أحمد الشريف
11-11-2008, 10:27 AM
يتساقط على هيئة دعوات لُفِظت على عجل
أختصر معظمه
وأدفعه في قبعة المتسوّلين
فينمو أبيضاً يشبهها
سامحني يا أبي ، أحضرت أمتعتي وأمتعة كل من تقاطروا من وجهي وأطراف حقائبي إلى ضفّتك القديمة
وكنت على يقين بأن وصيتك التي صعّدتها للسماء ضيّقة كأحد أيامك
ستسامحني حين تعلم أن وطناً كان يشبه عيني بِكركَ المظلمة قد أمطرت به خارج سنوات عمره
صبياً لا يشبه الصبية
شيخاً يكابر ضيق عينيه وينادي بإستنساخ الطفولة
ستسامح وطناً استحلفني أن أعود في السنة المقبلة
وفي يديّ لوحة أو مشروع رواية مهذبة
ستغفر لتربته استباقها للحرّ الذي تسلّقني كأول لثمة أنالها من صعيده الطاهر
لأن الوجوه لا تتغير دفعة واحدة
والأرصفة تكفل لنا تجمّعاً جزئياً للذكريات بأيّ شكلٍ بدا واهناً
ولكنها تفعل كما لم تفعل أنت
حينها كنتُ مريضاً بطريقة أخرى
أدركتَ هذا
فـ كبّلتَ اتجاه نظرتي وبدأتَ بترتيب قلقك المزيّف
دون تفقّد أضلعي أو محاورة النوافذ كما كنت تفعل أحياناً
وقبل أن أعثر على حذرك المندلق على الأغطية
وثَبت سنواتي الثلاثون ضامرة تلعق من ذات الحاجة التي دفعتني إليك بادئ الأمر
تفلت مني وأتداركها ، وأترك لك فرصة إنهاء السقوط
أنحدر لوهلة لست مهيأ لها - ممتلئة بالعفو - أقلّبها على جهاتٍ مختلفة لتبدو صادقة
أتسلّف عمراً من أرض لم تخبئني جيداً
فالتقي بحقيقتك على رصيفٍ بارد
في بلد موبوء بعشق لا يخصّنا
يا أبي
حين انتقيتَ ذلك الصبّاح لدسّ ذنبِ توجّهك القاتم نحو دفء ٍيبعد عن منزلنا ربع ميل / نحو عنقها بالذات
كنت أستر قدميّ بتربتك الزلقة
وأعايرهم بقامات آبائهم المتخاذلة
قبل أن يعايروني بإقامتك المؤقتة
أحتدم نمواً متعرّجاً
كأنّ النهار اتّخذ من جسدي موضعاً لإجابة خاطئة عن سؤال لم يُلفظ بعد
يومها كبرت عليّ خيبتي
وأنت تهمس من شفةٍ لم تحاذني يوماً :
(الأجدر أن نتمرن على البكاء قبل أن تراودنا فجيعة)
وكيف يُصنع البكاء والثلث الأخير من عينيّ غامرت به حين رأيتك عالقاً دون خريطتي
بمقصد متأخّر ترأب وطناً آخذاً في الاتساع
ومن أين تبدأ وكيف ستنتهي ! وصحرائهم تكفّلت بارتدائي
والمطارات قدّرت مسافة شوق عن وجهك ، ودفعتني للسماء
وحيداً كما جيء بي
غير أني هذه المرّة تساقطت للأعلى
مترفعاً خالياً من الوصايا
أحملك بكلّك الذي لم يكن لي
وفي جيبي حديثٌ ملفقٌ
يشبهها
أختصر معظمه
وأدفعه في قبعة المتسوّلين
فينمو أبيضاً يشبهها
سامحني يا أبي ، أحضرت أمتعتي وأمتعة كل من تقاطروا من وجهي وأطراف حقائبي إلى ضفّتك القديمة
وكنت على يقين بأن وصيتك التي صعّدتها للسماء ضيّقة كأحد أيامك
ستسامحني حين تعلم أن وطناً كان يشبه عيني بِكركَ المظلمة قد أمطرت به خارج سنوات عمره
صبياً لا يشبه الصبية
شيخاً يكابر ضيق عينيه وينادي بإستنساخ الطفولة
ستسامح وطناً استحلفني أن أعود في السنة المقبلة
وفي يديّ لوحة أو مشروع رواية مهذبة
ستغفر لتربته استباقها للحرّ الذي تسلّقني كأول لثمة أنالها من صعيده الطاهر
لأن الوجوه لا تتغير دفعة واحدة
والأرصفة تكفل لنا تجمّعاً جزئياً للذكريات بأيّ شكلٍ بدا واهناً
ولكنها تفعل كما لم تفعل أنت
حينها كنتُ مريضاً بطريقة أخرى
أدركتَ هذا
فـ كبّلتَ اتجاه نظرتي وبدأتَ بترتيب قلقك المزيّف
دون تفقّد أضلعي أو محاورة النوافذ كما كنت تفعل أحياناً
وقبل أن أعثر على حذرك المندلق على الأغطية
وثَبت سنواتي الثلاثون ضامرة تلعق من ذات الحاجة التي دفعتني إليك بادئ الأمر
تفلت مني وأتداركها ، وأترك لك فرصة إنهاء السقوط
أنحدر لوهلة لست مهيأ لها - ممتلئة بالعفو - أقلّبها على جهاتٍ مختلفة لتبدو صادقة
أتسلّف عمراً من أرض لم تخبئني جيداً
فالتقي بحقيقتك على رصيفٍ بارد
في بلد موبوء بعشق لا يخصّنا
يا أبي
حين انتقيتَ ذلك الصبّاح لدسّ ذنبِ توجّهك القاتم نحو دفء ٍيبعد عن منزلنا ربع ميل / نحو عنقها بالذات
كنت أستر قدميّ بتربتك الزلقة
وأعايرهم بقامات آبائهم المتخاذلة
قبل أن يعايروني بإقامتك المؤقتة
أحتدم نمواً متعرّجاً
كأنّ النهار اتّخذ من جسدي موضعاً لإجابة خاطئة عن سؤال لم يُلفظ بعد
يومها كبرت عليّ خيبتي
وأنت تهمس من شفةٍ لم تحاذني يوماً :
(الأجدر أن نتمرن على البكاء قبل أن تراودنا فجيعة)
وكيف يُصنع البكاء والثلث الأخير من عينيّ غامرت به حين رأيتك عالقاً دون خريطتي
بمقصد متأخّر ترأب وطناً آخذاً في الاتساع
ومن أين تبدأ وكيف ستنتهي ! وصحرائهم تكفّلت بارتدائي
والمطارات قدّرت مسافة شوق عن وجهك ، ودفعتني للسماء
وحيداً كما جيء بي
غير أني هذه المرّة تساقطت للأعلى
مترفعاً خالياً من الوصايا
أحملك بكلّك الذي لم يكن لي
وفي جيبي حديثٌ ملفقٌ
يشبهها