مشاهدة النسخة كاملة : رسائل قصيرة ..!
محمود هرموش
06-03-2008, 10:24 PM
رسائل لامرأة تقيم على شاطئ حبر القصيدة
وضاع نصف العمر في انتظار شراع حروفها
محمود هرموش
06-03-2008, 11:16 PM
(1)
بحضورك في عالمي
تفجَّرَ ينبوعُ الضوء
وابتدأَ قدَّاسُ القهوة دفء مواسمه
وأَعشبَ في أرصفة الريح غموضُ الخطواتْ
وتغيَّر في غسقِ الصمتِ اللونُ
وانهمرَ الدفءُ على ذهول الدفى
وغادرني كاسٌ مكسور النشوةِ نحو النهر
ليروي ظمأَ الفلواتْ
حضورك
منحَ الغابةَ سرَّ الأشجارِ وأسئلةَ صغارِ عنادلها
وكيفَ المكبوتُ من النارنجِ يلوِّحُ مرتجفاً لعسس الليل
كي يتبرعم تحت الجلد اليابس شوكٌ يتلمّسُ قيظَ الشهواتْ
وانحسرت أنهار أنيني
وتماهى في أقصى السطر تفاح اللغة الثملى
وفرش النهر زنابقه ليقيم - خلف إمامةِ أغصانِ الصفصاف عليكِ -
نافلةَ غيابِ الصلواتْ
دعيني
أوجّهُ إلى واديك المقدس يتامى صهيلي
وآخر طيف ٍ صافحه الشوقُ
وما تبقى من إيقاع الخافق المشطور في ذاكرة الكلماتْ
لقد ظَمَأَتْ فيَّ الذاتْ
وانحسرتْ - فارغة الفكرةِ - قهقهةُ الريح تلمُّ غبار صغار الخطوات
وارتحلتْ كفٌّ راودها تلويحٌ..يغرق ُ..
عند قنوط الموج المصلوب الملح..
– وقُبيل لُهاثِ الرمل ووضَحُ الأَشلاءِ –
في قاعِ اللَّحظاتْ..!!
محمود هرموش
06-03-2008, 11:17 PM
(2)
يا امرأة هبطت من جبال الريح
ثم ذابت كهطول ٍ في يباس الروح
ردي إلي صواب طفولة ترضعني ماتبقى من ثمالة دفتري
ردي إلي صهيل حرف ٍ
تئن على مسامع صليل أقلامه انكسارات المحابر
وأناجيل الندى
ضاجعي (ولو سفاحاً ) برضابك ظهر طابع البريد
كي يولد العمر على يديك ويحبو..
وينطق في مهده لبناً وخبزاً ورُطَبْ
علقي صوتك ِ في أذن الصدى قرطاً من تلاوات قصائدٍ
ضاق سؤالُ دعاء صلاتها على غائب الياسمين
وأورق المطلق المخمورُ في عراء جرارهِ..
عندما خرجت من سراديب الوقت ..
و عبر اليباس سيوف القوم
فاختلفوا في تفاسير الصدأ
هل كان مكنّى .. أم حرفاً مشبهاً بالغدرِ
وهل تلاشت رفرفات اشتعال الندى في غموض الظل
أم كان الانتظار كأحلام الجمر تحت أجفان الحطب ْ
مازال صدى صوتك مثل حديث الريح لكثبان المسافة
مثل نعاس الضفة إذا هدهدها حلم الماء
مثل زنابق نهر ٍ ترفو ما تيسر من لهاث ثقوب القصبْ
مازال صدى صوتك
اختلاج محبرة أناخت قوافلها تحت ظلال شفة يضج فيها نبيذ ٌ
مرهق بأسرار العنبْ
محمود هرموش
06-03-2008, 11:18 PM
(3)
يا امرأة
منحت صغار نوارسي ماشاءت من فتات البياض
ثم استوت على شرفة الرمل ترشف كأس انتظاري
وتحرق -عند انهيار القصائد العابرة – أصابع سجائرها
ترفقي بضوءٍ شغوف يطل على أعشاب ذاكرة ٍ يقضمها جنون الهواجس
دعي جوانح حلمنا تتأرجح ما بين دفءٍ وبرد شهي على سرير الحرائق
واسكبي ماء شروقك على عتمة أرخبيل كلامي
فكي ارتباك محبرتي عند احتدام الندى
لقد رميت دلو كلامي
فارفعيني إلى صمتك المشتهى
لأفرط وريقات الناي
إني أسوق عليك ملائكة القصائد
أن تقطفي عنقود شرودي ...
.
و تدخلي جنتي..!
محمود هرموش
06-03-2008, 11:19 PM
(4)
يا امرأة من قصبٍ نذر أنينه لضفتي الثكلى
وراحت تعبئ مابين سطوري في جرار نعناع أنفاسها
وترشو دفتري بقبرتين من دفء وقهوة ..
يخر لهما جبروت محبرتي سجودا
وتخيط بقصائدي ثوب عفتها
وتنسج من هسيس الشوق قميصاً على مقاس لبلاب شرفتها..
مدي يديكِ..
وتحسسي شقوق الروح إذا عبرت قوافل زيزفوني يوما في مدى عينيك
يا امرأة يغفو في مقلتيها الكون
وفجرت بركان الحنين بخافقي
ومازالت تحاصر أسئلة سنابلٍ ينقرها عصفوران يرتجفان تحت قميص النوم
تمددي على عشب قصائدي
وفكي أزرار الصباحات الشريدة
في غابة .. يقلد حفيف أشجارها فضة صوتك الأشهى
محمود هرموش
06-03-2008, 11:21 PM
(5)
يا امرأة من ياسمين ٍ تتلوى على شرفة ليلها
لقد صيرتني المسافة ما بيننا أميراً من سراب
رفقاً بصغار قصائدٍ
كبغاث نوارسٍ
تنفض ريقها في وجه الرذاذ
ياوريثة ريحٍ على جناحٍ من الفينيق جاءت
شيدت مخدعها على رمل انتظاري
وراحت تشرب نخب موجة شردت عن طابور العاصفة
ويممت وجه مدها نحو دفء خليجك
لاتكترثي بسحابة صيف أسرفت في إغرائها لمحبرتي
تحاول حفر كوة ٍ في حديد قلبي بإزميل من خشب ..!
يتبع ..
محمود هرموش
06-04-2008, 11:48 PM
(6)
يا امرأة
كتكبيرة شوق تهادت وكحّلت أجفان سنابل لوزٍ
يصارعه البياض على أمدائه
كقمرٍ يرضع من أثداء صخرة سيزيف ويمزق عباءات الظلام
يا امرأة كرذاذ ضوء
يرش بقاياه على سرير قصيدةٍ يراودها
كي تتدلى من هامة الخجل قطرة اشتهاء تزهو
وتتورد خجلاً أشباق الكلام
دعي البحر الذي يسجد موجُهُ على سجادة رملك
يمارس عشقه
ويعقد قران المد على انتظار المحار على مرأى من شرعية الشرود
دعي البحر يستعيد كبرياء الملح ويتلو فاتحة العواصف
وعند آخر رشفة من هذيان قهوتنا
تطبع في آخر السطر قبلتها
وتبحث في ارتباك الفراغ
عن نقاب يليق بغروب ٍ .. يفترش الأحلام .. ويغفو
قرير الرمل
والموج
والزبد ...!
محمود هرموش
06-10-2008, 02:59 PM
(7)
يا امرأة تستوي على عرش قصيدتي
تسكب كأس أنوثتها على سطور تفطّر فيها حبر ٌ
يسقي أغصان بوحٍ
يرخي ستائره على أشباق بنفسجها الحلال
تسد فجوة الريح
وتنبئني عن آخر أسفار نهدٍ مااستطاع مع غيري صبرا
ترفو سلالات فجائع تقمصتها ذاكرة مستعارة
تتنفس من تحت أظافر نبعٍ
تأخر عن ركب الماء كثيراً
يغازل شرفات عراء الحور المفتون بطلعتها
يعيد النبض إلى شريان الضوء الغافل عن سهر الحانات
يمشط فوران الفتنة
ويملا رئة السطر بحروفٍ
تندلق منها أمطار سوداء
تهبط من أعلى الروح على درج الشهوات
يا امرأة من نار
تُغرق ذاكرة العشب بغوايات الندى
وتبدد عن كهف العمر سبات سنيني
فداك دماً يبسط عند وصيد النبض انتظار الوريد
يفتح أزرار قميص صحيفته
يلقن زوجاً من صغار زغب القطا (منطق) الشرود
محمود هرموش
06-12-2008, 11:46 AM
يا امرأة
( وما أنصف الدهر )
وما بيننا ألف بحر ٍ من رمالٍ تأتي كثبانها على ضامر الريح
هاقد ودّعَ كل شيء شيئه
وذبلت عناوين مناديل البياض
وقضت نحبها أغصان وارفة فيها أحلام الخصوبة
هذا موج النخيل شفيف السراب
وكؤوسي حبلى بأمطار غيوم العنب
*
يا امرأة عيناها كأغنيتين من قبل ٍ
وعلى شرفتها تتنزّلُ الأقمار
مدت إلي جناح وضوءٍ يستبيح نبرة نداءٍ تتربص به عاصفة من سكون
استريحي في دمي
هذا المساء يجر الخطى عارياً نحو كأس تنعكس على صفحته رقصةٌ
تباركها زغاريد الجلنار المبلل بالندى واللهب
*
يا امرأة نزيفها قرير الزيزفون
منحت كاسي فتات صهبائها كي يقوى على سد الرمق
وربيع النهد قديس المنافي يرشقني بشواظ من عسل
أبيحي كل ما حرّمته الريح
كي تصلي كل الإناث العابرات على ضلوع اللذائذ التي تأبطت شهوات غزالةً
شردت في واحات ذاكرة القصب
محمود هرموش
06-17-2008, 11:57 AM
(9)
يا امرأة
تحطمت تحت وقع غيابها جسور الضوء
وصادرت من لحن الشروق مقام تمتمة الندى
لقد طويت صحائفي منذ انكسار الحبر
ومنذ أن تسلل اللبلاب بعيداً عن شرفة قهوتنا
وراح يقرأ نوافذا منسية الريح
مُطفأ فيها الصباح المشتهى
دعي صفصاف الضفة الثكلى يستنطق الماء
ويسجل في تاريخ القصب فكرة التكوين والمنفى ..
وكيف عبرت خيولك ذات فتح بيداء سطوري ..
وكيف أحرقتْ خلفها مراكب الكلام
ورمت سيفها في الماء طعاماً للصدأ ..
وإلياذة للطين
كل هذا المدى يلبس كبرياء حرائقي التي تشتهيك رذاذاً
فاكتبيني مبتدأً للقول
قبل ضياع النهر في ابتكارات المعاني
فلن اصبأ ..
بعد تبلّغتُ فيك القصيدة .!
محمود هرموش
06-18-2008, 09:04 AM
(10)
يا امرأة
كانت تعلق على أغصان صحرائي مفاتيح النسائم
ها قد غمر البكاء أنفاس المطر
و عشب ذاكرتي يترنح على قدم مستعارة..
ويسقط مغشيا عليه من ريح أسئلة شتى تقبع في فنجان صمتي
تخيط بإبرة من ضباب عباءة لهيكل سنبلة انكساري
ياكربلاء القصيدة
غادري دفتراً خلّدّ رحلة التيه في جنوب الشمال تعففا ..
لأنك في دمي مطراً ..
كنت آتيك في زوايا العتم عنقودين من كرز الحرائق
وبُعَيْدَ كسوف الحلم الذي يبزغ فاقع الآثام ..مسفوك المدى
أنام تحت أجنحة الأنين
أتوسد ما تبقى من شقوق قلب ينبض بالخواء
للماء في خرائط المواسم لغة الصفصاف والحلفا
وأنا اسأل الأنهار عن كل مجرى يستحم بطيف عبورها
ويبوح للنعناع ارتعاشي الطافح بالأسى المحاصر ..
سأعتّق ما تماهى من جراحٍ
وأهادنُ حبر الملامح كي يعبر حدود أصابعي
ويرسم بسواد المدى لوحة الآتي من رحيل الجهات
لن تكوني بعد اليوم أميرة على قلم غامر جُلَّ العمر فيك
لن تتيهي بين قصائدي
ولم تعد قهوة صبحنا تصلح للمعالي
محمود هرموش
06-19-2008, 08:17 AM
(11)
يا امرأة
تهندسُ نضارةَ لهفاتٍ يصدحُ رذاذُ همسها الوثير في ابتهالاتِ ندى أصابعها
وتمنح الصحراء تفاحة الهجير لصبوة سراب تائق للغروب
وتمسح جفنها بمنسأةٍ تتخطى بَنانَ السَّنا
وتنثر ضوع الوجد كسلافات الرؤى
أسقنيها
ليزهرَ اللهيبُ سريراً يمدُّ غيثَ وسادتهِ نحو شرودِ نبضٍ أغوتهُ الكؤوس
ويغضُّ الطَّرفَ عن تقاسيم ِ رئةِ النبع
كضوء في شريان الليل المخضب بخلجات ناي شجي يتراخى
كرشفةِ نبيذٍ
ضاع َمنها الصحو في دغدغاتِ هسيسه لجفون الريح
تُشعلُ النيران في قلب خمائل القصيدة
تلملم أشلاء رمادها
وتطرِّزُ الجمرَ بإحساسٍ خفيُّ التوهج
فيندلق الدفء يتمرّى في عيوني
ويتغلغل الشبق في نسغ عناقيدي العالية
يداهمها ثعلب اللغة فيصفق النبيذ فرحا بسلامته
حينها ..تهزني نزواتٌ غجريةٌ تعصفرت أحداقها ثغثغات البكاء
.
.
كم مرة .. سيكبو جواد البنفسج ؟؟
وينقر القلب ما يتدلى من غصن الحرائق..!!؟
.
.
.
محمود هرموش
06-20-2008, 07:05 PM
(12)
يا امرأة ..
تعبر كانبلاج الضحى عن ذاكرة الضوء
فيتورد السجود تحت وقع قصيدها
وعلى جبهة الأرض بشائر ٌ أجمل من مروج الاشتعال
يقال أن للبحر مملكة من أسرار القصائد
وان مرايا الموج متوجة بأغنيات الرحيل
وان العاصفة ترتل ما تيسَّر من الأشرعة المتهالكة
وان عباءة الألق أرخت سدولها قبل أن تنتفض كفٌ ..
تصلب صراخ النجوم التي ستوجه العاصفة نحو مسارها
الليل يحتلني حتى آخر النوم
وفاكهة الوسادة لم تنضج .. تنتظر خاتمة الموال
لقد استطال الظل الطاعن في الغياب
ورقصت أجراس الزنبق العاري من أتعاب منفى يرتحل من هاوية إلى أخرى
وما فتئت نرجسة الأسرار ترتجل أغاني الصحو
أصيخي السمع لوقع خطوات البحيرة
وشيهق الطيور التي تجهش فوق سطور الرمل
لقد تمزق ثوب المطر الحائر
وأعلن خاتمة اللوعة الثكلى
لأجراس
تهز جسد الماء
وتملأ مآذن الروح بالأمنيات الحيارى ...!
محمود هرموش
06-22-2008, 11:15 AM
(13)
سأبقى أنتقي لغتي من فيض أنوثة ٍ
تهاوت رايات الضوء في أواخر رقصتها
ينساب جدول فتنتها متوشحاً بأثواب النسائم القصار
يعبر حقول نرجسٍ يتقمص وجهها
ويملأ كأس العمر بخمرة حزن ضاقت ذرعا برضابها المنسي
وفضة صوتها كأجراس الغروب على أندلس الأحلام
تفك عقدة الدهشة عن لسان أوردتي الثكلى
تزملني بقميص من الجمر
وتكللني بعناقيد القبل
محمود هرموش
07-12-2008, 01:46 PM
(14)
بغيابكِ يحتضرُ الضوءُ
ويتلاشى جنونيَ الموغلُ في أزقة ٍ ضيّعتها ذاكرتي الثملى بالقوافي
وتآكلت أطراف أصابع ٍتجرجرُ الكأس من ناصيته نحو حانتنا
ربما يظهر (ديكٌ من الجن) من كهوف اختبائه
ويقيم عليه حد تفاح قصيدةٍ تشردقت برذاذ النهد
لقد اشتعل الزبد شيباً
وأشرئبتْ أعناقُ التشظي وهي تمطُّ لسان استغاثتها ..
تتكور تحت لحاف الصخب البهي
ترمقُ نجمةً مسبية فيها ذرى النهدين مسورة بالانتظار
كجحافل كلام ملبدة الشواظ توسّدتْ إثمها
وعلقت على حبال الزمن الآتي عباءة الخطيئة
للضوء الذي يُشرق من خلف تلال سطورك .. ندىً يقول لمرايا الغيم
هو ذا .. خيال زمن الرفيف المقلوب
كدفء اشتهاء العطش
فاقطفي سنبلة الصهيل ألذي يشيبُ بين رحى طاحونة من مقام النوى
أراقت دم الطحين المقدس على تعاويذ خريف مؤرق البيادر
بغيابك
استباحتني لغةُ ( شهقةِ )نخلةٍ
هززتُ يباس الجذع فيها
فاسَّاقط المطرُ حثيثا نحو منحدر مرافئ شقاوة حرير ٍ يستر كرزاً من سجّيل
حينها
تسَّربتْ فصولُ الريح من بين أصابع العاصفة
واخضوضرتْ كثبانٌ مهجورة الندى
منذ الفصل الخامس للمطر
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,