مشاهدة النسخة كاملة : [ حَيْ ]
وَرْد عسيري
02-01-2009, 08:52 AM
http://ayah227.googlepages.com/tttttt111111111.jpg
حَيٌ ـ وَ أَيَامِي تَحكِيه http://ayah227.googlepages.com/119.gif
وَرْد عسيري
02-01-2009, 09:21 AM
هُو أَبِي الرُوحِي ، وَ خَاطِفِي مِن الكَونِ إِلى حيثُ السُمُو وَ الرِقَة ،
هَذا الـ طَلالُ بَقِيَ مُلازِماً لِي مُذ أَولِ سَنة ٍ فِي الإِعدَادِية حَتَى اليَومَ .. وَ غَداً وَ مَا بعدُه ...
أَدركَت حَيَاتِي بِهِ بَعض التَفَاصِيل ، وَ شَهدتُ حَكَايَاَ كَثِيرَة كَثِيرَة .. كُلَّمَا أَرجُو تَذَكُرهَا لا أَلجؤُ إِلا لِـ أَلحَانٍ تَمَازَجت وَ صَوتُه ..
أَنَا هُنا سَأُدوِنُها .. سَأحكِيهَا بِبَسَاطَةٍ كَمَا كَانَت شَخصِيةُ طَلال ، سَتُحرِقَنِي بَعضُ الذِكرَيات ، وَ بعضُهَا سأُدوِنها خَشيَة نِسْيَانِها ..
أَي أَنها كُلها ضَربُ حَقَائِقٌ عِشتَها ، تَنَفستُها وَ لَفَظنِي الوَقتُ مِنها .. !
فَقط سَأُوصِيكُم : إِن نَسَتنِي الأَيَام اذكُرُوهَا ..
وَرْد عسيري
02-13-2009, 02:29 AM
02-10-2009وَ تِلكَ شَهَادةٌ أُولَى !
أهه
تِلك الْضَيقةُ عَيْني
اتسعت بحجمِ الكون ..
والصعلوك الْحَزين فِي قَلْبِي
يَقفز بَين أضَلاعِي
ويُغني
’’ أحبّك لو تكون حاضر
أحبّك لو تكون هاجر ’’
بلكنة طَلال
الْمُحببة لكِ
بِصوتِ
الْغُربة الْمُلقاة على كَتفكِ
منذّ بَردٍ
وَمَطر ،
هُو حِي ، وَ صَارت الأَجزَاءُ مِن رُوحِه المترُوكةِ مَا بَين ألحَانِه تُشكِلُنَا ، هَل تَعلَمِين يَا عِطر أَن كَثيراً مِن الأشيَاءِ تحدُثُ فِي
لِـ مُجردِ سَمَاعِ نَبرَةِ صَوتُه ، وَ أتهَيأُ مَع كُل دَرجةٍ صَوتِيةٍ لِحَالٍ جَديدَة ، تَنسُجُنِي الأَحوَال .. أتعَثَر بِذكرَى .. يصحُو فِي داخِلي شُعورٌ نائِم .. تَحضُرُ صُورةُ الدُنيَا :أَبِي .. يَا الله كَثيرة كثِيرَة
وَ عَلَى كَتفِي | فِي تِلك الغُربَةِ تَماماً أَضعُنِي فِي بِدايَة اللحَنِ وَ أجِدُ اللحنَ يختَفِي وَ أَنا محبُوسَةٌ فِيه لا أَعِي !
لَيتكِ تَعلَمِين كَم أَثّرتِي
وَرْد عسيري
02-16-2009, 06:14 AM
[ أَبِي : 1 ]
فِي نَظرةٍ للعُمر الهَاربِ مِني إِلى حيثُ الـ لا عَودَة ، أَقفُ عِند كُلِ وَشمٍ كَانَ لأَبِي ، أذْكُر كَم مِن الوَقتِ
مَضَى وَ أَنا أُقلبُ كُتبَهُ فِي أَيامِ الصَيفِ الطَوِيلة ، أذكُرُ تِلك الفَرحَة الغَامِرة عِندمَا اختَارَنِي دُون إخوَتِي
أن أفتَح بَابَ مكتَبتِه ، وَ أُقلبُ فِي أي الكُتب أَشَاء ..
مُنذُ زَمنِ بَعِيد .. كُنْت فِي إجَازَاتِ الصِيفِ أُعاكِسَ النَاس بِالنَومِ مُبكراً ، وَ أتحَججُ بِتلك الشَقِيقَة التِي
أذنبَت فِي حقِ رَأسِي .. فَقط لأجِدَ لِي فِي الصُبحِ مُتنفساً هَادِئاً لِكلُ مَا يدُور بِرأسِي مِن جُنون ..
وَ حدِيثَ أَبي الـ يُساوِي الدُنيا وَ مَن بِها ..
كَانَت قِصصُ أَبِي آفاقٌ أحبُ أن أمتَد فِيها وَ لا تَنتَهِي ، إِلى أَن صِرتُ أَرمِيني مُباشرةً فِي مَكتبَتِه ،
لا يُربك القِراءَة شيءٌ ، وَ لا يتَخللُ الوَقتُ صوتاً غَير تَغرِيد العَصافِير فِي أرضِ الجنُوب .. وَ هدِيلُ الحَمامِ ،
وَ راديُو أبي الذي يصدحُ عِند السابعَةِ صَباحاً بِصوتِ طَلال : [ صبح صباح الخير من غير ما يتكلم ] ..
كَان يُغنِيها لِي .. يأتِيني مٌبتَسِماً ، يُقبلَنِي .. و يرسُم لِي تَفاصِيل القِراءَة الجَدِيدَة وَ يذهَب ..
فِي الغُربَة فَقط يَا أَبِي ، وَ على لحنِ تِلك الأغنِية .. وَ صوتِ طَلال | أدْركْتُ أَنك نِعْمةُ أعظَم مِما كُنت أُدرِك ،
فِي الغُربَة فَقط يَا أَبِي .. تَحَسَسَنِي النقصُ وَ أصدَأَنِي الصَباحُ الغَنِي بِالفَراغَ .. وَ صُورتُكَ المُعلقَةِ عَلى جِدَارِ غُرفَتِي ،
فِي صَوتِ طَلال يَا أَبِي .. فِي هَذه الأغنِية .. تُلقَى عَليَّ تَحيةُ الصَباحِ مَبتُورَة .. وَ لحنُها يُؤلِمَنِي كَأنهُ يفرُكُنِي بِبِصَوتِك المترُوكِ فِي أذنِي
يَا طَلال .. هَل كُنت تَعلَمُ أنكَ ستُورثُنِي مِن هَذه الأغنِية كلّ هَذا العَنَاء ؟ كُل هَذا الحَنِين المُنكَسِر مِنه ظَهرِي .. كُل ذَلك الحَنَان
الذِي يجِيءُ بِه صَوتك .. يَتَدافعُ لـ قَلبِي يُنبتُ أَمانِي اللِقَاء سَنابِلَ مُغلقَة !
: )
وَرْد عسيري
03-15-2009, 10:44 AM
[ صَديقِي : فَ ] :
اليَوم : الإثنِين مِن شهرِ لا أَعلَم ، يَوم ٌمَا مجهُولٌ لا مَعلُومَ فِيه إِلا أَني التَقيتُ فِيه بِك قَبل سَنة ، جَمعنَا حَديثُ دَروِيش ،
وَ أُمنيتَي اليَتِيمَة فِي أَن أَصِير لَيلَى الأَخيلية لِزَمانِي أو حَتى الخَنسَاء ، وَ عَلامَةُ تعجُبِكَ التِي تَتلُو كُل جُملةٍ تَكتُبُها ، وَ الشَقِيقَة
التِي تَحرِمُنِي حَلاوَة الكَلامِ مَعك ..
كُنتَ ذَلك الفَتَى المُتعَجرفِ بِما يملِك .. الطمُوح لمعْرِفةِ مَا لا يَملِك ، كُل الأَدبِ بِثرائِهِ فِي جِيبِك ، كُنت كِتاباً حَكِيم مُذ وَقعت يَدِي عَلى أول صفحةٍ له
أيقَنتُ أَلا نِهايَة فِيه ..
وَ كُنتُ أَنَا تِلك الفَتاة التِي تطوِي أبيَات شِعرهَا اليَتِيمة عِند كُل مفصلٍ فِي يِدها .. وَاهِنةٌ عَاجِزةٌ عَن مُجَاراةِ فِكرك ، أسرُقُ مِن الحُلمِ بِضعَ أَمَانِي وَ
أزرَعُ مِن رُؤيتِكَ لِي آَمَالاً صِغَار تحُثُنِي عَلى المُضِي ..
طَالَت بِنَا الأَيَام ، وَ استَطَالَت أوقَاتُنا بِالبَشَائِر ، وَ كُل ساعةٍ مِنها تُثبتُ لِي أنَك صَديقٌ مِن نَوعٍ مُختلف ، صَديقٌ يُعطِي .. بَل يُمثِلُ العَطَاء بِحَدِ ذَاتِه ،
أَتعلَم ... ؟ كَان كِتاب السِيابِ أَجملَ مَا أُوتِيت ، وَ كَان سعْيُكَ إِليه مِن أجلِي نُبلٌ عَريق يجُودُ بِنشرِ الفَرحَة بَينِي وَ بَينِي ..
خِلال السَنة وَ أكثَر ـ كُنتُ وَ بِدُون تخطِيطٍ أحقُن ذَائِقتُك بِـ طَلال ، وَ لَم أزِيدهَا إِلا لِعلمِي أنه له فُسحةُ رِضا في قلبِك ، وَ أَن لصوتِه مَحطَةٌ رَاقِيةٌ تسرُقُك ،
مَا تَعلمُه يَا صَدِيقِي ، أَنك أدمنْت مَا عَلِمَهُ الله ، وَ حَاوَلهُ طَلالْ ، وَ أَسِيَ عليهِ العُودُ فِي أَنِين وَتَرِه ، وَ صِرتَ تُغنِيهَا أنت فِي تَردِدٍ
يجعَلُنِي أبثُ الابتِهَاج كَـ هَواءٍ مُنعش على كَافَة رُوحِي ..
هَكذَا أنت إِذا مَا غَتيْتَها ، تُوقِظُ اللحَن وَ تضرِب المَد فِي [ أَناااااا ] ـ وَ تُعلنُ النَفي مَع تقصِير الحِيلة فِي [ ما نفترق ]
تَماماً كَـ طَلال !
وَ مَا لا تعلمُه يَا صَدِيقِي القَريب ، أَنّنِي فِي كُل مَسَاء وَ بعدَ كُل جُهدٍ دَوامِي أُلقِي بِي جسدٌ ينطِقُ بِه الإجهَاد إعتِلاَل ، وَ أُعلق تِلك السمَاعات
و أُوصلها بِجهازي الصغِير .. أنظُر فِيما يمُر عليه قِطار - المترُو - كُل الأشيَاءِ صَامتَةٌ تُسرعُ بالهُروب وَ أَنا بصمتٍ أُلقِي عَليها الجَزع ،
لا يُغرِينِي شَكل البُحيرَات وَ لا أُعِير انتِباهاً لمَسَاحَاتٍ خضرَاء .. كُل شيءٍ أنظُر له بِعينٍ مُجهَدة ..
حَتى تأتِيني مُوسقَى طَلال .. وَ الوقعُ الأولِ في هَذه الأُغنِية ذَلك الـ يُحركُ السَاكِنِ مِن انتِبَاهِي .. و آهِهِ فِيما تَدري هِي .. وَ عودَةُ العَاشق بالحُزن ..
إِلا وَ تَبتهجُ ذاتُ الأشياء الصَامِتة ، وَ أَرى فِيها قِصَصُكَ وَ النُبلُ وَ تَقَاسِيمَ عُودِك ..
أَرى غَضبُك الشَرس عِند كُل غَباءٍ أرتَكِبه ، لَم تكُن تُحبُ الصَبرَ وَ لَم يُحبِبنِي الذَكاءُ مَرة ، أَراكَ وَ ضحكَاتُكَ وَ حَرصُك حَتى مُعاتَبتُكَ ،
أَرى فِيك حُبُ أبِي ، وَ حَنَانُ أمِكَ وَ وجهِهَا الهَادِيءْ ، أَرى أَن العَالم وَ خَرابَاتهُ لا يهُمُنِي مَا دَام الله قَد جَعل لِي فِيه صَدِيقاً كَانَ أَنت ..
أَرَى قَصائِدَ دَروِيش ، وَ مَجِيئِكَ قَبل مِيعَادِك ، وَ العَلقَمُ الذي لَم يُناسِبُك ، أَتذكَرُ فِيها تَوصِياتُكَ وَ خَوفُك ، أَرى تَقَاسِيمَ ذِكريَاتِنا
المنسِيةِ فِي الصَدى البَعِيد ..
كُل ذلك يَحضُر فِي نفسِي مَع صوتِ طَلال وَ أغنِيتُكمَا ، كُل ذَلك يختَصِرُ لِي طُول المَسَافَة وَ التَعب ، فَلا أَجدُنِي فِي نِهايَتِها إِلا واقِفةً على الرَصيفِ المُقابل
للمَحطَة أمُد بَصَرِي للسَماء وَ قلبِي فِي خُشوعٍ يدعُو يَارب : [ ما نفترق ] : )
-
وَرْد عسيري
03-31-2009, 06:43 AM
[ 1/4 حِكَايَة : تِلك الرَسَائِلُ ] :
أَولهَا : كَفّاه وَ أَوتَارُ العُود : يَضعُ عَلى أكتَافِنَا هَيبَة الاستِمَاعِ .... وَ يبْدأ |
لا أُنكِر أنَّ الانْدِهَاشَاتِ العَظِيمة فِي نفسِي تعُودُ عِندَ كُل مَرةٍ يُمسِكُ فِيها طَلال عُودَهُ
يُدَاعبُ الأوتَارَ بِخفِةٍ شَفِيفَة حَدُها الأَعظَم أن تُقَلِصَ أفئِدتنا مَع كُلِ نُوتَة
[ تِلك الرسائِل يَا حَبِيب العُمر قَد مزقتُها ] : آه ٍ مِن تَوَالِيهِ فِي هَذا الشَطْر وَ كأنهُ يعِيشُ حَالةَ الكِتابَة
يهرُبُ بِصوتِه تِجاهَ المَغفِرَة فَيجِيءُ وَدوداً بِـ [ و أنا التِي لَ طَالمَا بَيْن العُيونِ وَضعتُهَا ] !
مِن بعدِ المَقطَعِ الأَول يَتهَادَى نَغمُ العَودِ كَـ نَسَائمِ شَجَن ، تُستَطَالُ تُستَطَال !
بَل إِن النَغَم هُنا سَفرٌ نحوَ الشُعُور .. نحوَ الإحسَاسِ .. نحوَ الـ لاَ وَعيُ مِنَ التَلحِين ..
وَ أصَابِعُهُ فَقط : تَرتَكِبَ السِحرَ بِحُلم !
- كَان رُبعهَا فَقط !| * -
-
وَرْد عسيري
07-20-2009, 08:53 PM
[ طال السكوت : قبلَ الرسالة ] :
أكتُب لك و اليقظةُ تُنهكِني بأمانَة ، أتذكَرُ سنَواتِي العَامِرة [ بِلا شيء ] ، و أتذكَر لُغتِي المكسُورة السعِي
تلك التي نامَت على صوتِ طَلال | طال السُكوت بينا | وَ لم تفِق ..
أكتُب لك و كُل شيءٍ حَولي مُهيءٌ لخلقِ السَعَادةِ .. مَا عدَا نفسِي التي تستَسلمُ للوهنِ باستعجَال ..
لأن بِها شيء لا تعلمُه / وَ لا يعلمُونَه ..
هُناك في قلبِي .. نعم نَعم في قلبِي .. في إنخفاضِ الضغطِ وَ سقُوطِي .. في سكوتِي المُفاجِيء وَ قَولُ - لا شَيء صدقنِي -
فِي عَين مُمرضتِي ، فِي يدِي وَ وخزِ الإبرَة ...
في رجفتِي حِين العَتب .. و بحثِي عَن الرَضوانِ بِود حزِين .. فِي طَلبي الرحمَة ...
في انتِظارِي البائِسِ للنَزع .. انتِظاري العُبور مِن خِلال غيمةٍ تُمسكُ الدمعَ حَتى أتجاوزُها ..
أَنت لا تَعلم
-
وَرْد عسيري
08-11-2009, 04:56 AM
[ خذاك الموعد الثاني : إلى طلال ] :
اليوم اكتملت التسعُ بهدوء يسِر. لم يخنكَ أحبابُك ، و لَم يخنهم صَوتك النابِض في قُلوبِهم ،وَ لا زَال أغسطس يبكي نفسهُ في يومهِ هذا .. كما
لم يزِل قلبِي يستشعِر السحاب و الطفو و الغرق في صوتك .
لا زِلتُ ابتسمُ للإنسانِية كلما أقابلها في حكايا ذِكرك ، أقلدِها .. أضحك لها .. و أُرهق صحبِي بأشيائك . آتِي بكل أغانيك التي و بشكلٍ عجيبٍ
أجهله تحكي حياتي كتفاصيل لا يُذبلها النسيان و تنتعشُ بك .
آتي بصُوركَ و عودكَ ذا الوتر الضارب بشغاف قُلوبنا .. بخفةِ الدقة و قوة الشعُور .. بجلستكَ في المسرح و تحيتك المتواضعة ، بضحِكك ما قبل ( تمنيت من الله ) ..
من مزحِك و الطِيب اللامُتعمد .
أُخبر عن حدة الإحساس فيك . نعم ، كيف لك أن تجمع كل شيء للشعور في نوتةٍ واحِدة ؟ كيف لك أن تُكسب الكلام حياةً أُخرى تتنفسُك و السامع ؟
أُخبر عن ( رائِك و هائِك ) اللتان تجيئان رطبتين شفيفتين تدُسانِ الفرحة في قلبي و تهربان . و عنكَ ، عن بدر .. عنِي .. عنهم .. عن اللحن و
الغرق و التنفس و الموت و الحياة و طلال .. طلال .. طلال ..
لذلك كان هذا المكان .. و كُنت أنت [ حـي ] .. و لم يسرقُك موعدكَ الثانِي عني أبداً .
أدعوك ربي .. أن تُخيب ظنهم .. بأن تمنحَهُ خير الفردوسِ ..فإني أحبه
أنت أعلمُ بعبدكَ .. الطيب .. فارحمه يا رحمن ..
.
-
وَرْد عسيري
10-07-2009, 03:12 AM
[ ما تقول لنا صاحب | 1 ] :
أصدقَائِي يغيبُون يا طلال ، أُنادِي في المنافي البَعيدة و يعودُ لي ألف صَدى يلفظ ُ الحنين و يحمل نغمة َ الحاجة ،
تصحُو أشياؤُهم المحفوظةِ فيّ جيداً ، ضحكاتُهم .. لومهُم .. آفاقهم الزرقاء المتروكةِ على جفني ، تصيحُ كلها أينَ مِنا هُم ؟
أينَ الأكوانُ الرفيقة ؟ و أينَكِ عنَا ؟
أخبرِهم يا طَلال أني قد تعبتُ فراقهَم ، و أن نبضهَم المهتز في قلبي يُهيءُ لي قدرٌ مُهيب .. أضعتُ فيه نفسِي حين بحثتُ عنهم ،
لالا ، قُل لهم أَنني هائمةٌ على وُدي ، أهربُ من غيابِهم إلى أحاديثِهم القديمة .. أحاديثِهم الأصدق ، و آثارِ تشرين و إبريل و
صوتُك الـ مدسُوس في كل روحٍ فيهم من أثري .
قُل لهم أني لا زِلتُ أنظر في ذاتها آفاقهِم .. لعل غيمة ً بيضاءَ كريمة تأتِي بهم مُجدداً |
-
وَرْد عسيري
10-07-2009, 04:06 AM
[ ما تقول لنا صاحب | 2 ] :
أترى .. هَل الغياب يفهم العتب الرحيم في نفسِ الصُحبة ؟
ها أنا ذي .. أُطبقُ صمتي مُجدداً و أُنهض الصبر عَن آلهِ و أجرب أن أُناجِيكِ لبضعِ ثوانٍ في خيالي ..
لطالما يكتظُ الحَزن بي .. تعوّدتُه لكنَنِي أخشى اهتزَازته الـ تُضنيني في حق ِ أُناس ٍ كلما توجهتُ للسماءِ وجدتهم .
كانتِ نفثتي الأُولى يدُها .. تلك التي تُطبق الحنية بكاملها عليّ فلا أُضنى وَ لا اهتزُ أبداً ، حتى قلبِي لم
يعد يشكُو الضعفَ بقدر ما صَار ينامُ صَحيح النبض ..
تلك الرفِيقة .. الجافِية للتعبِ و المَوقظةِ للعصافِير في صدرِي ، الصابِرة على شائبتِي و ألحانِ طلال ، تلك التِي تُخرج
من جيبها المودة بكرم فينامُ السوءُ بعيداً عني و أُفيق بفرح ..
تعلمُ هِي أني أحوجُ للدُنيا بِها .. أرجو أنها لم تنسَ ، فكم من دفءٍ جنبته الدنيا وسطها ، وكم من حاجةٍ
دستها في نفسي واهترقت ..
أتراكِ تُدركين َ الفقد بعد كُل ذا - و شيءُ عظيمٌ في قلبي - كيف أكون ؟
ألومني فيكِ ، و كأنه خطأي أنا .. علمتكِ الغياب دون أن أقصد
فـ كثُر العتب .. و لم أعد اشتهِيني دونكِ |
[ صحيح : عيدٌ سعيد كما لم يكن عيدي أبداً بعدكِ ]
و في صلاة : يارب عبراتها و عبراتي و العبرات كُلها .. ردُها : )
-
وَرْد عسيري
10-08-2009, 06:47 AM
[ صديقي : الله أعلم ] :
خابت أمانيّ فيك يا صاحبي و عجزتُ أن احفظني فيك أكثر / لأني احتفظ بك جداً
أأتوهم أنك تُريدني ؟ ربما نعم ، ولا أيضاً
لكني آمنتُ أن فطرة الناس في إرادة تهيئة مُحبيهم كما يشاؤون .. ولا يتركُونهم على كينونتِهم الطبيعية .
.. ( البكاء ) | آخر المتسببين به حزناً و غصة كان أنت ، و عليّ أن استوعب أن هذه الدنيا أحوال
ولا شيء باق ٍ ، و أننا آوادم من حقنا أن نخطيء ، فآتيك أقبل رأسك .. أضحك و ارمي بقلبي بعيداً أخاف أن تحس
بضعفه ، لا أنا أكذب .. أخاف أن يصحو به المرض فاحتاجك و التقي بالصدة بدلاً عنك ..
لأنك وضعتَني على مسافةٍ أبعد مِما كُنت ، صِرت تخاف أعلم ، أنا أيضا أخافُ أن أحكي ، أخاف أن تذهب ، أخاف
أن أُكسر من خوفك ـ فأصمت .
صديقي لم يكن ذنبي إنهن كاذبات ، ذنبهن و لم أكن منهن أبداً ، لا تعمُنِي بهن ولا تخصُهن بي .!
أأرحل ؟
حسناً لكن أخبرني من يملؤ الفراغ من بعدك فقط ؟
أتذكرُ ( انت الوحيد اللي مالي علي وقتي ) ؟ ، أنا اتذكرها و اتذكر ( فديتك انتِ أغلى الناس والله يشهد بعد امي و تعنين لي كثير،
الله لا يحرمني منك الله لا يحرمني منك ) فلا تسعُني الدنيا لأنها ضاقت علي جداً و كبرتُ عنها ، تتقلبُ أشياؤُك وسطَي ، أتسائل هل نهض
انكيدُو من نومه ، هل حادثتك مريم .. بكت ؟ لا تُبكيها أرجوك .. و لا تُبكيني .
وَ يأتيني صوته طلال يربت بأسى هذه المرة ( حاولت انااا ما نفترق )
[ هذه المرة واقفون على شفا فراق و دعوتي خلفنا تأن ! ]
-
وَرْد عسيري
10-17-2009, 08:41 AM
[ شـفـت أبـها ] :
كَان قدراً حضر فجأة و تركتها . تلك ( أبها ) أرضُ البرَد و الخضرة ، ( أبها ) أرضي التي شهدتني مُذ ولادتي حتى اخترتُ بنفسي أن ألفظني
منها و أمضي ، لم يكن الرحيل سِوى فكرة جاءت و خفت أن أُضيّعها فقبلتُ بها . خلّفت من بعدها خُلوتي و لوم نفسي على اتخاذ قرارٍ لا زلتُ
حتى اليوم أجهلُ صحته أو خطئه بحق نفسي.
يا الله كم اشتاقُني فيها . و أبحثني في صور الجنائن و أرض السودة و حديقة بيتنا ، في الضباب و صوت المطر ، اشتاقني لحد أحس فيه أني قد تركتني
هناك ومضيت . أو أنني صرتُ أُخرى غيري .. و أضعتُني فيها . لا لم أضيعني أنا احتاجُ أن أبقيني فيها لأشعر بالحياة ، هي البهاء و روحي
الأصلية ، هي التفاصيل الباقية و المنسية ، هي الصباحات و المساءات المتغيرة ، هي الحياة كما يجبُ أن تُمسى حياتي ولا تتناسب أن تكون بغيرها،
هي تنهيدة جدي ، و حضن أبي ، و لعب أصحاب الطفولة و شغبي ، و طيبة ِحيّنا .. يا الله كم تقاسمنا العيش و الملح و الحاجيات بأنفس نقية .
هي سنينٌ تورطت فيها بالدلع و الشغب و معاندة الكبار ، وأنت يا طلال تُغني فترهق الذاكرة في التذكر و أنا التي تجمع الغبار جيداً كي أتناسى
ولا أبتئس . ليس لكوني جاحدةٌ لماضٍ لم أكن أنا إلا به .. بل لأن لي قلبٌ طافح بالذكريات المرهقة .. يحتفظ بها جيداً ولا ينساها بل أنه يخطو
بجانب النسيان و يُفلِت ! ثُم ما حيلتي و صوتكَ قد قاسمني إياها ؟ أتذكرُ عندما أطلب أبي بشغف أن يُدير جهازه لأغنية ( شفت أبها ) ؟ أسمعها
وأحدق من نافذة غرفته عليها وفي داخلي ينمو فخر ٌ يقول لي : أنتِ فيها .. هنيئاً هنيئاً ، قُل لي ما حيلتي و لي قلبٌ مُمتليءٌ بكل هذه الأشياء ولا
يبغي أن يرتاح منها أبداً ؟
و كأنني أرى الآن أمامي بيتنا و شجرة ِ الخوخ الكبيرة . كُنت أقطفه أخضراً قبل النضوج و يضحك أبي من قسماتِ وجهي عندما أتذوقه ،
كان حامضاً كفاية لدرجة لا أستطيع فيها أن أُخفي الإحساس بذلك رغم محاولاتي أن أخفيه ، كُنت في باديء الأمر أُعاند أبي لكني تعودت المذاق و عشقته ،
أذكر الشارع الخلفي حيثُ تُختزلُ الذكريات و تُحفظ بعناية كي تتقافز حولي عند كل مرور او استراق نظر ، أراني هناك طفلة لا تخشَ صوت السيارات و
أرى قطع الفحم التي لطالما كانت وفية معي ، في رسمي على الجدران و في لعبي . يا الله ـ ما كان اسم اللعبة ؟ لا أعلم و
استفهامي ذا ظل مرتكزاً فيّ حتى أحسستُ أن رأسي سينفجر . كنت اجتهد أمام أبي في كتابة الأرقام عليها جيدا ورسم الخطوط باستقامة ، و أعود للبيت لتستقبلني
أمي بحال ٍ مهترئة و في جيب ثوبي قد دسست أكبر قدرٍ ممكن من الخوخ الأخضر و الفحم و اللوز .
شجرة اللوز .. شجرتي الوفية ، كُنت أحبها كثيراً لأن لها أغصانٌ قوية تتحملني وحدي أنا الطفلة ولا تسمح لأي أحد أن يُعكر وحدتي ، كُنت أدس فيها بعض الفحم
و أقلام الرصاص لأرسم هيئة جدي و كرسيه المهتز أمام البيت و وسط الأشجار ، كان الآخر مغرماً بالتحديق في أرجاء المدينة أيضاً و من حظنا أن لنا بيتٌ
يجلسُ عالياً فوق جبلٍ بطرفِ أبها يُعطينا إمكانية الرؤية لمساحة كبيرة من المدينة.
أووه نسيت .. هناك في الزاوية كانت حفرتي السرية ، تُرى هل الأرض وفية كفاية للاحتفاظ بصندوقي الصغير ؟ أم أن للطين شائبة
الأخذ فقط دون أن يُعيد شيئاً , كنحن : الطين .
[ قلبي حبك والله يا أبها ]
- الحكي يطول ، راح أكمل -
-
وَرْد عسيري
12-04-2009, 05:15 AM
[ شَكوى ] :
طلال ، لمَ صرتُ أوعى من أن استوعب الإحساس و أترجمه ؟ لمَ صار صوتُك ،الفاصلُ المعلَّق بين كل شيء ، الحد المُسكت لكل شيءٍ ، للنغمةِ المُقلعة
للحرف فِي باطنِ يدي ، للوتر الذي يبكي وجوه العابرِين في صدرِي ، للشقاءُ في الطِيب و الابتسامةِ الحاضرة في وجهِ طفل شاغبَ و هرب ، لِـ مَنِّ
الأحلامِ البريئة في نزعِ الأماني ، لإهدارِ الظلام في كمشِ النور ، للبكاءِ دون دمع و الضحكِ بلا صَوت ، للاضطرابِ في التفتيشِ عن الراحة ، لتجريحِ
الحينُ و التفتيشِ عن نبضٍ واحدٍ فقط لا يُضام ، للبحثِ عن المنافيِ ، لتوديعِ الغدِ و تأمل الفائت ، ، لِنقصِ الانتماءِ ، حتى .. تحميل الطرقاتِ
غلطةُ تشتيتِنا .. و تجاوز النسيان في إفلاتهم و إفلاتِنا لأن لنَا رغباتُنا المهذبة في تجميعنا .. نُريد أن نموتَ بسموٍ و مرة ً واحِدة .
-
وَرْد عسيري
12-19-2009, 09:00 PM
[ شـفـت أبـها: فضفضة ] :
ذاكرتي التي تحملُكِ كَـ حُلم باتَت تُعاني التصدع .
تغيرتِ يا أبها ، و أبكتني حاجتِي لأشيائِي الأُول و عنائي في تجميعِ روحي على ما بقِي منها .
لا شجرتِي .. لا شارعُ الحي .. لا حديقتي الصغيرة .. لا شيءَ أبداً سِوى اجتماعِ الطفو بصدرِي في لحظة الفجر عند النافذة .. و وحده الفجر كان وافياً ولم يتغير !
أعلمُ أن تُرابك واحد ، و أن أهلكِ "الطيبين منهم" لم تجرّهم التياراتُ نحو أي شيء باهت .. و أنهم لا زالوا بالبساطَةِ متعلقِين ، أعلمُ أنكِ تحاولِين أن ترسُمي لي ملامحكِ الذاهبة دون رجعة ـ ملامحك التي شوّهوها و ستروها بأشياء أُخر، ملامحك التِي أحفظها فِي نفسي جيداً . أعلمُ أني أحبكِ و أنك ِبالحُلل الجديدة أُثبِتي فيّ أكثر إنما بصُورتكِ الأُولى .
طينتِي أنتِ ، و دعاء غربتِي الراجِي لأمل رؤيتكِ لم يخب ، و ارتجافاتِي التي أكتبها لكِ .. ما هِي إلا نداءاتُ الحاجة التِي صمُتت مُذ امتلأت رئتِي بأول الهواء منكِ على سلم الطائرة . كل هذا الفقدِ لم يكن كذباً قط ، كل هذا الفقد يُخلف خوفاً بعرضِ الكونِ .. و يتمدد في صدري ، خوفَ أن أزول قبل أن آتيكِ ، و ها أنا ذِي .. أقلبُني فيكِ على حَزَن و فرح .. لأدرك أني في الحالتِين احتاجُ دفئاً صغيراً لا يتمثلُ إلا في الكتابة عنكِ كتابة الغائب الذي لا يعُود ، و لا يعود تلك في هذه المرة اجتمعت بأسى فيكِ و طلال. و أنا ؟ كُل ما استطعته .. أن أُكاثركما في لحظة الفجر تلك و أطبطب على قلبي الواقع في حيرة حَملِ كل هذا العشق لكما .
-
وَرْد عسيري
01-18-2010, 06:18 AM
[ خذني معك : بسمة ] :
قَبل قَلبِي .. و قبل أن تختَفي سعةُ الضحكِ في صدرِي ، قبل التنهِيدةُ المُتعبة ، قبل إنقباضِ الألم في مجرَى التنفُس .. و حاجَتِي لمُنعشٍ خارِجي ،
و تربِيتُ "توماس"على كفِي بحنية ، قَبل اقترابِ العُبوسِ فِي زيفِ التبسُم ، قَبل عتبُكِ الذي أعلمهُ جيداً في نفسكِ ، قبل أن تشُدني الدُنيا لجهتِها الأخرَى
البعِيدة ، قَبل السُقوطِ في لا وعيٍ أذكره ،قبلَ أن أحلمَ أنني شَاهدتُ بدراً ضمّنِي ... وَ قَبل أن أبكِيه في جوفٍ بَارْد ، قَبل أن يحِينوقتُ التحسُر ..
وَ أن يُقيم التعبُ مراحِبهُ في قَلبِي مِن جَديد ، قَبل محاوَلاتِي المُنهكة في لمسِ نفسِي التِي ضاعت فِي الفَراغ ، قَبل صوتكِ فِي آمينُكِ الوجِل ، قبَل أن
أكون غافلةٌ عن رنِين الهاتِف المُتواصِل الذي أفرغ قُوة نقّالي .. ذاك المتبُوع بِرسالةٍ مهدودَة الصبرِ: باللهِ إن كنتِ في الدُنيا أخبرِيني .!
قَبلَ كُل ذا .. عَاشَت حكَايانَا البرِيئَة تِلك التِي اكتشفتُ بِها أن في الكَونِ كائنٌ طيّب .. أتَانِي فجأةٌ بصُدفةِ خير و فِي قلبِي نمى ، شيءٌ اسمُه بسمَة
و فِعلهُ خيرٌ وفِير ، تِلك التِي تُقلبُني فِي مساحِتها كيفما شاءَ وُدها لِي أن أسعَد ، كيفَما تشكَلتِ البهجَاتُ .. بضحكتِها .. بالصُور .. بالمُوسيقَى ..
باعترافِها البريء " تدرين إنك أقرب وحدة لي في الدنيا ؟" ، الإنسانة المُطعمةٌ باللينِ .. التي تأتي و تسأل أينُها "خذني معك" ؟ ، ما رأيُكِ أن
تكُون أغنيتَنا ، خاصتُنا ؟ و لأنَني أُحبها وَ أعلم كَم مِن الأشياءِ شُيدت في نفسِها مع صَوتِ طَلال ، ذاك الذِي يترنم بـ "خذني معك" برجاءٍ دافيءٍ مُحتاج ،
ذاك الذِي ضَمر قُلوبنا معه و أطلقَ أصواتُنا معهُبالتردِيد . آتِي بِها مملوءَةٌ بالمَطر .. بالحنِين .. بِنا ، أُفصّلُ طلال كما هِي العادَة .. أُدققُ فِي لفظهِ
و النَفَس، أحكِي لهاَ أن كُل ما أحوِي يعشقُه و أني أقفُ بتقصيرٍ فِي كُل مرةٍ أُحاول أن أزِن حُبه ، أُخبركِ أنني مهوُوسةٌ بِه .. فتضحكِين مُتمنيةً حُبه
و فِي الصمتِ أعترفُ أني أحبكِ أكثر ، ثُم أشكُوكِ كَيف أن دَقةُ العُود تُنهكَنِي ، و رجفتِي فِي حيرةٍ كيفَ لصوتِه أن يجيءَ بكل هَذه الحنِية في كُل
مرةٍ أسمعُه ، كيفَ لهُ أن يُوحِي بِنا نحنُ الآفِلِين عَنا في الضياع ، عن تكُومِ الوجعِ بين أضلُعِي ، عن رقةِ جفنِي في بُكائِهِ ، عن نفسي التِي تُرتِب
أجزائَها لتتهيأ لحُزنٍ جديد ، فَتُمسكِين يدي .. تشُدين القبضة .. تُرددين بِهدوئكِ الرحِيم : أنا معكِ ، فأُدرك معكِ أن للنورِ وجهٌكِ ، و أن لخيبَاتِي
الباهِتة محوٌ يُسببهُ نقاؤُكِ ، و أن الحياةَ بوجودكِ تحتاجُ أن تُكتبَ بِلونِ السُرور .. أن تُرسَم ببراءةٍ تُشابهُ رداتِ فِعلكِ العفوِية ، لأنكِ الزرعةُ التي
تُعطِي فِي حصَادِها الخيرُ و الحُسنى ، معكِ أشعُر بالفرحِ يركضُ نحوِي و يقع فيّ تماماً .. ينتفخ ينتفخ ينتفخ .. للحدِ الذي أُحس فِيه أن المدَى صدرِي ،
و أني أبْهجُ مِن أن ابتئِس و أرحَبُ لاتساعِ الضيقِ ، ومعكِ أنتِ عرفتُ ملامِحي المُرتاحَة برضاءٍ آمِل ، عَرفتُ أختاً بوسعِ عطائِها أن يضُمنِي بعيداً
عن كُل إنحناءَةٍ يتوجعُ مِنها ظهرِي ، ديمةٌ تُطيب خاطرِي في كُل وهنٍ أعيشُه .. تتبسمُ لتقُول أنا هُنا ، فتُطرحُ أوهانٌ أخرَى مِن جيبِي ..
و يسُد فراغَها الوِدَاد .
أنتِ .. أنا .. كُلنا .. أكبر مِن أن أكتُب ، كُل ما أعرفه ، أن لي قلبٌ يُحبكِ الأكثَر ، أني مُدركة ٌ تماماً أنكِ السندُ في العوْزَة ، و الطِيب فِي الغُربة ،
و الحياةُ فِي التعب .أنكِ يا بسمتي .. عينِي الـ تُبصِرُ الأشياء بحلاوَة ، أنكِ تلك الرُوح الثابتةِ فيّ كروحِي ، تلك َالتِي إن تراخَتْ سقطتُ و إن قَامت
شددتُ بالبهجةِ إلي . أنكِ نعمةُ الله الجمِيلة .. تلك التِي أذكرها فِي الدعاءِ ذِكرَ نفسي .. أن يحفظَها الله لي .. أن يُديمها الله لي .. أن يُثبتُها أكثر
في قلبِي .. أن أعيش بِها : )
وَرْد عسيري
01-20-2010, 10:19 PM
[ أبي ليل غير هالليل ، أبي ليل من أول ]
هذه النُجوم الآفلة خلفَ الصُبحِ تُنادَى ، و ظِلكَ الهاَرِب نحوَ الشمسِ
يُلوحُ بالحرمانِ و يُوقظ حوائجَ الكونِ في أحشائِي .
هذه الآثار المترُوكةِ على وجهِي ، ترنُو بِه إلى الضوء .. إلى البياض ...
نحوكَ .. أنتَ الحيَاة .
هذا السُكون الذي يحضنُ الصباحَ .. صابرٌ يسمعُ دُعاء الأمهاتِ وَ
صبرِ الآباءِ و ضحكاتِ الصِغار و تنهدُ الجياع ... و يبكِي عند شهقتِي الفازِعة
حِين أدركتُ أنك لم تكن أكثَر من حُلُم .!
وَرْد عسيري
02-01-2010, 09:52 AM
http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=15971&page=2 (http://www.ab33ad.com/vb/showthread.php?t=15971&page=2)
تعلمين ياورد كما أعلم جيّداً ,
بأنه حكى تفاصلينا الصغيرة جداً قبل أن نولد ,
يعرفنا جيّداً هو ,
يُحب ويعتب ويخاصم ويواسي ويحنّ ويتغزل ويبكي ويضحك ويصبّح ويمسّي
ويترجّى ويرتجي ويبتهل ويعيـش ... ,
ويفعل كل الأشياء داخلنا ولكن بطريقته المُغلّفة بالنيّة البيضاء جداً والطيبة ,
بريشته التي تُشبه قلبه كثيراً , بالحنيّة في صوته , بقلبه المُتعب الذي غادره
لينبُض فينا !
حَـيْ
هُو صَوتُ الأمسِ الذي نُبصرَهُ فِينا ، ذالك الصوتُ الصادق الذي نَرَانا فِيه بهيئاتنا البيضَاء ، بِنحنُ الطاهرون . نَرى المِهَاد .. نَرى ضحكاتُنا الأُولى ،
و تمُر عليْنا سَوءَة الكِبر ، و الوقتُ الذي استجوب علينا فِيه أن نمضِي و نترُك ، أن نبلعَ بُكائَنا و نضحك ، أن نُجمعَ كُل شيءٍ اختَصَت
بِه المسافَة الفائِتة و نرمِيه إلى جانِبها . ذَلك الجانِب الذي يطُل على التناسِي ... ولا ننسَى ، قُل لي فقط يا سعد في ( آه ) ظفاير شعرها كم مِن
مساحةٍ متعبة تتوسعُ في صدرِ رجل ؟!
هُو صوتُ اليوم بصبرِنا و مجاملتِنا للحَياة و مُداولتنا الروتِين بظرفٍ يُزين الأوقَات بالقدرِ المُستطَاع ، يحضُر حَتى في ابتسامتِنا لِطفل .. أو عجوزٍ
تغفو كُل حِين ... و زوجُها ينهرُ أحفاده فيما يسمعُون و يطلبُ طلال ليسند رأسه على كفهِ و ينسى ما حولَه و عجوزَهُ و يبتسم . هو موجودٌ
حَتى في نفسِنا ، في ذِكر بدر ، في الغيمِ و صدرِ السماء ، في ذاكرةِ الغياب و حضُورِ العشق ، في طلبنَا الرحمة و الجنة لهُ دون أن ننتظر مِن
أحدٍ جزيلاً أودونما مُجاهرة بالدعوَةِ و أسرَارُنا غائبة عنها . وُديون جداً .. إنسانيُون جداً في ذكره .. ، لأنه و معه يمنحنا كثيرَنا الخيّر الذي
تجاهلناهُ يا سعد .. و غبنا في دوَامة الحياة .
هُو صوتُ الغد الذي نُرتِبه معه ، كَـ هوسِي في تهيئي لجهاز الآي بود قبل النوم .. لأسعَى في طريقِي باكراً أسمعه ، أُجهزَهُ لأنهُ في حقيقة
الأمر أكبَر مِن ذَاكرَة و أوسعُ مِن عُمر و أينعُ من فن . أُعطِيني بهِ أملاً أُتمِم بِه يومِي الطويل الشَاق . لأن ما بعدِ هذه الأيامُ طموحٌ بنيتهُ يوماً كان يغنِي فيه
و أنا في حَضنِ أبي أتمتم : سأصبحُ طبيبة إذا كبُرت . بات تجديدُ السعيإلى حُلمي مرتبطٌ به بطريقةٍ لا يُصيبهَا العطَب أبداً . أو تدري ؟ هُو
رُبما قولِي لصديقتِي : لابد أن يتوارَث أبنائِي حُب طلال ، أن يتوارَثهُ أحفادِي أيضاً ، أن يطُول ذكرُه فِي مَن يجيءُ مِني من بعدِي لأطول
مُدة ٍ يقدِرون . هُو تماماً في [ .. و يعيش ] الذي كتبتها أنت و أزهرت في قلبي أشياءً رطبة .
كُل شيء : )
-
وَرْد عسيري
03-29-2010, 11:43 PM
[ لـ أثرِ "الله يعلم" بنكهةِ النهاية ] :
( 1 )
أنصت
و اترك جناحي جانباً .
( 2 )
كُل هذا النَفسُ المحبُوس في فَمي .. جَاد بِك.
( 3 )
تُرى .. أتستطيعُ رتابَة الأيامِ أن تخلُق لي وجهاً آخر يتجَاوزُ حد اللاشُعور
و ينامُ في الباطِن على شرعِ ما دُون الوعي ؟
( 4 )
إن كَانت الحياةُ مكتُوبةٌ .. و لنا أقدامٌ مُسيرةٌ داخِل حدُودِها
كيف لنَا أن نشعُر بالضَياع
بمُجردِ أن ننسَل مِنا ؟
( 5 )
حتى أنت لم تُعلَّق حياتِي بك
لم تكن مِلكِي مُذ وُجدتُ .. لأهبكَ إياها !
( 6 )
قاصِرٌ ظِلي ، لم يطُلك !
( 7 )
إدعك يدك بقُوة
خلصنِي من العبثِ بقدرِي لأجلك
و نِل نفسك .
( 8 )
لي مصرفٌ خالٍ و طَللُ اسمك
و لك الحياةُ مُصرفةٌ بالمطر !
( 9 )
يسألني الطيب .. ما إن كان قلبي يمضي على نحوٍ جيد ،
أبكي .. صلاحُ قلبي ضربٌ مِن محَال
تصيحُ أخرى جاهلة : لا تُصدقي !
( 10 )
أحرصُ عليك و ذنِبي أني أعرفها ..
تلك التي بذلت سكيِنها في خصرك ،
و نيتُك الآفول !
( 11 )
لم أُدرك شيئا أثقل مِن .. وهمِك المُتمثلِ
فِيّ أنا .
بهذا تخرُسُ الطِيبة إلى الأبد .. و حُلمكَ يفيض !
( 12 )
استدِر قبلي رجاءً .
- هكذَا انتهى كُل شيءٍ ، و لم تنتهِ دعوتي -
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,