نسايم الساده
08-19-2008, 04:56 PM
( انتوا مواطنين وعندكم فلوس كثيرة )،، مقولة ابتدعها إخواننا العرب وأصدقاءنا الأجانب حتى أصبحت شعاراً لمواطني الدولة،، فهل هي كذلك أم أن المواطن نفسه ألصقها على نفسه لحصوله على امتيازات لا يرضاها إلا لنفسه؟؟ وعدم رضاه على الحياة العادية وجريه وسعيه الدائم خلف المظاهر واقتنائه للباهظ ثمنه؟؟
أُعجبتُ ذات يوم بفستان سهرة (ودش خاطري) فوددتُ شراءه،، وعندما استفسرت عن ثمنه وجدته لا يساوي ذلك المبلغ المبالغ فيه،، تنازلت عن رغبتي وحلمي بتلك الليلة التي نويت ارتدائه فيها حالما وقع نظري عليه،، فهممتُ بالخروج وإذا بزبونة من جنسية عربية تصادف وأن يكون ذوقها كذوقي وأُعجبت بالفستان ذاته،، نظرتُ إليها بخبث (والله هالـ ..... ذوّيقه) (النقاط لا تعني كلمة مشينة بل نسبها لبلدها) دفعني الفضول والغيرة والحسرة لانتظارها خارج المحل لأسألها عن السعر الذي اشترت به الفستان،، لم أنتظر طويلاً فبادرتها بالسؤال لأتفاجأ بأنها اشترته بأقل من نصف الثمن الذي عُرض علي،، وبذكاء منها علمت بأنني سبقتها له ليغتنم البائع فرصته برفع السعر لأنني وعلى حد قوله (انتوا مواطنين وعندكم فلوس كثيرة) فوجدني فريسة سهلة ليكون جزء ما بمحفظتي كافياً لعشاء في مطعم خمسة نجوم،، فـ (برستيجي) كمواطنة كان مطمعاً لأكون واحدة من ضحاياه.
في إحدى الأيام رغبت بتغيير هاتفي النقال،، فذهبت مع إحدى أخواتي لإحدى المحال واستفسرت عن أحدث الهواتف النقالة،، أخذ البائع باستعراض عضلات خبرته بشرح مواصفات كل منها،، وقع نظري على إحداها فأعجبني وأردتُ شراءه،، فما كان منه إلا وأن تدخل في اختياري وعلّق بقوله بأنه لا يناسب المواطنين وأغلب الوافدين يقتنونه (هذا طبعاً لرخص ثمنه)،، فنصحني بهاتف (خقة) على حد قوله أن المواطنين وخاصة البنات (هابين عليه) وبالطبع سعره يساوي ثلاثة أضعاف ذلك الهاتف الخاص لأصحاب الدخل المحدود،، يُقال (إذا ما طاعك الزمن طيعه) حقيقة أعجبني الهاتف لكثرة المديح الذي حفظت أغلب كلماته من البائع وكذلك لشكله الـ (خقة)،، تفحصت محفظتي فوجدتُ المبلغ كافٍ لشرائه طبعاً مع تأجيل مشروع شراء ما يلزمني للشهر التالي لأن الهاتف يُسال له اللعاب وفي حقيقة الأمر (أعاني من حمى اقتناء أحدث الهواتف)،، همّ البائع لعمل اللازم مع إصراري على خفض سعره قليلاً،، استلم نقوده فأخذ يعدها (لكثرة نوط بو 50) والابتسامة تعلو وجهه وهو يتمتم بمكر وبصوت مسموع (انتوا مواطنين وعندكم فلوس كثيرة)،، هممتُ بالخروج وأنا سعيدة بالهاتف الـ (خقة).
هذين الموقفين كافيين لأن يجعلنا نتساءل دائماً،، ماذا يعني إن كنا مواطنين؟؟ هل يعني ذلك بأن في بيت كل مواطن بئر نفط؟؟ أم أن كل المواطنين يعملون في وظائف مرموقة عالية؟؟
لا زال هناك من المواطنين من يبحث عن عمل،، من يبحث عن مأوى،، من يسكن بالإيجار،، من يبحث عما يسد جوعه،، فبلادنا كسائر بلاد العالم فيها الطبقة الثرية والطبقة المتوسطة وطبقة محدودي الدخل والطبقة الفقيرة،، تتشابه في حمل الجنسية ولقب (مواطنين) وليس ذلك بأنهم متساوون في المعيشة.
نحن نعيش حياة كريمة على هذه الأرض المباركة،، ولا فرق عندنا بين المواطن والوافد والأجنبي والآسيوي،، هذه الفروق نحن من ابتدعها،، ونحن من يكذب على نفسه بنفسه،، هل صادف يوم ودخلت محلاً تجارياً ووجدت بضائع مقسمة قسماً للمواطنين وقسماً للوافدين؟؟ هل أُقيم قانون بمنع محال خياطة (الكنادير والعباية والشيلة) بأن لا تُخاط هذه الملابس التقليدية لغير المواطنين؟؟ لمَ لا نحترم قانون تخليص المعاملات بالوقوف في الطابور ونثور من كثرة الانتظار أو لمزاحمة ذلك الآسيوي لنا؟؟ لمَ نضرب قوانين السير والمرور بعرض الحائط بحجة أنها وُجدت للمبتدئين في السياقة والوافدين؟؟ لمَ يستغل أصحاب المحال التجارية والباعة المواطن بحجة أنه مواطن لتفريغ ما في جيبه وكأنه ناقم عليه وأنه السبب في غربته وشقائه؟؟ لمَ يتعالى المواطن على أخيه الوافد لمجرد حصوله على هذا الشرف والامتياز لكونه مواطن؟؟ نحن نقسى على أنفسنا ونجبر الآخرين على كرهنا فقط لأننا (مواطنين).
ألم يخطر ببالك أخي المواطن لو كنت مكان هذا الوافد وكنت في بلده،، بأي حال ستكون؟؟ احمد الله على هذه النعمة،، وكن مواطناً من الداخل قبل الخارج،، ليفخر بك وطنك بأنك (مواطن).
====================
@ نــوال ســالم (نسايم الساده)،،،
http://www.w31w.com/up/w31w_0Zpikezxwk.gif
أُعجبتُ ذات يوم بفستان سهرة (ودش خاطري) فوددتُ شراءه،، وعندما استفسرت عن ثمنه وجدته لا يساوي ذلك المبلغ المبالغ فيه،، تنازلت عن رغبتي وحلمي بتلك الليلة التي نويت ارتدائه فيها حالما وقع نظري عليه،، فهممتُ بالخروج وإذا بزبونة من جنسية عربية تصادف وأن يكون ذوقها كذوقي وأُعجبت بالفستان ذاته،، نظرتُ إليها بخبث (والله هالـ ..... ذوّيقه) (النقاط لا تعني كلمة مشينة بل نسبها لبلدها) دفعني الفضول والغيرة والحسرة لانتظارها خارج المحل لأسألها عن السعر الذي اشترت به الفستان،، لم أنتظر طويلاً فبادرتها بالسؤال لأتفاجأ بأنها اشترته بأقل من نصف الثمن الذي عُرض علي،، وبذكاء منها علمت بأنني سبقتها له ليغتنم البائع فرصته برفع السعر لأنني وعلى حد قوله (انتوا مواطنين وعندكم فلوس كثيرة) فوجدني فريسة سهلة ليكون جزء ما بمحفظتي كافياً لعشاء في مطعم خمسة نجوم،، فـ (برستيجي) كمواطنة كان مطمعاً لأكون واحدة من ضحاياه.
في إحدى الأيام رغبت بتغيير هاتفي النقال،، فذهبت مع إحدى أخواتي لإحدى المحال واستفسرت عن أحدث الهواتف النقالة،، أخذ البائع باستعراض عضلات خبرته بشرح مواصفات كل منها،، وقع نظري على إحداها فأعجبني وأردتُ شراءه،، فما كان منه إلا وأن تدخل في اختياري وعلّق بقوله بأنه لا يناسب المواطنين وأغلب الوافدين يقتنونه (هذا طبعاً لرخص ثمنه)،، فنصحني بهاتف (خقة) على حد قوله أن المواطنين وخاصة البنات (هابين عليه) وبالطبع سعره يساوي ثلاثة أضعاف ذلك الهاتف الخاص لأصحاب الدخل المحدود،، يُقال (إذا ما طاعك الزمن طيعه) حقيقة أعجبني الهاتف لكثرة المديح الذي حفظت أغلب كلماته من البائع وكذلك لشكله الـ (خقة)،، تفحصت محفظتي فوجدتُ المبلغ كافٍ لشرائه طبعاً مع تأجيل مشروع شراء ما يلزمني للشهر التالي لأن الهاتف يُسال له اللعاب وفي حقيقة الأمر (أعاني من حمى اقتناء أحدث الهواتف)،، همّ البائع لعمل اللازم مع إصراري على خفض سعره قليلاً،، استلم نقوده فأخذ يعدها (لكثرة نوط بو 50) والابتسامة تعلو وجهه وهو يتمتم بمكر وبصوت مسموع (انتوا مواطنين وعندكم فلوس كثيرة)،، هممتُ بالخروج وأنا سعيدة بالهاتف الـ (خقة).
هذين الموقفين كافيين لأن يجعلنا نتساءل دائماً،، ماذا يعني إن كنا مواطنين؟؟ هل يعني ذلك بأن في بيت كل مواطن بئر نفط؟؟ أم أن كل المواطنين يعملون في وظائف مرموقة عالية؟؟
لا زال هناك من المواطنين من يبحث عن عمل،، من يبحث عن مأوى،، من يسكن بالإيجار،، من يبحث عما يسد جوعه،، فبلادنا كسائر بلاد العالم فيها الطبقة الثرية والطبقة المتوسطة وطبقة محدودي الدخل والطبقة الفقيرة،، تتشابه في حمل الجنسية ولقب (مواطنين) وليس ذلك بأنهم متساوون في المعيشة.
نحن نعيش حياة كريمة على هذه الأرض المباركة،، ولا فرق عندنا بين المواطن والوافد والأجنبي والآسيوي،، هذه الفروق نحن من ابتدعها،، ونحن من يكذب على نفسه بنفسه،، هل صادف يوم ودخلت محلاً تجارياً ووجدت بضائع مقسمة قسماً للمواطنين وقسماً للوافدين؟؟ هل أُقيم قانون بمنع محال خياطة (الكنادير والعباية والشيلة) بأن لا تُخاط هذه الملابس التقليدية لغير المواطنين؟؟ لمَ لا نحترم قانون تخليص المعاملات بالوقوف في الطابور ونثور من كثرة الانتظار أو لمزاحمة ذلك الآسيوي لنا؟؟ لمَ نضرب قوانين السير والمرور بعرض الحائط بحجة أنها وُجدت للمبتدئين في السياقة والوافدين؟؟ لمَ يستغل أصحاب المحال التجارية والباعة المواطن بحجة أنه مواطن لتفريغ ما في جيبه وكأنه ناقم عليه وأنه السبب في غربته وشقائه؟؟ لمَ يتعالى المواطن على أخيه الوافد لمجرد حصوله على هذا الشرف والامتياز لكونه مواطن؟؟ نحن نقسى على أنفسنا ونجبر الآخرين على كرهنا فقط لأننا (مواطنين).
ألم يخطر ببالك أخي المواطن لو كنت مكان هذا الوافد وكنت في بلده،، بأي حال ستكون؟؟ احمد الله على هذه النعمة،، وكن مواطناً من الداخل قبل الخارج،، ليفخر بك وطنك بأنك (مواطن).
====================
@ نــوال ســالم (نسايم الساده)،،،
http://www.w31w.com/up/w31w_0Zpikezxwk.gif