المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيفَ يُذابُ الثَلج


بعد الليل
03-08-2008, 04:01 AM
http://cloudskies.jeeran.com/photos/1402900_l.jpg

كُنا نَفتَرشُ عَتبَات بَوابةِ المُستَشفى الرَئيسِية
أنا وجِيما صَديقَتي
أشَارت إلينا وهِيّ قَادمةٌ نَحونا
كَانت مُلتفةً بــ..مِعطفِها الرَمادي
الرَمادي لَونٌ يَصلحُ للــ..شِتاء!
.
.
قَالت وهِيّ تَجلسُ بَينَنا
تَحدثتُ إليه !
ابْتسَمتُ أنا كــ..عَادتي عِندَما أُدركُ أنها تَتحدثُ عَنهُ
وتَساءلتْ جِيما وكَأنها لا تَعرف: مَن؟
أجَابت بــ..جُنونِها الذي مَازال مَعهُ: فَيصل
أنها إليزَابيث
فَرنسيةٌ مِن بِلاد الفَن
من العَاصمةِ التي أُحبُها
وأَدتُ حُروفَها القَادمةَ عَنهُ وأنا أقِفُ
قَائلةٌ:
هَذا اليُوم بَارد ..هَيا لــ..نَشرب القَهوة

تَقدمتْ إليزَابيث إلى طَاولتِنا الخَاصة
التي تُطلُ على الحَديقةِ المَفروشَةِ بــ..الثَلجِ وبــ..أَشياءٍ كَثيرةٍ منا
نَسينَاها وتَناسَينَاها هُناك
فَدُفِنت تَحتهُ
الثَلج
.
.
تَنَبهتُ عِندما سَمعتُه يُسَلم
فِيصل
يُخبرُني أنه ســ..يُغَادرُ إلى الوَطن .. غَداً
مُبتَسمةٌ أخْبرتُه: ســ..تُرسلُ مَعكَ أُمي زَبيب ولُوز .. مُكسراتُ الشِتاء مِنها
ابْتسمَ وقَال : ألم تَكبُري بَعد !
تَدخلتْ إليزَابيث
عَرضتْ عَليهِ كَوباً من القَهوة
وَافقَ
سَمعتُها وهِيّ تُكلم العَاملةَ هُناك
قَهوةٌ سَوداء بلا سُكر
هِيَ تَعرفُ كُلَ شَئ عَنهُ
إلا شَيئاً واحداً
أنهُ ذَاهبٌ للــ..وَطن ليَخطبها
حَبيبَتهُ
صَديقَتي حَمده
أخَذَ القَهوة
شَكرَها
سَلمَ وغَادر
.
.
بَعدَ عَملي خِلال اللَيلِ
نَادراً أن أبْقى يَقظةً ووَاعية كما يَجب
دَائما يَسرقُ النومَ ساعاتٍ مِن عُمري
اسْتيقَظتُ عَلى رَنينِه
وبــ..عَينٍ نصف نَائمة
كَان اسمُها يَستحِثني مَع كُل رنة عَلى الرَدِ
كَانت هِيَ
إليزَابيث
تِلكَ الفَرنْسية التي مَازلت وكُلما أشْتاقُ إلى فَرنسا أشْتاقُ إليها هِيَ أكْثر
تَحدثنا .. ضَحكنا
ضَحكَتْ هِيَ كَثيراً عَلى إجَابَاتي النِصفُ نَائمةٌ .. مِثلي
قَبلَ أن تُنهي المُكالَمة
سَألَت عَنهُ وأجابَت: الزِفافُ اليَوم!
سَمعتُ ضِحكَتها وهِيَ تَقولُها
لَيست ضِحكةَ فَرح
طَلبتْ مِني أن أخُذَ لَهُ ولــ..عَروسِه بَدلا عَنها
بَاقةَ زَنبقٍ وَردي
أرْدفَتْ :إنه يُحبَه .. مِثلُكِ
أمَازلتِ تُحبينَهُ ؟
أجَبتُها : وسَأبْقى!
ضَحكَتْ
واخْتفَى صَوتُها مُودِعاً
.
.
جَميلةٌ هِيَ إليزَابيث .. بــ..خُصوصِيتها
هِيَ تَهتَمُ بــ..تَفاصِيلِ الوِد
تَحفَظَها عَن ظَهرِ قَلب
تَعرفُ كَيف تُذيبُ الثَلج
لــ..تَظهَر البَراعمَ الخَضراءُ
تَندسُ تَحتهُ
وتَتَفتحُ



من قُصاصاتي القديمة

عبدالعزيز رشيد
03-08-2008, 07:54 AM
بعد الليل
شكرا للصباح الذي قادني الى هنا, رغم الخلل الذي أبعد ترتيب الموضوع عن بقيّة المواضيع(:
,
أجمل مافي القصّة تلك التفاصيل اللغويّة الجميلة , جملٌ لانقول: مفيدة بل جملٌ بهيجة لأنّها تتلألأ في سماء قراءتنا جمالا
لكن ربّماكنت أفتقد بعض التفاصيل الضروريّة في بداية القصّة فأحيانا لم أستطع تخيّل أجواء الحضور وتضاريس المكان, إلا أني أبدا لم أفتقد جمال التعابير واللغة , والأكثر من ذلك تلك النهاية المعبّرة
تحيّة لـ روحك ومعذرة أختي

بعد الليل
03-10-2008, 04:47 PM
مساؤك النور
أسعدني تعليقكَ على قُصاصتي
أعتذر أنني لم أُوفق في جعلك تعيش الأجواء نفسها وتتخيل تضاريس المكان .. رغم أنني حاولت أن أسردها قريبة لـــ..تصل !!

:)أسعدني أن التفاصيل الصغيرة تلك أعجبتك .. ربما لأن التفاصيل تمنح الصورة روح تتنفس أمامنا


مروركَ سعادة

تَحياتي وشكري لملاحظتك الثمينة


حتى الآن لا أعرف لما هو بعيد عن ترتيب المواضيع :(

د.محمد فؤاد منصور
06-28-2008, 02:03 AM
عزيزتي

أحيي قلمك البديع ، وعباراتك التي أفاضت علينا من رومانسيتها وألقها ..صورت لنا الحب العاقل في أبهى صوره حيث تجب التضحية لكن تبقى الصداقة التي تحمل نبض الحب بين طياتها ..تملكين أدوات جيدة للقص وسأتابع معك نبض حروفك الجميلة ولغتك الراقية ..تحياتي.
د. محمد فؤاد منصور

أصيله المعمري
06-28-2008, 12:41 PM
قصاصه جميله
فيها من الحب الكثير

بعد الليل
أعجبني تصويرك للمشاهد من كل الجوانب
وحرصك على وجود أدق التفاصيل الجميله
والتي تضيف للنص جمالاً
يعرفك جيداً




فيصل
حمد
والفرنسيه
وأنتِ


رائعه كثيراً ... كُنا معكم
نتنفس
بصدق كُنا معكم

:)

بعد الليل
07-03-2008, 11:26 AM
شكرا لــ حضوركَ وقراءتك الراقية بكَ ووعيكَ

تَحياتي