صَباحاتٌ تَمرُ

[بعد الليل]

صباحكَ النور

وكما تعرفني أبدأ يومي معــ الفجر ـه
أبتسم .. أجل مازلتُ أبتسم وأنا أعدها القَهوة
قهوتكَ مُرة وقهوتي بــ سكر وحليب
قهوتك تشبه الصحراء يجمعنا حبها
وقهوتي تحاول أن تجعلني أنسى طعمــ غيابك ـه

وكـــ عادتي أقلبُ رسائلكَ
قبل كل شئ
وكأنني أدعو الله أن يكون يومي كــ روحكَ المشرقة
لا أقرأ شئ فيها
أنا أحفظُها كـــ ما كتبتَها
ألمسها كــ ما لو كنت أنتَ
وأشتاقكَ .. أشتاقك
أضعها مكانها

مابال فيروز تعشقها !أتساءل
وأنا أقلب موجات الراديو أبحث عن شئ آخر غيرها
وأبتسم
أعرف أنك تبتسم كثيرا حين أبثكَ أسباب عدم حبي لهـ فيروز ـا

عندما يبدأ الصباح لديك
أحفظني عندك

أحبكَ جدا

 

[بعد الليل]

صباحك النور

رميته على كتفي
شال صوفي أحمر
يتعلق بطرفه الأيمن أرنب حريري أبيض
كلما لففته حولي أسمعه يحدثني عنك
ألصقتُ وجهي بـــ زجاجِ النافذة الكبيرة في الصالة
الشارع مثلي خالي من رفقة
لمحتُه يأتي من الجهةِ التي تعلقَ بها أرنبي الأبيض
وأنت تسكنها
البردُ قارصٌ تقرأ هذا في شالِه يلفُ وجهه كله ويُبقي عينيه تدلانه على الطريق
وصل أمام محطتي القريبة
أمام مسكني
وقف ينتظر !!

لمحتها الحافلة تقفُ أمامه
تنزل منها فتاة عشرينيه وطفل أعمى
يده تمسك بـــ خطواته وعصا تدله على الطريق
ويداها تمسكان بـــ أشياء كثيرة إلا عينيه
لا تغادرها وهي تسير في طريقها إلى بيتها
ولا تلتفت
ويغادر هو ..

لمحتك تأتي
كـــ شتاء لا يحبنا وكــ صيف لا نحبه
ولا يملُ من الحضور
لمحتك تمسكها
هديتي
يلفها ورق هدايا أبيض ويزينها شريط أزرق
أنت تعرفني
لا أحب اللون الوردي
يجلس عليها أرنب أبيض
يمسك بـــ ببطاقة كُتب فيها:
في يوم ما
ســـ أدعوكِ إلى قهوةٍ نشربُها ونحن نستقل سيارةَ أجرة في يومٍ ماطر
ولن تَرفضي !!

حين تشربها قهوتك
صباحا
أشتاقك جدا

 

[بعد الليل]

صباحكَ النور

منذُ زَمنٍ همسَ لي بـــ رَحيلٍ
وجدتُه الأقربَ إلى رُوحي
دفنتُ فيه مِلحا
تَراكم جِبالا في
إخترتُ أن يَتلبسُ شفاهي
وأبتسمْ
قريبٌ جدا هُو
الصَمت

بدايةُ الأشياءِ نبضٌ
يتلفتٌ يُمنة ويُسره
بحثاً عنا
يجدُنا .. ويندرُ أن نَجده
ونهايتــ الأشياءـ ها نَبضٌ آخر
تجافى عن ضُلوعِنا
فـــ كَسرها

اليوم ..
فتحتُ عَيني لَحظة الــ فجر
وجدتكَ فيها
أغمضتُها وغافلني مَطر
ولم ينسابَ بكَ منها
مازلتَ فيها
أراكَ تَسكنُها
حملتُني وأنتَ في عيني .. وأعددتُ فُطورا ثُنائيا
دعوتُ جَارتي لـــ تُشاركني
الـــ غِياب
كلما نظرتْ هِي في عَيني
سألتني :
عينكِ اليَوم دَافئة !

اشتقتُ عَينكَ
قَبلها عَني
أحبكَ .. مازلتُ

 

[بعد الليل]

صباحك الورد

أول الغيث قطرة
وأول العلم سؤال
وتلك البدايات التي كلما تكررت تتسابق الينا .. ب هل تذكر؟!

كلما كبرنا ندرك إن النبض اشارة احيانا لا نحسن ترجمتها
وأن الحب هدية نحن فقط من يحدد أين يضعها
وان الحب ككل الفرص قد تتكرر ولكنها لا تتشابه

آمل.. فرقتنا الجامعة
كانت مهوسة بالطب مثلي ولكن التجارة سرقتها
لم نلتقي منذ عمر
الجميع في حزن يجلسون
الا هي .. تقف في اول الصالة تنتظرني
اذكر ملامحها جيدا ..لم تتغير ..بابتسامة الصدق وغمازتها الجميلة كقلبها
حين رأيتها قالت: الحزن يغلبني ..لا يغلبنا غيره.
بل انزوي حين رفقتكم... ويهزمكم الفقد بعدي ... قالها الحزن بي يقهرني

افتقده جدا
افتقد ابتسامة الصباح لحظة "الريوق" وأنا اغادر للمستشفى وقوله " الله يوفقج " يرافقني
افتقد السفر معه كلما اختلفنا حول خطط السفر ..ابتسم وقال لي: " انت شو تبغين"
افتقد الساعة الثالثة فجرا ..ونحن في اتجاه الحرم تحدثني عن كيف تهديكم السماء الاتجاهات والبحر مقامكم
افتقد كلما ضاقت بي الدنيا واحتارت دروبي .. قلت:" انت تعرفين اللي تبغينه"
افتقد غزل لا ينتهي والمعشوقة نخلة باسقة انت من غرسها
افتقد الجمعة ورائحة العود و ثوبك الابيض وابتسامة لا تفارقك .. وفارقتنا فيها الجمعة
.
.

افتقدك
افتقدك جدا