جِئْتَ كالْميلَاد .. فِيْ تَمَامِ انتِصَافِ لَيْلِ حُزْن ..
وَتَحْتَ هُدّالٍ يُهْديْ القُبَل لِكُلّ مَنْ انتَصَف الليْلُ وَهُو يَتدلّى مِنْ عَناقِيدِ وقْتِه ..
كَ ثَانيةٍ فاصِلَةٍ بَيْنَ دَقيْقَةٍ وَ أُخرَى تَتهَادى عَلَى اسْتحْيَاءٍ لِتخْلُقَ عَاماً جديْدَاً
حَافِلاً بأنْوارِ أَمَل مُتَجلٍ مِنْ غُربَةِ الْنور ..
عامٌ أَنتَ فيهِ إليَّ أقْرَب مِنْ وَريْدِي المُشرَّبَ بِدَمِك الْسَائرُ مِنْ وَ إلىْ وَطنِك حيْثُ قَلْبِي ..
تُصَاحِبُكَ تَرانِيمُ فَرحٍ مُتوَاصِلَةٍ تَبْدَأُ بِ شُروقِ الْيومِ / الْعَامِ الْجَديْد حيْثُ
الـ ثَانيَةَ عَشَرَ عَشقَاً لتُعلِنَ مِيْلَاد حُبٍّ اخْتَلَط بِه عِطرُ صَداقَةٍ مُوثقيْنَ الْحدَثَ
بِتَاريخِ : أنا / أنت لِعَامٍ سَرمديٍّ بَعدَ اللِقَاء ..!
,
جِئْتَ كَ مَسْحَةِ كفِّ رَحمَةٍ عَلَىْ وَجِعٍ يَتيم صَبيْحَة عيْدٍ يُشرّعُ لهُ
ذِرَاعِيْ الْفَرح حَتَىْ ليُنادِي كُلَّ ابـ/ـتِسَامَةٍ تُقَابلهُ : أَبِيْ ..!
تَحتَضِنُ فِيَّ أَنفَاسَ الْحُبِّ تَستعينُ بِهَا عَلى الْحيَاةِ لِيْ وَ بِيْ ..
أسْقيَكَ الْعِشقَ مُتوَاتِراً خَوفَاً أنْ تفِرَّ مِنيْ لَحْظَةً لَا أعْشَقُك فِيهَا ,
وإنْ سَرَق الْزَمنُ مِنَا وَاحِدةً سَابقتَ الْضَوء وَجلبتَ اللحْظَة أُغْنيَة تَنفثهَا حُنجرتُك فِي جَيبِ
صَوتِيْ .. وتُرددُّ بَعدَها بِشَوقِ طِفْلٍ عَنيْدٍ إلَى حَلوَى سَبقَهُ الْوقْتُ إِلى قَضمِهَا : [ أَعطيْنِي ..! ]
,
جِئْتَ واضِعاً كَفيّك تُغْمِضَان عَينيَّ تُهدِيَانِهمَا ضَوءَ الْفَرحَ بِحضُورِك
وتَرفَعَانِ عَنْهُما غَبَشاً مِنَ الْحُزنِ ظللَّهما فيْ غِيابِك..!
فَ تُقبّلهُما عَيْنيَّ قَبلَ أنْ تتَخطَّفهُما شِفَاهٌ ابتَسَمَت لِلفَجرِ إبَان شُروقِه
وَكَأنهُ يُنبِئْهَا بِاختلَافِ فَجرِها ال يبزُغُ بِكْ..!
,
جِئْتَ فَصنعْتُ أَكاليْلَ ورْدٍ عَلّقتُها بِبابِ عُمرِيْ لِتُخبِر كُلَّ غَادٍ وَ رائِحٍ أَنْ عيْدٌ هَاهُنا .. هُنَا :
حيثُ يُهدَى الْفَرحُ لِعَابرِيْ سَبيْلٍ مَاهُم بِعَابرِيهِ إِلَّا بِوجْعٍ يَركُلوهُ خَلْفَهُم حِيْن وقوفِهِم بِبابِيْ ..!
جِئْتَ لِتُغرِقَنيْ بِهَدايَا الْسَعادَة .. لا تَفتَأُ تُمنحُنيْ مِنْهَا مَا يُقوّيْ إِيمَانِيْ بِأنَك الْسَعادَة الْمرجُوّة ..
والْأمَل المُنتَظَر .. وَ الحُلُمَ الْمُحقّق ..!
,
جِئْتَ لِتلوّنَ بَيَاضِيْ بألوَانِ جُنونِك ..
لِأُلقِيَ إلَيْكَ أقْلامَك وَأُبعثِرَ صُحُفيْ أَمامَك ..
تَخُطُ عَليْهَا خُطوطَاً غَريْبَة شَبيْهَةً بِخُطوطِ رَاحتيَّ ..
وَتَشُدُّ عَلى المُرتَسِمِ فِيْ كَفّي كَالمُستقِيمِ , وَأُسَائِلُك بِخَجَل : إِلَى أَيْن يَتجِّه ؟!
وَتُجيبُ بِحُبّ : قَادِمٌ إليّ ..! وَتَعلَمُ أنَّ كُليْ قَادِمٌ إلَيْك ..!
,
جِئْتَ كَالمِيْلَاد .. كَالْأعيَاد .. كَالفَرحَةِ عَلى مَلَامِح طِفْل .. كَالحُريّةِ المَوهُوبَةِ إلَى سَجْين ..
كَالوَطِنِ المُهْدَى إِلىْ غَريْب .. كَالحُبِّ الْمُنتَظرِ لِتَحيَا بِهِ رُوحَاً مَيْتة ..
كالربِيْعِ الْنافِثِ الخُضرَةِ فِيْ أغصَانٍ خَريْفيّة ..!
جِئْتَ مُمسِكَاً بَيْدِ عِيديَ الرَابِعِ وَالعِشريْن لِتَكُونَ ضِياءيَ الْأوّل وَسْط انطِفَاءاتِ أعْوَامٍ مَضَتْ ليْ دُونك ..!