تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يتبع ..


بعد الليل
04-19-2008, 09:17 PM
http://cloudskies.jeeran.com/photos/1555253_l.jpg

(1)

قَابلَتهُ في احدى المَكتَباتِ
كَانت جَالسةً تَكتبُ بَعضَ جًنونِــ..ـها
مُمتعٌ تَناول القَهوةِ بينّ حَرفٍ وآخر
هُو جَالسٌ هُناك حيثُ الكِتابةُ صَخبٌ
لَمحتْ حُروفَهُ
مُربكةٌ حَدَ الامْتِزاج
مُتَباعِدةٌ حَد التَمدد
مُنسجمةٌ حدً الأرْواحِ
جُنونٌ أن يكون للقَهوةِ طَعمَ حرفٍ
وللــ..حرفِ طَعم رُوح
تَتسربلُ بهِ ولهُ

أدمَنتْ القَهوةَ .. وقِراءةَ صَخبِ حُروفِــ..ـهِ


يَتبع

بعد الليل
04-19-2008, 11:29 PM
(2)

الحُروفُ تَتنفسُ الأرواحَ
هكذا هِيّ تَعرفُها
قراءةُ حُروفِنا
تاريخُــ..نا نَمنحهُ للمارين بها
فِكرُنا يَصخبُ بـــ..ـأبعادها
أرواحُــ..ـنا تبحثُ عنا

يتبع

بعد الليل
04-23-2008, 02:38 PM
(3)

لم تَلمحهُ يَقرؤها حَين مُرورهُ للـــ..قَهوةِ
ولم يدري أنّ القراءة هَوسُــ..ـها
بلا طُقوس
بلا حُدود
تُمارسُها



يَتبع

بعد الليل
04-23-2008, 02:50 PM
(4)

تِلكَ أمسيةٌ لن تنساها
فعند دُخولِها إلى المَكتبةِ
كان يقفُ هُناك
ينتظرُها
لدّ البَاب
كادت أوراقُها تَتناثرُ منها
وهِيّ ترى ابتسامتَهُ
كأنه يُمسكُ بــ..أطرافِ حُروفِهِ
ويُ,شكُ أن يُبعثرها
بــ..تَلعثمِ المُنتظرِ قال:
مَساؤكِ حرف
ابتسمت وهمست بـــ...ـها
دون أن يسمعها:
مساؤكَ ورد



يتبع

بعد الليل
05-01-2008, 02:22 PM
(5)

هُو
حُروفهُ دَندنةٌ
تَراقصُ التشكيلَ
فـــ...يحتويها
ولا يَحتويها
أحبَ كثيرات قَبلها
وما وجدها
هِيّ
و
هِيّ
تشغلُها الروحُ منذُ عرفتها
فتقفُ لديها
لا تُميزُ التشكيل
قلبها بكرٌ
لـــ..روحهـ...ـا


يتبع

بعد الليل
05-01-2008, 02:43 PM
(6)

لا يعرفُ كم هِيّ تفتقدهُ
ولا تدري كم هُو يُحبها

متأكدٌ من حُبها
وتقسمُ على صدقهِ


يتبع

بعد الليل
05-03-2008, 08:15 PM
(7)

مرت أربعةُ أشهر منذُ أولِ لقاءٍ
جلست كــ..عادتها تُقابلهُ
تَكتبُ حُروفَها
ويسترقُ القراءةَ بها
رفعت رأسها لــ..ترى النور
فــ..رأته
يرسمها
تراجعت لــ..تستقر
وصمتت لــ..تتماسك
فــ..كتبَ وكتبت
وكتبَ فــ..كتبت


يتبع

بعد الليل
05-05-2008, 03:15 PM
(8)

هِيّ
تعشقهُ حد الذوبان
تتنفسهُ حد الامتلاء
تذوبُ له وبه حد الانصهار معه
وتُلملمهُ كأم
وتُهدهدُه كطفل
وتحتويه كــ..جنين
وتسافرُ به وله
وتغمضُ عينيها لــ..تدفئ شتاؤه وتحلمُ به وله
وتُوسدُ الغُيومَ بــ..ريشةِ دُعاءٍ من أجل هُطولِ مطرٍ به
وترددُ الحُروفَ تعويذة حرزٍ حوله
وتُصلي تدعو بــ..إلتقاءٍ خالدٍ لهما
وتبتسمُ لأنه في عالمها
تحبهُ !!
لا .. بل تتنفسه عشقا لــ..رُوحهِ


يتبع

بعد الليل
05-10-2008, 04:02 PM
(9)

عادةٌ الأشياء السُكونُ
وعادةٌ الأرواح الاقترابُ
هكذا تقدمَ هُو منها
رأته وهو يقترب
من حٌضورها .. من حُروفها
يُقلبُ تشكيلها
يُبعثرُ الشدةَ بها
يرفعُ الآهات لها
ويضمُ الروحَ بــ..نبضِها
قالت له:
حلق
فــ..الأفقُ لكَ ورق
همس لها: وأنتِ الشمس


يتبع

بعد الليل
05-11-2008, 08:26 PM
(10)

حين سفر
دست حروفهُ في جيبها
وارتدت قلبَهُ معطفاً
واحتضنت روحهُ .. جدا
ووقفت تحت المطرِ
تُتمتم:
ليتكَ قُلتها !


يتبع

بعد الليل
05-20-2008, 09:54 PM
(11)

تَظلُها مظلةُ شتاءٍ
تسيرُ بها تحت هُطولِ مطرِ غُربةٍ
تقرأُ رسالتهُ الأولى في هاتفها:
أ
ح
ب
كِ
فـــ..يكونُ هُطولُ الملحِ
أقربَ


يتبع

بعد الليل
05-20-2008, 10:15 PM
(12)

تعودتْ المرورَ بحديقةِ الحي وهيَ في طريقِها إليــ.المكتبة.ـها
سمعت صوتهُ يقولُ:
مُغلقةٌ.
لم تلتف
رُبما .. خوفُها منها أو حذرها منهُ
أتبعها:
المكتبةُ مُغلقةٌ
كان ينتظرُها .. لا لم يكن ينتظرها !!
أفكارٌ سبقتها قبل أن تلتفَ .. تتبعُها ابتسامتَها بــ..استغرابٍ تسألهُ:
لماذا؟!
الجردُ العام .. وضعوا اعلاناً عنه منذُ البارحةِ ..
حيثُ لم تأتِ!
قالها وهو على أحدِ كراسي الحديقةِ هُو وكتابهُ متسلطن القراءة.
عيناها جعلتاه يعتدلُ جلوساً ويفارقُ الحُروفَ
لــ..يتشبع النظرُ بها
قبل أن تقولَ شيئاً فاجأها:
كيف يستقرُ الحبُ بنا ولا يُغادر؟
صمتت تنظرُ إليهِ
ابتسمَ خُبثاً:
هكذا يتساءلُ هذا المجنونُ في كتابِه
رافعاً الكتابَ مُشيراً إلى العنوانِ.
هل مررتِ به ؟ سألها.
كثيراً .. ولكني لم أستقر.
كانت إجابتها وهي مُغادرةُ
يتبعها نظرهُ بــ..شوقٍ لم تلمحهُ ولكنها تعرفهُ
كــ..قولها: استقر!!


يتبع