شيخه الجابري
01-08-2009, 12:47 AM
.
.
؟
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالـي=جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
أحاول أن أكتب فأعجز،أجدني محاصرة بسيل من الحزن لاينتهي،وحالة من التوتر دائمة،من حولي كثير صور تحكي معاناة،وفي فمي ماء ككثير غيري لايملكون سوى الحرف،وإذا بالحرف عاجز عن مجاراة ما يحدث أو رسم صورة واحدة من صور الدمار للإنسان،وقيمته في غزة.
أشعر بأن كل شئ في داخلي يتداعى،ويتصدع مثلما تتصدع بيوت الآمنين في تلك البقعة من أرض فلسطين الحبيية،فلسطين التي عشقناها قضية خاصة بنا،كنا نرسم الخارطة بأقلام الاستانسل ونكتب على ورق شفاف لايمزقه الرأس الحديدي للقلم الخجول ،ذاك الذي يلثم الحرف ليحيله إلى صوت كلما ارتطم بالورق صاح قلب بحب فلسطين.
كنا ندرس فلسطين قضية واحدة لم تجزءها الاتفاقيات،واقتسام الثروات والحارات،ولم تحمل مسميات عديدة كما هي اليوم :المنطقة الخضراء والحمراء والصفراء،وغزة،ورفح،والقدس،ورام الله،نحن عشقنا القضية درس واحد لايحتمل التجزئة،لم نكن نعلم أن ثمة يوم سوف يأتي يحمل الكثير من التقسيم والشتات الداخلي لوطن من أقصاه إلى أقصاه محتل،هذا التقسيم هو الذي خلق هذه الإشكالية اليوم لأن الرؤوس تعددت ،والربان لم يعد واحدا،والسفينة يتنازعها افراد كثر كلهم يجنحون بها نحو الغرق.
أشعر أنني محاصرة بحزن عميق،حزن بعمق السنوات التي عرفنا فيها القضية فشدونا بها في طوابير الصباح،ولهجنا بواقعيتها في فصول من خشب قلما كنا نجد فيها أجهزة للتكييف ،كنا كلما تصببنا عرقا شعرنا بقيمة النضال الذي يعيشه الفلسطينيون واقعا آنذاك،ونعيشه معهم من خلال دروس كانت القدس هي فاتحتها الأولى،وابتسامة أبا عمار "رحمة الله عليه" علامتها الدقيقة.،وتلك الحرية التي قال عنها شوقي "بكل يد ٍ مضرجة تدق"،اليوم خُضبت الأيادي بالدماء لكنها ليست دماء الحرية وإنما دماء الغلابا والضعاف المساكين الذين يفرون من الموت إلى الموت.
أحاول أن أكتب لكن صرخات الأطفال الجرحى ترتطم بضلوعي فأشعر بالبرد،برد لاقدرة للمرء على احتماله وهذه الكاميرات اللعينة تنقل لنا الوجوه الصغيرة مبتسمة تحسبها نائمة وقد فارقت الحياة ،هناك خطة محكمة للقضاء على كل أشكال الحياة وسط صمت مريب لانجد له تفسيرا سوى حالة استلاب تمر بها الأمة ولاقدرة لديها على الخروج منها ولو فعلت المستحيل.
أشعر بعجز مخجل كما يشعربه غيري ملايين من أبناء هذه الأمة التي قتلها الحزن على غزة،والأبرياء الذين يتساقطون بلاذنب سوى أنهم أبناء هذه المنطقة المغضوب عليها،وهذا الصمت المريب ،وهذه الممارسات البيت أبيضيّة التي تمارسها رايس من داخل أروقة الأمم المتحدة لإجهاض كل محاولة عربية لوقف إطلاق النار،وكأنها مصرة على إبادة الأبرياء حتى اللحظة الأخيرة من مغادرتها منصبها الذي ما أضاف إلى هذه الأمة إلا الدمار،يبدو أنه نخبها الأحمر الأخير،نخب مُزج بدم الأبرياء،وعُتّق بلعنات التاريخ الذي لن يرحم أحدا من المتخاذلين.
وحدها فنزويللا شعرت بعمق المأساة فاتخذ موقفا تمنينا لو أن دولة عربية واحدة اتخذته لنصرة الإنسان هناك طفلا ،وشابا،وكهلا،لكن ليس كل ما نتمناه قابل ٌ للتحقق،لأن الرياح أحيانا تسير بعكس الاتجاه،فما بالنا ورياحنا قد فقدت البحر والبوصلة منذ قرون.ضوء : بيت الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي
.
؟
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالـي=جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ
أحاول أن أكتب فأعجز،أجدني محاصرة بسيل من الحزن لاينتهي،وحالة من التوتر دائمة،من حولي كثير صور تحكي معاناة،وفي فمي ماء ككثير غيري لايملكون سوى الحرف،وإذا بالحرف عاجز عن مجاراة ما يحدث أو رسم صورة واحدة من صور الدمار للإنسان،وقيمته في غزة.
أشعر بأن كل شئ في داخلي يتداعى،ويتصدع مثلما تتصدع بيوت الآمنين في تلك البقعة من أرض فلسطين الحبيية،فلسطين التي عشقناها قضية خاصة بنا،كنا نرسم الخارطة بأقلام الاستانسل ونكتب على ورق شفاف لايمزقه الرأس الحديدي للقلم الخجول ،ذاك الذي يلثم الحرف ليحيله إلى صوت كلما ارتطم بالورق صاح قلب بحب فلسطين.
كنا ندرس فلسطين قضية واحدة لم تجزءها الاتفاقيات،واقتسام الثروات والحارات،ولم تحمل مسميات عديدة كما هي اليوم :المنطقة الخضراء والحمراء والصفراء،وغزة،ورفح،والقدس،ورام الله،نحن عشقنا القضية درس واحد لايحتمل التجزئة،لم نكن نعلم أن ثمة يوم سوف يأتي يحمل الكثير من التقسيم والشتات الداخلي لوطن من أقصاه إلى أقصاه محتل،هذا التقسيم هو الذي خلق هذه الإشكالية اليوم لأن الرؤوس تعددت ،والربان لم يعد واحدا،والسفينة يتنازعها افراد كثر كلهم يجنحون بها نحو الغرق.
أشعر أنني محاصرة بحزن عميق،حزن بعمق السنوات التي عرفنا فيها القضية فشدونا بها في طوابير الصباح،ولهجنا بواقعيتها في فصول من خشب قلما كنا نجد فيها أجهزة للتكييف ،كنا كلما تصببنا عرقا شعرنا بقيمة النضال الذي يعيشه الفلسطينيون واقعا آنذاك،ونعيشه معهم من خلال دروس كانت القدس هي فاتحتها الأولى،وابتسامة أبا عمار "رحمة الله عليه" علامتها الدقيقة.،وتلك الحرية التي قال عنها شوقي "بكل يد ٍ مضرجة تدق"،اليوم خُضبت الأيادي بالدماء لكنها ليست دماء الحرية وإنما دماء الغلابا والضعاف المساكين الذين يفرون من الموت إلى الموت.
أحاول أن أكتب لكن صرخات الأطفال الجرحى ترتطم بضلوعي فأشعر بالبرد،برد لاقدرة للمرء على احتماله وهذه الكاميرات اللعينة تنقل لنا الوجوه الصغيرة مبتسمة تحسبها نائمة وقد فارقت الحياة ،هناك خطة محكمة للقضاء على كل أشكال الحياة وسط صمت مريب لانجد له تفسيرا سوى حالة استلاب تمر بها الأمة ولاقدرة لديها على الخروج منها ولو فعلت المستحيل.
أشعر بعجز مخجل كما يشعربه غيري ملايين من أبناء هذه الأمة التي قتلها الحزن على غزة،والأبرياء الذين يتساقطون بلاذنب سوى أنهم أبناء هذه المنطقة المغضوب عليها،وهذا الصمت المريب ،وهذه الممارسات البيت أبيضيّة التي تمارسها رايس من داخل أروقة الأمم المتحدة لإجهاض كل محاولة عربية لوقف إطلاق النار،وكأنها مصرة على إبادة الأبرياء حتى اللحظة الأخيرة من مغادرتها منصبها الذي ما أضاف إلى هذه الأمة إلا الدمار،يبدو أنه نخبها الأحمر الأخير،نخب مُزج بدم الأبرياء،وعُتّق بلعنات التاريخ الذي لن يرحم أحدا من المتخاذلين.
وحدها فنزويللا شعرت بعمق المأساة فاتخذ موقفا تمنينا لو أن دولة عربية واحدة اتخذته لنصرة الإنسان هناك طفلا ،وشابا،وكهلا،لكن ليس كل ما نتمناه قابل ٌ للتحقق،لأن الرياح أحيانا تسير بعكس الاتجاه،فما بالنا ورياحنا قد فقدت البحر والبوصلة منذ قرون.ضوء : بيت الشعر لأمير الشعراء أحمد شوقي