(جنازات مسرعة تحت المطر، وجنازات تنفجر بأزهارها عبر الصحراء، ولكن أين المحطة
الأخيرة؟ أين الشجرة التي يقعي المسافر تحت ظلالها مع حقائبه وغلة سيوفه؟
لا شيء. إننا ذئاب وحيدة وشاردة، وستظل أسناننا تؤلم من أحببناهم بصمت واخلاص على
مفارق الطرق وتحت شموع المقاهي حتى تنزف القطرة الأخيرة من دمائهم على طرف
الحذاء. وعند ذلك، نطالبهم بازالة تلك البقع بالدموع ومناديل الذكرى) *محمد الماغوط *
( رحيل وتذاكر )
تدري باكر
صوتك الدافي يسافر
وابقى وحْدي
لارحيل
وْلاتذاكر
لاتمري يالجروح
ما بقى بالصبرْ روح
عاندي روح السَّفَر لاتـتْـركيني
....................لو رحَلْتي ينْقضِي عمري حسافه
وين ما رحْتِي امانَه تأخذيني
......................كان ما فيها تعَبْ ولا كلافه
ياجروحي
ملِّني صبْري وسافر
وانتهت آخر قصيده
كانت حـْروفي تموت
وكانت السكَّه طويله
تحتضر فيها الجروح
ليتها عندي تموت
يابعَدْ عمْري ويا ذكْرى سنيني
..............جفَّ غصْن الوصْل واحْزنِّي جفافه
ياشبابيك الطفوله ناظريني
...................ياجدار الطَّين مرَّوا بكْ ضيافه
كان مرَّوا ماطلَبْتك غير عيْني
..................ينْظروا وشْ هو بهَا نظْرَة لطافه
علّميني كيف اسافر
واترك الذكرى وراي
ارسليني في عيونك
لاتخافي
وْلا اخاف
تذكري آخر قصيده
كنْت كاتبْها هناك
كانت جـْروحك حروف
وكانت ضْلوعي ورَق !!
ماعليّ انْ كان ماعدْتي تبيني
...................... .شاعرَك والله ماتهتزَّ قــافـه
تبْحري انْتي وانا يبْحر حنيني
.....................والهجَر يذْبَحْ وانا كلِّي ارْتجَافه
تكْتب الْيسْرى وتخْذلْني يميني
.....................ما سلكْت الدَّرب ليْ فيْها انْعطافه
سافري بي للضياع
سافري بي للهموم
سافري بي للمسافات البعيده
للخيانه لللألم
للموت باحْضان القصيده
ياحياتي
رحْلِتي مشْوار ضايع
وْدامها الذَّكرى مواجع
من يلوَّح للموادع
كلَّ ماهزَّه حنين
وْسالت احْلامه
على خد السنين !!!
تمْضي الايْام وانْتي ماتجيني
.....................في غيابك كلَّ شي روْحيْ تعافه
لـيـْمتَى تبْقى جروحك جاوبيني
...................لــيمتى هذا الألمْ روحي تخافه
جفَّ ريق الشَّعْر وانْتي تذْبَحيْني
....................يا خساره يوم تهْزمْنا مسافه
تدري باكر
راح اشَرَّخْ فيْ ثيابي
وادْرِي باكر
ماتعيش إلا الْهموم
وادري باكر
تنْطفي احْلَى شموع
وادري باكر
مايصحَّ الا الصَّحيح
ينْعِرِف
منْ هو
الْمعذَّب والجريح ؟؟!
مات ذاك الْحلْم ليْتك تسْمعيني
....................مادريت انَّ الْهجَر آخر مطافه
لارحيل وْلاتذاكر فيْ يديْني
..................والسّفَر ويْن السّفَر كلَّي حسافه
عبدالعزيز العميري
يوليو 2007م