الريفي الذي حكم الاندلس والعالم
محمد ابن ابي عامر
أحببت في هذا الموضوع أن أسلط الضوء على شخصية عظيمه اعجبت بها كثيرا.. يعتبره الكثير من المؤرخين المسلمين والأوروبيين أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق شخص هز عروش الممالك النصرانية , يفدون الملوك إليه لتقبيل يده ويقدمون له بناتهم كجواري من أجل رضاه عليهم , رجل شجاع مجاهد حكيم فقيه غزا إثنين وخمسين غزوة إنتصر فيها كلها , فما يذكر تاريخ للأندلس إلا ويذكرونه فيهم , شخص وحد الاندلس ووصل إلى أماكن لم يصلها موسى بن نصير وطارق بن زياد أعاد مدينة برشلونة وليون وشانت ياقب للأندلس وفرض سيطرتها عليهم , كثير من الأسبان يتحدثون عنه بإعجاب , ولكن للأسف أن الكثير من المسلمين في جيلنا الحاضر لايعرف من المنصور هذا , انا سأتحدث عنه اليوم, لأخذ الفائده من ذلك الرجل البطولي في كيفية ان الانسان الفقير البسيط أذا صاحب عقله الطموح والذكاء والعلم والثقافه وقوة الإرادة والصبركل تلك الامور تساهم في تحقيق الأحلام وان كانت مستحيله انظروا كيف كان وكيف اصبح الى ماهو عليه
محمد ابن ابي عامر ذاك الفتى البسيط الذي اتى من جنوب الأندلس من الجزيرةالخضراء ذلك الفتى الفقير الذي اشتهر بين اوساط العامه بأًمه التي كانت تغزل الصوف وتبيعه
كان لايملك إلا عقله وحبه الشديد للثقافة والفلسفه حتى اتى ذلك اليوم الذي فكر فيه للسفر إلى بلاد الاندلس وتكبد المشقه وعناء السفر لتلقي العلم حيث قرر ذلك الشاب الفقير الذي يدعى محمد ابن أبي عامر ذو طموح
وذكاء كبيرين الهجرة من قريته إلى قرطبة طالباً للعلم والعمل .
وبعد وصوله إلى قرطبة هو وثلاثة من أبناء عمه يخدمه ذكاءه اللامع
وجده وجهده في أن يصبح بعد سنوات مربياً لابن الخليفة ويخدمه وليصبح المسيطر على شؤون الدولة بعد
سلسلة من الصدامات السلطوية خاضها بدهاء مع أفراد حاشية الخليفة
وبالفعل وصل بن أبي عامر وابن عمه وصديقيه معه إلى قرطبة ليتلقوا الدروس في مساجدها الشهيرة، وبإظهار نبوغ محمد ابن ابي عامروطموحه
عمل في بداياته بأبسط المهن فقط لكي يستطيع ان يدفع تكاليف العلم الذي يتلقاه .. عمل كاتباً للرقاع عند باب القصر ولم يقف عند ذالك الحد بل في كل مره يرتقي اكثر فاكثر
..
عمل بعدها فتى بسيط عند القاضي
بعدها سمع بأن حاكم الاندلس انذاك يريد مؤدبا ً لإبنه بالرغم من صعوبة الموافقة عليه حيث ان محمد ليس عالما ً ولا فقيها ً مشهورا ًفي المساجد حتى تتم الموافقة عليه إلا ان محمد لم يستسلم وادخل اسمه ضمن قائمة المرشحين .. وبالفعل نجح في ذلك لثقافته وذكاءه وفلسفته التي اذهلت من حوله
ولم يكتفي بهذا بل وكأنه وضع في مخيلته حلم كبير يود تحقيقه يوما ً ما .. وان كان حلمه (محاولته لدخول القصر) وبالفعل حلمه تحقق وقد دخل ذلك القصر واصبح مؤدبا ً لإبن الملك..
بعد ذلك ترقى مرتبه وبسبب امانته وفطنته اعجب به حاكم الاندلس وجعله امينا على خزانة الدوله وبعدها خطة المواريث ثم وكل الى العمل في الشرطه الوسطى
فاحبه الناس لما قام به من اصلاحات
ثم في الحجابة
ثم اوكل بالوزاره
ثم اصبح حاجبا للدولة
ومع تقدم الزمن لم يقف عند ذلك الحد بل اصبحت احلامه اكثر من ذي قبل ، فأصبح محمد بن أبي عامر ذلك الفتى البسيط فتى الريف الذي قدم من ريفه وقريته البعيدة في الجزيرة الخضراء في أقصى جنوب الأندلس الذي اتى لتلقي العلم فقط ... اصبح
الملك محمد ابن ابي عامرملكا ً على الاندلس بأكملها
الملك الذي دخل قرطبة والزهراء وحكم الأندلس والعالم
الملك الذي لملقب بالملك المنصورالحاكم العادل الذي ما ان امسك بالحكم حتى قام بتصفية من أفسدوا في الدولة
محمد بن أبي عامر انه آية في الذكاء والدهاء , , كان محمد حسن النشأة , ذوهيبة , فكانت بدايته بتعلم القرآن والحديث والفقه والأدب والفلسفة اليونانيه , ونهاية بإمتلاك الاندلس كلها
اعلمو يااحبتي ان من اراد امرا ً فإرادته تحمله على عمله بل وتسهل له العمل وتهون عليه المصاعب , فالشخص ذو الإراده هو شخص ٌ مبدع
إذن علينا ان نتذكر اننا نملك قوة خفية داخليه وهي الإرادة الكامنه في داخلنا وهذه الإراده هي التي تكون عند القناعه التامة بأننا نستطيع ان نغير حياتناوبرمتها على حياة انسانيه جديده مختلفه كليا ً عن سابقتها وراقيه
ان هدفي من خلال سردي لشخصية هذا الرجل العظيم حتى نرى انه لايعرف الاستسلام والياس وان صاحب الإرادة راسخا ً كالطور .. يحاذر ان يفرقها هباء ً فيذهب بفاعليتها دون جدوى , ويحشد إرادته هذه في نظام رائع عندما يدعوه داعي الدفاع والجهاد , ونراه يدري دائما ً مايريد .
لذلك نرى صاحب الحلم والإرادة الفذة مطمئنا ً للنتيجة مهما اعترض سيره من عراقيل وواجته المشكلات والمتاعب والصعوبات فهو يثق من النصر في النهاية لانه يريد ويعرف مايريده
اختم حديثي هنا
ان كلنا نحلم ونحلم وان كانت احلامنا كبيرة ومستحيله في نظرنا فلا نيأس بالمحاوله في الوصول لها
الموضوع ليس بالصعوبه التي نتخيلها فالأمر كله يحتاج فقط إلى قرار وقدرة على اتخاذ هذا القرار
وعلينا ان ندرك ان اتخاذ القرار هو بداية من بدايات التنفيذ والمساعد الوحيد لتحقيق الهدف
وان القرارات وليس الضروف هي التي تساعدنا على تحقيق احلامنا
آخر المشاركات
01-20-2010, 07:43 PM
[ الريفي الذي حكم الاندلس والعالم ]
العرض العادي
