تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كَــفَــنُ سَــاعَــةٍ رَمْــلِــيّــة ,,,


ريان الوابلي
06-27-2008, 10:24 AM
عندما تبدأ الساعة الرملية بالبكاء
فاعلم ان العمر ينقص وينقص
الى ان تصبح فارغة تلك القنينة
التي تحكي عن مدار الايام وهباء السنين

0
0
0

المكان : عندما نفثتني امي في كفن الساعة الرملية
الابتداء : عندما انتهيت من حليب النقاء

0
0
0

اتى ملكوت الزمن فخطفها
ذهبتْ لترضع صغار الحب
حتى ينتصبوا دهراً وينتصبوا حباً
فأصبحتُ رضيع الرمل
اغرق بين حبيباتٍ مخملية
واشعرا انني بين كراتٍ حمراء وصفراء وهي بالاحق كرات تشبه كرات البَرَد الهاطل من السماء
من تحجّر دموع الغيم الذي اصبح يبكي فراغاً .
كنت ألطّخ بقاياي من ذلك الرمل
كنا نبتسم
نتدحث بلغة لايفهمها سوى العالق بين سمائين عاشقتين
ونرسم طيفٌ اغريقيّ كأنه من لدن حب عظيم


الساعة بدأت تتناقص رويدا رويدا ,
اتى النبأ الغامض
سحقني الى ان اصبحت غامض النفس
فقال :

اما ان تلعق الرمل فينتهي الزمن \ واما ان تكون الزمن ليلعقك الرمل ,,,

هنا وقفت ابحث عنّي
اضعتُ جسدي في ذلك المساء القاتم
كنت ابحث عن سيطرتي
ابحث عن اناملي
غارق بين فراغي
وآهتي تشبه مماتي
ابحث عن قوتي التي انتهكت كل الفراغ
وابحث عن ضعفي الذي اصبح كعروق مستقيمة ليس لها معنى ,,


شعرت الآن بحديث الوحيّ حينما قال :

انّ العروق المستقيمة طريقٌ الى الهلاك
ربما لاتجد لك ملجأ في مستقيم كأفق الجحيم ,,,,


الساعة : بدأت تتناقص ,
مسيرة الليل سبعون ألف سنة عشقية مما تعدون يا اولي الالباب
ومسيرتي سبعون الف وهلة هاربة مما يعدون ,,
الليل بدأ بالانخفاض قليلا
واشعر انني اطفوا فوق الساعة الرملية لأنها بدأتْ بالارتفاع
فعندما يرتفع الليل فسينخفض الطوفان فوق تلك الساعه ,


الساعة بدأت بالاختناق
قعرها مكبّل من وسطها ,
فعلقتْ .
ألجأ الى التشهد الأخير
وعبث الانفاس الاخيرة التي تجمدّت عندما لعقت حليب امّي ,
لاملجأ
الاختناق خير دليل بأن العمر بدأ ينقص
فغردتّ بالصراخ بعويل ازعج قبور الفجر العابس ,
فصرخ الرمل :

- مابك هل انت معتوه ؟
-- ابدا , فقد كنت اعزف موتي
- اذا انت معتوه
-- لأنني عزفتني
- من اين لك ريشة القيثارة اذا وانت لاتحمل اوتارا ؟ وتقول انك عزفت موتك ؟
-- صنعتها عندما سالت دمعة عيناي اثناء الصراخ
فأصبح جُزؤك طينا
- ياااااه جزئي بدأ بالرحيل !!!
-- لأن ساعتك بدأت تتناقص بكل هدوء تام ,,
مارأيك ان نغني اذا ؟ فنحن متعادلين في قدرنا ؟
- سأغني الموت
-- مابك هل انت معتوه ؟؟
- ابدا , فقد كنت اغني موتي
-- اذا انت معتوه
- لأنني غنيتني ........ , لأنني غنيتنا ,,,,.



الساعة بدأت بالاحتظار
بدأ اليأس
وكأنني اصبحت اهمّش سكاكر الدنيا
واُلصقها على ملامح السماء
لتكون رسوما لآل الارض ,,,
هبطنا الى مابعد القعر بطبقة كطبقة السماء الثانية فعلا
فهي طبقة الملبّون اتجاه الحب العليل بإنشودة :

( فرتّل العشق عليلا , )



الساعة بدأت بالإحتظار :
اصبحت اتيمم بالرمل كي اكون طاهرا عند الموت
واصبح الرمل يتيمم بي ليكون خائفا اثناء الموت ,
ولايزال بيني وبين فاصل العمر خيط ادق من خيط الشمس
واطول من كاحل فتاة عذراء
فهلمّو إلي ياصغار الرمل لنحضننا كثيرا
فنحن الراحلون ,,

الساعة توقفت ,
ارتفع الليل
وانخفض الطفو ,
فأصبحنا في اسفل الرمل غارقون ,

0
0
0

عاد ملكوت الزمن ,
فعادت امي
تبحث عنّي
فأنبأها القدر بأنها لن تنتهي من البحث

0
0
0


المكان : عندما نفثتني الساعة الرملية في كفني
الانتهاء : عندما ابتديت بالخروج من الكون والفراغ ,,, .

غدير العمري
06-27-2008, 05:08 PM
..:..


الرَّيَان
الحَيَاة مُجرَّد أغبِرَة تَتَطَايرِ كُثبَان غَوغَائِها
فَلاتُحرِّك سِوَى الأهوَاء يَمنَة ويُسَرى
بِرِيَاح عَكسِيَّة غَير ثَابِتَة
وتَبقَى الصَّحرَاءُ شَاسِعَة خَالِدَة
تَمَامَاً كَقلبِك http://gxx5xx40.jeeran.com/photos/1727112_s.jpg

...!

سعـد الوهابي
06-27-2008, 05:32 PM
.
.
.
ساعتكَ الرملية بداية تناقص مخروطها الأعلى

لصالح مخروطها الأسفل . .

كـ عمرك المتناقص من مستقبلك لصالح ماضيك . .

ليلتكَ كانت عامرةٌ بـك بـ تيهك وضعف قواكَ في مواجهة

مصيرك القادم . .

سيدي القدير

" ريان الوابلي "

لغتك ثرية جداً وحرفك خلاب

ربيعيٌ هذا المتصفح باللغة

سلم فكرك وبوحك

ودام ضياؤك المشرق


(احترامات . . مُعمرة )

سعـد

عبدالعزيز رشيد
06-27-2008, 05:44 PM
تأمّلك أتى بمايسلب الروح
"إمّا أن تلعق الرمل فينتهي الزمن"
صورة تأمّلناها معك اثر كلّ حرفٍ منك
تحيّاتي

قايـد الحربي
06-27-2008, 06:48 PM
ريان الوابلي
ـــــــــــــ
* * *



لتسقط [ كاف ] الكفن ..
ولتبقى هذه اللغة فنٌ لا يُجيده إلاّ
من ضرب بكفوفه الرمل فأنبتَ السحر .

:

كلّ الروعة هنا ،
فشكراً لك .

أصيله المعمري
06-28-2008, 12:57 PM
ريان الوابلي
أهلاً بك كثيراً
هنا زمن وساعه رميله وملكوت وقت

جميل جداً هذا النص
باذخ الجمال


شكراً لك يا ريان

وَرْد عسيري
06-28-2008, 09:54 PM
ـــ رَيَانْ ،

بَيْنَ رَائِحَةِ الرَمْلِ وَ لُفَافةُ الكَفَن
اسْتَقَامَ الحَرفُ عَمْداً بِـ ضَوئِيةُ بَذَخْ يدُسُ
السِحْر بَينَ ذراتِ الرَملِ و يُعطِرُ مَكَانَ الخُروجِ بِـ دهشَةٍ غَامِرَة ..،

فَائِقُ الجَمَالِ حُضُورُكَ دَوماً ، طِبتَ دهُوراً (:


ونَكهَةِ المستِكَة فِي أحَادِيثنَا المَسَائِيَة