قلب طفلة - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75148 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 13 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 3845 - )           »          غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2009, 07:55 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي قلب طفلة


الخميس 16 - 12 - 1430 " أحب تدوين التواريخ " !





في داخلي إحساس غير معرَّف ، يغني لي لحنا منذ القدم ،

و حتى أجل غير مسمى ..


عن طفلة التهمها المطر الأسود في ليلة نام فيها القمر الحارس ،

قذفها البحر الأسود قذفة بعيدة ، و وقعت على نبتة صبار ..

سال دمها القاني على الصحراء الساخنة و كتب : ظُلِمت ، ظُلِمت ، ظُلِمت ..


مشَت و مشَت و مشَت ؛ حتى ضاعت روحها ..



* * * *



حدثني هذا اللحن عن أزهار صُبِغَت بالأسود ..

غامت بين ضرار الحشائش ، و ضاعت حتى سقطت ..!


في نقطة سوداء ؛ التقت الطفلة و الأزهار ..

نادَت الأزهار الطفلة إذ جذبها لون شعرها الطويل ،

حملت الطفلة الأزهار ،

و ضاعوا سوية في يوم عاصف ..

طارت زهرة

طارت زهرة

طارت زهرة

و بقي القليل ،

ذهب الجوري

ذهبت المغنوليا

و آخرون ،

بقي القرنفل و البنفسج و الياسمين ..!


* * * *

حدثني ذاك اللحن

عن تميمة سحر سوداء ،

عصرتها الجدة العجوز

لطفلة الشمس ..

و أشربتها إياها ..

و لأن الطفلة مؤمنة ؛ لم تنادي الأمير ،

و بَكَت لربها بالفطرة .!

قال لها أحدهم : " قد يوقظك الأمير " ،

لكنها ما تزال نائمة !

سخَّر الله لها الزهور التي صمدت لتمدها بالأكسجين ..



تعب اللحن و ضاع ..!


* * * *


جائني ناي و قطيع ذئاب ،

يقولون : " افصلي بيننا بقولك " ،

أجبتُ : " و ما دخلي أنا بالقضاء ،

إنما أنا رحالة بدوية ، خلف الكلأ و الماء ،

لأسقي زهوري فأتنفس .. "

كشرَّت الذئاب عن نواياها ،

فَهَرَبْتُ و قتلهم الأسد بدلا مني ..



و تبعني الناي خلسة ...!



* * * *


في ذات نعاس ..

غنى لي الناي :

" يا صاحبة الجسد الخمري ، سأغني للآلهة ليمنحوني حبك ،

و أبحر معك في نهر الخلود ، و نأخذ كنوزنا معنا لنموت ؛ حين يقدسنا الكهنة " !



راودني كابوس مرعب ، عن جزءٍ مني رحلَ مع الناي ..

تفلتُ على يساري ، و لعنتُ الناي ..

و شربتُ منبها روحيا لئلا أغفو قدر الامكان ،

فرحلتي طويلة ؛ يتقاسمها القيظ و الشتاء ،

و تعبرها أعمدة فسق مشتعلة ،

و كلاب تنبح في الأرجاء ..!


* * * *


وجدتُ سنبلة جميلة في إحدى حقول الراحة ،

أخذت تخبرني عن أسلاف الدين و أباطرة المجون ،

أنصتُّ قليلا و سَأَلْتُ ..

كم أنا عجولة !

صَبَرَت حتى خَجِلتُ فوعدتها بالعودة حين أتعلم الصبر ..


* * * *


و في ذات ليل ..

حلُمتُ بالطفلة و الأزهار ؛

يكتنفهم الفيضان ..

شهقتُ و شهقتُ ؛

ثم عدت إلى النوم ...





* * * *




يتبع ..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-03-2009, 09:19 PM   #2
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي الخميس 16 - 12 - 1430


أتاني اللحن بالطفلة و رحل ..




أرهقتني الرحلة و أنا أحمل طفلة الشمي في يدي ..

لم أعد أثق بالقمر بعد أن ضيعها ..


* * * *



كانت تعبرني الأغنيات و تمد الطفلة يدها إليها ، لألوانها الباهتة ،

غفلت عن طفلتي أحيانا ،


و أحيانا وبختها بقسوة ،


مسكينة تلك الطفلة ..

نام عنها القمر ،

و لم تشربها الشمس ،

و أخذتها أنا - بلا خبرة - في عهدتي ..!


أحببتها ، و لكني لم أعرف كيف أحب !


* * * *


في ذات ظهيرة ، تلوَّت أمامي من الجوع ..

قطفتُ لها بعض زهر و عشب ،

و قدمتُ لها عصيرا طازجا ..

شربته و غَفَت على ذراعي بتَعَب ؛

و انحدرت مني دمعة ؛ لا تزال إلي اليوم في وجنتها تندب ..!


* * * *

حلَّ المساء و أوقدنا النار ..

قتلتُ ثورا و قمتُ بِشَيِّه ،

لم تكن عزيزتي الرقيقة تأكل اللحم ؛ فغلفته بحب ليقنعها ..

و كانت كل مساء تسألني :

" ماما ، متى نصل إلى المنزل ؟! "

و أقول أنا : " قريبا يا حبيبتي ، قريبا "

لم أقل : " بإذن الله " ؛ فطال سفري ..


و في كل غفوة تغفوها كنت أدعو :

" يا رب لا تدعني أضيعها ،

يا رب احمها من كل شر ،

يا رب دعني أحبها حقا "






يتبع ..

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 12-05-2009, 05:18 PM   #3
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 لا شيء.. مهم! لا شيء.. يهم!
0 العمر
0 فجري
0 نرجس

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي السبت 18 - 12 - 1430


جلستُ على مكتبي أدون الحقائق كالعادة ، و أشرب القهوة محلاَّة : كعادتي لا أحتمل المرارة ..

طرقت بابي طرقة ، ثم طرقة ، ثم صمت ..

و اُقتُحِمَت الغرفة !.

خائط هزيل ، منحني المنكبين ، غطت الشعيرات البيضاء القليلة على عيناه فلم أعلم نواياه ..

جلب لي رزمة صغيرة من المجهول مغلفة بقطعة قماش كئيبة ، وَسِخَة ..،

نظر إليَّ مطوَّلاً ، ما أزال محتفظة بنفسي عن عَجَزِه ..

انحنى أكثر ، تقدم أكثر حتى أصبحتُ على استعداد لشمِّ بذور الشرَّ .. فتراجعت قليلا ..

قال : " أريد منكِ أن تسُمِّي فلانا " ، و دفع إليَّ بالرزمة ،

أكمَلَ متفضِّلا : " لا حاجة لأي سؤال ، فقط أخيطي هذه الرزمة في وسادته و اخرجي من حياته فورا " .

ما زلت صامتة !.

و حينها بدت أفعى خضراء صغيرة من رأسه و بَدَأَت بالفحيح ..

نظرت إلى الرزمة مليَّا و ثم أعدت بصري إلى رأسه .. إلى الأفعى تحديدا ..

قمت ، و مشيت إلى النافذة و أشعلتُ سيجارة ..

لم أنطق بكلمة ، و لحق بي العجوز و سحب السيجارة مني و خرج !.

أمسكتُ بالرزمة التي تركها على مكتبي و فضضتها على الأرض ..

و سكبت عليها ماء طهورا و خلدت لكتابتي من جديد ..!

* * * *


بعد أيام ، و في ذات ابتسامة من طفلتي العزيزة التي كانت تلهو بكل ما أكتب ،

دخل ضباب أسود بغناء خافت من النافذة . بدأت الكلمات تثير انتباه طفلتي فأغلفت النافذة و عادت للعب ..

أخذت خنجري و خرجت ، لم يكن من شيء سوى الظلام ،

لكني كنت أعلم ، ما يحتوي الظلام ..



و أطلقت صيحة طائشة و غفوت .. !


* * * *


بدأت طفلتي تكبر ، و أنا أغير مقامي من حين إلى حين ،

و ذلك الضباب الغنائي ما يزال يلاحقها ..

يوما ، وجدته متعلقا بشعرها الجميل يحاول عقد أنشوقة و هي تغني ..

فقصصت شعرها و نهيتها عن الغناء ..

سألتني بحزن : لمَ ، إنه جميل !! نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فأجبتها و كلي حب و أمل : أنتِ الجميلة يا حبيبتي ، أنتِ .. نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ضحكَت ببراءة و تَعَلَّقَتْ بي و غفونا سويا .. !


* * * *


في أسفاري ، كنت أعلم ، أني سألتقي صيادا شرسا ..

و أن قطيع الذئاب يبحث عن أثري ..

و أن الناي يسافر في الهواء ليكون السبَّاق إليَّ ..

و أن الخائط و الظلام ، ينتظران اللحظة المناسبة لإطلاق الضباب ..

و لكن طفلتي كانت قوتي ، و ضعفي أيضا ..

حملتها بقوة و صَمَّمْتُ على أن أكون ملاذها حتى تكون الفارسة شديدة البأس و تغرف من بحار الحكمة ما يغرق الأعداء ..!

و عندها ، لا بأس من المغيب ..!

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01-07-2010, 10:38 PM   #4
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 قلب طفلة
0 من جد ؟!
0 القطة رمادية
0 " عن العظمة "

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي 21-1-1431


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بثينة محمد مشاهدة المشاركة


في أسفاري ، كنت أعلم ، أني سألتقي صيادا شرسا ..

و أن قطيع الذئاب يبحث عن أثري ..

و أن الناي يسافر في الهواء ليكون السبَّاق إليَّ ..

و أن الخائط و الظلام ، ينتظران اللحظة المناسبة لإطلاق الضباب ..

و لكن طفلتي كانت قوتي ، و ضعفي أيضا ..

حملتها بقوة و صَمَّمْتُ على أن أكون ملاذها حتى تكون الفارسة شديدة البأس و تغرف من بحار الحكمة ما يغرق الأعداء ..!

و عندها ، لا بأس من المغيب ..!

لم أكن مخطئة في إدراكي لمن يتابعني ..

لكني فقط لم أكن أعلم متى .. ستبدأ الهجمات .. !

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:49 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.