[أطْلَاَلْ الذِكْرَى] ..!

[نوف سعود]

.
.
.



.
.
.
[أطْلَاَلْ الذِكْرَى]

 

[نوف سعود]

في عآم 1418ه ..
كان في الحي رجل كبير في السن لكنه نشيط قلباً وقالباً .. ملتحي ولونها كالثلج .. وثوبه القصير ..
كلما جاء قبيل أذان الفجر بساعة يطوف في (الحارة) ويطلق كلمته الشهيرة ( صلوووووووو ) ..
فما يقف عند منزل الا ويقولها بأعلى صوته وقوته .. الى درجه ان يتهز كامل شخصه النبيل ..
الذي دعاه ايمانه .. وحبه للناس .. وايقاضهم لصلاة الفجر ..!
وذات مره من المرات اردت انا واختي النظر ( لهذا الكائن الغريب ههههه ) فأطفأنا النور حتى لا يرانا فأصبحنا ننظر اليه ..
فالرجل المسكين طرأ في ذهنه ان هؤلاء الناس يريدون النوم عن صلاة الفجر وتركها تعمداً ..
فأطال الوقوف واطال الندااااء ( صلووووووووووووووووو ) لم اتحمل وهربنا وجلات ضاحكات ( ظلمناه ) ..
فسأل الله ان يرحمه ان كان ميت ويمتعه بالصحه والعافية ان كان حي وربما ..

ليت هناك امثاله الله يرفع قدره ..!

 

[نوف سعود]

في عام 1418ه ..
في الصف الثاني متوسط .. وذات الفصل .. ساعة حصة ( العلوم ) .. صباحاً بالطبع ..!
شدني تكرار معلمتي لكلمة ( يا بنات ) ..!!!
تساءلت يا ترى كم مرةً تقولها في الحصة الواحدة .. وتحديداً عندما تشرح لنا الدرس الواحد يومياً ..
فخطرت لي فكره .. أن أحسب عدد مرات قولها لـــ ( يا بنات ) .. وفعلاً ..
أمسكتب بقلمي الرصاص .. ومن بداية الشرح .. تجهزت لهذا العمل .. الغير ممل .. بل حب عنفواني للأستطلاع .. لأسجل هذا الانطباع ..
فكلما قالت تلك الكلمة .. وضعت خطاً مستقيماً على ( الطاولة الخشبية الملساء ) .. كهذا ( | ) : )
وتوالت الخطوط | | | | .. وكأنها خيوط .. |||||||||||||||||||||||||||||||||||
الى أن دق جرس نهاية الفترة .. معلناً برحيل المعلمة .. حينها جاء الفرج ..
وما ان خرجت المدرسة .. أرتفعت أصوات الطالبات .. وأنحلت قيود الصمت ..
بدأت في تعداد خيوطي / خطوطي .. وكأني الخوارزمي ..


فكانت ( 140 ) مره ..!

 

[نوف سعود]

.
.
.

في الصف الرابع الابتداائي من عام 1414 ه ذكرت معلمتي (عائشة المطيري) لمادة التاريخ قصة عجيبة وقالت/
سأخبركم عن قصة لأمرأة اعرفهاا ثم اطرقت قليلاً ثم قالت بل هي [ خالتي أنااا ] ::
قالت خالتي متزوجة وكل ما رزقت بطفل يموت مبااشرة بعد الولادة الاول مات والثاني توفي والثالث والرابع والخامس حتى وصل عددهم (أحد عشر) وفي وفاة الرضيع الأخير فلم تعد تحمل فصرخت وبكت واغشيء عليهاا وخرت صريعه وكان اهلها وذويها يسكبون عليها الماء لتستيقظ من غشيتهاا حينهااا هذه الأم رأت في نومها اطفالها الاحدى عشر في روضة وجنة ملتفون حول (نافورة ماء) ويأخذون من الماء لينثرونه على امهم فرحين بها وينادونا بترديد كلمة ( أمي / أمي ) فأستيقظت فرحة مستبشرة لم يبقى في قلبها اية حزن ..

ثم قالت مدرستي لم تبكي هي بعدهااا ودامت في سرور بقرير عينيها عند رؤية اطفالها ..!

فسبحاااان الله ..

 

[نوف سعود]

.
.
في عآم 1412ه ..
ألتقيت بزميلة في الصف الثاني الأبتدائي .. كانت سمراء البشرة .. وأسمها ( زوله ) ..
وبما أنني سمعت من قبل أن الذي يدخلون الجنة من السمر يصبحون ذو بشرةً بيضاء ..
بادرتها بالحديث ::
إذا دخلتي الجنة ستصبحين بيضاء ..!
تعجبت وقالت نصاً ::
( أجل أنتم دخلتم الجنة ) ..؟؟؟
فقلت ::
لااااااا وشرحت لها ..



فلن أنساه ما حييت .. : )

 

[نوف سعود]

.
.
.
في عآم 1413ه ..
وقفت أنتظر ( جرس ) اعلان الخروج من المدرسة .. فكنت واقفة عند باب ومن معي مجتمعات ..
شدني فتاة بيضاء ( بجاكيت نمري ) .. بملامح لطيفه .. وهادئة وما زالت صورتها مخلداً في ذاكرتي ..
أخيراً خرجت من المدرسة .. فوجدت ( الباص ) مكتض بالطالبات .. وما زال في الخارج أفواج تنتظر الركوب ..
قررت حينها الذهاب سيراً عالأقدام .. فالبيت ليس بعيداً لذلك الدرجة .. فأحياناً أذهب اليه بلا نقل ..
وما أن وصلت المنزل وجدت المفاجأة ::
سائق المركبة لقد دهس الفتاه ذاتها ( صالحه ) .. ذات الجاكيت النمري .. وبجانب بيتنا .. ونفس مكان نزولي يومياً .. وركوبي فجرياً ..!
أمها تجول المكان تبكي وتصرخ .. أبيها ينظر الى فلذة كبده .. رأسها متساوي مع التراب .. سائق (الباص) وجل من الدية ..
أخوتي وأبي خرجو يركضون .. ظناً أنه أنا التي دهست .. فسبحان الله فلم يكن ذاتي مكانها ..
الغريب هنا / الفتاة منزلها يبعد عن منزلنا بسبعة او ثمانية بيوت بشوارعها ..!
مالذي جعلها تنزل هنا في نفس المكآن ...؟؟؟
وقفه / أبيها في نفس لحظة وقوفهم على الحادث وقبل ان يتفرقو ( تنازل عن الدية ) ..
المؤلم / السائق الأحمق حينها أصبح يضحك فرحاً فبانت نواجذه ..!
طريقة الحادث / أتى صهريج مياه يريد ان يسير في الشارع وقتها الفتاه نزلت وسقط حذائها ورجعت لتلتقطه ولم ينتبه لها السائق ليلحقها ويدهسها مبتعداً عن تلك الناقلة ..
.
.
بعد أن ذهب الجميع وخلي المكآن نادتني أبنة جارتنا ( نورة ) فأصبحت تبعد التراب عن ( دماغ الفتاه ) لتريني اياه ..
بعدها ببرهة من الزمن سمعنا أن والدتة ( صالحه ) جن جنونها تردد اسمها ليلاً ونهارا لتفقد عقلها .. والله اعلم .

 

[نوف سعود]

قبل سبع سنوآت ::
أتصلتُ على إحدى الأخوات .. الساعة الثلاث عصراً .. من يوم الجمعه .. فقالت لي ::
والله اليوم الظهر دعوت الله انك تتصلين بي .. لأني فقدت رقمك ..
.
.
الدعآء أكبر نعمه ..!

 

[نوف سعود]

في عآم 1414ه تقريباً ..
دخلت مدرستي الجديدة الأبتدائية للتو أنتقل أليها .. وفي يومي الأول أثار أنتباهي تصرف طالبات المدرسة ..لأنكره في ذاتي ..!
البنات واقفات ومصطفات بجانب بعضهن البعض من باب الدخول إلى باب المدرسات في الساحة بأكملها ..
الشآهد / كلما دخلت ( معلمة ) يقمن الطالبات بالركوع لها جميعاً وفي وقت واحد الى أن تدخل في غرفة المعلمات ..!
لم يطول هذا الامر أتذكر يوم او يومان وانتهى ربما وبخن من قبل المديرة والله أعلم ..
مع ان المدرسة ليست في مدينة طائفية لكنها في ( العاصمة ) ..!