صَدَأ .,

[صفراء]

-




لا أعرِفُ شيئًا عنّي !








.

 

[صفراء]

-



الجهل نوع من الثّقافات أحيانًا ،
لن يفقهه إلا الهَارب من أشياء عصبيّة ..

لم أحلم بشيء من متاجر الحياة إلا ببعض اليسير الغير مُنقرض !

المَقَامُ مملوء بالسّخرية رُبّما ، مُتشَبّعٌ بالحزن حينًا ..
عُذرًا لهَذا الرّبَكِ أيضًا ..

 

[صفراء]

-


فِي وجهِ الحزن لا شيء يُشبه البشر ، هو البشر بحرفيهم الأخيرين فقط !
تلبّسه البؤساء وصاحبهم ، وبعد ذلكَ ضجروا كأيّ من الأصدقاء غير أنّه الصَديق الوَفي ، الغير ملولٍ أيضًا !

الحزن، تلكَ الدّولة البائسة المُكتظة بالزّوار ، والأمل عدوها الذي يقضي عليها وتقضي عليه ،
والزّوار يغويهم جواسيس الأمَل للهروب ، وقد يَغلبهم السُكر فلا يستطيعون فرارًا !

مَلامحُ الحزن تقطنُ وجوه العابرين ، تشخذ الدّموع ، تُؤلِمُ القلوبَ ولا تكتفِ إن لم تُمزّق الأرواح !

الحزن أيضًا ، ضحيّة الكُتّاب وإن غمرهم : ) !

 

[صفراء]

-

فكرَةُ الكتابة هِي الأمر الذي لا يبحثُ عنه الكُتّاب مُطلقًا : هي ثرثراتهم الصامتة فقط
أمّا من يبحثُ عن الكتابة كونه يُرضِي طرفًا من البشر ، هو لن يُبدع بذات الكمّ الذي يكتب لأنّه يرغب !
كثرَةُ الأدباء لا تعني كثرة الأدب .. وكثرة النّصوص تُكثر اللصوص
وليس كُلّ شاعرٍ ذو شعر ..

وَ الأدب في وقتنا هذا ، يحتضر ويتنفّس !

أحمدُ الله كثيرا أنّي لا أمتّ له سوى بـ ثرثرة خاوية .. ورُشقتُ بسفّتها : ) !

 

[صفراء]

-


يحتضن "صمتي" سُواليفَ انكِسَاري ،
وإنْ نِبَسْت شفَاي ما تنطق كثير ،

السّهر "حَالِي" وحَالَ الحزن "جاري"
والألم للحزن في قلبي أجير ،

كم سهرت أعدّل الميل بمساري ،
وكمّ دربٍ بآخره "مَنْع المسير"

الحياة ألوان وأخطأت اختياري ،
من عمَى الاحساس مَا رمت استخير ،

جَرحي اللي من بعد غيبته عاري ،
مَا كساه الا حزن قلبٍ كَسير ..

من لبَستَ الهَمّ صار الحزن دَاري ،
ومن ضحكت بكذب صَار الدّمع غير ،

كل يوم أعتب على ضيعَة قراري ،
من قراري مَا قدرت أبقَى بخير !

يمتزج لونَ الليَالي في نهاري،
كتّم أصواتي وكفّى بالصرير ..!

 

[صفراء]

-

يا صديقتِي لا شيء مُبكي ، لا شيء يؤلم لا شيء يستحق ؛ دعينا نكذب ما دام أن الكذب يرضيك !
صديقتي لا تعودي لأحلامي ، ولا لخيالاتي ، لا تسمعي حكايايَ أبدا ولا تنبس شفاهك طلب رأيي ؛ فلنفترق !
أُحب كل شيءٍ بكِ .. إلا كذبك !
يا صديقتي إن لم تكوني بقدر الأمانة لا تطلبي أسراري أبدًا ، لا تخبريني أنّها بأمان وهي مشرّدة !
وياصديقتي العزيزة لا يبكيني حقا ما فعلتِ ولن يُرضيني أبدا أن تكوني سيئة لذا كان من الأفضل أن أودّعكِ هُنا لأجلكِ

 

[صفراء]

-

الحزن سيّد الليل ، يمشي بهدوء ، صوت خطواته بريء ، إنّما نحن نركض حتى نصطدم به ونحضنه خطأً ! يؤلمنا الاصطدام فنبكِ !
في شارعٍ ما .. لا يتحدّث إلا لسان الأبكم ولا تسمع إلا أذن الأصم و الأعين عمياء ! النورُ مُظلم والحدائقُ رمَاد و المَارّة أشلاء !
النَاي و البكاء و طفلٌ ممزّق الملابس يرقص في وسط الشارع شعره المُبعثر يسقط فوق أذنيه يُغطي عينيه و يده الصّغيره تحمل الحلوى !
النجوم آفلة والأحلام ساقطة و القمر مخسوف .. شهاب يمرّ سريعا يسرق الاهتمام لخزعبلة يُؤمن بها تافهوا هذه القرية يملؤونه بالأمنيات فيسقط وتخيب الوجوه !
كبد الرّصيف مليئة بالزجاج الجَارح بجانبها ذاك الثّمِلُ يرفع رأسه الثّقيل وحاجبه الأيسر ويُلقي عتَبه على الهواء وسبابته تُفلت الامساك بالخمر تنكسر الأخرى جانبه ولا يشعر !
الهواء نقي و الأنفاس ملوّثَة ، الأحلام كثيرة والواقع وَعِر ، الأصوات عالية لا تصل ، و رجلٌ هناك يجرّ قدمه ؛ كي لا يتّضح عرجه ويغريه طفل بالركض فيعرج مرحًا !
العبور على جسر الأحلام بحاجة زاد أمل و زاد قناعة وقبعَة طموح .. !