المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى وجهي الذي لا يراني


رابح ظريف
11-24-2008, 10:29 AM
لى وجهي الذي لا يراني

إلى كل القريبين في الأبعاد


أولا
صمتيَ الذكرُ..وأنفاسي الصدى
أشرب الليل فأروي الجسدا

كلما حاولت أن أقطف نجما
من سمائي.. لم أجد عندي يدا

صرختي مسجونة في شفتي
لم تجد في الليل ياءً للندا

لم تجد كونا كصدري يسع الليـ
ـلَ ولا غيمة تكفي بلدا
***

أعلـــن الآن.. بحــاري أنهر
و سِباخُ المِلحِ عندي.. سُكَّـرُ

السَّماوات بعيـــنيَّ مرَايا
فَهْيَ سَمْرَاء لأنِّي.. أَسْمَــرُ

هذه التُّربَةُ تِبْرً بينَ كفيْ
يَ ..فَكفَّايَ عليها... مَرْمـــَرُ

أنا لا ظُلمَةَ عندي كلَّمَا
قــــــمر تَابَ ... عَصاهَا قمر

أعلن الآن لأني متعب
من ظنوني .. فيقيني السَّهَر



النص


سِر في فُؤادي واطْرُقِ الأبـْـــوَابــاَ
إن لم تجـدْ وطـــناً .. تَجِدْ أحـبابَـا

واقرَأْ علَى صَفَحَاتِ قَلـــبي مَا تَشَاءُ
فَقَدْ قَرَأتُ ومَا خَتَمْـــتُ كــــتَاباَ

تُلقِي بِحَارُكَ مَــــوْجَهَا مِن أعيُنِي
فاشْرَح دُمُوعَكَ .. وَاجْرَحِ الأَهدَابَـا

هذي سَوَاقِي الرُّوح تَسْــــألُ مَنْبَعِي
مَــــاءً.. ولـَـكنْ لا يردُّ جَوَابَـا

ضمأٌ كَهَذَا الظلِّ يَسْبق قَامتي الــ
عَطْشَى لِيَلْمَسَ في مَدَاكَ سَحَـــابَا

ضَمـأٌٌ تَهَيَّأَ لي ضِفَافاً قَد تَدُلـْـــ
ـلُ علَى ارتِوَائِي حينَ كنت سَرَابَا




وَجْهي وَقَـــامَتُكَ اسْتَبَاحَا جنَّتي
قــــــد أَسلمَاني للضَّلال وتَابَا

هـــذَا صَبَاحِي عَنْ سمَاكَ حَجَبْتُه
فاسألْه كـــيفَ عَلَى خُطَاكَ انْسَاباَ

فاستفتِ روحيَ مَن أحـــلَّ نبيذَها
للـــــشَّاربين.. وحرَّم الأكوابَا؟

أهـــديك من عينيَّ دَمْعَهُمَا فـلا
تبخلْ علَيك الكرمَ والأعــــنابا

إنِّي اهتديتُ إليكَ حــينَ وجدتُنِي
وحدي .. فكنتَ الأهلَ و الأصحابَا

فسألتُ في المرآة:"من"؟ وأجبتَ بالـ
ممحاة "وجهُك من مُحِــي.. فأجابا"


***


يا مــــتعبَ الأقمار.. يَا مُسْتَعْتِبَ الـ
أسحـــــارِ.. يَا من حَلَّ .. يَا من غابَا

يـــــــا راسمًا في اللَّيل شكلَ غِيَابِه
ويَخِيـــــطُ من أحــــلامه أثوابَا

يا مـعلناً للشمــــــس أنَّ يـــقينه
شرقٌ.. يـــــَقينك لم يــــزل مرتابَا

الــــشَّرقُ دمــــــعتك التِّي لم تبكِها
فاغســــــل بها الأجـــفان والأهدابا

الشـــــرق دمعتُكَ القديمَة .. جِــدْ لهاَ
حزنًـــــا وجدْ للـــحزن فيكَ جرابا

الشَّــرق .. مَلْمَحُك الذِّي سيعــيدُ وَجْـ
ـهَك لي ويكشفُ وجـهيَ الكـــــذَّابا

الشَّـــــــرق جملتك التي قد صغتها
خطأً.. لأنَّك لا تجــــــــيد خطابا


****







سرْ مشـــرقيَّ النَّبض .. مكيَّ الدّما
ء.. وخـــــلّ طيبك يلفتُ الأطيابا

أنت الذي غدُكَ الشَّــــهيّ أحلّ لي
قمــــــــرا أبادلُ ليلَه الأنخابا

أحكي له عنبَ الحـــبيب لكي ينا
مَ.. فــــينتشي ويحدِّثُ الأعنابا

قمرا شكــــوت له صباحا غائما
في مَشْرِقيك.. فخرَّ لي وأنــــابا

لكأنَّه مـــــــمَّا شكوت ربابةٌ
لِلعــزفِ تَطلُــب دَمْعَتي "زريابا"

وكأنَّ وجهَكَ حــــينَ أسلمَ ملمحي
للعري.. ألـــــبسَ قامتي جلبابا

فأنا الذي.. لا وجـــهَ يملكُ ملمحًا
وأنا الذي... لا بيتَ يملك بـــابا

****



سرْ في يقيني.. وانتبه لمـــداك يكـ
تبُ شوقَه في مشرقيك عتـــــابا

واقرأ " أنا العربيّ .. أشبِـــه خَيمَتِي
وتـــــدي بها لم يَشْدُدِ الأســبابَا"

واقرأ " أنا العربيُّ أشرَبُ سمرتي
لبنـا .. وأعصــــر قامتي أَعنَابَا"

واكتـــب " أنا المندسُّ بين ملامحي
منذ استعـــرت من الظلام حـجابا

سمَّيت حلمـــــي وردةً.. وقَطَفْتُها
و حملتُ مِلحَ الأمنــــياتِ… فذابا

سَأقوم من ليلي لأوقـــــظ نجمة
تكفي لأطرقَ في المَدى الأبـــوابا"

لتكون يا ملح الأماني .. ســـكّرا
وتكون يا عسل الســـباخ شرابا

مريم الزيدي
11-24-2008, 02:08 PM
ارتشفتُها..

حتى آخرَ حرف

.
.

ولم أزل للحرفِ ظمأى


أستاذ رابح

مثلي.. لا حقَّ لها إلا القراءة

قايـد الحربي
11-24-2008, 03:27 PM
رابح ظريف
ـــــــــــــ
* * *



أُرحبُ بك مُجدّداً .

:

" كلما حاولت أن أقطف نجما
ــــــــ من سمائي لم أجد عندي يدا
صرختي مسجونة في شفتي
ــــــــ لم تجد في الليل ياءً للندا ! "

نَعمْ يا رابح ، فيَدك لنْ تُطيعك في قطف النجوم ،
لأنّها اعتادت منْك قطْفَ الأقمار - فقط - .. !
حتّى نداؤكَ لن تَجدَ له [ ياءً ]
إذْ كيف يُنادي المُنادَى - نفْسه - !

:

[ ربح ظريف ]


تُتْقنُ المُفاجأة في الشّعر حدّ الإدهاش ،
فلا نمْلكُ إلاّ أنْ نُردّدَ :
نحنُ بك مِن الرّابحين يا رابح .

:

شكراً بحب .

سالم الجهني
11-24-2008, 05:00 PM
القايد قايد سبقنا فيما أردنا قوله لك أيه العربي العراب / اللغوي القادم من وهج اللغه وفصاحة اللسان وسباق البين حينذاك وشعرٌ باقي الى حين ..

من العنوان وجاذبيته الى المضمون وقوته فـ الروح وتجوالها النشط في سبر أغوار هذه الفارهه أرفع لك القبعه أيه الأديب الرابح دوماً: رابح ..

على يقين بأن كل من يحضر هنا هو الرابح ..

لافض فوك ..

محمد الضويحي
11-24-2008, 07:29 PM
رابـــــح : ليهنكَ الشعر ... كان بوحك أشبه بتلال وجدٍ تسكب الماء الزلال
من ألفها حتى الياء ... لم ألجم نفسي عن الشعور بلذة البناء وجمال المفردة
ومدى القاف الواسع فضاءً / كان ذلك الحديث الشاعري يخرج من معينك
الأدبي المنسدل في وجه الليل الشرقي أنعكاساً يجعلنا نصفق بحرارة الجمال

أشكرك أن أهديتني تلك المقطوعة الراقية ...

سَحَر
11-24-2008, 07:39 PM
هذا ثاني نص أقرأه لك يارابح لأجد

معك اللغة [ رقيقة ]
والفكرة [ بعيدة ] حدّ حدود الدهشة


تنفستُ شعرا

حياة باسل
11-24-2008, 09:49 PM
الأنيق رَابحْ ؛
هُوَ ذات الـ بَوْحُ الـ يسرقْ الرٌوح منْ ثَنَاياَ الـ جسد ،،؛
فتنهارُ الأحرف على خاصرة الأوراق ،، ك رذاذ المطر ،،؛

دمتَ بِ فرح،

ود لاينضب لقلبك.

صهيب نبهان
11-27-2008, 04:17 AM
..


تأخرتُ كثيرًا عن هذا العنبِ المتساقطِ هنا


رغم رفرفتي حولَ المكان


سأعودُ أيها الجميل


..


تحية الفوز بك يا رابح


..

جرير المبروك
11-27-2008, 04:36 AM
هالله هالله يا رابح
و سلام عليك يا رائع
...ما هذا يا رجل ؟!!!
هذا الابهار ...
هذا هو الفن
....
ايها الظريف :
"أشاعر انت ام مغنٍّ... يقول باللحن ما يريدُ"
ايها المزمار السحري الذي هزنا طربا فرقصنا
و ايها المزمور الذي وهبنا حكمة فوقرنا!!!!!

لهذا النص شأن عظيم..
بل عجيب
نص راقٍ معنى و مبنى
و اسمح لي ان اقول
"ابدعت في صيغ الحقيقة شاعرا=حتى غدوت لشعرنا عرّابا
يا ايها العربي نعمَ مشاعرّ=قد فتّحت بقلوبنا ابوابا
كنتَ الظريف و كنت حرفا مبدعا=اكرم بحرف صغتَه و كتابا

مع الاعتذار لمقام القصيدة
وقامة صاحبهاالذي
شرفنا بوجوده هنا

جرير

صهيب نبهان
11-29-2008, 07:04 PM
..


حُييتَ يا جرير


ثلاثيتكَ يستحقها رابح



أنْعِم بكما


..

حمد الرحيمي
12-04-2008, 11:49 AM
رابح ظريف ...




قطعٌ عشقيةٌ هادئة ... كأنفاس المساء الباردة العذبة ...








رابح ... ممتعٌ حرفك ...

شــمــ نـجـد ــس
12-11-2008, 12:31 AM
:

معنون بفكرة تتفق مع الدهشة
وكثافة الشعر هنا لا تجعلنا نمر مرور الكرام ..!
الشاعر رابح ظريف
شكرا لك وللشعر

ياسر خطاب
12-14-2008, 12:22 PM
الشاعر المتميز رابح ظريف

عدت بنا الى حقبة الشعر الذهبية

ما قرأته هنا اشبه بالسحر

شكراً لك