المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [حروفهم معنا ]


عبدالعزيز رشيد
07-12-2008, 02:13 PM
لـ يكونوا معنا برفقة حرفهم
لننقل كلّ موضوع أحببنا وجوده معنا بنسخته الأصليّة

عبدالعزيز رشيد
07-12-2008, 02:21 PM
الكاتبة:Coincidence\ أرصفة
العنوان:جميلة بالإضافة؟



ليست هذه عقدة... أبداً. لكن أحداً –حقاً- لم يخبرني أبداً: أنتِ جميلة.
في الوقت الذي كانت النساء تخبرن أخواتي أنهن جميلات. أنّ: " يا ربي يا جسمك المتناسق"،" شوفوا عيونها الحلوة"، "اسم الله الرحمن الرحيم عليك من العين" ، " عين الله اللي ما تنام تحرسك"..إلخ في هذا الوقت وعندما يجيء دوري كن يخبرنني: يا الله كم تشبه أباها، عيناها صغيرتان كأبيها لكن عينيه زرقاوين، شعرها ناعم كأبيها لكن شعرها خفيف، لقد ورثت هذا الطول عن أبيها، الصوت صوت والدها لكن صوتها مزعج قليلاً، الضحكة نفسها لكن ضحكتها عالية قليلاً..
كان أبي دائماً هناك، كن يخبرنني أنني أشبهه إلى حد كبير، لكنني لست جميلة مثله أيضاً. أنه ينقصني أن تكون عيناي أكثر اتساعاً و أن يكون شعري أكثر كثافة وربما أطول قليلاً أنني أحتاج إلى أن أكون أطول بسنتيمترات قليلة حتى أصبح جميلة قليلاً فقط.
وأن جلدي جاف جداً لكنني أشمئز من الكريمات، وأن وجهي يتقشر كثيراً لكنني لا أوليه اهتماماً وحب الشباب والخدش في جبيني وسني المكسور لوقت طويل، الهالات السوداء والحرق الكبير في ذراعي، الكدمات التي لا أعرف كيف أصاب بها، العينان المصابتان بالحساسية، الأذن الحساسة جداً تجاه الأصوات، النظارتان، الشعر المنكوش دائماً، الراحتان اللتان تتعرقان سريعاً، الوزن الزائد أحياناً وخيال المآتة أحيناً أخرى، وأنني حين أقرر الذهاب إلى حفلة ما فإن أخواتي يصبن بالذعر:
لا تاخذين الفستان الفلاني، خليه كم طويل عشان الحرق في يدك، هذا اللون ما يناسبك،ما تعرفين تختارين..إلخ.
لأني لا أبذل أي جهد، لا أشعر بالرغبة في بذل الجهد، لا أذكر المرة الأخيرة التي اشتريت فيها شيئاً لأنه أعجبني بحق، أعني شيئاً لي، شيئاً كإسوارة أو سلسال، خاتم أو ساعة أنيقة، ولو أنني فعلت فإنني أفضل أن ألبس شيئا قديماً به شق أو زرار ناقص. شيئاً باهتاً أو رمادي اللون.. لأني أشعر بشعور مريب عندما أرتدي شيئا كاملاً ليس به نقص أو عندما أرتدي ألواناً عديدة...

و في حفلات الزفاف وفي الولائم. أنني الفتاة التي يسألها الآخرون:
-إنتي أمك مين؟
-بنت فلانة..
-اها إنتي بنت أبو عبدالله..
-ايوا
-تشبهينه كثير..

أنا لا أفهم كل هذا الجهد الذي يبذله الآخرون في التقييم والمقارنة بيني وبين أخواتي أوالمحاولات لإلصاقي بأبي..




الخلاصة:

أنها ليست عقدة والله وأني "مو مآخذة مقلب بنفسي" ..
أنني جميلة جداً..لأني أرى جيداً أناي.

عبدالعزيز رشيد
07-12-2008, 02:32 PM
الكاتب:I B R A H I M O V I C
العنوان:مسكين ياروني .. أهذه نتيجة العطاء؟!



* سلامُ الله عليكم أجمعون .. :) !



آخر مرّة كتبتُ موضوع " مُثبّت " في هذا القسم كان تقريبا ً في أحد
أبناء سنة 2007م ، و ها أنا أعود بعد هذه الشهور الطويلة لأبتعد
رويدا ً عن الكالشيو الإيطالي و أتغزّل بقسم الفنون اللا ليجا ..


في عالم المقالات هناك تخصص يُسمى " علم الإنتقاد " ..
و هذا العِلم يُستخدم كـ مُحماه و الإتيان بالآراء من منور واحد
و الإختلاف عليها ..


يقول الفيلسوف " كانط " : ( نحنُ خلِقنا لنعترض ) و هذا
حق مشروع علينا ، لنستخدمهُ في صالحِنا ..!



تحتَ ظل " علامة تعجّب !! "
سأكتب هذا الموضوع الذي ( أجبرني ) على كتابتهُ ..
لي أخٌ يعشق نادي برشلونه الأسباني منذ أكثر من 3 سنوات
و عندما سقط و هبط - ابو ظروس - رونالدينهو قال :

" مَن هذا جوش رونالدينهو .. إلى الجحيم "


!!!


هكذا تُعاملون الحسنة بالسيئة ؟
هذا الرووون جعلكم تفرحون و جعلكم تتجاوزون صفة السرور ..
هو من كان لهُ الفضل - من بعد الله - بالوصول إلى الأبطال
و سجّل اهداف كثيرة و كنت تصفونه بشيء لا يوصف ..

* الشيء المُدهش هو حتى جماهير الملوك الأسبان " صفّقوله "
اجمهور الأكثر شعبية بالأسبان صفّقوله ، و أنتم تحقّرونه ؟

لماذا حقّرتموه ؟


( بسبب هبوط مستواه - حاليا ً ) !!

كأنكم تقولون لي نحن " معَ " و عليهم عليهم ..
مثالٌ / إنروا إلى روح البلانكو " راؤول " أقل مستوى من رونالدينهو كـ لعب
و هبط مستواه بإنحدار ، لكن الجمهور الوفي لم يفتح فمهُ و قدّرهُ ..



http://web.lavanguardia.es/lavanguardia/img/20080111/txrotula1101085.jpg


هذه صورةً لرجل رونالدينهو التي لطالما جعلت الجماهير تفرح
و تحزن و تقوم الساعه و بالآخير " بيباي " ..!!

منذُ أن أتى رونالدينهو إلى البرشا الجميع و كأنه داعية ذهب لبلاد
الكفر و يجعلهم مسلمون ، هذا ما حدث بالضبط و الواقع يقول ذلك
ليس انا بل الجميع ، فكل من كان ليس لهُ نادٍ يشجّع - البعض - ذهب
ليشجّع البرشا لأنه الساحر روني إنتقال ..

و كأنه برشلونه أصبح إسمهُ " روننا ً " ..!


سمعتُ تعاليق و أهازيج كثيرة عندما طُرد رونالدينهو في أحد المُبارايات
و هم لا يعلمون إن اللاعب بكا كما يبكي العاشق لمعشقوته ..
نعم ؛ طُرد و بكى !

هذا يُظهر حبّه للنادي من اعماق قلبه ، لكن النتيجة كما أسلفتُ سابقا ً ..
بالأمس كُنا نسمع يقولون عنه " ساحر " أما الآن يقولون " حقير " ..!
شيء غير مُستغرب ..


http://www.raffe3.com/uploads/e34d3dc322.jpg


حتى منتخب البرازيل نفسهُ عشق هذا اللاعب بالرغم من إنه إنجازات روني
قليله بحق منتخبه و كثيرة بحق ناديه الكاتالوني ..

في سنة 2004م من ينساها بالنسبة لرونالدينهو .. ؟!



قد يظُن البعض إنني أهاجم الكاتالونيين ، لكنني انا هُنا لأضع رساله عذاب - عفوا ً
أقصد رسالة " عتاب " فمن منّا كان يتصوّر أن يقذب بهذه الاعب بعد
عطاء طال مديدهُ ..


http://up100.arabsh.com/files/neekgddqdgk9wveappo8.gif


الآن - الصحافه و الحمهور - تقول ( إطلع يا رونالدينهو )
خروجه شيء مُحزن .. لعل الخروج هو الأفضل ..
اللاعب يريد فريق و جماهير تتفهّمه لا تضطهدهُ ..
يقولون " لدينا ميسي " و إخرج يا روني ..
سيخرج الكبير لكن لتعلمون بأنه عندما يذهب إلى أحد
قطبي ميلانو سوف نعض أصابع الندم و الحسرة ..

دعونا نتذكّر الماضي الذي لم و لن يعود
قلنا عنه " ساحر " و الآن " حقير "
لا زال الزمان يُخبّئ الكثير و الكثير
فكيف سنخاطب الزمان حتى يعطي
" كل ذي حق حقّهُ "
" ؟! "

أسمى
07-12-2008, 04:22 PM
ديمي حبٌ أولـــ..المفضلة لدي.
د.محمد الحضيف.

"

كنا قد فرغنا لتونا من إحدى فقرات المؤتمر ، وبقى على موعد صلاة الظهر أقل من الساعة . اقترحت عليه أن نتناول كوبين من القهوة بالحليب ، مع قطعة من الكيك ، لنضع عن كاهلينا شيئا من العناء ، الذي فرضه ضغط البرنامج ، الذي بدأ مع ساعات الصباح الأولى . استحسن الفكرة ، فتوجهنا إلى الفندق ، حيث مقر إقامتنا .
في البهو الأرضي أخذنا زاوية قصية ، منحنا انعزالها بعض الخصوصية ، و كثيرا من الهدوء الذي نحتاجه . كنت قد تعرفت على مصعب في مؤتمر سابق ، فاستمرت العلاقة بيننا ، رغم بعد المسافة ، وقويت ، لتتحول إلى صداقة حميمة .
مصعب في العشرينات ، برونزي اللون ، شعره أسود فاحم ، و يكسو وجهه لحية خفيفة ، تضفي عليه مسحة من السكينة والوقار ، رغم صغر سنه . في ظلال عينيه يتوارى حزن لا يفصح عن نفسه ، ويمنع من السؤال عنه حياء ، جعل من مصعب قليل الحديث ، وجعل من يعرفه يتردد في الدخول في مغامرة لاستكشاف دخيلتة .
لم نتكلم كثيرا ، لكن مذاق القهوة الساخنة اللذيذ ، وهدوء المكان ، جعلاني أبادر (مصعب) ، عندما رأيت في محياه علامات الاسترخاء ، والاستغراق في لحظات تأمل عميقة ، لأسأله عن أصعب موقف مر به خلال السنوات الخمس ، التي مضت على وجوده هنا ، في الولايات المتحدة الأمريكية ، كشاب نشط في حقل الدعوة إلى الله .
خيل إلى ، حينما صعد نظره في ، كأنما قد سألته عن أمر كان يفكر فيه ، لحظة السؤال .. فقال ، و كأنه يدفع عن نفسه تهمة :
ـ عفا الله عنك ، وأي مواقف تستحق أن تسجل لشاب صغير مثلي ، إلا أن يكون سؤالك استفهاما عن شئ بلغك عني .
كانت عيناه تقولان شيئا قطعا ، وأحسست بالحرج من الطريقة التي رد بها علي ، ومن نظرته إلي فسكت . مرت لحظات من الصمت بيننا ، تشاغلت فيها بتحريك الملعقة داخل كوب القهوة ، الذي بقي فيه نصفه ، وتلهى هو ، بصف مكعبات السكر فوق بعضها في الطبق الذي أمامه . ثم فجأة قال لي :
ـ كأني لم أكن لطيفا في الرد على سؤالك ..؟
ـ لا .. لكن يبدو أنني لم احسن طريقة صياغة السؤال ، أو ربما أنني أقحمت نفسي في شأن خاص .
ـ لا ... ليس أي منهما ، لكن .. و ( تردد لحظة ) أسألك بالله هل بلغك شئ عني..؟
ـ لا والله ، أنت عندي فوق الشبهات ..
أطرق قليلا ، ورأيت سحابة داكنة تظلل وجهه ، ثم رفع رأسه وقال :
ـ أنت تعرف مكانتك عندي ، وسأحدثك حديثا من أعجب ما مر بي .. :
في العام الماضي مررت بتجربة .. كان الفصل الدراسي يلفظ أنفاسه أو يكاد . هذه هي المحاضرة الأخيرة ... قبل الامتحان النهائي ، وكان أستاذ المادة ، " مناهج البحث " ، قد وعدنا أن يستكمل في هذه المحاضرة ما بدأه في المحاضرة السابقة ، من شرح لأهم عناصر المادة . وكما تعلم ، نحن الذين نتحدث الإنجليزية لغة ثانية ، يهمنا جدا ، مثل هذه المحاضرات المركزة ، رغم وطأتها الثقيلة على الذهن .
لم تكتمل

أسمى
07-12-2008, 04:23 PM
...



كنت مستغرقا تماما في الاستماع للدكتور ، والكلمات تخرج تباعا من فمه ، مثلما يقذف بركان حممه . في هذه اللحظة ، وصل (طالب) متأخر – لم ألق له بالا – وصار يخترق الصفوف ، حتى أخذ مقعدا بجانبي . لم أره ، لكني لمحت خيالا ، وسمعت صوت تحريك الكرسي . تأكدت أنه جلس في الكرسي المجاور ، حينما طلب الدفتر الذي أسجل فيه ملاحظاتي . أعطيته إياه ، دون أن أنظر إليه ، أو حتى أسأله ، لماذا .. ، لأني كنت منشغلا بتدوين ما يقوله الدكتور .
كان الدكتور قد أنهى كلامه ، حينما سمعت (الطالب) الذي جلس بجواري يقول :
ـ أريد أن استعير دفترك .. بالمناسبة أنت مسلم ..؟
ألتفت إلى مصدر السؤال ، الذي كان مفاجئا لي ، لتصطدم عيناي بمفاجأة أكبر . لقد كان الذي جلس بجواري ، وطلب دفتري ، فتاة في غاية الجمال . كانت تقلب بين يديها لاصق من ذلك النوع الذي يوضع على مؤخرة السيارة ، والذي يحمل عبارات مثل :
" اقرأ القرآن .. آخر وحي نزل من السماء " ، أو " الإسلام آخر الديانات السماوية .. تعرف عليه " .
كان اللاصق ، مع أوراق أخرى عن الإسلام ، موجود ضمن دفتر محاضراتي ، الذي طلبت الاطلاع عليه . قلت لها ، وأنا أحاول ترتيب دفتري :
ـ نعم أنا مسلم .
كان الدكتور يجمع أوراقه ليغادر القاعة ، حينما بادرتني بسؤال آخر قائلة :
ـ بالمناسبة ما هو الإسلام ..؟
كنت مرتبكا ، مشتت الذهن ، بين الإجابة على سؤالها ، والدخول معها في حوار ، رغم ما وقع في قلبي منها ، وبين شعوري ، من جهة أخرى بالمسئولية ، بتبيان ما هو الإسلام لها .
كانت المفاجأة التي شلت قدرتي على التفكير ، هي أنني لم أتوقع موقفا كهذا . فأنا رغم مرور ثلاثة أشهر على الفصل الدراسي ، لم أر هذه الزميلة مرة واحدة ، لأني آتى آخر الناس ، قبل موعد المحاضرة بلحظات ، وأقبع في آخر مقعد في القاعة ، واخرج أول الناس لحظة انتهاء الوقت المخصص للمحاضرة ، دون أن أنظر في وجوه الطلاب الذين يشاركونني المكان . بين هذين الوقتين ، أكون مشغولا بتسجيل ما يقوله الدكتور ، أو التفكير بشأن من شئوني الخاصة خارج الجامعة .
كانت تنتظر إجابتي على سؤالها ، وهي واقفة على رأسي ، وقد خلا المكان ، إلا مني ومنها . قلت وأنا أحاول أن أتخلص من الموقف الذي وضعتني فيه :
ـ الموضوع يحتاج إلى وقت ، لكني أستطيع أن أعطيك بعض المنشورات التي تجيب على بعض تساؤلاتك .
ردت بسرعة ، قائلة بأن لديها الوقت لتسمع مني ، إن لم يكن لدي مانع . أسقط في يدي ، فقلت :
ـ نعم .. لا بأس ..
فأسرعت تقول :
ـ ما رأيك لو نجلس في الكافتيريا ، وأدعوك إلى كوب من القهوة ..؟
شعرت بحرج شديد ، وتساءلت في نفسي : ماذا لو رآك أحد ، و أنت مع هذه المرأة ؟ من سيصدق أنك تعرض عليها الإسلام ..؟ ومن سيصدق أنها هي التي ابتدأتك بالسؤال ..؟
لم تنتظر ردي ، وظنت أن صمتي علامة الرضا والموافقة ، فقالت :
ـ أشكرك على قبول الدعوة .
سرنا إلى الكافتيريا و أخذنا مكانا نائيا ، بعد أن طلبنا قهوتنا . وشرعت أحدثها عن الإسلام . أثناءها كنت أتوقف لحظات عن الحديث ، لأتيح لها فرصة السؤال عن نقاط محددة . كانت تسأل .. و كانت أسئلتها تدور حول قضايا لا علاقة لها مباشرة بالموضوع ، وأقرب ما تكون استجلاء لطبيعة شخصيتي ، وطريقتي في التفكير . لاحظت كذلك ، أنها تدون كل ما أقول .
عند هذا الحد أنهيت الحديث ، واعتذرت ، متعللا بارتباطي بموعد سابق .
حين هممت بالانصراف قالت :
ـ كيف أعيد لك أوراقك ..؟ لقد نسيت أن تخبرني بعنوانك ...



.... تتبع.

أسمى
07-12-2008, 04:25 PM
....


في واقع الأمر لم أنس ، ولكني لم أشأ أن تعرف أين أسكن . قلت :
ـ أنا لا أبقى في البيت كثيرا .. سأكون غدا في المكتبة ، وباستطاعتك أن تتركيها لدى الموظف في قسم الإعارة .
حملت نفسي ، وأنا أنوء ، ليس بذلك الحشد من الكتب ، التي تزدحم بها حقيبتي ، بل بوجع صرت أحسه يجثم على قلبي .
صرت معذب بين قلبي وضميري ، يتجاذبني أمران : هواي الذي يزين لي الحديث مع هذه الفتاة باسم الدعوة ، وعقلي الذي تصيح به نفسي اللوامة :
أنظر ما تصنع أنت تحوم حول الحمى توشك أن ترتع فيه .. ألا إن حمى الله محارمه .. ألا إن حمى الله محارمه ...
كنت قد وصلت سيارتي ، فألقيت بجسدي على المقعد ، و وضعت رأسي على المقود . أحسست أني أتنفس بصعوبة . احتقنت عيناي بالدموع ، لكني لم أبك . وضعت المفاتيح ، وبدأت بتشغيل السيارة .
في هذه اللحظة انطلق صوت القرآن نديا من جهاز التسجيل ، الذي كان في وضع التشغيل . يا الله ذاك الجفاف الذي كاد يخنقني ، وحاصر الدمع في عيني ، يتبدد على صدى النداء الخالد ، كلام الحق سبحانه ، فتدفق الدمع من محاجري حارا ، وصرت انشج مثل الأطفال . استغفرك ربي .. هذه شيطانة تعرضت لي ، سأطردها من خاطري ، سأجتثها من قلبي . آه يا قلبي .. ساعدني يا رب .. ساعدني .. فإن قلبي مصاب .
نمت ليلتي تلك ، بعد أن صليت وتري ، وتضرعت بين يدي الله ، أن ينصرني على نفسي والشيطان .
من الغد كنت في المكتبة في مكاني المعتاد ، في قاعة الإطروحات الجامعية ، التي تتصل عبر ممر ضيق بالجزء الخاص بالكتب التي نفدت من السوق ، ولم يعاد طباعتها . إما لأسباب قانونية ، أو لأن موضوعها قد تجاوزه الزمن .
أفضل هذا المكان لهدوئه ، ولأن قلة من الطلاب يجلس فيه ، بسبب قدم المبنى ، وتهالك الطاولات ، كما أني أظن أن قليلا من الطلاب ، يتحمل نظرات باحث كبير السن ، لا يفارق ذلك المكان ، منذ عرفت الجامعة ، وعثرت صدفة على هذه الزاوية النائية في المكتبة . هذا الرجل يظل يحدق في أي قادم جديد إلى المكان ، وتزداد نظراته حدة عند أي صوت يحدث ، حتى ولو كان رفيف تقليب صفحات كتاب .
استقريت على مقعدي ، وألقيت ابتسامة على رفيقي الباحث ، الذي حدجني بنظرة من خلف نظارته ، وبادلني ابتسامة بابتسامة . لقد اصبح بيني وبينه عقداً غير مكتوب ، قائم على الإقرار بحق كلينا في المكان . ربما بعد أن نسي في إحدى المرات محفظته ، فعثرت عليها ، و أعطيته إياها . فقال لي ، بعد أن فتشها أمامي ، ولم أكن أنا أعرف ما بداخلها ، أنت رجل أمين . كما أظن أني ملكت قلبه ، عندما أعطيته مرة فطيرة حمص . فقال بعد أن أكلها ، على جوع فيما يبدو ، إنها لذيذة ، أنت رجل لطيف .
كان قد مر علي ثلاث ساعات تقريبا ، وأنا منهمك بالمذاكرة ، فلم أقم من مكاني ، وكان تركيزي جيدا . ربما كان هدوء المكان سببا من الأسباب . إحساسي بأهمية المادة وانسجامي معها سبب آخر .
كنت في حال من السكينة النفسية لم أشعر بها من قبل ، حتى أنه لم يرد على خاطري أي من الأحداث والمواقف ، التي مررت بها خلال الأيام الماضية . طافت هذه الأفكار بسرعة في ذهني ، فابتسمت ابتسامة رضا عن نفسي ، وأنا ألقي نظرة متثائبة على الساعة ، التي عادة ما أجعلها تتمدد أمامي بكسل .. أحيانا ، وبقلق في أحايين أخرى .
(مرحبا) ..
هكذا خيل إلى أني سمعت . لم أرفع رأسي من الكتاب ، وقلت لنفسي بدأت الأوهام تعتريك ، لم لا أرتاح قليلا ، وأقرا بعض الصحف .. ؟
(مرحبا) ..


...تتبع.

أسمى
07-12-2008, 04:29 PM
....




.
مرة أخرى .. كأنه صوتها ، رفعت رأسي ، وقلت مذهولا :
ـ ديمي ..؟
ـ هل أزعجتك ..؟
(يا إلهي لم أكن واهما) ...
ـ كيف عرفت مكاني يا ديمي ..؟
ـ لم يكن صعبا .. شخص مثلك ، من السهل على من هو مثلي ، أن يعرف مفتاح شخصيته .هل نسيت أن تخصصي الفرعي علم نفس .. أه عفوا .. نسيت أن أخبرك ذلك . أنا بالمناسبة ، أدون في دفتر ملاحظاتي كل شيء عن الأشخاص الذين التقي بهم . هل يزعجك أن تعلم أني فعلت الشيء نفسه معك .. ؟ أرجو أن تعتبر سلوكي الغريب هذا ، نوعا من الفضول الأكاديمي .
كنت أنظر إلى وجهها و أحس أنني أزداد تعلقا به ، وهي تحدثني بتلك الطريقة الواثقة . قلت وأنا أشعر بالقلق النفسي يتسرب شيئا فشيئا إلى نفسي :
ـ ديمي كيف جئت إلى هنا .. ؟
قالت مازحة:
ـ وأنا واقفة .. ؟
أشرت لها بالجلوس ، ورميت بابتسامة على شريكي في المكان ، الذي يبدو هو الأخر مستغربا من هذا الضيف المفاجئ ، وهو الذي لم يعهد لدي ضيوف أو زوار من أي نوع ، منذ أن جمعنا هذا المكان ، طوال سنوات الدراسة الثلاث الماضية ، ناهيك أن يكون (ضيفا) بهذا المستوى .. وبدا أنه أدرك الحرج الذي أنا فيه ، فمنحني ابتسامة من نوع مختلف جدا هذه المرة .
نظرت إليها مستفهما ، انتظر أن تخبرني كيف استدلت على مكاني .. قالت :
ـ أنت شخص جاد ، لديك اهتمامات خاصة . ربما بتأثير من الثقافة التي تنتمي إليها ، علاقاتك النسائية محدودة ، ولا يبدو أنك تسعى إلى شئ من ذلك . ضع هذه المعطيات في جانب . الأماكن الأخرى في المكتبة تكثر فيها الحركة ، ويكثر فيها تحرك الطالبات . نحن البنات نحب الاستعراض ، حتى في الأجواء الأكاديمية . النتيجة ، بناء على ما سبق ، ستكون في مكان مثل هذا . طبيعي أني لم آت إلى هنا مباشرة ، ولكن بعد مسح سريع للأماكن الأخرى ، تأكدت أنك إن كنت في المكتبة فلابد أن تكون في مثل هذا المكان .. توقعاتي صحيحة ، أليس كذلك .. ما رأيك ألست خبيرة (سايكولوجية) جيدة .. ؟
هززت رأسي بالإيجاب ، وأنا اسحب من أعماقي آهة دوت في أذنيها .. قالت :
ـ أنت متعب ؟
ـ نوعا ما ..
ـ هل أستطيع أن أفعل لك شيئا ..؟
ـ لا .. شكرا ، أشعر فقط بشيء من الإجهاد . .
(لماذا جئت يا ديمي .. أنا هارب منك) .. قلت لنفسي . يا ربي ساعدني ، فأنا اغرق أكثر فأكثر في لجتها . لم يعد لصوتها ، ووقع كلامها ، نفس الأثر كما كان لقاؤنا لأول مرة . الآن أريدها أن تبقى ، أريدها أن تتكلم .. ساعدني يا إلهي . انقطعت خواطري على صوتها تخاطبني :
ـ أريد أن اعتذر ، لأني لم احضر أوراقك ...
ـ ما دامت الحالة هكذا ، لم يكن هناك حاجة لكي تأتي ، وتشقي على نفسك ، فأنا أستطيع أنتظر يوما أو يومين ..
ـ لا .. فأنا قد وعدتك أن أحضرها لك ، ولم أرغب أن أخل بوعدي .. إضافة إلى أني أود أن استكمل معك الحديث عن الاسلام ، إن لم يكن في ذلك ازعاج لك ..؟
قلت وأنا أحاول أن أصرفها ، خاصة وأن الشعور بالذنب قد بدأ يشدد الخناق علي :
ـ هل هناك شيء محدد .. ؟
ـ هناك موضوعان ، وأعذرني فيما لو جرحت شعورك ، بعبارة لم أحسن استخدامها ، فأنا أحدثك بناء على الصورة النمطية للإسلام في ذهني ، والتي تراكمت ، ليس نتيجة تجربة شخصية ، ولكن من خلال التعرض لوسائل الإعلام .
سكتت ، فنظرت إليها منتظرا أن ، تخبرني ماذا تريد أن تقول ..
قالت ، وعيناها على عيني :
ـ هل هناك مكان للتسامح والحب في الإسلام .. ؟
طأطأت رأسي ، وتذكرت أني لابد أن أديم النظر إليها وأنا أحدثها ، مجيبا على سؤالها . هكذا هو العرف في ثقافتها ، و إلا كنت قليل أدب ، ومحتقر للطرف الآخر ، الذي أتحدث معه . يا إلهي ماذا أصنع ؟ لقد أصبح النظر إليها يعذبني مرتين . يعذب قلبي ، الذي تاه في فضاءات وجهها ، الذي أبدعت قدره الخالق في تصويره ، ويعذب نفسي التي تعلم أنها ترتع في حرام .
يا إلهي ساعدني فإن قدمي تزل : هل أطيع نفسي وشيطاني ، الذي يتمسح بالعرف في ثقافتها .. وبالدعوة . أم أطيع نداء ضميري ، الذي يقول لي ، بل يصرخ بي :
" إنك في دروب الغواية سائر " ؟ هل حقا يعنيك أن تحدثها عن الإسلام ..؟ أم يعنيك أن تتلذذ برؤية مواقع الجمال في وجهها العاجي الصغير . تطل على وجنتيها المتوردتين ، ثم تتأمل هاتين الشفتين القرمزيتين ، ثم تبحر في عينيها الزرقاوين ". ظنت أني حينما طأطأت رأسي ، وأطلت السكوت ، أنها قد أساءت لي بسؤالها ، فقالت :
ـ أنا جد آسفة ، لم أتعمد أن أسئ إليك ، ولم أقصد أن انتقد الإسلام ، أو اتهمه بشيء .. ربما كان يجب أن أقول : كيف ينظر الإسلام للحب والتسامح ، مقارنة بثقافات أخرى .. ؟ أو ربما كان سؤالي سخيفا تماما ، ولا معنى له ...
رفعت رأسي فالتقت عينانا . كان الشعور بالحرج ، والاحساس بالذنب ، قد صبغ وجهها بحمره ، فاستحال إلى شئ آخر مذهلا . عيناها انكسرتا بتذلل ، فأضافتا إلى ذلك كله مشهدا استولى علي ، فقلت بألم ظاهر :
ـ ديمي يكفي ..
فاستعبرت .. وقالت بصوت يتهدج :
ـ سامحني ..
ـ أنت لم تفعلي أي خطأ .. أنا فقط كنت أفكر بالطريقة التي أجيب بها على تساؤلاتك .
كان مستحيلا أن تستمر عيناي معلقتان بوجهها . أي تبرير سيكون خداعا وغشا ، لا علاقة له بدعوة ، أو بتأليف قلب .. قلت لها :
ـ ديمي هل تسمحين لي أن لا أطيل النظر إلى وجهك .. ؟ هناك مبررات لها علاقة بثقافتي .. وهي قطعا لا تنطوي على أي مضامين سلبية .. قد تأتي مناسبة أخرى ، وأوضح لك لماذا . وافقت .. وبدأت الحديث ..
حدثتها عن التسامح كقيمة من قيم الإسلام الكبرى ، كما دلت على ذلك النصوص من القرآن والسنة . وعرضت لمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم ، كتطبيق عملي لتلك النصوص . موقفه صلى الله عليه وسلم من قريش يوم فتح مكة ، حينما قال لهم : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" . وأخذتها في سياحة في تاريخ أمتنا العريق .
كنت بين وقت وآخر ، اختلس نظرة لوجهها ، لأرى وقع كلامي عليها . كان التأثر باديا عليها ، لكن لم أكن أعلم يقينا ، هل ذلك بسبب ما أقول ، أم تفاعلا مع صوتي ، الذي بدا مجهدا ، حزينا ، وأحيانا متوسلا .. أن تقول : آمنت بدينك واتبعت الرسول (صلى الله عليه وسلم) ..
أم تراها أشفقت علي .. و هي ترى وجهي قد شحب ، حتى خلت أن الدم غاض منه ، وفاض في محياها ، الذي يزداد جمالا كلما ، ازدادت ألما ..
سكت .. ثم نظرت إليها ، وقلت :
ـ هذا ما لدي ..
ـ عظيم .. رائع ، ماذا عن الحب .. ؟
ـ آه الحب .. لم لا نؤجل ذلك إلى وقت آخر يا ديمي .. ؟
كنت أريد أن ارتاح ، أن أضع حدا لهذا الأمر ، الذي لا أراه يقودني إلا إلى متاهة .. كلما سرت فيها .. أغرتني في التوغل أكثر . "ما أنا ولهذه المرأة " " أقول لنفسي . إن كانت تريد الإسلام ، فقد حصلت على ما يضع قدمها على الطريق إليه " .
لماذا وقت آخر ..؟ لم لا أقول لها لا وقت لدي ، فكري بما تحدثنا به ، واتصلي بالمركز الإسلامي لمزيد من المعلومات . هل أعترف بعجزي ، بل خوفي من أن أقول لها ذلك ..؟
لا .. لا أظن إلا أنني سأتوقف عند هذا الحد ، قبل أن أصل لمرحلة أكون فيها عاجزا عن فعل أي شئ تماما ..
قطعت حبل أفكاري و قلت :
ـ ديمي .. أنا بحاجة إلى أوراقي في أقرب فرصة ، ليس لدي وقت كاف لتغطية المقرر ، والامتحان كما تعلمين بعد ثلاثة أيام ، ولدي امتحانات أخرى ..
ـ عفوا ،يبدو أني أضعت وقتك ، و أزعجتك جدا بتصرفاتي الحمقاء ، لم أدرك كم أنت مشغول ومتعب ...
قالت معتذرة .. ثم أضافت :
ـ ما رأيك لو نذاكر مقرر الدكتور اندرسون .. (مناهج البحث) معا 0 أستطيع أن أنفعك كثيرا في الإحصاء ، بحكم دراستي لعلم النفس .. و أنت ستفيدني في النظريات ، وهو ما لاحظته ، من خلال تعليقاتك المهمة على محاضرات دكتور فريدمان .
يا إلهى هل أنا بحاجة لعرض مثل هذا ..؟


..تتبع.

عبدالعزيز رشيد
07-13-2008, 05:45 PM
أختي:قيد
ممتن كثيييرا لهذه الإضافة الجميلة
رغم طول الكلام إلا أن الانسجام كان رفيق قراءتي, لأن السرد كان جذّابا جدّا ويذكّرنا بالروايات القديمة الكلاسيكيّة الغارقة بالمسحة الادبيّة -فلاعجب لو غرقنا مع ماكُتِب بـ هدوء
أنتظر بقيّتها ولحين ذلك
كلّ الشكر لـ روحك

العـنود ناصر بن حميد
07-13-2008, 07:35 PM
شكراً عبدالعزيز متصفح رائع
وشكراً قيد
بحثت عن الرواية كلها وقرأتها دفعة واحدة

لم أشعر بمتعة القراءة منذ مدة
فشكراً لكليكما

عبدالعزيز رشيد
07-14-2008, 07:38 AM
بل كلّ الشكر لـ روحك يالعنود
تشرّفت بـ مجيئك ..تحيّتي لـك
وننتظر ماستأتين بِه

عبدالعزيز رشيد
07-14-2008, 07:40 AM
الكاتب:ضيم
العنوان:كيف تعرف بأنّك كائن وحيد؟






أن تقوم بتحديث صفحة أيميلك بانتظار رسالة ما ونسيت أن أيميلك هذا لا يعرفه أحداً سواك.
أن تتصفح الـ400 اسم والتي تنام في ذاكرة "جوّالك" بدون أن تشعر برغبة مُشتركة بينك وبين أحدهم للتحدث ولو لدقائق!.
أن تُحاول تذّكُر آخر مرة رأيت الشمس وهو تميل للغروب ولا تدري متى آخر مرة رأيتها تفعل ذلك!.
أن تُحاول تذّكُر آخر مرة دخلت بيت صديق لك وتفشل!.
أن تعود ليلاً لـ "حارتك" القديمة وترى عشرات الوجوه من الشباب ولا تعرف أياً منهم.
أن تُقابل صُدفةً قريبك وصديقك في المرحلة الثانوية في البقالة , يبدأ الحديث بــ "كيف حالك, شلون الأهل", وينتهي الحديث بـ" سلّم لي على الأهل" كل ذلك يحدث في أقل من دقيقتين!. بعدها تُعطي ظهرك له وتُغادر وكأنك لم تره أصلاً!.
أن تنهش ذئاب الذكرى جثث الوجوه الغائبة في صحراء ذاكرتك المترامية والقاحلة من كل شيء إلا موتك.
أن تعلم بأنه من المتوجب عليك إنهاء الكثير من الأشياء والتي تمنيت يوماً بأنك تُنهيها ومع ذلك لا تعمل شيئاً حقيقياً لإنهائها. ربما لأنك لازلت تلوك خدعة " ما بقى بالعمر شي يسوى " أو لتكن أكثر مصداقية " مابه أحد يهتم !"
أن .............!!!

سعـد الوهابي
07-14-2008, 11:13 AM
الكاتب : " نيف " فيصل السبيعي

الموضوع : امـــــرأة عفيفــــــة



(أخذت تغني بصوت خافت ورخيم على حبات الماء الدافئ وهي تنهمر على كتيفيها الناعمين; كان انزلاق الماء مغرياً على ذلك الجسد المتحفز بشهوة ...

دقائق ...


فانتهت من الاستحمام ....و لفت جسدها (بروب) الحمام بطريقة أنيقة... وفكرت كيف تخبئ بعضا من عطرها في مكان قد لا يبوح به جسدها وهي تغادر البيت،،،،


نزلت وهي ترتدي فستان أسود ساتر ...حاولت أن تكتم به جماح تلك الثورة التي تعتريها,،،


ارتبكت وهي تدس عطره المفضل بحقيبتها ولم تستطع بأصابعها المرتعشة أن تخبئ ما بداخلها من لهفة ووله،،،


وضعت عباءتها على رأسها بعد أن ارتدت جوارب سوداء قاتمة,،،ولم تنسى أن تُغطي كفيها بقفاز اسود مخملي كعادتها دائما حينما تخرج من بيتها !


.... أنا جاهزة !


.... هكذا قالت له حين شاهدته ينتظرها جالسا على الأريكة ،،،، مشى,،،، وتبعته للخارج وهي تتمتم بدعاء الخروج من المنزل ،،،


.... قاد سيارته حتى وصلا إلى صالة الزواج البعيدة من بيتهما وما فتأت تدعو الله الستر والمغفره ,،،



....نزلتْ مُرتبكة وحين غادر لم يعر أية انتباه لتلك السيارة السوداء التي كانت تنتظر زوجته بشغف ،،،،)



أستاذي القدير . .

" عبدالعزيز رشيد "

أينما . . تشير أصبعك . . يكون الجمال . .

استمتعت هنا كثيراً . . وسأعود حتماً



(احترامات . . أنيقة )

سعـد

العـنود ناصر بن حميد
07-14-2008, 06:06 PM
أنا أحب الأسئلة المخيفه التي لا جواب لها أما تلك الفضولية فهي تزعجني بسذاجتها
وأظنها تزعج آخرين غيري..
الناس !!
إنهم لا يطرحون عليك سوى أسئلة غبية يجبرونك على الرد عليها بأجوبة غبية مثلها !!

شيء من ( فوضى الحواس ) لـ أحلام مستغانمي

العـنود ناصر بن حميد
07-14-2008, 06:22 PM
لم يكن رحيلها سوى فاجعة جديدة وتحدي لمدى قدرتي على التحمل ، وعلى ما يبدو أنني أفنيت نفسي في العمل ، أتذكر أن هناك قاعدة غرامية تقول :
( عندما يغادرك من تحب ، قم بتحويل ألم فراقه إلى إبداع ) .


وصلت بعد جهد لهذه المرحلة وفقدت لذتي بالأشياء
لم أعد أشعر بما يدور حولي فقد أصبحت كل المفاجآت متوقعة ، وكل الصدمات متوقعة ، وكل ما يحدث ويدور حولي متوقع .
بعد أن كنت أجعل الأشياء في بيتي تتنفس ، وجدت نفسي معهم جامداً
مهملاً كقطعة أثاث لا أحد يستخدمها .


أحلامنا تتبخر سريعاً ... على الرغم من بقائها الطويل داخل ذاكرتنا ...

نتذكر منها ما نشاء ونهمل ما لا نريد ...كانت أحلامي من هذا النوع ، لم أكن أملّ من بقاءها داخل سراديب ذاكرتي بل كنت أحيها عند كل مساء بغنائي المستمر وصوتي اللا موسيقي ، كان كلّ ما في جسدي يقيم عند كل مساء حفل زفاف لأفكار جديدة وتبقى تلك الذكرى خالدة بعد نهاية كل حلم ، الوداع لتلك الأحلام لم يكن متكلفاً كمراسم الزفاف بل كان مفاجئاً كحضوري في الحياة ، لم يتبقى من الوقت الكثير لأترك هذا النص يتبعثر في إحدى الممرات المكتظة بالأفكار والمسكونة بكل أنواع العشق ليعبّر عن ما يريد ولأدع الفرصة لشيء أهم لكي أكتبه .

(زفاف أفكار ) لـ سلطان رده

العـنود ناصر بن حميد
07-15-2008, 01:11 PM
..... خرج يحمل قلبه إلى البحر, لم يكن الخروج وليد لحظة تفكير, بقدر ما كان هرباً من سطوة الوجع والذاكرة المليئة بالتفاصيل !تأمل الرمال وهي تنام على امتداد الشاطئ, وتذكر لحظات احتضان السهر لأحلامه وأغانيه .!ثمّ أرجع البصر كرتين؛ ليجد في كل زوايا الأمكنة والجهات ما يبعث الشجن !مباشرة, أغمض عيناه على وصية جبران خليل جبران " إذا أردت أن ترى "حبيبتك" ؛ فانظر إليها , وعيناك مُغمضتان ".! فعل ذلك وهو ينظر إليها بقلبه متمتاً, ما أشد أن نهرب من ألم ٍونقع في ألم ٍ أكبر منه تحت وطأة الذكريات.!
تنفس ملء رئتيّه من غناء النوارس المحلّقة على ارتفاع ٍ قريب , وراح يصرخ بكل ما يملك من بكاء :" يا غيابي .. كم طال عنهم غيابي .!".!في حين أن كل ما حوله صامت ٌ خاشع, كأنه يشاركه فجيعته بمن يحب, لحظة ولاء ٍ نادرة الوجود!
مد بصره إلى حلمه الذي أثقل كاهل الليل ,وأخذ يوشوش له بصمتٍ ويحاكيه, قبل أن تسقط عيناه صدفةً, على عاشقين في استضافة الحب.!!لم يستطع أن يمنع نفسه من فضول النظر إليهما, واستراق السمع, فقد كان المشهد في قمة البراءة! ملامح الرجل تذكره بمن هم على سرير التنويم المغناطيسيّ!في حين أن الخجل تورّد في وجنتيّ الفتاة وتشكّل على هيئة ٍ بمقدورها أن تنسف كل المفاهيم التي بني عليها علم التجميل.!
بدأت أجواء العشق تمطر من حولهما, وراحت الفتاة ترقص على أطراف أقدامها في نشوة ٍ وتدندن لنجاة الصغيرة:
" أنا بعشق البحر زيك ياحبيبي حنون
وساعات زيك مجنون
ومهاجر ومسافر
وساعات زيك حيران
وساعات زيك زعلان
وساعات مليان بالصمت
أنا بعشق البحر ".!
وحبيبها يمد جسده النحيل ويستلقي على الرمل, منهكاً إلاّ من الحب.!

أما هو َ فقد خطر بباله أن يوصي الشاب من واقع تجربته؛ أن لا يسكب عشقه دفعة ً واحدة لمن يحب؛ خشية أن تكبر الثقة وتشب عن الطوق!لكنّه أدرك أن الأيام كفيلة بأن تخبره بذلك, إنها لا تتأخر في مثل هذه المناسبات!
عاد وانغلق على نفسه, بعد أن بلغ شوق اللقاء الزبى.! وبعد تفكير وتردد, قرر أن يرسل ألمه في قنينة ٍ صغيرة, يعلم مسبقاً أنها لا تتسع لصرخة! لكن.. "لا بد للمحزون أن ينفث".!وحتماً, سيكون البحر أميناً على وجعه, كما كان أميناً على موسى, وأمه تبتهل إلى الله.!
كتب سبع كلمات وقُبلة, وأغلق القنينة بإحكام ٍ على آخر متاع ٍ لصرخاته,.! ثمّ انحنى إلى البحر وأوصاه:أن هذا الشرق, فولّي موجك شطره.!

(رسالة على حافة الاعتراف) لـ فوزي المطرفي

أسمى
07-15-2008, 02:41 PM
أولاً : أعتذر القصة طويلة /ولكن بما أني بدأت بها فلابد من اتمام.

ثانياً: سعيدة أن أعجبتك ياعنود.


لنكملها الآن:


........

قلت لها :
ـ لا .. لا أظن أني سأفيدك .. فأنا طريقتي في الدراسة متعبة ، لمن لم يعتد عليها ..
ـ كما تشاء .. أين ستكون الليلة لأحضر لك أوراقك ..؟
فاجأني سؤالها ، فقلت :
ـ آه ... الليلة سأذهب لشراء بعض الأغراض الشخصية من مركز (رينبو كلر مول) 0 ردت بسرعة :
ـ جيدا جدا ، المكان قريب من حيث أسكن ، متى ستكون هناك ..؟
ـ بين السادسة والسابعة ..
تعمدت أن لا أعطيها وقتا محددا ، حتى أجعلها تغير رأيها في شأن مقابلتي ، رغم حاجتي الماسة لأوراقي .. قالت :
ـ ما رأيك لو نتقابل الساعة السابعة وعشر دقائق في مقهى (الكيف دوماسيه) في الطابق الأول ، على يمنيك وأنت خارج من المصعد ؟
اتفقنا على المكان والوقت .. وانصرفت ، لتتركني مع همومي وأوجاعي ، التي صارت تتضاعف بعد كل لقاء أراها ، وأحدثها فيه ..
ألقيت بيدي على جانبي الكرسي ، وأسدلت رأسي على كتفي ، وتنفست نفسا عميقا . لم ْأنتبه إلا على صوت (مارك) ، شريكي في المكان ، الذي انتشلني من حالة تفكير عميق ، استرسلت فيه .. قال :
ـ لابد أنه كان موضوعا ساخنا ..؟
ألتفت إليه ، وتذكرت أني نسيت كل شئ ، حين حضرت ديمي ، بما في ذلك مارك الذي يزعجه أي شئ . قلت مجيبا على سؤاله ، الذي لا يخلو من خبث :
ـ لا بد أنك تحملت كثيرا يا مارك ، فمعذرة ..
حاولت العودة إلى دروسي مرة ثانية ، لكن أنّى لي ذلك . قلبت الكتاب مرة ، ومرتين ، وثلاث ، دون فائدة . أصبح رأسي مملوءا بها . بوجهها .. وبصوتها .. واليوم أضيف إلى ذلك بكاؤها ، وعبرتها .. إذ تخنق صوتها المتهدج .. فتحيله إلى شيء خرافي ...
الساعة تقترب من الواحدة .. لم يبق على صلاة الظهر كثيرا . فكرت أن أذهب إلى المركز الإسلامي ، أقرأ شيئا من القرآن ، وأصلي الظهر جماعة ، مع من يكون موجودا من الإخوة . لا شك أني سأرتاح مع كلام ربي ، وفي بيت من بيوته ، ومع اخوة لي ، تذكرني بالله رؤيتهم ..
هكذا قلت لنفسي ، وأنا أجمع كتبي وأوراقي ، وساعتي الممددة على الطاولة . عندما حملت أوراقي ، وشرعت بالمسير رمقت مارك بنظرة ، فبادرني قائلا :
ـ الإنسان يحتاج إلى الراحة والهدوء ، بعد كل مرة يلتقي بواحدة منهن ..
ـ ماذا تقصد ..؟
ـ النساء طبعا .. لذلك تراني قد تخلصت من هذا الصداع . أنت شاب .. أنا أفهم ذلك ، لكن حاول أن تتلافى مثل هذه الأشياء .. في فترة الامتحانات على الأخص ..
ـ شكرا مارك ..
قلت ، وأنا استدير منصرفا ، ثم تمتمت في نفسي :
الأمر أكبر مما تتصوره ..
وصلت المسجد .. قرأت ما تيسر ، وصليت . لكن .. لم يكن هناك مجال للحديث مع أحد . الكل مشغول بالامتحانات . صحيح أنني أكثر راحة من ذي قبل ، لكني أشعر بالم في داخلي . خرجت من المسجد ، و توجهت إلى منزلي . حين دخلت ، رميت بكل شيء على طاولة الطعام ..عند المدخل ، و وجدت صعوبة في خلع حذائي . سحبت نفسي و تهالكت على الأريكة في الصالة .
حينما تغشاني النعاس .. و بدأ جسمي يفتر .. دق الهاتف ، رفعت السماعة ، فجاءني الصوت ناعما .. يقول :
ـ هذا أنت
قلت بإحباط :
ـ ماذا ..؟
ـ أوه .. آسفة لابد أنه رقم خطأ .. !
للحظة داخلني ألم شديد ، ظننت أنها هي ، وسيطر علي هم واحد ، كيف عرفت
رقمي ..! سحبت سلك الهاتف ، ورميت بنفسي على فراشي . أريد شيئا واحدا .. أريد أن انساها .. لعل الله أن يلهمني شيئا في منامي ، يخلصني من هذا البلاء .
نمت نوما عميقا لساعتين أو اكثر . هذه أول مرة أنام فيها .. منذ تعرضت لي هذه
( الساحرة ) ، دون أن تكدر أحلامي الكوابيس . استيقظت وصليت العصر ، ووقفت طويلا بين يدي خالقي .
غدا الجمعة يوم مبارك ، وفيه ساعة استجابة . سألح على ربي بالدعاء ، ففي قلبي من تلك المرأة شئ كثير ، رغم أني أدعي خلاف ذلك . لن أذهب إلى المكتبة ، أو إلى أي مكان آخر . لقد صار يخيل لي أنها ستطلع لي في كل مكان .
تناولت كتاب الإحصاء ، وبعد قليل وجدت أن لا فائدة من معالجة هذا الإحصاء اللعين . كيف يقول عبد العزيز ، عن هذه المادة الكريهة ، أنها رياضة العقل ..؟! رياضة ..؟! هذا تمحك بالكلام لا معنى له . أليس عجيبا أن تتمكن ديمي من هذه المادة الثقيلة المعقدة ، وهي الفتاة اللعوب ، التي أقرب ما تكون للدمية البسيطة ، المعدة لكل أنواع الترفيه واللعب ، منها إلى ( كائن ) مهيأ للتعامل مع مسائل عقلية جامدة ..؟
كيف يجتمع وداعة ورقة ديمي .. وتعقيد الإحصاء وثقل ظله ..؟ هل هذه من نبوءات الشاعر العربي القديم ، الذي قال :
ضدان لما اجتمعا حسنا .... والضد يظهر حسنة الضد .
إذا كان حسن ديمي أمر مفروغ منه .. أين الحسن في الإحصاء ..؟ آه ... يبدو أن هذا الإحصاء سيحولني فيلسوفا .
رياضة ..؟ سامحك الله يا عبد العزيز ..
هل قلت رياضة ...؟! وجدتها .. سأتصل به ، يا رب ليته يكون موجودا .
ـ ألو .. السلام عليكم ، كيف الحال يا رياض ، هل أزعجتك ..؟ جزاك الله خيرا .. وأنا كذلك آنس بسماع صوتك .. لدى مشكلة بسيطة ... لا .. مجرد أزمة مع مادة الإحصاء .. وحيث أن سلطتك عليها نافذة ، فإني آمل أن تنصفني منها ...! شرط .. ما هو شرطك ..؟ الله أكبر... أنت أروع من أحتكم إليه .. تمكنني من عدوي الإحصاء ، وتعشيني كبابا ، سآتيك خلال دقائق .. هل أحضر معي شيئا .. غير الإحصاء طبعا .. ثلج وكولا ..؟ حسنا مع السلامة ..



.............



شكرا يا عبد العزيز لولا كلمتك (رياضة) ، لما تذكرت رياض ...
ربي .. هل هذه بوادر النصر على الشيطان ... على الهوى .. على فتنه ديمي ، التي تكاد تسحب قدمي ..؟ ربي إن موعد لقاءها يقترب ، وأنا أقاوم .. ما دمت بعيدا عنها ، لكني حالما أراها تغلبني نفسي .. ، ما يعذبني يا ربي ، أن كل هذا يحدث باسم دعوتها إلى الإسلام . ربي كانت نفسي تحدثني أن ألجأ إلى ديمي لتساعدني في الإحصاء ، فلجأت إليك ولم تخيب رجائي ، ربي الوقت يمضي بسرعة .. فكن معي يا ربي .
قضيت وقتا ممتعا مع رياض . شاب من خيره الاخوة أدبا ، وخلقا ، وعلما . متزوج وأب لطفل .. شعرت بحرج ، إذ لم أكن أعلم بأن زوجته قد عادت من بلدها ، بعد أن اضطرت لملازمة والدتها المريضة لفترة من الوقت ، بقى رياض خلالها لوحده .
قلت لرياض معتذرا :
ـ لقد سطوت على وقت غيري .. فلم أكن أعلم أن الأهل قـد عادوا .
قال بروح الدعابة ، التي لا تفارقه :
ـ لقد رأت أم الحارث ، يعني زوجته ، أن نتعشى معاً يوما دون يوم ، حتى توطن نفسها على طبيعة الحياة ، بوجود زوجة ثانية .
قلت له مازحـا :
ـ اعتقد أنها ضحكت عليك ، ما دامت المسألة مجرد فكرة .
ـ لا ... فأنا اتبع معها سياسة الخطوة خطوة . لقد كسرت الحاجز النفسي ، تجاه وجود امرأة ثانية معنا ، أي (حقها في الوجود) ، نحن الآن في مرحلة التطبيع ، أي إمكانية التعايش في مكان واحد ، أي تحت سقف مظلة (إقليمية)..، أقصد بيت واحد ... !
ضحكنا ، ثم أضاف :
ـ يحسن بنا أن نغير الحديث ، فالحلا و الشاي لم يصلا بعد من عند أم الحارث ، ولا نريد أن نقع ضحايا مقاطعة من أي نوع .
شرح لي رياض الإحصاء كأحسن ما يكون ، وأحسست أن مغاليق المادة فد انفتحت لي ، وانزاح عن صدري عبء كبير ...
صلينا المغرب ، وأكرمني رياض وأم الحارث بكأس من الزنجبيل . كنت ساكنا جدا ، وأنا أحمل الحارث لأقبله ، استعدادا للخروج . طعم الزنجبيل الدافئ اللذيذ ، وابتسامة الحارث العذبة ، وعبارات الود والمجاملة ، التي أغدقها علي رياض ، هي آخر ما كنت أظن أني سأحمله معي من هذه الأمسية الجميلة .
كنت أنظر إلى ساعة الحائط ، التي تشير إلى السادسة والنصف ، حينما وضعت الحارث بعد أن طبعت قبلة على جبينه ، و كنت .على وشك أن أهم بالخروج ، عندما قال لي رياض ، بدون مقدمات :
ـ مصعب .. ألم تفكر في الزواج ..؟
امتقع لوني وارتبكت .. قلت في نفسي : (هل تراه لاحظ علي شيئا .. هل رآني معها .. ؟) أجبت ، وأنا أحاول أن أبدو طبيعيا :
ـ تكلمت مع الوالدة بهذا الشأن ..
قال ضاحكا ، وهو يضغط على يدي :
ـ إذن الإشاعة التي تقول أنك ستتزوج أمريكية ليست صحيحة ..؟!!
جف حلقي ، ونظرت إليه بشك ، وقلت بصوت متقطع :
ـ إشاعة .. أية إشاعة ..؟
ضحك وقال :
ـ رأيتك أنا و عبد الرحمن ، تتحدث مع العميدة كارولين ديفز ، عميدة شئون الطلبة الأجانب .. فقال عبد الرحمن ، لو يضحي مصعب ، ويتزوج هذه العجوز ، لقدم خدمة عظيمة لجمعية الطلبة المسلمين .
تتبع

أسمى
07-15-2008, 02:43 PM
........



شعرت كأنما سكب علي ماء بارد ، ولم أحس بشيء من حولي سوى يد رياض ، التي ما زالت ممسكة بيدي ، و صدى ضحكته المجلجلة ، التي أطلقها بعد تعليقه الساخر ، على حديثي مع عميده الطلاب الأجانب .. ابتسمت ابتسامة مرة ، وأنا اسحب يدي من يده مودعا كنت وأنا أجر خطواتي ثقيلة إلى السيارة ، أحس كأني ناهض الساعة من فراش المرض . لقد أرعبتني يا رياض بمزحتك الثقيلة ، كيف لو كان التي رأيتموني أحدثها تلك ( الساحرة ) ، هل كنتم ستقولون يقدم خدمة جلى للإسلام ..؟! هل ستكون الإشاعة ، (التي ما كانت) .. أنني سأتزوجها .. أم شيئا آخر ..؟
على أية حال (جاءت سليمة) ، كما يقولون في الأمثال . هل هذا إنذار لي من ربي بأنه مازال يستر علي ، رغم إصراري على فضح نفسي . يا ربي ساعدني ، فإني أشعر أني ازداد ضعفا كلما ازداد الوقت اقترابا .
وصلت (الكيف دوماسيه) متأخرا عشر دقائق ، وكنت أمني نفسي أن لا أجدها ، بعد هذا التأخير . حينما وضعت قدمي على مدخل المحل ، رأيتها جالسة على إحدى الطاولات . كنت عازما على أن لا أنجر معها في أي حديث ، أن آخذ أوراقي وأمضي .
لم يبد أنها متضايقة من تأخري ، بل إنها بادرتني ، بعد أن وصلت إليها ، بالتحية والاعتذار ، قائلة :
ـ أنا آسفة ، لقد تأخرت عليك ، لقد وصلت الآن .. لعلك جئت ولم تجدني على الموعد الذي اتفقنا عليه ..؟
لم تكن صادقة ، فالقهوة في كوبها باردة ، ولم يبقى منها إلا أزيد من النصف بقليل ، وكان واضحا أنها وصلت إلى هنا على الموعد ، أو ربما قبله بخمس دقائق ، لكنها أرادت أن تلطف الجو بهذا التبرير المهذب ..
قلت :
ـ لا .. أنا الذي تأخرت ، لارتباطي بموعد سابق .. أنا آسف .
ظللت واقفا ، بانتظار أن تعطيني أوراقي لأنصرف ، لكنها لم تفعل ، بل قالت :
ـ ألا تجلس ..؟
ـ أنا مستعجل .. ومشغول كما تعلمين .
نظرت إلى نظرة ملؤها استعطاف ، وقالت :
ـ لقد طلبت لك كوب قهوة ، وأعدك .. لن يكون هناك أحاديث ، من أي نوع ..
جلست دون أن أتكلم .. جاءت القهوة ، قالت :
ـ دعني أخدمك .. ما مقدار السكر ..؟
ـ مكعبين ..
ـ حليب ..؟
ـ نعم ..
خفقتها بالملعقة ثم قدمتها لي .
ـ شكرا ..
خيم علينا الصمت ، أكره مثل هذه المواقف .. لكن ماذا أصنع ، لا أستطيع أن أتمادى اكثر ، العلاقة تنحو في اتجاه لم أعد أسيطر عليه ، مهما بررت لنفسي نبل الغاية . شعرت هي بالإحراج .. قالت :
ـ أطلب لك شيئا تأكله .. أنا سأطلب لنفسي (كروسون) ..؟
ـ لا .. شكرا ..
قالت ، محاولة دفعي للكلام :
ـ كيف الإحصاء ..؟
ـ ممتاز ..
ـ حقا .. هذه أخبار سارة ، كنت أنوي أن أعرض المساعدة .
ـ أحد الأصدقاء ساعدني ..
ردت بلهجة لا تخلو من الغيرة :
ـ لابد أنها صديقة خاصة ..
أجبت بحزم :
ـ إنه صديق ..
خجلت .. و قالت :
ـ من بلدك .. ؟
ـ نوعا ما .. إذا اعتبرنا الوطن العربي الكبير بلد واحد ..
علقت .. وهي تفرج عن ابتسامة مترددة :
ـ هذا الكلام كأنه سياسة ، وأنا لا افهم في السياسة كثيرا ..
ابتسمت ابتسامة باهتة ، دون أن أعقب ، ونظرت إلى ساعتي ، ففهمت ما اقصد .. فقالت :
ـ تريد أن تذهب ، كنت قد نويت أن أدعوك إلى مطعم (هاي رووف) .. إنهم يقدمون عرضا خاصا ، ليلة كل جمعة
ـ .. يؤسفني أن لا أكون قادرا على تلبية دعوتك ، فقد تعشيت عند أحد الأصدقاء قبل أن آتيك .. كما أني مشغول كما أخبرتك من قبل ..
ثم أضفت ، محاولا تعزيتها لرفضي دعوتها ، وتعاملي معها بهذه الطريقة الرسمية جدا :
ـ تستطيعين أن تذهبي الليلة وحدك .. وآمل أن تتاح لنا الفرصة معا .. مستقبلا ..
رأيت الانكسار والخيبة على وجهها ، وهي ترد علي بأسى :
ـ العرض مفتوح لشخصين فأكثر فقط .. وعلى أي حال ، لن أموت جوعا في هذه المدينة المليئة بالمطاعم الرديئة ، التي تفتح أبوابها باستمرار ، للخائبين أمثالي ...
نهضت .. و توجهت لأدفع ثمن القهوة و الكروسون ، الذي لم تأكله .. رمقتني بنظرة عتاب ، و قالت :
ـ أنت ضيفي .. رغم اني مضيفة ثقيلة الظل ..
طأطأت رأسي ولم أرد . دفعت ثمن القهوة ، ثم اتجهنا معا إلى مواقف السيارات ، دون أن يحدث أحدنا الآخر . شعرت بتأنيب ضمير على هذا الجفاء ، الذي عاملتها به ، وقبل أن نفترق ، كل إلى سيارته ، التفت إليها ، و قلت :
ـ ديمي سامحيني ..
نظرت إلي بعينين تفيضان بالألم .. وقالت :
ـ لا شيء ألبته ..
حينما ركبت سيارتي انتبهت إلى الكيس الذي حملني إياه رياض ، والمملوء بما بقى من عشائنا . أسرعت بالسيارة في اتجاهها ، وحينما حاذيتها ناديتها :
ـ ديمي ..
التفتت ، وكأن صوتي هاتف نزل عليها من السماء . كانت تبكي ، فانقبض قلبي ، لكني تحاملت ، وقلت :
ـ معي طعام لذيذ جدا ، يحتاج إلى تسخين فقط ، اعتبريه اعتذارا غير كامل ، على تصرف فج ..
إنداحت على صفحة وجهها دوائر من السرور ، فأخذته ، وهي تقول :
ـ اقبله .. ليس على إنه اعتذار .. إنه شيء أكثر من ذلك .. طابت ليلتك ، وأمل أن يحالفك التوفيق في امتحاناتك .. إلى اللقاء يوم الاثنين ، في امتحان الدكتور اندرسون .
في أعماقي لم أكن مرتاحا للطريقة التي تم بها اللقاء ، نفسي تنازعني إليها ، فكرت أن اعتذر لها يوم الاثنين . لكن عن ماذا .. يقول لي عقلي هذه المرة .. ؟ .
وساوس النفس والشيطان تقول لي : (قد تأثم بتنفيرها من الإسلام) . في قرارة نفسي أعلم أنه الهوى والرغبة فيها لذاتها ، وإن كان مع حظ النفس شيئا للإسلام ، فلا بأس . لو كان رجلا ، أو حتى امرأة قليلة الحظ من الجمال ، اكنت تتعب كل هذا التعب ..
اكنت تلوم نفسك .. كل هذا اللوم .. ؟
حين وصلت البيت كان الصراع داخل نفسي قد بلغ مني مبلغة ، بكيت .. بكيت كثيرا ، بكيت حينما تذكرت ، أنني الليلة حدثتني نفسي أن أضع يدي في يدها ، و أقول لها وداعا . داهمني شيطاني بفكرة أن ملامسة يدي لكفها ستطفئ هذه النيران المشتعلة في جوفي ، وأن الرغبة المتقدة في داخلي ستخبو ، بمجرد أن أحس بنبضها ينتفض في كفي ..
نحن هكذا نتوتر أمام كل تجربة جديدة ، أو مغامرة مجهولة .. كان هذا حديث نفسي ..
" كف يا شيطاني " . هذه آخر صيحة دوت في داخلي ، حينما تراجعت عن تلك الفكرة السيئة .. في تلك اللحظة أيضا .. تذكرت (خالد) ، عندما قرأ سورة النازعات ، يوم صلى بنا العشاء قبل أسبوعين 0 تذكرت خالد ، عندما عجز عن إكمال السورة لأكثر من عشر دقائق .. بعد أن غلبه البكاء وهو يقرأ :
" وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى "
ظل خالد يرددها ويغلبه البكاء 0 لم أبك في حياتي مثل تلك الليلة 0 كان صوت خالد الندي يكاد يتشقق عندما يصل إلى قوله تعالى : "مقام ربه" .
يا لهول الموقف .. ثم حينما يصل إلى :
"ونهى النفس عن الهوى" .. يخيل إلى أن كل ما فيه يبكي . كنت أبصر جسده كله يرتعش ، لحظة ينطق لسانه بكلمة الهوى . يشرق بالدمع ثم ينتحب نحيبا يصدع الجبال الصم . وعندما جذب من أعماقه الآية التي تليها :
" يسألونك عن الساعة " شهق شهقة حسبت روحه تخرج معها .
............
تتبع

أسمى
07-15-2008, 02:45 PM
...........



مر علي ساعتان وأنا على هذه الحالة ، بكيت حتى خلت أني اغتسلت كلي بدموعي . أحسست أن الدمع الحار ، الذي سال غزيرا من مآقي ، قد غسل كل العناء في قلبي ، صليت خلالها العشاء ، كما لم أصلى مثل تلك الصلاة في حياتي . شعرت كم تكون الصلاة لذيذة حينما يكون القلب مشرعا لنداء السماء ، وكم تكون الصلاة ذات معنى حينما لا تستشعر حولك إلا الموقف .. والصحف تتطاير .
يا الله أي عالم علوي كنت تسبح فيه يا خالد ، وأنا أطارد سرابا .. وهما .. شيطانا . أأبلغ ما تبلغه ، وأنا ألهث خلف المحسوس ، الفاني الذي سيأكله الدود ، قبل أن يخالطه التراب ، وأنت الذي تحلق في اللا محسوس ، في السرمدي .. في تلك الآفاق النورانية .
ما الجسد يا خالد إلا امتداد للدوني ، للحضيض ، للأرضي ، لذلك حري به أن يجعل من يتطلع إليه ، ويلبي رغباته أن يلتصق بالأرض ، لماذا .. ؟ لأنه انسلخ من العلوي ، واتبع هواه .. اتبع هواه يا خالد .. فكان ماذا ..؟ كان من الغاوين .. ولم يكن من الدعاة الهداة .. رحماك يا رب .
مرت أيام نهاية الأسبوع سريعة وعادية 0 ذاكرت جيدا ، حيث لم أغادر البيت إلا قليلا ... أوقات الصلوات فقط . مطعم أبو أيمن السوري قدم لي حلا مثاليا ، من خلال وجبة المقبلات والمشويات اللذيذة ، التي تكفل بإيصالها ، دون مبالغ إضافية ، إلى المنزل . وهي معاملة خاصة للملتزمين ، كما يقول أبو أيمن ، الذي يشعر بعظيم الامتنان لهم ، لحفظهم أبناءه وأبناء المسلمين ، من خلال المدرسة التي تشرف عليها جمعية الطلبة المسلمين ، والمعسكرات التربوية التي تقيمها .
غدا الاثنين امتحان الدكتور اندرسون لمناهج البحث ، أشعر أني مستعد له جيدا ، فقط احتاج أن أنام مبكرا ، لاستيقظ نشيطا .. سأصلي وتري أول الليل وأنام .
الاثنين يوم مبارك ، قررت أن أصومه ، فالجو بارد ، وعملا بالسنة ، وتحسبا لمفاجآت لا أعلمها . والصوم كما قال صلى الله عليه وسلم (وجاء) ، وأنا لا احتاج الوجاء و (الحماية ) ، كما أحتاجها في هذه الأيام ، وفي امتحان الدكتور اندرسون بالذات .
بقى على الامتحان نصف ساعة ، حينما عزمت على التوجه للجامعة . لم أتوقع أن يكون الثلج بهذه الكثافة ، لحظة ألقيت نظرة من النافذة ، و الثلج يتساقط ، و ارتأيت أن أصلى الفجر في شقتي . بدأت أزيح الثلج عن طريق السيارة ، وحينما انتهيت ، و ظننت أن الطريق سالكه ، اكتشفت أن إحدى العجلات معطوبة . ليس اتساخ الأيدي ، و الملابس ، وبرودة الجو ، هو المزعج فقط ، في مثل هذه المواقف .. لكن أن يكون بانتظارك ، بعد كل هذا امتحان . ما أن بدلت الإطار المعطوب بآخر صالح ، وحاولت تشغيل السيارة ، حتى باءت محاولاتي بالفشل ، ثم أكتشف في الأخير ، و يا للسخرية .. أن السيارة فارغة من الوقود .
وصلت قاعة الامتحان متأخرا عشرين دقيقة ، استقبلني الدكتور أندرسون بابتسامة عريضة ، وهو يشير لي بأن آخذ مقعدا . اندفعت إلى داخل القاعة ابحث لي عن مكان ، ولم انتبه إلى أحد الطلبة ، الذي قد مد رجليه أمامه ، فعثرت ووقعت على وجهي وتناثرت أشيائي . حينما استقريت في مكاني أخيرا ، رأيت الدكتور اندرسون ما زال مبتسما . قلت معتذرا :
ـ هذا اليوم ليس لي يا دكتور اندرسون .
رد مازحا :
ـ لابد أنك كنت تجرف الثلج ، أو أن إطار سيارتك قد تنسم هواؤه ...
وهذه هي الأعذار التي يسوقها الطلاب عادة ، حينما يتأخرون .
قلت :
ـ إنك لن تصدقني يا دكتور اندرسون ..
ـ ماذا .. ؟
ـ بالإضافة إلى ما ذكرت ، فقد اكتشفت أن سيارتي قد نفد وقودها ..
أطلق ضحكة مدوية ، وقال :
ـ لن يغلبك أحد يا مصعب .. ويأتي بمثل ما جئت به 0
شرعت بالإجابة على الامتحان ، لكن القلم لا يكتب . يخط حرفا أو اثنين ، ثم يمتنع . عالجته بشتى الطرق دون فائدة . استنتجت أني حينما تعثرت برجلي الطالب ، و وقعت ، والقلم في يدي ، ضربت ريشته الأرض فانثلمت .
لاحظ الدكتور اندرسون حيرتي فجاء مستفهما . فأخبرته بمشكلة القلم ، وسألته أن يعيرني قلمه ، فذكر لي أنه اعارة لطالب آخر .. نسي قلمه .
قلت للدكتور اندرسون :
ـ ألم أقل لك أن هذا اليوم ليس لي ..
ابتسم ، وقال :
ـ لا عليك سنحل المشكلة ..
سأل الطلاب إن كان هناك أحد معه قلم آخر ، يمكن أن يعيره لشخص ، يبدو أنه نثر الملح من فوق طاولة الطعام . وهو اعتقاد شعبي بين الأمريكيين ، تقوم فكرته على أن من يكب الملح ، يلازمه النحس طيلة يومه .
لم يرد أحد من الطلبة ، رغم تكرار السؤال ، إذ قليل من الطلاب من يحمل معه أكثر من قلم . كان الدكتور اندرسون على وشك أن يطلب مني أن أغادر القاعة ، لأبحث لي عن قلم ، حين ارتفعت يد أحد الطلاب في أول القاعة . قالت الطالبة :
ـ عندي حل بدائي ، لكنه ينفع في مثل الظروف ..
ثم قامت بكسر قلمها المرسم إلى نصفين ، وبرت أحدهما ، و أعطته للدكتور اندرسون ، الذي أعطاني إياه بدوره ، وقال مازحا :
ـ لا أعتقد أن أحدا تشاركه الآنسة ديمي بمرسمها ، يمكن أن يقول هذا اليوم ليس لي ..! إنها ديمي إذن ، يدفعها القدر من جديد في طريقي ، ماذا يخبئ لي هذا اليوم من مفاجآت ..؟ تطاولت ، وبهزة من رأسي ، وابتسامة خفيفة ، شكرت ديمي .
كان متوقعا أن ينتهي الوقت ، قبل أن انتهى من الإجابة على جميع الأسئلة . لم يبق إلا أنا والدكتور اندرسون ، الذي قال :
ـ أنا مضطر أن أغادر ، عندما تنتهي أعط ورقة الإجابة لسكرتيره القسم ..
لاحظ أني محرج ، فقال :
ـ لا داعي للحرج .. فأنا أثق بك .
هذا التعامل ينعدم في بلادنا مع الأسف ، حيث الأمانة صارت نادرة ، وقيم الثقة ، أحيانا غير موجودة . دائما أسال نفسي ما الذي يبقى هذا الوحش الأمريكي الجبار ، رغم مظاهر الظلم والفساد الكثيرة المنتشرة فيه ...؟ إنه قطعا ، ليس القوة المادية المجردة وحدها . فالله سبحانه قد قص علينا أحوال أقوام اشد قوة ، أهلكهم ، (فهل ترى لهم من باقية) ..؟ . إن مثل هذه القيم ، وأخرى يطول الحديث عنها ، هي التي مازالت تحافظ على الإمبراطورية الأمريكية من الانهيار .. حتى يأتي أمر الله .
لماذا عدمت مثل هذه السلوكيات الجميلة في مجتمعات المسلمين ..؟ ألا يكفيها التخلف المادي الذي يطبق عليها ..؟ لماذا لم يبق مسموعا سوى صوت النفاق .. وصار الإسلام ، الذي هو مصدر هذه الفضائل جميعها ، مطية يركبها كل أفاك ، ليحقق من خلالها أهدافه ..؟ كل همه أن يملأ جيبه ، ويشبع بطنه و .. و أشياء أخرى . صار الإسلام .. شعارا فقط . يردده السياسي ، ويلوكه شيوخ السوء ، وتشدو به جوقة النفاق .
ماجت هذه الخواطر في بالي للحظة ، وأنا أرقب الدكتور أندرسون يغادر القاعة ويتركني لوحدي .
أكملت الإجابة على الامتحان ، ولملمت أوراقي ، وتوجهت خارجا ، لأجدها قبالتي ، عند الباب :
ـ ديمي .. ماذا تفعلين هنا ..؟
ـ كنت انتظرك لقد ..
قاطعتها :
ـ تريدين القلم ..؟
ـ هل أنت جاد ... لا تكن سخيفا لقد قلقت عليك ، ماذا صنعت في الامتحان ..؟
ـ أظن الأمور على ما يرام ،
ـ ماذا ستفعل الآن ..؟
ـ سأعطى أوراق الامتحان للسكرتيرة ..
ـ و بعد ذلك ..؟
ـ سأذهب إلى البيت لاستريح ، ثم أذاكر لامتحان أخر لدى بعد غد ..
ـ هل لديك بعض الدقائق لنتحدث عن أشياء سبق وسألتك عنها ..؟
ـ لا .. لا أظن أني أستطيع ألان ..
تبادلنا النظرات ، ورأيت في عينيها رجاء ..
ـ آمل أن تتفهمي وضعي ..؟
لم ترد علي .. واستمرت تنظر إلى ، وفي يدها إصبع شوكولاته ، فمدته لي ، فقلت :
ـ شكرا لا أستطيع أن أكله ..
ـ لانه مني ..؟
ـ لا .. ولكنني صائم اليوم ... عفوا لابد أن أذهب الآن ..
وانصرفت .. و حينما سرت بضع خطوات نادتني قائلة :
ـ مصعب .. هل أستطيع أن أسألك سؤالا ..؟
التفت ، وكانت واقفة في مكانها .. تقلب إصبع الشوكولاته في يدها ، بشيء من القلق ..
قلت :
ـ ماذا ..؟
ـ هل حقا يهمك أمري .. أقصد هل يهمك أن أعرف الحقيقة عن الإسلام .. أو جزء من الحقيقة ..؟
فاجأني السؤال ، وشعرت بقلبي ينقبض من الألم . هل أنا أسأت التقدير في تعاملي معها ، وتوهمت أشياء لم تكن موجودة إلا في خيالي ..؟
لم يكن لدي وقت لأناقشها ، تقدمت نحوها ، وقلت :
ـ اليوم الاثنين ، وبعد غد الأربعاء لدي امتحان في المساء .. يوم الخميس سأكون حرا من أي ارتباط .
ـ حسنا .. نلتقي الخميس ، في نفس الوقت ، ونفس المكان ...
ـ أي مكان ، وأي وقت تقصدين ..؟
ـ الساعة السابعة مساء .. في (الكيف دوماسيه) ..
ـ لا بأس ..
ثم سحبت إصبع الشوكولاته من يدها ، وأضفت :
ـ سآخذ هذا وآكله .. حينما أفطر بعد مغيب الشمس ..
ما كدت أنهي كلامي ، حتى اكتسحت وجهها موجه من السعادة ، وانشق ثغرها عن ابتسامة رضا ، تدفقت من بين ثناياها ، مثل جدول ماء صغير ينساب من بين حصيات مرمر...
و لم تعلق بشيء ..
ـ مع السلامة ..
قلت لها .. ثم استدرت منصرفا ..





............
مازلنا..نقرأ.

أسمى
07-15-2008, 02:48 PM
...... ......


بعد أن صليت فجر يوم الخميس ، نمت إلى حدود الساعة العاشرة . منذ اشهر لم أنم إلى هذا الوقت ، بسبب ضغط الدراسة . قررت ايضا أن اطبخ لي فطورا ، وهو ما لم افعله طول الفترة الماضية ، إذ اكتفى بالمربيات ، و الأجبان ، والبيض المسلوق .
سأصنع فطورا له مذاق خاص ، (بيض شكشوكة) . هذا أول شيء تعلمته شقيقتي حصة ، وعلمتني إياه ، حينما عزمت على السفر للدراسة .
حصة تصغرني بعامين ، وقبل سنتين وبينما كنت في زيارة الأهل ، أشفقت على والدتي ، لما علمت أن كل أكلي تقريبا من المطاعم ، لأني لا أجد الوقت الكافي للطبخ . حصة اقترحت حلا للمشكلة ، أن أتزوج . ومضت خطوة إلى الأمام في هذا المشروع ، حينما تكفلت باختيار الفتاة المناسبة .
انشغلت بترتيب بيتي عامة النهار . لقد انقلب البيت رأسا على عقب ، بسبب حالة الطوارئ التي فرضتها الامتحانات . لقد بدأ الموعد مع ديمي يقترب ، و صرت أشعر بالتوتر . انطلقت بسيارتي ، و وصلت إلى مركز ((رينبو كلر مول)) ، قبل السابعة بقليل ، لأقابل ديمي صدفة عند مدخله 0 ركبنا المصعد إلى الدور الاول ، وحينما دخلنا (الكيف دو ماسيه) ، خيل إلى أني أدخله لأول مرة . في المرة الماضية لم ألاحظ فخامة الأثاث ، وتناسق الألوان . هناك أيضا موسيقى .. تدندن بصوت خافت . شعرت بانقباض ، المكان حالم جدا ، وهو أليق بتناجي العشاق ، منه بالدعوة إلى الله ، قلت بتوتر :
ـ المكان غير مناسب ..
ـ لماذا .. ؟
ـ موسيقى وأضواء خافته ، نحن لم نأت لنتحدث عن (روميو وجوليت) ..
شعرت بالحرج وقالت :
ـ ماذا تقترح ..؟
ـ نغير المكان ..
ـ هل كنت ترى أن نذهب إلى مكدونالدز ، وغيره من الأماكن المشابهة ، حيث يتجمع ذلك النوع من الشباب والبنات الذي تعرفه ..؟
لم أرد .. فأضافت :
ـ ما رأيك أن نذهب إلى منزلي ..؟
فقلت بسرعة :
ـ لا .. لا ..
قالت :
ـ منزلك ..
ـ غير مناسب ..
لقد أحرجتني جدا ولم تترك لي الخيار ، وبقيت لحظات مترددا ، ثم قلت :
ـ لا أريد الموسيقى ..
توجهت إلى مدير المحل ، وتحدثت معه قليلا ، ثم عادت وعلى وجهها ابتسامة ، وقالت :
ـ لن يكون هناك موسيقى ..
قادنا أحد العاملين في المقهى إلى ركن هادي ، وبدون موسيقى ..
ـ كيف .. ؟
.. سألتها ..
ـ انهم يتحكمون بالتوزيع الصوتي .
أخذنا أماكننا ، وتبادلنا الحديث بسرعة عن الامتحان ، حتى جاءت القهوة ، رشفت شيئا من قهوتي ، وسألتها :
ـ هل هناك شئ محدد تودين السؤال عنه ..؟
أصلحت من جلستها وقالت :
ـ لعلك تذكر أني سألتك من قبل عن شيئين ، أحدهما كان التسامح ، والآخر الحب .. وهو الذي لم تتح لنا الفرصة لنتحدث عنه .. أنا أعني كيف ينظر الإسلام إلى الحب ..؟
لم أدر بما أجيبها .. لكني أذكر أني بدأت هكذا :
ـ لم يعل الإسلام شيئا مثلما أعلى من شأن الحب ، حتى أنه ربطه بالرب سبحانه وتعالى وجعل الله عز وجل ، هو الغاية التي ينتهي إليها الحب ، أيا كان نوعه . الإسلام حينما فعل ذلك ، أراد أن يجرد الحب من كل رباط محسوس ، ومن كل رغبة ، أو شهوة بشرية آنية ، تتلاشى لحظة تحققها ، ليجعله متصلا بالله مباشرة . فالحب فيه سبحانه ، أسمى درجات الحب ، ولا يتحقق إيمان بشر ، إذا لم يحب الله والرسول صلى الله وعليه وسلم ، ولا يتحقق إيمانه .ز كاملا ، إذا لم يحب لأخيه المسلم ، ما يحب لنفسه .
لقد صار كل حب في الإسلام ، غايته الحب في الله . وحينما يؤكد الإسلام على هذا الجانب ، فإنه يهدف إلى تجاوز المادي إلى الروحاني .. و الأرضي إلى العلوي السماوي .
كيف ... قد تسألينني ..؟
إن المادي والأرضي ينتهيان إلى الفناء ، أما الروحاني والعلوي فمصيرهما الخلود . أليس الزواج بين رجل و امرأة هو نتيجة حب ، بشكل من الأشكال . تأملي كيف ينظر الإسلام لأنواع الحب التي تؤدي إلى نشوء علاقة بين رجل و امرأة ، تقود إلى الزواج . المال أولا ، ثم الجمال ، (أي ميزات الجسد ) ، ثم المكانة الاجتماعية . وأخيرا الدين .. بما يعني من تمثل لكافة القيم العليا ، التي جاء بها الإسلام ، وفي مقدمها ، حب الله سبحانه ، من خلال تنزيهه بالتوحيد ، وأن لا يشرك معه أحدا . الإسلام يثمن عاليا الحب الأخير ، لأن غايته الله سبحانه ،و ينعي على الفرد تطلعه للأنواع الأخرى . الأنواع الأخرى .. مادية .. زائلة .. مصيرها إلى الفناء : المال يفنى ، والجسد يبلى ، والمكانة الاجتماعية تزول .
لأن الحب طبيعته هكذا ، فإنه يقاوم عوامل الفناء ، بل هو يتجدد باستمرار .. إنه يستمد حياته من الذات العليا ، التي هي مصدر الخلود . إن من طبيعة المادي أنك حينما تمتلكه تزهد فيه ، لأنه يفتقد لخاصية التجدد والتسامي ، التي يملكها الروحاني . أضرب لك مثالا : ألسنا نشتهي الطعام اللذيذ ، وحينما نملكه .. نمله ونزهد فيه . السنا نعشق الجمال ، فإذا ما أدركناه تطلعنا لآخر غيره .
انظري .. حسن التعامل ، الأدب ، الأخلاق ، الرحمة ، التعاون . ألسنا إذا ما وجدناها في إنسان تعلقنا به ، و كلما أزداد تمثلا لهذه الخصال ، زاد تمسكنا به . الإسلام تعامل مع هذين النوعين .. المادي و الروحاني ، على أساس من قدرة كل نوع على منح السعادة ، لأكبر عدد ممكن من الناس ولأطول مدة ممكنة .
الجمال مثلا ، يمكن أن يمنح السعادة والمتعة لشخص واحد فقط ، هو ذلك الذي يباشر الجمال .. بطبيعته المحسوسة ، بشكل أولى ، ولمدة محدودة ، هي الفترة الزمنية التي يكون فيها محتويا على عنصر الحياة والحيوية ، قبل أن تأتي على نضارته عوامل الزمن . بل إن الطبيعة المادية المحسوسة له ، تجعل الاستمتاع به ، مرهون بلحظة المباشرة ، أو اللذة الآنية .
على الجانب الأخر ، خذي الأخلاق كمعادل لجمال الروح ، بما تحويه من رحمة ، وعطف ، وتعاون ، وأدب ، وغيرها من الخصال الحميدة . كم من الناس تمنحهم السعادة ، دون أن يكون لعامل الزمن أثر على امتدادها في عمق الزمان ، أو يمنع من شمولها و تمددها عائق المكان . الحب من هذا النوع يتجاوز الجسد .. ليعانق الروح في افقها السرمدي .
جمال الروح يمكن أن يوجد في الرجل ، وفي المرأة ، وفي الأبيض و الأسود ، والشيخ والطفل . أما الجمال المادي .. في الجسد ، المحسوس .. فلا . إنه امتياز خاص ، لفئة محدودة من الناس اختارها الله ، لحكمة يعلمها هو سبحانه . الحب على أساس من الروح يا ديمي ، يفتح المجال واسعا للترقي في مدارج الكمال ، فارتباط الروح بالذات العليا ، يمنحها القدرة على الإبداع والتسامي .. والزيادة . فنحن نستطيع أن نكون اكثر رحمة ، وأكثر عطفا ، وأكثر تسامحا ، مرة بعد مرة ، مدفوعين بالحب الأسمى .. حبه سبحانه وتعالى . لكننا لا نستطيع أن نكون أجمل ، و أجسامنا لن تكون اكثر نضارة ، و أنفاسنا لن تكون أطيب رائحة .. في كل مرة ، لأن الجسد مرتبط بالأرضي ، الفاني .
جدير بحب كهذا يا ديمي ... أن يؤول للزوال .
أظن أني قلت هذا الكلام ، وأشياء أخرى . المؤكد أن الذي كان يتكلم ليس لساني فقط ، بل جوارحي كلها 0 لا أدرى كم كوبا من القهوة شربت وأنا أتكلم . كنت أنظر في وجه ديمي ، بين وقت وآخر ، فأحس إنها معي بكل جوارحها . بل كانت نظراتها .. يخيل إلي ، أنها تحاول أن تنفذ إلى أعماقي . كنت شابكا كفي لبعضهما ، ويداي ممددتان على الطاولة أمامي حانيا رأسي ، حينما سمعتها ، تقول بصوت واهي النبرات :
ـ هذا أجمل شئ سمعته في حياتي ..
استغرقتني لحظات تفكير ، لم انتبه خلالها إلا وكفاها تطبقان بهدوء على كفي .. شعرت بخدر يسري في أوصالي ، ودفء يجتاحني ، حتى أحسست ذلك في حرارة أنفاسي . لوهلة استسلمت دون مقاومة لهذا الوضع . في قرارة نفسي ، كنت أشعر بعطش شديد .. لشيء لا أدري ما هو . ربما السكينة والهدوء .. والكف الذي استريح عليه .
هل المرأة تملك كل هذه القدرة على التوغل في الأعماق . أم هذا شئ خاص بها وحدها ..؟ كنت في حالة استكانة تامة حين سمعتها تناديني :
ـ مصعب هل أنت بخير ..؟
رفعت رأسي ، وتأملت وجهها الذي يضج أنوثة وفتنة ، وأبصرت يدي بين يديها . يا إلهي
ماذا صنعت .. ؟ وتذكرت خالد وبكاؤه .. ودوت كلماته بعنف في :
" من استشعر الموقف هان في عينيه كل شئ " .
أحسست كأنما تيارا كهربائيا يسرى في جسدي ، ويهزني بعنف ، فسحبت يدي بسرعة فضربت كوب القهوة ، فاندلقت القهوة الحارة علي ، وصرخت من شدة الألم ، فانفعلت هي وصرخت كذلك ، وهي تصيح :
ـ أنا آسفة .. أنا آسفة ..
أسرع عامل المقهى باتجاهنا ، إثر سماع الأصوات ، وقام بمساعدتي في تنظيف ملابسي ، واحضر لي مرهما لعمل إسعافات أولية . كان واضحا أني احتاج إلى علاج عاجل ، لذلك نصحنا بالذهاب إلى المستشفى بسرعة . أصرت أن تأخذني بسيارتها إلى المستشفى . في الطريق .. ظلت تبكي ، وتعتذر أنها لم تقصد .
أجريت الإسعافات اللازمة ، وعدنا إلى سيارتي ، بناء على طلبي ، رغم أنها كانت لا ترى أن أقود السيارة بنفسي . تأكدت الآن أني مصاب منها ، ليس في يدي ، ولكن في قلبي . لم أتحرك حينما انحنت لترخى رباط يدي ، فلامس شعرها وجهي . لقد فعلت تلك اللمسة فعل السم في جسدي ، أنا الآن ضعيف المقاومة .. أنا الآن في خطر ...... تتبع.

أسمى
07-15-2008, 02:51 PM
.......... ..........





افترقنا بعد أن وعدتها أن أتصل بها ، لأطمئنها على حالتي الصحية . قالت ، وهي تمسك بيدي ، لتساعدني على ركوب السيارة :
ـ ساكون قلقة إن لم تفعل .. لابد أن تتصل بي ..
لم أبد مقاومة تذكر .. بل لم أبد أية مقاومة ، وهي تضع يدها على جبيني ، و تؤكد علي ، بنظرات ملؤها الرجاء ، أن لا أنسى الاتصال بها ...
توجهت إلى بيتي ، وصرت أتأمل النهاية التي انتهت إليها علاقتي مع هذه الفتاة . تذكرتها وهي تبكي ، ونحن في طريقنا إلى المستشفى . كانت تقول : " لن أسامح نفسي إن أصابك أذى" .. و كررت أكثر من مرة عبارة : " أنا أحبك ، ولم اقصد أن أؤذيك" .. كانت هذه الكلمات تنغرس في وجداني عميقا .
بدأت الأفكار السيئة تراودني ، أثار لمسة كفيها ما زال يسرى نبضها في سائر جسدي
. نعومة راحتيها ، ودفئهما .. لم تفارقا خيالي إلى الآن ..شعرها يتراءى لي كسبائك من ذهب . حينما وصلت إلى باب شقتي كرهت الدخول ، ولمت نفسي أن رفضت عرضها ، بأن تأتي معي لتطمئن علي . دخلت المنزل وإذا بالهاتف يرن ، لا أتوقع أحدا معينا ، رفعت السماعة ، جاءني صوته من الطرف الثاني هادئا ، رخيما ، حزينا :
ـ السلام عليكم .. كيف حالك ..؟
ـ من .. خالد ، أهلا بهذا الصوت ..
ـ رأيت فيك رؤيا البارحة .. فقلقت عليك ..
شعرت بانقباض وقلت :
ـ خيرا إن شاء الله ..؟
ـ خير ..
قص علي الرؤيا .. ثم سألته :
ـ وماذا عبرتها ..؟
ـ تنجو من فتنة ..
و أضاف :
ـ هل تتعرض لمشكلة في الوقت الراهن ..؟
أحسست بالخوف وقلت بسرعة :
ـ من أي نوع .. ؟ لا .. لا .. أبدا والحمد لله ..
ودعني و دعا لي . إنه رجل ملهم .. ينظر بنور الله . ظلت عبارته : تنجو من فتنة .. تتردد في ذهني مرة بعد أخرى . هذه بشارة .. قلت في نفسي : اللهم نجني .
مر علي يومان لم أغادر فيها البيت ، خشية أن يسألني الاخوة عن سبب الإصابة في يدي . تخلفت عن صلاة الجماعة .. واشعر بالذنب لذلك . لم أتصل بديمي كما وعدتها ، رغم أني أفكر بها معظم الوقت ... تناقض لم استطع أن أحله .
كيف انعتق من هذه الدوامة ..؟ سألت نفسي . بدأت أفكر بالاتصال بها ، حتى لا أعطي صورة سيئة عن الإسلام .. هكذا زعمت لنفسي . ماذا لو قالت سآتيك ..؟ بدأت تلح علي الفكرة .. أن أكلمها .. وكدت استسلم لها ، ثم وجدت أنى إن بقيت في شقتي فإني حتما سأتصل بها ، ولن أمانع أن تأتي عندي . ثم ..؟ آه .. هذا هو السؤال ..
وصل الصراع في نفسي إلى أقصاه ، فقررت أن أخرج . قلت ، أذهب إلى المركز الإسلامي ، فقطعا سأجد بعض الاخوة ، وهناك ، سأتسلى بهم ، وأظل بعيدا ، حتى لا أقع ضحية لتداعيات النفس الآثمة .. الأمارة بالسوء ..
خرجت ، وحينما كنت أهم بركوب سيارتي ، سمعت صوتا يناديني ، فالتفت إلى مصدر الصوت كالملدوغ ...
ـ يا الهي إنها هي .. كيف عرفت مكاني ..؟
شعرت بقلبي يهبط إلى قاع أحشائي ، وهي تنزل من سيارتها متجهة نحوي ، تتلفع بجاكيت خفيف تتقي به برد ديسمبر القارس .. قالت :
ـ انت تسكن هنا ..؟
تلعثمت ولم أشأ أن أكذب ، وقلت :
ـ نعم .. كيف وصلت إلى هنا ..؟
ـ جئت لزيارة صديقة لي تقيم في نفس البناية .. ويبدو أن أمرا طارئا حدث ، فاضطرها للخروج ، فتركت لي ملاحظة على باب منزلها تخبرني فيها إنها ستعود بعد ثلاثين دقيقة .. وأنا كما ترى ، انتظر عودتها في هذا البرد القارس .
قالت عبارتها الأخيرة ، وهي ترمقني باستعطاف ، فأدركت انها تريد ملجأ من البرد ، ريثما تعود صاحبتها . ران بيتنا صمت ، لم أدر كيف اقطعه ، وكنت خلالها أقلب أفكارا كثيرة ، معظمها سيء . و رغم أني ملتحف بمعطف ثقيل ، فقد شعرت ببرودة تدب في جسمي ، ولم يحل الطقس البارد جدا ، دون تقافز حبات من العرق على جبيني . كنت انظر إليها تتأملني أتصبب عرقا في هذا البرد ، وهي تنكمش من شدته .. فبادرتني قائلة :
ـ أنا آسفة .. أنت خارج ، وأنا قد أخرتك .. معذرة على هذه البلادة ..
كان وجهها أصفر شاحبا من شدة البرد .. قلت لها :
ـ لا .. أبدا ، ليس هناك شئ مهم ..! لم لا تنتظرين عندي في شقتي ، إلى حين عودة صاحبتك ، ونتناول خلال ذلك قهوة تشيع الدفء في أطرافنا التي تكاد تنكسر من هذا الزمهرير ..؟
لم أكد أقول ذلك حتى تدفق الدم في وجهها الشاحب ، فاستعاد نضارته ، وقالت :
ـ أنا أشعر بامتنان عظيم للطفك الكبير .. كما أنني متلهفة لاستكمال نقاشنا السابق .. ثم أضافت .. وأستطيع أن ألغي موعدي مع صديقتي .. إذا تطلب الأمر ذلك .
إنها دعوة مفتوحة بلا جدال .. حدثت نفسي ، وأنا انصرف وإياها راجعين باتجاه شقتي ، التي لم تكن تبعد سوى خمسين خطوة عن موقف السيارات . داخلني هم كبير ، وزاد خفقان قلبي ، وكنت خلال ذلك في صراع نفسي عظيم ، جعلني في شغل عن حديثها الذي لا أدري ما كنهه .
تقول لي نفسي : أليس هذا ما تريد .. أليس هذا ما كان حديث نفسك ، خلال اليومين الماضين ..؟ هاهي قد جاءتك تسعى على قدميها .. أنت لم تذهب إليها ، بل أنت لم تدعها .. إنها فرصة ، والله غفور رحيم . اجلس معها ، وإن جاء العرض منها فليس ذنبك ، أنت قد قاومت و ابن آدم ضعيف ، والله سيعذرك ...!
ويجيء صوت الضمير الحي : حذار فهذا هو البلاء العظيم .. أين الخوف من الله .. أين الدعوة إلى الله ..؟ كيف إذا جيء بك يوم القيامة ، ورفعت على رؤوس الأشهاد ، وقيل من هذا .. فتطاولت أعناق من قد يكون عرفك في هذه الدنيا فيقولون : هذا نعرفه .. هذا الداعية إلى الله مصعب . فيقال : لا .. هذا الزاني مصعب . يا إلهي أنت أرحم بي أن أصير إلى هذا المصير .
كنا في منتصف الدرج على بعد خطوات من باب شقتي ، حين تعثرت وسقطت ، لشدة الاضطراب الذي انتابني ، بسبب الصراع الداخلي العنيف . ساعدتني على النهوض .. كنت شاحبا ، غاض الدم في وجهي ، أتصبب عرقا ، وأطرافي ترتجف ، قالت لي :
ـ أنت متعب بجد ..؟
ـ نوعا ما .. ديمي أنا لا أستطيع أن أبقى معك .. أنا مرتبط ، ولا بد أن أذهب ..
شعرت بالخجل ، وقالت :
ـ لقد احسست بأني أحرجتك .. كم أنا غبية ، أنا اسفة جدا ، سأذهب 0
ـ لا .. لن تذهبي ، بل ابق وانتظري صديقتك في منزلي ، واعتبري نفسك في بيتك .. اصنعي لنفسك قهوة .. وإن كنت جائعة ، ورغبت في الأكل ، فلا تترددي .. فالثلاجة ، والمطبخ تحت تصرفك .. وإذا خرجت تأكدي من أن الباب مغلق ، وضعي المفتاح في صندوق البريد رقم 7 في المدخل الرئيسي للبناية ..
قالت وفي عينيها علامات استفهام كثيرة :
ـ هل أنت متأكد ..؟
هززت رأسي موافقا ..
عادت لتسألني :
ـ هل تحتاج إلى مساعدة .. هل تستطيع أن تقود السيارة بنفسك .. ؟
ـ نعم ..
هل أنت متأكد بأنك ستكون بخير .. ؟
ـ نعم .. ثم أضفت في سري .. " إذا كنت بعيدا عنك " 0
أمسكت يدي بيديها ، و دمعتان حائرتان في عينيها ، و قالت :
ـ مصعب أنا أحبك ..
تسمرت عيناي في وجهها الطفولي ، و الألم يفتك بقلبي .. و قلت :
ـ و أنا كذلك .. لكني يجب أن أذهب ..
سحبت يدي من يديها ، و انحدرت مع الدرج ،و حينما حانت مني إلتفاتة ، و أنا في آخر الدرج ،كانت ما زالت هناك ... الدمعتان من خلفهما عيناها الزرقاوان ، بدتا كموجتين انكسرتا على شاطئ لازوردي ...
و أنا ..
مثل صياد أدركه الغروب ..
على شاطئ موحش ..
شباكه فارغة ..
قلبه فارغ ..
إلا من رحمة الله ...
.




انتهت.


..
شكراً عبدالعزيز/أن أتحت لي عرض القصة المحببة إلي.
وأكرر عُذراً على الإطالة.

فقـد
07-15-2008, 08:38 PM
أحياناً
للكاتب الصديق/ إبراهيم الزنيدي



من الجميل أن تعود .. أياً كانت " عودتك " وحتى وإن كانت خائبة بعنف .. أحياناً من الجميل أن تضحك ببلادة أمام كل شيء .. من الجميل إلا تبالي بشيء .. أن تضحك من كل قلبك فقط لأنك " تستطيع " .. من الجميل أحياناً أن تكون مستحيلاً على الألم حد الجنون ..
أحياناً لا يقارن أي شيء مهما كان براقاً وجميلاً أمام لحظة تبكي فيها من كل قلبك لله.. تخبره بكل شيء وتبكي كالطفل .. بعدها يتحول كل شيء لحقيقة ..
حقيقة تحارب من أجلها بكل أجزائك الصغيرة المحطمة..

أحياناً يكون كل شيء مؤقت بحجة بعض " الأحيان " .. أحياناً أدرك أن كل شيء أقابله ليس أي شيء مما سأقابله .. أحياناً أتمنى أن أتوقف عن كوني " أنا " لأنظر للعالم بشكل مختلف .. أحياناً أتمنى ألاّ يأت الغد غداً فقط ليصبح الماضي شيئاً يستحق النظر .. أما الآن حيث لا شيء يصمد أمام منظومة الحاضر المتسلسلة بشكل مريب ما بين الأمس والغد سأوجه كل ما أملك صوب الشمس لأصرخ وعيني مغمورتين بالضوء..

أتخيل لو صنعت مكوكاً أضع به كل حكام العالم وعسكرهم فيه وأطلقه في الفضاء الخارجي .. وأتمنى من أعماق قلبي ألاّ يهبط مكوكهم على كوكب صديق .. حينها لا أدي إن أصبح كل شيء على الأرض منطقي .. ولكني سأحاول كمدير للعالم حل كل مشاكل العالم مع كوب قهوة وربما سيجارة من النوع المضروب سيكولوجياً .. ولكن الحياة الآن معقدة ومليئة بالملاعين .. لا أدري لمَ الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على أن يكون لعيناً جداً دون غيره من المخلوقات .. لا أدري لعل كل المخلوقات لعينة جداً مثل الإنسان .. لعل الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على ألاّ يكون لعيناً جداً .. لعل سقراط كان يفكر بهذا حين أصبح يعرف بأنه لا يعرف ..

ولكن ماذا لو حلت كل مشاكل العالم .. ماذا لو انتهت كل الصراعات وأصبح كل البشر بكل مكان "كويسين " جداً.. ستصبح الحياة غير منطقية بتاتاً البتة مطلقاً لنصف سكان الكوكب .. لذا سيفكر هذا النصف بأي حكاية تبرر وجوده .. ثم سيحارب النصف الآخر الذي يختلف معه بتلك الحكاية التي يبرر بها وجوده .. الأمر مبرر جداً حين أراقب مجموعة من الحشرات المتشابهة تتصارع بشكل جماعات .. ولكني لا أجد أي مبرر حين أشاهد الحروب .. حين أدرك بأننا في النهاية لا نختلف كثيراً مع الحشرات .. إن الحل النهائي أن أصنع مكوكاً هائلاً لكل عرق وطائفة في العالم وأرسلهم كلهم في الفضاء الخارجي لتعيش كل جماعة في كوكب مستقل ولا يعرفون أبداً أماكن كواكب الجماعات الأخرى .. حينها لا أدري إن كانت الحياة ستكون منطقية لهم بشكل متشابه.. لعل نصفهم سيجد حكاية يبرر بها سبب إرسالهم لهذا الكوكب ليحارب من أجلها النصف الآخر..!!

لا شيء يصبح منطقي حين تستخدم كل الخلايا الصغيرة التي تملكها لتبرر بها هذا التلاصق الذي يكونك داخل ذاك السؤال العميق الذي يدور بداخلك وكأنه إعصار كوني لا يتوقف إلا بالوفاة.. في النهاية سيظل كل شيء على ماهو عليه .. لن تنتهي الحروب أبداً .. ولن يصبح الإنسان شيئاً آخر غير حكاية صراع يبرر بها وجوده..
حين أدرك أني لا أعرف أي شيء مهما كان بسيطاً أشعر بخوف عظيم يجعلني أنظر إلى السماء لأملئ قلبي بالله كي لا أصبح مجرد تابع صغير لحجة شيطانية تجعلني أحاول قتل الحق لأثبت أنه مثلي " يموت "..

حقاً أحياناً من الجميل أن تعود لتكتفي بكونك أنت من جديد ..

عبدالعزيز رشيد
07-16-2008, 04:10 PM
سعد الوهابي
إضافتك أنيقة فعلا!, أعجبتني كثيرا لـ درجة أن اسم صاحبهايلمع أمام عيني

العنود
أشكر إضافتك ومتابتعك منحتِ المكان المزيد من الانسجام الحرفي

قيد من ورد
ّبـ قدر ماكان الاختيار مطوّلا كان جميلا ويحمل الكثير من الاشراقات الجميلة ,شاكر لك اهتمامك

فقد
أشكر واضافتك التي طُبِعت بطابع الروعة من فكرتها لكتابتها

تحيّاتي لكم
ولـ مساحات القراءة التي منحتموها للمكان
(:

صُبـــح
07-16-2008, 10:08 PM
لـ الكاتبة الرائعة سارة مطر ...


لا أشبه أي سمكة..

ولكني أشعر بأني في الأصل كنت سمكة، ربما لهذا قررت أن أفر من جلدي، إلى أقرب جزيرة لأقضي بها خمسة أيام، وأتحول فيها إلى سمكة..

لا أشبه الأسماك.. رغم إني حينما غطست في المحيط الهندي.. شعرت بأني كنت في الأصل سمكة.

الأمور تغادرني إلى حيث أريد أحياناً، وإلى حيث لا أريد، عشت حياتي كلها، وأنا ألتهم سارة كقطعة جاتوة محلاة بالسكر والفراولة، وفجأة وجدتني أكبر، حتى لم أعد أهتم بأن أطلب الأذن في أن أحب، وأن أخاف حينما تأتي دورتي الشهرية فجأة، وأعجز عن لبس الكعب، كي أطول شبرين، وحينما تعجز المرأة عن لبس الكعب، إذا فهناك ما يشغلها، كانت أشياء كثيرة تجعلني أنطلق صوب الخيمة، القبيلة، حصان ابن الجيران الذي رسمه بقدمين فقط، صوت أمي الذي يخرج من جميع جهات المطبخ، الياسمين الذي لم يزهر بعد في الحديقة، همهمات الخادمات الثلاث، القط الذي فر من البيت ولم يعد، المذياع الذي تحول إلى ديكور في مكتبي الجديد، حينما اشتريته خلت أنني سألتقط صوراً عشر، واحده وأنا أضع أذني الصغيرة عليه، والأخرى وأنا أتلمس بأطراف أصابعي أزاريره السوداء، ولكن بعد عشرة أيام لم ألتقط الصور العشر، ولم أعد أتنبه في الأصل لوجوده في مكتبي، وكنت أنظر إليه وكأني لا أرى شيئاً، الأشياء الكثيرة تجعلنا نصاب بالعمى المؤقت.



وأنا لا أشبه الأسماك.. وإن كنت أريد ذلك..



لماذا لم أعد أرتدي الكعب، لأني لم أعد أرغب إلا بالركض، كيف لي أن أتمهل وأجواء عملي، تجعلني أتنافس حتى مع هواء صدري، وبت لا أرغب في العمل كما كنت أريد وأظن، المنافسة تتحول أحياناً إلى عداء قاتل، وهو ما دعاني لأن أريد أن أتحول إلى سمكة.. تقول أمي أن الأسماك لطيفة، ويمكن لأصغر سمكة أن تدافع عن نفسها أمام قرش، ووجدتني أجد القروش الكثيرة في عملي، قرش أبيض وأصفر وأزرق، لذا حاولت أن ارسم على جدران المكتب صورة لنيمو، ولم يعرفه أحد، وحدي أنا الذي أعرفه فقد خذله والده، كما فعل معي والدي في بعض من أيام حياتي، لم يكن يرى نيمو في والده، الرغبة في أن ينطلق صوب محيطاً آخر، وحياة أخرى، أنا أشبه نيمو، لهذا غادرت وطني، غادرت والدي، وفررت من الحب الذي يطوقني من والدتي، مللت الحب، مللت من هدوء والدي، ومن أني لم أعد أستطيع أن ألبس الكعب مرة أخرى!



سؤال ..هل رأيت في حياتك سمكة ترتدي كعباً زجاجياً؟!



في المحيط الهندي، كنت ألوح بتجربة حياتي، أخذتها معي، رغم أني كنت لا أريد ذلك، فكرت إنني حينما أهرب، سأهرب من عزيز ومن سارة، ومن القصص التي تجعلنا لا نشبه أنفسنا، وأنا حينما أردت أن أكون "نيمو" آخر، كان عليّ أن أجد أسماكاً أخرى، تنسى سريعاً كما كانت تلك السمكة التي قتلتني من الضحك، كنت أريد أن أنسى كل شيء، كان قادراً على أن يجعلني لا أعرف إذا ما حدث لي، كان عبارة من مشهد حب حقيقي، أم مشهد قرر أن يتخلص من نبوءاتي ووشوشات الأيام التي أحلم بأن تكون هي التالية.

ويوم الأربعاء الماضي حينما اجتمعت برفقة محمد، تدافعت وتيرة حياتي إلى شيء آخر، تذكرت أخي الصغير الذي ينظر إلي الآن بطريقة مختلفة، اكرهها ولا يمكن أن تعجبني، وهو الذي وضع صورتي على شاشة جهازه قبل أن يغادرنا إلى لندن، لا أعرف مالذي دفعني تلك الليلة لأن اعبث في جهازه، بينما هو يتلقى القبلات من أصدقائه الصغار، فقد كان في السادسة عشر حينما غادرنا لستة أعوام، ورأيت صورتي تتحرك عبر جهازه، وطفرت كل الدموع لأكون سمكة في تلك الليلة.

سؤالاً آخر هل الأسماك تغرق حينما تبكي؟

الجواب: نعم ..حينما تكون سارة في جزيرة مروشيوس..



ماذا كان عليه محمد الذي لم يعجبني قميصه الأسود، تنبهت إلى أن محمد يمتلك شعراً، قبل أشهر حينما التقيته لأول مرة، تصورت أنه بلا شعر، ولكن هذه المرة، كنت أنظر طويلاً إلى شعره، قص علي أنه كان يملك شعراً طويلاً يصل حتى أكتافه، وأخفيت ابتسامتي، لم أقل له، إنني لم أتصورك إلا رجلاً بلا شعر!

القمصان السوداء تضعني في ورطة التفكير، وهذا ما جعلني أتورط في أن أغدو كائناً آخر، لا يمكن له أن يرى قميص محمد، تصورت أن قميصه أبيض مثل قلبه الذي أحب، وتوجع وتألم، وظللت أنا بعدها ليومين أعيد صور محمد المختلفة، فارتديت الخميس قميصاً اسوداً، وودت لو استطعت أن أحلق شعري، لأكون هو، وأدافع عن مشاعري وقصصي التي ستكتب بشكل آخر!



ما يمكن أن يفعله الرجل حينما يخون؟

نظرت إليه، أنه يتكلم عن الخيانة، أها.. أنت تبحث عن إجابة لحياة لم تخلق لتصنع لك المعجزات، أجبته.. " أن ينسحب".. فالانسحاب من مواجهة الخيانة هي نصف الانتصار، ولكن محمد الذي عاش قصة حب مدمرة، لا يريد أن يفهم إن ما عاشه لم يكن سوى تجربة، ولم تكن شيئاً آخر، لم تكن في الأساس إلا امرأة ورجل، إذ كيف يتحول الحب إلى مشروع خيانة علني. لماذا لا يريد أن يفهم البعض أن هناك علاقة بين الحب والله، فالحب حالة من القدسية، لا يمكن أن أقول أنا أحب، ويمكن لي أن أخون، الحب حالة من التفرد والتميز، ولكن ما دخل الأسماك في محمد، هل كان محمد في الأصل قرش أزرق، لم يكن محمد سوى محب لم يستوعب فكرة أن تتهاوى الصورمن أمامه، ولكنها تهاوت، ويريد أن يعود، أنه يرغب في العودة إلى اللعنة، لا يريد أن ينظر إلى شباك المقهى ليكتشف أن هناك سموات أخرى، وقصص في انتظاره، أنه كما الرجل الذي يسعى إلى مصالحة مع العدم، أشبه بحامل بوصلة عاطلة، ستقوده إلى عدمه، وهو يظن أن بوصلته لا ترشده إلا إليها، يحن إليها كثيراً، وتساءلت وأنا أشرب الشاي أمامه، دون أن أبوح له، كيف يحّن أحداً إلى أن يستنشق هواءً ملوثاً، وطناً جلادا،ً قارة شقية لا تمطر ولا تعشق الرقص أو الليل، وهو بوسعه أن يطوف البراري، ويصبح الصياد دائماً!

حينما غادرت محمد، كنت أريد أن أقص له قصة المحيط الهندي، والسمكة، وأمي، والحذاء ذو الكعب العالي، وإن خارج كل قصصنا تبدأ حيوات أخرى، لم أنام تلك الليلة، لأني فكرت طويلاً فيه، وفي الحب، واللعنات التي ينصبها من يشاركوننا حياتنا، ولأن المغنية المغربية الصغيرة"Nabila Moan" التي ترتدي فستاناً ابيضاً بلا أكمام، تغني وهي تحتاج إلى تقويم أسنانها الأمامية، ولكن صوتها الرطب يرن في رأسي، "لك يا .. الدنيا مرة عليك ومره علي، ساعة تآخذ وساعة تعطيك.. ما تخلي الهموم تضير بيك، عيشها بإحساس"..


أمي تقول إن الأسماك الصغيرة يمكن لها أن تأكل الحيتان إن أرادت.. ومحمد هو الحوت الذي لا يريد أن يأكل الأسماك.. لأنها صغيرة .. صغيرة فقط!


محمد كن دائماً بخير.. واحد.. اثنان..الحياة خارج مدفأة قلبك رائعة..

:)

عبد العزيز تميزنا من تميزك .. كل الشكر

د. منال عبدالرحمن
07-17-2008, 10:10 AM
التفاحة التي هوت من تاريخ اغلقه الغياب بقلم الأستاذ حيدر الاديب


الشجرة التي
تتعاطى العصافير على شاكلتي
اطلقوا عليها الخريف
غيروا اسمها
نفوا ثمرها
ونقلوا جذورها الى تواريخ ملثمة
وسيرت عصافيرها سبايا
لتؤرخ اهزوجة المتاه المقيم
بأجنحة مكسرة
ها وقد شرعوا يلعنون التفاح
على مرأى شهيته
هل يغير التفاح نكهته تحت التعذيب ؟ !
للخدين شكله
للشفتين طعمه
ورائحته في امزجة الانبياء تفوح
هل كنت تفاحتي
احتاج يدا ثالثة
كي تكونين ملىء الروح
فيدي الاولى مشغولة ابدا
برسم (كيف انا)
والاخرى مبسوطة ابدا
تنفق ذاك الانا
شاخت روايتي
ولم تشيخ حكمتي
فمن مثلي وقد لازمني
سكران
واحد حيث فمك ملىء فمي
واخر مدخر لاابوح به
ذاك عرس بهي لدمي
وحيث يهبط كل الى موعده
اهبط مزدحما بي الى نفسي
انتشل الطفولة في لحظة حالمة
اشمها شما شهيا
واهوي المُ وريقاتها الذابلة
فهل من تفاحة اتزوجها
ترد ماقد فات في صفقة محكمة
اعرج اخرى الى لاادري
واهبط ثالثة الى لاادري
بينما لااملك حتى اسمي
تعبث في خرائط التفاح
المواسم اللقيطة


عبد العزيز :

ليتَ الـ شُكراً تكفي !

هـيـفـااللاّفـي
07-17-2008, 05:45 PM
,’
{..اميرة في قصرك الثلجي../ بنبض غاده السمّان/,’

أين أنت أيها الاحمق الغالي
ضيعتني لأنك أردت امتلاكي..
ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً
وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...
أين أنت
ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي..
واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري
ذات يوم..
جعلتك عطائي المقطر الحميم..
كنت تفجري الأصيل في غاب الحب..
دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة..
ذات يوم..
كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً
كلوحة من الضوء الحي..
يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون..
دونما مناقصات رسمية
أو مزادات علنية
وخارج الإطارات كلها..
لماذا أيها الأحمق الغالي
كسرت اللوحة
واستحضرت خبراء الإطارات
أنصتُ إلى اللحن نفسه
وأتذكرك..
يوم كان رأسي
طافياً فوق صدرك
وكانت اللحظة، لحظة خلود صغيرة
وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك
لا نعي معنى عبارة "ذكرى"..
كما لا يعي الطفل لحظة ولادته
موته المحتوم
ذات يوم..
حاولت ان تجعل مني
أميرة في قصرك الثلجي
لكنني فضلت أن أبقى
صعلوكة في براري حريتي..
آه أتذكرك
أتذكرك بحنين متقشف..
لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح
منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة..
لحظة ودعتك
وواعدتك كاذبة على اللقاء
وكنت أعرف انني أهجرك
لقد تدفق الزمن كالنهر
وضيعتُ طريق العودة إليك
ولكنني ما زلت أحبك بصدق
وما زلت أرفضك بصدق ..
لأعترف
أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر..
وأحسست بالغربة معك
أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر..
معك لم أحس بالأمان، ولا الألفة
معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل..
آه اين أنت
وما جدوى أن أعرف
إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى
من الكرة الأرضية..
وهل أنت سعيد
أنا لا!!
سعيدة بانتقامي منك فقط.
وهل أنت عاشق
أنا لا.
منذ هجرتك
عرفت لحظات من التحدي الحار
على تخوم الشهوة..
وهل أنت غريب
أنا نعم.
أكرر: غريبة كنت معك
وغريبة بدونك
وغريبة بك إلى الأبد.عبدالعزيز متميز
شكرا لك و عليك ..

عبدالعزيز رشيد
07-18-2008, 01:38 AM
صُبح
شكرا كثيرا على ساره التي قدّمتيها بكامل تناغمها مع ذاتها,حقّا وهبتي لنا إسما يستحقّ البحث لن انسى فضلك..تحيّتي لـ روحك

منال عبدالرحمن
لونٌ فريد وجميل يمنح المكان المزيد من الجمال شكرا لاختيارك الفريد

سحرالمسا
ومنحة مليئة بالكرم منحتيها لنا من حرف غادة السمّان..ألف شكر لك

عبدالعزيز رشيد
07-18-2008, 01:51 AM
الكاتب:السلفيّ
العنوان:رسالة إلى خادم الحرمين : أوقفوا زواج القاصرات .!




خادم الحرمين الشريفين .... رعاه الله إنَّ هذا الأمر يكاد يصل لدرجة الظاهرة في المجتمع السعودي .! هذه فتاة في عمر الزهور عمرها 15 ربيعاً تزوجت مِنْ كَهلٍ يبلغ مِنْ العمر 65 عاماً بعد أنْ دفع لوالدها مبلغ 300 الف ريال عداً ونقداً هذا عدا سيارة الـ همر .! وأخرى عمرها 17 عاماً تزوجت مِنْ رجل ثمانيني يضع قدماً في الدنياء وأخرى في الآخرة .! وذات العشرين سنة كانت مِنْ نصيب رجل في الـ سبعين مِنْ عمره .! وأبنة الـ 14 عاماً طفلة بريئة تُسمى الان " زوجة " لزوج في العقد الخامس مِنْ عمره .! خادم الحرمين هذا الزواج يقول الكثير مِنْ القضاة أنَّه جائز شرعاً لإنه تنطبق عليه شروط وأركان النكاح .! ولكن الذي أراه أنه يحرم ويحرم ويحرم عقد هذا النكاح لإنَّ هذا الزواج بهذه الطريقة يخالف تماماً ومقاصد الشريعة التي شُرِع مِنْ أجلها النكاح .! خادم الحرمين إذا كان مِنْ ضمن أحكام مشروعية الزواج هو الإعفاف فكيف ستعف تلك المسكينه نفسها وكيف ستشبع غريزتها التي فطرها الله عليها إذا كانت حياتها ستنتهي مع هولاء الذين يعيشون في الدنياء وهم مِنْ أهل الاخرة .! خادم الحرمين إذا كانت فلسفة الزواج بنص الـ قرآن أنه " مودة ورحمة " فكيف سَيجدنَّ الـ مودة والـ رحمة مع رجل يكبرهنَّ بنصف قرن على أحسن الأحوال .! خادم الحرمين إذا كان بعض الفقهاء يرون إشتراط الكفائة في النسب بين الزوجين فإنَّ إشتراط الكفائة مِنْ ناحية القدره البدنية هو مِنْ باب أولى .! خادم الحرمين إنَّ الله يزعُ بالسُلطان ما لايزعُ بالقرآن فأصدر مرسوماً ملكياً تمنع عقد هذه الأنكحة هولاء بناتك قَدَرَهُنَّ أنْهُنَّ مَغلوباتٍ على أمرهنَّ قدرهنَّ أنهنَّ يعشنَّ تحت حكم والد يجعلهن سلعة يبيعهن لمن يدفع أكثر .! قدرهن أنهنَّ لا يستطعن الوصول إليكم قدرهن أنهن لا يستطعن البوح بما يختلج في مشاعرهن وأكنانهن.! خادم الحرمين أدركهنَّ وأنظر إليهنَّ بعين الرحمة والأبوة والعطف قبل أنْ يغلب عليهن الشيطان ويقعنَّ بالحرام ولسان حالهن : هذا ما جناه عليَ أبي وما جنيتُ على أحد ...,,

فقـد
07-18-2008, 06:38 PM
أم
للكاتبة/ أسمهان الشبيب


أريدكَ أن تعلم أني أحبّك؛ وسواء ملأتُ بكَ هذا المكان الذي أفردته لأجلك أو لم أفعل, سأحبّك أكثر, سأحبّك على الدوام, وسأحبك كما لم أفعل من قبل.

أريد أن أقول لك لا تتأخر, لأنك كلما تأخرت يفيض بداخلي الأسى, ولأننا معاً يا حسن لا نعلم متى سينفذ من بين أيدينا الوقت, لذا أطع ماما ولا تتأخر! لا أريدكَ أن تبقى احتمالاً وارداً في مشيئة الله, ولا أريد أن أتسائل أكثر عن المكان الذي تشغله في العالم العلوي, أو العالم السالف لعالمي هذا, العالم الذي لا معرفة لي به, رغم أني عبرته قبلك!

وأريدك أيضاً أن تعرف, في حال لم تأتِ, أريدك أن تعرف أني لم أملك أسباباً وتوانيت عنها, ولم أستطع لكَ سبيلاً وتجاوزته, ولكن لتفكر معي بالحقيقة الوحيدة التي يسعنا التشبث بها: إنكَ يا ماما ستأتي, ولنثق بالله في ذلك, طالما ليس لدينا من نثق به.

سأعتذر منك حين تأتي, لأني كنتُ سيئة في أوقات انتظارك, ومؤذية أحياناً, وسأعتذر حين لا استوفي شروطك كلّها, وسأعتذر حين تنقطع حبال مراجيحك ويخونك الأصدقاء؛ وبالتأكيد, سأعتذر حين لا تكون الحياة جيدة معكَ, ولابد أن تفعل.

ورغم أني لا أحاول رشوتك, إلا أني أريد أن أخبرك عن الوضع هنا: إنني على كلّ حال لن أرهقك بالدراسة, ولن أتجادل معكَ مطولاً بخصوص سجائرك السريّة, ومواعيد عودتك المتأخرة. كما أني لن أناقش الله كثيراً بخصوص ملامحك, ولون عينيك, وطباعك, ومزاجك العصبي؛ يهمني فقط أن تكون بخير, لا شيء في العالم يعدل ذلك, ولا حتّى أن تكون وسيماً وتطير أحلام البنات. أتخيل لكَ حياة أكثر شغباً وأقل ندبات يا ماما, حياة ربما لا أتمكن أنا من توفيرها لكَ, لكنني على الأقل يمكن أن أساعدكَ في الحصول عليها.
سيحدث أن تكون مراهقاً, وسيحدث أن لا تكفّ الأسئلة عن التسبب لكَ بالدوار, سيحدث أن يُصاب قلبك بالحبّ, وسيحدث ربما أن تقع في الخديعة, سيحدث أن يموت الآخرون من حولك, وسيحدث أن تكون عابراً في حيوات الآخرين ويكونون هم عابرون بكَ, سيحدث أن تفكر بأن الحياة بلا جدوى, وسيحدث أن تلومني على اتاحة فرصة لكَ للمجيء, ستحدث أشياء كثيرة يا ماما, ولن يحدث غالباً أن أتمكن من حمايتكَ منها... لن استغفلك, ستحدث أشياء كثيرة, وبعضها ليس جيداً أبداً؛ لكني أجدها جديرة بأن تُعاش, وأترك لكَ مشقة تقدير ذلك.
أحاول أن أقول لكَ يا ماما أني معنية بمجيئك, مجيئك هو المسوغ الوحيد لمجيئي, المعنى الوحيد لي. اخترتُ يا ماما أن أحصرني بكَ, مهما اختار لي الله, ومهما اخترتَ. أن يكون وجودك هو وجودي, لستَ امتدادي يا ماما, بل إنكَ أناي. لا أعرف كيف أقول لكَ ذلك بالكلمات البسيطة يا ماما, ولا بالكلمات التامات..
تعال, يخيفني أن أكبر من دونك.. وأجف, يخيفني شكل هذا العالم من دونك, يخيفني الوقت الذي سأضطر أن أفكر فيه بعقلانية وتروي, لأصل إلى نتيجة أن مجيئك خطيئة في حقّك!
- تعال.. ها ماما...!

عبدالعزيز رشيد
07-20-2008, 10:14 PM
فَقْد
ومساحة شكر تليق بمساحات القراءة التي منحتيها
شكرا لك

عبدالعزيز رشيد
07-20-2008, 10:29 PM
الكاتبة:د\\نون
العنوان:بسكينة ، بهدوء ، و لا أبصر شيئاً ..




http://farm2.static.flickr.com/1289/1238970177_30b1383c1a.jpg


لم أعتَد هذا من قبل . لم أعتَد هذا أبداً . أن أنظرَ أمامي فلا أبصر سوى موضعِ قدميّ و خطوةٍ تاليةٍ و حسب . الأفقُ يغشاه الضباب ، الضباب الذي لم أعتَده يُعَتّم عليّ الغد أبداً قبل الآن . اعتدتُ دوماً أن تكون هناك خطةٌ ما ، حلمٌ ما ، شيءٌ ما أتوق إليه ، أنتظره ، أستعدّ له . لطالما تقتُ لشهادةٍ ما ، أو درجةٍ ما ، أو رحلةٍ ما ، أو زيارةٍ ما ، أو أرجوحةٍ أو عقدٍ أو أيّ شيءٍ أستمتع بالحلم به ، بالادّخار له ، بانتظار الوقت المناسب له ، و باقتنائه .
الآن ، أنظر فلا أرى إلا امتحاناً دراسيّاً آخر بعد بضعة أيّام . لا أرى ما وراءه . سأكون شاكرةً لنجاحٍ يعفيني من إعادةِ عامٍ لا أرغب بعيش تفاصيله ذاتها مرّةً أخرى ، لكن - لأوّلِ مرّةٍ - لا أتوق لهذا النجاح ، لا أبصر بوّابةً خلفه تدخلُ إلى دربٍ جديد . أصبحتُ عاجزةً عن رؤية الجديد أو المبهج .
ماذا يعني أن أتعلّم لغةً أخرى ، أو أن أقرأ حكايةً جديدة ، أو أن أعزف ترنيمة شعرٍ أخرى ، لماذا بهتت الأشياء فجأة ؟ لماذا فقدت قدرتها على إغرائي ؟ أو لماذا فقدتُ القدرة على الانجذاب ؟
حتى الفستان الأبيض و الأمومة ، كلّ تلك الأحلام المقدّسة ، لم تعد تثير بي إلا السؤال ( ثمّ ماذا ؟ ) و So what ؟
حتى البعثة القادمة قريباً فرصةٌ تراودني ببرودٍ مخيف فكرةُ أن أركلها جانباً ، أن أكتفي ، أنا التي لا تكتفي بنشوة نصرٍ واحدة و لا تقف عند خطِّ فوزٍ واحد ، أفكّر - عجباً - أن أكتفي !، أن أقف حيث وصلتُ على هذا السّلّم الطويل ، و أنا قاب قوسين أو أدنى من القمّة .
حتى الموت ، و الفوز بما بعده ، صرتُ فقط أقف أمامه بذراعين مفتوحتين بهدوءٍ و رِضاً و طمأنينة ، لكن لا حماسَ ، لا ترقّبَ ، لا خوفَ ، لا شعورَ ، لا شيء .. لا شيء

Nothing is glittering on the horizon across the distance
It feels awkward
I feel trapped
I feel empty
I don't feel anything at all

Have you ever felt the same ?
And what was your way out ?

هل شعرتم بمثل هذا من قبل ؟
و أيّ دربٍ سلكتموها للخروج منه؟



.

عبدالعزيز رشيد
07-21-2008, 07:46 PM
الكاتبة:أنوثة اللحظات\هديل العبدان
العنوان:سأكتب شيئاً، وحين سينزل من قدميّ الجنود .. سأمشي قليلاً


جرّبت مرّة في الليل أن أكتب رسالة إلى الأصدقاء الراحلين، المغتربين، الغائبين في لحظات لم أدركها، وعلّقتها في النافذة .. شتاءً، بعدما صحوت.. وجدت الورقة مبلّلة، والحبر سال، هل يكون المطر قد رآني حينها، فأخذ ما كتبتُ إليهمْ؟
في الغد، فعلتُ الأمر ذاته، وحينما تفقدّتها صباحاً، وجدتها بنصف كِتابة، فخفت أن تكون رسالتي هذه المرة ثقيلة، فلم يقوَ على حملها!.
قرّرت أن أكتب في الرسالة الثالثة فقط " .. وبي حنين!"، صباحاً .. لم أجد الورقة.


* العنوان مقتبس من قصيدة " مزامير (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=64842) " لمحمود درويش

أسمى
07-21-2008, 07:52 PM
الكاتبة:أنوثة اللحظات\هديل العبدان
العنوان:سأكتب شيئاً، وحين سينزل من قدميّ الجنود .. سأمشي قليلاً


جرّبت مرّة في الليل أن أكتب رسالة إلى الأصدقاء الراحلين، المغتربين، الغائبين في لحظات لم أدركها، وعلّقتها في النافذة .. شتاءً، بعدما صحوت.. وجدت الورقة مبلّلة، والحبر سال، هل يكون المطر قد رآني حينها، فأخذ ما كتبتُ إليهمْ؟
في الغد، فعلتُ الأمر ذاته، وحينما تفقدّتها صباحاً، وجدتها بنصف كِتابة، فخفت أن تكون رسالتي هذه المرة ثقيلة، فلم يقوَ على حملها!.
قرّرت أن أكتب في الرسالة الثالثة فقط " .. وبي حنين!"، صباحاً .. لم أجد الورقة.


* العنوان مقتبس من قصيدة " مزامير (http://www.adab.com/modules.php?name=sh3er&dowhat=shqas&qid=64842) " لمحمود درويش



..طارت الحروف من أطراف فكري وأناملي دهشةً حين قرأت ما قرأتـ.
إختيار رائع جداً يا عبدالعزيز.

عبدالعزيز رشيد
07-22-2008, 04:04 PM
قيد من ورد
سعيد كون الموضوع نال اعجابك ورضاك ممتنّ لكرمك
..وتحيّتي لك

عبدالعزيز رشيد
07-22-2008, 04:18 PM
الكاتبة:المستشارة
العنوان:$$الهديّة$$



::

::

::

الهدية

::

http://img130.imageshack.us/img130/9121/g1iv2.jpg

::

::


شيء محسوس من واقعنا المادي
نعبر به عن دواخلنا الخفية
دائماً تعني:
الحب ,, الود ,, الأخوة ,, الصداقة ....
وأحياناً تعني:
المصلحة!!

::

::

تتنوع الهدايا بين:
الغريب والمعتاد
الثمين والرخيص
.
.
وتختلف بإختلاف :
الأشخاص
والمناسبة
::

::

إليكم أخوتي :

::

http://puertovallartadreamhomes.com/villa-islas-bonitas-mc-backside.jpg


قام شخص يدعى Jasin Boland بتقديم منزل العمر بقيمة نصف مليون دولار الى خطيبته

كعربون لحبه وكـ مفاجأة لعش الزوجة !!

وقد زاد الأمر رومانسية أنه أخذ خطيبته بجولة في الهليكوبتر لرؤية المنطقة..
بدون أن يخبرها عن المنزل ..
وقد تفاجأت الخطيبة عند رؤيتها للمنزل المغلف..
واعتبرت الأمر في غاية الابداع والرومانسية ...
>>>غلفه بالكامل بقماش أبيض مطبوع عليه قلوب حمراء http://www.kuwaite.ws/uploads/7e7e961f61.bmp (http://www.kuwaite.ws/)

>>ياعيني عالهدايا اللي تفتح النفس http://www.mrkzy.com/uploads/3d094b085a.gif (http://www.mrkzy.com)

::

::

http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/40961000/jpg/_40961695_x-ray203.jpg

أما هذه فهي أغرب هدية قام بها واحد من (ربعنا)>>يعني مو أجنبي زي اللي فوق
يقول (س.ع) :

لمعرفتي بطبيعة الأنثى وحبها للهدايا
كنت دائماً ,أهدي زوجتي هدايا متنوعة
فإذا كانت حالتي المادية تمام كانت الهدية(ساعه ألماس _ ذهب_.......)
أما إذا كانت الحالة( مش ولا بد ) نصيت لي أقرب محل عطورات ..
وكانت زوجتي تفرح بالهدايا,,بس فرحتها ماتتعدى أسبوع وعقبها تنسىhttp://www.kuwaite.ws/uploads/fac525e9f3.bmp (http://www.kuwaite.ws/) >>طبع الحريم http://www.mrkzy.com/uploads/fe6e9521a8.gif (http://www.mrkzy.com)
فمرة فكرت فكرة غريبة شوي ونفذتها وماكلفت كلها (150) ريال
رحت المستشفى وسويت إشاعه للقلب..
ووديتها عقب لخطاط كتب على قلبي أبيات شعر في الحبيبة
وعقب بروزتها وغلفتها!!
وكانت هدية غير شكل ,,وكان تأثيرها غير كل الهدايا
والمدام جلست تبكي ربع ساعه يوم شافتها >>متأثرة
وفات على الهدية 5 سنوات والمدام إلى الآن تذكرها وتذكرني فيها ,,وخصوصا أنها معلقة بغرفة النوم.........

>>>كل واحد متزوج يطمر لأقرب مستشفى ويسوي إشاعه لقلبه !!..,,لراسه!!لبطنه !!
اللي يجي ولا ينسى أبيات الشعر
بس أخاف تنصدمون مثل هذا:

http://cebas.com/products/images/finalShaders/fR-X-Ray_02.jpg

::

::

أما هذي!!!!!!! http://www.mrkzy.com/uploads/3d094b085a.gif (http://www.mrkzy.com) http://www.mrkzy.com/uploads/3d094b085a.gif (http://www.mrkzy.com) http://www.mrkzy.com/uploads/3d094b085a.gif (http://www.mrkzy.com)
فهي كيكة !!!!!!!!!!
هدية لطبيب جراح ,,لسا متخرج من الجامعه..

>> قرف........

::

::

::

الخلاصة:
وش أغرب هدية تقدمت لك؟؟
وش أكثر هدية أثرت في نفسك؟؟
وش أغلى هدية حصلت عليها؟وكم قيمتها؟
وهل حصلت على هدايا للمصلحة؟؟وهل قبلتها أم رفضتها لأنك تفهم نوايا أصحابها؟؟
وسلامتكم

::
::

نفع القطوف
07-22-2008, 11:06 PM
أيدي باردة
قصة قصيرة جدا
أحلام بشارات
ترجمها إلى الفرنسية : ابراهيم درغوثي


Mains froides

Mini nouvelle de :
Ahlam Bicharat

Traduit en Français par :
Brahim Darghouthi

Il marchait dans une route étrange. Tout près de cette route, des arbres jetaient abondamment leurs feuilles en accusant l'automne.
Elle marchait dans un sentier poussiéreux
qu'elle avait l'habitude d'emprunter jusqu'à l'écoeurement .
Une brise frappait son visage à cause des saisons.
Les deux ne se rencontraient pas parce que la route et le sentier étaient dans deux mondes différents. Mais, les deux, et à cause d'une histoire prescrite de leurs mains dans le livre préservé du destin, perdaient le sentiment de vivre: lui , il adorait une nonne sourd- muette qui habitait dans un couvent . Quant à elle, elle aimait un athée sourd-muet qui habitait son impuissance.
Les deux marchaient maintenant en automne pendant que les arbres jetaient leurs feuilles et le ciel envoyait sur eux ses vents.
Les deux tendaient leurs mains vers le vide. Des mains qui restaient froides éternellement.


هو يسير في شارع غريب ، وحواليّ الشارع أشجار ترمي أوراقها
بسخاء بدعوى الخريف.
هي تسير في طريق ترابيّة تألفها إلى حد مقرف،
وثمّة ريح باردة تضرب وجهها بحجة الفصول.

الاثنان لا يلتقيان؛ لأن الشارع والطريق في عالمين مختلفين،

لكن الاثنين، وبدعوى تاريخ سجلاه في اللوح المحفوظ بإرادة كاملة،
يفقدان الإحساس الكامل بالحياة:
هو يعشق راهبة بكماء تسكن الدير،
وهي تعشق ملحدا أبكم يسكن ضعفه.

الاثنان الآن يسيران في الخريف
والأشجار ترمي أوراقها
والسماء ترسل ريحها،

الاثنان يمدان أيديهما إلى الفراغ، فتظل باردة إلى الأبد.
_________________


عبدالعزيز رشيد

ذو المواضيع .. الجميلة
هكذا يجب أن .. يطلق عليك

شكراً لك

نفع القطوف

فقـد
07-23-2008, 10:36 AM
أيدي باردة
قصة قصيرة جدا
أحلام بشارات
ترجمها إلى الفرنسية : ابراهيم درغوثي

هو يسير في شارع غريب ، وحواليّ الشارع أشجار ترمي أوراقها
بسخاء بدعوى الخريف.
هي تسير في طريق ترابيّة تألفها إلى حد مقرف،
وثمّة ريح باردة تضرب وجهها بحجة الفصول.

الاثنان لا يلتقيان؛ لأن الشارع والطريق في عالمين مختلفين،

لكن الاثنين، وبدعوى تاريخ سجلاه في اللوح المحفوظ بإرادة كاملة،
يفقدان الإحساس الكامل بالحياة:
هو يعشق راهبة بكماء تسكن الدير،
وهي تعشق ملحدا أبكم يسكن ضعفه.

الاثنان الآن يسيران في الخريف
والأشجار ترمي أوراقها
والسماء ترسل ريحها،

الاثنان يمدان أيديهما إلى الفراغ، فتظل باردة إلى الأبد.
_________________





......
شكرا نفع القطوف


- فقـد -

عبدالعزيز رشيد
07-23-2008, 10:45 AM
آية الأناقة:نفع القطوف
أسرتِ الأذهان باختيارك ورتابة حضورك المنمّق,سعيدٌ كون موضوعي نال قبسا من نورك وكون اسمي نال رشّة من عطراطرائك
كلّ الودّ لك


فَقْد
أهلابك.. وشكرا لـ روحك

فقـد
07-23-2008, 11:28 AM
متأخرون في الوقت المناسب
للكاتب/ الفاهم غلط




قبل الحافة :
مررني إليك أرجوك !!


عندي مشكلة مع الزمن وفكرة التوقيت ترعبني...
هذا ما أجده في داخلي كلما نظرت إلى الساعة، وشعرت أنني أتسابق مع الزمن إلى اللاشيء...
مجرد ركض لا ينتهي إلى عالم أبعد مما أتوقع، أو أريد ..!!

عندي مشكلة مع الزمن...
ومع الذين يعيشون هذا الزمن...
بل حتى مع الذين لم يعد لهم أي علاقة بالزمن، وأصبحوا في تأويلنا مجرد تاريخ نجده مؤلما في كثير من الأحيان .


التوقيت .. هذه المعضلة التي تواجهني في كل مكان، هل حقا نحن نأتي في توقيت مناسب .. ؟؟
هل نصل دائما على الوقت On Time ؟؟
كثيرا ما أفكر في زمن حضورنا في حياة الآخرين .. هل هو الزمن المناسب ؟؟
ماذا لو تأخرنا قليلا في حياتهم .. ماذا كان سيحدث ؟؟ وماذا لو بكرنا قليلا .. ؟؟


التوقيت .. التوقيت .. !!
كل شيء له علاقة بالتوقيت ...

التواجد.. المغادرة .. الغياب ..
الحب .. الموت .. الجنون .. الفـقد ..
الحزن .. الألم .. الفرح .. النجاح ..
الخيبة .. الفشل .. الهزيمة .. وحتى الانتصار ..


كل شيء له علاقة بالتوقيت ...

.
.

ألم اقل أنه عندي مشكلة مع الزمن .. !!
.. نحضر متأخرين في حياة من نحب ، فنتمنى لو بكرنا أكثر إذ نشعر أننا تأخرنا كثيرا..
وكان من المفروض أن نحث خطواتنا لنصل قبل الوقت الذي وصلنا فيه إلى حياتهم، لأننا نشعر أن حياتنا أو حياتهم، أو حتى حياتنا جميعا كان لها طعم آخر معهم ومعنا .. !!


نحضر مبكرين - أو هكذا نـشعر - في حياة من لا نحب، ونتمنى أن لو تأخرنا أكثر ، إن لم يكن شعورنا أنه لو لم نحضر من الأساس .. !!

كثيرون يحضرون في حياتنا .. ولا نهتم لشكل حضورهم... ربما لأنهم كانوا على الحياد شعوريا وذهنيا وإنسانيا .. حضور معلب ..
ليس أكثر من حضور لمجرد الحضور .. !!


أترانا حقا كذلك .. ؟؟ لا أدري !!
أنا...عندي مشكلة مع الزمن .. !!
أتمنى كثيرا لو توقف الزمن عند وقت معين، ونامت كل عقارب الساعات ، في ذلك الوقت .. !!
وأحيانا أتمنى أن يتحول الوقت إلى ورقة لأكتب
عليها إسمي بالمقلوب، عكس عقارب الساعة، وأقذف بها إلى الفضاء !!

هل التوقيت المناسب أن نحضر مبكرين ، أو نتأخر قليلا ..؟ أم أنه مسألة أخرى تماما .. !!
وهل التوقيت المناسب أحيانا هو أن لا نأتي أبدا؟



على الحافة
لم لا تـفـعـل .. ؟!

فقـد
07-23-2008, 11:30 AM
...
عفواً :)...




- فقـد -

عبدالعزيز رشيد
07-25-2008, 12:41 PM
فقد
اختيارك نبيه ويلمس شيءّ واقعيّ جدّا لكنّه عن السحط مخفيّ, كانت الوقفة روعة من الكاتب وجميلة للقارئ
..شكرا لاثرائك

عطْرٌ وَ جَنَّة
07-25-2008, 12:49 PM
خرج من التيه كأنه قد خرج من بين فكي الموت .!

كان ما زال يبكي عندما هرعت النسوة للقائه و هن ّ يملأن الدنيا بالزغاريد فهدهدنه ظنّا ً منهن ّ أنّه يبكي وجعا ً من قساوة التيه و لم يخطر ببالهن ّ أنه يبكي ألما ً لفراق الأثر .. لفراق التيه .!
سمع إحداهن ّ تتكلم بلسان النبوة قائلة ..:
- لو لم تنجدك َ الثريا بالصقيع .. يا شقي ّ .. لأهلكتك الصحراء بأنياب الذئاب .!
و لكن ّ كاهنة ً أخرى كانت تتابعه بوجوم طوال الوقا رفعت صوتها بآهة ٍ موجعة ٍ كأنها زفرة ٌ من لحن ٍ مميت قبل أن تتكلم بنبوءة خاطبت بها الخلاء لا الخلق ..:

الويل لمن ذاق طعم التيه يوما ً .. لأنه لن يسكن في أرض ٍ يوما ً ! *





* إبراهيم الكوني – مراثي أوليسhttp://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif .!

عبدالعزيز رشيد
07-25-2008, 12:51 PM
الكاتب:عقلي هو فلسفتي
العنوان:أطلالي من هنا وهناك


هنا سأضع بعض أطلالي التي لا زلت أقف عليها متأملاً .. أطلالي المتناثرة هنا وهناك لكنها رغم هذا التناثر موجودة بداخلي تلتصق بي مرة وتهرب مني واعتنقها مره وادفعها عني مرات .. أطلالي حول الحياة والدين والحب والصداقة والفن والنفس البشرية وكل ما عشته وأعيشه واقف عليه حائراً متأملاً (معتنقاً له مرة وشاكاً به مرات لان الشك هو القانون الذي يحرك هذه الحياة )

عندما يؤمن الإنسان بقضية تصبح هي المنطق لديه ..
***
الشك الصادق ..إيمان صادق .
***
الحقيقة المطلقة لا تختلف كثيراً عن تعاطي الحشيش..

لا وجود للحقيقة الفعلية او المطلقة في أذهان بشر ترى الأشياء من نشوتها التي تنطلق من مفاهيمها ورؤيتها وثقافتها واعتقاداتها الشخصية .. لا وجود للحقيقة المطلقة في رؤية البشر للأشياء والتفاصيل من خلال مبدأ واعي ولا واعي في نفوسهم يقول " أن الأشياء والتفاصيل هي في كيف يرونها او يريدون رؤيتها وليست في كيف تبدو فعلاً "
***
اليقين المطلق غباء ..والنكران المطلق غباء أيضاً ..
***
ليس ذنبنا أبداً أن نولد أغبياء ثم نحاسب على غبائنا.. وعجز عقولنا ليس كفراً لان الكفر هو أن نرفض ما نعلم حقيقته ..
***
لطالما كانت حاجات البشر هي سر معظم إيمانياتهم ..فيؤمن الغالبية لأنهم بحاجة إلى الإيمان..

كحاجة الإنسان إلى سبب ومبرر لوجوده ..
وحاجته إلى مؤنس لوحدته ..
وحاجته إلى شيء يمتص كل ما يصيبه ..
وحاجته الى مبرر لكل ما يقع له

كان الخوف والضعف هو اكبر الحاجات التي لجئ إليها معظم البشر إلى الإيمان .. الإيمان حتى بالأموات والأحجار
***
أتساءل دائماً ..كيف يكون الناس دائماً راضيين شاكرين لأقدارهم ..كانوا تعساء او سعداء ..أليس من حق التعساء أن يعاتبوا القدر على شقائهم ..؟ أليس من حق التعساء أن يسألوا لمَ قدر لهم هذا الشقاء ؟ ام هو مجرد تخدير والسلام ..
***
الناس لا تحب الحقيقة لأنها غالباً تسلبهم هويتهم ..وتقوم بتعرية معظم ما يعتقدونه..
الحياة مملوءة بالعبث .. لكن البشر يحاولون صنع وتطريز معناها اللاعبثي من خلال معظم ما يمارسونه من اعتقاد ..
***
الحياة مليئة بالصدمات لأولئك الذين لا يستعدون لها او يتجاهلون ويرفضون حقيقتها .. أولئك الغارقون في أحلامهم وأوهامهم ..




يتبع


*


الشوك في الورود يخبرنا بأن الجمال من حقه أن يبقى ..

اننا نخاف من الجمال أحياناً أكثر من خوفنا من القبح


العلم الدماغي والمادي يؤمن بأن الواقع مختلف عن ما بأدمغتنا وخلف حواسنا وان الواقع هو ذلك الكم الذي يكمن بداخلنا ونقوم بترجمته وتفسيره وتحليله بداخلنا
**
الحقيقة كثيراً ما تكون هي نتاج روح فكرنا الذي نحمله وروح تلك العقلية التي نحملها ونحمل تراكماتها الثقافية والتقليدية والسلوكية والتي من خلالها تبدو لنا الأشياء ومضامينها ..
**
الحقيقة هي حالات نفسية تخلقها عوامل كثيرة تتراكم على شخصياتنا وعلى أذهاننا فتتحول إلى سلوك ورؤية..
**
يقال" بأن الجنون هو أن تكون عاقلاً بين مجموعة من المجانين" .. أي أن تكون شاذاً بعقلك ومنطقك حتى وان كان هو الأصح .. لذلك سيظل العقلاء والفلاسفة والمفكرين والمبدعين في نظر الناس مجانين مرضى يعانون اتهاماتهم حتى يرتقي الناس إلى عقلياتهم .. او العكس
**
أحياناً يجب على المجنون بالعبقرية والمجنون بالسبق العقلي أن ينتظر زمن عاقل ليبرهن ما يريد من حقيقة عاقلة ..
**
اني أعجب من شعوب ترعبها الكتب والمعرفة والاطلاع .. حقاً هم مهووسون بالخوف والتخويف ..مهووسين بالانطواء على ما يعتقدون وعلى ما يعيشون ويفكرون ..ويخافون المرتفعات المعرفية التي تطل على الآخر وفكر الآخر وتطل على العلوم التي تفجعهم أحياناً ..

**
هنالك عادة بشرية لا يستطيع الكثير التخلص منها وهي التصاقهم بمبادئهم واعتقاداتهم بقوة من ما يجعلهم يشعرون أن المبدأ هو جزء من ذواتهم فينتقلون من حالة النقاش او الحوار من اجل المبدأ إلى حالة من الدفاع من اجل الذات
**
لو سألت شخص يعتنق بدع دينية غير منطقية ومعقولة بالنسبة لك لماذا تفعل كل هذه الأشياء الغير منطقية؟ فسيجيبك لأنني أرها هي المنطق وربما سيجادلك بكل قوته .. والسبب هنا لأنة لم يفصل نفسه وشعوره منها ليفكر من الخارج بصواب الشيء او عدم صحته بل توحد معها بشكل تقليدي وغير واعي
**
الاستقرار ليس النهاية الفعلية للبحث او التغيير الفكري بل هو حالة من الاستسلام وطلب الراحة من تعب ذلك التغير الذي يخلق فيه كل يوم .. الإنسان الحقيقي لا يستطيع إلا أن يتغير ما دامت المعارف والحياة من حوله تمارس التغير وتمارس النسبية والغموض
**
أن أولئك الذين لا يتغيرون هم أناس جامدون لا يمكن أن يبدعوا الحياة ولا يمكن أن يبدعوا أنفسهم فكيف يبدعون وهم يعتبرون الإبداع بدعه محرمه وكل بدعة ظلاله

**
الإنسان في معظم حالاته فضل راحة البال على الحركة الشكية التي يبني من خلالها معارفه وأفكاره وحضارته.. لذلك كان الصراع الأزلي بين الشك واليقين هو صراع من اجل الحركة واللاحركة .. من اجل الاطمئنان.. ومن اجل الثورة بهذه الطمأنينة من اجل الحقيقة والإبداع ..
**
الشك حركة واليقين سكون .. فإما نتحرك نحو إبداع ذواتنا وإبداع الحضارة بشك مؤلم ومفجع أحياناً واما نقبع باطمئنان بداخل يقيننا دون حركة ..اما التفكير واما التخدير
**
يصبح العقل غير قابل للتعلم عندما يتوقف عن النقد والشك والتحليل
ومن جهة أخرى سيظل العقل غير قابل للتعلم ما دامنا نلتزم بتسميته اللغوية بشكل حرفي " العقل " أي ما دام يعقل أفكار أصحابه ويلجمها ..دون أن يفك له العنان ليتعلم بحرية

**
أجد اننا دفنا أجسادنا وحقيقتنا حتى أصبحنا نستحي منها ونحرم وجودها كما هي وكأنها شيطان يتلبسنا

**

أجد الكثير من البشر يجعلون أسماء آلهتهم تعبيراً آخر لآهاتهم!! فيرمون عليها كل أوجاعهم وآلامهم وفجائعهم .. حتى انهم لا يترددون بتحميلها كل ما يحصل لهم من شقاء وظلم وعناء .. !!
**
البشر يرقصون منذ البدء .. فجميع ما يمارسونه من الم وصراخ وطبول وفنون وصلوات وطقوس وأناشيد وتقاليد والمزيد من ذلك .. لم يكن إلا عبارة عن ممارسات راقصه تحمل تعبيراً وجودياً عن وجودهم وتعبيرا عن مشاعرهم السعيدة والمؤلمة والخائفة والحائرة في هذا الوجود..
**
اني أتساءل هل وجدت الأديان لتقوم بكل هذا التمزيق والتفريق الذي نعيشه ؟ هل وجدت ليدعي الجميع تلك الأحقية ويمارس الجميع تلك الأحقية بذلك الشكل العنصري الساذج .. هل يراقبنا الله ونحن نتقاتل ونتقاذف العنصرية ونتجادل من اجله ؟ هل يرضيه كل هذا..!

**
هنالك حالات كثيرة من القتل والتفجير والانتحار والكره والبغض والصراع والأخلاق الهستيرية .. في معظمها ليست إلا نتيجة لذلك التهيج الذي تخلقه فيهم تلك المخاوف والإطماع الميتافيزيفية التي بدورها تصنع سلوكهم .. !

يتبع


*



ليس الحب الحقيقي مجرد مغامرة عابرة..بل هو أن تحب فعلاً وتلتزم بكل مسئوليات هذا الحب او لا تحب أبدا ً..
**
يبقى في الحب تفاصيل لا يمكن أن نتصورها ..لأننا لا نملك قلوب من أحبونا
**
يبحث الإنسان دائماً عن ما يشعره بوجوده فيلجئ للحب لأن الحب هو من أعمق الأشياء التي تشعرنا بوجودنا ..
**
من يحب فعلاً هو ذلك الذي يدافع عن من يحبه أكثر من دفاعه عن نفسه ..
**
هنالك أنانية يتبادلها الناس يسمونها أحياناً حب !
**
أعمق واصدق الحب هو ذلك الذي يتبادله الناس دون أي وساطة - ميتافيزيقية - تدفعهم لحب بعظهم خوفاً او طمعاً ...

**


الحب أولاً وأخراً اعتراف ..قبل أن يكون طقوس ومراسيم زفاف ..

**
الحب في أوطاننا يولد مخنوق بالعادات والمعتقدات والتقاليد التي تساق ضده .. وان نجئ فأنه يعيش مشوه مختبئ لا يظهر إلا في انصاص الليالي ..
**
الحب يرجم كل يوم لأنهم يعلمون أن القلوب المحبة هي وحدها من تعيش ووحدها من تصنع ثورة الحياة ..ووحدها من تناضل من اجل البقاء ..





يتبع.. في إطلالات تحمل أجزاء أخرى

عطْرٌ وَ جَنَّة
07-25-2008, 12:54 PM
ذهب إلى السهول المفروشة بالنبوت .. استلقى هناك و تأمل سماء زرقاء كأنها تعرّت من الغيوم كي تريه وجهها .. تعرّت من ستورها كي تكشف له عن وجه ٍ لم ير له مثيلا ً في الصفاء منذ خرج من ربوع صحرائه الكبرى لتقول له أن إنما اغترب عن الأرض في رحلته إلى الصحراء .. و لكن هيهات أن يغترب عن معشوقته السماء .. لأنه يستطيع أن يستبدل الوطن بوطن ٍ آخر .. و لكنه لا يستطيع أن يستبدل السماء بسماء أخرى .. و هذا هو العزاء .. هذه هي الهبة .. هذه هي النبوءة .. لأن الأرض وطن الناس .. و لكن ّ السماء وطن الخفاء .!

و لكن الإنسان يغترب عن السماء .. عن الخفاء .. عن النبوءة .. عن الحقيقة " تيدت " .. يوم يتنكّر للوصية المبثوثة في وجدانه الإنسان يفقد وجدانه ذاته يوم يستبدل في وجدانه حبه للسماء .. بحب أهل ٍ أو حب خل ٍ أو حب قرينة أو حب سليل .. أو حب غنيمة .. أو حب أرض .. أو حب حتى وطن .. لأن الحب الوحيد الجدير بأن ينعت بالخلود هو حب السماء .. و كل حب ٍ عداه وهم ٌ و وحل ٌ و بهتان .! *








* إبراهيم الكوني – مراثي أوليسhttp://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif .!

عبدالعزيز رشيد
07-25-2008, 01:02 PM
عطر وجنّة
شكرا لبساتينك المغروسة هنا عن ابراهيم الكونيّ أتذكّر هذا الاسم جيّدا كوني قد نُصحت به
تحيّتي لـ روحك

د. منال عبدالرحمن
07-25-2008, 01:06 PM
يقتلني إبداعكِ حبيبتي , بقلم القاصّ و الأديب خيري حمدان :

كان يعتبر نفسه أكبر مدافعٍ عن النساء، ولم يكن يترك مناسبة أو محفل دون أن يدلي برأيه ويصرخ بملء صوته دفاعاً عن المرأة!. هي الوردة والحلم المنشود. هي الفرح القادم من صمت الحياة الثقيل.
سألته عن اسمه فَرِحَة، فأجاب:
- سامِر. ودسّ في يدها بطاقة صغيرة تحمل رقم هاتفه.
لم تمانع بالطبع من أخذها وبخجل شديد أخفتها في حقيبتها الصغيرة.
- أرجو أن تستخدمي المعلومات الموجودة في البطاقة .. المرأة يجب أن تتمتّع بكامل حقوقها وأن تختار طريقة حياتها بحريّة مطلقة. لا تتركي قلبك وحيداً في زخم العواطف يا زينب. هذا هو اسمك على ما أظن. أليس كذلك؟
هزّت رأسها موافقة، ما أجمل حديثه؟ هذا رجلٌ مختلف تماماً.
كانت زينب شجاعة ومرحة وتفكّر بطريقة مختلفة عن قريناتها، وقرّرت سبر أغوار هذا الرجل .. قرّرت قراءة روحه والسباحة في مياهه العذبة. كانت تتوق للتواصل معه ومجادلته ومقارعته والنظر الى عينيه طويلاً. وكانت تتوق أن تضيع يداها الصغيرتين بين كفّيه القويّتين. كانت تتطلّع الى شفتيه وكأنّها نجم صباح تهتدي بنوره الى عالم اللّذة والإبداع والتألّق.
- ما أعذب حديثك .. أنت رجلٌ مميّز.
طوّقها بذراعه ومسّد شعرها طويلاً ولامست أصابعه ثدييها الناهدين .. وعندها أخذ الرجل يتحدّث عِوَضاً عن سامر.
- سحرك لا يقاوم يا زينب. وغرقت شفتاه في فمها.
تراجعت قليلاً .. أصابتها الدهشة حين شعرت بعالم الرجل يحتويها دون مقدّمات أو إشارات أو حتّى ..
- كنت أظنّك مستقلّة! هل تخشين من الحريّة يا زينب؟
- لا .. أنا لا أخشى حريّتي ولكنّي لا أرغب المضيّ الى السرير بهذه السرعة.
أدرك سامِر بغريزته أنّ الوقت لم يَحِنْ بعد لامتلاكها. لقد تسرّع بعض الشيء. إنّه اللقاء الأوّل. بعد بضعة أيام دعاها لمشاهدة إحدى المسرحيات الفكاهية. لبّت دعوته على عجل، ولم تسمح له بعد ذلك سوى الامساك بيدها. طبعت قبلة على خدّه قبل أن يغيّبها الظلام ليس بعيداً عن المنزل. لم يهاتفها خلال الأيام القليلة القادمة، ولم يتواجد في الأماكن المألوفة حتى لا يصادفها أو يقابلها على عجل. شعرت بالإهانة واحتارت في تصرّفاته. وقرّرت الاتصال به فربّما كان مريضاً.
- لا يا زينب .. أنا بخير. ولكنّي بصراحة .. أشعر بأنّك تهضمين حقّي معك كرجل. أنا أحبّك وأعشق كلّ ما فيك حتّى غضبك ومشاكساتك ورفضك الخجول.
- لقاءنا الليلة .. لا الآن .. هذه اللحظة. قالت زينب وقد أسقط في يدها.
أخذها بين ذراعيه وضغط جسدها ملهوفاً وسرعان ما تعرّى الجزء العلويّ من جسدها. كان يعصر ثدييها وينتقم للجوع الكامن في كلّ خلاياه الشرقيّة. كان يقبّل وجهها وشفتيها ..
ارتدّت الى الخلف فَزِعَة وصاحت قائلة وقد ضمّت يديها الى صدرها:
- انا عذراء يا سامِر .. أنت مسؤول عنّي الآن. هل نسيت بأنّي امرأة شرقيّة؟ ماذا سأفعل دون عذريتي في هذه الغابة؟
- وحريّة المرأة المنشودة، والتمرّد والارتقاء ..
- لا .. هذا كثير يا سامِر .. تزوّجني أرجوك.
- حسناً .. ولكنّي سأمتلكك قبل ذلك.
- هل ستقدم على الزواج منّي حقّاً؟
- نعم .. أنا أحبّك وهذا جلّ ما أريد.
وكان له ما أراد. امتلكها تلك الليلة وفضّ بكارتها وأشبع رغبته، وفي اليوم التالي سارع لانجاز معاملات الزواج بعد أن حصل على موافقة أهلها. وبعد شهرٍ من الزمان أصبحت زوجته رسميّاً.
شعرت زينب بالراحة فقد تزوّجت الرجل الذي كانت تتمنّى ان تمضي ما تبقّى من حياتها برفقته. وأخذت تكتبّ القصص وتنظم الشعر. وكانت مفاجأته كبيرة حين أدرك بأنّ زينب أصبحت سيّدة المنابر وأخذت صورتها وقصصها تتصدّر الصفحات الأولى للصحف واسعة الانتشار.
- لماذا أجدك يا سامر حزيناً؟ أنت ستصبح أباً بعد بضعة أشهر.
- آه .. هذا ابني الذي تحملينه في بطنك وأحشاءك!
وكأنّه يعني عكس ما يقول. شعرت بالحزن والخوف يسيطر على روحها وكيانها .. إنّه يشكّ في إخلاصي له .. إنّه يظنّ بأنّ الطفل الذي أحمله بين أحشاءي ليس من مياهه. ربّما كانت مشاعرها خاطئة ولكنّه صاح في وجهها يوماً:
- حان الوقت ان تختاري ما بيني وبين المنابر والصحف. عليك أن تتخلّي عن كلّ هذا البريق الكاذب الذي اختلقته حول شخصك التافه يا زينب؟.
يا لها من صفعة .. سامر يخشى حريّتها وقدرتها على البقاء بعيداً عنه وعن عالمه. هي التي كانت وما تزال ترافقه الى قاعات المحاضرات وصالات المراكز الثقافية بالرغم من التعب الذي كان يُنْهِكها كانت تسارع الى المطبخ بعد ذلك لتعدّ له الطعام بينما يقضي هو ساعات طويلة في إجراء مكاملات مع أصدقاءه ليستمع الى كلمات منمّقة تعظّم شخصه وعبقريته. والآن تصبح زينب المرأة الضعيفة المتعبة والحامل في شهرها الخامس نجماً ساطعاً في سماء الأدب والإعلام.
- أريد مشاهدة بريدك الإلكتروني الخاصّ.
نظرت الى عينيه بازدراء وقالت بحزم واضح:
- لك ذلك. وسأذهب لأحضّر لك القهوة.
كتبت كلمة السرّ على عجل وظهر الرقم الذي يشير الى عدد الرسائل التي تنتظر القراءة والردّ. 120 رسالة وبعد ثوانٍ أصبح العدد 122 رسالة. تركته وذهبت لتحضّر القهوة. عادت إليه بعد بصف ساعة ووجدته واضعاً يديه على خدّيه وكأنّ نهاية الدنيا قد حانت.
- من هو عوض عبد الفتاح. من يكون سمير طبيل وأبو فريد والاستاذ سنان؟
- لا أدري يا سامِر. بعضهم كتّاب ومثقفين ومنهم المعجبين والمنافقين.
- وكيف حصلوا على عنوانك البريدي؟.
- نشرته في بعض المواقع من أجل التواصل الإبداعي .. ولكن كما ترى فأنا الآن لا أفتح الرسائل أو أرمي بمعظمها الى سلّة النفايات الإلكترونية. أردّ على جزء صغير منها فقط. أردّ على الرسائل المتعلّقة بكتاباتي وأقرأ العروض المقدّمة من دور النشر والصحف والمجلات.
لم يشرب قهوتها ذلك المساء، ومضى الى الفراش وحيداً دون ان يحادثها وأدار لها ظهره الليل كلّه. لم يهنأ بنومٍ هادئ تلك الليلة وكان يتقلّب كالملدوغ في الفراش .. وشخر وضرب حافّة السرير في حلمه وشتم وعربد واستيقظ والعرق يتساقط من جبينه.
- كان من السهل عليك التخلّي عن عذريتك دون زواج يا..... .. اليس كذلك؟
- لا .. لم يكن من السهل التخلّي عن حياتي وخياراتي يا سامر. وانا لست ....... هو الخيار الأول والأخير الذي اتّخذته في حياتي. خيار أن أكرّس حياتي من اجلك. كنت وما أزال لك وَحْدَك، لم انظر الى رجل آخر ولم اعرف سوى شفتيك وعالمك.
لطمها على وجهها وصاح:
- لا منابر، لا رجال، لا قصص ولا إبداع زائف .. هل هذا مفهوم؟
- عند المساء سنتحدّث.
- لا يوجد هناك مساء ولن اعود عن كلامي.
ومضى غاضباً مزمجراً. تركها شاحبة وحيدة كما لم تكن في يومٍ من الأيام، كانت كالغريق الذي يبحث عن قشّة في خضم المياه العاتية. كيف تقنعه بأنّها إنسان يعشق البيت الذي بناه ولن تحيد عن عشّ الزوجية؟ كيف تقنعه بأنّ الكتابة والإبداع هو حقّها الطبيعي وجميع هذه الرسائل لا تعني شيئاً. إنّه التواصل البسيط والحديث مع عوالم تحلم هي الأخرى في خلق جسرٍ من تبادل الآراء والتجارب؟ إنّها الحياة بيومياتها الحلوة والمرّة. هل هذا هو الرجل الذي عرفته قبل بضعة سنوات .. المدافع عن حريّة المرأة وحقّها في الوجود؟
لقد قرر وضعها في جحرٍ ضيّق وحكم عليها بالوحدة والعزلة المطلقة. ويحاول الآن انتزاع غذاء الروح من بين يديها. إذا كانت خطيئتها أنّها وافقت على معاشرته قبل وضع توقيعها رسميّا على وثيقة الزواج، فهي على استعدادٍ تامّ للذهاب الى مكّة وطلب الغفران والتوبة برفقته. لكنّها ليست على استعداد للتخلّي عن عالمها وأدبها مهما كلّفها ذلك من ثمن باهظ والذي قد يكون حياتها الزوجية.
عند المساء وجد ورقة على الطاولة وبجانبها وردة. كانت قد كتبت له بالبنط العريض:
- أرجو يا زوجي العزيز ان ترسل هذه الوردة الى حبيبي سامر .

عطْرٌ وَ جَنَّة
07-25-2008, 01:17 PM
إذا أومت اليكم المحبة فاتبعوها, وإن كانت مسالكها منحدره..
إذا ضمتكم بجناحيها فاطيعوها, وإن جرحكم السيف المستور بين ريشها..
إذا المحبه خاطبتكم فصدقوها,
وإن عطل صوتها أحلامكم وبددها كما تجعل الريح الشماليه البستان قاعا صفصفا



لأنه كما أن المحبه تكللكم, فهي أيضا تصلبكم..
وكما تعمل على نموكم, هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم..
وكما ترتفع الى أعلى شجرة حياتكم فتعانق أغصانها اللطيفه المرتعشه أمام وجه الشمس,
هكذا تنحدر الى جذورها الملتصقه بالتراب وتهزها في سكينة الليل..



المحبة تضمكم الى قلبها كاغمار حنطه.
المحبة على بيادرها تدرسكم لتظهر عريكم.
المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم.
المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج انقياء.
المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينو,ثم تعدكم لنارها المقدسه لكي تصيرو خبزا مقدسا يقرب الى مائدة الرب المقدسة...
كل هذا تصنعه بكم لكي تدركو اسرار قلوبكم,فتصبحو بهذا الادراك جزءا من قلب الحياة..
غير انكم اذا خفتم وقصرتم سعيكم على الطمانينه واللذه في المحبة,
فالأجدر بكم أن تسترو عريّكم وتخرجو من بيدر المحبة الى العالم البعيد حيثما تضحكون,
ولكن ليس كل ضحككم.. وتبكون ولكن ليس كل ما في ماقيكم من الدموع..
المحبة لا تعطي الا ذاتها,المحبه لا تاخذ الا من ذاتها.
لا تملك المحبة شيئا , ولا تريد أن أحد يملكها..
لأن المحبه مكتفية بالمحبة



أما أنت إذا أحببت فلا تقل:
إن الله في قلبي بل قل بالأحرى انا في قلب الله
ولا يخطر لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط على مسالك المحبه ,
لأن المحبة إن رأت فيك استحقاقا لنعمتها, تتسلط هي على مسالكك..
والمحبة لا رغبة لها إلا في ان تكمل نفسها..
ولكن إذا أحببت,.
وكان لابد من ان تكون لك رغبات خاصه بك, فلتكن هذه رغباتك:
أن تذوب وتكون كجدول متدفق يشنق أذان الليل بأنغامه..
أن تخبر الألام التي في العطف المتناهي..
أن يجرحك ادراكك الحقيقي للمحبه في حبة قلبك, وان تنزف دماؤك وانت راض مغتبط..
أن تنهض عند الفجر بقلب مجنح خفوق, فتؤدي واجب الشكر ملتمسا يوم محبه اخر..
أن تستريح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة..
أن تعود مساء الى منزلك شاكراً:
فتنام حينئذ والصلاة لأجل من أحببت تتردد في قلبك
وأنشودة الحمد والثناء مرتسمة على شفتيك *






* جُبْران خَليل جُبران http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

د. منال عبدالرحمن
07-25-2008, 01:19 PM
الفاعل قصة قصيرة جدّاً بقلم الأديب و الصّحفي طلعت سقيرق :

اصطف الطلاب .. دخلوا بنظام .. جلسوا على مقاعدهم بهدوء .. قال المعلم : درسنا اليوم عن الفاعل.. من منكم يعرف الفاعل .. ؟؟ رفع أحد الطلاب إصبعه .. وقف .. تثاءب .. قال : الفاعل هو ذلك الذي لم يعد موجوداً بيننا .. ضحك الطلاب .. وبكى المعلم ..

د. منال عبدالرحمن
07-25-2008, 01:40 PM
الفن السابع أم الفنّ الضّائع , سينما عربية كقمة عربية , بقلم نصيرة تختوخ

أظن السينما أكثر الفنون قابلية لاحتواء فنون أخرى و دمجها بشكل متماسك ومتناغم، فالسيناريو هو نص قد يكتب بلغة أدبية إبداعية دقيقة (كما قد يكون غير ذي قيمة طبعا) و الموسيقى التصويرية قد تصير معزوفة خالدة و الأداء قد يفوق تأثيره الأداء المسرحي نظرا لتنظيم المشاهد و خلفياتها الصورية الأمر الذي يمنح صبغة الحيوية و الواقعية التي قد تفقد على الخشبة..
إذا سألت المشاهد العربي عفويا, مفترضا أن غدا عيد ديني, عن تنبؤه بالفيلم الذي سيعرض ؟
فأظن أن إجابة الغالبية ستكون بجدارة و تلقائية:"فيلم الرسالة" للمخرج السوري مصطفى العقاد رحمه الله.
طبعا لا أستطيع هنا أن أنتقل إلى النقطة الموالية قبل أن أعبر عن مأساة نهاية هذا الرجل ,لمغادرته هذا العالم نتيجة تفجيرات فنادق عمان التي حولت فرحة حفل زفاف إلى لوحة دماء و عزاء والتي أوقفت عطاء فنان أثرى السينما العربية بفيلمين منقطعي النظير في تاريخها وهما الرسالة وعمر المختار.
في إحدى المقابلات التي أجريت معه قال مصطفى العقاد:"«لقد عملت الفيلم لأنه كان موضوع شخصي بالنسبة لي، شعرت بواجبي كمسلم عاش في الغرب بأن أقوم بذكر الحقيقة عن الإسلام. أنه دين لديه 700 مليون تابع في العالم، هناك فقط القليل المعروف عنه، مما فاجأني. لقد رأيت الحاجة بأن أخبر القصة التي ستصل هذا الجسر، هذه الثغرة إلى الغرب.»
ولاأحد يستطيع أن ينكر له الجودة التي رسم بها الصورة والرسالة التواصلية التي أوصلها عبر "الرسالة".
قلت أن احتمال أن يتوقع أغلبية المجيبين عرض هذا الفيلم كبير جدا لأن السينما العربية تكاد تفتقر لكم مشرف من الأفلام الدينية الصحيحة لغويا و الخالية من مشاهد تنافي طبائع الأحداث و الأشياء وسأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر وجوه الممثلين المصبوغة بسواد تكشفه عيون المشاهد بمجرد رؤيته و اللباس الذي قد لا يناسب الحقبة التاريخية أو الماكياج الذي ينم عن تناقض مع ماكان متوفرا في عصور مضت..
وقد يبدو هنا ان الفيلم الديني هو الوحيد الذي يستحق إعادة النظر فيه و إحياءه أو الإهتمام به لكن الاستنتاج شمولي إلى أبعد الحدود فالفيلم التاريخي بشكل عام يكاد يكون مغيبا على الساحة الفنية العربية.
أعتقد أن الكثير منا سمع عن مشاهدة رجال البنتاغون الأمريكي لفيلم "معركة الجزائر" للتعرف على تجربة المقاومة الجزائرية كمقاومة عربية و محاولة إسقاطها على العراق للإستفادة ومحاولة إكساب المارينزمالم يستطع أن يكسبه أبناء دوغول.
هذه التحفة الفنية للمخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو" التي أتيح للجمهور فرصة مشاهدتها لأول مرة عام 1966تظل خالدة حتى اليوم بل وقيد الدراسة و تحت المجهر الأمريكي بالتحديد.
فياسف سعدي الذي كان قد حكم عليه بالإعدام أثناء الإحتلال ثم أفرج عنه و أحد أبطال الفيلم الرئيسيين روى كيف أنه فوجئ برجال استخبارات أمريكيين يزورنه منتحلين شخصية صحفيين في البداية ليطرحوا عليه مجموعة إستفسارات عن اسرارومظاهر المقاومة لينتهى به المطاف ليقدم لهم الخلاصة الصريحة الناجعة:"لو أن كل جيوش العالم تحالفت على العراق لن تفلح لأن أي بلد يسعى إلى حريته سيظل يقاوم حتى يسترجعها وهذه قاعدة".
وبونتيكورفو الذي أنتج الفيلم ثلاث سنوات بعد تحرير الجزائر رأى فيلمه يمنع في فرنسا ويتوج في البندقية وأكابولكو وكان.
أما هو نفسه فيقول أن أكثر ما يروقه في الفيلم هو ذلك البناء السمفوني و القوة الأوركسترالية في فيلم معركة ينبثق فيه كفاح شعب قمع طويلا من أجل الحرية مثل "تيار عظيم" حتمي وظافر لا يستطيع شيء رده أو كبح جماحه.
مخرج إيطالي يصور كفاحا عربيا أمر بديع جدا تتجلى فيه تلك الروح الإنسانية الطيبة التي تهدف لكشف الحقيقة وإسدال الستار على الظلم و الأذى لكن أين مخرجونا العرب اليوم من هذه الأعمال؟
أين هو الفن السابع الوازن الذي نستطيع أن نستشف من عناوين أفلامه تلك الجدية الواقعية التي تبحث عن التغيير وتصبو إليه.
قد يتحدث شخص ما ويذكر "عمارة يعقوبيان" الذي عرض حتى في القاعات السينمائية الغربية أو المصير ليوسف شاهين لكن هل أثرت أحداث العمارة في الشارع أو المجتمع أو الحكومة المصرية ليتغير شيء ما و هل عرض الفيلم في الغرب لجودته أم ليستنتج الغربي أن مصر أيضا فيها شواذ و زنا و خمر..؟
وهل توج المصير لأنه رائع أم لأن ابن رشد شخصية محترمة من طرف الغرب لأنها لم تحارب الفلسفة ودعت إلى التسامح كما تفعل رؤيا شاهين المضادة للتطرف؟
وبعيدا عن هذين الإنتاجين أين هي تلك الأفلام الدينية أو التاريخية أو المعاصرة البعيدة عن الابتذال و التقليد سواء ا الهوليودي أو البوليودي ولما يتحدث عن الإيرادات و توجد قنوات أفلام مجانية أ و حتى باشتراك لا تعرض أفلام القضايا التي قد تفوز بجائزة الدب الذهبي أو غيره من المهرجانت التي لا علاقة لها بالتجارة و الإثارة بل بالجودة بمفهومها التأثيري الإنساني؟ مثل الطريق إلى غوانتانامو أو سراييفو حبي وغيرها..
مع تطور التقنية و تخصيص ميزانيات والحديث عن المواهب لازال الفن السابع العربي متخلفا عن الركب بعيدا عن التاريخ الزاخر بآلاف الآحداث التي تستحق الطرح و العرض و بعيدا حتى عن الشارع العربي الذي هو ميلودرامي في حد ذاته.
السينما العربية لازالت كالقمة العربية تجمع ممثليها لكي لاتقول شيئا أو لأكن أقل قساوة فأقول تجمع ممثليها دون أن تخلف وثيقة أو منتوجا يفتخر به تاريخها.
Nassira Takhtoukh

(http://br.%3cobject%20width=/)

مشاهد من فيلم معركة الجزائر (http://www.youtube.com/watch?v=Ca3M2feqJk8)

فقـد
07-25-2008, 04:08 PM
حكايتي مع الشمس
للكاتب/ RandomAcceSS


عندما كنت صغيرا -أي قبل أن أتعلم "الزعم" بأني صرت كبيراً- كنت استفيق، ليس على خيوط الشمس الذهبية، ولكن على صوت من يوقظني،و لا بد من موقظ...

وهذه عادة قديمة قليلون هم الناس الذين يستيقظون بمفردهم...بل إن بعضهم لو جمعت له من بين لابتيها لما استيقظ ... لأنه يرى نفسه " واحد مفتح" على أي حال !

وكنت اذهب الى المدرسة و كان شروق الشمس يعني لي الساعة 6:30 صباحاً...لا أكثر ...

و مع استمرار زعمي أني كبرت، صارت الشمس تتغير !

علمت فيما بعد أنها " كتلة من النار"، و أنها بعيدة جداً ، و أنها ربها و ربي الله...
فإذن نحن في نفس الرق ... نفس العبودية !
و أنها تخاف من نفس الأشياء التي يخيفونني منها!

ثم علمت أن هناك أناس يسجدون للشمس !
فكنت أتساءل : كيف يسجدون لها و هي لا تعطي الريالات..!
و لا توزع الحلوى على من يحفظ سورة الحمد ...!
و لا تضرب الأولاد الكبار عندما يسرقون الفسحة !
من هذا الأحمق الذي يسجد للشمس؟

ثم علمت فيما بعد أن الهدهد وجد الناس الذين يسجدون للشمس فأخبر عنهم !!
المرة الأولى التي أعرف فيها بأن هناك من يعمل لحساب غيره مع أنه لم يره ...
و أن الهدهد يخاف من نفس الرب الذي يخيفونني منه!
فصرت أشعر بعد ذلك ... بأن الهدهد كائن " حروش"... لأنه أخبر نبي الله القوي بعمل أناس خالفوا أمره و أغضبوه !

ثم علمت فيما بعد أنه كان يمارس " مهمة الأنبياء"، وأنه أخبر نبي رب لا تخفى عليه خافيه !

ومع استمرار زعمي .... كبرت الشمس في عيني و شعرت بأن لها قصه !
خصوصا عندما عرفت أنها تغذي النباتات !
وأنها تقف بمفردها خلف ذلك الانقلاب الأخضر الخطير ... المسمى البناء الضوئي، والذي يجعل الكائن النباتي يعطي الأكسجين بدلا من أن يأخذه !

كيف تقف نبته صغيرة حقيرة لا تستطيع أن تبرح مكانها في وجه كل الدنيا و كائناتها، فترفض الأكسجين و تأخذ ثاني أكسيد الكربون !
لا بد أن تكون الشمس عظيمة و قوية !

فكيف اذا علمت أننا كلنا ندور حولها .... و أن النظام كله باسمها !

لم تعد الـ 6:30 صباحا تعني شيئا ً بالنسبة لي !
فهناك صباح آخر ....

ثم أخبرني مدرس الفقه بأن الشمس هي التي تحدد لنا المواقيت التي نفرك فيها أنوفنا في التراب ! و متى نمارس " ذل العبيد " بين يدي الله القوي المجيد ! فشعرت بأن الله يضع هذه الشمس موضعا ً مهما من كونه و عالمه !

يكاد كل أمر يمر بالشمس !

وكنت أشير اليها و أنا أتحدث مع أمي فتقول : حرام! لا تمد يدك للسما، قل يد الله أطول من يدي !

فكنت أقول :يد الله أطول من يدي ! يمه.. و ين تروح الشمس اذا غابت ؟

فتقول : حرام! تروح تغيب! حرام ... وش هالتـنـشّد هذا ؟

فكان ذهابها سر !

قابلت بعدها "أفاك كبير" يسمونه مدرس العلوم!
أخبرني أن الشمس لا تذهب! بل الأرض هي التي تدير ظهرها للشمس !

لم تقنعني هذه الاجابة!
فأنا اليوم " كبير" وأعرف من هي الشمس !
لا أحد يدير ظهره للشمس ...لا أحد يملك الشجاعة لفعل ذلك، و لا حتى الأرض !

ثم زادت مزاعمي ... و شعرت بأني كبرت كثيراً...
فهربت من نفسي ككل "الحمر المستنفرة" التي تمارس الفسوق بثقة بلهاء و فطرة جوفاء ...
وسمعت في يوم من الأيام أحدهم و هو يقول " يا شمس لا لا لا يغيييييييبي !!! ... وايدي بيدك يا حبيبي !"

كان الناس يتراقصون .. وكنت في نفسي أتساءل.. معقول ؟!..هذا التمبل ! هذا الخرتيت الكبير تجرأ وقال للشمس "لا تغيبي؟!"

شعرت عندها أني أتبع قوماً لا يعنون ما يقولون ! وأنهم أحمق من أن أرقص في مهازلهم، ولكنني بقيت وسط الراقصين، لأني كنت ممن يرون أنفسهم " مفتحين على أي حال !

ومرت السنون ... والظنون ...
و وقع بصري على قصة رجل .. ليس كأي رجل...
رجل خرج مقاتلا في سبيل الله و كان اسمه يوشع بن نون...

كان ذاهبا إلى فلسطين ليقاتل الكافرين، وعندما اقترب من ديارهم كادت الشمس أن تغيب، فقال لها: اللهم إنها مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها لنا...
فحبسها الله له و لمن معه فلم تغرب إلا بعد النصر !

تذكرت حينها ذلك الأبله الذي كان يردد ليل نهار " يا شمس لا لا لا تغيبيييييييي "
ومع هذا كانت الشمس تغيب كل يوم !

فعلمت أن الرجل الذي لأجله وقفت الشمس هو الأجدر بالحب و التأييد، أحببت يوشع بن نون في الله، وما زلت أحبه! الرجل الذي علمني أني أكبر عند الله من الشمس و أنها هي التابعة لي و لست أنا التابع لها، وأنها عند الله أحقر من أن تعصي رغبة رجل مسلم صدق مع الله ...و أنها عبد من عبيده ... و رسول من رسله ! يبعثه الله الى خلقه صبيحة ليلة القدر ليبشرهم بالمغفرة ... فقد قال عليه السلام :

"تخرج الشمس صبيحتها بيضاء نقيه! و في لفظ لأحمد : بيضاء كأنها الطست !"

بيض الله وجهها...!

حتى قال نبيه عليه السلام: إن خيار عباد الله : الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله عز وجل...

ولكن الناس لا يعرفون الشمس !
ولهذا يلبسون النظارات
تجد الرجل يحمل ظلماته في جيبه فإذا رأى الشمس جعلها فوق عينيه...!

ثم علمت أنها تسجد لله كل يوم..
هكذا أخبر النبي -صلى الله عليه و سلم- أبا ذر فقال له : أتدري أين تذهب الشمس إذا غربت يا أبا ذر؟
قال : لا، الله ورسوله أعلم!
قال : تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن ربها بالخروج فيأذن لها، وتوشك الشمس أن تستأذن فلا يؤذن لها !
فيقال : ارجعي ! فتعود لتخرج من مغيبها ...
فحينئذ لا ينفع نفس إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل...

ولأن كل شئ مرتبط بالشمس فكل شئ سيعود .. وكل شئ سينتهي مع الشمس!

وقد قال -صلى الله عليه و سلم- : لا تقوم الساعة الا على شرار الناس ...

و الشمس أكرم عند الله من أن يرفضها حتى شرار الناس ! يستنكفون عن نورها بزجاج الظلمات !

الشمس لا تخدم إلا المسلمين
و لا تسجد إلا لربهم
و لا تقف إلا لهم
ولكن أكثر الناس لا يعلمون... !

عبدالعزيز رشيد
07-25-2008, 11:02 PM
الكاتب: عقل حر
العنوان:مشاعر وأحاسيس


لعل براعة الفنان تكمن في التقاط تلك اللحظات الانسانية المترعة بالمشاعر والاحاسيس ، والقدرة على تصويرها . هي لحظات يقوم بتمثيلها فنيا و يبرزها في حلة ابداعية .
سوف احاول هنا وبمشاركة منكم بالطبع الاحتفاء بالمشاعر والأحاسيس الانسانية في الفن التشكيلي .

http://pessoais.home.sapo.pt/jusepe_de_ribera01.jpg

هنالك خيط دقيق يجمع فيما بين الفن والبكاء وهو أن كليهما يرتشفان من واقع الحال ، يعبران بلغة ثرة بالمعاني عن الحزن أو الفرح .
يلتقط الفنان خيوط الواقع المترامية لينسج منها ضربا من الجمال والفتنة ، أفقا جديدا ، رؤية طازجة ، تبعث فينا اللذة والحبور . متعة جمالية .
خوسيه دي ريبيرا الفنان الاسباني العظيم ( 1591-1652 ) يلتقط تلك الحالة الانسانية ،يفنن البكاء ، يعيد صياغة المشهد ويقوم بإلباسه حلة الابداع ، تصوير لما هو معاش ولكن برؤية الفن . أسم اللوحة (Mater dolorosa ) وهي من الإعمال الرائعة لخوسيه وفيها يصور حالة حزن ، حاشدا فيها كل معاني الأسى والحزن النبيل، فنرى الجفون التي أصابها التقرح من شدة البكاء ، بكاء نشهد الآن ذروة اندفاعه وآلامه الجوانية ، فليس هنالك مايشي من حركات او ايماءت تقف دون القدر أو السخط منه ، انه حزن نبيل وسام... فناننا هذا قطع العلائق وماهو موجود لقد جعل من الخلفية يعتمرها السواد ليجعل من تلك الحالة تملك السيادة في الرؤية مع تسليط الضوء على وجه تلك القديسة ، ضوء يتحالف ونورها الداخلي ليجعل منها كوكبا مضيئا في عتمة الوجود . عتمة تجعلها تنصرف إلى شئون القلب فهي لا تعير المشاهد التفاتا فلقد تمكنت منها حالة الحزن تلك ، ليس هذا هو السبب الوحيد لذلك التجاهل ، فلقد كان من ضرورات تصوير النساء العفيفات في الفن الغربي ، أن يجعلهن المصور في وضعية لا تتقاطع فيها عيونهن مع عيون المشاهد لهن . كما نلحظ توافر اللون الأحمر واللباس والذي هو بمثابة رمز للتضحية والحياة في الفن الغربي وغالبا في التراث الانساني ، وكما نلحظ ما أتشحت به من سواد علامة على الحداد والحزن .. ان كل مافي اللوحة يشي بالحزن العظيم ! .... وكلام كثير حقا ! يمكن قوله حول هذه اللوحة الفاتنة ، ولكن نترك فسحة لخيال قارئها ، لينعم ويسر بالكشف ورؤية الفن الجميل !


تحياتي

صالح الحريري
07-27-2008, 02:41 PM
في مجرة الحب, من يدير سير الكواكب؟
من يبعدها ويقرِّبها؟
من يبرمج تلاقيها وتصادمها؟
من يطفئ إحداها ويضيء أخرى في سماء حياتنا؟
وهل ينبغي أن يتعثّر المرء بجثمان ليقع في الحب؟
في سعينا إلى حبٍّ جديد, دوماً نتعثر بجثمان من أحببنا, بمن قتلناهم حتى نستطيع مواصلة الطريق نحو غيرهم, لكأننا نحتاج جثمانهم جسراً.
ولذا في كلّ عثراتنا العاطفية, نقع في المكان نفسه, على الصخرة نفسها, وتنهض أجسادنا مثخنةٍ بخدوشٍ تنكأُ جراح ارتطامنا بالحب الأول. فلا تهدر وقتك في نصح العشاق, للحبّ أخطاء أبدية واجبة التكرار!
أأكون ما شفيت منها؟
لكأنها امرأة داخلة في خياشيم ذاكرتي, مخترقة مسام قدري. أتعثّر بعطرها أينما حللت.


.

للكاتبة " أحلام مستغانمي"

فاتن حسين
07-27-2008, 11:58 PM
قررت يا وطني اغتيالك بالسفر
، وحجزت تذكرتي
وودعت السنايل والجداول والشجر
وأخذت في جيبي تصاوير الحقول
اخذت امضاء القمر
وأخذت وجه حبيبتي
.. وأخذت رائحة المطر
قلبي عليك...... وانت يا وطني تنام على حجر





نزار قباني....لذكراك المجد

هـيـفـااللاّفـي
07-30-2008, 09:48 AM
,’

{..قطعاً : لم تصل
أنت المسافر في كل قطار صوب الأسئله , من قال إنك وصلت ؟
ومن قال إنك تدري أين هي ذاهبه بك الأجوبه
فالأجوبه عمياء وحدها الأسئله ترى... !

.
.
.
[ احلام مستغانمي ]

فقـد
08-04-2008, 09:09 PM
مستحيل نلتقي/ بدر العسيري


ليل وفجر
شمس وقمر
انتي وأنا
ذا حالنا
من تنتهين
أطلع أنا
قصة غريبه والله عجيبة...
واللقاء .. أصبح محال
مثل قصص الخيال

****

موت وميلاد
نار ورماد
أنتي وأنا
ذا حالنا
ياتبتدين
يا أبدا أنا...
مانلتقي مهما يصير
ولا ندري عن المصير
نركض ورى حبٍ يتيم
مثل طفلٍ تبناه العقيم

****

ياذكريات الحاضر
ابسألك وشلون يموت حبٍ قبل لا ينولد ؟
وشلووون جت ذكرياته
والماضي مابعد ابتدى؟
كل اللى أعرفه...
وفي نفس الوقت أجهله
انتي وأنا ..
مانلتقي
وحبٍ جمع بيننا ..
مانفترق

****

ياساكنه غرب وانا دياري شرق
مانتفق
تذكرين أحلى الصدف
بيننا يوم قلتلك كننا التقينا
يوم اننا تواعدنا
والمسافه قسمناها بيني وبينك
رحتي شمال وانا جنوب
والغريبه كلنا ضيعنا الدليل
مكتوب الشقى لنا مكتوب ..
والبخت عيى علينا حتى بالقليل

****

تدرين ...
ابمتطي رحلتي .. والوعد ذيك السفينة
ان عيى يجينا الوصل .. رحنا نجي له

وأدري ..
واحد فينا يسبق الثاني
واحد على متن السفينة ..
والثاني يلوح بيدينه

****

وللاسف تغرق السفينة.....
وقتها يمكن نلتقي
يوم الحي بيدينه
يمسح على الميت جبينه



فاصلة أخيرة:

غريبة ظروف الوقت
تفرقنا وحنا بالاساس ما التقينا!





سأهديها للفرح
الذي ضربني البارحة...

د. منال عبدالرحمن
08-07-2008, 12:54 PM
فضلا- لا تقرأني - ( الدّخول محظور لمن .. !! ) للكاتبة الجميلة الأستاذة منى مخلص :

/




الدخول محظور لمن لديه علة في القلب او الروح او العقل



مــدخل :


- وقف مذهولا وبقرف , أمام الفضيلة وهي عارية تماماً وقال:


أفضيلة , وعارية؟!!!


نظرت اليه مطولاً- وتمتمت بغضب :

ويحك
أهذا جزائي أنني تخليت عن ستري , لــ يواري سوأتك ؟




ديمو- قراطية :


- كان حاكم الشعب الذي اختاره بحرية من بين ألوف المرشحين ,
لم يكن شعبه يعلم أنه قد وصل الى سدّة المعرفة عبر أموالٍ خاصة
كانت تَفدُ إليه دون حساب ,
وأنه (كشعب حر ) مااستطاع معرفته واختياره لولا تلك الأموال

والتي يطالبه الآن -أصحابها

ببيع قوت يوم الشعب بــ مستقبله , بـ ماضيه , بـ أحلامه

مع الفائدة ...!!




شرف المحاولة :


- رئيس تحرير جريدة الـ (’’’’’) رجل شريف جدا
يرفض كل مقال يتعرض لأولي الأمر , بتعليق ناقد
ويرفض كل مقولة او أقصوصة تغمز بـ عيوب الشعب بعين ساخر
ويرفض كل موضوع يتطرق بأي حال من الأحوال
الى سوء الحالة المعيشية للفرد
فـ لايتلمس أعداء الأمة نقاط ضعفها وعيوبها
الا أنه مستعد لمنح صفحات اعلانية واسعة المساحة , لحفلة هيفاء وهبي في القصر ترافقها اليسا وراغب علامة
وصفحات أخرى لمن يقدم تعزية في فلان من الناس
وصفحات أخرى
في طلب وظيفة تَقرَّر من سينالها وقبل الإعلان عنها


((مُجبرٌ أخاكَ لابطل))



حب - ولا :

- زوج يحب زوجته كثيرا
كثيرا
يحضنها عندما يعود الى المنزل بشوق
يقدم لها الهدايا الثمينة
وكل ماتحتاجه من مواد تفيد الإستهلاك الآدمي
وتُعزِّز تواجده بقوة
الا أن المساء مرهون دائماً بمزاجه
بسبب العمل - وغير العمل

ليقبلها قبلة النوم بحب
وينام بـ حاجاتها الأخرى
الى فرصة أخرى


يالذيذ يا رايق http://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif


فــرار :

- حاول أن يفر بها من أنثى الخطيئة
شدَّه ُ النقاء وصفاء السرّيرة
ونجح في مرحلة الهروب الأولى
وفرَّ فعلاً


لكنه تذكر
أن ماأضحى ملكه الآن
لايكفي

فلم تقع بعدُ
الــ خطيئة

أسلم ساقيه للريح - وفرّ كالحُطيئة



أزمة شـ عر :


- لم يحبها يوماً - لكنه اعتاد على مناداتها منذ عرفها
بـ حبيبتي

لم يكن يكذب فعلياً
بل كان فقط يَستشعرها بِحُبّ
ومن ثم

يُشعِر- بجمال



على أونا على دوي على تري :


- مزاد علني - يومي - في بقعة عربية ذات لكنة فرنسية
بل- سوق عكاظ
في كل يوم تُعرض أسهم الوطنية للبيع
في كل يوم تُعقد مناظرات تثقيفية كيف نشتم أكثر
وكيف نبيع أكثر
نشتري أكثر
وكيف نؤمِّن الكيك الفاخر
لشعب لايملك ثمن رغيف الخبز

في كل يوم يُخوِّن طرف- الطرف الآخر
وعند كل - خيانة
ينهار حي - وتموت أسرة

وتحيـا اسـرائيل




- smoke free

قررت بعض الدول المتحضرة الناطقة بلغة الضاد
أن تجعل من مدينتها
(سموك فري)
منعت التدخين في الأماكن العامة
المواصلات العامة
المطاعم العامة

وأخيرا منعتها في الفنادق الـ 5 نجوم

by law

وأضحى على المدخنين والمدخنات أن يخرجوا بخزيهم
الى الشارع
على أن لايرموا عقب سيجارة
فموظف المخالفات - ينتظر بلهفة
ومعه ورق كثير
تطبعه الدولة بسخاء


ولكن

مازالت المحلات التجارية تستورد الدخان الأمريكي - والأوروبي
ومازالت مصانع التبغ في أوج -عطائها
بمباركة ذات الدول التي قررت هذا القرار
وعرَّبته فضلاً
لاأمرا


ان
أردت أن تدخن
دخن في بيتك الآن
((فرصة))
فبعد قليل قد يقاضيك جارك
أنك تنفث سم دخانك
عبر نوافذ حديقته أو فتحات التكييف المشتركة



ممممم

(عليك بالمدواخ ) فهو أسرع وأشد ولاأحد يراه أو يشعره سواك http://adabtoday.net/vb/images/smilies/tongue.gif


(البصطار )حذاء العسكري :

- حين يدخل (بصطار) الجيش مدينة
يصبح دهس الصراصير- عادة ذميمة
حسب تعاليم - بوذا
وحدها الرؤوس الشامخة
هدفا للبصطار الأمريكي الصنع - أو الهوية



مغامرة روحية :

- يغامرون في زيارة قبر الأمير الشهيد في ذكرى أربعين مقتله , ويُقتلون ويَقتلون
إعلاءً لإسمه
ووفاءً لدمه المهدور منذ عصور
والقاتل قد مات
والأمير قد مات
وهو في قبره لايعلم عنهم شيئاً http://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif

لو كان بامكانه أن يخرج ويتكلم
لخرج بغضب قائلاً:


كفى جهلاً...!!!!!!!



((اختلفنا مين يحب الثاني اكثر))http://adabtoday.net/vb/images/smilies/wink.gif


- يختلفون
يتقاتلون
يُناظرون ويُنظِّرون
أينا أحق بالجنة
ولو أنهم أنصتوا لصوت الحق جيداً
لعلموا
أن الجنة - للأتقياء فقط


لايهم الطريقة التي نعبد بها الله
المهم
هل نعبد الله وحده حقاً


دون شريك؟




سـُـ ـقوط :



- سقطت تفاحة وتعلم منها نيوتن قانون الجاذبية
وفهمت الانسانية أن كل شىء آيل للسقوط
إنه نداء الأرض
لكلِّ من عليها
ولاأحد يجرؤ على الإعتراض
أو الممانعة


- احترقت روما و منها تعلم الحكيم , أن النار حين تشتعل بالداخل
تستطيع أن تلتهم كل مافي الخارج, دون رحمة
فبادر الى إطفاء كل نار
وأي نار
تحاول إنهاء كل جميل في العمق الإنساني
فلايخرج الدخان بشعلة حقد - ليحرق
الأخضر واليابس


يـــَ هـــود:



- فجرت أمريكا هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية
فتوقفت الحرب فوراً,
وتعلم العالم كله
أن التضحية بالنفس لاتفعل شيئاً أمام قنبلة ذكية شديدة القوة والأثر
وأن الخوف لايرحل إلا بالمواجهة
وأن مواجهة الذري لايكون الا بنووي
ومواجهة النووي لاتكون الا بقنابل جينية
تُوجَّه الى جينات مُعينة- فقط
لتأمن شرها صاحبةَ -الجين- الأعظم


وحدهم فقط , من يفكر جدياً
كيف يُنهي الآخر
دون أثار جانبية

ومن خلفِ
( جُدر)


- سقطت فلسطين منذ ستين عام
بأسلحة الإنجليز ومن ثم الأمريكان
ومازلنا نتسلح بالفتات الذي يرمونه لنا
وندفع ثمنه من زيتنا الأسود أضعافا مضاعفة
لنوجهه الى بلد مجاور
او فئة داخلية
فإن تعلَّم صغيرنا كيف يصنع بارودة او مدفع
اتهمناه بالخيانة العظمى..!!

كيف يجرؤ على التفكير بالسلاح في عصر السلام؟؟؟؟


حمـــامة بيضا ((رفِّت فوق فوق راسي )):


بدأ السلام منذ اتفاقية سايكس بيكو وقرار جمعية الأمم المتحدة
بتقسيم فلسطين

ومازالت مائدة المفاوضات تمتلىء في كل حين
ليخرج المفاوضون
كما دخلوا أول مرة


بالمزيد من الـ قتلى
والـــ جرحى
ومستوطنات تتكاثر كالسرطان
وجُدُرْ- تمتد في كل يوم بعد أن ورثت عار برلين
واحتملت فضيحة لينين
وارتدت أيلولها الأسود
وباتت تفاوض على كسرة خبز
وقارورة مازوت - وبنزين http://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif




تــــــــركة :

- http://www.bbc.co.uk/arabic/specials/meast_maps/images/sykes_map.gif

بعد انتهاء الدولة العثمانية
تقاسمت الدولة الفرنسية والدولة الانجليزية التركة فيما بينها
وكانت - سايكس بيكو
ووعد بلفور (باشا )


وبعد زوال الدولة الشيوعية
من حق أمريكا
أن تتقاسمنا تركة
ولكن
بينها - وبينها

وتعيد رسم الخريطة بماتراه مناسباً
بوعد من كوندي
وابتسامتها الساحرةhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif


وقبل أن يهرب الصباح :

اختلفت الشمس مع القمر في أيهم الأجمل والأقوى والأندر




فقال القمر:
أنا الهلال والبدر
أنا عشق المحبين وهادي الضالين وحبيب أمواج البحر السري , وتفاصيل أحلام العذارى

قالت الشمس :

أنا النور والخير والنماء
أنا الغذاء الحقيقي لأهل الأرض بدءاً من عظامهم وحتى أرواحهم


القمر :

بضوئي يهتدي الناس في عمق الظلام’

فابتسمت الشمس وقالت :

بنوري لايبقى ظلامhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif


- ولكنك ترحلين قبل كل مساء؟

لأن الأرض تدور حولي وتلتفت حولها في ذات الوقت
ولو أنها لم تفعل لبقيت طوال الوقت


- ولكان قسمها الآخر قد حرم من نورك ياسَاطعة http://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif..!!



- هو ذلك فعلا , حسناً
أنا من يَمنح النور لجميع أطرافها اذن - كلٌ بدورهِ


- وأنا أتكفل بالباقي يامُضيئةhttp://adabtoday.net/vb/images/smilies/smile.gif





منى مخلص
26-2-2008











http://www.6rbtop.com/library/resour...en/3522_hi.ram (http://www.6rbtop.com/library/resources/Mel7im_Barakat/Collection/listen/3522_hi.ram)


http://adabtoday.net/vb/images/smilies/wink.gif

ماجد العتيبي
08-08-2008, 12:36 AM
في انتحار أروى صالح , سقوطا من الدور الـ 12

ايه يعني ..
نطيتي مـ الدور لتناشر بقميص النوم
بصيتي على كل الشبابيك
وسراير الناس واود نمهم
دور
ورا دور
ورا دور
ورا دور
ايه يعني

. . .

بصيتي على كل همومهم
والخوف الهايج بعيونهم
في الشرابات والقمصان والبنطلونات
قمصان النوم الميته جوّه المرايات
الجثث المرميه جوه الملايات
ايه يعني

. . .

بس قولي لي
ليه برقتي عنيكِ وبصيتي للارض ساعتها
ليه عينك لعنتها
وأنت مدلدله في الجو ونازله صاروخ
نفسك كان مكتوم جواكي
وتلات صرخات اموات
وخوف معجون على شوف
قولي لي
ليه عينك مش قادره تشوف الناس حواليك
والصرخات المكتومه
بنات في البلكونات واقفين
باصين لرجليك اللي بيرفسوا في الجو
ودراعينك المفرودين عــ الآخر
نضرتين عينك اللي لامسين الارض

. . .

غريبه
فيه عربيات بتصوت في الشارع
وناس كتير مش واخدين بالهم
ناس مطلعين عيونهم وباصين لك
وانت مدلدله رجليك وبتنطي
جسمك كان غرقان في الظلمه
اللي بتهرب في النور
دور
ورا دور
ورا دور
ورا دور

. . .

يا شقيه
عايزه تخلعي وشك ليه
كرهتيه
كان ممكن تبدليه
او ترميه تحت الشرابات
او في الحمام
كنت امسكيه وكوليه بسنانك
شوهيه
بس مش بالدم
حاسبي
حتضربي في السلك

. . .

يا شقيه
جسمك ذنبه ايه
ترميه كدا
عايزه تموتيه
تخنقيه
تمليه بالسم
ترميه من الدور لتناشر
ردي عليه
لسه خمس تدوار قدامك
وتطبي
على صدر الارض
اشمعنا الموته دي بالذات
كان عندك للموت تلاتين سكه وسكه
ردي عليه
باقي دور واحد بس
وجسمك يوصل للارض ويتفرتك ميت حته
اروى
ردي عليه
اروى
اروى
انتي وصلتي ؟!

سعدي السلاموني

عبدالعزيز رشيد
08-11-2008, 01:32 PM
الكاتبة:Chilli
العنوان:الدرس: مايكل فليبس... الصفحة الجديدة


http://www.mrkzy.com/uploads/8f1d1d8549.jpg (http://www.mrkzy.com)

تقول السيرة الذاتية لهذا الشاب الوسيم, انه ولد في بالتامور(ميريلاند) يوم 30 يناير 1985 (23 سنة). هل يجب أن نحلل صفاته الهوروسكوبية لنعرف ان كان هناك من يشبهه تبعا لقناعاتنا بما تحمله الأبراج يا ماجي فرح؟!


في طفولته شخصت حالة مايكل كواحدة من حالات قصور الانتباه وفرط الحركة (Attention-Deficit Hyperactivity Disorder )حالة تعرف بأنها نفسية تتسبب في تصرفات نمطية وعدم قدرة على الإنتباه أو اتباع الأوامر والتلهي بأبسط الأمور!

في عمر التاسعة انفصل والد مايكل (شرطي) عن والدته (مديرة مدرسة متوسطة) بقي مايكل واختاه مع والدته.
بدأ الإهتمام بالسباحة منذ عمر السابعة وكان هذا نوعا من العلاج لطاقته المفرطة بالإضافة إلى تأثير اخته الكبرى التي كانت سباحة وطنية.

في سن العاشرة كان بطل السباحة الاول لهذا العمر في الولايات المتحدة!
في الخامسة عشرة شارك في اولمبياد سدني ليكون أصغر امريكي يشارك في بطولات السباحة منذ 68 سنة!

لم يحرز اي ميدالية..لكنه بعد هذا الحدث بخمسة اشهر فقط كسر الرقم القياسي العالمي للـ 200 متر فراشة وهو لم يصل في السادسة عشر بعد!

استمرت البطولات ليكسر الارقام القياسية الواحد تلو الأخر ويحرز 8 ميداليات في سدني 2004.
هذا الشاب ليس قديسا ولا منزلا, فقد اوقف في عام 2004 بتهمة القيادة بسرعة عالية تحت تأثير الكحول.. عوقب على ذلك كأي مواطن عادي فلم تشفع له ارقامه القياسية ليتسبب في قتل أحدهم, وحين سأل تحدث عن أسفه لهذه الحادثة الانفرادية والتي جعلته يشعر بالإحباط والخجل لأنه خذل نفسه وعائلته ..و قال: أعتقد أنني خذلت الكثير من البشر في وطني!!*






الليلة كان يكسر رقما جديدا! ويحرز ذهبية جديدة! ويرفع رأسه شامخا, ويرفع علم بلاده عاليا!


في غرفتي كنت ابتسم وأصفق له, كنت أشعر بالفخر رغم أني لست امريكية ولا أنتمي لأمريكا, جعلني اشعر بالفخر لأن انسانا مثله استطع ان يفعل كل هذا. جعلني افخر بإنسانيتي..

حين رفع رأسه خارجا من حوض السباحة, كان يبحث وسط الجماهير, وحين رآها ابتسم ولوح لها.. كانت أمه تقف له وتصفق..

بين الجمهور كان بوش الاب وبوش الأبن وزوجاتهما والحفيدة, يحملون اعلام صغيرة كالتي يحملها الجميع في المدرج, وكانو يجلسون على كراسي الملعب البسيطة, وينتظرون بإنتباه لهذا البطل الثروة, لهذا الشاب الفخر.. رئيس الدولة ورئيس سابق وعائلاتهما يحضرون سباقا مائيا ينجزه شاب طموح ليحصل على ميدالية ذهبية يحملها ليعود إلى مدينته..

الصين العظيمة لم تخصص "كنبات" بتيجان خشبية عظيمة لرؤساء الدول العظمى ليجلسو بين الحرس وهم يتابعون الحدث وينتظرون الكاميرات لتأتي وتشيد بذكائهم العبقري الذي قادهم لحركة "التواضع" الخطيرة تلك ليتعطفو على هذا الشخص العادي!
كاميرات الصين العظيمة كانت تبحث مع مايكل عن أمه, وحيت اشبعت فضولنا برؤية هذه الأم المعجزة, عادت لتعلمنا بأن بوش و والده كانا يقفان احتراما لسباح بلادهم.

بوش الرئيس لم يتردد في إتمام ما قرره في جدوله اليومي لهذا اليوم. بعد أن علم بخبر مقتل أحد الرعايا الأمريكان أمس.

كل هذا العلم..كل هذه الدروس.. في صفحة واحدة قرأتها لنا أمريكا خلال دقائق قصيرة جدا بينما كان "مايكل فلبس" يشارك في بطولة سباحة اخرى!

شكرا أمريكا


* ويكيبيديا

ناديه المطيري
08-23-2008, 05:37 AM
يحدث أحياناً بينما نتجوّل بين طرقات " النت " نلمح قناديلاً من بعيد لـ نقترب علّها تضيئ عتمة الذائقة

أو ربما تتناثر زهرة هنا وهناك ,, نقترب منها لـ نقطفها وننسقها في آنية الذاكرة لنجمع أكبر باقة ورد ونلون أرواحنا

ويحدث أيضاً , أن تتسلل سطور من نور بين خدر الغمام في سماء أرواحنا لتشكّل لوحة بديعة نحدّق إليها ملياً ,, بحدقات متّسعة وأفواه فاغرة ,, ونغبط الفنانين الذي قاموا برسمها


ربما ترغب بحمل قنديلاً لمشاركة الآخرين الضياء


أو أن تأخذ وردة من تلك الآنية لتقدمها لشخص ما يود أن يتشح بـ شال ملون مغزول من قوس قزح


أو أن تحمل تلك اللوحة وتعرضها للمارة في الطرقات لربما توقفوا ومدوا أكفهم علّ شعاع ينسل من بين أصابعهم نحو أرواحهم


لا أعدكم بأن أشارككم بـ أنفاس معروفة بقدر مايهمني أن تكون جميلة وإن كان الاسم مغموراً


فـ لنتشارك في تلوين/ تهذيب الذائقة ...



صباحكم قوس قزح ...

ناديه المطيري
08-23-2008, 05:41 AM
سـ أقدم لكم ذائقتي وما تحمل من ورود متناثرة





( ميــــلاد ) بين ( قوسين )

للكاتبة السعودية / هيلدا اسماعيل





هل سألنا أنفسنا من قبل ونحن نخطُّ خطاباً .. أو رسالة أياً كان نوعها .. لماذا نكتب بعض العبارات بين ( قوسين ) ؟؟ ..

هل كل ما بين قوسين مسجوناً بينهما ؟!!.. معتقلاً في عصر الحرية .. أو مدنياً في عصر القبلية ؟! هل كل ما بين قوسين هاماً قدسناه .. عاماً احترمناه .. أو عامياً خجلنا منه ؟! هل هو أسماء نحبها فاحتضناها .. نكرهها فعذبناها .. أو نخاف منها فشددنا وثاقها ؟! هل كل

بعد ميلاد الميلاد

انتصبتْ قامتي الجنينية

تكوّمتُ على صدْر أمي بدلاً من رحمها

أرضعتني جدتي الحنانَ زاداً..

أجترُّ منه كلما تضوّرت جوعاً

كلما ابتلعتني الغربة ..

وظل قلبي يرشف من دمها ..

ويتدحرج على ساعديها

حتى تكثَّفت ملامحي ..

اتَّسعتْ عيناي

واستطعتُ أن أركضَ بذراعين مفتوحتين

أرددُ بقلبٍ عال ٍ:

( أبداً جدتي سننزفُ الحكاياتِ معاً )

بعد ميلاد التمرُّد

تغيبتُ عن الصفوف المدرسية

أحرقتُ دفاتري الملونة

سكبتُ الماءَ الباردَ على حقيبتي

برَّيتُ الأحلام َ حتى أنهكتها ..

ذابتْ ممحاتي من مسحِ الأخطاء

تكسَّرتْ أسنانُ مسطرتي من الاستقامة

التهمتُ الطباشيرَ البيضاء ..

غمرتها في غضبي

مزقتُ مريولي المدرسي..

حددتُ شفتي

أبرزتُ أنوثتي ..

على السبورة الخضراء كتبتُ:

(بعْثــِروا ضفائري .. لم أعد طفلة)

بعد ميلاد الحب

قرعتَ بابَ قلبي بقوة..

كمن يحمل خبراً سعيداً

كنتَ ساحراً ..

شرساً مثل طائرٍ هَجَرَ أجنحتَه..

ليطيرَ باتزاني

ملتصقاً بي .. مذعوراً من أن أضيع ..

فيسقط

وتسقط معه مشارفُ الوصول

حاصَرَتني .. بصوتكَ .. وهاجسكَ

وخاتمكَ الذي طوَّقت به إصبعي

نَبَشْتَ في جسدي كمخلب ٍجائع

تمَدَّدْت َعلى ساحتي ..

أحلتني إلى امرأة تمـوء عشقاً

و في كل لحظة تصرخ :

( لازلــت تسكننــي )

بعد ميلاد الاعتراف

اعترفتَ لي ..

أنك تشبهُ الضوء..

تبعث نورك لتملأ المكان

تخترقُ السجاد ..

الستائر والأثاث

تسيطرُ على الرؤية ..

تختزلُ المسافات

و بأنكَ لا تمارسُ الإخلاصَ..

لأن من طبيعةِ الرجل الضوء.. الانتشار

والتسلل في فراغ الإنــاث..

ليصطدم بالجدار ..

راسماً عليه اعترافك :

( أنـا لا أضيء إلا في الأجسـام المعتمـة )

بعد ميلاد الانتظار

انتهى الاحتفال بعيد مولدي

انتهت سنة أخرى من عمري ..

ابتدأت سنة جديدة

استيقظتُ فجراً على حمَّى أنفاسي ..

على حمى عام ٍ..

يبشرُ بالوحدة من جديد

انتزعتُ جسدي من الأريكة

خلعتُ جوربي الحريري ..

مزَّقتُه بأظافري

علَّقتهُ على باب ذاكرتك

حلَلْتُ شعري من وثاقه ..

نثرتهُ على صدر الوجع

ألقيتُ نظرةً على الهاتفِ الصامت

على البابِ المقفل منذ دهر

على مراسمِ الاحتفال الشاحبة

كلّ شيء كان خاوياً منك ..ومن الآخرين

أطفأتُ الشموع المثقوبة

مسحتُ المرارةَ من على المرآة

التقطتُ أحمرَ شفاه مهملاً..

ببخار أصابعي كتبت:

( لقد كنتُ البارحة في أبهى عذاب

كنت بانتظارك .. ولكنك لم تأت ِ )

بعد ميلاد الصدق

وهبتكَ صدقي عارياً كثوبٍ بلون الماء

تناولتَه من يدي ..

رسمْتَ عليه طريق احتضاري .. خطة نهايتي

شكلَ الخناجر .. و الطعنات الخلفية

و هناك .. فوق خزانتك .. في أحد أدراجك

تساقطتْ دمائي حبراً أحمر ..

احتضرَ قلبي خوفاً

استخرجتَ لي شهادةَ وفــاء ٍكان سببها :

(سكتـة صدق ٍ مفاجئـة )

بعد ميلاد الموت

عندما أرحل

عندما تتبخر روحي .. وأرحل

عندما تنهال على قبري آخر حفنة تراب

اقرأْ ورقتي هذه وأصدرْ حكمَك

فإذا قررْتَ أن تمزقها بين أصابعك

سيتمزق صوتي

وستسمع صدى وجعي

وإذا قررتَ أن تغمرَها بلهفة قلبك

سيشتعل القمر .. وستنبت أكاليل الياسمين

لتفترش مقبرتي وتحفر عليها:

( هنا .. ميـلاد .. ترقد بسـلام )





* ميلاد ,, هو اسمها المستعار في النت قبل ان يعرفها القراء من خلال المطبوعات

ناديه المطيري
08-23-2008, 05:44 AM
كأس مكسورة ..للآخرين !


للأديبة الشاعرة/ سعدية مفرح






تاريـــــــــخ

وضعتُ الورقةَ على الطاولة

وأمسكتُ بالقلم الرصاص

لأكتب نشيداً في مديح الحرية ونبذ العنف وحق الأحياء المطلق في الحياة

عندما انتهيتُ

بدأ غناء ثلاثي للورقة والطاولة والقلم

يحكي تاريخ ثلاث شجرات قضت نحبها دونما سبب مقنع !

هدايا متبادلة

عندما تهترئ ثيابُ السماء اليومية في الليل

تهدي الأرضَ عبر ثقوب الأثواب

بعضا من جسدها المخبوء

نجوما متلألئة !
ماذا تهديها الأرض

عندما تهتريء ثيابها اليومية في الليل

غير دموع بشرية ؟!

صداقات

في النهارات المتشابهة

تنمو الشوارع حد الشيخوخة

وفي الشوارع المتشابهة

تنمو الصداقات حد الصبا

وبين نموّيْن نتوق لصداقات متشابهة بين النهارات المختلفة والشوارع الفتيّـة .

وحـشة

الصحراء ؟!

يا لوحشة البيت المتسع

وفراغه البائس المخيف .

الصحراء إذن ؟!

يا لوحشتها في فضاء المدن التي تعرض وتطول شوارعها بسرعة

والطائرات التي تطير على بعد منخفض

وهؤلاء الذين يفضون بلاهتها القديمة

من أجل عطلة نهاية أسبوع خالية من التلوث .

كأس مكسورة

يخلط ألوانه

كلما لاحت له عينان صالحتان للرسم

أو ذيل فستان ملون

أو منقار حمامة

أو حتى كأس مكسورة .

يضرب فرشاته النزقة في سديم البياض الممدد أمامه متحديا

كلما اتسع الفضاء وتناءت العلامات الفارقة .

يرســـــم

كلما ضـج صدره ببكـاء محبوس .

مرآة مستلقية

البساتين التي دأب على رسمها مؤخرا

لا أشجار فيها ولا تجري من تحتها أنهار الحليب والعسل .

البساتين التي يرسمها

لا تستوعب فضاءاتها إلا اللون الأزرق الباهت

وكأنها مجرد مرآة مستلقية على ظهرها

باتجاه السماء الملبدة بالأشجار التي تضن علينا بثمارها الفائرة النضج .

عتــــــــــبات

ما بين اليقظة الكاملة

وولوج بوابة النوم رويدا رويدا

تتعبأ بالأفكار والحكايات والذكريات والحوادث اليوميــــة .

ما بين لجة النوم

ولحظة الاستيقاظ رويدا رويدا

تفرخ القصائد العظيمة والصـور الشعـرية الباذخة .

على مكتبك ...

ما بين الورقة والقلم

تنسى الكلمات

وتهرب القصائد

وتتلاشى الصور !!

صديــــــــق

بائسٌ مثل رصيف ممطور

مرهف مثل أغنية صباحية لفيروز

غاضب مثل شاعر خمسيني

مزدحم مثل جريدة يومية

و ....... كذوب جدا

مثل أي صديق حميم .

فائـــــــــدة

عندما جف ماء النهر

صار وادياً له ذكريات مبللة بالفراق

ولكن ضفتيه التقتــا لأول مرة

وصار لهما مستقبل متســــع رغم يباسه الجديد .

حـظ

يا لحظّــهِ ...

كان يرتب أحلامه

حين فاجأه التحقق !

يا لحظّهِ ...

كان يفرح بالتحقق وتبعاته الباهرة

حين فاجأه التلاشي المهين !

يا لحظّهِ ...

كان قد مات فعلا

حين فاجأته القصيدة !!

نسبية

أسود وابيض

بارد وساخن

عال ومنخفض

بعيد وقريب

........... إلخ إلخ

نبحث عن أحدهما دائما

وفيما بينهما تبدأ يومياتنا

وتنتهي .

رجــــــــــل ما

كلما تبخر ماؤه إلى الأعلى

كَثُرَ المطر

بحرا لا يجف .

شـــــــــــــــجاعة

لتعلم الشجاعة طريقة واحدة

أن تصر على حب ما تشتهي

بقوة قصوى .

ســـــــــــــادة

موتى يتناسلون

يتبادلون بعضهم

روحا بروح

وجثة بجثة

يمضون إلى موائد القبور متخمين

وينسون .

محاولة بدائية

يحاول دائما أن يكتب وصيته

لكنه يتراجع في اللحظة التي يسميها الأخيرة

ويبرر :

لا شيء يبدأ من النهاية

أو ينتهي في البداية

أشياء كثيرة لدي تحلم بحريتها الأولى

وهي تقف مشدوهة على حافة نهايتي

تستحق البقاء هكذا ..

بانتظار اجتماع الورثة الأول

بثيابهم السوداء

وعيونهم البراقة

وآلاتهم الحاسبة !!.

* * *

يحلم كثيرا بكتابة وصية خرافية

يكتبها عندما تكون حقيقة مؤجلة

لا مشروع ورقيا

يعني أن تطير مثل بساط الريح

وتتركه واقفا على شاطئ البداية

مثل مالك الحزين

يلتقط الأسماك بمنقاره الطويل

ميمما شطر البحر .

* * *

يتلاشى على سرير الفراغ

يستبدل كميات الدم والمصل الداخلة فيه

بحياة خارجة

لا يدري أين

تنسرب خفية بلا ملامح

ولا تترك وراءها سوى ما يطيح بالذاكرة .

* * *

يبتسم وهو يكاد يسمع أغنيته المفضلة تنساب في بداية النهار من غرفة الممرضات

ينقر بأصابعه النغم الموسيقي على سطح الخزانة الصغيرة

لكنه لا يسمع سوى أغنيته المفضلة

وثرثرة الممرضات الصباحية .

* * *

الذين يقودون سيارات نقل الموتى

يدخنون سجائرهم عندما يرغبون بذلك

ويقفون أمام إشارة المرور الحمراء

ويسمعون نشرة الأخبار

و يعرفون عنوان حمولتهم

لكنهم لا يعرفون اسم المتوفى

................

..........................

أنهم يحتفظون بالأوراق الخاصة بذلك على أية حال .

* * *

أوراق الأشجار لا تتساقط في الخريف !.

ناديه المطيري
08-23-2008, 05:56 AM
صدرٌ يتنفّسُ وجهَ الرّيحِ


بقلم الكاتب / إهمال ( أحد كتّاب النت )





بعدَ قليلٍ سوفَ تَهزّ وسطَها؛
لكي تتقلّصَ ملامحي, خلفَ غبارها الكثيف
ويتفتّت اسمي, داخل حُجرتِها المُتورِّمة
كالعادة..
ستهزّ وسطّها؛
من أجلِ أنْ أشعرَ بالنّعاسِ
كالعادة..
ستُمسكِ بيدي؛
لنذهبَ مَعاً
فأنامُ على خدِّها, قبل موعدي المُحدّد

أُحبّها حدّ الهوس
لكنّها كالعادة أيضا..
لا تعترفُ بأنّني ابنها البار
أو أنّني مطرٌ يطيرُ فوقَ السّحابِ
فما فتِئت, تعتبرُني مُجرّدَ صرخة بُؤس
كلقيطٍ, يُحدِّقُ في سقفِ مسجدٍ؛
ينتظرُ سُوءَ الظّن
كابنِ باغية يركضُ في الأزقّةِ المُعتِمة؛
يُفتّشُ عن كرامةِ أجداده

ترفضُ وفائيَ لها
كما لو أنّني عدوّها
الذي لايحفظُ العهدَ
لن تَعترفَ بأنّني أحد أبنائِها
تلك هي اللغة....
التي ترفضُ الانتحارَ بين شفتيّ
اللغةُ التي تغصُّ في فمي
فيتساقطُ تاريخي من صدرها, حرفا حرفا
فوق أكتافِ الغُرباء
الذينَ لن يلتفتوا نحوي
يرحلونَ كالطفولة
لم يأْبَهوا يوماً
بحُزنِ تراب الوطنِ التّافه

لذا سوف أكتب للغرباءِ
وإلى وجهِ الرّيحِ وأبي
سأكتب دونَ أنْ أُحرّك لساني
فأنا مُنذُ ولادتي ثابتٌ, كالظّلم
تائهٌ, كالحقيقة
لم يعد بإمكانيَ أن أعثرَ عليَّ
فأنا المنفيُّ المُتردّد,
ككلمةِ حقِّ أمام سلطانٍ ساخط

ولأنّني أنتظرُ شيئاً لا أفهمه
باتتْ كآبتي كمسافةٍ بلاحد
تمتد
من صدري المُتّقد بالماضي
إلى موتي, الذي نسيني, ونام بعمق
لست أدري؛ لمَ أنا هنا؟!
وحدي ثابتٌ, كالأفق
في هذا الكون السّائر على عجل
في طُرقٍ مُتداخلة، مليئة بالثّغراتِ
ومثقوبة الأطراف
فكيف ليَ أن أرحل؛
وأنا لا أعرفُ أين طريق الموت؟!

لكنّني سأكتب للغرباءِ
وإلى كلِّ من لم تلده الفاجعة بعد
.......
سأكتبُ أنّي
راوٍ تجلى
امتطته قصيدة
وعبء النصائح
فصار ضجيجاً
بركْبٍ عديدة

ويصرخُ شعراً
يُحذّرُ أنّ السّماءَ ستسقط
فوقَ رؤوسِ العُصاة
وقلّما قال:
بأنّي أشكُّ
وبعد زمانٍ تبنّاهُ شكٌ
فكيفَ اصطفاه؟!

قد زارهُ صمتٌ يحثُّ الحِياد
فحبَّ الرّحيلَ ومقْتَ البلاد

وذاكَ أنا
وهذا المساءُ
ككلِّ مساء
وليس اعتباطاً؛
نسيتُ الهروبَ
والاختِباء

نسيتُ تقبيلَ
جبينَ الحنين النّحيل
جبينكِ أُمي
لأنّ شفاهيْ؛
تواري السرابَ
وأمضغُ حيناً
كلامَ الرّحيل

وأرفضُ أنّ هُناكَ زِحام
أوَدُّ الذّهابَ
إلى قبرِ جدّي
وظلِّ الخيام

لكنّني أنسى طريقَ الرجوعِ
وإنّيْ نسيتُ
صوتَ الأنين
وخطوتيْ ضاعتْ
تحتَ ركامِ السّنين

نسيتُ الهروبَ
وشكل الغيابِ
و ماذقتُ يوماً
دموع الإيابِ

ومازلتُ عارٍ, إلا من تُرابي
فمن يتبرّع
يُعيد إليَّ ثيابَ شبابي

أعيدوا إليَّ
حبل حِذائي
ولون الحقائب
أوَدُّ الذّهابَ إلى رأسِ جدّي
لكي أنسى أنّي
ربيبُ المصائب



أيّها الغرباء, هل أبي بينكم؟
أُحبّ أن أخبرَه
بإنّني حقاً تنتابُني رغبة بالرحيل, والاندثار
لكن
وقبلَ أن أختلَّ, كقلبي
وقبل أن أتبخرَ, كطموحي
وقبل أن أضمحلَّ, كسيجارتي
بل قبل أن أتلاشى كُليّاً
بودّي أن أخبرَ أبي, إن كان بينكم
بأنّني لم أُنفّذ وصيّتَه

أبي لم يسمعني طوال وفاته
لكنّه نطق
قبل أن ينام
تحت جناحِ ضوءِ الغرباء
قال:
يابني.. اِحذر أن تتعلّم الصّدق
ثُمَّ إنّ بالكذبِ نجاتك
وإيّاكَ أن تلمسَ نور الشّمسِ براحةِ يدك
ستحترق يابني .. فإيّاك أن تفعل

أبي ماتَ باهتمامٍ بالغ؛
لكي يثبت لأسياده أن قوافل الوجل تَتَدفّقُ من قلبِه
أبي الذي رحل دون أن يعلم
أنّي نسيته؛ قبل أن يحلمَ بي
وأنّ اللغة أعلنت بمكبرات الموت, بأنّي كابوسٌ مُزعج
وأعلنت, أنّها سوف تلعنُني للأبد
وهذا ليسَ مهماً
فأنا أؤمن أنّ الصّباح ينامُ في عينيّ
لذا عليّ أن أفعلَ المُستحيل
سأركض باتّجاهٍ ما
في يومٍ ما
كإشاعة
لأهربَ بعيداً عن فمي
وحلم أبي
لعلّي أنعتقُ ببطء
من كوني إهمال
يشعرُ بالخوف



...

..


.

ناديه المطيري
08-23-2008, 06:02 AM
هكذا .. أحببته !


بقلم / لينْ ( كاتبة سعودية تكتب في المنتديات )




وصباحُكِ قصيدةُ عربية , تلّوح للعابرينَ بلاءاتها
لاءُ مُخضبّةُ بعنِف القِتَال
ولاءُ مُهربّة على حدودِ أرضِ المَقدِس
ولاءُ يفوحُ منهَا عبقُ الشُهداء على ناصيةِ الجَنّة
ولاءُ تزوركِ لتنتشي بكِ .. يا أنثَى الحروب والقتِال فِي دمِيّ
يا مِدفعاً يؤازر الحروف .. فتنطلِق منه مُتألقّة مُتأنقّة .

أيّ الرجِال أنت ؛ الذي يُرسل لحبيبته صباح مُدميّ كهذا
أيّ الرِجال أنت ؛ الذي يُباغتُها بعنفِ القتَال وهِيّ لم تتنفسّ بعد ترنيمةِ الفجَر !

هكذا تَكُون صباحاتُكِ بيّ , رجُلاً يهتّم لقضايا عصرهِ ويتابعها بزهدٍ رجوليّ نادِر حتّى وهُو فِي حضرةِ الحُبْ
رجُلاً يأتي بأحلامهِ وأمنياتِه الباسِقة كطلعٍ على أرض الرافدَينْ, ويرتبَها وهو يعدُو من أراضيّ حيفَا اليانِعَة , ويناغِيها حين أفل المطَر تحتُ وطأةِ الاحتِلال الأنثَويّ .. على أرضنَا , أرض الحب التِي تهتّم بها كأشجار الزيتُون المثمرَة .

يا الله من حُبكَ هذا ..
الذيّ جعلَ الطُفولة تتسلقُ بحرفيّة دونَ سلالِم إلى رُوحِيّ , وآثَر الفَرح لقلبِيّ دون طَرقِ لبابِه
وجعلَنِي أشبههُ , أشبهه حِين يلتهم الكُتب بِلا موعدٍ قرائي سابقْ
والذيّ جعلَ هداياه لا تخلُو من أدبٍ عَريق , وقُصاصات عشقيّة ملونّة يكتبُها بشيءٍ من الضحكَات !

أُحب منافستَك فِيّ هذا , على الرغُم من خساراتي المُتكررة
حِين نتفق على الانتهاء من أحدّ الكتُب التي تجبرني على قراءتها ..
فيبدو السبب متجلياً في تأخرّي الدائم ؛ أنيّ اقرأها بعنايّة أكثر من اللازِمْ , أحُب الولوجُ في الحرف من مدخلٍ نازِي عند أيّ شيءٍ تقرأه مِعيّ .

أُحب اهتمامُك بِيّ , حِين أرفضُ فِعل هذا !
تهديداتُك المُضحكّة ونزاريتُكَ المُبجلّة شَوقاً , تجعلني اهتمُ بيّ دُون رفض ..
أحب الصبُح بِك حِين تقوله قصيدةِ , وأنا أعلمُ أنّ لا أحدّ يُجيد قولَ الشعر الفصيحِ كأنتَ حِين يغدُو إلقائُك كقطعةِ لازوردِيّة نادِرة , نادِرة وأقسِمْ.

كِيفَ لكَ أن تُحِيل كُل الأشياء الحزِينةُ في داخلي إلى بساتين مُزهِرة , حِين تُحِيل أحاديثنا إلى آفاقَ بعيدّة أكثر طهر وبياض , حِين تقول الأشياء مُختِلفَة وأنا أنظر بأنوثةٍ لا يُجيدّ احتضانها غَيركْ ..
كَيف لك أن تجعلنِيّ مُطمئنّة آمنَة , وغِير مُكترثّة بمِن يُحب حروفكَ غيريّ !
حِين تُخبركَ إحداهُن , كَم أنا حضيضةُ بِك ..
وتخبرهَا أن لا دُور للحظ فِيّ هذا , وَأن لا مكَان له فِي أبجدياتُكَ
وتُكمِل .. ! وأنا التِي لا أجيد فِعل هذا لا أُجيد قولِ العِشق بِك بينمَا أنتَ تهاتفه بِكل ما اؤتيتَ مِن جُنون

أُحب عيناكَ الدامِعة وهِي تقرأنيّ , وكأنكَ تقرأُ حروفاً لابنتِك التِيّ تُهوى الخوض في شيءٍ لا تجيدّه ,
تصحح هفواتها الصغِيرة , وتُملي عليها إعجابُك بِلا رحمةٍ عاطفيّة قدّ تُصيبها جرّاء ذلِك .

وأنتَ الذيّ تقول : أحبكِ أكثر من أدواتي الشعريّة التالِفة , وأكثر من كِتاب غادّة الذي أهديتني إياه ذاتَ عِطر , وأكثر مِن لافتِات أحمد مطَر السَاخِرة , وأكثَر من كُل الأشياء التي تدور في ذهنكِ الآن حِين أقول هذا " أكثرُ منيّ " " أكثرُ منيّ " !

كَم تبدُو الحُروف ضحلة باهِتَة , ولاذعَة أيضاً حِين تكون أمامك ..
كم أبدو فَزعَة برفقةِ الليلِ الشَقِي وكأنما كانت السماء تُمطرنا خوفاً لاهِثاً
كَم أفتقد لصوتٍ يغزونِي فرحاً ويُلجم كل ثقبٍ للنحِيبْ ..
كَم أفتقدُ العذوبةِ , الحناجِر وهِي تغنيّ لنا , الأبواق وهِي تصيحُ بالشوقِ الشجيّ
أيحدثُ أنْ يكون شوقيّ لكَ شجيّاً ؟
مجرداً مِن كلِ إفاقة مُشرقّة بنَا , ومُبهماً ضائعاً لا يعرفُ مرسى للأمَلْ
أيحدثُ لرجُلِ مثلك أن أحبّته أنثاه بكل هذا الكم الهائل من الوجع ..
أحببتُك وجعاً يا أنت
وجعاً لا يغادِر الأفواه إلا بمضاضة الألسن
وكيف وأنت الذي أحببتها كمفكّر عظيم , وكشاب اعتبرته معجزتيّ الصَغِيرَة , وكطِفلٍ فائق المَرَحْ والمُزاحْ
وأنا التي أحببتك على استحياء , أحببتُكْ لينْ وشِدّة على ظهرِ الخَوف .

لا أعلم كَيف يكون الانتهاء منك في أمرٍ كتابيّ ؟
وحبّك الذي كاد أن يناغِي وجه القمر في صِباه .. يُلازمنيّ !

أتعلم ؟
أحببتك هكذا .. ببساطة !

قايـد الحربي
08-23-2008, 06:38 AM
نادية المطيري
ــــــــــ
* * *



شكراً :
لسطورك و نورك
للونك و كونك .

:

بناءٌ يستحقّ اللبِنَة و سآتي .

ناديه المطيري
08-23-2008, 06:50 AM
قايد الحربي


بانتظار لبنتك ليرتفع البناء شاهقا ً مغرياً لمزيد من العابرين

شكراً لـ عبق قدومك ..

.


.

ناديه المطيري
08-23-2008, 08:18 AM
ارتجالْ


بقلم / ساذجة ... جدا ( كاتبة سعودية تكتب في المنتديات )





الّلغةُ تنزعُ حذاءيها، وتمدُّ قدمَيها أمامَ الجميع _كما لمْ تفعل_ وكأنّ البلاغةَ بأكملها لم تعُد مُهمّة،
بل إنّها تثيرُ حفيظةَ الكثير، حينَ تتثاءبُ من دونِ أن تغلقَ فمها، _إلى هذا الحدّ تشعرُ بالألفة_
حين تتحدّثُ عنك.

أيُّها المصبوغُ بي.. عيناك.. شفتاك.. صدرُك.. وقتك.......إلى آخرِ ما يمكنني تقبيلُه،
ماذا سيحدثُ حينَ ترفعُ رأسكَ _ذاتَ شرود_ وتصطدِمُ بي؟
ما سيحدثُ أنّك من النّوعِ الذي يصعبُ إفلاتُه بسهولة.

هذهِ مجرّد شوشرةٍ، لأجعلكَ تظنّ أنّني هنا لأكتبَ نصّاً ( بينما أخبّئ خلف يديّ شيئاً مُغلّفاً.. )
لا تستعجِل المُراوغة ( أخبرتكَ أنّ الدغدغة لا تؤثّر فيّ، وقد تكتشفُ لاحقاً بأنّني كاذِبة )
ابتعد، (وأضحَك)، فقدْ يسقُط الشيءُ من يدي.. وقد يكونُ عِطراً، أو قلباً! لذا حذارِ.
ولا تسألني لمَ، كلّ ما في الأمرِ أنّني بتُّ أرغبُ في ذلك.

_ أقتطعُ من نّصيَ شيئاً، لأهرعَ إلى حماقاتنا الصغيرة.. كرسالةِ توبيخٍ حديثةْ:
" أخبرتكَ ألاّ تتركَ القلقَ يأكلُ من رأسي، وتفعل "._

لا بُدّ من أنّك تميّز هذا الطفل جيّداً؛
الطّفل داخلك؛ الذي يجعلُ الأمّ داخلي على أهبةِ استعدادٍ مُستمرّة!
وكأنّها تتوقّعُ أنّها ستسمعُ صوتَ ارتطام، أو تكسير، أو صراخ، أو انفجارٍ كونيّ في أيّةِ لحظة.
( هكذا تكونُ أحياناً، طفلاً إلى هذا الحدّ، يُمارِسُ الشقاوةَ وأمارِسُ لذّة الخوف ).
وأعلمُ، لا يمكنُ لأحدٍ أنْ يعلمُ عمّ أتحدّث، أو كيفَ تحدثُ شهوةٌ في القلق؛ لأنّهم لم يجرّبوا أن يقلقوا بشأنِك.

أخبرتكَ أنّها شوشرَة، فهاتِ قلبكَ الآن، وأنصِتْ، للحظةٍ حقيقيّة: أحُبّك_
وللحظةٍ حقيقيّةٍ أخرى.. تردّ: أموت فيك.
هنا تحديداً، تموتُ العاصِفةُ القويّة في صوتِك، وتنحني نحويْ..
وهنا تماماً.. أفقِدُ صوتي، وتصبِحُ عمليّة النّطقِ وحدها، مُهمّة صَعْبة.

لا زلتُ أشوشر، وأنتقلُ إلى أُذنكَ الأخرى، وأكمل.. بصوتٍ أضعف عشر مرّات:
"أنّكَ على وشكِ الانهمار، وأنّني على وشكِ الانهيار، والأجملُ أنّنا نريدُ ذلك."

هل قلتُ مجدّداً أنّ كلّ ما سبَقَ شوشرَة؟ وأنّني أجعلكَ تظنُّ أنّني أكتُبُ _بغباءٍ_ نصّاً عنك،
وكأنّني سأقولُ شيئاً عنكَ كما هو.. من دونِ أن تخور قوى أحرُفي بسهولة، حين تقتربُ منكْ؟

هكذا إذن، _وأمُدّ يدي بالشيء ذاك_ وأبتسِم،
ويزيدُ استغرابكَ حينَ تجِدُ أنّها رسالةٌ فارِغة إلاّ من كلمة: " خُذني "
وأعتذرُ مِراراً لأنّني لمْ أجِد شيئاً أفضلَ من ذلك.


الجيّدُ في الأمرِ أنّني تخلّصتُ منّي من دونِ الحاجةِ إلى رميي في القمامةِ العامّة كما كنتُ أخطّط دائماً.
( سيُسعدني.. لوِ ابتسَمْت ).


" الكتابةُ تضاعِفُ شوقي لكَ الآن.. فاستعدّ لي. "

-

عطْرٌ وَ جَنَّة
03-21-2009, 09:50 PM
" في أحـْلكِ الحُبَّ ألمَاً .."






.
.


لا أحتاجُ لأكثرَ منْ ..
قرْية ..
لاتسجنني إذا ما أفصحتُ عن اسمكْ ..
لاترفعُ صوتها في وجهِي .. إذا ما أخبرتها شيئاً عنكْ ..!
قرية تدللني ..
فأشبعُكَ حُباً .

قرية .. لاترتجف !
لكنّها تأخذني .. من يدي إليكْ ..
قرية .. لاتتركني ..
ولاتجلدني ..
ولاتجثمُ على صدري إذا ما رأتني أزفرَ بكْ .

قرية ..
لاتمطرُ ملحاً .. ولارملاً .. ولا َوسَخاً .. يمنعني اللقاء بكْ .
قرية ..
تأتيني بك حين أقول .. " أحتاجك " .
قرية ..
تمنحني أنت .. بلا خوفْ ..
ولاتردد ..
بلا حساب .


..

لاأحتاجُ لأكثر منْ ..
إغمـــاءة ..
لتعرفَ أنكَ البدءْ ..
أنكَ القدَرْ .. والمنتهى !
إغمــاءة ..
لتفهمَ أنني .. منسوجة منكْ .
ونائمة فيك ..
ودافئة بكْ .

إغماءة .. لتدرك أني ..
يتيمــة .. لاتعرف غيرك ..
خائفة ..
تحتمي بما بينَ أذْرعتكْ .
خرِبَة ..
تعانقُ موتاً كثيراً .. في غيابكْ .

إغمـــاءة ..
لتشهد ببصمتكْ ..
أنني أنتْ .
وأنّي أقطـُنكْ .


..

لا أحتاجُ لأكثر منْ ..
طفلْ ..
يجمعني بك ..
يغمرهُ لونكْ ..
كأوّل حالة مُماثلة لك .

طفل ..
ُأنجبه من منابت عروقك ْ..
أنجبهُ من التحديق في وجهك ْ..
من تعب ملاحقتكْ ..
انجبهُ من ابتسامتكْ ..
من تمرّد حاجبكْ .. ومن تحسس صوتكْ !

لا أحتاج لأكثر من طفل ..
أقطفهُ منكْ .


..

لاأحتاجُ لأكثر منْ ..
لوحة..
تجمعني بكْ ..
تملؤك بي ..

تمزجني بظلّك ..
أو قبضة يدكْ ..

تغرسك في شَعري ..
وربما في مطلع خدّي ..

لوحة ..
تضعني في احدى عينيك ..
لايهمْ
كـ رمشِ جميل .. أكرمْتهُ بالتبنّي .

لوحة .. في أعظم المدن ..
وأثمن الدُور .. ..
لوحة ..
بخيوط الغيمْ ..
وأصبغة القمرْ ..
يضمّنا الحب فيها إلى صدره ..
ويُطبق علينا جفنهُ بسلام .

لوحة ..
تُذرف لأجلها الدموع ..
وتمطر لأجلها السماء ..
ولا يُسمح باقتنائها ... لأحد .

.






رَهيد http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

نَفْثة
03-23-2009, 07:54 PM
رَسالة مِن : نَائِية
إِلى : نَفْثة .,







تدرينْ ؟
أحدهمْ جعلني أقومُ بكثيرِ حرْثٍ لتفكيري بالأمسْ ،
طول الوقتِ كنتُ أفكّرُ يا صديقتي بجدوى الكتابَة كمهنة أو كهوايَة ،
،
ليسَ أنني أريدُ حقاً التنفيسَ عنِّي ، أو أنّني أريدُ أن أعيدَ صياغة مخزون اللاوعي لديّ و لدى الآخرينْ ،
يجبُ أن يملكَ المرءُ إدراكاً شاملاً بدرجة معيّنة حينَ يقرّر الكتابة عن شيء ٍ ما و ترجمة أفكاره من فكر لكلمات في مساحةٍ ماْ ،

و حينَ دارت " فكرة ما " في رأسي ، أحببتُ أن أكتبها لعلمي بأنّني سأتمكن بدرجة معيّنة من إيصالِ ما في رأسي لأشخاصٍ معينينْ ، قد يشكّلون بدورهم حلقة وصل مهمّة مع أشخاص أكثر وعي ، وأكثر قدرة على الإنجاز من سواهمْ .
يمكنكِ مثلاً أن تسمعي عبارة ما من فتىً صغير مرّ بقربكِ في الشارعْ ، مثلْ : بابا أنا حفظت سورة الناس اليوم ، لتدفعك هذه العبارة دون أن تفهمي كيفَ و لماذاْ لفعلِ شيءٍ مهم بالنسبة لكِ ،
أن تقرئي قرآناً هجرتِه مثلاً ، أو أن تحفظي جزءاً منه ، أو أن تعلّمي أخوتك أن يحفظوا مثله ، أو أن .. أو أنْ ...
ألم تتشكل كثيرُ أمورٍ إيجابيّة ، و المُحرّكُ كان شيئاً غير منتظرْ ، و إنما حدث صدفة ؟؟

جربي قياس ذلك على أمورٍ أكثر توسعاً ، على مستوى أمّة .! ماذا يحدثْ ؟!

ليسَ أنّ الكتابة مهنة جيدة لكسب المالْ ،
ولا أنّها هواية جيِّدة حينَ يكون المرءُ " اجتماعيّاً " مثلاً ، و يحبّ ارتكابَ الأشياءِ بوجودِ رفقة ،
ولا أنّها طريقة ما لحلّ المشكلاتِ و لا سيّما مشكلة " وطنْ "، و حربْ ،

هل تستطيعُ الكتابَة _ إن أجيز لنا تسمية ما نرتكبه نحن كذلكْ _ أنْ تحدِثَ فرقاً ؟
بدرجة معينة .. أجلْ .

ربّما لا تستطيعُ أنْ تلغي حدوداً شائكة بين دولتينْ ، ولا تستطيعُ أنْ تخفي وجودَ المآسي في دولةٍ محتلّة أو أن تعيد إليها السلامَ ، لكنّها ..
بكل تأكيدٍ تحدث فرقاً .

كيفْ ؟

أليستْ تصقل شخصية الإنسانِ و تنمّي أفكاره و تحثّه على تطوير ذاتِه ؟ ألا تساعده على أن يصل بواسطة جسرها حيثُ الجهات الأخرى ليكونَ صاحب مكانْ ؟
،
أدري بأنّ ثمة طرقاً أخرى لفعلِ ذلكْ .. و لكنْ ، هذه واحدة من بينِ عديدِ طرقْ ،
و الآنْ ..

إنْ أردنا أن نحدث فرقاً حقيقيّا على رقعة الواقعْ ، أنْ نوقفَ بعض أوجه الفسادِ في حيز معينْ ، أو أن نسعى لمستقبل أفضلْ ،
إن أردنا الفرق فعلينا أن نضع خطة طويلة الأمد ،
تبدأ بنا ، و تنتهي بأحفادِ أحفادنا ،
أن يوصل كلّ منا أفكاره عبر سلسلة ممتدّة ، تتالَى .
لنصل أخيراً لجيلٍ يحمل زمامَ الأمور و قادرٌ على إحداث الفرق ، لأننا بشكل ما هيأناهُ لذلكْ .

أما أننا لا نكترثْ .. أن نتوانى و نقولُ : كلماتنا لن تصنع فرقاً . أن نثقف أنفسنا و نتعلم فقط _ و فقط _ من أجل أنفسناْ .
ولأجل أن نصنع ( لنا ) مكاناً دو نأن نكترث بالأمكنة التي يجب أن نبدأ بتهيئتها لغيرناْ .

أنْ لا نكترث لبشرٍ ننتمي إليهمْ . أو أن نكترثَ و نصمتْ لأنّ الحق يقول بأنّ لا أحد يهتمّ بشكل حقيقيّ و فعال لأي شخصٍ إلا ذاتهْ . فهذه مسالة لا أقبلهاْ .


تدرين يا صديقتي ، تمنّيتُ كثيراً أن ألتقيكِ بالأمسْ ، لأحدثكِ بهذا الشيء الذي قلبَ كلّ ما خطّطتُ له ، ليستحيلَ بعثرة في رأسي فقطْ ..


عاملُ الكتابة شيء ٌ ضروريّ و مهمّ في عالمٍ يتداعى كلّ يومٍ أكثرْ ،
إنّه شيء ٌ لا يمكن أن يتوقف المرء عن ارتكابه مهما كانتْ كتابته سقيمة و مفرداته متداعيَة ،
على الأقلّ ، يمكن أن تغفر الفكرة " بعض " المساوئ حين تكون فعالة و حين تصل للآخرين بشكلٍ جيّدْ .
لأنَّنا بشرْ .. و نتساوى في الإنسانية ، يجب أن نكترثَ لشيءٍ نشتركُ فيه جميعاً .

تصوّري ان يهاجم دبّ ما ذئباً ؟
برغم كلّ الخوف المهيب الذي يتسيّد بقيّة القطيعْ ، فإنهّم يركضونَ جميعاً نحو موت قد يكون محتّماً فقط في محاولات لإنقاذ ذئبٍ آخر ينتمي إليهمْ ، و يهاجمون الدبّ ببسالة .!

و نحنُ ؟
لله لو نتدبّر قليلاً ، و نفكّرْ ، لأصبحت حياتنا أفضلْ .

إسلامنا عالج كلّ المسائلِ الحياتيّة ، حتى تلك "المستجدّة " بقولهم ، لأنّ ثمة مسألة مهمة ، ألا و هي القياسْ .
بقليل تفكير تصبح أعقد المسائل ليّنة و بيّنة ،
و إسلامنا أخبرنا بأنَّ : كلّكم مسؤولْ ، و كلّكم مسؤولٌ عن رعيّنهْ .

و إذا أردنا تطبيقاً فعلياً لهذا ، فوالله ما اللبدءُ إلا من حيث أنفسنا ، و بالطرقِ التي تناسبنا ،
إذا لم نكن أهلاً لتحمّل مسؤولية شيء/ أحد ما ، فكيفَ نكونُ أهلاً لأي شيءٍ تافه ٍ من بعدْ ؟؟

علينا إذنْ أنْ لا نتوقف أبداً مهما كان الأمرُ محبطاً و كاسراً عن حقن الذات بالقوة المناسبة و التطوير المناسبْ ،
و الكتابةْ .. أخبر الجميعْ ، شيءٌ جميلْ . و ترجمة جميلة للفكرْ ،

إنها حديثٌ مقروءْ .. يوازي أهميّة الحديثْ المنطوقْ .
هل نلومُ أحداً على كلامه ، و نقول : كلامك لن يحدث فرقاً ؟
ليس ثمّة كلامٌ لا يحدث فرقاً .. انا واثقة . لكن المسألة المهمة : هل الفرق اتجه بشكلٍ إيجابيّ أو سلبيّ ؟!


في يومِ التدوين عن فلسطينْ ، أنا لم أكتب شيئاً ،
شعرتُ بأنَّ الأمرَ _ عذراً _ سيكون ساذجاً ، أن نكتفيَ بيومٍ واحد لنعالج فيه قضيّة مهمّة عتيقة ،
و لنتحدث عن هذه القضة بشكلٍ سافرْ ،
أو ننتحي كلّنا منحىً معيّن و قالباً واحداً هو " الحزنْ " ، و أن نستصرخ بالكلماتْ .

لا أقولُ أنّ أوجاعنا ليست ذات قيمة ، وأنّ الكتابة عن حزننا اتجاه مسألة معينة ليس قيّماً ، كل شيء له قيمة " معينة " بغض النظر عن حجمها الآنْ ،
لكن أقولْ : ليس علينا أن ننتظر أيار ، و منتصف النكبة ، وذكرى استشهاد فلان و فلانة لنتحدث بأفكارنا لأحدْ .

هدرُ الكرامة الإنسانيّة مستمرّ ، و الاستهزاءُ بالدينِ متواصلْ ، و بذلك الثورة يجبُ أن تكونْ .
نحنُ البعيدونْ ..
نملك الكثيرْ ،
ليس قلماً فقطْ .. به نسجل تاريخاً معيناً للقادمينَ من بعدنا كي " لا ينسوا " .!!

منذ أيام " المدرسة " و نحن نقدم لفلسطين قدر استطاعتناْ .. أذكرُ اننا كنا نجمع التبرعاتِ مثلاً ، لترسلها فيما بعد لجنة خاصة ْ.
كنا نشارك في حملات البحث عن متطوعين لإرسالهم هناك لتقديم المعونات و الخدماتْ .

انظري ،
أشياء تبدو بسيطة .. و غير قادرة على حل واحد بالمائة من مشكلة الشعب المحتلّ ،!!!
لكنها تحدث فرقاً " بسيطا " .! / لكنه فرقْ .

واحد و واحد اثنانْ .
اثنان و اثنينْ ، أربعة .
وكذا مئة و مثلها : مئتينْ .

لا يأتي العظيمُ إلا من تراكماتِ الأشياءِ غير العظيمة .!

الأمر يشبه سنن الكفاية ، التي تسقط الإثمَ عن البقيّة حينَ يتكفل البعضْ بالمسألة الدينية أيا كانتْ .

و أهمّ ما في الأمرْ ،
أننا جسرٌ لمن لا يعرفونْ .!
في العيدْ .. حضرتُ محاضرة لـ شيخ ، لا أذكر اسمه للأسفْ .. لكنه قال كلاما قيماً .
تحدّثَ عن اثنين أمريكيين التقاهما في الحج ، و أخبراه قصة إسلامهما .
قالا : أسلمنا على يدي بوشْ .،
ابتسمتُ أنا ، وأصغيْتْ . قال : في أحداث الحادي عشر من سبتمبرْ ، بدأ بوش بإلقاء خطابٍ ما ، و ذكرَ فيه كلمة " إسلام " مرة أو اثنتينْ ،
سألتُ صاحبي عنها و لم يدرِ ،
فبحثنا عنها في الشبكة و وجدنا بأنه دينْ .. فأعجبنا ، و أسلمنا من بعدما كنّا شابين تائهينِ ضالّينَ تماماً .

و تحدّث عن رجل إفريقيّ اعتقد بأنَّ الإسلام ماركة سيّارة ,!

حسناً ..
هؤلاءِ على من يقع عاتق تعريفهم و إخبارهم ؟
علينا ؟ عليهمْ ؟ على من بصدقْ ؟؟ .. إن كنا نهتمّ لأمر إسلامنا بشكل كافٍ _ مثلاً _ فعلينا محاولة تعريف الناس به و إيصال أفكارنا لهم ، لإزالة الضلال الذي يتملّك عقول من يعرفونه ، و من وصلهمْ عنه أنّه شيءٍ يقوّض البشرية .
أو لتعريف من لم يعرفوه يوماً بِه ،

الأمرٌ ذاته بالنسبة لكلّ فكرة ، و لكلّ معتقد ، لكل رأي نملكه ، و لكلّ مبدأ يخصّنا ،
نكتبْ .. لكل إنسان مضلل فكرياً وعاطفياً بشكلٍ مؤلمْ .. لكل من شحنوا عكسياً " بسبب الإعلام المُسيس ضدنا والصور الظالمة المزيفة المحورة، ولكل إنسان نام ضميره وتجمدت مشاعره وساقته أمواج الحياه بعيداً عن ما يحدث فعلياً في الحياة! " * ،

كثيراً ما نبتعد عن صلب القضايا و ننشغل بالسائدْ ،
لا نتعمق و لا نفكر بجدية و قد أكون دون أن أدري فعلتُ ذلكْ .!
لكنني على الأقل / عبرتُ عني ..
و فخورة بنفسي لأنني فعلتْ . ليس عيباً أن أخطئْ .. و ليسَ عيبا أ ن أقول بأنني طفلة في الابتدائيّة لا زالتْ " تتهجّى " الأفكارَ ، و ما أتقنتهاْ . لكنني احاول و أحاول ، و أفعلْ .


حسناً ، لكلّ منا تحفظاته و أفكاره ، و خصوصياته و معتقداته التي يؤمن بهاْ .
ربما يجبُ أن نؤمن أكثر بالآخرينْ .. ك وجود إنسانيْ معدم بشكل ماْ .!
أن نؤمنْ بأشياء هُمّشتْ .

و أن نحاول رؤية الأشياءْ بغيرِ دثارهاْ .



هذا لكِ ، و لغيركْ . وليْ
.

مروان إبراهيم
04-06-2009, 10:26 PM
°،حَادَ خَاتَمُهُ عَنْ أُصْبُعِي،°



،. إهداءٌ إِلَى رَجُلٍ لَنْ يُقَدِّمَ لِيَ وردةً حمراءَ لَيْلَةَ الحُبِّ ، وَ لَنْ يُهْدِينِي بطَاقَةً عليْهَا قلْبٌ و قَصِيدةُ شَوْقٍ شَقْراءَ ، و لَنْ يَقُولَ لِي وَ هُو يُضاجعُ شفتِي " أحبُّكِ "،.


لأنهُ لم يتبقَى لنا من ذكرياتنا الشتائية شيئاً ، لا حُزمةَ حنانٍ ، ولـاَ ضوءَ أمانٍ ،
و لأنَّ الأقدارَ لعبتْ لُعبتها ، وَ احتسينا نبيذاً مدثراً بثلجٍ أحمرَ و دمٍ أشقرَ ،
و لأنهُ كانَ لنَا غيمٌ ، وَ صحْراءُ لا تعطشُ ، وَ قبيلةً من الفرحِ الأخضرْ ،
و لأنَّ الربيعَ أمسى حالكاً كوجهِ الفجرِ الحزين ،
و لأنهُ مهما قيلَ عنِّي فِي كُتبِ العاشقينَ ،
و لأنَّ الجُرحَ ليسَ لديهِ توأمٌ شبيهْ ،
أخبرُكَ أننِّي عشتُ بما يَكْفِي لأكتُبَ عنكْ ، و سأموتُ كَما يليقُ بزهرِ اللوزِ
أجمَلَ / أبْهَى / أندَى .


بَصْمَةُ الخَيْبَةِ :

امرَأَتهُ سَابِقاً لـاَ أَكْثَرْ ،.



1)-

لَمْ تلدِ النساءُ رجلاً كما ولدتُكَ أنـا ، فِي المخاضِ الأولِ صرختُ فِيهمْ :
( أنِ اتركوهُ بأحشائي ، برحمِي ينبتُ دافئا )
و فِي المخاضِ الثانِي سال منِّي ريقُ القلبِ و أنـا أستصرخُ الربَّ :
( أنِ لـا تحْرِمنِي منهُ ، و منْ ركلاتهِ أسفلَ بَطْنِي )
و فِي المخاضِ الألفِ انزلقتَ منِّي ، من ثقوبِ رئتِي ، منْ شريانِي الأخضرَ
و منْ عُمقِ عُمقِ تأوهاتِي ،
فقَطَعتَ حبلكَ/يَ السُّرِي الذِّي يربِطُك بِي ، و رحلتَ رُفقةَ امرأةٍ بيضاءَ النهدِ ،.

2)-

فِي البَدْءِ أردتُ أنْ أحبَّكَ كثيراً ،
فأحببتُكَ بخشوعِ زاهدٍ ،
و انطواءِ بيتٍ قديمٍ ،
وَ بأسِ جيشِ مَاغُولِي ،
فِي انتصافِ الحكايةِ تغلغلتُ فِيكَ أكثرْ ، فقررتُ أن أحبكَ بطريقةٍ أخرى ،
فكنتُ الأمَّ ، الإبنة ، الخالة ، العمة ، نسبكَ الوطنِي ، أطفال زقاقكم القديم ، الجار العجوز ، بائعُ الخضراوات ، بائعُ السجائر و الجرائد و الأنباءْ ، ربُّ العمل ، زملاء الشُغل ، رفاق المقهى القُدامى ، أخ هاجر الوطن و لازال يذكر عطرك ،
لأنِّي كنتُ على إدراكٍ تامٍ ، أنَّ ألقابَ الحبيبةِ ، العشيقةِ ، لم تَكُ لتُرضي غُروري فِيكَ كامرأة لـا تتكررْ
فِي الختامِ ، علمتُ أنَّك لم تفهم مقصدِي ، حينما أخبرتُكَ أنك ( طفلِي )
لذلكَ رحلتَ دون أن تَعِي أنك خلفتَ خلفكَ قلبَ أمٍ مفجوعٍ .. مفجوعْ .

3)-

يُقالُ يا سيدِي أنَّ العُشاقَ سيجتمعونَ فِي الرابعِ عشرَ من شُباطَ الحزينْ ،
يُقالُ - أيضاً - أنهم سيتبادلون القُبلَ و الهدايا و الورود الحمراءْ ،
و أنَّ الشوارع ستحتفلُ برائحةِ العشقِ و الدموع ،
ستحملُ أحلاماً غضة ، و أخرى هرمة ،
يُقالُ - بصدقٍ -أن بيروتَ لن تحملَ أعلامَ الفرحِ المُبين ،
و جداراتِ فلسطينَ اتكأت على ظلٍ شمسٍ باهتة ، و اعتصمت على الخذلانْ ،
و يُقالُ - للأسفِ - أنَّ مدينتِي لن تحتملَ صفاراتِ العناقِ ، و عطرَ اللقاءاتِ الحميمية ،
و أنتَ قد مزقتَ جواز سفرها ، وَ ارتحلتَ تعتصرُ أناتِ امرأةٍ ليستْ أنـا ،.

4)-

فِي عيدِ الحُبِّ لن أرتدِي الأحمرَ يـا مَوْتِي المُبكرْ ،
لنْ أشعلَ الشمعَ ، و أفتح نبيذَ الغناءِ على حُنجرتِي ،
لنْ أضع أحمر الشفاهِ ، و لا طلاءاً على أظافرِي ،
لنْ أصفف شعرِي الأسود الكستنائي ، و لن أضع بهِ شريطةً حمراءَ حريرية ،
لن ألبسَ خلخاليَ الصحراوي ، و لن أضع أقراط السماءْ ،
كما أنِّي لن أعزفَ على الأصابع العجية ، و لن أظفرَ ببركةِ القديسِ فلانتاينْ ،
السببُ هُو أنِّي أعانِي من حساسية مُفرطة لكل ما هو أحمرُ ، وَ له رائحةُ الحبْ ،.

5)-

أتساءلُ ، مُجردَ تساؤلٍ لـا غيرَ ،
هل أحببتنِي ؟؟ ( أضعُ يدِي على خدّي و أتنهدْ )
كنتُ امرأةً ذكيةً جدّا ( قُلتها )
كنتُ عاشقةً حدَّ الموتِ ( أعلنتها )
كنتُ أنْثَى تفيضُ جمالاً و حُسناً و إغراءاً ( اعترفتَ بها )
كنتُ كاتبةً مُذهلة ، وَ مناضبةً من الطراز الأول ، وَ وطنية حدَّ النخاع ( بصمتَ عليها بالعشرة )
كنتُ طيبةً جدا ، مُسالمةً جدا ، طموحةً جدا ، شرسةً إن أحسستُ بأن خطرا يُحدقُ بِك ( همستَ بها )
و كنتُ معجونةً بطلاسمِ الوفاءِ ( لن تُجادلنِي فيها أبداً )

فلِما تزوجتَ امرأَةً لـا تُشبهُنِي و لـا أُشبِهها ؟؟

6)-

سَابِقاً كنتُ أغارُ مِنْ حبيبةٍ سابقة ، كانتْ تنامُ في زاويةٍ ما من قلبِكَ ،
الآن للغيرةِ مذاقُ خاصُّ جدا ، يُشبهُ مذاقَ دمِ شفتيَّ ، حينما يعتصرهُما البردُ و الصقيعْ ،
و لأنِّي أتحدثُ عن الآن ، فبصدْقٍ لم تعد لنا أشواطٌ إضافية للغيرةِ أو للبكاءِ ، أو حتَّى للحنينِ المتقدِّ كدمعةِ راهبٍ صلبوهُ على جذائلِ كتابٍ مُقدسْ ،.

7)-

أتناولُ فُطورِي في هُدوءٍ ، أشربُ قهوتِي في صمتٍ ، ألملمُ أشيائي فِي حقيبةِ يدِي ،
ألبسُ معطفاً أسوداً ، أنتعلُ حذائي الأسودَ أيضاً ، ألتقمُ ساعتِي و أشنقها بالمعصمْ ،
أنزلُ درجَ البيتِ و أنفِي في السماءْ ، أفتحُ البابَ و أغلقهُ ،
و أديرُ محرك السيارة ، و أمضِي ،
أسترقُ النظرَ من المرآةِ الخارجية ، لألمح ذاكرتِي العارية ، تُخفِي عورةَ جُرحها بمناديلٍ مائية ، لا تُجيدُ امتصاصَ الدمعِ المالحِ .
أجل يـا رجُلِي المُخلصْ ، إنِّي أذهبُ من غيرِ ذاكرةٍ ، حتى أستطيعَ أن أخونكَ مع أكبرِ عددٍ ممكنٍ من الصفعاتِ الموجعةْ ، و حبةِ نسيانٍ مؤقتةْ .
فكما أخبرتُكَ في آخر لقاءٍ لنا ، أنِّي ( امرأةٌ ذاكرةٌ لـاَ تُنسَى / تَنْسَى )

8)-

إنِّي أتركُ فمِي على رصيفِ الوطنِ الأحدبْ ،
و جسدِي على سريرٍ باردٍ ، و قلبِي بثلاجة
لذلكَ لم تعد تُغريني مشاهدُ التقامِ الشفاهِ فِي قُبلةٍ فرنسيةْ ،
فشفاهِي جافةٌ جدا ، و أخافُ أن تجرحكَ شفاهِي الجافة الجافة الجافة جدا كنتوءَاتِ الدَّهرِ الحادة ،
لم أتوقع أن أكون كاتبة فاشلة ، فكلُّ من كتبتُ عنهم أودعونِي سكة القطارِ ( و فلُّو و ما رجعوا )
حتى قضايايَ العشرةِ ، انتهكتها حُكومةُ التكميمِ بصفعةْ
و كنتَ أهم قضيةٍ فِي عُمرِ مُحاميةْ ، و خسرتُها في الجلسةِ الأولى ، الأولى يـا موكلِّي ،.

9)-

يُقال إنه حينما يموتُ شخصُ عزيزٌ لدينا ، نرتدِي السواد ، نُطفيءُ الأحداق بالدمعِ ،
نُطلقُ حشرجة آياتٍ مُقدسة ، ننثرُ بُخورَ الوداعِ البائس ، و تتجعدُ فِينا كلُّ الأمانِي الزاهياتِ ،
لكنِّي لن أقبلَ فِيك العزاءَ ، و لنْ أشتري لك كفنا ، وَ لنْ أدفن رفاتك فِي مقبرةِ الأمسِ الراحلِ ،
لأنَّ شريطَ حُبِك قد عَلِقَ فِي آلةِ النبْضِ ، و لـا مولد طاقةٍ أملكهُ لأعيدَ تشغيلَ هذا النبضِ الهامدِ ،.

10)-

أنتَ لم ترحَلْ ، بل طلقتنِي غيابياً و أنا حُبْلَى
فحِينما تلاشتْ أخبارُكَ عنِّي ، و مشطتُ أرصفةَ القطاراتِ السمراءِ كما المجانينِ باحثةً عنكَ ،
و حينما علقتُ أملِي فِي اللهِ ، فِي أن يكونَ على خدِّك وشمُ مواعيدِنا المُقدسة قائما، مُصانا ،
و حينما وضعتُ يدِي على الجدارِ و بالظهرِ نصلُ سيفٍ صدِيءٍ يُهددنِي بالنحرِ ،
و حينما كانت تتلقفُنِي زوابعُ العُلبةِ الصوتية ، و صوتُ المرأةِ المُبرمجةِ يَدْوِي :
| الهاتفُ الذِّي تطلبونه مغلقُ حاليا ، المرجُو إعادةُ الإتصالِ لاحقاً | ،
حتى أنِي لا أتذكرُ عدد المراتِ التّي نقرتُ فِيها أرقامكَ على هيكلِ الهاتفِ المنخورِ ، حتى باتَ صوتُ تلكَ المرأةِ
مبحوحاً حزيناً يُطِّلُ علي بِقُماشِ صبرٍ لا طائلَ منهُ ،
و حينما قرأتُ نبأكَ كأيِّ غريبٍ يقرأ خبرَ نعيِهِ فِي الصحفِ المحليةْ ،
غنيتُ لكَ ، و بالقلبِ حشرجةُ كروانٍ قطعُوا جناحاتهِ ، و فقأوا عينهُ اليُسرى الوحيدة
و أحرقُوا عُشهُ و صغارهُ اليتامىَ :

| و لكن قول أنا مَاشي ، ترا بعدِ الوداع أجملْ
من هروبِ الحبيبِ اللي ، تركله ناسِ موجوعه
و إذا حُبِّي ما يعنيلك أكيد إنِي الفراق أفضل
و إذا عيني بتبكيلك أكيد العين مخدوعة
و دا إنت اللي بتتركني ، و لا حدن جابرك ترحل|

11)-

موجعٌ أنْ أتذكر أمسياتنا العذراء ، و كيفَ أخبرتُكَ بسذاجةٍ عنْ لونِ عينِيَّ ، وَ ملمسِ ثوبِ العُرسِ ، وَ عن الأريكةِ التِّي ستجلسُ عليها ذات مساءٍ ، لأتسللَّ لصدرك و يُسندنِي فخدك، تُداعبُ أحلام الطفولةِ بوجنتِي ، وَ تُغرينِي باشتهاءِ أيلولَ على خارطة عُنقكَ و فمِي ،.
فمن يُشعلُ لكَ فوانيسَ اللقاءِ الحميمي ، ؟؟
و منْ يمسحُ عنك قطرةَ عرقٍ من على جبينكَ و أنت عائدٌ من زحمةِ الشغلِ و ( المشاوير ) ؟؟
منْ يكونُ وسادة رأسكَ ، تدسُّ أنفك بجيدهِ لتعبيءَ قنيناتِ الأمانِ و المطر ؟؟
منْ يُعدّ لك فنجانَ قهوةٍ سمراءَ ، و يضع القليل من ريقِ حبهِ بها ، وَ يغرقَ فِي احتراقكَ في قطعةِ سُكرٍ تكونُ جسده ؟؟
منْ يكونُ إلهةً تغفرُ لكَ الذنوبَ و تغسلُ خطاياكَ إلى أن تصير جنيناً في طورِ النمو ؟؟
منْ يُمشطُّ شعركَ و يرشقهُ بالماءِ وَ الصابونِ ، يدعكُ البخارَ الساخنَ على جسدك ، يهندسُ ذقنك ، و يضعُ قليلا من العطر على لحيتك ، يلف نصفك بالفوطةِ البيضاءِ ، وَ يقبل أرنبة أنفك و يهمس :
( حمام الهنا يا قلبي ) ؟؟
منْ يسهرُ الليلَ معك ، و أنت في انشغالاتِك الليلة ، و هُو يجوبَ المنزل طولا و عرضا ، يهتِكُ خدهُ الحزنُ و الأرقْ ، يُديرُ أرقام هاتِفك ليطمئن ، إلى أن تعود أنتَ في الصباحِ ، ليمنحكَ رائحةَ البرتقالِ في قُبلةِ سُباتٍ عميق ؟؟
إن ذلك الشخصَ ما هُو إلا أنـا ، تلك الصغيرةِ التِّي تركتها في وسطِ الطريقِ ، و اخترتَ صُحبةَ رفاقٍ جُدد ، و أكملتَ المسيرَ من دُونها ، من دُونها .
أبشرُكَ أيها المُخلصُ لِي ، أنَّ لـا أحدَ سيُحبُّكَ ( قَدِّي )

12)-

أنا لستُ حزينةً لأنَّ الرابعَ عشر من شُباطَ قد أزفَ ،
لكنَّ الشيءَ المُوجعَ هُو ذاك الفراغُ الذِّي تحملهُ تلك الأمسية الحمراءَ ، من دونِ أن تجد أحداً يُخبرُكَ ( بحبك ) و لو عنْ طريقِ البوسطة

13)-

ما تبقَى بيني و بينكَ مِن حُروفِ العشقِ غيرُ جُسورٍ معلقةٍ ، منها منْ أسقطتَهُ عمداً ، و منها من انهارَ سهواً ، و منها منْ باتَ آيلاً للإنهيارِ ، و الحبلُ الذِّي لازال يجمعُنِي بكَ ، طرفُ بقائهِ بقبضةِ كفّي ، و لكنِّي أحسّه يتملصُّ من شدة ثقلِ الخذلانِِ ، و انكساراتِ الخيولِ بصدْرِي ، فأتشبثُ به بقوةٍ ، لِتعوِي حُنجرَتِي الدامية أنْ ( يـا اللهْ ثبتْ الحبلَ بقلبِي أكثرَ ، ثبتهُ يـا اللهُ تكادُ رصاصةُ الرَّحيلِ و النأيِ تخترقُ حائطَ استبسالِي السميك )


14)-

أجملُ أحلامِنا باتت مؤجلة ، لِهذا لم أعد أحفلًُ بمواسمِ الصيفِ و الشتاءْ ،
حتى أجرةُ اللقيا لا تكفِينِي لعناقِ وجهك ،
أعلمُ أنِّي فقيرةٌ جدا ، حتى حروفِي ليست جميلةً جدا ، و أعلمُ أنَّ باقاتِ الوردِ محنطة كقواريرِ البُكاءْ ، و مقعدِي الخشبِي زالَ طلاؤهُ الأزرقَ الأنيقْ .
الفُلُّ كجثةٍ بيضاءَ بين يدِي ، و على شفا فمي مطلعُ قصيدةٍ لِي تقول :


( كاد بقلبِي يبقَى أبداً ** إلى أن حادَ خاتمهُ عن أُصبُعِي )



:


سمراء اللوز !

نوف عبدالعزيز
04-07-2009, 04:34 AM
مروان

سمراء اللوز رائعه رائعه رائعه

بعثرتني حروفها رحماك يا الله

لي عوده :(

عبدالعزيز رشيد
08-30-2009, 04:34 PM
الكاتبة:سارة رشاد
العنوان:ملاذات ليلٍ مثقوب

_________________




قلبي بحيرة ...وقلبُك بجعات طائرة




أريد أن أكون أحياناً




الخيبات ...بكاء مستتر
بلاد نطرحهُا أخيراً لنجتاز اللغة
و..
جسور بدعامات غائرة لا نمر طالما ما زالت تأكلنا
أحياناً ..
يقترفني الذنب
أتخيل
الأحلام المعلقة في اسطوانة العالم تتهيأ لثقبنا
البياض خدعة شعراء مجانين في أكواخ مصطنعة
أحياناً..
ابتسم داخلي لغزل عابر ...رافضة ًصدق شاعر
أبدأ بتفصيل شوارع النعاس بدلاً من انتظارها

أرفض دخول قاضمي الحُلم
\الدخول متاح للسادة الأشرار ....
الرافعين كؤوس ذاتهم
العائدين بغيمتين وقحط
هؤلاء يمنحون للرجال الأماني وأسباب الغد
يسلقون أكف النساء وهي تهندس نوافذ الانتظار

شوارعي ..
لها قدرة الذوبان بعد خنق المارة لو ادّعوا الطفولة
فالورود المتربصة بالقتلة يجب زيادة اخضرارها
هكذا تصبح أكثر قدرة على الخداع
سأقف ..
خذوا كل وصايا النبوّة الباقية
قطع الشوكولا الملائمة للروح وهي نائمة في ظهور الرّب
بدايات أصابعكم قبل دسّها في دعاء وجناتكم
الأمل المعلّق في زيتون آياتكم
فقط
فقط تذكروا أني شريرة ولا أحتمل الأذى


::
::



أجنحةُ نعيمهِ جحيم


ودودٌ يغصُّ الظلام َ ..ينسقُ عزفَ الحرائقِ \
مئذنة الحيَّ كنسها الجاهلون

حبيبي
أزمُّ عصافيرَ بيتي
أجاسرُ شوقي
أظنُّ جنونكَ يكفي


(يقولون َ ...
لو كانَ صدقاً وجودَهُ ..سيري على حافتي نهرهِ الغض ُ -إن كانَ حلّ َ الحمام -
وثمّ اثقبي ما يُسربل من معطفِ الغيب وجه َ أنملهْ ...
يذوب ُ المتيم ِ في خجلةِ الماء ِ بعدَ الدلال)
أجيبُ ....
"أراها أمانيهِ سطر القصيدة"

وأنظر ُ حينَ ستأتي


لتطرق َ كوناً معاراً برسمكَ
يلمس ُ عطركَ زيفَ وجودي
وطبعاً ستتلو

" أفيضي
بحبي فتلكم بغايا يُرِدْنَ نحيبَ الفراتْ
أفيضي
ومُدّي بـِ قلبكِ حتّى نصلي
فقد جاءنا التوَ وقت ُ الصلاة "

فعدني بألا تلمني لأني أحادث ُ بعضَ اللغات
فكونكَ ضوئي ...
وما كنت ُ أنثى لشاعرِ وهمٍ
يصلي بقلبي
ثمّ يمضي يفصّلُ معنى الإله ْ.


::
::

بهاءات الخيال ,,,كذبات أخرى





سبقتُكَ...
لم تعدِ الأرض َ ..أو صالحاً كوطن

لـِوحدي
يغازلني العابرونَ
يمرون َ مثل ارتجافِ المنازلِ في وحشةِ الوهمِ بعْدَ الحياة ْ
كما النمل تهرب ُ
طُهري يجاذبه ُ البردُ
تدري - ببابِ الخطيئةِ - لن يعتليني الصدَأْ
هنـا ..أسهل ُالموتِ فوقَ الرصيفِ
لذا لن أبالي غيابكْ
يؤرقني الخبزُ ,,
جندُ المدينةِ ,,
شيخ ٌ يردُّ السلام إذا ما سقطت ُ
ألم ُّالشظايا بقلبي
وأستغفرُ الليلَ أن لا يمسّ الأمان
سبقتُكَ وحدي
أرى الحبّ جبّاً \ نثارَ أمل

سبقتُكَ

أقطعُني للخلودْ.





::
::

ملاذات ليل مثقوب



غبي واحـد يكفي لصنع أنثى شريرة
كل شيء يستحق التكرار إلا وداع ساذج
تزعجني العناوين :-
(وجهٌ مبتور ٌ خوفَ ياسمينٍ )
( أمثلة لقلوب لا تتأرجح)
( تأوهات قطار مخصص للعبور )
( زاوية بلا عُصَاة تستعد للاندثار )
و الجسد مصداقية الواقع
طالما ألوانه ُ مبعثرة
أمّا الخيبات ..
تبقى قدرتنا الجديدة على الاحتراق

.
.



بعثرت ُُطهري في غيابكَ منحةً =ومددت ُ كفي في الجهاتِ الأربعةْ
عودتُني ..لسعات ُ ناركَ قوتي =عذراً صدى الآلامِ فلتمضِِِ معهْ
أنثى يشاغبها الرصاصُ بدارهِا =سخرتْ بكتفٍ ثمّ جئتَ لأجمعَهْ
يا توتُ ..يسكبُنا الغياب على مهل=ولذيذُ بردهِ بالمــجازِ لنا..دِعَةْ
سيظلُ طعمكَ في الأظافرِ أحمراً=ويشقُّ حرفكَ " إن تذكرَ " أضلعهْ
خذني من الأطرافِ حلماً آتياً=أقسمت ُ أن تُنْدي شفاهكَ أدمعهْ
ومتــى أعودُ..تُيَمِّمُ النايَ الحديث =الضوءُ غابَ ..أنا هنا كي أرجعهْ.