المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا يمامةً غافلت جذع الصبر


عبدالاله الأنصاري
07-03-2008, 12:08 AM
صنعتِهِ رجلاً أقام حدوده بين ناظريك وعداً وعدا
أعدم ذاكرته لتنشئي تاريخه على مقاس مزاجيتك
قلتِ.. كن ؛
فغدا مدينة تجوبي طرقاتها بأعلاكِ و أخمصيكِ كيفما تشائين، وساعة تريدين.
حلمتِ بعصر الفوارس ووهبت للفضاء أمنية تجيئك بخيل وركاب ، فأحنى متونه ليستريح حلمك وتتحقق الأمنية
تحسّرت لفقد جناحيك و ساءك تغريد عصفور نافذتك.
حملك لتبددي شهوة الطيران و أرسل الغناء من حنجرته عذباً ليصب في وريد قلبك.
آذنت بالرحيل حتى آخر أصقاع هذا الكون؛
مد يديه ونشر التاريخ أمامك و بسط الأرض تحت قدميك وقال امتطي أيها شئت ، بساط الريح ذاك أنا ، ارتحلي حيث تريدين.
إيه يا ملل الطاعة العمياء .. امتطيتِ أول الطريق - وحدكِ - وحتى آخر الجزع فيهِ .. وما فاءت خيول شوقك.!

موعودٌ بالشقاء بعدكِ ، ومنكِ .. وفيكِ أيضا.
موعودٌ بصمت البلابل ، وجلجلة النواقيس،
وحتى بمدِّ أتفه الأشياء و أحقرها ، حين لا تجاوز قدماك هذا الرصيف إياباً.
حين يسقط بعضك المنذور له فوق متن الغياب ويغرق بعيداً .. بعيداً .. بعيدا ، ويسحق صبره دونك.

ماذا لو أنه سقى عطشك المسفوح عند آخر رشفة ارتواء قبل عمر من ابتداء تغضن وجنات العيد.
ماذا لو أنه ألبسك النور وهجاً من انعطاف متونك وحتى أصابع قدميك.
ماذا لو أنه أسرج التنور و أطعمك الشهد وحتى طلوع الغفوة.


احترق دمه لحظة نسجتِ للرحيل معطفاً يقيكِ انهمارات العتبى والشجن الشفيف.
خلّفتِ له - بعدكِ - نداءات الحسرة والتوجع ، وأمنياتٍ غريرة تاهت في خضم هذا الصمت الكئيب.
هذا الصمت الذي وارب نافذة النواح ، وأعاره طبق البؤس عنوة ، وادّعى نسيانه من ضمن أشياء كثيرة ,, تعمّد أن يصلبها أمام ناظريه كآخر السَّلوِ .

يا يمامة غافلت جذع الصبر ..عودي .. كيلا يجف عودي.
عودي .. فما تساقط من أمسنا الكهل يحييه شبابك وعناق الغيمة الساقطة من شفتيك , والمسروقة من عمرنا الموهوب للعصافير المغرّدة بين الحنايا.
عودي لتنداح الغشاوة وندكّ بالمطارق جدار افتراق المشرقين.
عودي ..
فقط ؛ عودي.

وَرْد عسيري
07-03-2008, 09:33 PM
ـــ عبدُ الإِلَه ،

مُذ ( كُن ) حَتى نِدَاءُ الـ ( عُودِي ) .. ما انكَفّ الجَمَالُ عَن
الحَرفِ أَبداً ..،
وَ مَا زَالت ْالمُتعَة أَبداً ..

طِبتَ كَثِيراً (:

فاتن حسين
07-03-2008, 11:49 PM
عبد الاله الانصاري


كم هي ثرية تلك الروح التي تحملها بين جوانحك
عذوبة بوحك
ورقة مشاعرك
شمعة اضاءت هذا المساء


ودي وتقديري

وشـــاح
07-04-2008, 02:36 AM
يا يمآمة غآفلت جذع الصبر .., عودي كي لا يجفّ عودي ..

رائعة يا عبدالإله ..,
استعرتها منك للحظة .., أخذتها , أو ربما هي من أخذتني .., بعيدا ً هنآك ..
على أرضٍ ترتدي المخمل وتتمآيل , والليل بعباءتٍه حالك , والسماء أنثى رصعت نفسها بالنجوم لآلئ ..,
في ليلة لقآء ..,

وعيت ُجافة العود


ملهمة ٌ كثيرا ً

لك َ الجنة
.

قايـد الحربي
07-06-2008, 05:57 PM
عبدالإله الأنصاري
ــــــــــــــــ
* * *



مازال يُدهشُ بالمشهد
ويرسمُ الحرف بلا لونٍ .. لأنّه متيقّن من تلويننا
لحرفه في كلّ قراءة تُدني قوس قزح تجاهه .

هذا الأنصاريّ :
حقٌ عليه الكتابة .. كما هو حقٌ علينا قراءته
بالقرب من سحره المُبين و بيانه الساحر .

هذا الأنصاريّ :
يجيد الرسم باللغة .. وعند قراءتك له لا تقرأ - فقط -
بل أنتَ تُشاهد اللغة المتحرّكة والمرسومة بدقّةٍ و رقّةٍ
لا يُجيدها سواه .

هذا الأنصاريّ :
لا يكفيه الشكر ، فيُشكر
بل لا تكفيه اللغة فتُكتب له / عنه .
لذلك وحده الصمت أبلغ .

صالح الحريري
07-07-2008, 10:16 PM
على غصن الأمنية ...
تحت فروع الحكاية المصلوبة بفروع الانتظار ...!
يغزوا الظل وطن الصبر بنداء أرهق أوراق الاحتمالات المتساقطة ...!

وأنت ...!
تقف وحيداً على مشارف الحيرة ...
يعلو فيك الصوت ولا يرجع إليك الصدى ...!!

قد تعود إليك ...
ذات لحظة تغفو فيها بها ...

ولكن ...!
إياكً وانفراط عقد صبرك ...!!

شكراً ولا تكفي ...!

د. منال عبدالرحمن
07-07-2008, 10:19 PM
بينما كنت أقرأ هاهنا , كنتُ أضعُ يدي على قلبي و أسمعهُ يتضرّع العودة على أبواب اللّغة و يعقدُ بالحرفِ شرائط الأملِ على مقابضِ الأبوابِ التّائهة ..


بينما كنتُ أقرأ ها هنا , علمتُ أنّي - و كما كلّ مرّة - لن أخرجَ إلّا و في كفّي شجرة سنديان و على شفتيّ جُنحا يمامة و في صدري غابة زيتون ..

بينما كنتُ أقرأ ها هنا , ركضت كثيرا هاربةً من ذاكرةِ السّنابل البيضاء و كنتُ كلّ مرّةٍ أعودُ و في يدي كتابٌ يحمل المغفرة يضمّ لغتي الصّغيرة المبلّلة .


الأستاذ عبد الإله الأنصاري ..

شُكراً بعدد اليماماتِ و آهاتِ الصّبر و جذوع الوقتِ ..

عبدالاله الأنصاري
07-09-2008, 03:57 PM
ـــ عبدُ الإِلَه ،

مُذ ( كُن ) حَتى نِدَاءُ الـ ( عُودِي ) .. ما انكَفّ الجَمَالُ عَن
الحَرفِ أَبداً ..،
وَ مَا زَالت ْالمُتعَة أَبداً ..

طِبتَ كَثِيراً (:




سعيدٌ لحرفٍ استطاع أن يهبك بعض المتعة
مودة وامتنان

إغفاءة حلم
07-11-2008, 06:44 AM
عبدالإله الأنصاري ...

الغرق هنا حيث أعلى
الغرق هنا يعني أنك محاط بالهواء
ولاتمتلك أجنحة .. تجعلك ترسو بالطيران في قلب السماء..
هنا منارة شمس مشتعلة .. تهديك لـ الضياع من الثناء..
وهنا زورق قمر .. ينساك بصدر الموج .. دون أن يهبك العملاق من الشكر ..

سعـد الوهابي
07-12-2008, 01:09 PM
.
.
.
لأجلها . . مزق أروقة الفضاء لـ يمنح عينيها بعض النور . .

لأجلها . . ركب الموت . . لـ يمنحها حباً . .

لأجلها . . سافر من ذاته ليسكن إليها . .

فعقت بِرُها لها بـ غيابٍ أفقده لذة الحياة . . ومنحها مرارة العيش بعيداً عنها . .

النداء الأخير . . لـ تلك اليمامة . .

نداء الصابر المنتظر . .

نداء القلب ، الروح ، العقل . .

نداءُ حنينٍ لاينقطع . .

وكأن كل تلك النداءات ستصلها يوماً فتأتيه على ظهر غيمةٍ

تروي ظمأه بعد طول جفاف . .


.
.
سيدي القدير . .

" عبدالإله الأنصاري "

لُغتكَ مدهشةً حد الأسر

ومشاهدكَ المخبأة في ثنايا النص فارهةٌ جداً . .

قرأتكَ فـ نظرت إلى اللغة تتراقص في عيني مع كل قراءة . .

حقاً كنت بديعاً مبدعاً

لله درك

وسلم فكرك وبوحك

ودام ضياؤك


(احترامات . . بديعية )

سعـد

عبدالاله الأنصاري
07-15-2008, 05:33 PM
عبد الاله الانصاري


كم هي ثرية تلك الروح التي تحملها بين جوانحك
عذوبة بوحك
ورقة مشاعرك
شمعة اضاءت هذا المساء


ودي وتقديري

كثراء هذا الحضور الذي أنعش وأروى
مودتي ،،

عبدالاله الأنصاري
07-17-2008, 09:16 PM
يا يمآمة غآفلت جذع الصبر .., عودي كي لا يجفّ عودي ..

رائعة يا عبدالإله ..,
استعرتها منك للحظة .., أخذتها , أو ربما هي من أخذتني .., بعيدا ً هنآك ..
على أرضٍ ترتدي المخمل وتتمآيل , والليل بعباءتٍه حالك , والسماء أنثى رصعت نفسها بالنجوم لآلئ ..,
في ليلة لقآء ..,

وعيت ُجافة العود


ملهمة ٌ كثيرا ً

لك َ الجنة
.



تلك الرحلة هي الإلهام في حد ذاته يا وشاح
مكان كذاك الغياب فيه رحيل علوّ
شكراً وأعمق أيتها النبيلة

مودتي ،،