مشاهدة النسخة كاملة : أرق ..
عَائِشَة
04-10-2008, 07:00 AM
مؤلمٌ أن يتحوَّل قلبُك إلى مهاجرٍ منزوع الهوية ..
يقف ما بين وطنين لا ينتمي لأيٍّ منهما ..
بينما يبحث عن ثالث !! ..
عَائِشَة
04-10-2008, 07:08 AM
لا يرغب بأن يصبح كـقطةٍ تجرجر أطفالها و هي تقفز بهم فوق حدود الأوطان ..
فصعبٌ جداً هجرة القلوب .. بينما تتبعها قوافل المشاعر !! ..
عَائِشَة
04-10-2008, 07:20 AM
I'm nobody ! Who are you
Are you nobody , too
Then there's a pair of us — don't tell
They'd banish us , you know
How dreary to be somebody
How public , like a frog
To tell your name the livelong day
To an admiring bog
- Emily Dickinson
عَائِشَة
05-10-2008, 05:08 AM
أحتاجُك !! ..
و حنيني إليك يفتِّت أيامي
موجعٌ أن يسكنك الفقدُ لمن لا يفتقدك
و مخيفٌ جداً أن لا أجد وطناً يلمُّ شعثَ غربتي بعدَك !! ..
عَائِشَة
05-14-2008, 07:12 AM
قد يحدث أن نلجأ إلى ذاكرتنا في محاولةٍ منَّا لذرع ما تبقَّى لنا من عمرٍ منتعلين لحظات سعادتنا بصحبة من كانوا سبباً في تعاستنا ..
نُجلسهم على المقعد المجاور لأرواحنا .. و نقضي فترة ما بعد الحزن و نحن نحاول فهم ما حصل ..
و قد يحدث أيضاً أن يستعصي علينا الاستمرار في خنق ذاكرتنا و لفتراتٍ طويلة رغبةً منَّا في إجهاض كل الأحداث ما عدا تلك التي تبقينا على قيد الحب ..
فتجفُّ عروقُ ذاكرتنا نتيجة استنزافنا لها ..
فنهيم على قلوبنا نستجدي لقمة حبٍّ كفيلة بالإبقاء علينا خارج سرب الأموات عاطفيًّا ..
نُضطَّر إلى اللجوء لأكثر السبل قسوةً و إرباكاً لإنقاذنا ..
فنلقي بجسد ذاكرتنا الممزَّق على روحٍ أخرى لم يكن ذنبها إلاَّ أنَّها تلكَّأت أمامنا لسببٍ أو لآخر ـ فمن المهم جداً أن لا ننظر في عيني من تلبَّستهم ذاكرتهم ـ ..
و نمارس خدعة العطر الواحد ـ تلك الخدعة التي تضع أمامنا من نريد بمجرد أن نغمض أعيننا ـ ..
و لكن ما يميِّز الخدعة أنها لا تستمر !! ..
فيأتي المشهد مقلَّداً من الدرجة الثالثة للَّقطة الأصلية ..
فلا نحن اكتفينا .. و لا سلمنا من النَّدم ..
لذلك ..
عندما تريد أن تتقمَّص حبًّا آخر .. لا بد لك من التخلِّي عن وجهك !! ..
عَائِشَة
05-17-2008, 08:27 AM
غيابي لم يكن إلا فعل مقاومة ..
حين تكسَّرت كلُّ دفاعاتي على صخرةِ صوتِك ..
فلصوتك لغةٌ .. عَجِزَت أبجدياتي عن احتوائِها !!
أترنَّحُ على الطرفِ الآخر .. كطفلةٍ تتعثَّرُ بحروفِها ..
كلَّما أعلنتُ الحربَ على طغيانِك و قرَّرتُ الصمود ..
اكتسحتني أمواجُ همسِك .. و جرفت حصوني العتيدة ..
فتنهزمُ كلُّ شجاعاتي .. و قراراتي !!
أيقنتُ أن الغيابَ ليس خَياراً
بل هو الحلُّ الوحيد ..
فما بدأناه بلعبةٍ ..
انتهى بفقد !!
اخترتَ أن تبدأ أنت لعبةَ الاختفاء ..
و كان عليَّ أن أشتاق ..
إلى أن وجدتك ..
ثم جاء دوري في الغياب ..
و دورُك في الاشتياق ..
و توالتِ الأدوار ..
و تبادلنا الرحيل !!
إلى أن استجمعت فلولَ قواي ..
و غبت ..
و لكن هذه المرَّة ..
إلى الأبـــد !! ..
عَائِشَة
05-21-2008, 05:23 AM
مللت الحياة .. مللت الحروف
مللت القصائد .. مللت الحكايا !!
بقايا أشياؤك تتآمرُ عليَّ
ترجمني بالذكريات
تلاحقني بتهكُّم
تقبع بتحدٍّ في الزوايا
أهرب منها إلى داخلي
أتشاغل بأشياء صغيرة
بعلاقاتٍ كثيرة
بتفاهاتٍ حقيرة
و حين أظنُّ .. أنِّي نسيت
أُفاجأ بك في شروخ المرايا !!
أُدرك أنِّي لن أعود إليك
فقد كانت نزهتنا خطيرة
مميتة
مليئة بالخطايا
و لكن ..
حنيني .. و شوقي إليك
تجبَّر .. تعاظم
عربد في الحنايا
إلى متى
سأسكن رمل الطريق ؟
مللت الهروب
منك .. إليك
تقرَّح الرحيل
من وسمِ خُطايا !!
عَائِشَة
06-02-2008, 06:09 AM
حين تُولَدُ بلغةٍ مبتورة .. بقلبٍ ألثغ لا ينطقُ كلمةَ " أمِّي " لأنه ببساطة لم يمارسها قط ..
و يستمرُ تعثرُك بتلك الكلمةِ بالذات .. فتظلُّ تسقطُ بها !! ..
حين تنطفئُ الشمسُ و تنتشرُ الأغيلةُ ، فيلتحفُ كلُّ أطفالِ العالمِ أحضانَ أمهاتهِم إلا أنت .. لا تجدُ سوى ذاكَ الجدارِ الباردِ من خلفِكَ يمتصُّ دفءَ جسدِك الصغير .. فتظلُّ تشعرُ بالبرد !! ..
حين تُدرِكُ أنَّك مهما ملكتَ بين كفَّيك فإنَّ أصابعَك تظلُّ فارغةً كيومِ تركتك أمُّك ، تتشقَّقُ ظمأً لحليبِ قلبِها ، و هم يجرونك جراً حتى لا ترضعَ الموتَ من ثديِها ..
ثمَّ ..
ـ كاسطواناتٍ مشروخةٍ ـ يُعيدون على يتمِك ذات الوجع و هم يضحكون و لم يدركوا أنهم يجردونَك من كرامتِك كطفلٍ " يتيم " ..
حين لا يتبقَّى لك منها سوى جِدارٍ نَقَشَت عليه آيةَ الكرسيِّ و كأنَّها تَرقيك من حزنٍ سيتلبَّسُك بعدها ، و بينما يصطحبُكَ أصدقاؤكَ للتعرِّفِ على أمهاتِهم ، تقفُ أنت بهم أمام ذاك الجدارِ و تخشعُ للحظةٍ و كأنَّك في حضرةِ ضريح !! ..
حين تقعُ في الحبِّ عثرةً تلو العثرة ، و ينكسرُ حُلمُك .. لأنَّهم ببساطة لا يحملون قلبَ أمِّك !! ..
حين تحاولُ المرَّةَ تلو المرَّة أن تهبَ نفسَك أمومةً .. فلا يُقدَّر لك !! ..
تهيم على قلبِك كنايٍ وحيد .. برَحِمٍ أجوف و قلبٍ مثقوب ..
تبحثُ في قواميسِ العالمِ عمَّا يرمِّمُ لُغتَك .. فتنتحرُ الأبجدياتُ غرقاً .. و تظلَّ شفاهُك عطشى .. و تبقى لغتُك مبتورة !! ..
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,