على وشكِ الفراق . . .

[سارة النمس]

حينما اتكأ الخجل على حلم ، و دقت ساعة الحياة منتصفها ، قررت أن تقف أخيرا كي تضع نقطة النهاية لقصة ظلت سنوات قابعة تحت ظل علامات الإستفهام و التعجب ! تسدّها النقاط المتتابعة ، إنّها اللحظات التي نمزق فيها معاهدات الاستسلام لنقفز من فراش الماضي و نتجاوز باب الحاضر فننطلق إلى المستقبل لا شيء مغرٍ كالمستقبل ! إغراؤه لا تضاهيه فتنة االماضي التي عل وشك التلاشي ، فمَــا مضى ليس سوى ذكريات شاء لها القدر أن تسجن بين قضبان " كان " لا يمكن أن يبنى عليها مستقبل بأسره .
بذلك اليوم الضبابي من كانون الأول ، كانت الشمس غائبة عن الوعي تمامًا و دخلت غيبوبتها منذ شهر و أكثر ، غطتها غيوم رمادية محملة بماء الحياة الطاهر ، خرجت " عبير" من بيتها بعد العصر تتشبث بمظلة سوداء كي لا يبللها المطر فيساء فهمها على أنها دموع أنجبها الفراق ! الطريق إليه كان غريبًا ، موحشًا ، فارغا من أهله ، في هذا اليوم البارد قرر الناس الاحتماء بجدران بيوتهم و الاكتفاء ببطانية و كوب قهوة ساخن ، لكن لخروجها سببٌ وجيه كي تضع نقطة نهاية على سطر الحب .
وصلت إليه و دفعت باب المقهى الزجاجي بيدها ، أول ما استقبلها دفئ جميل ، حتى المكان كان أصيلا به أرائك عربية و موائد نحاسية مستديرة و رائحة القهوة المحتبسة تسرق الأنفاس إنه مكان مميز جدّا للوداع ، قصة حب أسطورية عليها أن تتوج بفراق أسطوري ما !
لحظة رآها وقف كي يهم بمعانقتها لكنها اكتفت بالمصافحة ، فالعناق أسوأ ما يمكن أن تقوم به و أنت تودع عزيزًا كارثة الرحيل أن نبث فيه كل ما تبقى لدينا من الحب ، سيجلدنا الضمير بترك المحبوب إلى يوم البعث ، جلست فجلس هوَ ،
و ابتسم فابتسمت هيَ على مضض ، حتى االابتسامات تعدّها عدّا !
- لازلتِ غاضبة مني ؟
- أبدًا .. لست غاضبة منك و لكنني في هذه الفترة اكتشفت أنّ كلّ ما كان جميلا بيننا قد انتهى . . . فلما المضيّ ؟
- لا أحب سماعكِ تتحدثين بنبرة الفراق ! نحن خلقنا لبعضنا البعض و كل ما يحدث أمر عادي بين أي اثنين ، كلّ ما هو عالق سيحل أعدكِ
- أنت لا تفهم . . لم أعد أشعر بالسعادة و أنا معك ، ما عاد قلبي يدق كلما رأيتك ، لقد استنفد الزمن كلّ ما بقلبي من حب ليس بوسعي أن أقدم أية عاطفة أخرى فلما ترفض الإنسحاب ؟ أعتقد أنّ الرحيل بتركك ! أفضل من البقاء معك بخيانتك
- و أحلاهما مرّ !
- لقد كنتُ وفية لك منذ أن عرفتكَ
- و هل عليّ أن أشكركِ على واجبك كعاشقة ؟ إنه ليس معروفا صنعته لي ، و مثلما كنتِ وفية كنت لك وفيا
" قالت بعد أن ارتشفت من فنجان القهوة " :
- صحيح ! ليس جميلا و لكنه واجب لم يعد يؤده الكثيرون و الكثيرات
- لما تفعلين بي هذا ؟
- أنت لما تفعل هذا ، لما لا تدعني أرحل بسلام ؟
- كي أموت بسلام !
- أنت تعقد الأمور
- لما لا تبسطينها ؟
- أحاول ذلك .. وداعًا " حملت حقيبة يدها ، و لفت الشال حول عنقها كي ترحل "
- إنتظري . . . تذكري دائما أنني أحبك

كانت " أحبكِ " آخر ما سمعته منه قبل الرحيل ، ووقع صوته عليها كان كالزلزال ، عادت إلى بيتها و الشمس لازالت غائبة عن الوعي و الطريق لازال موحشًا و غريبا ، و عندما وصلت إلى المنزل ، تحسست صدرها كأنّه فارغ ! لقد تركت قلبها معلقا بذلك المقهى العربي العتيق ، حملت الهاتف و دون أي وعي أو إدراك منها وجدت نفسها تشكل رقمه بأصابع مرتجفة كي تتصل به و تخبره :

- اشتقتُ إليك !

سارى النمس

 

[حسن قرى]

جميل هذا الحب الذي لا يحب أن يضع نقطة نهايته، إلا بعد صفاء الطقس، وبزوغ شمس الحقيقة، حقيقة الخيانة والوهم، أسلوبك جميل وسردك ممتع، لعلك تسيرين على خطاها.......

 

[يوسف محمد]

ماهذا السحر الحلال الذي انسكب من آنيتك سيدتي ؟!

يخيل لي ان الآنية التي سكبت هذا الإبداع السحري ... يخيل لي أنها آنية من نور لا تخطئها العيون في النهار أو في الظلام على حد سواء !!!

شكرا على هذا الإبداع ...

....سيدتي سارة .....ننتظر المزيد ...

 

[نادرة عبدالحي]

كانت الشمس غائبة عن الوعي تمامًا و دخلت غيبوبتها منذ شهر

....
..
الكاتبة الجزائرية سارة أتروى عند دخولي إلى نصوصكِ لعدة أسباب طبعا
وإن كانَ السبب متعمدا لا تحزني ...فعندما أقرأكِ أود لذهني أن يكون صافي
لا معكرا ...فمثل هذا البوح يستحق أن نقرأهُ بذهن خالي تماما من الشوائب ...
أما إقتباسي لجملة كانت الشمس غائبة عن الوعي تمامًا و دخلت غيبوبتها منذ شهر
فتحت نافذة الرد وعدتُ للقرأءة ...كنتٰ أود فعلا إستخلاص سبب فقدان الشمس للوعي
الخيانة .....افففففف كلمة ثقيلة موجودة بكثرة نصمت ومن ثم نبدأ ب الغليان عندما نقرأها ....
وفي النهاية كانت الأنثى التي إحتست القهوة برفقته ....مُسامحة
يا لهذه النفس البشرية حقاااا تتدخل في معادلات وحقائق معقدة .
وبالنهاية لا نستطيع إكتشاف الاسباب الحقيقة وراء الخيا....نة & والمسسسسسسا....محة
.....
..........
تأخذين قارئكِ لجوف الواقع
الكاتبة سارة النمس وفي جوفي شوق للمزيد والمزيد من إلهامكِ
قطفتُ لحضرتكِ ريحانة خضراء تعتني بها والدتي

 

[سارة النمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن قرى

جميل هذا الحب الذي لا يحب أن يضع نقطة نهايته، إلا بعد صفاء الطقس، وبزوغ شمس الحقيقة، حقيقة الخيانة والوهم، أسلوبك جميل وسردك ممتع، لعلك تسيرين على خطاها.......

نعمـ جميل جدّا
سعيدة بانطباعك . . دمتَ متابعًا سيد حســن

 

[سارة النمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف محمد

ماهذا السحر الحلال الذي انسكب من آنيتك سيدتي ؟!

يخيل لي ان الآنية التي سكبت هذا الإبداع السحري ... يخيل لي أنها آنية من نور لا تخطئها العيون في النهار أو في الظلام على حد سواء !!!

شكرا على هذا الإبداع ...

....سيدتي سارة .....ننتظر المزيد ...

كلّ هذا الإبداع أبهرني ب " رد " لكَ
فما الذي ينتظرني إن قرأت لكَ قصة ما أو حتى خاطرة !
لك لغة جميلة يا صديقي يوسف
و كرمٌ منكَ أن تمكث هنا بين حروفي
أقول لكَ أهلا و سهلاً .. ما أجمل القراء مثلك

 

[سعود القويعي]

جميل هذا البوح من احاسيس البشر
يكابرون وقت أن كان يجب ان يضعفوا ... قيادنا ابدا بيد قلوبنا , مهما عصيناه فهو عصيّ
ماأجمل البوح بالحقيقه . وهي تتدفأ في احظان قلوبنا , هربا من شتاء ديسمبر القاسي , صقيعه يجعل الأطراف ترتعش , لكن القلوب ترفض الأرتعاش , وتهوى الانتعاش , فهي دوما تنعم بدفء الأحاسيس الجميله
ســاره / لخيالك ربيع ولحرفك الماتع انسام الحياه .
كوني كما انتي دوما
باقات الزنبق تسترخي عند قدميكِ

 

[سارة النمس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادرة عبدالحي

....
..
الكاتبة الجزائرية سارة أتروى عند دخولي إلى نصوصكِ لعدة أسباب طبعا
وإن كانَ السبب متعمدا لا تحزني ...فعندما أقرأكِ أود لذهني أن يكون صافي
لا معكرا ...فمثل هذا البوح يستحق أن نقرأهُ بذهن خالي تماما من الشوائب ...
أما إقتباسي لجملة كانت الشمس غائبة عن الوعي تمامًا و دخلت غيبوبتها منذ شهر
فتحت نافذة الرد وعدتُ للقرأءة ...كنتٰ أود فعلا إستخلاص سبب فقدان الشمس للوعي
الخيانة .....افففففف كلمة ثقيلة موجودة بكثرة نصمت ومن ثم نبدأ ب الغليان عندما نقرأها ....
وفي النهاية كانت الأنثى التي إحتست القهوة برفقته ....مُسامحة
يا لهذه النفس البشرية حقاااا تتدخل في معادلات وحقائق معقدة .
وبالنهاية لا نستطيع إكتشاف الاسباب الحقيقة وراء الخيا....نة & والمسسسسسسا....محة
.....
..........
تأخذين قارئكِ لجوف الواقع
الكاتبة سارة النمس وفي جوفي شوق للمزيد والمزيد من إلهامكِ
قطفتُ لحضرتكِ ريحانة خضراء تعتني بها والدتي

نادرة عبد الحـــيّ . .
تتذوقين النصوص النثرية برقي ، كأميرة من العصور الوسطى
تجلس بشرفة قصرها ، أمامها كوب شاي أخضر و قصة ما تتناولها في نهم
هكذا أتصوركِ ، و أنا أتعرف عليكِ كلّ مرة أكثر
لكِ في قلبي الكثير من الامتنان لأنكِ تقتطعين من وقتكِ و تمكثين هنا بين الأبجديات
بسعة صدر و كرم نفس ، تنتقين من رفوف الأبعاد و تقرئين لنـــــَا
لا حرمنا الله منكِ أيتها النقية