عبد الله العُتَيِّق
06-05-2008, 03:12 AM
*
*
*
في سَمرةٍ في سَهرةٍ ذاتِ ليلةٍ ، جلستُ مناغياً نفسي ، مناجياً أمسي ، مُستلهما حَدْسي ، أبصرتُ الكواكبَ الظاهرة ، و رَمقتُ النجومَ الباهرة ، و تأمَّلْتُ صفاءِ سواد سماءِ الكون ، حيثُ هدوءاً سائداً ، و إزعاجاً بائداً ، فجرى لي خاطرٌ لطيف ، و واردٌ ظريفٌ ، في شأن نفوسِ الناسِ في أوقاتِ يومهم ، أيُبصرون ما يريدون في كلِّ وقتٍ حسبما أرادوا ؟
أمعنتُ الفِكرَ ، فأخرجتُ الذِّكْرَ ، أنَّ الناسَ تختلفُ أوقاتُ نفوسهم ، فنفوسٌ يأسُرُها الليلُ فتذهب فيه محبوسةً تأمُّلاتُها ، جاريةً خاطراتها ، فتبوح النفسُ في الليلِ من إيحاءِ القلبِ ما لم يكن عُشْرُه في النهارِ ، لأنها ستنفرُ من النهارِ حيثُ أنِسَتْ بالليلِ .
و نفوسٌ لا تبوح بوارد الخاطرِ إلا في تحت نور الشمسِ ، و شُعاعها ، و لفحةِ حرارتها ، فتستمدُّ من طاقةِ النهارِ وحياً نهارياً ، و لا تأنسُ إلا بالنهارِ ، و ربما مضى الليلُ في أحاديثِ الجَلَواتِ .
و نفوسٌ بينَ بينَ ، فيوماً زوَّارةٌ الليلَ ، و آخرَ مرَّارةٌ النهارَ ، فلحديثها سِماتٌ مختلفة ، لاختلافِ أزمنته .
الآنَ أكتُبُ و أنا ليليٌّ خاطرتي للتوِّ آتية ، مُتجلَّيَةً صافية ، من فيضِ الذهن ارتجالاً ، مُختَزَلةً اختزالاً ، فنثرتها في أرضِ دُرٍّ ، لتحظى منكم بِبِرٍّ ، و دمتم بقايا مفخرة ، و سُمَّارَ مِحْبَرة .
*
*
*
عبد الله
*
*
في سَمرةٍ في سَهرةٍ ذاتِ ليلةٍ ، جلستُ مناغياً نفسي ، مناجياً أمسي ، مُستلهما حَدْسي ، أبصرتُ الكواكبَ الظاهرة ، و رَمقتُ النجومَ الباهرة ، و تأمَّلْتُ صفاءِ سواد سماءِ الكون ، حيثُ هدوءاً سائداً ، و إزعاجاً بائداً ، فجرى لي خاطرٌ لطيف ، و واردٌ ظريفٌ ، في شأن نفوسِ الناسِ في أوقاتِ يومهم ، أيُبصرون ما يريدون في كلِّ وقتٍ حسبما أرادوا ؟
أمعنتُ الفِكرَ ، فأخرجتُ الذِّكْرَ ، أنَّ الناسَ تختلفُ أوقاتُ نفوسهم ، فنفوسٌ يأسُرُها الليلُ فتذهب فيه محبوسةً تأمُّلاتُها ، جاريةً خاطراتها ، فتبوح النفسُ في الليلِ من إيحاءِ القلبِ ما لم يكن عُشْرُه في النهارِ ، لأنها ستنفرُ من النهارِ حيثُ أنِسَتْ بالليلِ .
و نفوسٌ لا تبوح بوارد الخاطرِ إلا في تحت نور الشمسِ ، و شُعاعها ، و لفحةِ حرارتها ، فتستمدُّ من طاقةِ النهارِ وحياً نهارياً ، و لا تأنسُ إلا بالنهارِ ، و ربما مضى الليلُ في أحاديثِ الجَلَواتِ .
و نفوسٌ بينَ بينَ ، فيوماً زوَّارةٌ الليلَ ، و آخرَ مرَّارةٌ النهارَ ، فلحديثها سِماتٌ مختلفة ، لاختلافِ أزمنته .
الآنَ أكتُبُ و أنا ليليٌّ خاطرتي للتوِّ آتية ، مُتجلَّيَةً صافية ، من فيضِ الذهن ارتجالاً ، مُختَزَلةً اختزالاً ، فنثرتها في أرضِ دُرٍّ ، لتحظى منكم بِبِرٍّ ، و دمتم بقايا مفخرة ، و سُمَّارَ مِحْبَرة .
*
*
*
عبد الله