المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب!


سعد الميموني
01-02-2009, 07:29 PM
الكاتب هو شخص يجلس على مكتبه في غرفته و بجانبه كوب شاي منعنع، و نسبة لا يستهان بها منهم يوجد على يسارهم منفضة سجائر، و يتوهم هؤلاء أنهم يقفون على منابر من ذهب مطعمة بالعاج و مرصعة بالأحجار الكريمة و أنّ وهجهم و هم فوق ذلك المنبر يفوق توهج المنبر نفسه الذي وُضع من أجلهم بكل ما يحويه من معادن و أحجار نفيسة مشعة.
الكاتب شخص يعتقد نفسه أكثر من مجرد شخص، يعتقد نفسه وريث للأنبياء في شهرتهم و رسالاتهم و يرفض و يا للغرابة وراثة عذاباتهم، يعتقد أنّ الناس إذا أتى ذكره يصيبهم ما يصيب مدمني المخدرات من أعراض إنسحابية ناتجة عن حاجتهم لنورانيته و حكمته و فلسفته و سعة إطلاعه و روعة تحليلاته و دهاء إستنتاجاته و قبل ذلك و بعده سحر كلماته، و يظن أنه يستحق على كل هذا أن يُرفع ذكره، و أن تزيد حظواته، و أن يتقرب إلى نعيم الدنيا زلفى، ذلك النعيم الذي يراه عند المستبدين فيهاجمهم ليمنحوا المحرومين بعضاً منه، و ربما لهذا السبب يظن أنه يستحق عمولة أو بدل أتعاب و بدل إنبحاح حلق، و غلبة.

لهذا أنا أتفق مع تولستوي ذلك الروائي الذي وُصف بأنه كان يملك عقلاً بالغ الجمال في جسدٍ بالغ الدمامة، و الذي كاد أن ينتحر في بداية مراهقته لأنّ جمال روحه كان يٌصعق في كل مرة يطل فيها على قبح منظره، تولستوي الذي وازت شهرته شهرة روسيا و فاقت شهرة الكثيرين من رؤسائها و أعلامها استنتج في آخر حياته - التي وقفها للأدب و الفن- أنّ : " أي جزمجي ( إسكافي ) أنفع للحياة من شكسبير " و هذه و إن كانت ردة فعل عنيفة جداً من أحد المنتمين الفاعلين في مجال الأدب و المحسوبين عليه! إلا أني أتفق معه عليها.

و أشدُ أيضاً على يد الطاغية ستالين الذي كان رقيباً على الإنتاج المعرفي و الأدبي في بلاده، و يقال أنّه لم يصدر أي كتاب في روسيا دون أن يقرأه بنفسه، عندما قرأ مرة ديوان شعر قدّمه صاحبه لكي يحصل على فسح يمكّنه من نشر ديوانه فما كان من ستالين إلا أن أمر بأن يُطبع من الكتاب نسختين فقط، نسخة للشاعر و نسخة أخرى لمحبوبته لأنه وجد أن أغلب القصائد في ذلك الديوان كانت موجهة للحبيبة فقط. هذا التصرف و إن خلا من بعد النظر و خصوبة الخيال إلا أني أجده مبنياً على فهم عميق للحياة!

كاتب، كلمة تطورت و خلال هذا التطور تبهذلت كثيراً، فالكاتب في زمنٍ مضى كان يوازي المستشار الرئاسي أو الوزير أما اليوم فالكاتب هو من ركب جملة مفيدة قد تخرج من قلمه خروج المولود الخدج، باهتة تتلوها أخرى أبهت منها إلى درجة تجعلك إما أن تغامر فتكمل المكتوب لتستفرغ عند آخر نقطة فيه، أو أن تشتري دماغك و لا تكمل القراءة.

الكاتب اليوم كالجارية المملوكة في زمن مضى تجده مُكبل بقيود عبودية لرب نعمته، و تجده خاضع بأفكاره و تفكيره لمن يدفع له، الكتابة اليوم كالغناء و الرقص أيضاً فالكتابة اليوم تستمد قوتها من جماهيريتها، لذا تجد الكُتّاب يرددون كما تردد الراقصات و المغنيات : أنا رأس مالي حب الناس لي، أنا من غير جمهوري لا أساوي شيئاً!!

ما فائدة الكُتّاب اليوم إذا كانوا سيصبغون أنفسهم بصبغة الجمهور، كي لا يشذوا فيتم نبذهم! و أين رسالتهم إذا أصبح هدفهم رضى العامة عنهم، و أين تحملهم لآلام النبذ و التحقير و التنكيل الذي تعرض له أصحاب الرسالات فصبروا.

كاتب، رقاصة، مغنية، كل هؤلاء يتمنون رضى جمهورهم عنهم لأن هدفهم الأول و الأخير هو الإنتشار، و تجدهم يعرّضون بسمعة غيرهم من الكُتّاب المنافسين لهم، و يدّعون أنهم بريئين من الإسترزاق بأقلامهم و أنهم يكتبون لأنهم يحبون الناس فقط، و الغريب أنّ حالهم هو كاد المريب أن يقول خذوني.

فعلاً يا تولستوي إن أي جزمجي أنفع للحياة من كُتّاب لا رسالة لهم إلا أن يرضى الناس عنهم، و الوسيلة إلى ذلك الرضى ستكون أي شيء يكتب لهم الرضى، أي شيء!!

فاطمة العرجان
01-02-2009, 11:21 PM
الكاتب .. هو الذي يكتب مايرضي نفسه ..
ويكون كاتباً حقيقياً .. إذا لم يرضَ عنها..
أما جماعة الكتاب لأجل الجمهور .. فالجمهور
تتلون ذائقته باستمرار ..
لذا فلا تضمن مقعدك في نفسه اليوم ..
لأنك قد تكون خارج اهتماماته غداً .

:

جميلٌ ماقرأته أعلاه
شكراً لك أستاذ سعد

حسين الحوالي
01-03-2009, 01:43 AM
ماذا لو قام أحد الكتاب الذين نبذتهم ياسعد .. في طرحك هذا ..
وقرر أن يتخذ الطريق الصعب .. لـ الخلود
وكتب مايرضيه هو فقط ..! حسب قناعاته ..

وفي نفس الوقت مازال شعور العظمة آنف الذكر .. يلازمه .. ويسكنه من الداخل ..
لـ يبقى على ظنه أنه شاغل العالم .. وملهم البشر .. ومحط أنظارها ..و إنتظارها ..!

حينها قد يكون الوضع .. كارثيا ً بـ حق ..!

دعه .. و .. أشباهه

دعهم .. يتوهمون .. ودع الجمهور/ [ المتلقي ] .. يضحك .. :)

في النهاية .. لن يبقى إلا ذلك الكاتب ..
الذي كتب فكره .. [ قناعات ٍ مقروءه ] ..
لـ يحترمه المبدأ .. ويخلدّه التاريخ ..

حتى وإن كان متطرفا ً ضد الإسكافي .. وعاش حياته .. حافي القدمين ..! :)


سعد بن علي ..

شكرا ً لـ هذا المتصفح .. الذي جعلنا نقرأك .. لـ نراجع بنود الحرف ..
بإمتنان .. وإطمئنان أيضا ً ..
لـ أن الوعي مازال رسالة .. يوصلها النزهاء ..

دمت بخير ,,






ح . ح . ح

عائشه المعمري
01-03-2009, 05:45 PM
الكَاتب ، مهما تصارعات في داخلة أفكار العظمة والكبرياء ، وأنه صاحب فكر وفلسفة ، وهُنا أعني من يستحق مسمى ( كاتب ) فقط ..
إلا أنه كذلك ، يمد العالم بغذاء الروح (قراءته )

،
وربما تعدد المنابر الإعلامية في وقتنا الحالي ، منح من لا يستحق أن يمنح هذه المكانة ـ بأن يُمَسُّك قلماًًًً ، ويُُعطى مِساحه لـ الكتابة ،
كـ كثرة المطبوعات ، المنتديات الأدبيه ،،، وغيرها من المنابر

ولكن بعض الكُتاب أثبتوا وبجداره أحقيتهم في المسمى المُقترن بالمَكانة ، حيث أصدروا العديد من الكتب التي يلهث خلفها القُراء
ومن هنا لا نستطيع تعميم قولك على الجميع

،
أما الكاتب الذي يبيع قناعاته من أجل من يكتب عنهم ولهم ، فهذا لا يُعتبر كاتباً ـ البته ،،
فـ يجب أن تُستحدث مُسمسات جديدة لهم ،،
ولو أنهم يحمل ولو بالقليل من ذرات الثقافة لـ ما شعر بالغرور ، فـ هَم المُثقف الحقيقي أكبر من أن يقول ( أنا )

وحينما تحدثت عن إختلاف مكانات الكُتاب لدى الأمراء والسلاطين في الماضي ،،
هذا أكبر دليل على أن الكُتاب الحالين لا يملكون ما ياهلهم من الثقافة والفكر والفلسفة ما يُُرضى عنه ،(( إلا مَن رحم ربي ))

كذلك الكُتاب ، يحتلون مستويات مُختلفه في الثقافة ،،
فالمستوى الأول من الثقافة / هم الكُتاب العادين الذي لا يفكرون إلا بطريقة تفكيرهم هُم ، ومثال عليهم كُتاب المقالات اليومية في الجرائد وكذلك المُنتديات

المستوى الثاني من الثقافة / هم الكُتاب الذي يُمفكرون بطريقة تفكير الأخرين ،،
وهم أولئك الذين يملكون القدرة على تأليف الكُتب ، وبلغوا مراحل مُتقدمة من الفلسفة والقدرة على التفسير والتحليل

أما الكُتاب في المستوى الثالث من الثقافة /
فهم أؤلئك المؤرخون ، والفلاسفة وعظماء اللغه ، الذين يفكرون بطرق التفكير أس 2 ,,

وقلة قليله من الكُتاب ، من هُم في المستوى الثالث من الثقافة ـ

كَما يمكن أن يتقدم الكُتاب في هذه المُستويات مع الزمن ..

فنحن نحتاج وقبل كُل شي كاتب مُثقف قبل أن يحمل فكرة عادية أو قضية مُستهلكة ويعيد الحديث فيها ، كَمن يملىء بـ الرمل زُجاجة مَثقوبة

والكاتب مهما كتب ، وأثار الزمان والمكان ، فلا شَيء مُخلد ، حتى لوأصدر هذا الكاتب : كِتاباً ،
فهو محدود لـ زمن معين ـ ولمكان مُعين ،،

سعد علي
إعذرني يا أخي على الإسهاب ..
ولكن أعجبني طرحك
ووجدته مساحه رحبة لـ التعبير عن الرأي
كما أنه قريب جِدا لـ مقال الكاتب حسين الراوي ( صهوة الأقلام ) أتمنى أن تتطلع عليه

شُكراً لك

سعد الميموني
01-04-2009, 11:49 AM
فاطمة العرجان

أتفق معك على أنّ الكاتب هو من يرضى عما يكتبه و لا ينتظر
رضى الناس عن رؤيته، و لا مانع من إنتظار رضاهم عن أسلوبه


و بذكر الأسلوب فأنا أنظر لما كنتُ قد كتبتُه أعلاه على أنه يفتقد للكثير من
جماليات الأسلوب، و لكن عذري أننا بشر نصاب بالنزق أحياناً و هو للأسف
رفيقي منذ فترة ليست بالقصيرة، و أشعر أنني مدينٌ بالإعتذار عن الأسلوب
الذي انتهجته، و لكن لا مانع من السخرية أحياناً، و في كل ما ورد أعلاه لم
يكن هنالك ما هو شخصي أبداً، مجرد طرح لرؤية و أعتقد أن الأسلوب لم
يخدمني كثيراً :)


و بما أنني صريح فسأتمادى قليلاً و أعترف بأن رؤيتي أيضاً لم تكن ناضجة
فبعض الكُتّاب يحملون رؤية لذواتهم فقط، و الكتابة بالنسبة لهم أداة للتعبير
كالرسم و غيره، و هؤلاء من حقهم أن يكتبوا ما شاؤوا و ذلك لن يسلب
منهم لقب كاتب، و لكني كنتُ أفكر لحظتها بكتّاب الرأي و الإجتماعيين
أكثر من تفكيري في غيرهم، و لتكتمل الحقيقة فأنا كنتُ غارقاً في الفترة
الماضية في قراءة الصحف :)



شكراً جزيلاً على مرورك الكريم و إضافتك الجميلة


دمتي بخير

سعد الميموني
01-04-2009, 05:20 PM
حسين الحوالي

إن كنت من حوالة القابعة بين القمع و قذانة
فأنت جارٌ عزيز و قبل ذلك و بعده و بدونه أيضا
أنت أخ عزيز، فأهلاً بك :)

الغريب أنني كتبتُ ما قد كتبته أعلاه بعد استماعي
الى أغنية: I wish I was a poet :)


لا أدري ما الرابط، ربما الموسيقى كانت مستثيرة
لمنطقة التمرد في الإذن الداخلية :)

شكراً على تحليلك الجميل بالفعل : )


سعيد بمصافحتك هنا

د. منال عبدالرحمن
01-04-2009, 07:10 PM
أستاذ سعد , أهلاً بكَ مجدّداً في المقال ,

لنقل بأنَّ الكاتِبَ عينُ الشّارعِ الثّاقبة , القادرة على التقاطِ التّفاصيلِ و الأحداثِ و صياغتها بقالبٍ مقبولٍ لا مقلوب ,
قلتَ في ردٍّ لكَ انَّ ما كتبتَه ينطلقُ من قراءتكَ لواقعِ الكُّتّابِ و المحلّلينَ الاجتماعيين - في الصّحف - , و هم لن يختلفوا عن غيرهم , سوى بانَّ مادّة كتابتهم جاهزة , لا تحتاجُ إلّا إلى عينٍ قادرةٍ على سبرِ أغوارِ الحقيقة ,
اذن لننظر من الامرِ من زاويةٍ اخرى : الكتابة كوسيلة للحصولِ على لقمةِ العيش !
و بهذا يكونُ تساؤلكَ قد نالَ جواباً لن يكونَ مُرضياً بقدرِ ما يكونُ مُقنعاً .


أهلاً بكَ كثيراً

تقديري !

حسين الحوالي
01-04-2009, 11:10 PM
أنت جاري العزيز .. منذ قرأتك وعيا ً [ هنا ].. ياسعد
حتى ولو لم أكن من حوالة القابعة بين القمع و قذانة .. :)
وأحب أن أوضح .. أن
الإسم هذا إسم عائلتي .. وليس إسم قبيلتي ..
وأعلم من مواقف سابقة واستفسارات عديدة .. أن هناك من يحمل هذا الإسم ..
ومنهم أيضا ً الشيخ العلامّه .. سفر الحوّالي ..
ولست أيضا ً من قبيلته :)

يكفينا إنتمائنا .. لـ الفكر .. والحرف .. وهو خير إنتماء ..
والجيرة فيهما تتعدى الـ سابع جار .. بـ كثيرررررر :)

قمت بالتعقيب لـ أوضح لك إستفسارك ..
وسأستغل هذا المرور .. لـ أشكر الأغنية العذبة لـ Janny Loseth ..
التي كانت سببا ً في وجود حرفك ..
http://www.youtube.com/watch?v=h1RbJ9ExTy4

وصدقني ياسعد .. أنت شاعر .. بـ روحك .. بـ فكرك .. والدليل طرحك هذا ..

دمت حاضرا ً .. لـ نتأمل
و ..
دمت بخير ,,






ح . ح . ح

صالح العرجان
01-05-2009, 12:37 PM
مساؤك سعيد

هذا المسمى وإن كان عمره منذ أمد إلا أنه إختلف جذرياً عن مدلوله الصريح
فالكاتب في السابق من يدون خبرات الأخرين كـ طالب العلم أو الإمتهان
كوظيفة تجلب له ما يقتات عليه في آخر النهار

هذه النشأة تعنينا كـ أقليم عربي له إستقلاليته في تصنيف مسمياته
ما نراه الآن هو محاولة لـ ( تقليد ) الحضارة الآخرى والتي أتاحت لها الفرصه
مناخاً ملائم للإنتشار بقلة ( المفكرين ) وإستبدالهم بـ ( المحبرين ) كعلامه ترمز
للكلاسيكه في الطرح .
يُشاهد في الكثير من أطروحات الكتاب نهجهم
أسلوب الخاطره النثري والذي يمتاز بتعدد المقاطع داخل المقال الواحد ومن اشهر
من يكتب على هذا النمط الاستاذ محمد الرطيان في حين تحاول بعض الأقلام
المجاراة والتشبه دون طائل يذكر !
أيضاً أضف دخول العنصر النسائي هذا المجال والذي يعد الأول من نوعه على مستوى
ثقافتنا في توجه الكتابة والكل يعرف أن موروثنا الأدبي يخلو من مجلد أو كتاب صاحبته
إمرأة وهذا يحتاج من الغيب الكثير حتى يضع لرؤاه منهج يرتكز عليه ويقبله الآخر ( الرجل ) كـ تقريب وجهات النظر من كلا الطرفين بعيداً عن الشفافيه والأحلام .

ما ذكرته أبجديه بحته بعيداً عن الضغوطات أو العطاء مقابل الثمن البخس أو حتى الشهره
في مجال الكتابه والذي أضاع مشيته ولم يتمكن من إجادة المشية الآحرى.

سعد
لك من الحب حتى ترضى
رد ود
http://ro7elb7r.jeeran.com/ثَغْرٍ%20الوٍُرٍٍدِ.gif

حمد الرحيمي
01-07-2009, 06:33 PM
سعد علي ...



أهلاً بك ...




كتاب [ السلاطين ] لا يمكن مقارنتهم بكتاب [ المقالات ] اليومية . .. و أداة التعجب تسقط في حفرة الفارق الكبيرة بينهم ...




أما كتاب [ العبودية ] الجواري كما أسميتهم فهؤلاء يدخل في فلكهم كتاب [ الجمهور ] و طالبي رضاهم و إعجابهم ... لأنهم كلهم أذلاء و عبّاد ...





لذا لم يبق لنا إلا القسم الأخير من [ الكتاب ] الذين يحملون رسالاتٍ عظيمة و هموماً كبيرة فهؤلاء هم القلة القليلة من الكتاب ... و مع ذلك تظل مساحة التفاؤل شاسعة جداً لظهور جيلٍ جديد من أصحاب الرسالات ككاتبنا الجميل سعد علي ...







سعد ...


مقالك متينٌ للغاية ... أعجبني كثيراً ... و أشكرك عليه ...





مودتي ...

سعد الميموني
01-11-2009, 05:49 PM
أستاذ سعد , أهلاً بكَ مجدّداً في المقال ,

لنقل بأنَّ الكاتِبَ عينُ الشّارعِ الثّاقبة , القادرة على التقاطِ التّفاصيلِ و الأحداثِ و صياغتها بقالبٍ مقبولٍ لا مقلوب ,
قلتَ في ردٍّ لكَ انَّ ما كتبتَه ينطلقُ من قراءتكَ لواقعِ الكُّتّابِ و المحلّلينَ الاجتماعيين - في الصّحف - , و هم لن يختلفوا عن غيرهم , سوى بانَّ مادّة كتابتهم جاهزة , لا تحتاجُ إلّا إلى عينٍ قادرةٍ على سبرِ أغوارِ الحقيقة ,
اذن لننظر من الامرِ من زاويةٍ اخرى : الكتابة كوسيلة للحصولِ على لقمةِ العيش !
و بهذا يكونُ تساؤلكَ قد نالَ جواباً لن يكونَ مُرضياً بقدرِ ما يكونُ مُقنعاً .


أهلاً بكَ كثيراً

تقديري !




أهلاً بك مشرفتنا و أستاذتنا منال عبدالرحمن

الكتابة لكسب العيش، نعم لا أجد في نفسي شيئاً على هذه العبارة
و لكن، كسب العيش بالحلال، و إلا فإن الربى أكل عيش أيضاً
و لستُ في صدد مناقشة حكم شرعي، و لكن الحديث موجه إلى الضمير
هل فعلاً هذا هو ما أريد قوله، أو لنجعل السؤال أقل حدة، فيكون:
هل هذا ما ينبغي أن أقوله، هنا و لهؤلاء الناس الذين سيقرؤون لي!

أو ليكون أضعف الإيمان فيصبح /

هل كلامي خالٍ من التزلف و النفاق و الإسترزاق بعاطفة العامة و سذاجتهم؟


إذا كانت إجابة السؤال الأخير بالسلب، فهذا الكاتب ليس إلا مسترزق

و مأكله حرام، فأنى يستجاب له!

شكراً لكٍ من النوع الجزيل



و أعتذر للجميع عن التأخر في الرد

سعد الميموني
01-11-2009, 05:58 PM
أنت جاري العزيز .. منذ قرأتك وعيا ً [ هنا ].. ياسعد
يكفينا إنتمائنا .. لـ الفكر .. والحرف .. وهو خير إنتماء ..
والجيرة فيهما تتعدى الـ سابع جار .. بـ كثيرررررر :)



أهلاً بك يا جاري العزيز إذن، و صدقت ما أجملها من مجالس
و منازل، حين نُحاط بمن يشبهوننا و من يرسمون لنا أنفسنا
كما نتمنى أن نبدو! أهل الفكر و الأدب، شرفٌ كبير و سعادة
غامرة حين أكون بين الكبار هنا، و أتعلم منهم ...




قمت بالتعقيب لـ أوضح لك إستفسارك ..
وسأستغل هذا المرور .. لـ أشكر الأغنية العذبة لـ janny loseth ..
التي كانت سببا ً في وجود حرفك ..
http://www.youtube.com/watch?v=h1rbj9exty4

وصدقني ياسعد .. أنت شاعر .. بـ روحك .. بـ فكرك .. والدليل طرحك هذا ..

دمت حاضرا ً .. لـ نتأمل
و ..
دمت بخير ,,

ستلزمك هذه العبارة بأن تقرأ معلقاتي الموجودة على سطح مكتب جهازي
هل ستغامر و تكمل إحداها :)






ح . ح . ح


شكراً جزيلاً

سعد الميموني
01-11-2009, 06:23 PM
مساؤك سعيد

هذا المسمى وإن كان عمره منذ أمد إلا أنه إختلف جذرياً عن مدلوله الصريح
فالكاتب في السابق من يدون خبرات الأخرين كـ طالب العلم أو الإمتهان
كوظيفة تجلب له ما يقتات عليه في آخر النهار

هذه النشأة تعنينا كـ أقليم عربي له إستقلاليته في تصنيف مسمياته
ما نراه الآن هو محاولة لـ ( تقليد ) الحضارة الآخرى والتي أتاحت لها الفرصه
مناخاً ملائم للإنتشار بقلة ( المفكرين ) وإستبدالهم بـ ( المحبرين ) كعلامه ترمز
للكلاسيكه في الطرح .




أهلاً بك أستاذي صالح

لمحة تاريخية أشكرك عليها كثيراً، و أتفق معك على أنه من الضروري
الإستبراء لـ هويتنا، و محاولة الإعتداد بذاتنا و بموروثنا أكثر من مجرد التقليد
و لكن لنُقلد حتى نستطيع الإبداع و عندها ربما تتاح لنا الفرصة لنتشكل
من جديد وفقاً لما لدينا، أما من يضمن لنا ألاّ نندثر خلال هذه الرحلة، فلا
أملك الإجابة، و لكن ليس كل تقليد هو غير حميد، على الأقل في نظري














يُشاهد في الكثير من أطروحات الكتاب نهجهم
أسلوب الخاطره النثري والذي يمتاز بتعدد المقاطع داخل المقال الواحد ومن اشهر
من يكتب على هذا النمط الاستاذ محمد الرطيان في حين تحاول بعض الأقلام
المجاراة والتشبه دون طائل يذكر !

أحبُ هذا الإنسان، يكتب بصدق الصدق




أيضاً أضف دخول العنصر النسائي هذا المجال والذي يعد الأول من نوعه على مستوى
ثقافتنا في توجه الكتابة والكل يعرف أن موروثنا الأدبي يخلو من مجلد أو كتاب صاحبته
إمرأة وهذا يحتاج من الغيب الكثير حتى يضع لرؤاه منهج يرتكز عليه ويقبله الآخر ( الرجل ) كـ تقريب وجهات النظر من كلا الطرفين بعيداً عن الشفافيه والأحلام .


موروثنا الأدبي يخلو من مجلد أو كتاب صاحبته إمرأة هذا صحيح
و لكن هل معنى
هذا أن الزمن الماضي فعلاً كان خالياً من الإنتاج
النسائي!
لا أظن، ما أظنه أن هناك تغييب لإنتاج المرأة الأدبي و الفلسفي
و الخ، و هذا التغييب يمكن إفتراضه بسهولة تشبه سهولة أن
نجد التبريرات التي إستند إليها من مارس هذا التغييب.








ما ذكرته أبجديه بحته بعيداً عن الضغوطات أو العطاء مقابل الثمن البخس أو حتى الشهره
في مجال الكتابه والذي أضاع مشيته ولم يتمكن من إجادة المشية الآحرى.

و هذه المشكلة الكبرى، نعم القوالب مهمة، و لكن ما يُسكب فيها أهم
نحتاج إلى كُتّاب يكتبون بطريقة جميلة و بوسيلة أصيلة
و حاجتنا أشد إلى من يسكب الرؤى الصادقة في طريقته و وسيلته










سعد
لك من الحب حتى ترضى
رد ود

http://ro7elb7r.jeeran.com/ثَغْرٍ%20الوٍُرٍٍدِ.gif



صالح إسم أحبه و أحب من هو إسمه
فكيف بـ صالح كـ إياك

لك جزيل الشكر أستاذي

سعد الميموني
01-11-2009, 06:47 PM
لذا لم يبق لنا إلا القسم الأخير من [ الكتاب ] الذين يحملون رسالاتٍ عظيمة و هموماً كبيرة فهؤلاء هم القلة القليلة من الكتاب ... و مع ذلك تظل مساحة التفاؤل شاسعة جداً لظهور جيلٍ جديد من أصحاب الرسالات ككاتبنا الجميل سعد علي ...




قال عمر و هم يطمئنونه على فراش الموت بأنه من المبشرين
وددتُ لو أخرج منها كفافاً لا لي و لا علي

و سعد الذي لا يرتبط بالصلاح و الإصلاح إلا من طريق محبته لأهلهم
ليس بصاحب رسالة يعطي عمره و ما له لها
ليس إلا محباً للصالحين ينغزه ضميره الغافل بين حين و آخر
ليصرخ على نفسه، و على من حوله بألم ما يقترفه فقط
و أود أن أنزع يدي من قلمي و تعود إلي خالية كفافاً لا لها و لا عليها








سعد ...

مقالك متينٌ للغاية ... أعجبني كثيراً ... و أشكرك عليه ...

مودتي ...


صديقي حمد

و لك كل الشكر على جمالك و ثقتك

مرورك أسعدني كثيراً



تحيتي لك و مودتي

سعد الميموني
01-11-2009, 07:06 PM
سعد علي
إعذرني يا أخي على الإسهاب ..
ولكن أعجبني طرحك
ووجدته مساحه رحبة لـ التعبير عن الرأي
كما أنه قريب جِدا لـ مقال الكاتب حسين الراوي ( صهوة الأقلام ) أتمنى أن تتطلع عليه

شُكراً لك


أهلاً بكِ عائشة
سعدت بوجودك هنا
و أعذريني على التأخر في الرد عليك بالذات
فتأخري بالرد على الجميع لخبط أرواقي :)



جميلة التقسيمة التي إتبعتيها
و منها نستنتج أنّ الكاتب يتطور خلال إنهماكه في الكتابة
من طور إلى آخر، و عليه فلا يجب أن نطلب من مبتدئ ما
نطلبه من متقدم جداً، و لكن أن نطلب من الاثنين مراعاة
مكانتهم عند الناس، و ثقة الناس بهم، فهذا حقٌ مشروع
لنا طلبه من الجميع، و ما استشفيته للأسف من الجميع
أنهم لا يثقون بالصحافة هذه الأيم، مع أنني متفائل بها إذ
لا سبيل سواها - في نظري -


ما سردتي من أسباب لضعف مكانة الكاتب كنتيجة طبيعية
للكثرة أتفق معك على واقعيتها، و أتفق معك حين استدركتي
و قلتي أنّه رغم هذه الكثرة، فلا زلنا نرى الكتاب الجيدين بينهم
و الكثرة بالنسبة لي جميلة حيث أنها تزرع التنافس و ترفع عتبة
معايير القبول عند المتلقي، و كنتيجة لذلك يرتفع مستوى
الأداء من الجميع.



أعجبني كثيراً مقال صهوة الأقلام :)



جزيل الشكر لك أختي، و عذراً أخرى على تأخري




تحية و مودة
و امتنان لا ينقطع