تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بقايا الجسد


سعد الميموني
11-01-2008, 11:49 AM
ما أتيتُكِ مستثمراً يريدُ الربح، لذا لم أكن لأشتري سهماً واحداً في شركة حماقتك بمؤشرها الأخضر و اليوم ما سيّلتُ محفظة وفائي بإبتزازٍ لضعفك و حاجتك و نار الجحيمِ التي تظنين أنك تعيشين فيها وحيدة، و لم تستشعري يوماً الألم الذي يحرقني فتتوهج عيناي لظاً تستخدمينه للتدفئة! ما أتيتُكِ أذكريها جيداً، كنا فقط قد إلتقينا في سوق نخاسة الأرواح المنتشرة حولنا بحجم وطن إلتقينا روحين إستقذرت الأجساد التي تحويها بعد أن استطاعت أن تتحرر من التعويذة المعقودة على مدننا المسحورة، التقينا روحين تسامت فاستعصت على التلوث لأنها لم تكن يوماً ما ماءاً راكداً ينمي فطريات الشهوة الماسخة لفكرة وجودنا. كانت تمشي روحي تجرُّ وراءها بقايا جسدٍ ميت، تنتظر تحلله كي تتسارع بمعدل ثبات الصدق و تحلق إلى السماء، لم تكن لتحتمل عبء تعقيدات جماعات حولها لا تتقاطع معهم إلا في نقطة المادة و بعدها تتصاعد إستقامتها بميل أساسه كرامة بني آدم مرفوعٌ إلى الأس ما لا نهاية عُقد تلك الجماعات التي كبلت الإنسان روحاً قبل الجسد. حينها حانت مني إلتفاتةٌ إلى فداحة ألمك كانت كفيلة بتأجيل سفري الوشيك، لأكون لكِ كرسي الرصيف و كوب القهوة، و الشال على كتفيك، كل هذا لم يكن حباً فالأشباح لا مشاعر لها كل هذا كان قدراً اخترتُه أنا لأني حلمتُ به ذات أمل، يومَ كنتُ إنساناً يفهم الحياة ببساطة لأنه لم يستخدم للتفكير إلا عينيه فلا يرى غير القشرة الجميلة، و يجمل ذلك بتكبير صيوان أذنيه لتستوعب الأصوات بسذاجة فالإيقاعات كانت منحوتةً في الداخل مسبقاً. كان قدراً اخترته و لم يعد بإستطاعتي اليوم ترويضه أكثر، فسذاجتي التي لن تموت نسجت لي أحلاماً من حرير بأنه من الممكن للأشباح أن تتجسد ثانية إذا واصلت الإبتسام و الأمل، استمريتُ أطبب ألمك لعلّني أُشفى، استمريت في الإشتعال غير آبهٍ بقوانين الطبيعة متناسياً أن مصير الإحتراق تفحم، أم أنني كنت أُخاتل سذاجتي فأواصل الإحترق أكثر كي تفنى باقي الأجزاء العالقة من جسدي البالي! كيف تحولتي من مريضة إلى طبيبة لتمارسي ما لا حق لكٍ به بأن تحاولي إعادتي للحياة، كيف أصبحتِ تطوقيني بأجهزةٍ في غرفة عناية فائقة نقلتيني إليها كي أبقى حياً!


ابتعدي!! ما تظنينه حباً ليس أكثرُ من عواطفٍ تستمرين في الإكتتاب بها في كل روح تتوهج حولك!
ابتعدي فعواطفك الممجوجة ليست إلا مسكناً لمريضٍ في مرحلة متأخرة من سرطان القهر و الندم
إبتعدي و أنزعي قناع الأكسجين الذي تبقينني به حياً و أقطعي مسكناتك و دعيني أعود لقدرٍ لم أختره يوماً، و لكني اكتويت به حتى أدمنته،و أفراح العالم كلها اليوم لن تشفيني من مآساتي.



أخرجيني من كل هذه النظافة المعقمة فروحي روح متشردٍ لم يتسامح يوماً مع نظافة الأسطح
فقد أجبرته ضوضاء الكذب على أن يتعايش مع عفن الأعماق الدبِق، ليسكن إلى ذاته بصدق.
أخرجيني فكم أشتاق إلى الإختناق في أعماق رعب الضمائر، أخرجيني لأعود إلى
رائحة المجاري التي تستقر تحت قشرة ركيكةٍ حد الخزي يسمونها حياة، أخرجيني و أستمري مع
عواطفك النقية على ذلك الرصيف الذي وجدتك عليه يوماً ما، باكية في سوق نخاسة الأرواح
دعيني أموت بسلام، فالحب عبودية لم أعد أقوى على طقوسها، لا أملك من الجسد
إلا بقايا عالقة في روحٍ تريدُ فقط سبباً وجيهاً لتصعد به إلى حيثُ لا أقدار و لا عُقَد.

وَرْد عسيري
11-01-2008, 02:50 PM
تُدهِشُنِي الكَلِمَات حِينَ تُكتُبُ زُهواً مِن أَصِل تَفَاصِيلَ صَغِيرةٍ مُؤلِمَة
النَصُ يَا سَعْد يُنَازِعُهَا وَ مَا تُوهِبْ بِعَظَائِم مَا احتَوَى فِكراً وَ صِيَاغَة


رَائعٌ جِداً جِداً
http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif

صالح الحريري
11-01-2008, 02:56 PM
بورصة حرفك قابلة للربح يــ سعد ...!
بدأ لي مؤشر الوصف ثابت لقراءة منحى الخسارة بداخلكَ ..
تمضي بك روحك الهاربة كمتشردٍ يلقي بأوراق حساباته الخاسرة على أرصفة المستثمرين ...!

إعجابي وتقديري ...


تحياتي ...

سعـد الوهابي
11-01-2008, 03:42 PM
.
.
بقايا الجسد . .

حكاية ، رواية ، لوحة . .

فمن التمهيد الأول لـ بداية العلاقة . .

حتى الحقيقة الموضحة فيما بعد

يشير بإصبعه إلى روح نقية ، طاهرة . .

لم تعتاد التنمق والاصطناع

لم يراوده حلم النقاء المزيف يوماً . .

يحاول هنا أن ينتزعها من كل تلك الدوائر المكروهة في مجتمعٍ

يئن تحت سواد ارواحه وقلوب أهله . .

لـ يعلنها . . صريحةً

ابتعدي

ابتعدي

ابتعدي

اخرجيني

دعيني أموت بسلام . . . .

سيدي القدير

" سعد بن علي "

كل شيء هنا كان أخضر . . يشير إلى الأعلى حيث غمامة حرفك

حلقت بنا في فضاءات فكرك طويلاً . .

حتى عتبنا على غيابك . .

لله درك وسلم فكرك وبوحك

ودام ضياؤك

( احترامات . . خضراء )

سعـد

سَحَر
11-01-2008, 07:41 PM
وكسبنا [ أسهما خضراء ] هنا

دوما ياسعد النصوص التي تتكىء على الجمل
الإنشائية تدخل الروح مباشرة

كما فعل بي نصك الباذخ جدا
يامدهش

صُبـــح
11-01-2008, 08:00 PM
هذا القلم مخيف !!!

حبره مفتوح وأنا الداخلة إليه بطاعة أبدية !

أهلاً بهكذا حرف..
أهلاً بك ياسعد ...

د. منال عبدالرحمن
11-02-2008, 12:03 PM
التّملّص من حالةِ الحبِّ القصوى , و الانغماس في محاولة الهروب و الالتصاق بالذّات مع انكارها ,

ثمَّ الاسترسال في الحديث عن الرّغبة في العودةِ إلى تفاصيلِ الوحدة , كونها المسكّن الوحيد لألمِ الاشتياق ,

و طريقة النّفي للتّأييد و التأكيد ,

كلّها سماتُ نصٍّ يملكُ القدرةَ على اقناعكَ برؤية الأشياءِ في أماكنها الصّحيحة , بعد أن يقومَ هو ببعثرتها و تبديل أماكنها !

:

افتقدنا سريالية حرفكَ يا أستاذ سعد ,

أهلاً و مرحباً بعودتك !

سعد الميموني
11-07-2008, 11:25 PM
تُدهِشُنِي الكَلِمَات حِينَ تُكتُبُ زُهواً مِن أَصِل تَفَاصِيلَ صَغِيرةٍ مُؤلِمَة
النَصُ يَا سَعْد يُنَازِعُهَا وَ مَا تُوهِبْ بِعَظَائِم مَا احتَوَى فِكراً وَ صِيَاغَة


رَائعٌ جِداً جِداً
http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif




ورد عسيري ... شكراً جزيلاً
ما أدهشني أنا هو أن أجد هذه الكلمات رداً على كلماتي :)

دمتِ ورد.

سعد الميموني
11-07-2008, 11:29 PM
بورصة حرفك قابلة للربح يــ سعد ...!
بدأ لي مؤشر الوصف ثابت لقراءة منحى الخسارة بداخلكَ ..
تمضي بك روحك الهاربة كمتشردٍ يلقي بأوراق حساباته الخاسرة على أرصفة المستثمرين ...!

إعجابي وتقديري ...


تحياتي ...



وصفٌ مغرٍ جداً

لك الشكر عليه

مرورك أبهجني يا كريم

دمتَ بخير