أفكار .. هاربة

[بعد الليل]

لا نَتصورُ أن تلقائيتنا قد تكونُ صفةٌ سيئةً تُعابُ علينا, وتجرحُنا إلا حين نَتقدمُ بها ونَنكسرُ. فليس كلُ الأرواحِ تحملنا على أننا كيف نَحن فالكثيرُ منهم يحملُنا على من نحنُ. وهُناك فَرقٌ كبير بينهما فالأول يَنظرُ إلينا بموضوعيةِ ما يحدثُ الآن والثاني يَنظرُ إلينا وكلُ تاريخِنا حولنا.

[بعد الليل]

كتبتُ عني وعفورة
وعندما ضغطت اعتمد .. طار كل ما كتبت !!

ســ أعود وأكتب عنها

[بعد الليل]

لماذا نَختلفُ دائما على مقدارِ الحب؟ لماذا نَتوقعُ أن يُحبنا الآخرُ أكثر ؟ ولماذا نغضبُ عندما نَشعر أن حُبه قل ولو بمقدر ذرةٍ من هَباء ؟
هل الحُب قادرٌ على منحنا السعادة التي نريد؟ وإذا عجز أو عجزنا به وتركناه هل سنجد السعادة مع غيره ؟ وهو لن يبقى غصة في القلب كلما نقر الذاكرة تقاطرنا ملحا وصمت !

هل يسامحني عندما أحبه بطريقتي المجنونة التي لا تعرف للأحلام حدود ولا تعترف بقيود الواقعية والتي كلما سحبني منها إلى الواقع صرخت : لااااااا

اختلافنا لا يعني عدم الحب وقد يعني عدم الرغبة في تقبل بعض الآخر. بدأت أفقد ثقتي في عقلي وتمنيت أمنية قلتها لصديقتي الليلة: ليتني لم أذهب إلى المدرسة وبقيت جاهلة. ولكن هل نحن نسامح بعقولنا أم بقلوبنا ليكون العلم سببا لفشل أو نجاح الحب ؟
بالطبع نسامح بقلوبنا ولو تدخل العقل قليلا ليرتب الأشياء ولكن القلب هو من يسامح .. ماذا لو أعطاني الله قلبا خشبيا مملؤا بالثقوب تسربُ كل حزن أو كره أو قهر أو حتى حب فيه. ويستقبل كل شئ ولا يبقي على شئ .. هل كنت سأبقى جميلة وقلبي كما يراني الآن ؟ هل سأظل قادرة على أن أسامح؟

كيف يكون القلب مهيأ أن يسامح إذا لم يسامحه أحد ؟ هل سُنقدر الحب إذا فقدناه أم إذا تمتعنا به كله؟
لا أدري ولكن فاقد الشئ لا يعطيه وربما هو الذي يعطيه لأنه العارف بسر فقده . ولكن كيف سيعرف بحاجته إليه إذا لم يمر به ذاك الهاجس ولم يلكزه ليلا فلا ينام ؟

اذا أكان يجب على الصحراء أن تكون كريمة ولا تستأثر بالماء في جوفها عنا وتبقيه قريبا منا لنصله بسهولة ! أنشبه الصحراء بخلا بالماء أم نشبه البحر ملحا بلا عذوبة ؟ كيف سيكون الحب لو كان مالحا كله وهل سيكون ممتعا لو كان عذب بلا توقف ؟

كيف يكون الحُب حلوا عذبا رغم كل الاختلاف والاختلاف ؟ هل قدرتنا على التسامح هي التي تحفظه أم قوة ذلك الحب هي التي تبقيه ؟


يتبع