" أفــلاطون " - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
غياب القناديل (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 3 - )           »          (( أبْــيَات لَيْسَ لَهَــا بَيــْت ...!! )) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 11 - )           »          تخيل ( (الكاتـب : يوسف الذيابي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 428 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75147 - )           »          ورّاق الشعر [ تفعيلة ] (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 5 - )           »          بُعدٌ جديد ! (الكاتـب : زكيّة سلمان - مشاركات : 1 - )           »          عَـيني دَواةُ الحـرفِ (الكاتـب : حسن زكريا اليوسف - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 4 - )           »          " قلطة " : اقلطوا .. (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 94 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 3844 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 423 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات العامة > أبعاد أبعَادية > أبعاد المكشف

أبعاد المكشف يَفْتَحُ نَافِذَةَ التّارِيْخِ عَلَى شَخْصِيّاتٍ كَانَتْ فَكَانَ التّارِيْخُ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-18-2007, 01:30 AM   #1
نـــجد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية نـــجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

نـــجد غير متواجد حاليا

افتراضي " أفــلاطون "



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أفلاطون(باليونانية: Πλάτων Plátōn) (عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م)
فيلسوف يوناني قديم, وأحد أعظم الفلاسفة الغربيين, حتى ان الفلسفة الغربية اعتبرت انها ماهي الا حواشي لأفلاطون.عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن.كانت كتاباته على شكل حوارات ورسائل وإبيغرامات(ابيغرام:قصيدة قصيرة محكمة منتهيه بحكمه وسخريه يعرف أرسطو الفلسفة بمصطلحات الجواهر ، فيعرفها قائلا أنها علم الجوهر الكلي لكل ما هو واقعي . في حين يحدد أفلاطون الفلسفة بأنها عالم الأفكار قاصدا بالفكرة الأساس اللاشرطي للظاهرة . بالرغم من هذا الإختلاف فإن كلا من المعلم و التلميذ يدرسان مواضيع الفلسفة من حيث علاقتها بالكلي ، فأرسطو يجد الكلي في الأشياء الواقعية الموجودة في حين يجد أفلاطون الكلي مستقلا بعيدا عن الأشياء المادية ، و علاقة الكلي بالظواهر و الأشياء المادية هي علاقة المثال ( المثل ) و التطبيق . الطريقة الفلسفية عند أرسطو كانت تعني الصعود من دراسة الظواهر الطبيعية وصولا إلى تحديد الكلي و تعريفه ، أما عند أفلاطون فكانت تبدأ من الأفكار و المثل لتنزل بعد ذلك إلى تمثلات الأفكار و تطبيقاتها على أرض الواقع.

حياته
أفلاطون هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض شارحيه لقب "أفلاطون الإلهي". يقال إنه في بداياته تتلمذ على السفسطائيين وعلى كراتيلِس، تلميذ هراقليطس، قبل أن يرتبط بمعلِّمه سقراط في العشرين من عمره. وقد تأثر أفلاطون كثيرًا فيما بعد بالحُكم الجائر الذي صدر بحقِّ سقراط وأدى إلى موته؛ الأمر الذي جعله يعي أن الدول محكومة بشكل سيئ، وأنه من أجل استتباب النظام والعدالة ينبغي أن تصبح الفلسفة أساسًا للسياسة. وهذا ما دفع فيلسوفنا للسفر إلى مصر، ثم إلى جنوب إيطاليا، التي كانت تُعتبَر آنذاك جزءًا من بلاد اليونان القديمة. وهناك التقى بـالفيثاغوريين. ثم انتقل من هناك إلى صقلية حيث قابل ديونيسوس، ملك سيراكوسا المستبد، على أمل أن يجعل من هذه المدينة دولة تحكمها الفلسفة. لكنها كانت تجربة فاشلة، سرعان ما دفعته إلى العودة إلى أثينا، حيث أسَّس، في حدائق أكاديموس، مدرسته التي باتت تُعرَف بـأكاديمية أفلاطون. لكن هذا لم يمنعه من معاودة الكرة مرات أخرى لتأسيس مدينته الفاضلة في سيراكوسا في ظلِّ حكم مليكها الجديد ديونيسوس الشاب، ففشل أيضًا في محاولاته؛ الأمر الذي أقنعه بالاستقرار نهائيًّا في أثينا، حيث أنهى حياته محاطًا بتلاميذه.

فلسفته:

أوجد أفلاطون ما عُرِفَ من بعدُ بطريقة الحوار، التي كانت عبارة عن دراما فلسفية حقيقية، عبَّر من خلالها عن أفكاره عن طريق شخصية سقراط، الذي تمثَّله إلى حدِّ بات من الصعب جدًّا، من بعدُ، التمييز بين عقيدة التلميذ وعقيدة أستاذه الذي لم يخلِّف لنا أيَّ شيء مكتوب. هذا وقد ترك أفلاطون كتابةً ثمانية وعشرين حوارًا، تتألق فيها، بدءًا من الحوارات الأولى، أو "السقراطية"، وصولاً إلى الأخيرة، حيث شاخ ونضج، صورة سقراط التي تتخذ طابعًا مثاليًّا؛ كما تتضح من خلالها نظريته في المُثُل، ويتم فيها التطرق لمسائل عيانية هامة.

تميِّز الميتافيزياء الأفلاطونية بين عالمين: العالم الأول، أو العالم المحسوس، هو عالم التعددية، عالم الصيرورة والفساد. ويقع هذا العالم بين الوجود واللاوجود، ويُعتبَر منبعًا للأوهام (معنى استعارة الكهف) لأن حقيقته مستفادة من غيره، من حيث كونه لا يجد مبدأ وجوده إلا في العالم الحقيقي للـمُثُل المعقولة، التي هي نماذج مثالية تتمثل فيها الأشياء المحسوسة بصورة مشوَّهة. ذلك لأن الأشياء لا توجد إلاَّ عبر المحاكاة والمشاركة، ولأن كينونتها هي نتيجة ومحصلِّة لعملية يؤديها الفيض، كـصانع إلهي، أعطى شكلاً للمادة التي هي، في حدِّ ذاتها، أزلية وغير مخلوقة (تيميوس).

هذا ويتألف عالم المحسوسات من أفكار ميتافيزيائية (كالدائرة، والمثلث) ومن أفكار "غير افتراضية" (كالحذر، والعدالة، والجمال، إلخ)، تلك التي تشكِّل فيما بينها نظامًا متناغمًا، لأنه معماري البنيان ومتسلسل بسبب وعن طريق مبدأ المثال السامي الموحَّد الذي هو "منبع الكائن وجوهر المُثُل الأخرى"، أي مثال الخير.

لكن كيف يمكننا الاستغراق في عالم المُثُل والتوصل إلى المعرفة؟ في كتابه فيدروس، يشرح أفلاطون عملية سقوط النفس البشرية التي هَوَتْ إلى عالم المحسوسات – بعد أن عاشت في العالم العلوي - من خلال اتحادها مع الجسم. لكن هذه النفس، وعن طريق تلمُّسها لذلك المحسوس، تصبح قادرة على دخول أعماق ذاتها لتكتشف، كالذاكرة المنسية، الماهية الجلية التي سبق أن تأمَّلتها في حياتها الماضية: وهذه هي نظرية التذكُّر، التي يعبِّر عنها بشكل رئيسي في كتابه مينون، من خلال استجواب العبد الشاب وملاحظات سقراط الذي "توصل" لأن يجد في نفس ذلك العبد مبدأً هندسيًّا لم يتعلَّمه هذا الأخير في حياته.

إن فنَّ الحوار والجدل، أو لنقل الديالكتيكا، هو ما يسمح للنفس بأن تترفَّع عن عالم الأشياء المتعددة والمتحولة إلى العالم العياني للأفكار. لأنه عن طريق هذه الديالكتيكا المتصاعدة نحو الأصول، يتعرَّف الفكر إلى العلم انطلاقًا من الرأي الذي هو المعرفة العامية المتشكِّلة من الخيالات والاعتقادات وخلط الصحيح بالخطأ. هنا تصبح الرياضيات، ذلك العلم الفيثاغوري المتعلق بالأعداد والأشكال، مجرد دراسة تمهيدية. لأنه عندما نتعلَّم هذه الرياضيات "من أجل المعرفة، وليس من أجل العمليات التجارية" يصبح بوسعنا عن طريقها "تفتيح النفس [...] للتأمل وللحقيقة". لأن الدرجة العليا من المعرفة، التي تأتي نتيجة التصعيد الديالكتيكي، هي تلك المعرفة الكشفية التي نتعرَّف عن طريقها إلى الأشياء الجلية.

لذلك فإنه يجب على الإنسان - الذي ينتمي إلى عالمين – أن يتحرر من الجسم (المادة) ليعيش وفق متطلبات الروح ذات الطبيعة الخالدة، كما توحي بذلك نظرية التذكُّر وتحاول البرهنة عليه حجج فيدون. من أجل هذا يجب على الإنسان أن يعيش على أفضل وجه ممكن. فمعرفة الخير هي التي تمنعه من ارتكاب الشر. ولأنه "ليس أحد شريرًا بإرادته" فإن الفضيلة، التي تقود إلى السعادة الحقيقية، تتحقق، بشكل أساسي، عن طريق العدالة، التي هي التناغم النفسي الناجم عن خضوع الحساسية للقلب الخاضع لحكمة العقل. وبالتالي، فإن هدف الدولة يصبح، على الصعيد العام، حكم المدينة المبنية بحيث يتَّجه جميع مواطنيها نحو الفضيلة.

هذا وقد ألهمت مشاعية أفلاطون العديد من النظريات الاجتماعية والفلسفية، بدءًا من يوطوبيات توماس مور وكامبانيلا، وصولاً إلى تلك النظريات الاشتراكية الحديثة الخاضعة لتأثيره، إلى هذا الحدِّ أو ذاك. وبشكل عام فإن فكر أفلاطون قد أثَّر في العمق على مجمل الفكر الغربي، سواء في مجال علم اللاهوت (اليهودي والمسلم والمسيحي) أو في مجال الفلسفة العلمانية التي يشكِّل هذا الفكر نموذجها الأول.

مؤلَّفاته:

المأدبة أو "في الحب": يبيِّن هذا الحوار، الذي جرى تأليفه في العام 384 ق م، كيف أن ولوج الحقيقة يمكن أن يتم بطرق أخرى غير العقل، وليس فقط عن طريقه: لأن هناك أيضًا وظيفة للـقلب، تسمح بالانتقال من مفهوم الجمال الحسِّي إلى مفهوم الجمال الكامل للمثال الجلي.

والقصة هي قصة الشاعر أغاثون الذي أقام في منزله مأدبة للاحتفال بنجاح أول عمل مسرحي له. وفي هذه المأدبة طُلِبَ من كلِّ المدعوين، ومن بينهم سقراط، أن يلقوا كلمة تمجِّد إله الحب ويقوم سقراط، انطلاقًا من تقريظ الجمال، بمحاولة لتحديد طبيعة الحب، متجنبًا الوقوع في شرك الجدال، متمسِّكًا فقط بالحقيقة. فيستعيد كلمات ديوتيما، كاهنة مانتيني، للتأكيد على أن الحب هو عبارة عن "شيطان" وسيط بين البشر وبين الآلهة؛ لأنه في آنٍ معًا كابن للفقر (أو الحاجة) – بسبب كونه رغبة لما ينقصه – وابن للثروة – بسبب كونه "شجاعًا، مصممًا، مضطرمًا، و... واسع الحيلة" – فإنه (أبا الحب) يحاول دائمًا امتلاك الخير والهناءة بمختلف الطرق. فـالديالكتيكا المترقِّية ترفعنا من حبِّ الجسد إلى حبِّ النفوس الجميلة، لتصل بنا أخيرًا إلى حبِّ العلم. لأنه، وبسبب كونه رغبةً في الخلود وتطلعًا إلى الجمال في ذاته، يقودنا الحبُّ الأرضي إلى الحبِّ السماوي. وهذا هو معنى ما سمِّيَ فيما بعد بـالحب الأفلاطوني، الذي هو الحب الحقيقي، كما يوصلنا إليه منطق المأدبة. إن أهمية هذا الحوار – الذي هو أحد أجمل الحوارات – لم تتدنَّ خلال تاريخ الفلسفة كلِّه: حيث نجد صداه، مثلاً، في العقيدة المسيحية للقديس أوغسطينوس، الذي كان يعتقد بأن "كلَّ فعل محبة هو، في النهاية، حب للإله".

فيدون أو "في الروح": يدور هذا الحوار في الحجرة التي كان سقراط ينتظر الموت فيها. لأن الحضور، وانطلاقًا مما كان يدَّعيه بأن الفيلسوف الحقيقي لا يخشى الموت، يدعو المعلِّم لكي يبرهن على خلود النفس. وهنا، يجري بسط أربع حجج أساسية:

الحجة الأولى، التي تستند إلى وجود المفارقات، تقول إنه، انطلاقًا من الصيرورة المستمرة للأشياء، ليس في وسعنا فهم شيء ما (النوم مثلاً) دون الاستناد إلى نقيضه (اليقظة ليس حصرًا). ولأن الموت يبيِّن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة، فإنه من المنطقي الاعتقاد بأن "الولادة من جديد" تعني الانتقال منه إلى الحياة. وبالتالي، إذا كانت النفس تولد من جديد، فإن هذا يعني أن التقمص حقيقة واقعة.

أما الحجة الثانية، فهي تستند إلى تلك الأفكار التي ندعوها بـالذكريات. لأن ما نواجهه في العالم الحسِّي إنما هو أشياء جميلة، لكنها ليست هي الجمال. لذلك ترانا نحاول تلمس هذا الأخير من خلال تلك الأشياء، التي، باستحضارها، تعيدنا حتمًا إلى لحظات من الحياة فوق الأرضية كانت روحنا فيها على تماس مباشر مع الطهارة.

وتقول الحجة الثالثة إنه يمكن شَمْلُ كلِّ ما في الوجود ضمن مقولتين اثنتين: المقولة الأولى تضم كلَّ ما هو مركَّب (وبالتالي ممكن التفكك) أي المادة؛ والمقولة الأخرى التي تشمل ما هو بسيط (أي لا يمكن تفكيكه)، كجزء مما هو مدرَك، أي الروح.

وعندما يلاحظ كيبيوس بأن سقراط، الذي برهن على إمكانية انتقال الروح من جسم إلى آخر، لم يبرهن على خلود هذه الأخيرة في حدِّ ذاتها، يجيبه سقراط من خلال عرض مسهب، يتطرق فيه إلى نظرية المُثُل، حيث يبيِّن في نهايته أن الروح لا تتوافق مع الموت لأنها من تلك العناصر التي ليس بوسعها تغيير طبيعتها.

وينتهي الحوار بعرض طويل لمفهومي العالم العلوي والمصير الذي يمكن أن تواجهه النفس: حيث ترتفع النفوس الأكمل نحو عالم علوي، بينما ترسب النفوس المذنبة في الأعماق السفلى. وتكون كلمات سقراط الأخيرة هي التي مفادها بأنه مدين في علمه لأسكليبيوس (إله الطب والشفاء) – من أجل تذكيرنا رمزيًّا بأنه يجب علينا شكر الإله الذي حرَّره من مرض الموت.

الجمهورية أو "في العدالة": يشكل هذا الحوار، المجموع في عشر كتيبات تمت خلال عدة سنوات (ما بين أعوام 389 و369 ق م)، العمل الرئيسي لأفلاطون المتعلِّق بـالفلسفة السياسية.

يبدأ سقراط بمحاولة تعريف العدالة استنادًا إلى ما قاله عنها سيمونيدِس، أي "قول الحقيقة وإعطاء كلِّ شخص حقه". هذا التعريف مشكوك في ملاءمته، لأنه يجعلنا نلحق الضرر بأعدائنا، مما يعني جعلهم، بالتالي، أسوأ وأظلم. كذلك أيضًا يستبعد تعريف السفسطائي ثراسيماخوس الذي قال بأن "العدل" هو ما ينفع الأقوى.

ونصل مع أفلاطون إلى التمعُّن في مفهوم الدولة العادلة – تلك التي تعني "الإنسان مكبَّرًا" – القائمة على مشاعية الأملاك والنساء، اللواتي لا يكون التزاوج معهن انطلاقًا من الرغبات الشخصية، إنما استنادًا لاعتبارات النسل – تلك المشاعية الخاضعة لمفهوم التقشف الصحي، أي المعادي للبذخ؛ تلك الدولة القائمة على التناغم والمستندة إلى فصل صارم بين طبقاتها الأساسية الثلاث التي هي: طبقة الفلاسفة أو القادة، وطبقة الجنود، وطبقة الصنَّاع – والتي هي على صورة التوازن القائم بين المكونات الثلاث للنفس الفردية. ونلاحظ هنا، من خلال العرض، أن الطبقة الدنيا (أو طبقة الصنَّاع) لا تخضع لمتطلَّبات الملكية الجماعية لأنها لن تفهمها انطلاقًا من مستوى إدراكها.

ويفترض سقراط أنه على رأس هذه الدولة يجب وضع أفضل البشر. من هنا تأتي ضرورة تأهيلهم الطويل للوصول إلى الفهم الفلسفي للخير الذي يعكس نور الحقيقة وينير النفس، كما تنير الشمس أشياء عالمنا (استعارة الكهف).

ذلك لأن الظلم يشوِّه، بشكل أو بآخر، كافة الأشكال الأخرى من الدول، التي يعدِّدها أفلاطون كما يلي: الدولة التيموقراطية (التي يسود فيها الظلم والعنف)، الدولة الأوليغارخية (حيث الطمع الدائم واشتهاء الثروات المادية)، الدولة الديموقراطية (حيث تنفلت الغرائز وتسود ديكتاتورية العوام)، وأخيرًا، دولة الاستبداد، حيث يكون الطاغية بنفسه عبدًا لغرائزه، وبالتالي غير عادل.

وأخيرًا فإن هذا المفهوم نسبي لأن العدالة لن تتحقق بالكامل، كما تصف ذلك أسطورة إرْ، إلا في حياة مستقبلية أخرى: حيث النفوس، وقد حازت على ما تستحقه من ثواب أو عقاب، تعود لتتجسد من جديد، ناسية ذكرى حياتها الماضية.

 

التوقيع




نـــجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-18-2007, 01:38 AM   #2
نـــجد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية نـــجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

نـــجد غير متواجد حاليا

افتراضي



قائمة بالحوارات الأفلاطونية الأخرى:

- هيبياس الكبير

- هيبياس الصغير

- إيون

- بروتاغوراس

- دفاع سقراط

- كريتون

- ألكيبيادِس

- خارميدِس

- مينيكسينِس

- مينون

- أفتيديموس

- كراتيلِس

- فيدروس

- ثيئيتيتِس

- بارمنيدِس

- السفسطائي

- السياسة

- كريتياس

- فيليبوس

- القوانين


من أقواله


المعرفة تذكٌر والجهل نسيان.





أن نتفلسف هو أن نتدرٌب على الموت.





الجسد قبر للنٌفس.





لا يصلح أمر هذه الأمٌة إلاٌ إذا حكم فلاسفتها أو تفلسف حكٌامها.

 

التوقيع




نـــجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-18-2007, 01:55 AM   #3
نـــجد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية نـــجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

نـــجد غير متواجد حاليا

افتراضي



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أفلاطون والتراث اليوناني في كراهية المرأة

تبدو أفكار أفلاطون عن المرأة، في البداية، لغزا لا يقبل الحل، وقد يتساءل المرء: كيف يمكن لفيلسوف متسق التفكير بصفة عامة، أن يؤكد من ناحية أن جنس الأنثى خُلق من أنفس الرجال الشريرة، من أنفس غير العقلاء، ثم يقترح من ناحية أخرى تربية متساوية، ودوراً اجتماعياً واحداً للجنسين؟ كيف يمكن للفكرة التي تقول إن المرأة بطبيعتها شريرة وأكثر شراً من الرجل، أن تتفق مع الفكرة الثورية التي تقول إن المرأة يمكن أن ترتفع إلى مستوى الحكام الفلاسفة في الدولة المثالية .. ؟ قبل أن نحاول الإجابة عن هذه الأسئلة. من المهم أن ننظر في التراث اليوناني المتعلق بالمرأة. من حيث التربية، والوضع أو المكانة، وأن ندرس النساء الأثينيات في ذلك العصر.
هناك نغمة كراهية للمرأة قوية وواضحة منذ بداية الأدب اليوناني عند الشاعر ((هزيود)) في كتابيه ((الأعمال والأيام)) و ((أنساب الآلهة)). فقد عاش الرجال على الأرض ـ طبقاً لرواية هزيود ـ فترة طويلة أحراراً بغير مرض ولا تعب ولا جهد، ثم ظهرت باندورا للمرة الأولى التي جلبت معها الشرور والشقاء للعالم، ((ومنها ظهر جنس خبيث وقبائل من النساء، ومصدر عظيم للأذى، وعاشت جنباً إلى جنب مع الرجال الفانين)) وهكذا كان أول انحطاط للجنس البشري مرتبطاً بظهور المرأة أو العقاب الأزلي للرجل. رغم أنها كانت ـ أسوء الطالع ـ ضرورية للإنجاب، ومفيدة لأعمال المنزل. حتى أن هزيود ينصح الفلاح أن يحصل أولاً على المنزل، ثم على المرأة ثم على الثور الذي يحرث الأرض)). لكنه يحذر قراءه من الثقة في المرأة بأي وجه من الوجوه.
صحيح أن التراث اليوناني يصور وجود إلهات من الإناث لهن قوة ومركز وكرامة، إلا أنه ينبغي علينا أن نتذكر أن كلمة ((إلهة)) لا تدل بالضرورة على جميع الخصائص التي تلحق عادة بالأنثى البشرية. ((فأعظم الآلهات ـ لا سيما الإلهة أثينا ـ كانت تُمتدح لما لها من صفات الرجولة)). ونادراً ما تُصور النساء الفانيات في ((الإلياذة)) إلا على أنهن يسببن الغيرة ويشعلن الحرب، أو على أنهن جزء من الغنائم مثل الحيوانات والعبيد. وتلعب النساء في الأدويسا دوراً بارزاً، مع الاستثناء الغريب لـ ((آرتي Arte)) ملكة ((الفياقيين .. Phaeceans)) النبيلة التي رفع لها ((أوليس)) .. الضيف الغريب استرحامه ـ فإنهن يهبطن عادة إلى المرتبة الثانية. وعلى الرغم من أن بنلوبي Pneelope كانت توصف بأنها حكيمة، وصاحبة عقل ممتاز ـ فإنها كانت تقوم بالغزل والنسج، فتلك هي وظيفتها الطبيعية. وكثيراً ما كان ابنها تليماك Telemachus ينهرها ويأمرها أن تعود إلى الأعمال المنزلية التي تناسبها كما لو كانت عبداً. فالنساء الأرستقراطيات ـ وحتى الألهات ـ كن ينخرطن في الأعمال المنزلية مثل: غسيل الملابس، وإعداد الفراش للضيوف، وإعداد الطعام، ولا يتوقفن عن غزل الصوف.
وكما يقول فينلي: ((كان يُحرَّم عليها حق الحياة النبيلة، والاحتفال بالشجاعة، والاشتراك في ألعاب المنافسات، وقيادة الأنشطة من أي نوع، هكذا كانت النساء بغض النظر عن الطبقة التي ينتمين إليها)) كن يعشن في ركن منعزل بعيداً عن الرجال لا يشاركن إلا نادراً في الاحتفالات والأعياد، وهن يرسلن، أو يبعن، كعرائس للرجال الذين اختارهم لهن آباؤهن.
وهكذا نجد أن فضيلة المرأة هي تصور مختلف اختلافاً كيفياً، ذلك لأن الفضائل المطلوبة للنساء لتمكينهن من أداء وظائفهن على أحسن وجه هي فضائل مختلفة أتم الاختلاف تتعلق بالجمال، واعتدال القوام، والمهارة في الغزل والنسج، وأعمال المنزل، وقبل ذلك كله الإخلاص في الحياة الزوجية. والمبرر الواضح لمعيار الامتياز هذا عند النساء هو ـ كما يشير ادكنز ـ أن الرجل هو الذي يحدد المقاييس ويضع المعايير، في هذه الحضارة الأبوية بالمعنى الدقيق، ومن هنا كان العنصر المهم هو أداء النساء لوظائفهن من حيث علاقة هذه الوظائف بالرجال. ولما كانت النساء محصورات في أعمال المنزل فلم يكن ثمة حاجة أن يطلب منهن أن يكون لهن فضائل الإقدام والمنافسة المطلوبة للمحاربين من الرجال.
لم ينصلح حال المرأة من العصر الهوميري إلى العصر الكلاسيكي، ويصدق ذلك بصفة خاصة على أثينا في العصر الكلاسيكي. فالوظيفة الطبيعية للمرأة كمربية لأطفالها، ومدبرة لمنزلها، سجلتها الآداب الكلاسيكية اليونانية تسجيلاً جيداً، فيعرض علينا أكسانوفون في كتابه عن الاقتصاد أو تدبير المنزل صورة لزوجة نموذجية لأحد ملاك الأرض الأثينيين: ((تخضع لرقابة صارمة حتى ترى وتسمع أقل قدر ممكن، ولا تسأل إلا أقل أسئلة ممكنة)). فوالداها يقدمانها إلى زوج وهي في سن الخامسة عشرة يقوم بتدريبها حتى تستطيع النهوض بأعباء المنزل. أما قسمة العمل التقليدية بين عمل للرجل وآخر للأنثى، فإنها تقدم لها على أنها قدر فرضته الآلهة وهو مغروس بعمق في الصفات الطبيعية للجنسين. ويؤكد ((فكتور اهرنبرج)) في دراسته للمجتمع اليوناني أن هذا هو الوصف النمطي للحياة المألوفة التي كانت تعيشها المرأة ((فالزواج يخضع لمشيئة أهلها، ولاعتبارات اقتصادية ولا تتعلم الفتيات إلا تدبير شؤون المنزل)). حتى بالنسبة لافيجينيا تُقدّم (في الأدب اليوناني) على أنها عاجزة عن الكتابة، ويلاحظ أهرنبرج ملاحظة مهمة، هي أن الشخصيات النسائية البارزة القليلة في كوميديا ((أرستوفان)) لا يلقين أي شك على هذا الانطباع العام. بل هن بالأحرى لا يكتسبن تألقهن الصارخ، إلا إذا نُظر إليهن تماماً بناء على خلفية الحياة اليومية للنساء))، وعزل النساء المحترمات في حياتهن ضرورة صارمة. وهن بصفة عامة يعشن في ركن منعزل من الدار (هو ركن الحريم) يفصله عن الجزء الخاص بالرجال باب مغلق، إذ لا ينظر إلى الزوجات أو الفتيات على أنهن يصلحن للمشاركة في المناقشات الجادة، علماً بأن إنكار خبرتهن العقلية يستمر حتى في سن النضج، فهن يعاملن معاملة القاصر، إذ يحرم عليهن ما يحرم على الفتيان تحت سن الثامنة عشرة. ولا يُسمح للمرأة في ظل القانون الأتيكي Atlic Law (أي القانون الأثيني) أن ترفع دعوى أمام القضاء إلا عن طريق الكفيل القانوني. كما يمنع النساء من الاقتراب من الأماكن التي يناقش فيها الرجال والفتيان مسائل عقلية أو شؤوناً مدنية: الملاعب، والأسواق، ودور القضاء، والموائد. وكما يقول جون أدنجتون سيموندز، ملخصاً الموقف: ((إن جميع العناصر العليا في النشاط الروحي والذهني، والظروف التي يمكن أن نتصور فيها الانفعالات السمحة الكريمة .. أصبحت مميزات خاصة بالرجال وحدهم .. كما أصبح إطراء العواطف مقتصراً على جنس الذكر)).
ومما يدعو للسخرية أن دعاوى الاحترام لا تشترط في نساء الطبقة الراقية في أثينا ممن يرغبن في الزواج ـ تحصيل أي قدر من المعلومات عن مجتمعهن أو ثقافته، أكثر من الموجود عند البغايا اللائي يتحول إليهن الرجل في حرية. والتفرقة الصارمة بين هذين النوعين من النساء وهي تفرقة ظلت قائمة حتى العصور الحديثة، كما استمر موقف اليونان الأساسي تجاه النساء، توضحها العبارة الآتية المقتبسة من مرافعة ديموستين في قضية ((ضد نيّرا .. Against Naera)): ((إن مَن يعيش مع امرأة ويتخذها زوجة، فإنه يريد أن يكون له منها ذرية، وأن تصبح ذريته أعضاء في العشيرة أو القبيلة أو أية وحدة إدارية في أثينا، وأن يخطب البنات للأزواج كما يفعل مع بناته. أما الخليلات فنحن نحتفظ بهن من أجل اللذة والمتعة، والمحظيات من أجل الرعاية اليومية بأشخاصنا. لكنا نتخذ الزوجات لينسلن لنا أطفالاً لا شرعيين، وللعناية بالمنزل عناية فيها إخلاص وأمانة)). وهكذا نجد أن قيمة النساء المرشحات ليكن زوجات من المعاصرات لأفلاطون تنبع من العفة، الصمت القناعة والاقتصاد، لكنها لا تنبع من شخصية المرأة بأي معنى إيجابي. فهناك إذن شواهد على أن النساء من أبناء الطبقة الراقية في أثينا قد انحصرت أعمالهن في وظيفة واحدة، إذ ليس لهن أدنى اهتمام بتلك المجالات من الحياة التي تعتبر مهمة في نظر الرجال بل هن يفقدن حتى ذلك العبير السري الذي اكتسبه جنسهن ـ فيما بعد ـ في ظل المسيحية. على نحو ما كانت موضوعات الحب في التراث الرومانسي، وإنما يقيمن فحسب على أنهن ينجبن ورثة شرعيين.
وفي محاورة ((بروتاجوراس)) يكشف سقراط عن رفضه للمعايير الشائعة للنساء بأن يمتدح أسبرطة وكريت ليس فقط لتراثهما الفلسفي القديم، وإنما لأنهما يعرضان علينا نماذج من النساء ـ وأيضاً من الرجال ـ ((يفخرون بثقافتهم العقلية .. )).
ومع ذلك فهناك في المحاورات أمثلة أخرى عديدة ـ يذكرها سقراط ـ تعبر عن كراهية لا حدَّ لها للنساء. وما دام يستحيل فصل أفكار سقراط التاريخي عن أفكار أفلاطون، فإن النقطة المهمة التي ينبغي الإشارة إليها ـ سواء أكانت هذه الأفكار خلقها سقراط أصلاً أم لا ـ هي أنه كان هناك في بيئة أفلاطون الشاب آثار من الفكر الراديكالي عن النساء، تكسو تراثاً قوياً من الكراهية لهن.
تصوير النساء المنتشر في محاورات أفلاطون هو استنكار إلى أقصى حد، وهذا التصوير لجنس الأنثى يعكس إلى حد كبير وببساطة شديدة: إما الانحطاط المعاصر لوضع النساء، أو أن أفلاكون ورفاقه (لا سيما نظريتهم عن الحب) كانت تسيطر عليهم الجنسية المثلية. غير أن هناك كذلك فقرات في المحاورات تشمل أحكاماً أكثر من أن تكون ضد نساء المجتمع الأثيني، بل تشير إلى اعتقاد عام عند المؤلف بأن جنس الأنثى بفطرته أدنى من جنس الذكر بالضرورة، وسوف ندرس فقرات من هذين النوعين على التوالي:
ـ واقعة عدم وجد امرأة تشارك بشخصها وبأية طريقة في محاورات أفلاطون ـ هذه الواقعة تشكل بذاتها دلالة على الاتجاهات المنتشرة في ذلك العصر ـ كما تدل على خصائص الحياة في أثينا. وليس من المعقول أن تعطينا هذه الواقعة شيئاً من آراء أفلاطون الخاصة عن مقدرة النساء في الحوار العقلي. وقل مثل ذلك في خصائص المرأة عند أفلاطون التي يجعلها تقوم بغزل الصوف ونسجه، فذلك وصف دقيق لدور المرأة في المجتمع الأثيني. وفضلاً عن ذلك فإن لغته تحوي الكثير من النقد والاستنكار لجنس الأنثى. كأن يصف سلوكاً بأنه ((نسائي أو أنثوي)) ليعني السلوك الجبان، وينبغي علينا أن لا نظن أنها استخدامات خاصة بأفلاطون، وإنما هي تعبيرات دارجة.
كان حب النساء أمراً مستنكراً إذ من الملاحظ أن أحداً ـ بمن في ذلك سقراط ـ لم يُبد أي اعتراض على تفسيرات الحب التي قدمها ((بوزيناس)) أو ((أرسطوفان))، وهما معاً قد حملا بعنف على الجنسية المغايرة (أي العلاقة الجنسية بالمرأة) ـ فقد قسم ((بوزنياس)) الحب إلى نوعين: الحب المخصص لأفروديت السماوية ـ الأخت الكبرى ((التي ليس فيها شيء من خصائص الأنثى، بل خصائص الذكر تماماً)) وأفروديت الصغرى الأرضية التي تشارك طبيعتها في الأنثى والذكر معاً ولا شك في خسة ودناءة الحب الذي يُنسب إلى أفروديت العامية الأرضية فهو حب يؤثر في الناس تأثيراً وقتياً عابراً ويعتمد على المصادفة وحدها. وهو الحب الذي يعمر قلوب السفلة، ومن علاماته أنه يتجه إلى النساء ، فهو حب حسي لا روحي يسعى لإشباع شهواته البهيمية. أما أفروديت السماوية فهي الكبرى التي يُنسب إليها النوع الممتاز من الحب فلا أثر للأنثى فيها، لأنها جاءت من الذكر وحده (لها أب وليست لها أم!) وهي لذلك بريئة من نزق الشباب وطيشه وهي تلهم أتباعها بالاتجاه نحو الذكر وحده مفضلة الأقوى والأعقل.
وينتشر مثل هذا التحيز ـ رغم أنه يُنسب إلى امرأة حكيمة. فعلى الرغم من أن هناك حباً للجنس الآخر والإنجاب، الذي يؤخذ رمزاً تدور حوله نظرية الحب ـ وإنجاب ذرية من الجسد لصالح إنجاب أعلى هو ((حمل وولادة من الروح)) وهو يقابل بين الحب الذي يختار المرأة موضوعاً له ويؤدي إلى تكوين الأسرة، وبين حب الذكور من خلال ولادة الأفكار، والشعر والقانون، ويمكن أن نعلو على حب فرد جزئي لنصل في النهاية إلى معرفة جمال الروح نفسها.
من ثم سوى الانتقال المشروع إلى دائرة اهتمام أفلاطون الحقيقية منه الانتقال إلى جانب العمل اليدوي الآخر. ومن الواضح تماماً ـ على الرغم مما يقوله فلاستوس ـ أن رؤية أفلاطون للحب كطريق مؤد إلى المتعة الفلسفية يستبعد النساء تماماً، غير أننا إذا ما وضعنا في ذهننا بنية أثينا الاجتماعية ووضع النساء فيها، فإن رؤيته هذه لا تدهشنا. طالما أن الرجل الأرستقراطي اليوناني في ثقافة عقلية واعية بتحضرها كهذه، سيكون من المستحيل عليه بالفعل، أن تنمو أية علاقة حميمة بينه وبين المرأة، ما دامت النساء قد اضطررن لأن يصبحن على هذا النحو، فضلاً عن اعتقاد أفلاطون أن الحب الوحيد بين الرجال يمكن هو وحده أن يكون من ذلك النوع الرفيع الذي يمكن فهمه تماماً. وإذا كان السياق المعاصر على هذا النحو فلا عجب أن نجد في محاورتي ((فايدروس)) و ((المأدبة)) برهنة على تفضيل حب الجنسية المثلية على حب الجنسية المغايرة وتأكيداً على السمو الأخلاقي للأولى.
ولا يمكن أن نكون معقولين إذا ذهبنا إلى القول بأن احتقار النساء الذي تعرضه أو تتضمنه الأمثلة السابقة كلها، ليس حكم إدانة على جنس الأنثى كله في الحاضر والماضي والمستقبل، وإنما هو يستهدف فقط نساء أثينا في عصره. لكن هناك فقرات متنوعة في المحاورات تشير إلى إيمان عام بدونية أي أنثى بشرية في أي عصر.
فهو هنا يحدثنا عن خلق الإنسان بطريقة تذكرنا بهزيود، فهو يقول: ((الطبيعة البشرية نوعان: الجنس الأعلى وسوف يسمى من الآن فصاعداً باسم ((الرجل)). فلم يكن الخلق الأصلي يتألف إلا من الرجال. أولئك الذين استطاعوا قهر شهواتهم أصبحوا فضلاء على الأرضن وسوف يُسم لهم بالعودة إلى سعادة النجوم التي أتوا منها. أما بالنسبة لأولئك الذين فشلوا على الأرض، والجبناء والأشرار، فسوف يعاقبون بأن يولدوا من جديد نساءً. وهكذا خُلقت المرأة بناء على أسطورة أفلاطون، فهي لم تخلق من الرجل فحسب كما جاء في سفر التكوين، بل خُلقت من الرجال الأشرار الفاشلين. وإذا لم يتم تحسنهم بعد هذا العقاب فسوف يولدون من جديد في صورة حيوانات دنيا ((حيوانات تشبه طبيعته الشريرة التي اكتسبها)). والطريقة الوحيدة لكي تستعيد النفس التي هبطت على هذا النحو ـ صورتها الأولى ووصفها الأول هو أن تبرهن على انتصار الجانب العقلي على الجانب اللاعقلي. وهكذا نجد أمامنا تسلسلاً من الخيرية والعقلانية التي توضع فيها المرأة في مكان وسط بين الرجال والحيوانات. كما نجد في محاورة القوانين أيضاً أن لدى النساء استعداداً للاتجاه نحو الشر ضعف اتجاه الرجل. ومن ثم يحتجن إلى نظام خاص يوضع لهن.
ويتضح من هذه الفقرات غير المحددة بزمان معين أو مكان محدد أن أفلاطون يؤمن بأنه لابد من النظر إلى النساء ـ بغض النظر عن الظروف ـ على أنهن أدنى من الرجال من حيث العقل والفضيلة. ولقد فسر بعض الباحثين أمثال هذه الفقرات على أنها ((زلات)) أو ((هفوات)) مثلما فعل كورنفورد Comford الذي يرى أن أفلاطون ((ينزلق أحياناً)) إلى الحديث عن المرأة ((بالطريقة الشعبية))، ويقول ليفنسون: ((إن المسألة لتبدو كما لو أن أفلاطون ينسى للحظات معتقداته التقدمية .. )). غير أن أفلاطون لم يكن من ذلك النوع من المفكرين الذين يمكن أن نقول عنهم إنهم ينسون معتقداتهم لا سيما في موضوع خصص له قدراً كبيراً من محاوراته. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك هوة واضحة تفصل بين اتجاه أفلاطون العام واتجاهه نحو المرأة ومعتقداته عنها، وهي هوة تعكس كثيراً من التراث اليوناني في كراهية المرأة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* سوزان مولر أوكين

 

التوقيع




نـــجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-18-2007, 03:39 PM   #4
خالد صالح الحربي

شاعر و كاتب

مؤسس

عضو مجلس الإدارة

الصورة الرمزية خالد صالح الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 50601

خالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعةخالد صالح الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


:

هذا المُتَصَفّحْ ثَرِيّ جداً جِداً ،
هُوَ كمن يَضَعُ النُّقَاطْ عَلى الحُرُوف لسيرة هذه الشخصيّة .
مررت من هنا وتوقّفت طويلاً ، وأجزم بأنّي سأعود .
_ شُكراً لكِ كثيراً أختنا نجد _

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

خالد صالح الحربي متصل الآن   رد مع اقتباس
قديم 08-18-2007, 03:52 PM   #5
عبدالعزيز رشيد
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية عبدالعزيز رشيد

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 2212

عبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعةعبدالعزيز رشيد لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي


كم أشكرك اختي الكريمة نجد
[أفلاطون ]
وكما قال صاحبي خالد متصفّح ثريّ جداجدا
افلاطون فيلسوف نادى باستقلاليّة العقل وحريّة التحليق بالتفكير والأخذ بالآراء
ومدينته الفاضلة كانت نسجا من خيال فيلسوف بنى هذه المدينة من بنيان أفكاره الآخذة بالصحيح من الآراء من غيره
ألف شكر لك

 

عبدالعزيز رشيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-20-2007, 11:56 PM   #6
سلطان ربيع

كاتب

مؤسس

الصورة الرمزية سلطان ربيع

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 24

سلطان ربيع غير متواجد حاليا

افتراضي


نــجــد
شكراً لكِ
فقد أدرت الضوء إلى الضوء
ورسمت حروفك أجمل لوحات الفلاسفة .

معظم كتابات أفلاطون الحوارية يكون بطلها الرئيس سقراط
الذي كان يمثل أفلاطون نفسه في هذه المحاورات
يسأل سقراط الناس عن أشياء يدعون معرفتها
ويدعي هو الجهل بها.
ومن خلال الحوار يوضح سقراط انهم لايعرفون ما يدعون معرفته
كما لا يعطي سقراط أي اجابات عن تساؤلاته
لكنه يكتفي بتوضيح أن أجابات شخصيات الحوار غير كافية
إستطاع أفلاطون من خلال حواراته أن يعرض مضمون أفكاره
وأن يتخفى خلف شخصياته
إختلفت كتابات أفلاطون مع تقدمه في العمر حيث يظهر في كتاباته المبكره تأثره بسقراط أما في كتاباته المتأخره أخذ يأخذ منحى آخر يختلف عن أستاذه.

نظرية المُثُـل

يعتقد أفلاطون اننا نسمي عدة اشياء بمسمى واحد لأنها تتضمن شيئاً مشتركاً
وهذا الشئ المشترك يمثل كمال هذه الصفة
وأطلق على هذا الشئ اسم "المثال".
كما اعتقد انه لايمكن معرفة المُثُل بالحواس بل يمكن معرفتها فقط بالذهن .


فهذه المُثُل غير موجودة في الواقع ولأشياء الموجودة لاتعكس سوى قدر ضئيل من المواصفات الحقيقية للمثال تماماً
مثلما نرى فوهة الكهف التي لا تمثل الا جزءاً ضئيلاً من الكهف نفسة.

ونظراً لثبات وكمال هذه المثل فإن المعرفة الحقيقية هي معرفة المُثُـل.

 

التوقيع

[OVERLINE]"عمر الرجل كما يشعر، وعمر المرأة كما تبدو "

مثل فرنسي
[/OVERLINE]

سلطان ربيع غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2007, 03:49 PM   #7
نـــجد
( شاعرة وكاتبة )

الصورة الرمزية نـــجد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

نـــجد غير متواجد حاليا

افتراضي


خالد الحربي
عبدالعزيز رشيد
سلطان ربيع


الثراء بتواجدكم
شكرا بعمق الفلسفة

 

التوقيع




نـــجد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08-22-2007, 03:54 PM   #8
نـــجد
( شاعرة وكاتبة )

افتراضي



الفكر السياسي لأفلاطون والفارابي - د. عماد الدين الجبوري
يعتبر افلاطون (427 ــ 347 ق. م) أول من وضع نظاما سياسيا فلسفيا صاغه في الجمهورية وفي النواميس لاحقا. إذ حسب تصوره ان المشكلة الفلسفية الحقيقية انما هي مشكلة سياسية تقع في صميم المجتمع وحياته المدنية التي تحتاج الي اعادة بناء جذري بغية قيام نظام مثالي. وهذا التصور الفكري له صلة بحياته وخبرته سياسيا واجتماعيا وفنيا وادبيا وعسكريا ايضا. فهو سليل أسرة عريقة بالمجد والشرف السياسي والاجتماعي من جهة. وقد مارس من جهة اخري نظم الشعر وتأليف المسرحيات ونبغ في الرياضيات والبلاغة والموسيقي. وشارك في حروب البلوبونيزن عام 404 ق. م. ونال جائزة لشجاعته. يضاف الي ذلك سفراته ورحلاته لطلب العلم والمعرفة ومنها ذهابه الي مصر. علاوة علي المرارة النفسية التي ذاقها منذ اعدام استاذه سقراط بدوافع سياسية وليست فكرية الي بيعه في سوق صقلية كالعبيد لسبب سياسي لا أكثر.
أقول كل تلك الامور والقضايا والاسباب خلقت عند افلاطون رؤية فلسفية مميزة قدم من خلالها الحل الامثل لمشكلة السياسة داخل المدينة (او الدولة) الفاضلة Utopia. وبما أن الفيلسوف يحيا فقط بهذا النوع من المدن وليس في مضاداتها، وبما ان الحياة السياسية عبر كل العصور فيها شرور وبطش وفساد. لذا شيد افلاطون جمهوريته النظرية القائمة علي أسس العلم والمعرفة من ناحية. والمحكومة بقيادة العقل والفلسفة من ناحية اخري.
ولكي نفهم تركيبة التفكير السياسي عند افلاطون، علينا أن نفهم ايضا بنية تفكيره الاخلاقي، لانها متضمنة ومتداخلة فيها. فالسياسة ليست أكثر من امتداد طبيعي للاخلاق. وهذا النهج اتبعه افلاطون ثم ارسطو وبقية فلاسفة اليونان قاطبة.
ومن هنا كان افلاطون يدحض مزاعم السوفسطائين القائلين بانكار قوانين الاخلاق وقوانين الدولة. بدعوي أنها من اختراع الضعفاء من أجل حماية انفسهم من جبروت الاقوياء. فالسلطة حسب رأيهم إن هي إلا حق شرعي للاقوي دائما. بينما ينص افلاطون بأن احراز السلطة، انما يكون بقوة العقل لا بقوة الغاب الوحشية. وهذا الرد رفع أكثر من شأن السياسة كونها علماً متصلاً بالاخلاق وقوانينها.
أما أبو نصر محمد الفارابي (257 ــ 339هـ/870 ــ 950م) الذي يعد المعلم الثاني للفكر الفلسفي بعد أرسطو. فانه أول فيلسوف في الاسلام اتبع هذا النهج الافلاطوني في آراء أهل المدينة الفاضلة وكذلك في السياسة المدنية .
بيد أن تأثره هذا لا يعني بأنه وضع فكره السياسي علي نحو انقيادي تقليدي. فالكنْدي الذي أول من وضع الحجر الاساس للفلسفة العربية، لم يكن له شأن في هذا المضمار، ولم يحفل بالسياسة رغم وجود القلاقل في عصره. ولكن هنالك حالة مشتركة نوع ما بين افلاطون والفارابي من الناحيتين الذاتية والموضوعية. فقد شهد الفارابي الاضطرابات السياسية والفتن والحروب. ولقد ترك بغداد وتنقل من دمشق الي مصر ثم حلب. علاوة علي سفراته في طلب العلم والمعرفة وبراعته في أكثر من حقل فكري او فني او صوفي.
كل هذه الاشياء قد أثرت في نفسية الفارابي ليضع مدينته الفاضلة علي غرار افلاطون. وهنا أركز علي كلمة (نفسية) لا عقلية. بدليل أن الفارابي لم يتقلد أي منصب سياسي ولم يشترك في معتركها قط. بل اكتفي بتحريك عقليته الفلسفية لا أكثر.

الدولة والشعب


دولة الحق التي شيدها افلاطون يعمقها العدل أساسا. انها صورة مكبرة للفرد، لأن غاية الاخلاق هي الدولة لا الفرد. بمعني آخر أن الفرد عبارة عن صورة مصغرة للدولة. والدولة هي الهيكل الضخم لهذا الفرد. وبما أن (القوة الناطقة) في الفرد تعتبر أعظم القوي جميعا. لذلك يجب أن تكون الفلسفة هي القوة الحقيقية في توجيه الدولة، ويجب أن يكون رئيسها فيلسوفا. لأن العدالة في الفرد وفي الدولة لا يمكن أن تتم ما لم يبسط العقل نفوذه ويحكم.
ولقد قسم افلاطون الدول التي تضاد دولة العدل الي أربعة أقسام هي:
1 ــ الدولة الدينية وهي حكومة الطبقة الوسطي، التي تسمح بالملكية الخاصة وما يصيب النظام من اختلال بسبب ذلك، فتجعل العسكر في هذه الطبقة هم الافضل. مما يؤدي الي العنف والحرب.
2 ــ الدولة الاقطاعية: ناتجة عن الدولة الدينية، حيث يعتاد الافراد علي جمع المال بأية وسيلة كانت. وبسبب ذلك تضمحل وتنتهي الفضيلة ولا يبقي غير الاثرياء لقيادة الدولة كونهم الافضل.
3 ــ دولة الشعب: وهو الحكم الديمقراطي الفوضوي، حيث يثور الفقراء علي الاغنياء، بسبب الحرمان والتعسف، ويصبح الحكم شائعا للجميع، لا نظام ولا قائد مُسيطر، بل الشعب يحكم نفسه بنفسه.
4 ــ الدولة الاستبدادية: وهو حكم الطغيان والمصالح الشخصية. إذ بعد أن تعم الفوضي لحكم الشعب، تفرز هذه الحالة فردا من المجتمع يوهم الجميع علي انه سوف يبني دولة الرفاه بلا ضرائب ولا ظلم.
هذا وقسم افلاطون ايضا شرائح المجتمع الي ثلاث طبقات مثلما قسم النفس الانسانية. فالاولي هي طبقة الحكام والتي تقابلها النفس الناطقة.
والثانية: طبقة الكتلة العسكرية وتقابلها النفس الغاضبة. وأخيرا طبقة العمال: وهي تقابل النفس الشهوانية.
وهنا يختلف الفارابي جذريا عن افلاطون. فهو يري أن الشعب كأنه جسم واحد تام صحيح لا توجد فيه طبقات البتة كي تنفصل بعضها عن البعض الآخر. كما وأنهم علي شكل سلسلة ذات درجات تبدأ من الرئيس الاول ثم الثاني وهكذا دواليك الي الدرجة التي تخدم ولا ترأس.
ان الشعب في بنيانه وأدواره يمثله الفارابي بأنه أشبه بالموجودات الطبيعية من حيث الائتلاف والارتباط والتدرج والترتيب، بحيث كل موجود يعمل بحسب قوته وموقعه ابتداءا من الاعلي ثم الادني فالادني حزاما ينتهي الي المادة التي تخدم ولا رئاسة لها.

الحاكم والرئيس


ينص افلاطون علي أن الحاكم لا يصلح ولا يكون إلا فيلسوفا ويسميه المثل الاعلي. والسبب الرئيس في ذلك هو أن الفليسلوف، او قل الفلاسفة الحكام هم وحدهم الذين يدركون المثل لا الاستبداد. سيما وأنهم لا يبغون السلطة من أجل المال او الجاه او التسلط. بل غايتهم المصلحة العامة فقط.
ويذهب افلاطون الي أبعد من ذلك حينما جعل طبقة الفلاسفة أن لا يقترن أحدهم بامرأة معينة. لكي لا تأخذ منهم الاسرة مهام ومسؤولية الدولة وطالب أن تكون النساء مشاعا لهم. دونما أن يعرف الاب ابنه ولا المولود والده. حتي لا تتكون عواطف وميول تؤثر علي عقلية الحكام والنظام الصارم. ولكن هذا التشدد الذي يبديه افلاطون تجاه نظام الفلاسفة القادة، يقابله فتور تجاه العامة من الناس. فلا يحفل بهم ولا يضع لهم أية نظام ولو بسيطاً. سوي انه يطالبهم بأن يتبعوا الاخلاق الشعبية المتبعة، والالتزام بالعادات والتقاليد الموروثة.
أما الفارابي فيخبرنا عن شخصية الرئيس كيف تكون؟ قبل ذي بدء لا يمكن أن ينال درجة الرئاسة أي انسان عادي. حيث أن المفهوم الرئاسي عنده نابع من صنفين: الاول، يكون الرئيس معداً لذلك بالنظرة والطبع. والثاني يكون مهيئا للرئاسة بالملكة الارادية والشكل ويسميه الرئيس الاول .
باختصار انه ليس فقط رئيس يحتل وظيفة سياسية عليا في مدينة الفارابي الفاضلة. بل انه معلم اخلاقي وفيلسوف مثالي ونبي ديني، ومثال يتشبه به كل أفراد المجتمع والدولة علي حد سواء. هذا الرئيس الاول هو نبي وفيلسوف في آن واحد.

النظام والتربية


يري افلاطون بأن الانسان المثالي هو الذي يسيطر بقواه العقلية علي قوتي الغضب والشهوة. لذا فان نظام الدولة يكون مثاليا شريطة أن تسيطر طبقة الحكام علي طبقتي الجيش والعمال. وكذلك نظام الدولة هو المسؤول عن تربية الافراد وتنشئة الجيل المتميز بالعدالة. فمنذ أن يولد الاطفال ــ الذكور والاناث ــ تتعهد الدولة لهم بعد عزلهم عن ذويهم ثم يفرزون طبقيا بعد ما تنهي الدولة دراستهم علي كافة الفنون والعلوم والرياضة وكل من يرسب في امتحان تفرزه الدولة فيأخذ منزلته العملية في المجتمع.
وهذا النظام التربوي ينتهي بالافراد في سن الخمسين. إذ عند ذاك تصل القلة القليلة لبلوغ طبقة الفلاسفة الحكام، حيث هذبهم السن والخبرة وامتلأت نفوسهم بالعلم والمعرفة. حتي صاروا جديرين بنيل المثل العليا في رئاسة الدولة والحفاظ علي نظامها التربوي والتعليمي.
أما الفارابي فبحكم عقيدته الاسلامية فان النظام والتعليم يكون عنده علي صورة مغايرة تماما عن نظام أفلاطون. الا انه يشير الي الاشياء المشتركة التي يتوجب أن يعرفها جميع أهل المدينة الفاضلة. ألا وهي نظرياته الفلسفية التي وضعها في: معرفة السبب الاول وجميع ما يوصف به، والاشياء المفارقة للمادة، والجواهر السماوية والطبيعية، ومعرفة النفس وقواها، ومعرفة الرئيس الاول، والمدينة الفاضلة والمدن المضادة لها الخ.


تقييم


1 ــ بلا ريب ان الفارق في الرأي بين افلاطون والفارابي موجود والتقارب والتباعد موجود ايضا. فالدولة والشعب عند افلاطون علي شكل بناء هرمي. وبما انه لا يؤمن بتغير لصنف العمل. إذن تبقي طبقة العمال هي الاخس والادني أبدا. ورغم التعديل الذي أتي به أرسطو فيما بعد. الا انه بقيت هذه الطبقة علي حالها. وإذا أخذنا ثورة العبيد في روما الذي بني عليها كارل ماركس جزء من حججه الفكرية. نري أن ماركس علي جهة كلية قد رفع طبقة علي حساب طبقة اخري. وبهذا فقد جعل البناء الهرمي الافلاطوني مقلوب الشكل ليس إلا. وعليه فانه لم يحل تماما المشكلة السياسية في الآلية الاجتماعية. ولهذا نجد أن الفكر الماركسي قد تلاشي بعد سبعين سنة من تطبيقه في روسيا. ناهيك بالحديث عن شرقي اوروبا، والانهيار الشيوعي السريع عام 1991.
2 ــ رغم ان الفارابي امتاز برفضه اختلاف الطبقات. لكنه استعار تشبيه (الجسم) عن ارسطو. أضف الي ذلك رغم سعة الدولة الاسلامية فان فيلسوفنا الكبير فضل استخدام كلمة (مدينة) تأثرا بافلاطون في (الجمهورية). وحبذا لو أخذ بعض الشيء من معاصره المتنبي في قوة المقارعة.
3 ــ إذا كان رأي افلاطون بأن زعيم الدولة يجب أن يكون فيلسوفا. فان الفارابي قد غالي ورفعه الي منزلة النبي. وذلك بحكم اتصاله (بالعقل الفعال) الذي يصل به الي مرتبة (العقل المستفاد) من خلال استكمال (عقله المنفعل) للمعقولات جميعا. وبذلك يكون الفارابي قد خرج عن تعاليم الشريعة. وحبذا مرة اخري لو اكتفي بصفات (الرئيس الإمام) من خلال مذهبه الشيعي.
أضف الي كل ذلك ان هذه النزعة الادراكية هي حصيلة الافلاطونية المحدثة في الاسكندرية، بزعامة فيلون وإفلوطين.
4 ــ جعل افلاطون دولته العادلة علي شكل وحدة جامعة تكون فيها علاقة الفرد بالدولة علي أساس عدالة في الفرد علي شكل وحدة وعدالة في الدولة . ورغم أن أرسطو أدخل تأثير الزمان والمكان علي الفرد وأخذ منعطفا آخر. الا أننا نلمس ان هذا المبدأ قد انقسم بين الفلسفة الوجودية والماركسية. فالاولي بشقيها المؤمنة والملحدة ومنذ مؤسسها (سورين كيركيجارد) يدور فلكها حول محور (الأنا) في الفرد. بينما الثانية تري أن العدالة في الدولة او المجتمع هي غاية العدالة في الفرد.
5 ــ لقد تجاهل الفارابي او تجنب بمعني أدق الآراء الافلاطونية التي تتنافر وسلوكيته الدينية والاجتماعية. ومنها اباحية الحكام ومشاعية النساء، والاولاد، والمرأة في عمل الرجل، واحتكار المال، وأجزاء الحب الافلاطوني. والحق كان الاجدر بفيلسوفنا القدير أن يعرضها ويرد عليها بما هو أصح وأصبح، لا سيما وانه قد شرح الكثير من آراء وافكار افلاطون وأرسطو.
6 ــ صفوة القول أن الفكر الساسي لدي الفيلسوفين الكبيرين بقي قابعا في بطون كتبها ولم ير حيز التطبيق قط. ذلك أن افلاطون شيد دولته المثالية التي هي أقرب الي السماء منها الي الارض، صحيح انه في (النواميس) أدخل القانون واجبارية التجنيد، وألغي مشاعية النساء، والاعتراف بالاولاد، ونادي بالتطبيق الاشتراكي في توزيع الثروة علي الجميع وغيرها من الامور الايجابية. الا أن سياسته بقيت بعيدة عن أرض الواقع.
وكذلك سياسة الفارابي أتت ضعيفة عديمة السبك والواقعية المطلوبة. انه صوفي يحب الاعتزال، لذا فان افكاره السياسية مثل شخصية معزولة عن المجتمع.

 

التوقيع




نـــجد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.