عبدالله الراشد
01-09-2009, 11:39 AM
* اصطحبني صديق مقرب الاثنين الماضي الى مجلس الآباء في إحدى مدارس الدمام الابتدائية , كان صديقي يتمنى أن يلتقي بمدرس اللغة الإنجليزية , وصلنا وفي ذهني اكثر من علامة استفهام حول ماهية هذا المجلس , كان المعلمون مجتمعين في بعض الفصول وعلقت على باب كل فصل لوحة هنا» غرفة معلمي الرياضيات للصفوف العليا»وهنا» معلمو المواد الدينية للصفوف الدنيا», لم تكن بين الغرف ما هو مخصص للغة الإنجليزية .
* انطلقت مع الأب « التائه» الى غرفة المدير وجدناه قد التف مع بعض المعلمين وأولياء الأمور حول مائدة عامرة لم تخلو من المرطبات والمعجنات والمشروبات الساخنة أيضا , لم تبد عليهم علامات الإحراج ولم أرى في وجوههم أي حياء , رحب بنا مدير المدرسة واصطحب صديقي الى مكتبه العامر . دار حديث بينهما كان محصلته بان صديقي قال للمدير: ان ابنه حصل على درجة متدنية في « الإنجليزي» تصوروا المدير قال للأب: ان السر في انخفاض درجة ابنه هو عدم أجادته لكتابة الأحرف الإنجليزية «على السطر وتحت السطر» واخطر الأب بان عدم إتقان ابنه لذلك يعد فقد لمهارة أساسية في المادة دون أن يشرح له كيفية تطوير هذه المهارة الخارقة .
* انتهى اللقاء الحاسم دون أن يعي الأب تبريرات المدير والغريب بان الأب طلب من المدير لقاء المعلم إلا انه إعطاه ورقة بمواعيد دوامه فهو يأتي يومين في الأسبوع فقط . المدرسة كانت بعيدة عن النموذجية , كراسي الطلاب لم تخلو من عبارات « الاتحاد عز « و» يسقط الزعيم « وغيرها من الكتابات الباهتة ومستوى النظافة فيها « خرافي» . تساءلت كيف يطمئن الآباء على ترك أبنائهم في مدرسة كهذه لايمكن أن يتم إنشاء بيئة فيها تصلح للتربية قبل التعليم .
* قبل الخروج من المدرسة التفت لصديقي وقلت له: لم استوعب أننا في مدرسة حكومية , كنت اعتقد بان زمن الجدران المتسخة والكراسي التي تحولت الى دفاتر « للشخابيط والذكريات « قد انتهى , ونحن نتحدث عما رأيناه في المدرسة تذكرت ذلك المعلم الذي تربع على إحد الكراسي وهو يلف جسمه ب»فروة « من الصوف وهو يقوم بالإجابة عن أولياء الأمور بكل ترفع , «مثل هولاء المعلمين لابد من تأهيلهم وترسيخ مفهوم التواصل بين المدرسة والبيت في عقولهم «, كان المدرس يتحدث بعلو فيما كان أحد أولياء الأمور يرجوه لكي يساعده في تحسين مستوى ابنه.
* بدأت أخشى على ابني ثامر من الدخول لمدرسة حكومية , ودعت صديقي واتجهت على الفور للمنزل , ونحن نتناول العشاء رويت لام ثامر ما شاهدته في المدرسة , عدنا بالذكريات الى أيام دراستنا وكيف كنا نخشى من المعلم أو المعلمة بمجرد رؤيتهما بعد اليوم الدراسي في الشارع , قارنا بين التعليم في وقتنا الراهن والتعليم في أيامنا وجدنا ان الفرق طفيف إذا تغيرت المناهج فقط وظلت المباني على حالها , لا اعلم كيف يتطور التعليم لدينا ونحن حتى الآن لم نحل مشاكل نقص البرادات وتشويه الفصول وتأهيل المعلمين وانعدام وسائل الاتصال السليمة والمفيدة بين المدرسة والمنزل .أم ثامر قررت ان يكون «ثامرنا» في مدرسة أهلية بعد أربعة أعوام من الآن , ربما سأدخر مبلغ شهري لتامين تكاليف دراسته في قطاع التعليم الأهلي حتى لا أتوه ركضا خلف المعلمين في مدرسة حكومية .
خارج الحدود
* من خشي من سوء ظنه مرة, أصاب الحقيقة ألف مرة.
* الأقرباء للقلب نصدم بهم غالبا ورفقتهم عامرة بالأوجاع ولا تخلو من الحنين والأنين .
* قال الفاروق عمر بن الخطاب « ما من امرئ إلا وله اثر هو واطئه , ورزق هو آكله , واجل هو بالغة حتى لو ان رجلا هرب من رزقه لأتبعه حتى يدركه , كما ان الموت يدرك من هرب منه , ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب «.
.................................................. ..
نشرت يوم الجمعه في جريد اليوم
12/1/1429
* انطلقت مع الأب « التائه» الى غرفة المدير وجدناه قد التف مع بعض المعلمين وأولياء الأمور حول مائدة عامرة لم تخلو من المرطبات والمعجنات والمشروبات الساخنة أيضا , لم تبد عليهم علامات الإحراج ولم أرى في وجوههم أي حياء , رحب بنا مدير المدرسة واصطحب صديقي الى مكتبه العامر . دار حديث بينهما كان محصلته بان صديقي قال للمدير: ان ابنه حصل على درجة متدنية في « الإنجليزي» تصوروا المدير قال للأب: ان السر في انخفاض درجة ابنه هو عدم أجادته لكتابة الأحرف الإنجليزية «على السطر وتحت السطر» واخطر الأب بان عدم إتقان ابنه لذلك يعد فقد لمهارة أساسية في المادة دون أن يشرح له كيفية تطوير هذه المهارة الخارقة .
* انتهى اللقاء الحاسم دون أن يعي الأب تبريرات المدير والغريب بان الأب طلب من المدير لقاء المعلم إلا انه إعطاه ورقة بمواعيد دوامه فهو يأتي يومين في الأسبوع فقط . المدرسة كانت بعيدة عن النموذجية , كراسي الطلاب لم تخلو من عبارات « الاتحاد عز « و» يسقط الزعيم « وغيرها من الكتابات الباهتة ومستوى النظافة فيها « خرافي» . تساءلت كيف يطمئن الآباء على ترك أبنائهم في مدرسة كهذه لايمكن أن يتم إنشاء بيئة فيها تصلح للتربية قبل التعليم .
* قبل الخروج من المدرسة التفت لصديقي وقلت له: لم استوعب أننا في مدرسة حكومية , كنت اعتقد بان زمن الجدران المتسخة والكراسي التي تحولت الى دفاتر « للشخابيط والذكريات « قد انتهى , ونحن نتحدث عما رأيناه في المدرسة تذكرت ذلك المعلم الذي تربع على إحد الكراسي وهو يلف جسمه ب»فروة « من الصوف وهو يقوم بالإجابة عن أولياء الأمور بكل ترفع , «مثل هولاء المعلمين لابد من تأهيلهم وترسيخ مفهوم التواصل بين المدرسة والبيت في عقولهم «, كان المدرس يتحدث بعلو فيما كان أحد أولياء الأمور يرجوه لكي يساعده في تحسين مستوى ابنه.
* بدأت أخشى على ابني ثامر من الدخول لمدرسة حكومية , ودعت صديقي واتجهت على الفور للمنزل , ونحن نتناول العشاء رويت لام ثامر ما شاهدته في المدرسة , عدنا بالذكريات الى أيام دراستنا وكيف كنا نخشى من المعلم أو المعلمة بمجرد رؤيتهما بعد اليوم الدراسي في الشارع , قارنا بين التعليم في وقتنا الراهن والتعليم في أيامنا وجدنا ان الفرق طفيف إذا تغيرت المناهج فقط وظلت المباني على حالها , لا اعلم كيف يتطور التعليم لدينا ونحن حتى الآن لم نحل مشاكل نقص البرادات وتشويه الفصول وتأهيل المعلمين وانعدام وسائل الاتصال السليمة والمفيدة بين المدرسة والمنزل .أم ثامر قررت ان يكون «ثامرنا» في مدرسة أهلية بعد أربعة أعوام من الآن , ربما سأدخر مبلغ شهري لتامين تكاليف دراسته في قطاع التعليم الأهلي حتى لا أتوه ركضا خلف المعلمين في مدرسة حكومية .
خارج الحدود
* من خشي من سوء ظنه مرة, أصاب الحقيقة ألف مرة.
* الأقرباء للقلب نصدم بهم غالبا ورفقتهم عامرة بالأوجاع ولا تخلو من الحنين والأنين .
* قال الفاروق عمر بن الخطاب « ما من امرئ إلا وله اثر هو واطئه , ورزق هو آكله , واجل هو بالغة حتى لو ان رجلا هرب من رزقه لأتبعه حتى يدركه , كما ان الموت يدرك من هرب منه , ألا فاتقوا الله وأجملوا في الطلب «.
.................................................. ..
نشرت يوم الجمعه في جريد اليوم
12/1/1429