تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نَشِيْدُ الْوَجَعِ ... أَهَازِيْجٌ كَوْنِيَّة "د/ أحمد ناجي"


د/ أحمد ناجي
09-12-2008, 02:03 AM
نَشِيْدُ الْوَجَعِ ... أَهَازِيْجٌ كَوْنِيَّة






(1)


في نَوْبَةٍ مِنْ غُرُورِ الصَّحَارى ..

تَشَنَّجَتِ الرِّيْحُ فِى فُلْكِهَا

قَدْ تَحَشْرَجَ صَوْتُ الرِّمَالِ

تَدَاعَىَ السَّحَابُ عَلَىَ كَتِفِ القِمَمِ الشَّاحِبَاتِ

تَبَوَّلَ مَاءً تُحَاصِرُهُ نُتَفٌ مِنْ جَلِيْدِ المُعَانَاةِ

تُسْرِعُ بَعْضُ الجِبَالِ إِلَىَ البَحْرِ كَيْ تَغْسِلَ الثَّوْبَ

لَكِنَّ بَحْرَ التَّبَارِيحِ لَمْلَمَ أَمْوَاجَهُ وَانْصَرَفْ ..!






(2)


فِي وَعْكَةٍ مِنْ سَقِيمِ الشِّتَاءِ

تَشَبَّثَ حُلْمٌ عَلَىَ مَغْزِلِ الضَّوْءِ

يَزْحَفُ مُنْتَعِلاً جُرْمَهُ ..!

مَرَّ سُحْبٌ بِإِبْطَتِهِ شَطَّةُ البَرْدِ

فِى سَاحَةِ القَمَرِ المُسْتَجِمِّ ..,

تَهَيَّجَ ..,

يَعْطِسُ مِنْ أَنْفِهِ ..

عَطْسَةً تَنْفِضُ الضَّوْءَ .,

يَنْزَلِقُ الحُلْمُ فِى غَيْهَبِ الـْ لايَكُونْ ..!







(3)


جَلَسَ الْلَيْلُ يَقْتَاتُ نَجْمَاتِهِ ..

فِى صُحُونِ الْمَدَاراتِ

يَحْلِبُ قطْعَانَ تِلكَ الشُّمُوسِ

يَصُبُّ السَّدِيمَ كُؤوسَ المَجَرَّاتِ

يَسْكَرُ ..يَهْذِى ..

يَقُومُ .. فَيَمْشِى ..

يُعَرْقِلُهُ خَيْطُ يَوْمٍ جَدِيدٍ ..

فَيَسْقُطُ فِى بُؤْرَةِ الـ لامَكَانْ ...







(4)


عَبْقَرٌ كَانَ وَادٍ مِنَ الجِنِّ يَوْماً.,

هُوَ الآنَ مَشْتَلُ لِلنَّاطِحَاتِ ..!

فَقُلْ..

كَيْفَ تَدْشِنُ قِنِّينَةَ الْفَهْمِ

فِى جَدْوَلٍ مِنْ غَبَاءِ الْقَوَارِيرِ ..؟!

قٌلْ : إِنَّهُ لَيْسَ يَوْمُكَ !

كَيْ تَصْعَدَ الآنَ فِى جُبَّةِ الشِّعْرِ مِنْبَرَهُمْ ,

أَمْ تُرَىَ حِيْنَ تَلْفِظُ كُلُّ القَصَائِدِ أَنْفَاسَهَا

سَوْفَ تَعْلُو إِذَا مَا عَلَتْ رُوحُكَ الآثِمَةْ .







(5)


والإِنْفِعَالُ سَيَخْرُجُ مِنْ غُرْفَةِ الغَيْظِ ,

يَصْفَعُ باباً مِنَ الحُنْقِ فِى وَجْهِ إحْسَاسِنَا

كَيفَ تَرْقُصُ فِى رَعْشَةِ الذَّبْحِ ..؟!!

هَلْ سَوْفَ يَنْهَضُ وَعْلُ التَّعَصُّبِ مِنْ نَوْمِهِ ؟

أَمْ سَيَغْسِلُ سَاقَ التَّنَاحُرِ

فِى بِرْكَةٍ مِنْ دِمَاءِ الغَضَبْ ..؟!

فَلْأُسَيِّجُ بَعْضَ الْهُدُوءِ عَلَىَ دَفْقَةِ الـ لا شُعُورْ.!






(6)


مَكْنَسَاتٌ مِنَ الصُّوفِ جَابَتْ فَضَاءَ النُّفُوسِ ,

تُنَظِّفُ إحْسَاسَها بِالبَقَاءِ ,

تُذَرِّى عَلَىَ بُقْعَةِ الرُّوحِ رَشْرَشَةً مِنْ رَذَاذِ الفَنَاءِ

فَتُبْ قَبَلَ صَدْمِ الْقِطَارِ ..

الذُّهُولُ أَصَابَ الحُرُوفَ ..!

الذُّبُولُ أَصَابَ انْتِظَارَ الوَفَاةْ ..!





(7)


فَلْنُغَيِّرْ تَضَارِيْسَ أُسْلُوبِنَا..,

نَقْتَرِحْ فَجْوَةً فِى مَصَبِّ الْلُغَاتْ..,

نَفْتِلُ الْحِبْرَ شَلَّالَةَ الْمَاوَرَاءْ ..,

نُقْحِمُ الْعَقْلَ فِى عَنْبَرِ المُسْتَحِيلْ..,

نَقْتَحِمْ هَا هُنَا بَيْنَ بَيْنِ البَيَانْ ..,

نُجْلِسُ القَلْبَ فَوقَ الكَرَاسِي الَوَضِيْئَةْ .





المنـيا 2007

خالد صالح الحربي
09-12-2008, 02:26 AM
:
دكتور / أحمد ناجي ~
بمثلك تنجو اللغة ويزداد الأفُق أُفُقاً ، فهنيئاً لكل ذلك بك .
قرأت كُلّ المقاطِع وَتوقّفت عند المقطع [ 4 ] / طويلاً .
لا أدري حقيقةً هل أنت تنثر الشعر / أم تشعُر النّثْر وتُثريه .
الأكيد هو أنّي تذوقت الفخامة هُنا .
فشكراً لكَ وَ عليك .

قايـد الحربي
09-12-2008, 10:01 PM
د. أحمد ناجي
ــــــــــــــ
* * *



أرحبُ بك مُجدّداً ،

نشيد الوجع : وجعُ النشيد ..
تقول ذلك بالشعر .. و تُشعر ذلك بالقول ،
فنتأهب لقَطف الغيم و غيم القطاف .

:

شكراً تتلو حضورك .

صهيب نبهان
09-12-2008, 10:41 PM
..


دكتور أحمد


مَرَّ الكبيرانِ مِن هنا وأجزلوا العطاء


فلم أجد أكثر مِن تثبيت النص هديةً لك


كل عامٍ وأنت بخير


..

وَرْد عسيري
09-13-2008, 04:00 AM
وَ لأَنك عَلى نَاصِيةِ الحَرفِ تكُون ، فَ كَونِيةُ الحَرفِ
مِن تَحتِ يدِكَ فَاخِرَة ، سَامِقَة ، يُسَر بِها مَن قرأهَا وَ يُفتَتنُ بِ عُمقِها
طِابَ المكَانُ بِك
http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif

أصيله المعمري
09-13-2008, 04:21 PM
دكتور أحمد

،
،


اليوم أيقنت كيف تكون غرور الصحارى
من روحك /شعرك




تقديري

حمد الرحيمي
09-16-2008, 06:28 AM
د . أحمد ناجي ...


أهلاً بك ...


لا أملك أمام هذا النص [ الفخم ] لغةً الـ [ رصين ] وعياً الـ [ المتفتق ] عقلاً إلا أن أدنو منه علي أغترف من معينه غرفة تبلل [ عقلي ] ....



د . أحمد ناجي ...

ممتنٌ لكريم هطولك ...



مودتي ...

نَفْثة
09-19-2008, 01:07 AM
د.أَحمدْ / سَقطتْ رُكْبتني لِـ تُعَانقني الْأَرض وَ تُرَبتُ تَحت أَصبعي
بِ أَسْتَوعبي يَا نَفْثة فَ هُنا الْقَلمُ لَا يَنْعَجنُ بِ الْسُهلْ وَ لَا بَ شَخصٍ عَادي ..!
ضَج صَدري بِ أَحْسستهُ يَا أَرضْ فَ أَلْصُقيني بكِ لَأن أَسْتَيعاب وجُود
شَاعر كَ هَو صَعب وَ الله ِ .

د/ أحمد ناجي
10-31-2008, 11:08 PM
الكرماء أصحاب الفخامة وصاحبات العصمة

مرور أمثالكم على النص يزيده ألقا وجمالا

لكم جميعا الود والورد


محبتى

ناجى

سَحَر
10-31-2008, 11:27 PM
هناأحلام منزلقة ,
ووجع يتوسد [ صوتك ]


الشّاعر أحمد ناجي شكرا عليك

د/ أحمد ناجي
02-16-2009, 01:15 AM
:
دكتور / أحمد ناجي ~
بمثلك تنجو اللغة ويزداد الأفُق أُفُقاً ، فهنيئاً لكل ذلك بك .
قرأت كُلّ المقاطِع وَتوقّفت عند المقطع [ 4 ] / طويلاً .
لا أدري حقيقةً هل أنت تنثر الشعر / أم تشعُر النّثْر وتُثريه .
الأكيد هو أنّي تذوقت الفخامة هُنا .
فشكراً لكَ وَ عليك .


خالد صالح الحربي


هل كنا نسمع صوتا يأتى من داخلنا كصرير الباب المكسور..
فندخل فى أنفسنا..نجلس فوق كراسى الرمل المتحركِ....
بين القاعات المترهلة الحيطانِ لكى نستدفىء؟
هل كانت مرآةٌ فوق جدار الليل تُعيدُ صياغتنا..فئرانا – من
شُرفاتِ هياكلنا العظمية- كثبانا من قطن مندوف..؟
بُقعا وثآليلاً فى جسم الليل؟


بل الشكر لكلك أيها الطاغى

لك الود والورد

محبتى

ناجى

د/ أحمد ناجي
03-18-2009, 02:55 AM
د. أحمد ناجي
ــــــــــــــ
* * *



أرحبُ بك مُجدّداً ،

نشيد الوجع : وجعُ النشيد ..
تقول ذلك بالشعر .. و تُشعر ذلك بالقول ،
فنتأهب لقَطف الغيم و غيم القطاف .

:

شكراً تتلو حضورك .



هل كان الوقت ربيعا حين صحونا؟
كان قُبيلَ سقوط النجمة فى
سروالِ الرمل؟
قُبيلَ وفاة الماء؟
وهل كانت فئران التاريخ الحجرية تنعس فوق رفوف مشاعرنا؟
هل كان الوقت طريا؟
أم أنَّأ كنا نتمدد فى اللاوقتِ...


قايـد الحربي



شكراً أيضا تتبع حضورك

وكن كأنت

محبتى

ناجى

د/ أحمد ناجي
11-19-2018, 09:16 PM
..


دكتور أحمد


مَرَّ الكبيرانِ مِن هنا وأجزلوا العطاء


فلم أجد أكثر مِن تثبيت النص هديةً لك


كل عامٍ وأنت بخير


..

عشر سنين مضت او يزيد
عشر سنين مضت مذ تعاقرنا هذا المدى

النبهان
سامح قلة انتباهى فى زمان يرتل فينا تخوم الفناء

والعود احمد

احمد ناجى

إيمان محمد ديب طهماز
11-20-2018, 02:21 AM
جَلَسَ الْلَيْلُ يَقْتَاتُ نَجْمَاتِهِ ..

فِى صُحُونِ الْمَدَاراتِ

يَحْلِبُ قطْعَانَ تِلكَ الشُّمُوسِ

يَصُبُّ السَّدِيمَ كُؤوسَ المَجَرَّاتِ

يَسْكَرُ ..يَهْذِى ..

يَقُومُ .. فَيَمْشِى ..

يُعَرْقِلُهُ خَيْطُ يَوْمٍ جَدِيدٍ ..

فَيَسْقُطُ فِى بُؤْرَةِ الـ لامَكَانْ ...


ياللأخيلة و يالعمق الفكرة
قرأت بذهول مطلق
و أعدت القراءة بذات الفضول
لم يكن هناك إلا الدهشة تلو الدهشة

قصيدة أكثر من رائعة
سلم اليراع

رشا عرابي
11-22-2018, 01:02 PM
كان حقيقاً بها أن تعود كي (نتنفّس) ....
أهلاً بالعودة والشعر في موسم المطر

عبدالإله المالك
11-24-2018, 06:53 PM
أخذتنا إلى عبقر
حيث وادي للجن

نص يكتنز بالفخامة والعرامة

حييت دكتورنا أحمد