مشاهدة النسخة كاملة : 13/4
في حجمِ ما يلجُ الحزنْ
فـتاتْ ..
دعِ الحروفَ تتحدّث فقدْ أنهكَنا البكاءُ يا صديقي..
][ لأمّي في غيهبِ الغياب ][
يتحدّثُ الليل الينا كما لا يتحدثِ الآخرونْ
فطعمُ المرارةِ بها أقوى عندً هدأة الناسْ
لمْ أكنْ أريدالتحدّث الى وسادتيْ عن وجهها
لمْ أكنْ اريد البكاءَ على كتفِ سريريْ عن طعمِ غيابِها في فميْ.
لا أعي بعدْ أن غيابَكِ لا رجعةَ فيهْ
اسرفتُ فيما مضى إيماناً وغروراً ببقائكِ الى الابدِ الى جواريْ.
كنتُ عندما أوكِل لكِ مهمةَ تعليمِ صغيريْ آخذ عهداً غيرَ منطوقٍ منكِ بالبقاءِ معيْ.
وكنتِ تعدينْ، وكنت أظنّ بأنّ هذاالوعدْ يكفيْ ..
في عقليْ كنتُ على خشيةْ مِن أن تخونني سجادةُ صلاتكْ
فأضطر الى طيّها لانك لن تعوديْ،
وكما خانَ المرضُ جسدكِ المنهكْ، وكما احترق رويداً رويداً كنتُ أنا الاخرى أحترق.
لم أقلْ بـ أنني أحبكِ كثيراًُ .. فقط بكيتْ
لانكِ أكبر من ترهات الكلامْ
لا زَالَ حرفاً في حجمِ أمانيّه يتمنى عودتكَِ،
أغمض عينينْ انهكهما البكاءْ حتى أصابَهما التبلّد
وفماً أنهكه النشيجُ حتى خرُسْ
وأنتظرْ
أتراكَ تجيبُ دعوةَ الداع؟!
لا يعيْ الآخرونْ معنى أن تكونَ في فجاءةٍ بـ لا أمْ
ولا يسعُ مَن اصبحَ في فجأةٍ بـلا حلمْ أن ينقلَ خواءَ الأمكنةِ الى الآخرينْ
تعبتُ مِن مواساتكمْ الصَفِقةْ
تعبتُ مِن حروفٍ تلجُ سمعيْ فتلدُ الصمتْ
تعبتُ وأنا أبحث عن وجهها في جدرانِ الغرفةِ وصفحاتِ الكتبْ ..
تعبتُ وأنا احاول اجتثاث حزني والتشبث بقشةِ المستحيلِ في أملِ عودتها..
تَعاليْ فقط.. تعاليْ
حزناً يأتيهِ الحزنُ باكراً بهذا الشكلْ
مكانٌ لا حياةَ فيهْ
لا تعلمينَ كمْ تركتِ على الجدرانِ وفي الزوايا
الأمكنةُ بكِ ممتلئة وبي خاويةٌ حدّ الموتِ الذي سرقكِ مباغتاً أملي في الحياةْ
.
.
لا أزالُ غيرَ مصدّقة
ولا يزالُ طيفكِ يسكنُ أوردتيْ
لا أزال أحدّثكِ بسفاسِفِ الامور التي لا أجيد الحديث عنها مع سواكِ
لا أزال أبحث عنكِ في دموعِ المعزينْ واتساءلُ كلّما بالغوا البكاءْ ..لمَ وأنتِ لا زلتِ حيةً ترزقين؟!!
.
صورتكِ وأنتِ ملتفةً كفناً
عيناكَ مثبتتانِ على الفراغْ
وجسدكِ خاوٍ مِنَ الروحْ
لا أكادُ أن اصدّقه
قطعت ميثاقاً معهُ أن لا يعطيكِ تذكرة رحيلْ
وباغتنيْ وأسلم لكِ العنانْ فـ ذهبتِ ..
مسائي محمومٌ بحزنيْ
وجسدي مليءٌ بنوافِلكِ وصلاتكْ
بكائي يملأني
ولا أسطيع ذرف دمعةْ
حزني يملأني ولا أستطيعُ مثلهم البكاءْ
اشعر بأن بكائي هو إقرارٌ بموتكْ
وأنا أخشى أن تموتيْ
.
.
مَنْ يمتلكُ الحقّ في إغواء أرواحِنا لتلجَ الرحيلَ بلا عودةْ
وتتركُ خلفها وجوهاً عكرةْ أضناها الحزنُ وقلةُ النوم.
مَنْ يمتلكُ الحقّ في اجتثاث جذورِنا ونحنُ نتفرّجُ صامتين؟
منزلنا يبكي يتذرعُ بالمطرِ حيناً
وبالسهو أحيانا ليذرفَ على فراقكِ دموعهْ
..
لا يمكنْ أن تكونيْ أنتِ ساكنةُ تلكَ الحفرةْ
وفميْ بكِ مغرقٌ بالصمتْ
صوركِ يلهجُ بها المكانْ
ولـ كأننا نحاربُ رحيلكَ بوجهكِ الدافيءْ
بابتسامتكِ التي لمْ تكن لتجد القوة على فراقكْ
.
.
اشتقتكِ كثيراً كثيراً
وأتعبني صمتكِ العاجزُ عن اختراق عالمينا.. !
مرّ الكثيرْ
ولازلنا نقف بينَ عالمينْ
نتساقطُ بينَ حزنينْ ،،
ربّما،،
زَمنُ آخرُ ننثرُهُ على صفحةِ رملْ،
نهدهدُ أحلامَنا ونقِفُ على ضفةٍ أخرى
نستشعرُ مرور الماءِ مِنْ بين أصَابِعِنا وأنا مثلُكَ أنتَ بالتحديدْ
أهربْ
وأكتفي بالوضوءِ على صفحةٍ رقراقةٍ أخرى
لأنتثِرَ طقوساً أخرى للحرفْ
سيّدَتي النائِمةُ منذُ عامٍ ويومْ
لملمتْ حديقَتُنا ثوبَها وكشَفتْ عن ساقَيها بعدَ أن رحلتِ
الأرضُ أصُبَحَتْ أكثرَ ملوحةً وأكثرُ صلابةْ
وأنا أصبحت أكثرُ جفافاً بـ كثيرْ
لمْ يدرّ الوقتُ عَلَينَا ماءَ البكاءْ
اكتفينا بما آتانا اللهُ مِنْ بعدِ الشتاءِ قيظاً آخرَ ينتثِرُ على قبرِكِ مثل خيوطِ الشمسِ الخائنةْ
سـ أتنفسْ
غداً ربّما،،
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,