أحمد آل زاهر - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 12 - )           »          تبـــاريــح : (الكاتـب : عبدالعزيز التويجري - مشاركات : 41 - )           »          العيد والغياب!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          جواب (الكاتـب : إبراهيم بن نزّال - مشاركات : 1 - )           »          [الحُسنُ أضحكها والشوقُ أبكاني] (الكاتـب : محمد بن منصور - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          Bonsoir (الكاتـب : مي التازي - مشاركات : 47 - )           »          [ سُلافة ] في لزوم ما لا يلزم .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 50 - )           »          بدر المطر (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : خالد الداودي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 508 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-2008, 02:06 AM   #1
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي دَور الحَواس الخَمس في إنتَاج نَص أَدبي . !!





مَدخل :

الحواس الخمس ، هي بوابة ولوج المعلومات من العالم الخارجي إلى الذهن والإدراك من خلال مراكز معينة في المخ .. وهي من أهم الأدوات التي يحتاج إليها الكاتب أو الشاعر في عملية إنتاج نص أدبي .. حيث تتصل بمراكز تحكم في المخ .. فهو الذي يسيطر ويُشرف على العملية ذاتها .. كما هي في الأصل لها الدور الأكبر في إنتاج الأفعال وردود الأفعال لما يصلنا وما يصدر عنا من وإلى العالم الخارجي ..!!

الحواس الخمس تلك التي تتجلى في السمع بالأذن والبصر بالعين والشم بالأنف والتذوق باللسان واللمس من خلال الأطراف .. كـ مُعجزة الخالق في خَلقه هي ..
فـ كُلها أدوات تساهم بشكل فعال في إنتاج فكره ، فـ تصور ، فـ نص يترجم ما حدث في الذهن ..

وبما أن الحواس الخمس ،، مرتبطه بـ كُل ما ينتمي إلى الإحساس والشعور والتواصل مع الكون .. فهي مرتبطة إذن بكل محفزات الكتابة وعملية خلق أفكار جَديدة وإثارة مَلكة اللغة للعمل ..و كما تعرفون .!! من لا يمتلك مَلكة اللغة .. فملكة الإحساس لا تكفي لـ إنتاج نص ناضج يندرج تحت قوائم الأدب .. فالمسأله تعود لـ الموهبة والإلهام أولا ثم إستخدام ملحقات أخرى كـ الحواس .. إلا أن الحواس في أغلب الأحيان هي مَن تُلهمنا إلى عوالم أخرى ، وهي من تُقعد الموهبة على كُرسي يُطرزه الإحساس أمام ورقة وقلم لتبدأ عملية إنتاج نص أدبي فاخر ..

.
.
.
يُتّبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:58 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:08 AM   #2
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي



هل من يفقد أحد حواسه الخمس لا يستطيع إنتاج نص أدبي ؟؟
إن حديثي فيما سبق وفيما سيأتي .. لا ينفي قدرة من يفقد إحدى حواسه أو أكثر ، من إنتاج نص جميل .. فهناك الكثير من الشعراء والأدباء الذي فقدوا أحد حواسهم .. لكنهم تمكنوا من كتابة أرقى النصوص وحلقوا في فضاءات الأدب بأجنحة من ذهب ،، وأصبحوا أحد أعلام هذا المجال / كـ الشاعر العباسي : أبو العلاء المعري الذي فقد بصره .. والكاتب الفيلسوف طه حسين الذي فقد بصره أيضاً وهو في سن الثالثة ..،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الكاتب طه حسين : عميد الأدب العربي

وفي نفس الوقت / ليس كل من يملك حواسه الخمس قادر إلى إنتاج نص أدبي .. يأخذ حيز من الفراغ في مجال الأدب .. فالمسألة تعود لـ الموهبة والإلهام وملكة اللغة أولا وأخيراً ..

وإن حديثي هذا ما هو إلا محاولة بسيطة لـ إيجاد همزات الوصل التي توصلني إلى الترابط بين إستخدام الأدوات الحسية وعملية إنتاج النص الأدبي وصلة كُل منهما بالذهنية والإدراك ..


يُتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:56 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:13 AM   #3
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


المحور الأول : البصر ..

العين هي مدخل العالم المرئي الذي يُحيط بنا إلى المخ المتحكم بفكرة النص ،، فكم من الصور التي أرسَلتْنا إلى عالم خيالي أربك الأقلام .. وكم من المناظر ، جعلتنا أن نعيش الحلم ونحن على أرض الواقع ، فقدرتنا على الرؤية فقد كـ رؤية خاطفة لا تمنحنا متعة التفكير والتأمل .. لـ نمسك بخيط من نص قادم .. بل نحن نحتاج أن نرى مكونات الكون بعين الإحساس والتأمل والدقة وإستحضار العقل .. وإرسال صور العالم بألوانها وأشكالها المتعدده إلى حافظة معينة في العقل .. حتى نسترجعها متى ما نُريد أثناء رحلة الكتابة .. فالعين تشبه آله التصوير في إنتاج الأفلام ومع ذلك فهي .. تُرسل الأقلام إلى سماء الكتابة

فعلى سبيل المثال .. عملية مشاهدة البحر عن قرب وقراءة تفاصيل المشهد بصرياً كـ خط الساحل .. و شكل وحجم الأمواج .. والفرق بين لون البحر والرمل والسماء .. وغيرها قادرة على أن تخلق إحساس وشعور مختلف في قلوبنا .. هذا الشعور سيتسلل من القلب النابض لا إرادياً إلى إدراك الذهن فعلياً .. لتُبنى فكره معينة يدور حولها النص القادم ،، فـ تُنبش الذاكرة ,, ويُخلق الخيال ،، ويُرسم الحلم ،، مع تحريك قلم في اليد .. فهنا بمساعدة أدوات أخرى .. ستتوفر لدينا ملامح النص القادم وإن لم يكتمل ,, فمن المؤكد بان الحواس الأخرى ستكمل بقية ملامح النص لـ نصل إلى أخر حدود الفكرة ,, ونصل إلى درجة نضوج النص ..

وكذا الحال / فإستخدام العين في رؤية مشاهدة كل ما من حولنا بتركيز غير البحر ، كـ السماء ، الغيوم ، الشمس ، القمر الورد ، الشجر ، الديار ، الحبيب ، المحبوبه ، ...... إلخ هي أمثلة واضحة على أهمية حاسة الإبصار في تصميم معرض صور ومشاهد في الذهن ..

* الألوان
وكما أن التدرجات اللونية التي يمكننا مشاهدتها بالعين من خلال حاسة الإبصار .. من النور إلى الظلام وما بينهما وكافة التدرجات .. لها دور كبير أيضا في خلق حالة نفسية معينة .. وشعور معين .. فنصدر إنفعالات مختلفة تختلف بـ إختلاف الشعور التي سببه مشاهدة اللون وترددات نبضية مختلفة في قلوبنا .. فـ اللون الأسود يُذكرنا بالحزن ، والأبيض : بالنقاء والسلام والصفاء ، والأحمر : بالحب والرومانسية ، والأصفر : بالغيرة وغيرها مما لا يخفى عليكم .. هذه المشاعر القادرة على تشكيل عجينة النص بمقاديرها المختلفة من الأفكار والتعابير اللفظية ونوعية الشعور السائد ولمسات الإحساس المضافة ..

ومن الجدير بالذكر في هذا المحور .. أن عضو الإبصار:العين هي أحد الأعضاء التي تغنى بها الشعراء وغرد بها الكُتاب في وجه المرآه .. وأثاروا أجمل التشبيهات وضربت بها الأمثال .. فهي بجمالها عالم مرئي يفيض لمعاناً يمكن أن يثير فكر الأديب ويلقي به إلى مُتنفس الكتابة .. ليدون ما قرأه هو في ذلك العالم ..

كـ قول الشاعر الأموي : ابن جرير ..
إن العيون التي في طرفها حُور ** قتلننا ثم لم يحيين قتلانا



يُتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:38 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:17 AM   #4
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


المحور الثاني :
السمع .. / الأذن

لا يخفى علينا ما لـ الأصوات من وقع في النفس ـ خصوصا في دواخل النفس الكاتبة .. فالعالم المسموع .. لا يمكن رؤيته .. حيث يستقبل عضو السمع : الأذن .. ما يفرزه الكون من موجات صوتيه .. فهو يترجم الذبذبات إلى لغة ذهنية مُعترف بها في المخ .. فـالذهن الأديب يُنصت لما تُمليه عليه الإذن بحاسة السمع فيحاول أن ينتج فكرة جديدة.. أو أن يكمل ملامح صورة قد إرتسمت فيه لمجرد رؤيهٍ لكائن موجود في ذات العالم .. ليُكمل بناء النص ..

بما أننا نعشق ما نسمع قبل رؤية المتحدث أحيانا ..

كما إختصر لنا ذلك الشاعر الأندلسي الضرير : بشار بن برد في قوله ..
يا قومي إذني لبعض الحي عاشقة ** والأذن تعشق قبل العين أحيانا ..


فربما ولوج الصوت إلى عضو السمع هو الأساس الذي يُبنى عليه الشعور قبل الرؤية بالعين حتى .. هو أول خيط إحساس يتسلسل إلى العقل .. ينتج شعوراً مختلفاً غريباً لا مألوف .. يرسل القلب هذا الشعور إلى العقل مره أخرى ليبني هناك ملامح النص ،، ويكتب ..!! .. كما لا يمكننا الجزم بذلك .. لأن الصوت يعتبر في أحيان أخرى أداة ثانوية ومكملة فقط لعملية إنتاج النص الأدبي ..

ثَمة أصوات تساعد الشاعر والكاتب على إستحضار مفردات وتعابير رائعة قد إختزنتها الذاكرة منذ زمن .. فيسترجعها طلقائياً .. دونما إحساس بالجهد ذلك كله يعود إلى تواجد الإلهام الأدبي الذي بعثه الصوت في نفس الأديب .. وقدرة الأديب على ترجمة الموجات الصوتية إلى إحساس .. فهو يطرق باب الفكرة .. ليفتح سُندان الأخيلة ويبدأ في عملية تركيب الألفاظ في مواقعها المناسبة على إيقاع الصوت المار بـ قوقعة الإحساس بالنغم ..


هل تحدد حاسة السمع نوعية النص ؟؟

إن الصوت .. كـ ما الصوره في قدرته على تحديد نوعية مادة النص .. وفكرته .. والجو العام المتصل بالعاطفة المُسيطرة .. فثمة أصوات تبعث في دواخل النفس الكاتبة .. كـ الشعور مثلاً بالخوف ، الغربة ، السعادة ، الحزن ، الرغبة في البكاء ، الحنين ، القسوة ، الكره .. إلخ ، وأخرى تجعلنا تعشق ونحن لا نعرف من نعشق .. كل ذلك .. سَيوجد تَنوعا في أفكار النصوص .. وقاعدة عاطفية حسبما يقتضيه الصوت من شعور ..

هل كُل الأصوات يمكن أن تؤثر في النفس الكاتبة ..؟؟
ليست كل الأصوت يمكنها أن تُكون فكره نص ،، أو تبعث الإلهام الأدبي لـ تُحفز عملية إنتاج نص .. فهناك أصوات يفرزها العالم المسموع وتثيرنا لـ الكتابة كـ صوت الموسيقى بكافة الالات الموسيقية ، صوت العصافير ، صوت الماء ، صوت الريح ، صوت البحر ، صوت البكاء ، صوت دقات القلب ، صوت المحبوب / المحبوبه ..
فثمة أصوات قد تُعكر المزاج الكتابي كـ الضوضاء وغيرها .. لأنها هذا الأصوات .. قد تؤثر على الجانب العصبي في الإنسان .. وتُشتت الذهن .. فلا يقوى الأديب على التركيز .. ومن يستطيع كتابة نص جميل في جو مليء بالضوضاء .. فيمكن أن يكون ذلك شذوذا عما هو متعارف عليه .. أو يندرج تحت فروق القدرة الفردية في الإنجاز ..


يُتبع


يتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:43 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:19 AM   #5
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


المحور الثالث :
الشم

إن حاسة الشم هي قدرة الأنف على تمرير جُزيئات تختزن الروائح المختلفة والتي تثير بدورها مستقبلات الشم لتحدث تفاعل كيميائي معين يوصل لـ الدماغ نوع تلك الرائحة
فالإحساس بالروائح من خلال حاسة الشم كـ رائحة العطر والزهر وغيرها تخلق جو منعش لـ الكتابة لدى بعض الكُتاب وتذكرهم بأماكن مُختلفة ووجوه مُختلفة .. وتُثير أحاسيس عميقة في دواخلهم أيضاً .. وتساعد على إيجاد المساحات الفارغة من الذهن ومحاولة ملئها بالأفكار الذي نتجت فور الإحساس بالرائحة .. فثمة روائح تُذكرنا بالماضي .. وبعض الروائح تُجيد لغة البحث عن الأقلام لُتمسك بيدها لـ الحركة ، وكذلك هناك مجموعات من الألفاظ التي تندرج تحت الإحساس بالروائح يمكن أن تُعطي طابع خاص لـ النص .. وهذا كُله يعود إلى قدرة الكاتب على توظيف ما يشعر به من روائح في نصه .. كما أن الروائح في بعض الأحيان هي مغذي خاص لعملية إنتاج النص وتأطيره بالأفق ..

فـ الإحساس بالروائح ربما تكون مكمل لملامح نص لم يكتمل بعد .. وتحفز الخيال لـ العمل .. وتثير الكاتب إلى التأمل .. فتنتشي الروح وتتشرب القريحة فيسهب الكاتب في عملية إنتاج النص ..
وعلى سبيل المثال اللشاعر : بدر بن عبدالمحسن .. حينما إستهل قصيدته : نسيم الليل .. بهذا البيت :
هب النسيم بريح من مفرقه لاح ** عطر.. وسنى من غزة الليل بادي



يُتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:48 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:21 AM   #6
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



المحور الرابع : حاسة اللمس
هي قدرة الأطراف على تمييز سمات العالم المادي الملموس من حوله و التعرف على خصائصه , فعند ملامسة الأديب لتحسس الأشياء مادياً .. فهو يميز الخشن من الناعم كما يميز الأسطح الساخنة من الباردة .. فيرسل الجلد تنبيهات عصبية إلى الدماغ لإدراك ملمس الشي .. فثمة أحاسيس غريبة تتخل نفس الأديب خصوصاً فور ملامسته لـ الشي .. مما يدعوه إلى طرق باب الذاكرة ونبش الواقع وتشرده بالخيال وعودته لـ يمسك بأطراف نص جديد ..

فلمسه لـ الأسطح الخشنة مثلاً .. يُثير في داخله أحاسيس تُذكره بقسوة الزمن وخشونه الدنيا .. وتحجر القلوب .. والكُره والفراق وغيرها .. ولمسه لـ الأسطح الناعمة يبعث فيه إحساساً بالراحه والنعيم .. ويُرسله إلى عوالم إخرى بإغماضة عين ويعود .. وكذا الحال في إحساسه بـ البروده والسخونة ..
فمع إختلاف الملمس .. يختلف الإحساس والإنفعالات التي يُصدرها الذهن .. ويختلف تلقائياً ملمس النص المُنتج ومادته الخام ..

كما أن لمس الكاتب / الشاعر لـ الورقة والقلم وحتى الكيبورد ، وشعوره بهما يخلق جو مناسب لـ ولادة نص ، أو يهيئ الفكر لـ الولوج إلى عالم الكتابة فكأنك تُمسك بيديك .. مفتاح الباب الموراب من الفكر منذ زمن .. فتتفتح القريحة ، وتثير المفردات والتعابير المختزنة في الذاكرة فتتشكل على قالب الفكرة المتكونة ثم يولد نص متكامل بطريقة محكمة ..


يُتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:49 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:23 AM   #7
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة





المحور الخامس : حاسة التذوق

هي الحاسة التي تمكن الفرد من الإحساس بطعم الأشياء .. وعضو التذوق هو اللسان الذي تكثر فيه الخلايا الحسية لـ التعرف على نوعية الطعم الذي ندخله إلى الفم .. فهو يُشعرنا بحلاوة الطعم ومرارته ، ملوحته وحموضته ..

فإن الأديب عندما يُسهب في رحلة الكتابة .. فإن إحساسه بالطعم يمكن أن يَهبه أحاسيس أخرى .. فعل سبيل المثال : كثيراً ما يتجرع أُدَبَائُنَا محلولهم السحري ألا وهو القهوة التي تحتمل الطعم المر .. فان هذا الطعم يمكن أن يُجرّع الكاتب المعاناه صعوبة الأشياء من حوله ومغالبته لها .. وعندما يواصل إرتشافه لـ القهوة .. فـ الفكر يواصل إرتشافه لـ الأفكار السحرية الذي يستقبلها الدماغ من الخلايا الحسية التي يرسلها اللسان فور إحساسه بالطعم ..

وعندما يتناول الأديب شيء ما يحتمل طعم الحلاوة فإن ثمة شعور يتشربه الجسد .. وترتوي الروح .. وينتعش الفكر فور ذوبان قطع الحلوى .. يذوب فكر الأديب ليبدأ بعملية إنتاج نص أدبي .. وكذا الحال عند إحساسه بأي طعم أخر .. كـ الملوحة والحموضة ..
كما أن الإحساس بالطعم .. في رحلة الكتابة يُمكن أن يثير في ذهن الكاتب مجموعه من الألفاظ التي ترتبط بالطعم الذي يشعر به ويمكن أن يستغل حاسة التذوق في إثاره مجموعة من الجماليات .. التي تُزين النص بلباس الألق .. وتمنحه طعم المتعة .. وتطبعه بطابع طعم الجو الذي يُحيط بالأديب ..

يُتبع

 


التعديل الأخير تم بواسطة عائشه المعمري ; 10-10-2008 الساعة 02:27 AM.

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 10-10-2008, 02:26 AM   #8
عائشه المعمري

كاتبة

مؤسس

افتراضي



محدودية الحواس / محدودية الفكر ..
إن أقصى ما بلغه أُدبائنا من نصوص تُثير الدهشة و أفكار وفلسفة وقراءات في الكون .. هو تعبير عن محدودية قدرات الحواس الخمس في جلب الأفكار إلى الذهن .. كما أن عمليات التخيل التي يُسهب فيها الأديب وتعدى مراحل الإبداع فيها أيضا لها حدود القدرة البشرية .. حيث لا يمكننا أن نُدرك من هذا العالم سوى المادي مِنه .. الحواس الخمس وملحقات عملها عملها كـ التأمل والتفكير .. يجب أن لا تتعدى الخطوط الحمراء شرعاً .. كـ الولوح إلى الغيبيات والكتابة عنها..
تِباعاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تَفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق ، فإنكم لا تقدرون عليه ..) ..

 

عائشه المعمري غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.