المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوالف بدوي على جال ضوّه ..!


فيصل العامر
12-14-2008, 01:10 AM
http://fewa77.googlepages.com/tho.jpg

* هنا قررت أن أمشط شيئاً من حكاياتي والتي ربما لاترتبط ببعضها ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:11 AM
حثني ذلك الجين المختبئ بي على أن أبوح بهذا ..

ربما سيتخذ هذا الإعتراف شكله الدموي .. قد أنزع به مزاجاتكم الجميلة ..

و ربما ستغلقون هذه الثرثرة كـ باب قديم قد غرس بجسد بيتٍ من طين ..

قد يكون التالي مقززاً ..

لن أفعل شيئاً جيداً هنا ..

سأعتذر إن أثرت إشمئزازكم .. وتلك الـ (( وع )) الكبيرة ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:14 AM
صوت ذلك العظيم ينادي :

فيصل .. تعال نزل الخروف من الحوض .. ووده المسلخ .. أخلص يابوك ..!

فيصل .. لم يتعدى الثامنة حينها .. بدوي نحيل .. أسمر ..

تقبع على كتفيه صحراء ملّت الجفاف .. وجحافل القادم من الهمّ ..

تبدأ حكاية العراك .. وشئ من (( العفرته ))

أحاول بها جرّ الخروف إلى مثواه الأخير ..

أسحب الحيوان الذي يبدو أكبر مني حجماً .. يحاول الفرار

وسوق اللعنات على هذا الطفل البثر .. وعلى حظة التعيس ..

وبيدين تملؤها الحدة .. أقتاد ذلك المستسلم لمقصلته الكائنة خلف بيتنا ..

لاأزال أذكر عيني ضحاياي الذين قمت بقتلهم .. باردة .. خائفة .. متوسلة ..

صوت رجليه ويديه .. تصدر صريراً على أرضية الحوش .. يحاول بهما التشبث بما يتعثر به ..

وأنا لازلت ذلك الكائن عديم الرحمة ..

أقذفه على سطح المسلخ الأملس .. وبركبتي النحيلة أطأ عليه .. أرفع رأسه عالياً ..

سكين ذات نصل حاد .. قد تقصف رقبة شعرة ما طولياً ..

تدنو صديقتي الحادة على عنقه البارز .. أسحبها بسرعة ..

يتناثر ذلك الأحمر القاني .. يلطخ المكان ..

ابتعد قليلاً .. ليصارع رفيقي الموت .. أجله الذي وافاه ..

وأنا أرقب جسده المرتعش .. يهدأ بعد أن أنهكه التشبث بالحياة .. ابتسم ..

قبل أن يبدأ الأحمر على يدي بالتخثر ..

يرسم نزيفه على الأرض سيلاً صغيراً .. تبدو عين الخروف قد جفت ..

والتحفت بغشاء شفاف .. وبقعة بيضاء صغيرة تزداد وضوحاً ..

صوت قادم من حنجرته المقطوعة .. يبدو متحشرجاً ..

لم أفسره كما علي أن أفعل بكل مرة أنحر بها حيواناً ..

ذات مرة سمعت (( قميري )) تقول لي بعد أن غرست بحلقها كسرة من عود خشب ..

وهي الطريقة الأسرع لنحر الطيور بحال لم أمتلك سكيناً حينها ..

سمعتها تقول : اللعنة ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:15 AM
ذات نهار جمعتني التجربة االدموية اللذيذه مع أحد ابناء الخال ..

قال لي أن أحد مساجد الرس سيشهد حكم الإعدام بقاطع طريق ..

اتجهنا لذلك المسجد .. وبعد أن أدينا صلاة الجمعة .. يممنا وجوهنا المترقبة صوب الساحة ..

حشود من الفضوليين .. والمتعطشين ربما ..

تلى أحدهم بياناً يشرح مافعله هذا المجرم .. لم أكن مهتماً بذلك الصوت ..

كنت أرقب السياف.. ضخم الجثة .. بجانبه شخص يبدو بمنتصف عمره .. معصوب العينين ..

وقد برزت رقبته من الخلف .. يبدو جاثماً على ركبتيه ..

أخذت بالتطاول عندما سمعته يقول :

(( لتأكد للعموم حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على استتباب الأمن ))

والتي تقال عادة بنهاية تلاوة الحكم ..

يرفع الرفيق سيفه عالياً .. وأنا أحدث نفسي بأمنياتي بإقتناء سيفٍ مثله ..

وبلمحة بصر :

يهوي به على رقبة ذلك الجاثم ..

يسقط رأسه غير بعيد عن جثته التي هبطت على جنبها الأيمن ..

وعيناي ترقبان رأسه الذي يتدحرج ..

صوت صراخ بجانبي .. حالات إغماء .. استفراغ ..

وابن خالي : يبكي ..!

لم ابتسم .. كما فعلت مع الخروف أعلاه ..

لكني قلت ببرود لابن خالي الذي بدى كـ شيعي متطرف بيوم عاشوراء :

يالله يالرقله مشينا ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:19 AM
من سوالف العهد القديم .. عندما كان القتل : حياة ..

يحكي ذلك الهرم لأحفاده القصة ..

يقول :

كنا مجموعة من الحنشل - اللصوص -

ذات مساء غابر ونحن نترصد الطريق لـ قطعه ..

لاح لنا ذود قادم من بعيد ..

كان من يسوقه رجل نحيل .. يسهل التغلب عليه .. وسوق - اقتياد - إبله .. أو هكذا اعتقدنا

قال رفيقي بتهكم : جاكم هالضعيّف ..!

نزل له هذا المتهكم .. وتلك الإبتسامة الخبيثة ترتسم على وجهي ..

فـ غنائمنا ستكون هذه المرة أسهل مما اعتدنا عليه ..

ويكمل :

كنت أرقب بعيني مالذي يحدث ..

بدأ العراك .. نزلت لغرض الفزعة ..

أخذ بالصراخ : فكوني من شركم .. فكوني من شركم ..

لم يجدي ذلك بنا نفعاً ..

سل سيفه .. كنت على بعد خطوات عندما هوى به على رأس رفيقي ..

ليفصل به نصف رأسه العلوي من فوق أذنه تماماً ..

تطاير مخه علي ..وأجزاء من جلد رأسه اللزج ..

سقط رفيقي بالحال .. ورأسه يفور دماً ..

حينها تصلبت رجلي .. ولم أستطع الفرار .. ولاحتى النطق ..

رفع رأسه إلي وقال : افتك عمرك ..

يقول :

فركضت كمن يلحقه الموت .. وأنا أنزع بقايا مخ رفيقي التي التصقت بي ..

ومن حينها وكوابيس ذلك المشهد تلاحقني كلما قذفت رأسي على المخدة ..

فيصل العامر
12-14-2008, 01:21 AM
غالباً ماتكون الصمان هي الوجهة .. الرفاق الشاهقين .. المدينة خلفنا ..

والكثير من القادم الجميل ..

نختار المكان البعيد جداً عن البشر .. تنتصب خيمتنا عالياً ..

بعد أن نرتشف لنا ماتيسر من القهوة .. تبدأ المهمة الأشهى : الطبخ ..

غالياً ماأكون : الشيف ..

أكون قد وضعت كل مكونات الطبخ بمايسمى : العزبة ..

وهي شنطة مقسمة بشكل جيد .. علبة البهارات / الملح / الدارسين / الليمون الأسود ..إلخ ..

وعلى الجانب الآخر منها .. القهوة / الهيل / الزعفران ..

بالبر : يصبح كل شئ لذيذ .. ربما لمزاجاتنا العالية .. وصفاءنا الروحي ..

الوجبة الأكبر تكون عند الساعة الخامسة عادة ..

قدر ضغط ألماني .. بصل يقطع بشكل صغير .. وأبدأ بحمسه داخل القدر

مع قليل من الزيت .. بعد ذلك أضيف شيئا من الطماطم والبهارات

وقطع من اللحم بشكل متساوي .. أغلق القدر بإحكام لنصف ساعة ..

حينذاك .. أكون قد غسلت الرز .. شخلته .. ورفعته عالياً ..

يبدأ القدر بعد النصف ساعة بالصفير .. ونبدأ بسرد ثرثراتنا التي لاتنتهي ..

غالباً مايكون بكل طلعة واحد بثر .. ومايشتغل .. ودائماً مايقول :

ماودكم نرجع الرياض ..!

وهو الذي يقول أيضاً :

ياخوك أخلص علينا .. ذبحني الجوع ..!

حينها أتمنى أن أفرم رأسه .. وأتبله ببهارات هندية .. وأشويه ..

أحاول تدارك إزعاج هالنشبه بقولي :

مابقى شئ يابعدي ويخلص ..!

أبعد القدر عن النار .. أفتح الصمام .. صوت : تش ..

وهو يماثل لدي سيمفونيات العم باخ ..

بعد أن ينتهي القدر من عزفه .. أفتحه .. البخار يتصاعد عالياً ..

ورأس هالبثر يطل من فوق كتفي :

هاه عساه خلص ..!

ألتفت له بعد أن بدأت الأخلاق تصبح بريالين :

ورى ماتنط بالقدر ..!

يتراجع .. لا ياخوك بس .. جد جوعان ..!

أمعن النظر باللحم وقد تشرب مرقته .. وأصبح يسيل اللعاب ..

أكبس الرز عليه .. وأزيده ماء ..

أسكر القدر مرة ثانية .. تمر الدقائق .. ويبدأ صديقي الحميم بالصفير .. وكذلك بطوننا ..

أوعز فرش السماط .. وتحضير الليمون والخيار .. والترتيب لخوينا العجّاز ..

يتملل .. لكنه يقوم بذلك على أكمل وجه .. ربما لأنه يريد من الأمر أن ينتهي ..

بعد أن أفتح الغطاء .. تبدأ الرائحة مفعولها بالجوعى كحالتي ..

أخرج اللحم البني الناضج أولاً .. أفرش الصحن بالأرز النثري المائل للحمرة ..

أوزع اللحم بطريقة دائرية ..

يبدأ تأثير الجوع بالظهور بتلك التعليقات :

- والله باين أنه شغل عدل ..

- مقابل الجيش ولامقابل العيش ..

- سوالي فيها الشيف رمزي .. أخلص يبن الحلال < خوينا البثر ..

- شباب أذن العصر ..! < واحد توه قايم من النوم ..

- سمّوا .. سموّا شباب ..


و .. نأكل جداً ..

فيصل العامر
12-14-2008, 01:24 AM
بسيارتي صباح هذا اليوم .. أسدلت تلك المرآه لأرتب شماغي .. قبل ذهابي للدوام ..

لاحظت شعره بيضاء نافرة بين السواد .. كنت أعتقد أنه خيط أبيض

سحبته .. كانت شيبة يتيمة .. بدت ناصعة .. طويلة .. ربما كانت متغطرسة ..

هدهدتها .. دفنتها .. سرعان ماظهرت .. كانت أشد بياضاً من ذي قبل .. أو هكذا خيّل إلي ..

تذكرت حينها وصية أمي - عليها السلام - بأن نتف الشيب فأل سيئ ..

وإن كنت لاأؤمن بذلك .. فإني على الأقل مؤمن بوالدتي جداً ..

وعليه فضلت عدم وأد شعرتي البيضاء ..

كان هناك إعتقاد سائد بـ زمن الجهل أن الشيب مرتبط بالخوف ..

وأن ظهور شعرة بيضاء إنما هو نتيجة موقف مخيف / مفاجئ ..

يبدو ذلك سخيفاً ..

لكني خائف .. الخوف من الآتي .. القدر الذي لايحبني ..

لامشكلة لدي مع الموت .. أناديه : صديقي ..

لأنه الصديق الذي لاتعلم متى يزورك .. لكنه يفعل ذلك بالتأكيد ..

وهي سمة لاتتوفر بأصدقاء هذه الأيام ..

ربما كانت شيبتي نتيجة تلك : الخيبة التي عاجلني بها مجتمعي ..

ورسم بها بداخلي آيات من يأس يتملكني ..



سحقاً ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:26 AM
بحينا القديم .. والذي يقبع بأقصى الرياض

كان بيتنا يتكئ بمدخل ذلك الحي ..

بالجزء الشمالي كان هناك بيت ملاصق لنا .. غير مكتمل ..

بلونه الإسمنتي الداكن .. حيث لم يصبغ بعد

مرت السنوات ولايزال البيت كما هو ..

ذات ليلة وأنا نائم بالملحق .. أفقت على صوت صرخة ..

استعذت بالله .. وأكملت نومي .. ربما كان حلماً قبيحاً .. قلت بنفسي

فتحت عيني الصغيرتين على صوت يشبه قرع الطبول ..

فتحت باب الملحق .. كان الهدوء يلف المكان ..

مشيت بإتجاه السور الذي يفصلنا عن ذلك البيت ..

كان الظلام دامساً ..

اقتربت من الجدار .. يبدو بارداً .. وضعت أذني عليه .. لم أسمع شيئاً ..

قفلت راجعاً .. أحسست بالهواء وقد حُبس من خلفي .. هناك من يتبعني

لم ألتفت .. واصلت سيري للملحق .. دخلته .. أقتربت من الوجار - محل إشعال الحطب -

وضعت شيئاً من السمر وقمت بإشعال الضو .. بدأ الدفء بملامسة أصابعي ..

سحبت الفروه لتغطية ظهري .. وأنا أرقب اللهب ..

حينذاك .. سمعت صوت بنت صغيرة تغني .. لم تكن لغتها واضحة ..

سحبت (( التريك )) من فوق الوجار ..فتحت باب الملحق .. متجهاً للبيت المهجور ..

تسلقت الجدار الفاصل على كومة أغراض مبعثرة .. أعتليته.. ونزلت بذلك البيت ..

أخذت بالمشي عبر الممر الخلفي له ..

علب فارغة يدحرجها الهواء .. بقايا طعام .. أعين قطط تلمع من بعيد ..

على يميني نوافذ كبيرة ..

أقتربت من أحداها .. سلطت الضوء بداخلها .. بلك متراص .. تكومات ترابية ..

وجزم أطفال ..!

وضعت التريك على حافة سور النافذة .. ورفعت جسمي عالياً بيديّ ..

للدخول لهذه الغرفة ..

نزلت بها .. أخذت التريك .. وأقتربت من تلك الجزم .. والتي بدأت بالتكشف لي ..

حينها .. بدأ صوت تلك الطفلة بالغناء بشكل غير مفهوم .. رفعت التريك عالياً .. كان هناك

باب يفصل هذا الغرفة عن صالة كبيرة ..

أخذت بالتراجع .. أتجهت للنافذه .. قفزت منها لذلك الممر ..

تسلقت الجدار كـ قرد صغير ..

نفضت ثيابي .. وأتجهت للملحق .. وضعت رأسي على مخدتي الدافئة .. ونمت

بعد ربع قرن .. مررت ذلك البيت

كان الوقت ظهراً .. أوقفت سيارتي أمامه

بدى البيت مطلياً بالأبيض ..

وأمام بابه يقف طفل أسمر ..

يرتدي نفس تلك الجزم التي رأيتها ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:29 AM
بهذا البلد :

تجد من يصل عمره للأربعين .. قد ذبل

لاحظت ذلك خلال تمعني بوجوه من ألتقي بهم ..

سحنات مليئة بالبؤس .. ولعنات المجتمع .. والجو القبيح ..

وتفاصيل موت الهمّة / التفاؤل / الحياة

شرود دائم .. وهيئات أشبه بالدراويش .. وحالة صعبة ..!

إن حدثته عن أمرٍ عام تمتم :

خلها على ربك ..

وإن أخبرته عن حدث جلل قال :

الله يعين ..

على النقيض بدور الغرب الكافرة .. والتي مللنا من الدعاء عليهم ..

ولازلنا نعتقد أننا أنهم أتعس البشر ومنيلين بستين نيلة .. ونحن أمة الله .. وأصحاب الجنان ..

تجد الفرد الأربعيني منهم .. ببساطة يعيش حياته .. يقطع الجادة بـ تيشرت كلاسيكي ..

وشورت داكن

بل لاتستغرب أن استوقفت أحدهم لتكشتف أنه جاوز الأربعين .. بعد اعتقادك أنه عشريني ..

لدينا .. لايكاد الأربعيني يفارق شماغة .. حتى وهو نائم ..

ودائماً مايسمع تلك الجملة التقريعية :

استح على شيباتك .. عيالك بالمتوسط وأنت تفعل كذا..!

أفا يبو فلان هالكبرك .. وتسوي كذا ..!

ياعيباه ..!



نحن لانحيا لنعيش .. نحن نحيا لـ نستعد للموت ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:34 AM
عندما كنت صغيراً كانت لدي مجموعتين متشابهتين من حيوانات صغيرة مجسمة

كانت أرتكب حرمة شنيعة آنذاك بإمتلاكي لذوات أرواح ..!

أجمع الحيوانات .. وأمثل بهن فيلم تراجيدي طويل ..

كانت القصة والسيناريو والحوار من تأليفي .. بدون مسودات

بل وليدة اللحظة .. كنت أقوم بتأدية أدوارهم بصوتي ..

صوت الأسد الوقور .. وفرس النهر الأهبل .. والدب اللطيف .. والغزالة الفاتنة ..

كان الجمهور : أخي فقط .. والذي يصغرني بسنة واحدة .. وخشبة المسرح : الزولية

كنت أهددّه بقولي : ترى ماأحاكيك ..!

بكل مره يعصي لي أمراً ..

كان الأسد يجمع الحيوانات ليبلغهم بمحاولة النمر الإنقلاب عليه ..

أو يرحل الدب بسبب موت حبيبته الغزالة ..

أو يمارس فرس النهر إغاضة التمساح سريع الغضب ..

كنت أرسم الكاركترات بناءاً على انطباعاتي وحسب ..

كانت الحكاية تستمر لساعة أو أقل .. يكون أخي خلالها مشدوهاً ..

وأنا أمارس ابتكار الحوارات والمشاهد .. وحياكة تلك الدراما البسيطة ..

مع أني لم أشاهد بحياتي فيلما هندياً .. إلا أن حكاياتي تنتهي عادة بالموت

بعد ذاك .. أجمع أبطالي وأقذفهم بتلك السلة البرتقالية .. حتى يحين موعد حكاية أخرى ..

فيصل العامر
12-14-2008, 01:38 AM
http://fewa77.googlepages.com/fh.PNG



خلوني ابكي يا هلي من غثا البال .. خلوني أبكي وأتركوني الحالي

تبكي عيوني لا طرى اللي على البال.. ناس مضى لي في هواهم ليالي

فهد بن سعيد التميمي ..

حكايات الفن الشعبي .. وتسجيلات (( سمراء )) الحائلية ..

ألا ياحبيب الروح .. ماترحم المحزون ..في حبكم مجروح .. والناس مايدرون ..

ثم :

موّال يخلق التناهيد .. صوت من بعيد :

ياروحي يابن سعيد ..!

المكان : ملحق متهالك بفيلا بالدلم ..

القحطاني .. السلوم .. وآخرين

هزيع الليل الأخير .. ويغني :

الله يا الله يا عالم بحالي .. تزيل الهم عن قلبي تزيله
خذت مني اليالي اعز غالي .. تفارقنا ولا باليد حيله
سهرت ايام مه عدّة ليالي .. وحالي من سبايبهم عليله
عليّ الوقت يا مشكاي كالي .. الا بالله عدّل كل ميله
الا ليت البكى بيرد غالي .. لسيّل واديٍ ما سال سيله
واصي صياح من صابه هبالي .. على اللى نافلٍ بالزين جيله
الا يا عين منك عزتالي .. على الحمى تزيدينه مليله

ايقاع بسيط .. مرواس و أيدي عارية ..

وصوت موغل بالحزن .. وأشياء أخرى ..

أصوات أحاديث جانبية .. بن سعيد يصرخ بهم :

اسمع ياولد .. !

أوتار مرتبكة قليلاً .. ثم تخطو أصابعه على العود ..

بهيئة فوضوية .. وزقارة .. وتقاسيم طويلة ..

الكل غداً ينتظر أن يقوم القحطاني بنسخ تلك الجلسة ..

الذي كان يردد دائماً :

الأصالة باقية ماكتب للزمن بقاء ..

بعدها بسنوات مات أبو خالد ..

صباح ذلك الأحد مات ..!


::



http://www.alyaum.com/images/12/12279/459408_1.jpg

قاد بشير حمد شنان (( أبو حمد ))

ثورة شعبية (( صوتية )) كـ عادتنا للأسف ..

كان صورة بشير - رحمه الله - على كل جدار ..

كان مجانين بشير يقومون بوشم أيديهم بأسمه .. أو بتفريغ لوحات بـ صورته ..

عيناه الصغيرتين .. جبهته الكبيرة .. شعره القصير جدا و المجعد

وقد بدا الصلع وقد اخترق جانبي رأسه من أعلى ..

ثم يقومون باستخدام (( البخاخ )) الأسود ..

لطبع صورة على كل الحوائط كما يحدث مع الرفيق جيفارا تماما ..

كتب تحتها التالي :

(( بشير حمد شنان - ملك العود ))

كان بشير متمرداً .. أحبه الناس كثيراً ..

مع أنه لم يكمل عامه العاشر فنياً إلا أنه ظل الفنان الشعبي / الأسطورة ..

مع أني لم أكن أميل له كثيراً ..

إلا أنه كاان مثالاً لـ (( الرفض )) بشكله البدائي والعبثي ..

كان صعلوكاً بسيطاً .. تجربته حملت الكثير من الخفايا ..

والكثير مما لايمكن أن نعرفه الآن ..

مثل حالة ألفيس برسلي بشكله السعودي ..

قيل أنه مات .. قيل أنه أختطف .. قيل أنه شوهد يمشي بأحد شوارع الشميسي ..

ثم أختفى بين الممرات الضيقة هناك ..

قيل الكثير .. لا أحد يعلم مالحقيقة هنا ..!

الآن :

كنت أتمنى لو كان ثورياً بشكل آخر ..

ثورياً لقلب مفاهيم جيل كامل تم تدجينه ..

فيصل العامر
12-14-2008, 01:39 AM
كما أن رؤية فوزية الدريع تطير : إستحالة ..

فإن رؤية الحرية واقعاً ملموساً دون وعي / إستحالة أخرى ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:40 AM
هذا المساء وصلت لـ الرس مع والدتي ساره ..

سأقضي بضعة أيام بعيداً عن تلك المدينة الكثيرة ..

كان بإستقبالي ابن الخال الجميل ..

أوقفت سيارتي .. ترجلت منها ..

سلمت عليه .. رحب بي .. استأذنت منه لإطفاء محرك السيارة ..

اتسعت عيناه : ليه ..!

قلت : لايلطشون سيارتي .. وأرجع أنا وعمتك مشي ..

قال : هذا عندك بالرياض .. هنا لو تتركها شغالة شهر .. محدن يمّك ..!

::

طوال قيادتي للسيارة بالرياض .. لم أتركها لـ دقيقة واحدة وأنا لست بها ..!

ومؤخراً أصبحت لاأستطيع وضع إسطوانات الغاز وباب البيت مفتوح ..

أخشى أن يأتي اليوم الذي أنام به بالبيت .. لأستيقظ بالصناعية القديمة ..!

فيصل العامر
12-14-2008, 01:41 AM
طوال ثمانية عشر سنة خلت قضيتها خلف طاولة الدراسة ..

لم تمر علي - ولو لمرة - تلك الكلمة ذات الثلاثة أحرف : و ط ن ..!

سأتحدث عن تلك الحقبة :

أبان الصحوة خُنق كل مايتعلق بالوطن بدعاوى الأممية الحلم ..

وعلى من يعارض ذلك مواجهة القذف بتهم كـ : الكفر / الجاهلية / الوثنية ..

بعد تلك الغفوة .. صحونا على من يريد قتلنا بإسم الله ..

هؤلاء القتلة كانوا ببساطة نتاج حتمي / واقعي لثقافتنا

ثقافة تقدم من عاصر تلك السنوات قنابل لذيذة لصناع الموت ..

لاأنسى أناشيد الجهاد الطائشة .. الكتب التي تسرد كرامات الأفغان ..

وكيف كانت تمر الدبابة فوق أحدهم .. فيقوم وكأن شيئاً لم يكن ..

وفقرات أخرى مدهشة من ذلك السيرك السردي ..

كل ذلك وأنا لم أتخطى العاشرة ..

كان من السهل جداً تحويري لـ سوبرمان إسلامي يرى قتل الكفار أقرب طريق للجنة ..

رغم ذلك لم أتعاطف مع ذلك التيار حتى .. ربما كانت الرحمة الإلهية خلف ذلك النفور ..

وربما يعود الأمر لمعلمي التونسي الذي أهداني تلك الجريدة الخالدة : الحرية ..

والتي كانت معرفة مختلفة تلغي السائد المتطرف حولي آنذاك ..

فيصل العامر
12-25-2008, 01:52 AM
الجدات : الحكايات الجميلة .. الكثير من الطهر

وتلك المسافع التي تتدلى منها المفاتيح الصغيرة ..

يصنعن منّا : كائنات ذوات ذكرى ..

جدتي الأجمل بينهن لأنها تغدق علي بذلك البسكويت المثلث .. والذي تحتفظ به بشنطتها الحمراء

تلك الشنطة التي تحوي معظم التفاصيل المصرورة :

كحل / ديرم / مستكة .. وهديتي اللذيذة أيضاً ..!

ربما كنت طفلاً براغماتياً .. لكني لأميل لجدتي عندما لاتجلب لي ماأحب ..

تناديني :

فيصل يابوي .. تعال سلّم على جدتك ..!

وبصوتِ أثرم مختلطاً بـ بوز ممتد :

نا ..!

ولأني مؤمن أن من السياسة : تفعيل المصلحة العليا ..

فإني على يقين أن تلك الـ نا لن تجلب لي شيئاً .. وذلك البوز كذلك ..

أتراجع عن قراري السيادي الحاسم ..

أبدو منكسراً وأنا ألقي نفسي بحضنها . عليّ أظفر بشئ قادم ..!

حينها لايبدو على جدتي اكتشافها لخططي الشيطانية الآتية ..

وأنا : برئ جداً ..!

سَحَر
12-25-2008, 02:47 AM
كما أن رؤية فوزية الدريع تطير : إستحالة ..

فإن رؤية الحرية واقعاً ملموساً دون وعي / إستحالة أخرى ..!







صدقت يافيصل .. أتابعك

صُبـــح
12-25-2008, 03:12 AM
الألق فيصل ..
هنا وكأن للكلام غنائم لا تحد .. !


جميل جداً ..

حسين الحوالي
12-25-2008, 03:30 PM
متابع يافيصل ..

وحتى تنتهي فصول فكرك .. الشيّقه .. ستجدني هناك أنتظرك ..
في آخر سوالفك .. آيها البدوي ..
لـ أنطقك .. بصدق

فـ لاتتأخر .. أيها المبدع

فيصل العامر
12-25-2008, 11:38 PM
صدقت يافيصل .. أتابعك

شكراً و .. أكثر ..

فرج صباح
12-26-2008, 03:09 AM
فيصل العامر

ممتع جداااااا

اتابعك بحب واعجاب

اسهرتنى ولست نادم




شكرا........

ديم بنت فيصل
12-26-2008, 03:29 AM
مستمتعه يافيصل بروائعكـ

متااااابعه لكـ

http://www.wl3.net/uploader/up/21928658920080821.gif

فيصل العامر
12-26-2008, 10:22 PM
الألق فيصل ..
هنا وكأن للكلام غنائم لا تحد .. !


جميل جداً ..



صبحك صُبح ..

وجودكِ هنا يدعو للبهجة كثيراً ..

فيصل العامر
12-27-2008, 11:04 PM
متابع يافيصل ..

وحتى تنتهي فصول فكرك .. الشيّقه .. ستجدني هناك أنتظرك ..
في آخر سوالفك .. آيها البدوي ..
لـ أنطقك .. بصدق

فـ لاتتأخر .. أيها المبدع


سأكون كثيرٌ بكم ياحسين ..


شكراً لله عليك ..

فيصل العامر
01-01-2009, 10:19 PM
فيصل العامر

ممتع جداااااا

اتابعك بحب واعجاب

اسهرتنى ولست نادم




شكرا........



يامساك يافرج ..

شرفُ لي متابعتك ..

وسهرك على هرطقاتي أيضاً ..!

العـنود ناصر بن حميد
01-01-2009, 11:03 PM
يالله عليك يافيصل
كثيراً من السوالف تأتي لتسمرنا في مكاننا
أشعر بي كأني أخوك الصغير
مترقبه ومنصته لحواراتك وكل تلك الكركترات التي تخلقها بنفسك
بإنتظار بقية السوالف
كن بخير

نايف الروقي
01-02-2009, 02:39 AM
"
يافيصل العامر
ليلك ايسري
انا لي حكايات وروايات
ليمني جيت علمتك بها كلبوها ..!!

سكر الجرح
01-05-2009, 10:02 PM
سوالف غير ,
نسمعك يا فيصل ..

نايف الروقي
01-06-2009, 02:16 AM
:
يافيصل
عبدالله الصريخ يهوي بنا في شعيب ابو شيح
يابلابل غردي تطير بددسن 85 وتحضر بنا في بطن الشعيب
مافيها مسرى وطوا قشكم كله
(( قويله ..!!))
جنيه لبا قلبها نعرفها تحذفنا وتمون علينا كلنا
لاتحركون لو ولع نور سيارتنا مغار رفيقتنا
عادي لو انكسر فنجال اوبياله
شب النار وسووا القهوه والشاهي والعشاء لو الحطب كسرنا قبل تكسيره
هذا يهون كله
الكارثه
العذر من الشيبان اذا شافونا طلعة الشمس
الله لايكثركم
سكارى .!!
اول تهمه لمن يتواجد في بطن الوادي عند الشيبان !!!
اسمع واقبل بالحكم مهما يكن نوعه
كل هذا من اجل رجولتك ولو كانت مزيفه ومضروبه وجهين ..!!
وارجع استكمل لك السالفه ..!!!