المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرمزية والغموض في القصيدة النبطية ..


أصيله المعمري
06-23-2008, 08:18 AM
القصيدة النبطية وأغراضها الشعريه .. زمان كنا نُدرك تماماً أن أغراض الشعر لا يتعدى المدح والغزل والرثاء وغيرها من الأغراض القديمه
الزمن تغير والشعر كذلك
فـ اليوم مثلاً بدأنا نسمع أن هناك قصائد رمزيه
و وجدانيه وسيرياله وآخرى قصائد غامضه .. لم تُصنف للآن .. ربما لأن النقد الشعبي .. ما زال يعيش حالة من عدم النضوج والتبلور ...حتى يدون ويسجل كل ما بدأ يظهر على القصيدة النبطية ..
الموضوع الذي أود أن أطرحه هنا لـ نناقشه سوياً ..
هو عن الغموض الذي بدأ يسيطر على القصيدة النبطية هذا الأيام وهل بالفعل هو عنصر مطلوب في قصائدنا ..
أم الأفضل أن يخرج القارئ من النص وهو يفهم كل معطيات ودواعي ما قرأه
فـ مثلاً .. عندما يتهم النقاد والشعراء القصيدة العمانيه بأنها قصيدة رمزيه
وبـ صراحة تامة .. أنا فقط وغيري يود أن يعرف هل من أطلق على القصيدة العمانيه بالمزيه .. يفهم ما معنى الرمزية الحقيقية ؟؟
وهل بالفعل شعراء عمان تمكنوا من كتابة القصيدة الرمزيه بالشكل المطلوب .. أم أنهم فقط يمارسوا هواية لوي ذراع اللغه ...؟؟
فـ من وجهة نظري
الرمزيه : مصطلح نقدي أكاديمي طرحه شعراء عاديين ونقاد غير أكاديمين .. وللأسف الشعر العماني صدّق ذلك الأمر ؟؟
وابتسم
ولكن في الحقيقة والواقع ..
أننا لم نجد سوى قصائد تتميز بـ عدم الوحده العنصرية . . وشعراء يلون ذراع اللغه من أجل إثبات تهمة الرمزيه على ما يكتبون
وهل بالفعل من يكتب الشعر الرمزي_كما يدعون_ هو الوصول لـ أعلى مراتب كتابة الشعر ؟؟
،
،
،
كذلك
الغموض في القصيدة النبطية .. وأنا أقصد الغموض الغير مبالغ فيه
هـل المتلقي يستمتع به لأنه يفتح له آفاق للتأمل والتفكير؟؟
أم يخرج من النص وهو متذمراً لأنه لم يفهم شيء ؟؟




موضوع يجب أن ننتبه له
ونناقشه سوياً
أنتظركم


أصيله المعمري

محمد الضويحي
06-23-2008, 12:19 PM
موضوع حري بالنقاش والتفاعل .. حول الرمزية والغموض بين المعقول واللامعقول
سأعود بإذن الله ... بعد أن أشحن قلمي ببعض اللياقة فأخوك منهك الآن لكن احببت
أن امر من هنا وأدعو الجميع أن نتحاور لنصل إلى مايفيدنا ويثرينا حول الموضوع أعلاه

شكرا أصيلة ... والموضوع لايخص عمان وحدها بل يخص نهج عام يمارسه عدد من الشعراء ...... تقديري لك

قايـد الحربي
06-23-2008, 07:00 PM
أصيلة المعمري
ـــــــــــــــ
* * *


سأبدأ الحديث عن خطأ تعميم [ الرمزية ] على الشعر العمانيّ
لأنّ أيّ تعميم : جهل !

و أُعرّج ثانياً على مصطلح [ الرمزيّة ] الذي يعتقده البعض [ غموضاً ]
ولا ألومُ بذلك [ البعض ] بل اللوم يقع أولاً وأخيراً على من أطلق هذا
المصطلح و كان قاصداً به [ الغموض ] ، وهذا جهلٌ آخر ..
- المثال الملائم لذلك لجنة شاعر المليون - ،
و أجزمُ بأنّ هذا الجهل أخطر من جهل التعميم .


:


لأنّ [ الرمزية ] تختلف تماماً عن [ الغموض ] ، فيعني هذا أنْ ليس
كلّ نصٍ غامض رمزيّ - بالضرورة - .. مع ضرورة غموض كلّ نصٍ رمزيّ
ولأنّ الأول مُنتفِ الحضور في النصّ الشعبي فلم يبقَ إلاّ النص الغامض
- فقط - وعنه أقول :

لم تكن قضية الغموض حديثة الشعر ، بل مُتجذّرة بجذوره الأولى
و عن ذلك تحدث النقد القديم مُسهباً و مُقسّما ..
و رآه بعضهم شرطاً من شروط الشعر إذ " استحسن الجرجانيّ الغموض
في الشعر وليس بأي غموض، بل ذالكم الغموض المبني على التعقيد
الفني الذي ينم عن قدرة فنية فذة، فرأى أن وضوح المعنى لا يتعارض
مع المعنى اللطيف الذي يتوصل إليه بشيء من التفكير "
ويؤكد الجرجانيّ " أن الصورة لا بد أن تتميز بشيء من الغموض من خلال
تباعد أطرافها مع كون هذا التباعد مقبولاً عقلاً ولذلك فعبد القاهر يشبه هذا
النوع من الغموض في الصورة والغوص على معناه بالجوهرة النفيسة داخل
الصدفة فلا يحصل عليها إلا ببذل الجهد لشق هذه الصدفة فيبعث الطلب
الممزوج بالمشقة في النفس فرحاً وأنساً إذا ما تحصّل المطلوب "


:

عندما سئل أبو تمام بـ :
- لماذا تقول مالا يُفهم ؟
أجاب بـ :
- لماذا لا تفهم ما يُقال ؟

هنا أسّس بإجابته قاعدةً أخرى لقراءة الشعر ، تختلف عن تلك المُبَاشَرة
بالفهم التي أنتجتها المُباشَرة بالقول ...
لأنّ الشعر كائنٌ حيّ لا يمكنه إلاّ التعايش مع زمانه و في مكانه ، وفي هذا
العصر المليء بالنظريات و المدارس الفكرية كان لزاماً على الشعر أنْ يتجرّد
من الوضوح الفاضح و يكتسي بالغموض الواضح ليواكب الحياة و به نحيا .

:

أصيلة
ربما لي عودة أخرى
لحينها كل الشكر لك .

إبراهيم الشتوي
06-23-2008, 07:53 PM
بنظري أن النص الناجح هو الذي يحمل من الغموض ما يتيح للمتلقي الواعي الولوج لفضاءاته تارك له الشاعر / الكاتب نوافذ ليخرج النور للأعلى حيث إدراك المتلقي ، كذلك هناك فرق بين الغموض والإبهام في النص فالغموض يبني علاقة أجابية مع المتلقي عبر الإشارات وتبعية الدال للمدلول بينما الابهام يلغي ذلك الضوء الذي يوجد بين الواقع والمتلقي بسبب اهتزاز الرؤية التي لم ينجح كاتب النص بإيصالها للمتلقي .
إذا من هنا يجب أن يكن الغموض في ترابط تام مع عناصر الشعر الأخرى ومنغمس في كينونة الهدف المعرفي والوجداني والإبداعي ، عن طريق الرمز والاستعارة وتكثيف الصورة الفنية ، والتي تزول عند المتلقي الواعي الذي يرتقي بثقافته العالية لآفاق النص ليشارك الكاتب متعة التذوق الإبداعي للنص .
أما من خلال قراءتي لبعض النصوص لشعراء عمانين فأني ألاحظ تكثيف الصورة الشعرية لدرجة أنه لا يخلو شطر البيت الواحد من صورة أو صورتين في ذلك النص وهذه سمة أجدها بشكل واضح في بعض نصوص شعراء عمان علما أن ذائقتي تتطلع لتلك الصور الشعرية المبنية على رؤية عميقة أنيقة ومتصلة بالواقع ومنفصلة عن التقريرية والمباشرة .

القديرة ... أصيلة المعمري

حضور المطر وحبور العطر ..
وطرح ينم عن عقل واع ..
فشكرا لكِ وللإبداع الذي يسكنكِ..
تقديري

محسن الدويخ
06-23-2008, 08:49 PM
الرمزية في القصيدة ليست وليدة هذة الايام ولكن تم الكتابة بها حتى في القصائد القديمة
وبرزت كثيرا في المجتمعات القمعية او التي لا يوجد بها هامش حرية كبير حيث يقول الشاعر ما يجول في خاطرة بشكل رمزي يوصل المعلومة والمعني بشكل " مخفي "

ولاحظت ان شعراء عمان يكتبون في رمزية طاغية هذا ما لاحظتة في مسابقة شاعر المليون

ولاحظت ايظا بعض الشعراء يجهلون الكتابة بالرمزية ويكتبون النص بغموض مقيت ويعتقدون ان هذة هي الرمزية !

اعتقد " وهي وجهة نظر شخيصة "

" ان الشعر هو تقليل الكلام في القصيدة " وان الزج بكلمات دسمة ما هو الا تعقيد للنص وقتله ببطئ

السهولة في كتابة القصيدة والوضوح اسهل طريق للوصول الي قلب وذهن المتلقي

ولا اقصد بالوضوح الاسفاف والسطحية ما اعنيه تقديم ما تريد ان تقولة بشكل مبسط يفهمة الجميع بلغة مفهومة ومحببة للجميع


ومن الصورة السيئة ما يسمون بشعراء الحداثة وما يقدمون من نصوص يعتقون انها رمزية وماهي الا طلاسم لا يفهمها الملتقي ولا حتى من كتبها اعتقد فاهم منها شي :)


بأختصار

الرمزية " الحداثية " ان صح التعبير

هي ضعف من الشاعر لعدم توصل فكرتة بشكل مثالي ويلجأ لها من باب الضعف وعدم التمكن في صياغة القصيدة بشكل مناسب



الاصيلة اصيلة

موضوع جميل ووضعتي اصبعك على نقطة مهمة طالما اشغلت هاجس المتلقين قبل الشعراء

الف شكر لك
ودمتي بخير

أصيله المعمري
06-23-2008, 11:21 PM
موضوع حري بالنقاش والتفاعل .. حول الرمزية والغموض بين المعقول واللامعقول
سأعود بإذن الله ... بعد أن أشحن قلمي ببعض اللياقة فأخوك منهك الآن لكن احببت
أن امر من هنا وأدعو الجميع أن نتحاور لنصل إلى مايفيدنا ويثرينا حول الموضوع أعلاه

شكرا أصيلة ... والموضوع لايخص عمان وحدها بل يخص نهج عام يمارسه عدد من الشعراء ...... تقديري لك


بالفعل محمد
كلامك صحيح
وينم عن فكر
أطمع بعودته سريعاً
كن بخير

عبدالعزيز رشيد
06-24-2008, 12:28 AM
أغلب الظنّ ان المشكلة تكمن في الدقّة المفقودة أثناء إطلاق التصنيفات الفوضويّة
لاأعتقد بأن الرمزيّة مدرسة قائمة بحدّ ذاتها حتّى تطلق على مجموعة من الشعراء وحسب ماأفهمه من الرمزيّة:هو اتّخاذ رمزٌ يدلّ على شيء معيّن بطريقة تمويهيّة ويتمّ دحرجة هذا الرمز في خضمّ النصّ بشكلٌ يتناسب مع سياق النصّ,

أمّا عن الشعر الذي يكتبه بعض الشعراء العمانيين لاأعلم قد يكون أقرب مصطلح اليهم الشعر الذهنيّ والقائم على الصور التي تتخذ من الذهن منطلقا لها وقد تعاني العديد من النماذج بشطحات خياليّة فتكوّن صورا خرافيّة غير مستساغه عقلانيّّا لامنطق يحكمهاوقد تستهوي محبّي الصور المبهمة والسرابيّة , لكن كثير من تلك النصوص تكون جميلة جدّا خصوصا إذا استوت على قاعدة واقعيّة-أذكر نصّ حمد الخروصي في النسخة الأولى من شاعر المليون كان جميلا

وبالنهاية الغموض مطلوب أحيانا بـ قدر ولاأعتقد بأنّه من الظرورة وجوده بالنصّ الشعريّ, فاحيانا تكون هنالك نصوص لم تكتب إلا لإجهاد القارئ ليس من شيء بل لأن الشاعر صاغه الصور على طريقته وفكرته التي يفهمها هو وحده

وكذلك لاأوافق على رفض كلّ شعرٍ سطحيّ ومباشر, قد تكون هنالك أبيات وقصائد مباشرة وفي غاية الروعة والشاعريّة بقدرٍ اكبر بكثير من النصوص الغامضة والمليئة بالصور الفنيّة
فهنالك بساطة تصلّ لـ حد التعقيد, لايصيغها إلا شاعرٌ فذّ كـ بيت ابن لعبون
ضحكتي بينهم وانا رضيع
ـــــ ماسوت بكوتي يوم الوداع
ياحبّذى لو يخرج الشعر من تلقاء نفسه حتّى وإن كان معقدّا لكن بعيدا عن العمد بالتعقيد
تحيّاتي لك

م.خالد الدوسري
06-24-2008, 08:09 PM
الرائعة: أصيلة

رغم ضيق الوقت لدي الا ان روعة طرحك وأهميته اجبرتني على المشاركة

أذكر اني قلت ذات تأمل:

(التضاد الغامض هو سر الجمال)

فعلا ثمة فرق بين الغموض والرمزية فكل شعر رمزي غامض والعكس غير صحيح كما اشار الى ذلك القائد

أنا ارى ان الشعر لايكون الا بالرمزية والغموض تماما للأسباب التالية:

1. الشعر هو ملهم الفنون جميعا والفن لايكون الا بالرمز.
2. الشعر عبارة عن تساؤل وبحث دائم وليس اجابات وحقائق معروفة مسبقا.
3. الرمزية والغموض تمنح القاريء فرصة ابداع النص من خلال التأويل.
4. رمزية الكون وغموض الظواهر.
5. التماشي مع عصر غير واضح وأكثر تعقيدا من ذي قبل.
6.خصوصية لغة الشعر وتميزها عن اللغة المعجمية وعدم تقيدها بالعلائق السائدة والمعاني المباشرة. أعني انها لغة جديدة أو لغة داخل لغة بالأصح.
7. الوضوح والمباشرة في الشعر يؤدي الى طرق أبواب معاني تم طرقها في السابق!

وهناك من يعبتر الغموض والرمزية من أسباب عدم اقبال المتلقي على الشعر الجديد بينما في الواقع المشكلة لاتكمن في الشعر بل في القاريء نفسه فا الجمهور لم يعد يدرك لغته. المتلقي الذي يذهب الى قراءة النصوص الواضحة اوالمباشرة يستخف بنفسه و وعيه.كما أن المتلقي الذي لا يغوص في أعماق الشعر لن يشعر بلذته.

الرائعة أصيلة شكرا لكي على هذا الطرح الواعي ودمتي بخير

خالد

منار عبدالعزيز
06-24-2008, 10:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أختي أصيلة.. يسعدني أن أستهل قراءاتي في هذا المنتدى بموضوع جميل كالذي طرحتِه.. كما أسعدني أن أجد اهتماما من الأعضاء بتناول مثل هذه المواضيع الجميلة..

أظن بأن العمل الفني بلا لمحة غموض تشوبها الرمزية والتشويق.. يكون باهتا رغم ما قد يحويه من جمال.. فالنفس تتوق دائما لما يغريها ويحرضها على التفكير والتمتع بما هو جديد..!

والرمزية عامل مهم في كل عمل فني، فكما نراه مهما في مشهد من فيلم سينمائي، هو كذلك تماما في القصة والقصيدة والأغنية .. أرى بأن الرمزية من أقوى ما قد يحرض عقولنا على التفكير بعمق، وأجمل ما قد يحرض قلوبنا على التمعن فيما تحسه وتشعر به تجاه الأمور..

تحياتي واحترامي.. :)

أصيله المعمري
06-28-2008, 12:58 PM
أصيلة المعمري
ـــــــــــــــ
* * *


سأبدأ الحديث عن خطأ تعميم [ الرمزية ] على الشعر العمانيّ
لأنّ أيّ تعميم : جهل !

و أُعرّج ثانياً على مصطلح [ الرمزيّة ] الذي يعتقده البعض [ غموضاً ]
ولا ألومُ بذلك [ البعض ] بل اللوم يقع أولاً وأخيراً على من أطلق هذا
المصطلح و كان قاصداً به [ الغموض ] ، وهذا جهلٌ آخر ..
- المثال الملائم لذلك لجنة شاعر المليون - ،
و أجزمُ بأنّ هذا الجهل أخطر من جهل التعميم .


:


لأنّ [ الرمزية ] تختلف تماماً عن [ الغموض ] ، فيعني هذا أنْ ليس
كلّ نصٍ غامض رمزيّ - بالضرورة - .. مع ضرورة غموض كلّ نصٍ رمزيّ
ولأنّ الأول مُنتفِ الحضور في النصّ الشعبي فلم يبقَ إلاّ النص الغامض
- فقط - وعنه أقول :

لم تكن قضية الغموض حديثة الشعر ، بل مُتجذّرة بجذوره الأولى
و عن ذلك تحدث النقد القديم مُسهباً و مُقسّما ..
و رآه بعضهم شرطاً من شروط الشعر إذ " استحسن الجرجانيّ الغموض
في الشعر وليس بأي غموض، بل ذالكم الغموض المبني على التعقيد
الفني الذي ينم عن قدرة فنية فذة، فرأى أن وضوح المعنى لا يتعارض
مع المعنى اللطيف الذي يتوصل إليه بشيء من التفكير "
ويؤكد الجرجانيّ " أن الصورة لا بد أن تتميز بشيء من الغموض من خلال
تباعد أطرافها مع كون هذا التباعد مقبولاً عقلاً ولذلك فعبد القاهر يشبه هذا
النوع من الغموض في الصورة والغوص على معناه بالجوهرة النفيسة داخل
الصدفة فلا يحصل عليها إلا ببذل الجهد لشق هذه الصدفة فيبعث الطلب
الممزوج بالمشقة في النفس فرحاً وأنساً إذا ما تحصّل المطلوب "


:

عندما سئل أبو تمام بـ :
- لماذا تقول مالا يُفهم ؟
أجاب بـ :
- لماذا لا تفهم ما يُقال ؟

هنا أسّس بإجابته قاعدةً أخرى لقراءة الشعر ، تختلف عن تلك المُبَاشَرة
بالفهم التي أنتجتها المُباشَرة بالقول ...
لأنّ الشعر كائنٌ حيّ لا يمكنه إلاّ التعايش مع زمانه و في مكانه ، وفي هذا
العصر المليء بالنظريات و المدارس الفكرية كان لزاماً على الشعر أنْ يتجرّد
من الوضوح الفاضح و يكتسي بالغموض الواضح ليواكب الحياة و به نحيا .

:

أصيلة
ربما لي عودة أخرى
لحينها كل الشكر لك .


قايد ..

سأعود لـ هذا الحضور الجميل
أهلاً بك

أصيله المعمري
07-02-2008, 08:46 PM
أصيلة المعمري
ـــــــــــــــ
* * *


سأبدأ الحديث عن خطأ تعميم [ الرمزية ] على الشعر العمانيّ
لأنّ أيّ تعميم : جهل !

و أُعرّج ثانياً على مصطلح [ الرمزيّة ] الذي يعتقده البعض [ غموضاً ]
ولا ألومُ بذلك [ البعض ] بل اللوم يقع أولاً وأخيراً على من أطلق هذا
المصطلح و كان قاصداً به [ الغموض ] ، وهذا جهلٌ آخر ..
- المثال الملائم لذلك لجنة شاعر المليون - ،
و أجزمُ بأنّ هذا الجهل أخطر من جهل التعميم .


:


لأنّ [ الرمزية ] تختلف تماماً عن [ الغموض ] ، فيعني هذا أنْ ليس
كلّ نصٍ غامض رمزيّ - بالضرورة - .. مع ضرورة غموض كلّ نصٍ رمزيّ
ولأنّ الأول مُنتفِ الحضور في النصّ الشعبي فلم يبقَ إلاّ النص الغامض
- فقط - وعنه أقول :

لم تكن قضية الغموض حديثة الشعر ، بل مُتجذّرة بجذوره الأولى
و عن ذلك تحدث النقد القديم مُسهباً و مُقسّما ..
و رآه بعضهم شرطاً من شروط الشعر إذ " استحسن الجرجانيّ الغموض
في الشعر وليس بأي غموض، بل ذالكم الغموض المبني على التعقيد
الفني الذي ينم عن قدرة فنية فذة، فرأى أن وضوح المعنى لا يتعارض
مع المعنى اللطيف الذي يتوصل إليه بشيء من التفكير "
ويؤكد الجرجانيّ " أن الصورة لا بد أن تتميز بشيء من الغموض من خلال
تباعد أطرافها مع كون هذا التباعد مقبولاً عقلاً ولذلك فعبد القاهر يشبه هذا
النوع من الغموض في الصورة والغوص على معناه بالجوهرة النفيسة داخل
الصدفة فلا يحصل عليها إلا ببذل الجهد لشق هذه الصدفة فيبعث الطلب
الممزوج بالمشقة في النفس فرحاً وأنساً إذا ما تحصّل المطلوب "


:

عندما سئل أبو تمام بـ :
- لماذا تقول مالا يُفهم ؟
أجاب بـ :
- لماذا لا تفهم ما يُقال ؟

هنا أسّس بإجابته قاعدةً أخرى لقراءة الشعر ، تختلف عن تلك المُبَاشَرة
بالفهم التي أنتجتها المُباشَرة بالقول ...
لأنّ الشعر كائنٌ حيّ لا يمكنه إلاّ التعايش مع زمانه و في مكانه ، وفي هذا
العصر المليء بالنظريات و المدارس الفكرية كان لزاماً على الشعر أنْ يتجرّد
من الوضوح الفاضح و يكتسي بالغموض الواضح ليواكب الحياة و به نحيا .

:

أصيلة
ربما لي عودة أخرى
لحينها كل الشكر لك .

قايد


لماذا نعلق كل أخطائنا على شاعر المليون ؟؟
ومن الذي أطلق [الرمزيه] وكان يقصد بها [الغموض] ؟؟
وهل قصيدتك شك وتطريز ... تعتبر رمزيه أم غموض أم ماذا ؟؟




فقط لأنني أطمع في حضورك كثيراً
وأتفق مع كل ما كتبت يا قايد


في الانتظار

نافع التيمان
07-05-2008, 03:26 AM
الأخت / أصيلة المعمري .. السلام عليكم ..

(( يشع موضوعك المطروح هنا بتساؤلين الأول يخض شعراء عمان والرمزية , والأخر يتضمن البحث عن إجابة تخص كل متذوق وقاريء على حدة , كون السؤال موجه لذائقة كل قاريء وأرى في إجابة السؤال الثاني أن الأمر لا يمكن الاعتداد به لاختلاف معايير الجودة ومقاييس الذائقة والتي لا تصنف كمستويات طبقية بقدر ماهي متنوعة بلا ترتيب .
اما بخصوص السؤال عن شعراء عمان والرمزية فانا أرى كوني متابع جدا لما يطرح في الساحة العمانية وما ينتج فيها من شعر يحمل نكهة خاصة أرى أن ما يدور في عمان يشبه تماما ما كان من مسيلمة الكذاب حين قال انه قادر على أن يحاكي القرآن الكريم بضفدعته سيئة الذكر مع فارق التشبيه ..
هناك في عمان من يدرك الرمز الذي يكتبه ويعلم أين يسقط ما يريد وكيف ولماذا .. وهناك من يحاول بعبث أن يرتكب الرمزية بطريقة :
اولا ليست مبررة .
وثانيا ليست ذات عمق رمزي حقيقي ..
فالرمزية مدرسة يعلم من يتعاطاها ( أو هكذا يفترض ) ما يعني كل رمز وليست المسألة تقاس بكمية المفردات الشاذة وبعيدة التصوير وغريبة التركيب .. أرى أن الرمزية أصبحت بحالة لتجديد مفرداتها كون الرمزية القديمة كما سيرد ادناه قد أضحت لا تؤدي الغرض كون معطياتها بمتناول الجميع .. ( مدارس أخرى ) !
لكن كيف نخلق رمزية جديدة ؟ وماالدافع ؟ إذا لا بد من تيار فكري ثقافي يمرر نظرته النقدية للمجتمع ( السياسي - الثقافي - الأدبي ) يتعرض هذا التيار المفترض لممارسات تحب ظهوره كفكر متاح بلغة بسيطة من قبل سلطة ( اجتماعية - سياسية - ثقافية - أدبية ) أيا كانت . إذا لنبحث عن مبرر - ثن نختار لغة - وقبل ذلك نحدد صيغة تفاهم بين المطروح والمتلقي من الخاصة بداية حتى نشرعن هذا الرمز الجديد .. وهذا ما نراه في ( النكات والكوميديا ) غالبا ..

او ان يشق الشاعر طريقا خاصا لرمز معين يعبر به عن حالة ووضع ربما المجتمع لا يتقبله لكنه يجده هما يريد طرحة دون مواجهته باتهام الكفر بمعايير المجتمع الثقافية شرط ان لا يطالب الشاعر المتلقي هنا بالفهم ..! وأرى بهذه الحالة أن يحتفظ الشاعر بهمه ورمزه في أدراجه لأنه هكذا أراد ..! )) ماسبق بين هلالين كان رأي قابل للرد .


إثراء .. بتصرف ..
فاللغة رمز للعالم الخارجي، وللعالم النفسي غير المحسوس لما هو معهود أصلاً عند البشر , واللغة لهذا السبب يسرت أمامنا سبل التفاهم وأوجزتها، ولكن لابد من فهم الدلالات والمعاني التي ترمز إليها الكلمات، وإلا لاحتجنا في فهمها إلى وسائل ـ كالمعاجم ـ مثلاً.
والرمزية لم تظهر مذهباً أدبياً إلا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولكن الباحث يجد لها بذوراً وأصولاً موغلة في القدم، ثم أن الرمزية تستند بعض الشيء إلى "مثالية" أفلاطون، ومن مذهب المثالية الأفلاطونية هذه إنكار الحقائق المحسوسة للأشياء، وليست ـ في حقيقتها ـ إلا رموزاً للحقائق المثالية البعيدة عن عالمنا المحسوس.
وأستطيع أن أضيف إلى ذلك أن الدراسات الفلسفية والنفسية العميقة السائدة في أوروبا وجو الصراع الفكري الأدبي بين المذاهب الأدبية كل ذلك قد هيأ الجو الملائم لظهور الرمزية.
وللرمزية في حقل الأدب ـ ولا سيما الشعر ـ رواد كثيرون، يأتي في مقدمتهم الشاعر الفرنسي شارل بودلير "1821 ـ 1867م" ، وقد كان في مبدأ حياته الأدبية معجباً بمدرسة "الفن للفن" ومن أنصارها المتحمسين، ويرى رائدها تيوفيل جوتييه أستاذاً وموجها. ومن روادها الشاعر بول فيرلين "1844 ـ 1896م"، ورامبو "1854 ـ 1891" ، ومالارميه "1842ـ 1898م" ، وتدعو هذه المدرسة الرمزية إلى الاهتمام بالموسيقى اللفظية في الشعر، فلابد من العناية بالصورة الشعرية عناية فائقة، حتى تستطيع أن تستشف منها معاني الجمال. واللغة الشعرية ـ نفسها ـ ما هي إلا وسيلة إيحاء توحي بالخواطر والمشاعر والأحاسيس والرؤى والأحلام والحالات النفسية من الكاتب إلى القارئ، إذ اللغة ـ في نظر الرمزيين ـ قاصرة وعاجزة عن أن تنقل لنا حقائق الأشياء، وبالتالي ليست بوسيلة لنقل المعاني المحددة، أو الصور المرسومة الأبعاد، ولابد من أن تبدأ الصور التعبيرية من الأشياء المادية المحسوسة ليستوحى ظلالها وأثرها العميق في النفس وفي منطقة اللاشعور، أو العقل الباطن، وهي منطقة لا يدركها العقل الواعي ولا يسلم بها، ولا تبرز مخزوناتها إلا في الأحلام، وأحلام اليقظة، وفي حالات التنويم المغناطيسي، وفي هذا المجال تصير اللغة الشعرية رمزاً لا تعبيراً ،



ويرون أيضا أن الشعر يعتمد عملية (إيحاء) لشتى الصور والأخيلة، وفي منطقة اللاشعور لا تهتم بالعالم الخارجي إلا بمقدار ما تتمثله وتتخذه منافذ للخلجات النفسية الدقيقة التي يصعب التعبير عنها.

وهذه مرحلة تحتاج لثقافة مشتركة بحد ادنى لماهية الشعر المفترض بين المتلقي والشاعر - هيهات أن توجد في هذه المعمعة الشعرية - خاصة أننا لا نتبع نظام المدارس الشعرية والإنتماء لها في الساحة الشعبية . فتجد الشاعر يترنح هنا وهناك بلا تيار فكري يؤمن به .. فكيف يصلي من لا يؤمن ؟ ولمن يتعبد ؟

ثم ان هناك مسألة الإيحاء بالصورة ..ولابد لتكامل عملية الإيحاء للصور من اللجوء إلى ما يسمى بـ "تراسل الحواس"، أي أن تستعير حاسة وظيفة أو صفة حاسة أخرى، فتعطي المسموعات ألواناً، والمشمومات أنغاما، وتصبح المرئيات عاطرة، ويشم الأنف من الورد الأصفر نغماً حزيناً،

فتبادل الحواس لصفاتها يجعل من العالم الواقعي مثالياً صوريا تتمازج فيه الخيالات مع الحقائق.
والرمزيون ـ بالإضافة إلى هذا ـ يمقتون في الصورة الأدبية اللهجة البيانية الخطابية بأساليبها الواضحة المشرقة ذات المعنى الظاهر؛ لأنهم يريدون الغوص والتعمق في تصوير المعاني المستعصية على التعبير القابعة في خفايا النفس وأعماق الضمير ويرون أنه لابد من إضفاء شيء من الغموض والخفاء والإبهام على الصورة الشعرية لتتوافر أمام القارئ فرصة التأمل والتفكير -الذي ورد في تساؤلك في خاتمة طرحك- كل هذا ليستوحي من الصورة معاني وخواطر جديدة، إذ إن الوضوح لا يترك للقارئ فرصة إعمال الذهن وكد العقل، ويزيل ما في الصورة من جمال ولذة وفائدة،

بالإضافة إلى أن اللغة فيها شيء من القصور عن أن تنقل لنا المعاني المحددة والأجواء النفسية فيما لو أردنا إبرازها والتعبير عنها، على أنه لابد أن يكون في هذا الغموض والخفاء شيء من الإيحاء _ هل يدرك الشعراء الإيحاء ؟ بلا مكابرة ..!

الإيحاء / يقول الشاعر بول "فرلين" : "أحب شيء إليّ هو الأغنية السكرى، حيث يجتمع المحدد الواضح بالمبهم اللامحدود"، ويقول أيضاً تتمة لهذا المعنى: "الأهمية الأولى للظلال لا للألوان، كما تتراءى العيون الساحرة من خلف النقاب"، فعبر بالظلال عن الصور الشعرية الغامضة الموحية، وبالألوان عن الصور الشعرية الواضحة. .

يضاف إلى ذلك أن الرمزيين يعنون بصياغة الصور الشعرية المهموسة المشوبة بالغموض، ويتأنقون في اختيار الألفاظ الموحية المشعة المصورة، بحيث توحي اللفظة بأجواء نفسية خاصة وانفعالات عاطفية رحيبة، فمثلاً لفظة الربيع توحي لك بمنظر المياه الدافقة والخضرة اليانعة والأشجار المورقة الباسقة، وتسمعك خرير الماء، وزقزقة العصافير، وتغريد البلابل، وصدح العنادل، وتشعرك بالمتعة والانبساط والارتياح وانشراح النفس ونقاوة الضمير.
ولهذا لا يسمى الشعر ـ عند الرمزيين شعراً ـ إلا إذا كان غامضاً مبهما موحيا شافا عن أجواء نفسية غريبة متنوعة. والحديث يطول ويطول فالرمزيون يتعاطون مع الشعر وفق نظرة تحارب وتصارع غيرها وليس هذا من باب التطرف لكنهم يؤمنون أن الادب وعاء ثقافة يجب أن يؤمن الرمزي بما يمتلك من ثقافة .. والسؤال : هل هناك شاعر شعبي يؤمن بما يطرح ؟ و يتحدث في ادبياته ولقاءاته واحاديثه الخاصة والعامة بما ينتج من شعر ؟ وهل هو يعني ما يقول ؟ أينهم ؟


لمن يريد أن يحدد وجهته من الشعراء أقترح بعض الكتب .. وهي كتب سلسة اللغة واضحة الطرح .. تجيب على الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان الكثير حول هذا الامر بنظرة حيادية واعية كما رأيتها ..

الأدب ومذاهبه ، د. محمد مندور .
النقد الأدبي الحديث ، د. محمد غنيمي هلال .
دفاع عن البلاغة ، لأحمد حسن الزيات .



بعيدا عن ما يحمله كتاب ( زمن الشعر ) لأدونيس ولغته المبهمة حين يتحدث عن ثورة اللغة وإحياء المفردة بطريقة تحتاج لثورة حتى تفهم ..!

أصيلة المعمري ..
شكرا لإتاحة الفرصة ..
وعذرا لتأخري بجمع ما دتي للدخول في هذا الحوار الرائع .

قايـد الحربي
07-16-2008, 05:17 AM
قايد


لماذا نعلق كل أخطائنا على شاعر المليون ؟؟
ومن الذي أطلق [الرمزيه] وكان يقصد بها [الغموض] ؟؟
وهل قصيدتك شك وتطريز ... تعتبر رمزيه أم غموض أم ماذا ؟؟




فقط لأنني أطمع في حضورك كثيراً
وأتفق مع كل ما كتبت يا قايد


في الانتظار



أصيلة المعمري
ـــــــــــ
* * *



عندما آتِ بخطأ مُرتَكب و أقوم بضربِ مثالٍ عليه ، فأنا لا أُعلّق
كُلّ الأخطاء على ذلك المثال - و لن يُفهم من كلامي ما جعلك
تغضبين بطرحك هذا السؤال المُضحك - !

أمّا [ مَن ] هذه سأدعُ إجابتها عليكِ و لكِ لأنّ الواضح من سؤالك
السابق أنّك مُتابعة جيّدة لشاعر المليون .


وعن نصّي [ شك و تطريز ] فمن ردّي السابق يمكنك تصنيف
الكثير من النصوص تصنيفاً صحيحاً لا يُشبه تصنيف لجنة المليون !

:

أصيلة
شكراً طويلة .

أصيله المعمري
07-27-2008, 04:15 PM
بنظري أن النص الناجح هو الذي يحمل من الغموض ما يتيح للمتلقي الواعي الولوج لفضاءاته تارك له الشاعر / الكاتب نوافذ ليخرج النور للأعلى حيث إدراك المتلقي ، كذلك هناك فرق بين الغموض والإبهام في النص فالغموض يبني علاقة أجابية مع المتلقي عبر الإشارات وتبعية الدال للمدلول بينما الابهام يلغي ذلك الضوء الذي يوجد بين الواقع والمتلقي بسبب اهتزاز الرؤية التي لم ينجح كاتب النص بإيصالها للمتلقي .
إذا من هنا يجب أن يكن الغموض في ترابط تام مع عناصر الشعر الأخرى ومنغمس في كينونة الهدف المعرفي والوجداني والإبداعي ، عن طريق الرمز والاستعارة وتكثيف الصورة الفنية ، والتي تزول عند المتلقي الواعي الذي يرتقي بثقافته العالية لآفاق النص ليشارك الكاتب متعة التذوق الإبداعي للنص .
أما من خلال قراءتي لبعض النصوص لشعراء عمانين فأني ألاحظ تكثيف الصورة الشعرية لدرجة أنه لا يخلو شطر البيت الواحد من صورة أو صورتين في ذلك النص وهذه سمة أجدها بشكل واضح في بعض نصوص شعراء عمان علما أن ذائقتي تتطلع لتلك الصور الشعرية المبنية على رؤية عميقة أنيقة ومتصلة بالواقع ومنفصلة عن التقريرية والمباشرة .

القديرة ... أصيلة المعمري

حضور المطر وحبور العطر ..
وطرح ينم عن عقل واع ..
فشكرا لكِ وللإبداع الذي يسكنكِ..
تقديري


أنت يا ابراهيم من الأرواح التي يجب أن نستغل وجودها بيننا كثيراً
لأنك فكر يستحق التقدير وكثيراًَ
سعيدة بحضورك هنا

أصيله المعمري
07-27-2008, 04:16 PM
الرمزية في القصيدة ليست وليدة هذة الايام ولكن تم الكتابة بها حتى في القصائد القديمة
وبرزت كثيرا في المجتمعات القمعية او التي لا يوجد بها هامش حرية كبير حيث يقول الشاعر ما يجول في خاطرة بشكل رمزي يوصل المعلومة والمعني بشكل " مخفي "

ولاحظت ان شعراء عمان يكتبون في رمزية طاغية هذا ما لاحظتة في مسابقة شاعر المليون

ولاحظت ايظا بعض الشعراء يجهلون الكتابة بالرمزية ويكتبون النص بغموض مقيت ويعتقدون ان هذة هي الرمزية !

اعتقد " وهي وجهة نظر شخيصة "

" ان الشعر هو تقليل الكلام في القصيدة " وان الزج بكلمات دسمة ما هو الا تعقيد للنص وقتله ببطئ

السهولة في كتابة القصيدة والوضوح اسهل طريق للوصول الي قلب وذهن المتلقي

ولا اقصد بالوضوح الاسفاف والسطحية ما اعنيه تقديم ما تريد ان تقولة بشكل مبسط يفهمة الجميع بلغة مفهومة ومحببة للجميع


ومن الصورة السيئة ما يسمون بشعراء الحداثة وما يقدمون من نصوص يعتقون انها رمزية وماهي الا طلاسم لا يفهمها الملتقي ولا حتى من كتبها اعتقد فاهم منها شي :)


بأختصار

الرمزية " الحداثية " ان صح التعبير

هي ضعف من الشاعر لعدم توصل فكرتة بشكل مثالي ويلجأ لها من باب الضعف وعدم التمكن في صياغة القصيدة بشكل مناسب



الاصيلة اصيلة

موضوع جميل ووضعتي اصبعك على نقطة مهمة طالما اشغلت هاجس المتلقين قبل الشعراء

الف شكر لك
ودمتي بخير

بالفعل
فـ من الخطأ أن ننسب كل قصائد الرمزيه للحداثه
ومن الخطأ أن تكون الحداثه فقط : رمزيه

شكراً محسن لـ تواجدك
وفكرك النير

أصيله المعمري
08-28-2008, 06:38 PM
أغلب الظنّ ان المشكلة تكمن في الدقّة المفقودة أثناء إطلاق التصنيفات الفوضويّة
لاأعتقد بأن الرمزيّة مدرسة قائمة بحدّ ذاتها حتّى تطلق على مجموعة من الشعراء وحسب ماأفهمه من الرمزيّة:هو اتّخاذ رمزٌ يدلّ على شيء معيّن بطريقة تمويهيّة ويتمّ دحرجة هذا الرمز في خضمّ النصّ بشكلٌ يتناسب مع سياق النصّ,

أمّا عن الشعر الذي يكتبه بعض الشعراء العمانيين لاأعلم قد يكون أقرب مصطلح اليهم الشعر الذهنيّ والقائم على الصور التي تتخذ من الذهن منطلقا لها وقد تعاني العديد من النماذج بشطحات خياليّة فتكوّن صورا خرافيّة غير مستساغه عقلانيّّا لامنطق يحكمهاوقد تستهوي محبّي الصور المبهمة والسرابيّة , لكن كثير من تلك النصوص تكون جميلة جدّا خصوصا إذا استوت على قاعدة واقعيّة-أذكر نصّ حمد الخروصي في النسخة الأولى من شاعر المليون كان جميلا

وبالنهاية الغموض مطلوب أحيانا بـ قدر ولاأعتقد بأنّه من الظرورة وجوده بالنصّ الشعريّ, فاحيانا تكون هنالك نصوص لم تكتب إلا لإجهاد القارئ ليس من شيء بل لأن الشاعر صاغه الصور على طريقته وفكرته التي يفهمها هو وحده

وكذلك لاأوافق على رفض كلّ شعرٍ سطحيّ ومباشر, قد تكون هنالك أبيات وقصائد مباشرة وفي غاية الروعة والشاعريّة بقدرٍ اكبر بكثير من النصوص الغامضة والمليئة بالصور الفنيّة
فهنالك بساطة تصلّ لـ حد التعقيد, لايصيغها إلا شاعرٌ فذّ كـ بيت ابن لعبون
ضحكتي بينهم وانا رضيع
ـــــ ماسوت بكوتي يوم الوداع
ياحبّذى لو يخرج الشعر من تلقاء نفسه حتّى وإن كان معقدّا لكن بعيدا عن العمد بالتعقيد
تحيّاتي لك




راقت لي جملتك الأخيره
أوافقك فيها 100 %
فـ كل ما تركنا الشعر يحلق من أرواحنا بدون ترتيب
كانت فوضاه . عالقه بالجمال ..



عبدالعزيز رشيد

ممتنه لتفاعلك مع الموضوع
ومقدره تواجدك العذب كثيراً

أصيله المعمري
09-11-2008, 08:46 PM
الرائعة: أصيلة

رغم ضيق الوقت لدي الا ان روعة طرحك وأهميته اجبرتني على المشاركة

أذكر اني قلت ذات تأمل:

(التضاد الغامض هو سر الجمال)

فعلا ثمة فرق بين الغموض والرمزية فكل شعر رمزي غامض والعكس غير صحيح كما اشار الى ذلك القائد

أنا ارى ان الشعر لايكون الا بالرمزية والغموض تماما للأسباب التالية:

1. الشعر هو ملهم الفنون جميعا والفن لايكون الا بالرمز.
2. الشعر عبارة عن تساؤل وبحث دائم وليس اجابات وحقائق معروفة مسبقا.
3. الرمزية والغموض تمنح القاريء فرصة ابداع النص من خلال التأويل.
4. رمزية الكون وغموض الظواهر.
5. التماشي مع عصر غير واضح وأكثر تعقيدا من ذي قبل.
6.خصوصية لغة الشعر وتميزها عن اللغة المعجمية وعدم تقيدها بالعلائق السائدة والمعاني المباشرة. أعني انها لغة جديدة أو لغة داخل لغة بالأصح.
7. الوضوح والمباشرة في الشعر يؤدي الى طرق أبواب معاني تم طرقها في السابق!

وهناك من يعبتر الغموض والرمزية من أسباب عدم اقبال المتلقي على الشعر الجديد بينما في الواقع المشكلة لاتكمن في الشعر بل في القاريء نفسه فا الجمهور لم يعد يدرك لغته. المتلقي الذي يذهب الى قراءة النصوص الواضحة اوالمباشرة يستخف بنفسه و وعيه.كما أن المتلقي الذي لا يغوص في أعماق الشعر لن يشعر بلذته.

الرائعة أصيلة شكرا لكي على هذا الطرح الواعي ودمتي بخير

خالد

خالد
مرحبا بك

بالمناسبه .. تروق لي الموضوعيه التي يتميز بها فكرك مع كل طرح وحوار



جميل بأن أطلع على رأيك في هذا الموضوع بالذات
ومن 1 إلى 7
لا شيء سوى م. خالد الدوسري الذي نعرفه جيداً


لك الود

أصيله المعمري
09-13-2008, 04:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أختي أصيلة.. يسعدني أن أستهل قراءاتي في هذا المنتدى بموضوع جميل كالذي طرحتِه.. كما أسعدني أن أجد اهتماما من الأعضاء بتناول مثل هذه المواضيع الجميلة..

أظن بأن العمل الفني بلا لمحة غموض تشوبها الرمزية والتشويق.. يكون باهتا رغم ما قد يحويه من جمال.. فالنفس تتوق دائما لما يغريها ويحرضها على التفكير والتمتع بما هو جديد..!

والرمزية عامل مهم في كل عمل فني، فكما نراه مهما في مشهد من فيلم سينمائي، هو كذلك تماما في القصة والقصيدة والأغنية .. أرى بأن الرمزية من أقوى ما قد يحرض عقولنا على التفكير بعمق، وأجمل ما قد يحرض قلوبنا على التمعن فيما تحسه وتشعر به تجاه الأمور..

تحياتي واحترامي.. :)



القمرا


أهلاً أهلاً أهلاً بك كـ المطر


بالنسبه لما تركته من جواهر
أتفق معها كثيراً ..
وأكرر دوماً .. نحن نبحث عن الرمزية التي لا تفسد الشعر


وفقط



اياك وغياب طويل يا غاليه

خالد الداودي
09-14-2008, 09:26 AM
الاصيله/ اصيله المعمري

اعتقد ان القصيدة دونما رمز تشبه ورقه جميله فقط
اما الرمز فهو تلك التداخلات الخضراء التي تتخلل عروق تلك الورقه لتبدو اجمل

اشتغال بعض شعراء السلطنة على الرمز كان محط اعجاب الكثيرين واستهجان الكثيرين ايضا
هنالك من استخدم الرمز بطريقة صحيحه اي جعل منه ريشته الخاصه التي يتشكل من خلالها في ابرز لوحاته الابداعيه
وهناك من مسك الريشه وعبث بالالوان طالع نازل فتشكلت صورة عشوائية قابلة للتنجيم ولعل ابرزهم الشعراء الجدد الذي لم يتقنوا استخدام الريشه الرمزيه فكتابة قصيدة لجمهور واعي تختلف تماما عن رسم لوحة عشوائيه

العتب هنا للاساتذه الذين يتم تمجيدهم بين الفينة والاخرى
والعتب قائم على شيئين :/

الاول هو انهم نادو الى الرمزية والخروج عن المألوف بشكل كثيف الامر الذي ترتب عليه ترك كل ارث قديم وبالتالي وجدت فجوة مباشرة بين المتلقي والشاعر او الكاتب

الثاني هو انهم لم يقوموا بتوجيه النقد الصحيح او اللازم واكتفوا بالمجامله والتحيز لمصالح اخرى وبما انك من الساحه العمانيه ادعوك ان تنظري الى كمية الالقاب وفي المقابل انظري الى النتاج الادبي والفكره وسيطرة الشاعر على النص

هنالك بعضا اخر تعامل مع التجديد بحذر فأخذ بيد جمهوره الى ذائقة التقبّل وقام بالتنويع

ما اود الاشارة اليه هو ان تلك الدعوة الى الكتابة الرمزية والاشتغال على الصوره افقدنا الكثير في القصيده فكمية الصور المدرجه وعمق التشابك وصعوبة فكه يجعلك تتصور من القراءة الاولى انك امام مختبر شكلاني معقّد او صور يصعب مزجها او تأنيث المستحيل ليصبح كل شيء امرأه

كل ما اتمناه ان يلتفت القائمين على الشعر الى نتاج شعراء المنطقة الاخرين حتى يستفيدوا ويقدمو النصح بعدئذ

فلو سألتك يا اصيله :/
هل تجدين فلسفة فكرية في نصوص احدهم سوى احمد الشحي
لماذا تتشابه قصائدهم
لماذا اصبح من الصعب ايجاد تيار شعري متبلور في خصائصه الفنيه وملامحه
لماذا يهتم البعض في البحث في المعاجم عن المفردات وهل سيكلف القاريء بنفس المشقة بعد قراءة نصه
لماذا يختفي طعم القصيده
لماذا تحس ان كاتبها ضائعا في وسط القصيده لا يعرف متى يبدا ولا يعرف اين هو بالتحديد
لماذا يبدأ حزينا ويستمر حزينا وينتهي حزينا لو قال في بداية القصيده انا حزين وكفى لأكتفى

شكرا لهذه الزاوية المفتوحه


يغرق الشاعر فـ:/ حزنه لإستياءه =ويغلق أبواب القصيـده في حروفه
سبْعـه وعشرين حرفٍ قبـل ياءه=خـايفٍ ياءه تعـديه وتطـوفـه
يرتطم في فكـرته ويكسـر إباءه! =وتوقف بنص الشهر رحلة خسوفه
اي نصٍ يكْمــل البـاقي طلائه؟=اي نصٍ يخجـل النقّـاد شـوفـه