عبدالله الراشد
03-14-2008, 04:13 PM
لم يعد مهرجان الجنادرية ذا سمة محلية وحسب بل أصبح من المهرجانات الثقافية التي تهتم بها أجهزة الإعلام العالمية بدليل تغطية اكثر من قناة أوربية لاحداثه وفعالياته وفي مقدمتها» السي ان ان» و»البي بي سي» الى جانب التفاف الكم الهائل من رجال الفكر والادب والثقافة في العالم العربي والعالم اجمع حول هذا الهرجان الكبير . « الجنادرية « مساحة شامخة يلتقي فيها التراث بالادب والفكر والفعاليات التي يتضمنها المهرجان شاهد حقيقي على المكانة التي وصل اليها فهو يحظى منذ انطلاقته قبل ما يقارب الربع قرن باهتمام بالغ من لدن قيادة الوطن الرشيدة والتي تؤكد دائما انها تعمل على تنمية الانسان السعودي والحاقه بالركب العالمي ليرتقي بفكره ويسمو في كافة المجالات العلمية والثقافية .
الجنادرية بحجمها التاريخي هي بالنسبة لنا كسعوديين تظاهرة نعانقها كل عام بحب ونتواصل معها بوفاء فهي نافذة على هذا الوطن المعطاء الذي ترامت اطرافه وتناولته كتب التاريخ في مختلف المراحل التي مر بها منذ الدولة السعودية الاولى وحتى العصر الباهي الذي نعيشه في ايامنا هذه , ولعل من اهم المفاجآت الجميلة للمهرجان هذا العام اطلاق وزارة الاعلام لقناة الجنادرية والتي اتمنى ان تواصل تقديم برامجها طوال العام خاصة وان البرامج التي تقدمها ثرية بالمعلومات التاريخية عن المملكة والمواقع الاثرية المتصله بتاريخها العريق ولا ابالغ اذا قلت ان القائمين عليها حققوا الاهداف السامية لهذه القناة خاصة وانها طرحت طوال الايام الماضية ومنذ انطلاقة المهرجان سلسلة من البرامج الوثائقية والتسجيلية والحوارية الثرية بكل ماهو مفيد لمن يهمه التقرب الى تاريخ وطننا الشامخ.
الاحد الماضي حدثني صديقي « عبدالعزيز» ونحن في يوم عمل مرهق عن الجنادرية وكيف تفاجأ العام الماضي بالزحام الشديد وعدم وجود شقق مفروشة فارغة في العاصمة الرياض حين قدم اليها خلال اقامة فعاليات مهرجان الجنادرية مما استدعاه لاتخاذ قرار نومه مع اهله في سيارته , عبدالعزيز وافقني الرأي على ان المهرجان اصبح بحاجة الى اقامة فعاليات جانبية له في المناطق وخاصة الرئيسية ليتسنى لاهالي المناطق البعيدة عن الرياض ان يطلعوا على الفعاليات ويتعايشوا مع المهرجان وشخصيا ارى ان هذا الاقتراح لابد ان ينال اهتمام القائمين على المهرحان ولجنته العليا فلعله يتجسد على ارض الواقع في الاعوام المقبلة وما ذكره عبدالعزيز مؤشر حقيقي على ان التعطش للتراث امر مشترك لدى السواد الاعظم من السعوديين خاصة العائلات فالرحلات الترفيهية العائلية لمثل هذه المهرجانات امر مهم يقرب الابناء الى تراثهم الاصيل ويزرع في نفوس افراد العائلة حب هذا الوطن والانتماء اليه بكل تأكيد.
الجنادرية هذه التظاهرة الثقافية والادبية اصبحت واجهة حقيقية لوطننا تنقل للعالم اجمع رسالة مفادها ان هذا الوطن ارض فكر وحضارة وثقافة لا تغيبها الشمس وهو رسالة لكل من ينظر للاسلام على انه دين ارهاب فما يقدم في الجنادرية صورة تتجسد على ارض الواقع وتؤكد للجميع اننا امة محبة لدينها وتراثها الاصيل وامة تقدم نفسها للعالم بثوب حضاري يرتقي لكل المعاني الانسانية الاصيلة ولعل الحضور الغربي للمهرجان المتمثل في وسائل الاعلام والزوار المتفاعلين مع فعاليات المهرجان وفقراته المنوعة دليل صريح على ان الغرب بدأ يتعاطى مع ثقافتنا الا ان الامر يتطلب مواصلة تقديم مثل هذه المهرجانات لانها الرسالة الاقوى والاصدق في التعبير عن شخصية الانسان السعودي الذي يهمه ان يعمل ويتواصل مع غيره وفق ما يرضي الله عز وجل ويتناسب مع عاداته وتقاليده الاصيلة .
همسة :
«ربما يبتلى احدنا بالفراغ لكن لابد ان يسعى لاستغلاله قبل ان يقضي عليه ويصبح شخصا فارغا يلقي بنفسه الى الهاوية .»
...................................
نشرت في جريدة اليوم
الجمعة 6/3/1429
الجنادرية بحجمها التاريخي هي بالنسبة لنا كسعوديين تظاهرة نعانقها كل عام بحب ونتواصل معها بوفاء فهي نافذة على هذا الوطن المعطاء الذي ترامت اطرافه وتناولته كتب التاريخ في مختلف المراحل التي مر بها منذ الدولة السعودية الاولى وحتى العصر الباهي الذي نعيشه في ايامنا هذه , ولعل من اهم المفاجآت الجميلة للمهرجان هذا العام اطلاق وزارة الاعلام لقناة الجنادرية والتي اتمنى ان تواصل تقديم برامجها طوال العام خاصة وان البرامج التي تقدمها ثرية بالمعلومات التاريخية عن المملكة والمواقع الاثرية المتصله بتاريخها العريق ولا ابالغ اذا قلت ان القائمين عليها حققوا الاهداف السامية لهذه القناة خاصة وانها طرحت طوال الايام الماضية ومنذ انطلاقة المهرجان سلسلة من البرامج الوثائقية والتسجيلية والحوارية الثرية بكل ماهو مفيد لمن يهمه التقرب الى تاريخ وطننا الشامخ.
الاحد الماضي حدثني صديقي « عبدالعزيز» ونحن في يوم عمل مرهق عن الجنادرية وكيف تفاجأ العام الماضي بالزحام الشديد وعدم وجود شقق مفروشة فارغة في العاصمة الرياض حين قدم اليها خلال اقامة فعاليات مهرجان الجنادرية مما استدعاه لاتخاذ قرار نومه مع اهله في سيارته , عبدالعزيز وافقني الرأي على ان المهرجان اصبح بحاجة الى اقامة فعاليات جانبية له في المناطق وخاصة الرئيسية ليتسنى لاهالي المناطق البعيدة عن الرياض ان يطلعوا على الفعاليات ويتعايشوا مع المهرجان وشخصيا ارى ان هذا الاقتراح لابد ان ينال اهتمام القائمين على المهرحان ولجنته العليا فلعله يتجسد على ارض الواقع في الاعوام المقبلة وما ذكره عبدالعزيز مؤشر حقيقي على ان التعطش للتراث امر مشترك لدى السواد الاعظم من السعوديين خاصة العائلات فالرحلات الترفيهية العائلية لمثل هذه المهرجانات امر مهم يقرب الابناء الى تراثهم الاصيل ويزرع في نفوس افراد العائلة حب هذا الوطن والانتماء اليه بكل تأكيد.
الجنادرية هذه التظاهرة الثقافية والادبية اصبحت واجهة حقيقية لوطننا تنقل للعالم اجمع رسالة مفادها ان هذا الوطن ارض فكر وحضارة وثقافة لا تغيبها الشمس وهو رسالة لكل من ينظر للاسلام على انه دين ارهاب فما يقدم في الجنادرية صورة تتجسد على ارض الواقع وتؤكد للجميع اننا امة محبة لدينها وتراثها الاصيل وامة تقدم نفسها للعالم بثوب حضاري يرتقي لكل المعاني الانسانية الاصيلة ولعل الحضور الغربي للمهرجان المتمثل في وسائل الاعلام والزوار المتفاعلين مع فعاليات المهرجان وفقراته المنوعة دليل صريح على ان الغرب بدأ يتعاطى مع ثقافتنا الا ان الامر يتطلب مواصلة تقديم مثل هذه المهرجانات لانها الرسالة الاقوى والاصدق في التعبير عن شخصية الانسان السعودي الذي يهمه ان يعمل ويتواصل مع غيره وفق ما يرضي الله عز وجل ويتناسب مع عاداته وتقاليده الاصيلة .
همسة :
«ربما يبتلى احدنا بالفراغ لكن لابد ان يسعى لاستغلاله قبل ان يقضي عليه ويصبح شخصا فارغا يلقي بنفسه الى الهاوية .»
...................................
نشرت في جريدة اليوم
الجمعة 6/3/1429