مشاهدة النسخة كاملة : حـزن المدينة
حسين الراوي
10-15-2008, 01:25 AM
http://www.flowersdubai.com/images/products/HimonmyMind-b.jpg
حسين الراوي
10-15-2008, 01:26 AM
بعد أن انتظرها طويلاً . .
قال: إن أردتِ أن تأتي .. فأتي كُلكِ
قالت: ماذا تعني .. بـ كُلي ؟!
قال: أي بقلبكِ وروحكِ وشعوركِ وأحاسيسكِ وجنونكِ
قالت: يا طماع !!
قال: بل أنا رجل لا يُحب الأجزاء !
قالت: يا شيطاني !!
قال: هكذا هو طبع الأطفال !
قالت: أطفال !!
قال: أليس في داخل كل رجل . . يكمن طفل !
حسين الراوي
10-15-2008, 01:27 AM
قالت: أرى في عينيك مدينة حزينة .. لماذا ؟
قال: لأن تلك المدينة لم يغسلها فجر الصباح
قالت: أي صباح ؟
قال: الفرح
قالت: أمعقول هذا ؟!!
قال: يال العجب .. ألم تشاهدينها حزينة !
حسين الراوي
10-15-2008, 01:29 AM
http://roo7.net/files.php?file=1234_864422930.jpg
قالت: هل وقعت في الحب من قبل ؟
قال: نعم .. ولكن لم أشعر بالوقوع !
قالت: كيف يكون هذا ؟ .. هل هي فلسفة !!
قال: لا، ليست فلسفة .. بل هي الحقيقة
قالت: إذا أطلبُ تفسيراً لذلك ؟
قال: يا سيدتي .. الرجل لا يقع في الحب أبداً !!
قالت: ويحك .. ما تقول ؟!!
قال: اهدئي .. ألا تريدين الحقيقة ؟
قالت: نعم
قال: الرجل مِنا لا يقع إلا في الزواج
قالت: والحب ؟!!
قال: يقفز فيه من مكان لمكان !!
قالت: أنت مجنون
قال: شُكراً جزيلاً
قالت: واللهِ إنك مجنون !!
قال: أتريدين أن تقولي: " صريح " .. نعم فالصراحة عندكم هي الجنون !
حسين الراوي
10-18-2008, 03:14 AM
http://www.y1y1.com/data/media/678/Sea-S77.com-366.jpg
قالت: أتعرف، لم أقابل إنساناً مثلك .. رغم شدة وضوحك .. إلا أني لم أفهمك !!
قال: لأني أشبه البحر
قالت: وكيف أنت تشبه البحر ؟
قال: أنا " موج يسكن وسط روح .. وروح تسكن وسط موج " !
قالت: أنت فيلسوف ومجنون أيضاً
قال: وأنتِ بريئة إلى حد لا يُطاق !!
حسين الراوي
10-18-2008, 03:16 AM
قالت: كلمني عن حياتك الخاصة ، أريد أن أعرف خصوصياتك .
قال: ما هذهِ الجرأة الجميلة .. منكِ ؟!!
قالت: احجامك وقلة كلامك وليونة طباعك صنعوا مني جريئة .. وربما سأتبعك في عالم الجنون . [ وابتسمت ].
قال: أرجوكِ .. لا تبحثين في جيوب معطف التفاصيل .
قالت: بل سأبحث في جيوب المعطف من الألف إلى الياء !
قال: أخشى أن تجدين ما يُحزنكِ يا سيدتي .
قالت: أعذرني .. لا بد أن أتبخر الآن !
قال: حسناً، تبخري وسأحبس عِطركِ في يدي
قالت: وكم حبست عطراً قبل عطري ؟
قال: آلاف العطور
قالت: وما كان أجملهن ؟
قال: الذي لا ينتهي حتى أبدده
قالت: ولماذا تبدده
قال: لكي تبقى اللذة تسكنة
قال: تبخري الآن أرجوك .. وبسرعة
قالت: أتريدني أن أرحل وبسرعة .. لماذا ؟!!
قال: لأني لا أهوى القطرات الأخيرة في قاع الكأس !
قالت: هل سأراك لاحقاً
قال: لا أعرف ، إسألي الظروف .
حسين الراوي
10-31-2008, 05:35 AM
http://amalzone.files.wordpress.com/2008/01/rain-1.jpg
قالت: اعتذر، لقد تأخرت عن الوصول في الموعد المحدد .
قال: لا تعتذري لي أبداً ، إنما اعتذري وتأسفي لهذا المسكين [ ثم وضع كفه على قلبه ] .
قالت: تعني قلبك ؟!!
قال: نعم .. فهو الذي كان يصطلي بجمر انتظارك .
[ أشرق وجهها بابتسامة ] وقالت: أنا آسفة كثيراً .
قال: يا سيدتي .. أنتِ في قلبي منذ البارحة .. تشعلين ليله بشموع التفكير .
قالت: ولماذا كنت طيلة البارحة .. تُفكر بي ؟!
قال: لأني اشتقت لكِ قبل أن يأتي الموعد ، ولما أتى الموعد اشتقت أنا والموعد لكِ !!
قالت: كلماتك تصيبني بدوار الغرور
قال: هكذا انتن معشر النساء ، تفضلن الكلمة الوردية على الرغيف والماء !
قالت: لكن لكلماتك نكهة لم أذق مثل طعمها من قبل
قال: نعم صدقتي ، فأنا أُجيد فن الكلام أكثر من أي شيء آخر !!
قالت: ولكن قلبي يقول إنك تُجيد أشياء كثيرة ،وانك إنسان طيّب
قال: وهل قلبكِ دائماً يصدقُ معكِ ؟!!
[ رفعت عينيها للأعلى .. وعضت على شفتيها ] وقالت: في هذهِ الأمور .. نعم يصدقُ معي عادة
قال: ولكن يا سيدتي .. انتبهي من كلماتي الوردية
قالت: ولماذا ؟
قال: لأنه ليس من حقي أن أحلم أو أن أرسم لغيري أحلام إلا بكلمات وردية فقط !
قالت: أنت تجلد ذاتك كثيراً !!
قال: لأنها لا تستقيم إلا بالجلد !!
قالت بغضب: حـرام عليك ، لماذا تقول هذا الكلام التعيس عن نفسك ؟
قال: لأن وجه الحقيقة هُنا تعيس !!
قالت: أي حقيقة ؟
قال: حقيقة هذه اللحظة ، ألا تعلمين بأن الحقيقة لحظات ؟
قالت: مجنون .. مجنون .. مجنون .
قال: نعم .. أنا الجنون بكل اتجاهاته وتفرده .
حسين الراوي
12-10-2008, 09:00 PM
http://www6.0zz0.com/2008/04/10/10/837198858.jpg
.
.
قالت: دعني أتلذذ معك بهذا الحُزن !!
قال: لي قلب أيتها الأنثى .. أوسع من هذه الزرقاء - [ وأشار نحو السماء ] -كأنه قلب خُلق لكل الناس ،ليس لي وحدي فقط ، أتعبني في طيبته كثيراً ، وأتعبته الليالي بأوجاعها ، إن أعطى غرف بكل كرم ، وإن أمسك جعل مساحاته مقابر للنسيان ، وجوه كثيرة مرت عليه لم تقدره ولم يكترث بتقديرها .
قالت: ياالله .. كُل هذا يسكُنك !
قال: هذا فتات من بعض مافي السلة !!
قالت: كيف إذاً أنت إلى الآن حي ؟!!
قال: نفس هذا السؤال سألته لنفسي ذات حزن
قالت: وماذا كانت الإجابة
قال: لا أدري !
قالت: ما هي الحكمة التي تؤمن بها كثيراً ؟
حسين الراوي
12-10-2008, 09:02 PM
http://pcs.fares.net/pcs/images/flow0031.gif
قالت: ماهي الحكمة التي تؤمن بها كثيراً ؟
قال: أنا لا أتبع الحِكم أبداً ، أنا أتبع التجربة فقط !
قالت: أشعر بأنك دُنيا ثانية .. غير دُنيانا هذهِ التي نسكنها ، فساعدني لأن افهمك ،
أنا أحاول أن أفهمك وأمزق هالت الغموض بيني وبينك وأنت للأسف كأنك
السراب ذاته !
قال: ماذا تُريدين مِـني الآن ؟
قالت: أشياء كثيرة . . كثيرة جداً
قال [ مندهشاً ]: أشياء كثيرة . . كثيرة !!
قالت: نعم .. أشياء كثيرة جداً
قال: حسناً .. ما رأيكِ بالسماء ؟
[ رفعت طرفها للسماء ] ثم قالت: سمائنا جميلة وعظيمة .. ولونها رائع بحق
قال: والذي جمّل السماء بعينيكِ ، وعظمها في قلبكِ ، وسحركِ بلونها ... أنا لا أملك
إلا شيئين اثنين في دُنياي !!
[ نظرت إليه بتعجب ] وقالت: مـا هُمـا ؟
قال: قلبي هذا [ فأخذ ينقر موضع قلبه بسبابتهِ ] .. وأحزاني . [ قالها وهو فاتح ذراعيه ] .
قالت: لكني معجبة بكِ بشدة !
قال: إعجابك هذا .. من غير ركائز حقيقية !
قالت: ولماذا .. إعجابي بك .. من غير ركائز حقيقية ؟!
قال: أظنه وليد لحظات وجدانية لحظية، بلا مدة كافيه لتبلورها .
[ عضت على شِفتِها السُفلية ] ثم قالت: لكن إعجابي بكِ .. شُيد على مليون ركيزة حقيقية !!
[ نظر إليها بملامح تفيض سماحة .. فابتسم ] وقال: هل أنتِ متأكدة من هذا ؟
قالت: نعم .. متأكدة .
قال: أعانكِ الله .. إذاً !! . [ وأخذ يضحك ]
حسين الراوي
12-12-2008, 12:38 AM
.
.
http://www.gallery.7oob.net/data/media/9/DSC03282.jpg
قال: إني أخاف باقترابكِ مني .. أن تتسلل إليكِ بعض أحزاني المتعبة
قالت: لا تفكر في هذه الأمور المزعجة ، الحزن أحيان تستعذبه الأرواح
قال: لقد ادمنت الأحزان على ارتشافي كل صباح وكل مساء
قالت: كذلك أنا ، أحيان أشعر بضيقة أشفق منها على قلبي ، ضيقة موجعة
لو أنها كانت حمل بعير لما استطاع ان يحمله !
قال: هل تعرفين ما مصدر تلك الضيقة ؟
قالت: احياناً ذنب ما ، وأحيان مجرد تفكير عبثي !
قال: لا عليك ، تبقين في كلا الحالتين إنسانية جميلة
حسين الراوي
12-13-2008, 12:06 AM
قال: كنت أتساءل في نفسي: هل سيكون غموضي مؤلماً لها ؟.
فكان غموضك هو المؤلم لي ! .
قالت: أنا لست غامضة ، ولا أجيد لعبة الغموض مثلك ، أنا فقط حذرة
قال بتعجب: حذرة !، لما أنتِ حذره !، وممن ؟!!
قالت: أنا حذرة منك، حذرة من عالمك . إن كل ما فيك يجذبني بدهشة نحوك !.
قال: وهل أنا شديد الغموض ؟
قالت: أنت كالبحر ، لا أعرف عنه إلا عمومياته لونه وطعمه ، أما ما خلفه فلا أعرفه .
قال: هذا كله لا يستدعي أن يسكنك تجاهي رهبة وحذر ، نعم . . أنا يغمرني الجنون من
رأسي إلى أصابع قدمي ، ذلك الجنون ذو الوجهة الطاغية بالإنسانية والتفرّد والعطاء وكره
المألوف المعتاد .
قالت: هل أعترف لك بشيء ؟
حسين الراوي
12-13-2008, 11:49 PM
http://www.w6w.net/album/42/w6w_20050527014009390d53407.jpg
قالت: هل أعترف لك بشيء ؟
قال: تفضلي . .
قالت: أشعر بأنك نور مذهل ، وأنا فراشة صغيرة ، تحبك لكنها تخاف توهجك المُشع .
قال: هذا النور لا يحرق ، هذا النور عندما تدخلين في هالته سرعان ما تشعرين بحلاوته .
قالت: آسفة إن كنت قد أغضبتك مني في حديثي دون أن اشعر بذلك .
قال: هناك أرواح عندما تخطئ في حقنا نغفر لها خطيئتها لأننا نعلم حقيقة صفائها ، وأنا أعلم
جيداً بأن قلبكِ ينبض بالصفاء .
قالت: كم شعرت بكرمك العظيم في كل مرة تصفح عني بها ولا تعاتبني .
قال: أنا إنسان ، أحزن وأتألم وأفرح وأشقى وأبكي وأفرح ، ولا يعنيني إلا أن استشعر في
داخلي كل أحاسيس الآخرين وبالأخص أولائك القريبين مني ، وإن غضبي منهم وانزعاجي
لن يزيدني فرحاً ولن يزيدني إنسانيتاً ولن يزيدني جمالاً ، فتريني سرعان ما اصفح وابتسم ،
وأُظهر أني لحظتها على ما يرام ولو لم أكن لحظتها كذلك .
قالت: يا ا ا ا ه ، كل هذا في داخلك وأنا لم ألمحه !!
قال: في كل مرة أهيم في أن أحكي لكِ عن مشاعري وما أريده أن يكون تجاهكِ نحوي ،
لكني اصمت واترك كل كلمة خزنتها لكِ قبل اللقاء .
قالت بدهشة: لمـا هذا كله ؟!!
حسين الراوي
12-19-2008, 01:18 AM
http://www.qatar-photo.com/gallery/data/502/Central_Weighted.jpg
قالت بدهشة: لمـا هذا كله ؟!!
قال: لأني ( إنسـان ) .
قالت: وأنا إنسانه . . وأود أن ترويني بـ الإجابة .
قال وهو ينظر إليتها مبتسماً: صدقيني أنا صلب كـ الحديد عندما أكون قاسياً ،
وأنا كليونة الحرير أو كـ الأطفال معظم أوقاتي ، لكن أحيان كثيرة يُظن بي الضعف
وأنا في أقوى حالاتي ، وأحيان يُظن بي القوة وأنا في أضعف حالاتي ، يا عزيزتي
باختصار شديد أنا دائماً أمنح الآخرين فرصة لاكتشافي ، للقرب مني ، لمعرفتي بوضوح ،
من دون أن أُلقنهم ذلك !.
قالت: وماذا بعد ؟
قال: أزيد على ما ذكرت ، أنني كـ الريح ، أعصف كلما أشتد بي وجعي ، وأحرص أن
لا يصل لخارجي أي ذرة تراب حزينة .
قالت: حتى حزنك لا تريده أن يهرب منك ؟!!
قال: نعم ، إلا إن كان خروجه أقوى من العاصفة !
قالت: وكيف يكون ذلك ؟
حسين الراوي
12-21-2008, 01:01 AM
قالت: وكيف يكون ذلك ؟
قال: عندما تنادي على حزني روح أُخرى تريد أن تقاسمني وجعي .
قالت: وهل أحزانك كثيرة ؟
قال: أحزاني أحيان تأتيني كـ الحلم الذي يموت في طلوع الشمس ، وأحيان تكون احزاني
كـ حزن عينين استوطنهما حزن سرمدي معتق .
قالت: هل تؤلمك كثيراً ؟
قال: رحى الهم لا تطحن إلا الضعفاء .
قالت: روحك عذبة !
قال مبتسماً: هل ذقتيها ؟
قالت خجلة: نعم ، بدأت أتذوقها .
قال: إذاً . . لا تجعليني أحزن منكِ في لحظة سخط .
قالت ببطء: قلبك طيّب . . وأنت تعرف أني أحب روحك الجميلة .
قال: الأرواح الطيبة تحتاج لمن يعرف قيمتها ، وإلا سترفرف عنهم بعيداً .
حسين الراوي
12-24-2008, 12:41 AM
http://www.algohrh.com/gallery/albums/userpics/10001/normal_am-hm-z-2-4-6.jpg
قال: أريد أن أقول لكِ .. شيء كبير !
قالت: قُل .. تكلم .. كُلي آذانٌ منصتة
قال: بدأ عقلي يُحبكِ .
قالت مندهشة: ماذا .. بدأ عقلك يُحبني !!
قال: نعم .. هو كما أخبرتكِ .
قالت: وماذا عن قلبك ؟!! ألم يُحبني هو الآخر ، أم أن حبك أنت في عقلك فقط ؟!!
تنهد ثم قال: يا سيدتي أنا عقلي هو الذي يُحب .. وقلبي يتلقى الحُب منه ويتبعه .
قالت: هذا أمر غريب !
قال: لا غرابة في ذلك، إن الحُب الحقيقي هو ذاك الذي يأتي عن طريق العقل لا القلب بعد
تفكير عميق وصحيح .
قالت: لم أفهم ! فهمني أرجوك !!
قال: أنتِ يا سيدتي .. وجدتكِ اشغلتي تفكيري .. وسكنتِ في بالي .. ولو نظرتي في أفكاري
لتعجبتِ كيف أنتي تحتوينها !
قالت: وقلبك .. أليس لهو دور في الحُب ؟
قال: بلى له دور في ذلك ، ولكن دوره لا يكون إلا بأمر عقلي .. فبعد أن يبدأ عقلي يُحب هنا يبدأ قلبي بنسج البساط الوردي لذلك الحبيب القادم .
قالت: في السابق كنت (أظن) أنك مجنون ،، أما الآن فأنا متأكدة أنك مجنووووون !!
قال: ولما تأكدتِ منها .. الآن فقط ؟!!
حسين الراوي
01-03-2009, 05:26 AM
قال: ولما تأكدتِ منها .. الآن فقط ؟!!
قالت: لأني أول مره .. أعلم بتلك الحقيقة .. (حُب العقل قبل القلب) !!
قال: وأنتِ ماذا عن عقلك أو حتى قلبك ؟
قالت: كلاهما ... مُحتار بك !
قال: ولما هذهِ الحيرة
قالت: لأنك تشبه البحر ، ولأنك رجل من هواء ، ولأنك حزن مدينة !!
قال: ألا تحبين البحر ؟
قالت: بلى .. ولكن البحر الصافي الهادئ .
قال: أنا أشبه البحر .
قالت: ولكنك تشبه في غموضه وصمته .. فقط !
قال: نعم صدقتي .
قالت: وأنت رجل من هواء .. يعني بلا موطن ثابت وبلا وجود حقيقي !
قال: نعم صدقتي .
قالت: وعينك فيهما حُـزن مدينة .. لم يغسلهما صباح الفجر !
قال: نعم صدقتي .
قالت: كُل هذا .. ولا تريد مني أن تتلبسني الحيرة والظنون ؟!!
((الصمت هنا ساد المكان ))
فقال: هل تستطيعين أن تحتملي رجلاً مثلي .. له مثل أوصافِ وطباعي ؟
قالت: وهل أنا مجبرة على أن أتحملك مثلاً ؟!!
قال: لو فرضنا أنكِ مجبرة .. هل تستطيعين أن تتحملي رجلاً مثلي ؟
قالت: نعم سأتحملك وسأحتويك .. وسوف أجمل بك أيامي .. وسأنثر الفرح في شفاهك
قال: هل هي لغة الأماني أم لغة الغرور تلك التي تتكلمين بها ؟
قالت: أسمع يا مجنون: أنا جنوني أكبر من جنونك .. ولكن إلى الآن لم تلاحظ هذا الشيء في علاقتي معك .
قال: بل لاحظت جنونك .. ولكني أريده أن يظهر كاملاً .. لكي أتلذذ بهِ !
قالت: تتلذذ بجنوني ؟!!
قال: نعم .. وأغمسه في كوب الشاي واحتسيه !
قالت: إذاً ماذا تنتظر ؟
قال: أخاف أن .....
قالت: تخاف من ماذا ؟
قال: أن تخذلي قلبي الذي تعشم فيكِ .
قالت: لِما تقول مثل هذا الكلام ؟
قال: لأني لا أريد أعيش ما تبقى لي من العمـر .. أيضاً في غربة وحيرة .
حسين الراوي
01-09-2009, 12:56 AM
التقيا بعد أيام معدودة ، كانت قد قضتها هي بالشوق والحيرة والخوف . .
فسألته بعد الرشفة الأولى لفنجانها : أصدقني ، هل تحبني أو لا ؟
بعد أن أنزل فنجانه ببطء على الطاولة وهو ينظر لها ، جمع أصابع يديه على فمه
ثم أخذ ينظر لها .
قالت : ألهذه الدرجة ! كان السؤال شديد الصعوبة ؟!!
قال مبتسماً : لا ، طبعا ، لكن هذا السؤال يعتبر سؤالا مصيرياً .
قالت : إذاً اسمعني الجواب !
قال : نعم أنا أُحبك ، ولست أستطيع حُبك !
قالت : أرجوك ، دعنا من فلسفتك المبهمة ، كن معي واضحاً .
قال : نعم ، أنا أُحبك وأخشى أن لا أكون على قدرك من الإنسانية معي !
قالت : لازلت لم أفهم بوضوح !
قال : مررت بتجارب حب مختلفة ، كلها تركت في داخلي جروحا لم تندمل إلى الآن رغم قدمها في داخلي ، فأنا لازلت أتأوه منها لكما ساقتني الذكرى إلى أعتابها ، ولا أريد أن أكرر أي جرح جديد ، لم يعد قلبي أو فكري يحتمل أي جرح جديد ، أنا لا أحتمل ولا أطيق مثل هذه الجروح وإن رأيتني رجلا جلداً .
قالت : هل يعني أن وجودي معك ووجودك معي مجرّد عبث منكِ بحقي ؟!!!
قال بسرعة بصوت عالي : لا . لا تقولي هذا الكلام !
قالت : إذاً ماذا تفسر كلامك الغريب !!
صمت . . ثم استل سيجارة فأشعلها ووضعها بين شفتيه ثم أخذ يشربها بنهم . . .
حسين الراوي
01-10-2009, 10:52 PM
http://gallery.7oob.net/data/media/9/1535795-md.jpg
ثم قال : أتستطيعين الصبر عليّ إن كنت حبيبكِ ؟
قالت : نعم سأستطيع .
قال : إني أخش عليكِ أن لا تطيقين على ذلك صبرا !
قالت : نُجرب ؟
قال : قد تكون التجربة . . . . . مؤلمة لكِ ولي !
قالت : لا عليك ، سأُوطن نفسي على الصدمات .
قال : مجنوووونة
قالت : لست أكثر منك جنووووناً .
ثم أخذا يضحكان .
قالت : أتعلم ما أجمل شيء في رسمك شدني إليك ؟
قال : ما هو ؟
قالت : عيناك ونظراتهما
قال : وما الذي أعجبكِ في نظرات عيناي !
قالت : تلك الرغبات التي تسكنهما .
قال : أووووه ! بدأتِ تكشفين خفاياي !
قالت : بل بدأت أذوب بك نكهة !
حسين الراوي
02-06-2009, 01:46 AM
http://fc37.deviantart.com/fs13/f/2006/361/0/c/Night_at_Sea_by_frpnet.jpg
ذات ليلة شاتيه جلس أمام البحر وصدره يحتبس آلاف الآهـات
من شدة الهواء الباااارد أخذ يمسح دموعه وينفخ في كلتا يديه
وبعد أن تنهد تنهيدة مبللة بالحزن ، قال : لا أعرف لماذا شعور الشتات أين ما يممت خطواتي وجدته يجتاحني وينتشر في أحاسيسي وكل داخلي !
كأني غصن مقطوع من شجرة وأنا لي أهل وأصحاب ومعارف
كأني أجوف سخيف ضعيف الشخصية وأنا لديّ عقل راجح يزن بلاد
كأني جبان يخاف من ظله وأنا لم أكن كذلك في يوم من الأيام
كأني لا أعرف أنتقي دروبي وخطواتي وأنا جرّبت دروباً كثيرة وكونت خبرة جميلة في الحياة
كأني وكأني وكأني ................ وكأني !!
لا ، لا يكفي هذا
يكفي يكفي
آه . . آآآآه ، كم مرة أقطع لنفسي عهداً أن لا أتعمق في التفكير السيئ
فأنسى العهد الذي قطعته ! .
ثم تنهد تنهيدة كبيرررة وهو ينظر للسماء ، وقال : على الرغم من كوني رجل
إلا أن التفكير في الهم يشدني من غير لا أشعر نحو قاع الحزن !
ورغم أن هذا الحزن ليس إلا وسوسة وضغوط نفسية وليدة اللحظة إلا أنني أُصبح
ضعيف جداً أمامها .
كم حزن استباح غفوة قلبي وأنا اردد : يا ألله
وكم حزن استبحت غفوته جهلاً وأنا أردد : على الله على الله .
حسين الراوي
02-28-2009, 05:38 PM
http://www.anntv.tv/imgs/6365.jpg
تذكرها صباحاً وهو يحتسي فنجان قهوته في مكتب العمل ، فابتسم بمودة لطيفها
ثم تناول الهاتف الخلوي وأخذ يكتب على مهل :
تذكرتكِ وأنا في قمة ازدحامي الذهني في عملي ، ورغم ذلك ابتسمت لصورة طيفكِ وكتبت :
( باختصار )
أنتِ عيدي . .
الذي أشرقت فيه ضحكاتي
أنتِ فجري . .
الذي لاحت في سمائه أُمنياتي
أنتِ دربي . .
الذي رقصت عليه خطواتي
أنتِ باختصار . .
أجمل الأشياء في حياتي .
حسين الراوي
03-29-2009, 01:03 AM
حلّقت رسالته من هاتفه وحطت في هاتفها ،
انتهيت لصوت تنبيه وصول الرسالة ،
مدت يدها نحوه ثم قربته من عيناها وأخذت تقرأ . . تقرأ بعمق
ابتسمت عند آخر حرف في تلك الكلمات التي أرسلها لها .
فأخذت تفكر ماذا تكتب له . . . أمممممممم
فكتبت :
أحببتك . . حتى سكنت أفكاري
وعشقتك . . حتى أصبحت أجمل أسراري
كل ما فيك بات يسكنني
نظراتك
ضحكاتك
جنونك
فوضويتك
همساتك
إني أحبك .. أُحبك يا أجمل أقماري .
حسين الراوي
09-09-2009, 12:40 AM
قال لها : هل تعرفين ما أجمل الأشياء التي يراها الرجال في هذه الدنيا ؟
قالت : لا ، ما هي يا ترى ؟
قال : أن يجد قلب طيب وروح جميلة في أنثى تستحق أن يهواها وتكون زوجة له ، إن الرجل بلا حبيبة صادقة يشبه تماماً تلك الأوراق الشجرية التي تنقلها الريح من مكان لمكان من دون أن يكون لها قرار أو اختيار . تحتاج أرواحنا عند تكسرها لأرواح أُخرى طيبة تستند عليها عند تكسرها .
ابتسمت له وأخذت تنظر في عيناه بحنان فاض من عينيها، ثم قالت : هل تعرف ما أجمل الأشياء التي تراها النساء في هذه الدنيا ؟
قال : لا ، ما هي يا ترى ؟
قالت بعد أن أخفضت صوتها بنبرة حزن : إن أقصى الأشياء جمالاً عندي المرأة هي أن تجد الرجل الذي يتفهمها من أول ألِفِها إلى آخر يائها ، ذلك الرجل الذي يشعر برغباتها وضيقاتها وخوفها وقلقها من دون أن تبوح له ، ذلك الرجل الذي يكون صديقاً وأخاً قبل أن يكون زوجاً .
قال لها : هل تعلمين ؟ أحيان أشُك في تكويني أنني إنسان ! أحيان كثيرة أشعر بأني مجموعة غير مرتبة من الأوراق !!
قالت : هل تعلم ؟ أحيان أشعر أن لا شيء يستحق أن أعيش من أجله في هذه الدُنيا ! لأني أحيان أفتقد حلاوة الحياة !
قال : لا ، هذه الأمر لا تقولينه أبداً ، ألا يكفي الحياة حلاوة أنكِ من أهلها
حسين الراوي
09-10-2009, 12:43 AM
http://www.ahmed-m.com/ar/upload/uploads/images/pyf-9e0fd2c2.jpg
قال لها : ماذا يعني لكِ العشق ؟
قالت : العشق . . هو أن تجد لقطار وحدتك وحقائب شتاتك وأوراق عمرك وقت أخير ومحطة هادئة وفرصة عظيمة فيهن تنسى كل ما كان
يؤرقك من أحاسيس الشتات والشعور الدائم لقلب آخر طيب تتقاسم معه حلو ومرّ هذه الدنيا التي لا تطاق من غير ان تجد فيها من يحن بها عليك ويرتب على كتف مصاعبك . أتدري حينئذ .. يوم أن تجد الأنثى منا الرجل الذي طالما انتظرته في يقظتها ومنامها .. يوم أن يكون (هو هو ) ، لحظتها فقط تهدأ روحها وتقلّده مقاليد روحها وحبها واتجاهاتها الأربعة.
ثم نظرة إليه باستفهام . . وسألته : وأنت ماذا يعني لك العشق ؟
قال : باختصار شديد ، هو الماء البارد الذي يُسكب على تنور الدنيا !
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,