تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [ ابتكارُ الكِتابةِ و ارتباكُها ]


د. منال عبدالرحمن
10-31-2008, 06:03 PM
يذهبُ البعضُ إلى أنَّ الشّعر هو موسيقى الكتابة و أنَّ النّثرَ هو كلماتها , فإذا اتفقنا على انتظامِ منظومةِ الشِّعرِ بقواعدِ الوزنِ و القافية و انضباطِ صياغةِ الشِّعر بالبحورِ و التّفعيلات و الموسيقى الشّعريّة, فإنَّ النّثرَ على أنواعهِ لا يخضعُ لقوانينَ محدّدة , إنّما تحكمهُ القدرةُ على سبكِ المعنى و صياغةِ اللفظِ و إيصال الفكرةِ و التأثير في القارئ . و هذهِ المعايير , تختلفُ من كاتبٍ لآخر , فتجدُ أحدهم يعتني باللّفظِ بالدّرجةِ الأولى , و آخر بالمعنى و هكذا .
و النثرُ لغةً : تحسينُ الكلام و قد قال أبو حيّان التوحيدي : "إن النثر من حيز البساطة، والنظم من حيِّز التركيب" , إذن فالنّثرُ بدأً من تحسينِ الكلامِ المحكيّ و صياغتهِ بطريقةٍ أدبيّةٍ جميلةٍ قادرةٍ على الإيحاء العاطفيّ و الفكريّ , و نقلِ أفكارِ الكاتِبِ من صيغةِ الكلامِ العاديّ إلى حيّزِ التّعبير اللغوي .
و من هنا يمكننا القول أنّ الأصلَ في النّثرِ هو البساطة .
و لمّا كانَ الأدبُ ملَكةً و موهبةً , فإنّهُ لم يقتصر على نوعٍ واحدٍ من الكتابة إنّما تعدّاها إلى مراحلَ كثيرة كانَ فيها للبلاغةِ و فنونِ الأدب جولاتٍ كثيرة , فكانت المقامات و الرّسائلُ و الخطابةُ و الروايةُ و الخاطرةُ و الشّعرُ المنثورُ و النّثرُ الشّعري .
و ممّا لا شكَّ فيه أنَّ تطوّر الحياة و ازدياد معرفةِ الإنسان و خبراتهِ و ثقافته لهُ أثرٌ كبيرٌ في تطوير الأدب , تماشياً مع الحاجات الاجتماعية المتجدّدة و الأكثر تعقيداً .
و الرمزية في الأدب كانت احدى نتائج هذا التطور , ففي أواخر القرن التاسع عشر ظهرت مجموعة من الكُتّاب عرفوا آنذاك بالأدباء الغامضين , أعلنوا ولادة مذهب جديد في الكتابة و جاء في بيانهم الذي نشرته الصّحف الفرنسيّة آنذاك : إنّ هدفهم : " تقديم نوعٍ من التّجربةِ الادبيّة تستخدم فيها الكلمات لاستحضار حالة وجدانيّة , سواء كانت شعورية أو لا شعوريّة , بصرف النّظر عن الماديّات المحسوسة التي ترمز إلىا لكلمات , و بصرف النّظر عن المحتوى العقلي الذي تتضمّنه , لأنّ التّجربة الادبيّة تجربة وجدانيّة في المقام الاوّل"
و كانَ من أبرز هذا المذهب آنذاك : بودلير و بول فاليري و البريطاني أوسكار وايلد .
ثمّ كانَ انتقال الرّمزيّةِ إلى الأدبِ العربي الحديث و ظهورها في الشّعر و النّثر كظاهرةٍ لا مذهب , إذ أنَّ الأدباءَ العرب الذين اعتمدوها في كتابتهم ظلّوا على مذاهبهم الواقعيّة أو الكلاسيكيّة أو الرومانسيّة و طعّموها بالرّمزيّة , كجبران خليل جبران مثلاً و صلاح عبد الصّبور و أدونيس و ميّ زيادة .
و الرّمزيّة إذ تعتمدُ على الغموض بالمعنى القريب و الإيحاء بالمعنى البعيد , تًعدُّ ثورةً على المعاني و الألفاظ العاديّة و التشبيهات و التّعابير المتكرّرة , إذ يُصبحُ في الرّمزيّةِ لكلِّ شيءٍ معنىً آخر , قادراً على الإتيانِ بالفكرةِ المُرادِ إيصالها , إنما على شكلٍ بديعٍ و مختلفٍ و متجدّد .
و هي تعتمدُ على التأثيرِ في نفسِ القارئ , إذ أنَّ مجموعةً من الإيحاءات تتجمّعُ في محاولةِ إيصال القارئِ إلى الحالةِ النّفسيّةِ للكاتب و بذا الوصولِ إلى نقطةِ تراسلِ الحواسّ و تبادلها في التّعبيرِ الأدبي , حتّى تستمعَ العينُ و ترى اليد !



مُفترق طرق :



الكثير من النّصوصُ النّثريّة المتكاثرة على صفحاتِ المجلّات و الجرائد و المنتديات الأدبيّة تعاني من اضطرابٍ في الناتّج الأدبيّ , اضطرابٍ ما بينَ الغموضِ المُبهم و الإيحاءِ المحفِّزِ للذّاكرةِ و الإحساس , و ما بينَ بساطةِ المُفردة و تعقيدِ اللّفظ .
فهناكَ نصوصٌ " فاخرةٌ " تقدِّمُ للقارئِ وجبةً لُغويّةً دسمة , غنيّةً بالمفرداتِ و الألفاظِ " غير العاديّة " , إلّا أنّها تفتقدُ للرّوح و لأبسطِ معاني الكلام , حتّى أنَّ بعضها لكأنّهُ اجتماعُ جملٍ اُقتبِسَت من كتب البلاغةِ , إلّا أنَّ لا روحَ تجمعها و لا رابطَ يأخذُ بالقارئِ إلى مرفأ أمانٍ يُمكِّنهُ من جمعِ المعاني التي أرادَ الكاتب إيصالها .
و هناكَ نصوصٌ فيّاضةٌ بالمعاني و الأحاسيس , إلّا أنّها تفتقرُ إلى أقلِّ عواملِ الكتابة و مقوّماتِ اللّغة و تتكاثرُ الأخطاءُ النّحويّةُ فيها إلى درجةِ الإحباط .

و بعضُ الكتّاب يقعُ في فخِّ الغموضِ بينما يُحاولُ أن يصلَ بما كتبَ إلى مستوى الرّمزيّةِ القادرةِ على وصفِ الواقعِ و تلمّسهِ بأيدٍ خفيّة تكشفهُ دونَ أن تجرحه , و تحكي عنهُ دونَ أن تفضحه , إلّا أنّهُ يكتبُ نصّاً يوحي للقارئِ للوهلةِ الأولى أنّهُ كُتبَ بلغةٍ أخرى !

إذن هناك خطٌّ رفيعٌ جدّاً يصلُ بينَ قدرة النّص على التّأثير على القارئ و الوصول إلى عقلهِ و قلبهِ ببساطةِ المشاعرِ , وبينَ بلاغة النّصّ و استخدامهِ للألفاظ القادرة على خلق لوحة تعبيريّة مُتقنة الجمال , بعيدة عن الاعتياديّة و التّكرار , من خلال اللّفظ المتجدّد و الإيحاء المُتقن .




فاصلة :



لا نستطيعُ الحكمَ على نصٍّ نثريٍّ بأنّهُ مكسورُ الوزنِ أو معطوبُ القافية , إذن لا قواعدَ تُحدّدُ فشلَ النّصِّ النّثري من نجاحه ,
لذا كانَ مجالُ الكتابةِ النّثريّةِ أوسع , و الاعتداءُ عليها أكبر !

خالد العتيبي
10-31-2008, 06:12 PM
.
.
هنا متصفّح كبير بمحتواه ..
سـ أعود أكثر يامنال .

تحياتي لهكذا طرح ولكِ أيضاً .

سَحَر
10-31-2008, 09:46 PM
يبقى للمتلقي بذوقه وإرثه الثقافي
ومكوناته الروحيّة الحكم المطلق في قبول
النصوص بروحهاالغامضة[ والغموض أنواع وأشكال
منها ماهو مألوف والعكس ] ولغتها أو رفضها هذا شيء أختي منال

الشيء الآخر لا يمكن أن نعتبر مايُنشر بالمجلات _ وأنا في اعتقادي أنكِ ترمين إلى المجلات الشعبيّة والصحف اليوميّة , لأن الأدبية والفكريّة مما تابعت بعضها لاتحمل ذلك ـ
[ نصوص ] تُدرج تحت ضمن مادة الأدب ونقده
وبلاغته واتجاهاته ومناهجه ؛ لأنها باعتقادي أعتبرها [ تجارب ] و مواهب وخوالج تحتاج للكثير حتى يدّون تحتها بصفة نقدية " نص أدبي " .

فاصل : أنا لستُ ضد هذا الزحف الهائل من الكتّاب
والنصوص الأدبية .. بل على العكس ربما تُولد
من رحمها مدارس واتجاهات جديدة خاصة وأن اللغة
العربيّة قادرة على الانجاب كل [ تركيب ]


منال تحيّة وسماء

د. منال عبدالرحمن
11-01-2008, 10:07 AM
.
.
هنا متصفّح كبير بمحتواه ..
سـ أعود أكثر يامنال .

تحياتي لهكذا طرح ولكِ أيضاً .




و حضوركَ أقدِّرهُ كثيراً ,

أهلاً بكَ أستاذ خالد و بانتظار عودتك .

د. منال عبدالرحمن
11-01-2008, 10:19 AM
يبقى للمتلقي بذوقه وإرثه الثقافي
ومكوناته الروحيّة الحكم المطلق في قبول
النصوص بروحهاالغامضة[ والغموض أنواع وأشكال
منها ماهو مألوف والعكس ] ولغتها أو رفضها هذا شيء أختي منال

الشيء الآخر لا يمكن أن نعتبر مايُنشر بالمجلات _ وأنا في اعتقادي أنكِ ترمين إلى المجلات الشعبيّة والصحف اليوميّة , لأن الأدبية والفكريّة مما تابعت بعضها لاتحمل ذلك ـ
[ نصوص ] تُدرج تحت ضمن مادة الأدب ونقده
وبلاغته واتجاهاته ومناهجه ؛ لأنها باعتقادي أعتبرها [ تجارب ] و مواهب وخوالج تحتاج للكثير حتى يدّون تحتها بصفة نقدية " نص أدبي " .

فاصل : أنا لستُ ضد هذا الزحف الهائل من الكتّاب
والنصوص الأدبية .. بل على العكس ربما تُولد
من رحمها مدارس واتجاهات جديدة خاصة وأن اللغة
العربيّة قادرة على الانجاب كل [ تركيب ]



منال تحيّة وسماء




العزيزة سحر :

أهلاً بكِ ..

- تقولينَ أنَّ الغموضَ أشكالٌ و أنواع و أنّه يختلفُ قبولُهُ من شخصٍ لآخر , و أقول أنّ ما تحدَّثتُ عنهُ , هو تلكَ النّصوص الّتي يقومُ فيها الكاتب بجمعِ جملٍ و كلماتٍ غير مترابطةٍ و لا تجمعها روحٌ واحدة , و سلامتُها تكمنُ في تركيبها اللّغويَ و النّحوي فحسب .
و رغمَ أنِّي أجدُ أنَّ الكاتبَ ليسَ مُلزماً بشرحِ نصِّهِ للقارئ , إلّا أنّهُ من واجبهِ في الوقتِ ذاتِه أن يكتُبَ ما يُفهم أو يقبلُ التَّفسيرَ - حتّى على الشَّكلِ الّذي لم يعنيهِ هوَ - فالوقوعُ في فخِّ الغموضِ المُبهم يسرقُ حلاوةَ الكتابة و القراءة !

- النقطة الثّانية : أنا لم أتحدّث عن المجلّاتِ الشّعبيّة و الصّحف اليوميّة و حسب , إنّما أتحدَّث عن ظاهرة , و هيَ ممارسة الغموض للاتِّصاف بالحداثة و الرّمزيّة و نخبويّة الكتابة و قد نوَّهتُ إلى أنَّ ما عنيتهُ هو النّصوص " الادبيّة " الّتي تغصُّ فيها المجلّات و الجرائد و المنتديات الأدبيّة , و الّتي لا يُمكننا بأيِّ حال الحكمُ عليها بالفشلِ العامّ , فهناكَ من النّصوصِ الجميلةِ القادرةِ على المنافسةِ الادبيّةِ و بجدارة , و العديدُ من الكُتّابِ و الكاتبات أثبتوا أنَّهم يكتبونَ بشكلٍ أكاديميّ و منظّم و يستحقُّ التّقديرَ و الإعجاب .

:

شُكراً لحضوركِ يا سحر .

م.عبدالله الملحم
11-01-2008, 10:27 AM
:
:

منال
صباحك نور و عقل يا عالية
هناك نصوص شِعرية
وُلِدت من نصوص نثرية

أجِد أن مفترق الطرق
أن الشعر الفصيح يُجبرك على أن تكون نحوياً و بليغاً .
أما في النثر ف الإستِعجال له دور كبير في ختش بعض النصوص .

أما أن هناك شعير و هناك قمح
ف الأمر هنا و هناك في الشعر و النثر
ف ما الفائدة من كتابة قافية و وزن لا جديد فيها


مثلاً في أبعاد
لو ركز بعض كتاب النثر على قواعد الشعر
لــ كتبوا نصوصاً شِعرية مبهرة
لا أريد أن أقول أمثلة ...



نقطة
لماذا يُحِس الشعراء أنهم أعلى من النثريين ...!! :) .




تقديري .


:
:

عبدالله العويمر
11-01-2008, 05:13 PM
متصفح مليء بالفائده والمتعه




سأمكث هنا للقراءة والاستفاده

















منال


كل الشكر

سعـد الوهابي
11-02-2008, 10:24 AM
.
.
.
الكتابة . . وسيلة تنفيس وتعبير ورسالة تُعَبّر عن مايختلج في صدر وعقل الكاتب . .

وللكتابة النثرية مقومات متى ماتوفرت في النص الأدبي النثري بأنواعه

وضعته في مصاف الأدب الحقيقي والنص الأدبي المكتمل . .

فـ من لغة النص المحبوكة بـ قواعدها وإملائيتها ونحويتها وترتيبها حتى

المفردة المستخدمة بـ عناية في النص الأدبي لـ تواكب الصورة والحدث

وتعكس جمالية كل ذلك في لوحة مكتملة . .

وصولاً لـ الفكرة المبتكرة ولاضير في الافكار المكررة وماأكثرها ولكن بتناول مختلف

ومن زاوية مختلفة عن ماسبق . .

الكثير من الافكار المبتكرة يفتقد لـ اللغة / السبك اللغوي والحبكة المترابطة

والمتسلسلة التي لاتخرج المتلقي من روح النص وتمازجه مع الفكرة ومتابعته . .

وهذا يعد ضعفاً أدبياً / لغوياً في النص الأدبي . .

ويفقد الفكرة المبتكرة رونقها ودهشة التطرق لها . .

الرمزية لم تكن يوماً من مقومات كتابة النص الأدبي سواءً كانت مفرطة أو مقننة

واضحة أو مبهمة . . ولكنها تخدم النص خاصة في أغراض معينة . .

كـ الأغراض السياسية والأغراض العاطفية التي يكون فيها إيحاء جسدي . .

والرمزية تكون بـ حدود فـ متى ماتجاوزت تلك الحدود شوهت النص الأدبي

وتاهت بالقارئ عن الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها . .

وهذا يعد عيباً واضحاً في الكتابات المتأخرة في هذا العصر . .

لأنها تفقد الكتابة الأدبية روحها البسيطة القريبة من المتلقي ومن فهمه . .

المحسنات في النص الأدبي . . من صور وتضمينات وتركيبات لغوية

متى ما تمكن الكاتب منها كـأدوات لكتابة النص جاء نصه مكتملاً وبوجهٍ حسن . .

ولاأنسى أحد أهم مقومات النص الأدبي

عامل جذب المتلقي وشد انتباهه لـ النص وقرائته كاملاً حتى النهاية . .

وهذا العامل غفل عنه الكثيرين بالرغم من أنه عامل مهم مع اللغة

لطرد الملل من نفس المتلقي ويكون تأثيره أكبر في النصوص المطولة

والتي تكون سردية نوعاً ما . .

هذه المقومات هي ماأراه دعائم النص الادبي المكتمل . .

ومافُقد منها أفقد النص جانب من جمالية واكتمال النص المكتمل . .


( فاصلة )

توجه الكثير لـ النص النثري بكل توجهاته وأبعاده جهلاً منهم بـ مقومات النص الأدبي

الكامل وقواعد الكتابة البسيطة . .

ولأن النثر يعبر بشكل بسيط بدون قيود عن مايريد الشخص أن يعبر عنه . .

وهذا ماجعل الكثير مما نقرأه يحتاج لإعادة هيكلة ليكون في دائرة النصوص الادبية

حتى وإن جانب الكمال . .


سيدتي القديرة

" منال عبدالرحمن "

الحديث عن الكتابة ابتكاراً وارتكاباً ذو شجون . .

وما أفضتِ به فيما كتبتِ كان رؤية جميلة وتستحق القراءة والرد

سلمتِ على هذا الطرح المميز والفعال

ودام عطركِ المنساب


(احترامات . . مكتوبة )

سعـد

د. منال عبدالرحمن
11-02-2008, 12:24 PM
:
:

منال
صباحك نور و عقل يا عالية
هناك نصوص شِعرية
وُلِدت من نصوص نثرية

أجِد أن مفترق الطرق
أن الشعر الفصيح يُجبرك على أن تكون نحوياً و بليغاً .
أما في النثر ف الإستِعجال له دور كبير في ختش بعض النصوص .

أما أن هناك شعير و هناك قمح
ف الأمر هنا و هناك في الشعر و النثر
ف ما الفائدة من كتابة قافية و وزن لا جديد فيها


مثلاً في أبعاد
لو ركز بعض كتاب النثر على قواعد الشعر
لــ كتبوا نصوصاً شِعرية مبهرة
لا أريد أن أقول أمثلة ...



نقطة
لماذا يُحِس الشعراء أنهم أعلى من النثريين ...!! :) .




تقديري .


:

:




أهلاً بكَ يا أستاذ عبد الله ,

لا شكَّ أنَّ نقطةَ الالتقاءِ موجودةٌ بين الشِّعر و النّثر , فكلاهما منبعهُ واحد هو الرّوحُ و الموهبةُ و اللّغة .
الاستعجال في كتابة النّصوص النّثريّة قد يكونُ لهُ دورٌ في عشوائيّتها في بعضِ الأحيان , فإذا فسّرنا ذلكَ الاستعجال بإلحاحِ الشّعور و المحفّز على نفس الكاتب , فإنَّ السّبب ذاتَهُ قد يولَدُ لدى الشّاعر .

ما أردتُ قولَهُ فقط , أنّ القصيدةَ الشِّعريّة , تحكمها قوانين ثابتة ينتمي إليها حتماً و بشكلٍ أساسيّ الحسّ الشِّعري , إلّا أنَّ النّصَّ النّثريّ و لكونهِ انطلقَ من البساطة و تنصيص الكلام بطريقة أدبيّة , يعاني من الكثيرِ من التّجاوزات و لا يُمكن تقييمها بميزانٍ محدّدٍ سوى اللّغةٍ مثلاً باملائها و نحوها !

أمّا عن الشّاعرِ و الكاتب , فهما مكمّلان لبعضهما بلا شكّ !


شُكراً لنورِ حضوركَ يا عبد الله .

عبدالعزيز رشيد
11-02-2008, 05:12 PM
أهلا منال وعلى مجالٍ شاسع أشرتِ بقلمك وبالكاد يُحصر,إلا أن سعة فكرك اتّسعت للكثير منه

مشكلة النثر كماقلتِ لاقواعد تحكمه كالشعر ولاوضوحٌ يعرّيه كالسرْد بل أتى بينهما,هنالك نثرٌ ادبيّ أو ماقد يسمّونه قصيدة النثر وهنالك الخاطرة! مالفرق بينهم؟,بالإمكان بمنظوري ومنظورك أن نحدّد ماهيّة كلّ منها لكن هل سنتّفق؟؟,الخاطرة كلام خاطر على البال يتدفّق عبر القلم بشتّى أشكاله وألوانه وبحجم احساسه في حين النثر الأدبيّ كلامٌ أكثر نضجاً وتأطيرا من الخاطرة يمتلك منهجا واضحا في سيره,بعيدا عن التعبير عن الشعور والفقد وووو..إلخ والتي تهمّ الخاطرة أكثر النثر كالقصيدة أسبابها ودوافعها.

من عنوانك فل نستوحي[ابتكار الكتابة..وارتكابها] من هنا قد نجد النثر فارقا عن غيره بالإبتكار والإرتكاب,إذ ان فيه ابتكارات تضيف للمفردة عن كلامها العاديّ,وفيها إرتكاب وتعدّي على قواعد عدّة

بقي أن أشير إلى إشاكليّة في مجانسة الحركات الأدبيّة لدى الغرب بأدبنا,قد نجد اشكاليّات على الصعيد اللغوي لكن بشكلٍ عام ولأن الادب علمٌ روحيّ توجد عوامل مشتركة كثيرة.

كلّ الشكر لـ روحك يامنال

د. منال عبدالرحمن
11-04-2008, 08:54 PM
متصفح مليء بالفائده والمتعه




سأمكث هنا للقراءة والاستفاده

















منال


كل الشكر



أهلا بكَ أستاذ عبد الله ,

حضوركَ أقدّرهُ كثيراً ,

شُكراً لك .

خالد العتيبي
11-05-2008, 08:47 PM
باك .. :)

منال .. يوماً ما كتبتُ:
الكتابة : أن تكتشف شيئاً جديداً في نفسك ، فتركله
بقدمك للريح لـ تبدأ في إكتشاف أشياء جديدة .. وإلا فأنت ببغاء ..
لكنّه يكتب .!

وأزيد الآن ..
بأن كل كاتب قادر أن يقول كل شئ ..
ولكن كيف سيقوله!
هنا مربط القلم .

الجميغ قادر أن يكون رمزياً وواضحاً ..
لكن ليس كل شئ يكتب برمزية .. وليس كل شئ يُكتب بوضوح فاضح ..
مابين الرمزية والمباشرة درجات .. ومايريد الكاتب أن يقوله
هو مايحدد تلك الدرجة .

هناك من هو قادر أن يقول مايريد للقارئ دون أن يكون
غامضاً أو مفضوحاً ..

وقد يكتب غيره نفس ماكتبه ولكن بطريقة قد تصل
لدرجة ( غير لائقة ) .

كتابة الفكرة البكر ليست في متناول الجميع ..
وأقول كتابتها وليست الفكرة نفسها .

هذا بعض ما أردت قوله ..


تحية كهذا المطر .http://www.tfasel.com/vb/images/icons/icon7.gif

ألق
11-07-2008, 03:58 AM
(حينما نقرأ أسلوبا سلساً ممتعًا نحس بالنشوة، فقد كنا نتوقع كاتباً، فإذا بنا نجد انسانًا ) * باسكال .

_

الصورة المُرفقة , تعبّر عن ذاائقتي القرائية الخاصّة ..


http://aylol.net/up/uploads/d10eebe16a.jpg (http://aylol.net/up)



مثال رقم ( 1 ) :

( انا التي ما عرفت يوماً طعم السعادة , انا التي أتحدّث بما لا أريد وأريد ما لا اتحدّث به أنا التي أنجبتها الشمس من عين النهار
أنا التي بكّاية ) ويندرج تحت هذا , كل الأساليب المعجونة بكثرة مثل لغة أحلام مستغانمي , محمد حسن علوان
وغنائيتهما / شعرنتهما الثقيلة على السرد ,




مثال رقم ( 2 ) :

( كلماتها , لكماتها ) ( بقلها , قلبها , لقبها ) ( غيرتها , غبرتها , سُرّتها ) ( حلمها , لحمها , حملها ) إتستراا .


وحتّى أفضل المحسّنات اللغوية ( الارابيسك ) ,
عندما تأتِ خفيييفةً وعذبة جداً , لن تتعدّى المستوى الأوليّ للـذّة
بخلاف دهشة المعنى , الأفكار الأصيييلة .. و الرؤى العميقة ,
والتي قد يحجب لذّتهاا أحياناً تكلّف لفظها .


_

وَ
صباح الناقدات الحلوووات

د. منال عبدالرحمن
11-17-2008, 12:10 AM
.
.
.
الكتابة . . وسيلة تنفيس وتعبير ورسالة تُعَبّر عن مايختلج في صدر وعقل الكاتب . .

وللكتابة النثرية مقومات متى ماتوفرت في النص الأدبي النثري بأنواعه

وضعته في مصاف الأدب الحقيقي والنص الأدبي المكتمل . .

فـ من لغة النص المحبوكة بـ قواعدها وإملائيتها ونحويتها وترتيبها حتى

المفردة المستخدمة بـ عناية في النص الأدبي لـ تواكب الصورة والحدث

وتعكس جمالية كل ذلك في لوحة مكتملة . .

وصولاً لـ الفكرة المبتكرة ولاضير في الافكار المكررة وماأكثرها ولكن بتناول مختلف

ومن زاوية مختلفة عن ماسبق . .

الكثير من الافكار المبتكرة يفتقد لـ اللغة / السبك اللغوي والحبكة المترابطة

والمتسلسلة التي لاتخرج المتلقي من روح النص وتمازجه مع الفكرة ومتابعته . .

وهذا يعد ضعفاً أدبياً / لغوياً في النص الأدبي . .

ويفقد الفكرة المبتكرة رونقها ودهشة التطرق لها . .

الرمزية لم تكن يوماً من مقومات كتابة النص الأدبي سواءً كانت مفرطة أو مقننة

واضحة أو مبهمة . . ولكنها تخدم النص خاصة في أغراض معينة . .

كـ الأغراض السياسية والأغراض العاطفية التي يكون فيها إيحاء جسدي . .

والرمزية تكون بـ حدود فـ متى ماتجاوزت تلك الحدود شوهت النص الأدبي

وتاهت بالقارئ عن الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها . .

وهذا يعد عيباً واضحاً في الكتابات المتأخرة في هذا العصر . .

لأنها تفقد الكتابة الأدبية روحها البسيطة القريبة من المتلقي ومن فهمه . .

المحسنات في النص الأدبي . . من صور وتضمينات وتركيبات لغوية

متى ما تمكن الكاتب منها كـأدوات لكتابة النص جاء نصه مكتملاً وبوجهٍ حسن . .

ولاأنسى أحد أهم مقومات النص الأدبي

عامل جذب المتلقي وشد انتباهه لـ النص وقرائته كاملاً حتى النهاية . .

وهذا العامل غفل عنه الكثيرين بالرغم من أنه عامل مهم مع اللغة

لطرد الملل من نفس المتلقي ويكون تأثيره أكبر في النصوص المطولة

والتي تكون سردية نوعاً ما . .

هذه المقومات هي ماأراه دعائم النص الادبي المكتمل . .

ومافُقد منها أفقد النص جانب من جمالية واكتمال النص المكتمل . .


( فاصلة )

توجه الكثير لـ النص النثري بكل توجهاته وأبعاده جهلاً منهم بـ مقومات النص الأدبي

الكامل وقواعد الكتابة البسيطة . .

ولأن النثر يعبر بشكل بسيط بدون قيود عن مايريد الشخص أن يعبر عنه . .

وهذا ماجعل الكثير مما نقرأه يحتاج لإعادة هيكلة ليكون في دائرة النصوص الادبية

حتى وإن جانب الكمال . .


سيدتي القديرة

" منال عبدالرحمن "

الحديث عن الكتابة ابتكاراً وارتكاباً ذو شجون . .

وما أفضتِ به فيما كتبتِ كان رؤية جميلة وتستحق القراءة والرد

سلمتِ على هذا الطرح المميز والفعال

ودام عطركِ المنساب


(احترامات . . مكتوبة )

سعـد





أهلاً بكَ أستاذ سعد ,

أشارككَ الرّأيَ في كونِ الكتابةِ متنفّساً للرّوحِ و ملجأً و منفذاً , لكنّها في الوقتِ ذاته فنّ , و الفنُّ وجبَ اتقانُهُ لينطبقَ عليهِ هذا الاسم , أمّا ما كانَ خارجَ اطارِ تلكَ المقوّمات , فالأجدرُ أن يكونَ محاولةً للوصولِ إلى نصٍّ أدبيٍّ مكتمل .


شُكراً لمداخلتكَ الثريّة و حضوركَ الوضّاء .

د. منال عبدالرحمن
11-17-2008, 06:52 PM
أهلا منال وعلى مجالٍ شاسع أشرتِ بقلمك وبالكاد يُحصر,إلا أن سعة فكرك اتّسعت للكثير منه

مشكلة النثر كماقلتِ لاقواعد تحكمه كالشعر ولاوضوحٌ يعرّيه كالسرْد بل أتى بينهما,هنالك نثرٌ ادبيّ أو ماقد يسمّونه قصيدة النثر وهنالك الخاطرة! مالفرق بينهم؟,بالإمكان بمنظوري ومنظورك أن نحدّد ماهيّة كلّ منها لكن هل سنتّفق؟؟,الخاطرة كلام خاطر على البال يتدفّق عبر القلم بشتّى أشكاله وألوانه وبحجم احساسه في حين النثر الأدبيّ كلامٌ أكثر نضجاً وتأطيرا من الخاطرة يمتلك منهجا واضحا في سيره,بعيدا عن التعبير عن الشعور والفقد وووو..إلخ والتي تهمّ الخاطرة أكثر النثر كالقصيدة أسبابها ودوافعها.

من عنوانك فل نستوحي[ابتكار الكتابة..وارتكابها] من هنا قد نجد النثر فارقا عن غيره بالإبتكار والإرتكاب,إذ ان فيه ابتكارات تضيف للمفردة عن كلامها العاديّ,وفيها إرتكاب وتعدّي على قواعد عدّة

بقي أن أشير إلى إشاكليّة في مجانسة الحركات الأدبيّة لدى الغرب بأدبنا,قد نجد اشكاليّات على الصعيد اللغوي لكن بشكلٍ عام ولأن الادب علمٌ روحيّ توجد عوامل مشتركة كثيرة.

كلّ الشكر لـ روحك يامنال



أهلاً بكَ يا عبد العزيز و بإضاءاتك ,


تقولُ أنَّ الخاطرةَ متنفّسٌ للكلامِ و ما يجولُ بالخاطرِ من مشاعر و تختلفُ عن النّثر الأدبيّ كون الأخير مؤطّراً و متّبعاً لمنهجيّةٍ محدّدةٍ ,

و قبلَ أن أخالفكَ الرّأيَ أودُّ لو أعدتُكَ إلى نقطةٍ سابقةٍ في نقاشٍ مماثل لمتصفّحٍ لكَ هنا في النّقد يحملُ عنوان [ قايد و كذبة الاحساس ] (http://ab33ad.com/vb/showthread.php?t=7918) , حيثُ تقولُ فيهِ أنَّ الشِّعرَ منبعهُ الإحساس , رغمَ ارتباطِهِ بقواعدِ كتابتهِ ,

و أقول : إنَّ كتابةَ النّثرِ الأدبيّ تنبعُ من الإحساسِ و المشاعرِ على اختلافها في قالبٍ لغويٍّ و تصويريٍّ قادرٍ على تحويلِ الكلماتِ العاديّةِ إلى صورٍ و حركاتٍ و مشاهدَ ناطقة ,
و الخاطرة شكلٌ من أشكالِ النّثرِ الادبيّ , ينطبقُ عليها ما ينطبقُ عليه .

قلتَ : أنَّ في النّثرِ مجالٌ لارتكابِ تعديّاتٍ على قواعدَ عدّة , و هذا أحدُ الأشياء التي حاولتُ التّنويهَ إليها في ما سبق .

اشكاليّةُ المذاهبِ الأدبيّة أثناءَ تحويلها لُغويّاً و معرفيّاً إلى أدبنا , تنتجُ عن اختلافِ الفِكرِ و هذا ما دعاني إلى القولِ بعدمِ وجودِ الرّمزيّةِ كمذهبٍ , إنّما كتأثيرٍ على الكاتب .


:

أستاذ عبد العزيز ,

حضوركَ دوماً ما يبعثُ الحياةَ في الفكر , فشُكراً لا تنتهي .

د. منال عبدالرحمن
11-18-2008, 09:56 AM
باك .. :)

منال .. يوماً ما كتبتُ:
الكتابة : أن تكتشف شيئاً جديداً في نفسك ، فتركله
بقدمك للريح لـ تبدأ في إكتشاف أشياء جديدة .. وإلا فأنت ببغاء ..
لكنّه يكتب .!

وأزيد الآن ..
بأن كل كاتب قادر أن يقول كل شئ ..
ولكن كيف سيقوله!
هنا مربط القلم .

الجميع قادر أن يكون رمزياً وواضحاً ..
لكن ليس كل شئ يكتب برمزية .. وليس كل شئ يُكتب بوضوح فاضح ..
مابين الرمزية والمباشرة درجات .. ومايريد الكاتب أن يقوله
هو مايحدد تلك الدرجة .

هناك من هو قادر أن يقول مايريد للقارئ دون أن يكون
غامضاً أو مفضوحاً ..

وقد يكتب غيره نفس ماكتبه ولكن بطريقة قد تصل
لدرجة ( غير لائقة ) .

كتابة الفكرة البكر ليست في متناول الجميع ..
وأقول كتابتها وليست الفكرة نفسها .

هذا بعض ما أردت قوله ..


تحية كهذا المطر .http://www.tfasel.com/vb/images/icons/icon7.gif




أهلاً بكَ أستاذ خالد ,

أوافقكَ في كونِ الأشياءِ التي تُقال في متناولِ الجميع و الفرقُ يكمنُ فقط في كيفيّةِ قولِ تلكَ الأشياء و صياغتها على هيئةِ نصٍّ أدبيٍّ يستحقُّ هذا الاسم ,
إلّا أنّني أرى أنَّ الرّمزيةَ لا تعني الغموضَ بالضّرورة , فهي وسيلةٌ لايصالِ القارئ إلى جوِّ النّصِّ و غمسهِ في عمقِ المفردة , بحيثُ لا يخرجُ منَ النَّصِّ إلّا و في يدهِ غيمة !

و هنا لا أقولُ أنَّ الرّمزيّة ليست أسلوبَ البعضِ في ايصالِ أفكارٍ محدّدةٍ بشكلٍ غير واضحٍ او فاضح , و بذا ترك المجال لخيال القارئ لكي ينقّبَ في النَّصِّ عن المعنى الحقيقي فينال المتعة الحقيقة .

ليسَت كتابةُ الفِكرةِ البِكرِ في متناولِ الجميع , ربّما كانَ هذا صحيحاً و لكنَّ محاولةَ الابتكار و محاولةَ التحسين و التجديد في متناولِ الجميع ممّن يمارسونَ الكتابة .
و بهذا أكونُ قد وصلتُ لما حاولتُ قولَهُ من البداية في كونِ النّثر الأدبي و بخاصّة الخاطرة من أكثر أنواع الأدب عرضةً للتّعديّات كونَها لا تخضعُ لقواعدَ و قوانينَ ثابتة .

:

أستاذ خالد :

حضوركَ سنابلٌ تمنحُ الأرضَ الخيرَ الكثير ,

شُكراً تليقُ بك .

د. منال عبدالرحمن
11-26-2008, 04:05 PM
(حينما نقرأ أسلوبا سلساً ممتعًا نحس بالنشوة، فقد كنا نتوقع كاتباً، فإذا بنا نجد انسانًا ) * باسكال .

_

الصورة المُرفقة , تعبّر عن ذاائقتي القرائية الخاصّة ..


http://aylol.net/up/uploads/d10eebe16a.jpg (http://aylol.net/up)



مثال رقم ( 1 ) :

( انا التي ما عرفت يوماً طعم السعادة , انا التي أتحدّث بما لا أريد وأريد ما لا اتحدّث به أنا التي أنجبتها الشمس من عين النهار
أنا التي بكّاية ) ويندرج تحت هذا , كل الأساليب المعجونة بكثرة مثل لغة أحلام مستغانمي , محمد حسن علوان
وغنائيتهما / شعرنتهما الثقيلة على السرد ,




مثال رقم ( 2 ) :

( كلماتها , لكماتها ) ( بقلها , قلبها , لقبها ) ( غيرتها , غبرتها , سُرّتها ) ( حلمها , لحمها , حملها ) إتستراا .


وحتّى أفضل المحسّنات اللغوية ( الارابيسك ) ,
عندما تأتِ خفيييفةً وعذبة جداً , لن تتعدّى المستوى الأوليّ للـذّة
بخلاف دهشة المعنى , الأفكار الأصيييلة .. و الرؤى العميقة ,
والتي قد يحجب لذّتهاا أحياناً تكلّف لفظها .


_

وَ
صباح الناقدات الحلوووات








أهلاً بالـ ألق ,

رائعةٌ تلك المقولة الّتي أتيتِ بها ,

مثالكِ الأوّل :
أجدُ انَّ محاولة ادخال الغنائيّة في النّصّ النّثري - كما سمّيتِها - أو بمعنى آخر السّرد الأدبي المليء بالصّور الشِعريّة و الألحان الموسيقية و رمزيّة الكلمة القادرة على استخراج روح المُبدع من القارئ و تحفيز خياله على التصوّر , يستطيعُ تحويلَ السّردِ إلى مسرحٍ لا يكتفي فيهِ القارئُ بدورِ المتفرّجِ و حسب .
مع الإشارة في المثالين طبعاً إلى عدمِ التوغّلُ في الغموض بحيثُ يُصبحُ النّصُّ الأدبيّ شيفرة لا يملكُ حلّها إلّا الكاتب , فتضيعُ متعةُ القراءة .

مثالكِ الثّاني :

المحسِّناتُ اللّفظيّة و محاولةُ ابتكارِ المفارقاتِ الجميلة للحروفِ و الكلمات في النّصِّ الأدبيّ , تمنحهُ جمالاً أوليّاً فعلاً , و يبقى بعد ذلك لقدرةِ الكاتِب في استخدامها و توظيفها في الاضافةِ على ابداعه , لا في لفتِ النّظرِ و تغطيةِ النّقصِ , الدّورُ الأساسيّ .



سعيدةٌ بكِ يا ألق

شُكراً لكِ .

مَنَالْ أحْمَد
11-26-2008, 07:32 PM
:

الكتابة والنثرية بالذات منها..
قد تكون متاحة للجميع وللأغلبية القدرة على ممارستها..
ولكن ما يميزها ويجعلها متفردة وفن تم اتقانه لدى البعض هو امتزاجها بمشاعر صادقة وترتيبها
في قالب لغوي أنيق.. يتقبله القاريء الحقيقي..
والرمزية إن لم تتجاوز ذاتها وتُسقط روح النص أجدها لذيذة مستساغة ومطلوبة جداً لنشعر باختلاف الطرق في توصيل تلك المشاعر..


وهنا أوّد القول..
بأنه مؤخراً ألمحُ الكثير من الكتابات وخاصة في عالمنا النتي.. هي مجرد (تجميع) كلمات وألفاظ ورصّها بجانب بعض واظهارها على أنها نص..!

ولكنها فقيرة باهتة وخالية من أي حس أدبي صادق..




الغالية منال..
امتناني لهذا المتصفح..
استفدت الكثير هنا


ورد

.

جمال الشقصي
12-04-2008, 10:43 AM
:
:


أهلاً منال، أهلاً بكل من حضر إلى هذا الطرح المثري.
موضوع شائك، وبالغ الأهمية في الآن ذاته، ويبدو أنك في ردك على (سحر) قد وضعتِ اليد فوق الجرح تماماً حين عبرت قائلة:
(تلكَ النّصوص الّتي يقومُ فيها الكاتب بجمعِ جملٍ وكلماتٍ غير مترابطةٍ ولا تجمعها روحٌ واحدة، وسلامتُها تكمنُ في تركيبها اللّغويَ والنّحوي فحسب)
فمفردة (جمع) كفيلة بأن تنهي كل الجدلية هنا، وتبيّن أن هذا الكاتب الذي خرج لنا بنص نثري سواءً كان مبهماً أم غامضاً، أو أنه خرج به موشوماً بالرمزية والإغراق، فهذا الكاتب الذي طالما أنه (جمَع) المفردة تلو الأخرى لأجل هذا النص هو بذلك يحمل الذات الافتعالية ولا يتكئ أبداً على ذات الانفعال، تلك الذات التي تجلس في الكيان الداخل للشاعر كما تجلس الأم في فجر الشتاء عند موقد الخبز لأجل أبنائها الضعفاء.
من هنا يبدو أن النص الذي تتحدث عنه منال هو العيّنة وليس الجمع والشمل، فنحن اليوم ومع دورة الزمان العجِلة المتسارعة قد وجدنا أنفسنا أمام هذا الطرح الهائل والمهول المتناقض والمتنوع، تماماً كما الفلاح الذي يدخل الفجر إلى بستانه فيجد أن سفينة البحر قد رست بين جذوع نخيل هذا البستان، فيبدأ بالتساؤل: كيف لناقة البحر الحزينة (كما يصفها عافت) أن تدخل إلى أسوار الحديقة؟ ونقول نحن: بل ما الذي ترمز إليه هذه السفينة الخارجة عن طور المألوف والثوابت الطبيعية حين جاءت ورست في فضاء غير فضائها المعتاد؟
نعم.. إن الكون رمز، وأكبر الأشياء المتاحة أمام الإنسان العام أو النخبوي أو الفنان تعد رمزاً كذلك، ولا وجود لطعم الاكتشاف والتفنيد والسبر والتدقيق والتنظير لولا حضور الرمز في أعماق المتاح أياً كان شكل هذا الحضور، ولكننا في المسألة الأدبية لابد من أن نلتزم بالضرورات الحسية التي تستدعي بشعرية الذات حضور الأشكال والألوان والقوالب الكونية أو الطبيعية إلى حيث ورقة البوح فوق أرض الكتابة، هناك حيث يجلس الكاتب أو الفنان متأملاً في ورد الأعياد أو نظر إلى نزف الأجساد بغية التعبير عن عالمه/ عالمهم، وإلى الوقت القريب وأنا في صدد البحث عن المشاكلة أو المفارقة بين الرمز والرمزية كنت قد قرأت مقالاً جميلاً عنوانه الشعر العربي وقضية الرمز للكاتب الجميل (اسماعيل محمد ديب) عبر جريدة (الوحدة)، يقول ديب في مقاله متطرقاً إلى المفكر الصوفي المعروف (ابن عربي) الذي تحدث عن هذا الجانب يوماً وقال: (أن الرمز والألغاز
ليست مرادة لنفسها وإنما مرادة لما رمزت اليه ولما أُلغز فيها). ما يعني أن الرمز (في أغلب حالاته) لا يتمخض داخل النص أو يحضر إلى أعماق العمل الفني بواسطة (الجمع) بالقدر الذي يحتاج فيه إلى ما يشبه التوحد الصوفي الذي سيجمع لاحقاً ذات الشاعر بذات العالم، وتبدأ الذات بالإتيان في لحظة التوحد هذه مستحضرة الرمز كجزءٍ لا يتجزأ عن كتلة أو لحمة التكوين الكلي داخل المنجز الفني أو الأدبي، حاله حال اللغة والتراكيب والصور وما شابه.
أعود يا منال لأقول: إن رغبة بعض الكتاب في التفنن باستحضار الرمز داخل النص النثري ككائن مجرد/ أو متجرد قد أبعدهم كثيراً عن بؤرة الذات، وحول الموهبة الشعرية إلى ما يشبه الرغبة في التعبير لا أكثر، وغالباً ما تنجب هذه الرغبة نصاً مفعماً باللغة الحيوية، وبالمفردة الجذابة المبهرة، ولكن اللغة ليست هي نفسها الحالة الشعورية، ولا هو النص الأدبي الذي نحتاجه (في النثر كان أم في الشعر) بذلك النص المصفوف من حيث بدء العنوان وحتى نقطة ختام الثيمة أو الفكرة صفاً لغوياً متجانساً، إنما نحن بحاجة إلى الشعرية التي تتفجر في دواخلها اللغة، كوننا ننطلق في كل أعمالنا الفنية من حيث الإحساس والشعور أولاً، ومن ثَم تأتي كما شاءت أن تأتي لنا اللغة بأجناسها ومحسناتها وتورياتها وبلاغاتها الكثيرة.

.

د. منال عبدالرحمن
04-21-2009, 10:21 AM
:


الكتابة والنثرية بالذات منها..
قد تكون متاحة للجميع وللأغلبية القدرة على ممارستها..
ولكن ما يميزها ويجعلها متفردة وفن تم اتقانه لدى البعض هو امتزاجها بمشاعر صادقة وترتيبها
في قالب لغوي أنيق.. يتقبله القاريء الحقيقي..
والرمزية إن لم تتجاوز ذاتها وتُسقط روح النص أجدها لذيذة مستساغة ومطلوبة جداً لنشعر باختلاف الطرق في توصيل تلك المشاعر..


وهنا أوّد القول..
بأنه مؤخراً ألمحُ الكثير من الكتابات وخاصة في عالمنا النتي.. هي مجرد (تجميع) كلمات وألفاظ ورصّها بجانب بعض واظهارها على أنها نص..!

ولكنها فقيرة باهتة وخالية من أي حس أدبي صادق..




الغالية منال..
امتناني لهذا المتصفح..
استفدت الكثير هنا


ورد


.



العزيزة منال ,

أهلاً بكِ كثيراً .

النّثر فنّ , يحتاجُ كغيرهِ من الفنون روحاً قادرةً على الإبداع و التّعبير و مقوّماتٍ فنيّة يتمّ تحسينها باستمرار و تطويرها و صياغة جودتها .

حضورٌ جميلٌ يا منال ,

لا عدمتكِ .