منتهى القريش
12-10-2008, 12:31 PM
طافت ببالي بعض ذكرى .. شئ يشبه الألم .. أو ربما أشد وجعا ..
عذرا لقلوبكم أيها العابرون ..
لم تستسلم أبدا للألم .. حتى حين ولادتها لم تبكي كبقية الأطفال حين يولدون ..
علمتهم كيف يتجرعون المرارة بصمت ..
ابتسمت عند رؤيتها للمرة الأولى .. لم تكن تميز الوجوه من حولها ..
ما زالت تحت تاثير المخدر .. لكنها استطاعت التعرف على ملامحها ..
ما أجملها .. وردية, شفافة, بشعر كستنائي ناعم .. حاولت لمسه ..
خذلتها أصابعها .. كومت كلتا يديها .. كأنها تحاول الإمساك بلحظة فرح هاربة..
ثم غابت عن الوعي..
في غرفة الإفاقة فتحت عيناها لأول مرة وكأنها في حلم غريب ..
حدقت في صديقتها التي تزوجت البارحة وفي أعماقها يحار سؤال..
كيف سمحوا لها بالدخول؟
الساعة الآن تشير إلى الواحدة ظهرا .. احتضنت دهشتها .. أمسكت يدها
بالقوة التي استطاعت حينها.. صوتها عبر الصمت قبلة بددت كل الظنون..
هربت من أفواج المهنئين لأكون وزوجي أول من يقول (الحمدلله ع السلامة)
وضعت يدها على الجرح واستسلمت لنوم عميق ..
ما زالت ذاكرتها تحتفظ بتلك التفاصيل الصغيرة ..
أكملت عامها الثامن عشر وبينها وبين الأسرة البيضاء ومشارط الأطباء
علاقة حميمة ..
في ساعة متأخرة من الحزن عاتبت أمها .. لماذا ولدتيني معاقة؟
كالسهم كان السؤال .. ليس ذنبي! أجابت وهي تبتلع بقايا غصة وشلال من دموع..
(الصبر ينفذ والبكا لا ينفذ) لم تزل تحتفظ ببعض من الصبر .. يكاد يخذلها أحيانا
لولا أنها من الله قريبة ..
بدهشة قالت ذات ألم .. أختي الصغرى أطول مني! وبذات الصبر أجابتها (شي طبيعي)
وفي صدرها يضج أنين الأجوبة .. تحاول دائما التملص من أسألتها المؤرقة ..
تهرب بعينيها بعيدا كأعمى لا يرى إلا الظلام والعتمة .. لكن نور الله هناك في قلبها ..
تخدع أوجاعها بضحكة وتداري يتم الفرح بابتسامة ..
تقتات روحها ما تبقى من أمل .. لتتحايل على الألم ..
تكره نظرات الشفقة .. لا ترتجي إلا رحمة من الله .. فهو أرحم الراحمين ..
ياااااااا رب إني لا أسألك رد القضاء .. لكني أسألك اللطف فيه ..
عذرا لقلوبكم أيها العابرون ..
لم تستسلم أبدا للألم .. حتى حين ولادتها لم تبكي كبقية الأطفال حين يولدون ..
علمتهم كيف يتجرعون المرارة بصمت ..
ابتسمت عند رؤيتها للمرة الأولى .. لم تكن تميز الوجوه من حولها ..
ما زالت تحت تاثير المخدر .. لكنها استطاعت التعرف على ملامحها ..
ما أجملها .. وردية, شفافة, بشعر كستنائي ناعم .. حاولت لمسه ..
خذلتها أصابعها .. كومت كلتا يديها .. كأنها تحاول الإمساك بلحظة فرح هاربة..
ثم غابت عن الوعي..
في غرفة الإفاقة فتحت عيناها لأول مرة وكأنها في حلم غريب ..
حدقت في صديقتها التي تزوجت البارحة وفي أعماقها يحار سؤال..
كيف سمحوا لها بالدخول؟
الساعة الآن تشير إلى الواحدة ظهرا .. احتضنت دهشتها .. أمسكت يدها
بالقوة التي استطاعت حينها.. صوتها عبر الصمت قبلة بددت كل الظنون..
هربت من أفواج المهنئين لأكون وزوجي أول من يقول (الحمدلله ع السلامة)
وضعت يدها على الجرح واستسلمت لنوم عميق ..
ما زالت ذاكرتها تحتفظ بتلك التفاصيل الصغيرة ..
أكملت عامها الثامن عشر وبينها وبين الأسرة البيضاء ومشارط الأطباء
علاقة حميمة ..
في ساعة متأخرة من الحزن عاتبت أمها .. لماذا ولدتيني معاقة؟
كالسهم كان السؤال .. ليس ذنبي! أجابت وهي تبتلع بقايا غصة وشلال من دموع..
(الصبر ينفذ والبكا لا ينفذ) لم تزل تحتفظ ببعض من الصبر .. يكاد يخذلها أحيانا
لولا أنها من الله قريبة ..
بدهشة قالت ذات ألم .. أختي الصغرى أطول مني! وبذات الصبر أجابتها (شي طبيعي)
وفي صدرها يضج أنين الأجوبة .. تحاول دائما التملص من أسألتها المؤرقة ..
تهرب بعينيها بعيدا كأعمى لا يرى إلا الظلام والعتمة .. لكن نور الله هناك في قلبها ..
تخدع أوجاعها بضحكة وتداري يتم الفرح بابتسامة ..
تقتات روحها ما تبقى من أمل .. لتتحايل على الألم ..
تكره نظرات الشفقة .. لا ترتجي إلا رحمة من الله .. فهو أرحم الراحمين ..
ياااااااا رب إني لا أسألك رد القضاء .. لكني أسألك اللطف فيه ..