قِرَاءَةٌ لِهَذِهِ اَلْأَقْدَارِ
اَلْهَمُّ يَغْتَالُ اَلْأَفْكَار , وَالنَّحِيبُ أَجَّجَ اَلْأَحْزَان
وَأَضْلُعُ اَلْأَوْجَاع تُعْلِنُ ثُلَاثِيَّةْ اَلْعَزَاء
وَالسُّكُوتُ إِمَامٌ فِي صَلَاةِ اَلْقُنُوتِ
كانت قِرَاءَةٌ لِهَذِهِ اَلْأَقْدَارِ
أَتَأَمَّلُ فيها مَرْعَى اَلْهُمُوم
وَذَلِكَ اَلرَّاعِي اَلْمَفْقُود
وَادِي بِلَا زَرْعٍ وَمَحْصُول , وَالشَّجَرُ لَا ظِلَّ لَهُ مَمْدُود
وَتَلْعَبُ اَلْأَيَّامَ لُعْبَة عَجِيبَة لِلْأَحْلَام وَالصُّمُود
وَذَلِكَ بِئْرُ اَلشُّعُورِ , يُسْقَى مِنْهُ مَا يَرْوِي اَلْفُتُور
يُوقِظُ اَلْيَقِين , وَيُبَرِّئُ مَا فِيهِ مِنْ ظُنُون
لَا لِثَبَاتِ اَلقَلْبِ اَلمَعْهُود
فَالضَّمِيرُ يُؤَنِّبُ بِحُرْقَةٍ , وَلَا يَعْلَمُ أَنْصَافًا لِلْحُلُول
أَطْلَقَ رَصَاصَات قَاتِلَة لِتِلْكَ اَلْأَفْعَال اَلْمُتَهَالِكَة
يَا لِهَذَا اَلْعَجْزِ أَوْجَاعه لَا تُهَوِّنُ , أَيْنَ اَلْمُنْتَهَى لِهَذَا اَلْجُنُون
وَمَنْ سَيَكْتَفِي كَيْ أَكْتَفِيَ , وَهَذِهِ أَقْدَار تَدُور
اَلتَّوْبَةُ تَقُولُ لِي هَلْ لَك إِلَيَّ وَتَتُوب
وَعَنْ مَاذَا أَتُوبُ ؟ وَالْفِرَاقُ يُحْرِقُ اَلْقُلُوب
إِنَّنِي أَرْفُضُ اَلْقَهْرَ وَالْوَيْل
كَيْ لَا يَسْتَمِرَّ خِدَاعُ تِلْكَ اَلْحَسَرَات
فَكَانَ اَلرَّجَاء حَدِيث عَهْد بِي
أَتَى يَحُثُّنِي حَثِيثًا فَقَدَّمَ لِلْوَقْتِ زَاداً
حَتَّى يَتَمَهَّلَ وَلَا يُغَادِر
وَالصَّرَاحَة كَانَتْ وَاقِعًا لِلْعَمَلِ اَلدَّءُوب
سَتَكُونُ هِجْرَةً مِنْ خَلَاءٍ عَارِي
جَرَّدَتْهُ اَلسَّمَاء مِنْ جَنَّاتٍ وَأَنْهَار
فَكَانَ اَلْمَنَامُ كَفِيلاً
أَنْ يَحْمِلَنِي عَلَى أَكْتَافِهِ لِأَكُونَ عَلَى سَرِيرِ اَلْأَسْرَارِ
أَتَوَسَّدُ اَلرُّؤْيَا وَأَرَى فِيهَا ذَلِكَ اَلسِّبَاقَ , إِلَى حُلُولٍ لِهَذِهِ اَلْأَلْغَازِ وَالنَّتِيجَةُ هِيَ:
اَلرِّضَا وَالْكِفَايَةُ وَحُسْنُ اَلْمَآلِ
اَلَّتِي دَلَّتْنِي إِلَى مَنَابِعِ اَلْمَاءِ وَمَنَابِتِ اَلشَّجَرِ
مَا كَانَ اَلْمَجَالُ فِيهَا لِدَبِيبِ اَلْحَيَاةِ
يُغْدِقُ بِالْمَطَرِ يَغْمُرُ اَلْأَرْضَ بِالْمِيَاهِ
يَعْشُوشَب وَيَسْتَرِدُّ مَا تَبَقَّى مِنْ إِنْعَاشٍ
وَالْعَجِيب مَا سَيُرْوَى فِيمَا يُرَى
فَهَذِهِ مَسِيرَة لَا تُدْرِكُهَا رُؤْيَةُ مَا
إنّها المقصدُ لذلك الرَّحِيل
قَرَاره آثِم وَجَازِم لِاعتناق هذه الأقدار
اُهْجُرْنِي أَيُّهَا اَلنِّسْيَانُ
وَلَا تُكْثِرُ اَلْعِتَابَ أَيُّهَا اَلْوَاقِعُ
سَأَتَّجِهُ لِلْمَصِيرِ وَلَا ضَيْر
أشرٌّ هو أم خير
فذلك علمه في دياجير الغيب