مشاهدة النسخة كاملة : ~~ وزارة الغربة ( 1-11 ) ~~
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 02:35 PM
.
.
.
أحبتي
مع مرور الأيام منذ فقد بدأت هذه الوزارة في رسم خطوط نبض
ومسيرة سماء تحتفل بالمساء ..
وتعاشر الريح على أغصاني التي لم يتبق منها الكثير ..
أحببت أن تستمر بينكم بإذن الله ولهذا سأقدم ماكتب منها بين أيديكم ..
أتمنى أن تكون على مستوى ذائقتكم ..
.
.
.
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 807
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الأفعال ~
__________________________________________________
فعل الأمر ..
أنت الآمر الناهي .. وأنت خيول أوراقي ..وأنت مثير أشيائي ..
دعني أتنفس قليلا .. وأكتبك بما أنت فيه من عنجهية فارطة .. لم تلجمها الثواني .. ولم يخالطها الإحساس .. لاتتعجب أنت هكذا .. يكرهك الجميع .. فالأمر وإن كان صائبا لايحبه الناس إن لم يكن مرتفع الذوق..
ياآمري .. سأكون متمردا عليك لوهلات .. وسأطرق باب الطرقات .. لأنساك قليلا وكثيرا فأنا عاشق يحب البوح دوما ..ويكره الخضوع والركود تحت أقفاص الألم ..
يا سيدي .. سأقول يسَر .. وآمرك بما لا تفعل .. أنظر إلى الأفعال الأخرى .. الماضي رائع ومنه نقتات المستقبل .. والمضارع غبي هائم يسيره الله بما لا أطيق .. ولكنه غبي سيعود راكعا تحت قدمي وأركله ليكون ماضيا .. أما أنت فأنت حكاية بلا روح .. وأغنية بلا لحن .. وأمنية بلا فجر ..
سيدي .. أنا هنا بين يديك فافعل ماشئت لن أنفذ سوى مايمليه ضميري فقط .
.
.
الفعل الماضي ..
من أمواجك المتكسرة سلفا .. ومن عينيك الحاملة للحلم بأمانة فارس مغوار .. أحييك على ماقدمته لنا من إنكسارات للخاطر بعضعها مؤجل إلى مابعد الصحوة على نغمات أحلام الفقر واللانظافة المستشرية بين أكباد الواقع .. لقد طررزت التاريخ .. ولم يحتفل بك سوى القليل .. ولم يعرف ما ستؤول إليه غير من يحتسي الحلم .. وحلواه الأمل ..
لن أنساك ماحييت .. فبك بدأت أرى .. ومنك عرفت مالم أرى .. وبيديك حملتني إلى مناهضة التاريخ الذي لا يذكر سوى المذهبين فقط .. سأحتفظ بك بين أجندة الحلم .. لترافقني ونضحك سوية ذات حقيقة سيكتبها الفجر ويغينيها الجميع بلا إستثناء .. وعندها فقط سأكتبك بكل ما أملك من شوق وحنين
يصفعني إليك .. لأصرخ متوجعا وضاحكا مما كان .. وما سيكون .
.
.
الفعل المضارع ..
يا حسرة أبيك ياهذا الفعل .. إسمك يوحي .. بالضياع والغباء .. لاأدري أراك هكذا .. ليته أسماك بما يخفف من وطأتك قليلا على اسماعنا ..
ماذا اقول لك .. ومن أنعي ..ومن أصافح .. ومن أوادع ..؟؟؟؟؟؟
أنت متلبد بما لايليق بنا .. ونحن نليق به .. وأنت تطير بسرعة الألم ونحن نتقوقع بسرعة الصاروخ الذي نراه فقط .. ولا نعلم أين صنع ؟؟ ولمن صنع ؟؟
ياهذا المضارع ..مما يسعدني أنني عرفت فيك حبيبتي فقط .. وما يدفعني إلى مصافحتك هو شوقي إلى أن تكون ماضيا بأسرع مايمكن .. لتكون أقل ألما .. فجراحك سيداويها القادم من عجلة الزمن ..
مايشغلني فيك .. سؤال واحد فقط ..
هل سيكتبك التاريخ بعد أن تكون ماضيا ؟
هل ستكون أنت أنت ؟؟ ربما تكون آخر .. في عيون الآخرين ... ولكنني حينها سأعرفك تماما .. وأعريك لتكون أكثر إشراقا .
.
.
الفعل المبني للمجهول ..
أنت أتيت .. ولم تأتي .. رحلت إليك ولم تبتسم .. أرني ماذا تحمل في كفيك .. هل أقرأ كفك .. لاتضحك فأنا أقرأ الكف وأتلمسه بخدي يوميا على فتات هذا الحاضر المشين ..
يا أيها المبني .. إبن لي صرحا من الحب بين الناس .. ولن أجهل عليهم .. وسأكون مصافحا لهم .. حنونا .. دافئا .. وإن تدينت الدفء .. فأنا لا أملكه إلا لها ..
لاتسألني من هي ؟؟ هي أمي وأختي .. وحبيبتي .. وإبنتي .. إنها المرأة بكل كبرياءها وعنفوانها وعطورها ورقتها وأنينها وابتسامتها .. وجمالها المكتمل بعيني اليمين .
.
.
الأفعال الناسخة ..
( كان ) الحب سلاح الأذكياء .. و ( أصبح ) سلاحا للجميع .. وقد ( بات ) الشوق على أجفان العاشقين كثيرا و ( صار ) الشوق على أجفان الحياة بكل ماتحمله أكثر ..
و( مازال ) البعض ينام على رصيف العمر .... بلا فائدة تذكر ..... وقد أضنى البعض فراق الروح .... و( ظل ) الدم ينضح وابلا من الرغبة بالسير على رفات الماضي الرائع ..
و( أمسى ) الجو صافيا إلا من بعض الرتوش الضبابية المتسببة بإصطدامات مرورية قاتلة..
و ( مادام ) الفكر هنا سأظل هنا .. فهو صديقي و( مابرح ) يخاطبني بلغة الأشواق ..
ويداري عشقه خوفا من أزمة قلبية حادة .
.
.
.
الســـــيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 02:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 808
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الموانىء ~
__________________________________________________
ميناءالشوق ..
استقبل الرصيف رقم ( 7 ) سفينة متآكلة شوقا عبثت بها الأمواج .. ولم تتدارك حجم ماهي فيه من أمواج عاتية ..
و قررت المسير ليلا بسرعة تفوق سرعة تدفق نبضات الشوق المضنية .. رحلت واستقبل خزانها الكثير من
الأمل المعقود على جبين اللهفة .. وكان في وداعها جميع إداريي الوزارة .. ولم يتخلف منهم سوى جسدي .
.
.
ميناء الفقر ..
وصلت في الساعة (صفر وعمر) سفينة قادمة من منظمة الأغذية الدولية لتركع إلى ميناء الدول الفقيرة على الرصيف الأخير ..
المكتظ بأنفاس الجوع .. وفرغت هذه السفينة حمولتها من الدقيق والخيام والملابس والحليب والماء ..
وقبل أن تغادر طلب قائد السفينة من مدير الميناء توقيع اتفاقية ولاء تنص على إتباع التعليمات المرسلة
من المنظمة وفق جدول الأعمال الذي سيصلهم لاحقا .
.
.
ميناء الورد ..
استقبل الرصيف رقم ( 3 ) ورودا مثيرة للأهتمام على سفينة قادرة على التنفس ليلا والعبث مع الرياح نهارا ..
استمرت هذه السفينة في الميناء لفتره ثم رحلت .. لتعود .. بورود أكثر نضارة .. ثم رحلت .. ولازال موظفو الميناء
يصفونها بالغباء لعدم قدرتها على الوقوف طويلا في ميناء الورود .. ولازالت السفن الأخرى قابعة مكانها
ولم تزهو يوما بورود أكثر وعيا من تلك السفينة الغائبة .
.
.
ميناء الدم ..
استقبل هذا الميناء على رصيفه القبائلي رقم ( 1 ) سفينة مضرجة بالدماء أختلط فيها القاتل بالمقتول ..
عادت بعد أن رضخت لفترة بين أمواج الهدوء الذي يسبق العاصفة .. عادت من الجزائر لتقول أين الحقيقة ..
فأنا لازلت أحتاج إلى كم هائل من الوقود .. فوقودي يحمل الفقر وغياب الديموقراطية الحقة .. وهو ليس سببا
يغري للولوج إلى أمواج الدم وعواصف البغي .. فهناك لافرق بين المؤيد وبين الطفل والعجوز والمرأة
كلهم يرضخون لمقصلة الموت والتنكيل .. بقيت هذه السفينة بذلك الرصيف لتغادر إلى المجهول ..
وجميع العاملين بالميناء يراقبون ماذا يجري لها .. متألمين بصمت يجر الهزيمة إلى ساحات أكثر إتساعا ..
وأرصفة أكبر حجما لإستقبال سفن أخرى دموية .. في ظل الصمت المخزي لأفواه الحقيقة .
.
.
ميناء المريخ ..
استقبل هذا الميناء على رصيفه رقم ( 1000 ) سفينة قادمة من الأرض تحمل تجارب نووية يريدون تجربتها
ليتمم تحقيق همهم بنجاحها والعودة لإحتواء باقي الكرة الأرضية .. فاستقبلها موظفو الميناء بأسلحة غير تقليدية
لم يعرفها البشر .. فحواها .. أن تعودوا أيها البشر إلى رشدكم .. وإلى كوكبكم المريض .. لتقوموا بعلاجه بطرق
أكثر إيجابية من الأسلحة النووية .. بعد هذا الهجوم غادرت السفينة إلى الأرض .. لتعود وتخبر زعماء الرذيلة
بأن المريخ مسكون .. فجاوبها الأغبياء .. بالبحث عن كوكب آخر يتسع للتجارب المحبطة للإنسان .
.
.
ميناءالصدق ..
لم يبق منه إلا أشلاء أرصفة .. وأغلب السفن لاتستطيع الدخول إليه لأنه غير مهيأ لإستقبال الزوار .
.
.
ميناء الذل ..
لازال هذا الميناء يغص بطوابير من السفن المحملة بأكياس الخضوع والإنكسار في ظل عدم ترحيب الجميع
بما تحمله تلك السفن .. فهم يرون ان بالإمكان أفضل مما يكون .. وكلما استقبلوا سفينة وفرغت مالديها من
إذلال يطلبون من قائدها أن تكون الحمولة أخف وطأة في المرة القادمة .. وينصحونه بالمرور على مايجري
في جنين وبيت لحم .. ليكون أكثر إلماما بما يجري .
.
.
ميناء الحلم ..
لم يستقبل هذا الميناء أية سفن خلال فترة إنشائه سوى سفينة واحدة لم تجد لخزانها ما يجعلها قادرة على
خوض غمار الأمواج العاتية .. فهي حزينة بملء الحلم الذي يسكنها ..
وغريبة بحجم مأساة الحقيقة .
.
.
.
الســـــيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 809
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الفصول ~
__________________________________________________ _
فصل الشتاء
لقد أدى تساقط الأمطار الغزيرة إلى إرتفاع في درجة حرارة اللهفة بين المواطنين ..مما أدى إلى ظهور علاقات حميمية جعلت الجميع ينعم بالدفء المتعرج نهارا والمستقيم ليلا ..وكذلك لاحظنا أن
تصريف مياه الأمطار لم يكن بالشكل المطلوب مما أثار حفيظة المواطنين .. وجعل المدن تسبح في برك مائية طوال هذا الفصل .. مما أدى إلى إنزلاق البعض في شوارع الغربة متمددا على رصيف أسود .. أرهقه إنتظار من يساعده بالنهوض ..ولازال البرد يداعب البعض بأريحية تامة .. وهم يتمرجحون على مقصلة العمر .. وقد سارت الأمور الأسرية في هذا الفصل كما يجب .. من حيث الإنضباط التكتيكي للعواطف .. والترفيه المحبط للآمال .. والغذاء المقنن بعدس صباحي مسائي للحفاظ على درجة الحرارة مرتفعة .
فصل الربيع
في هذا الفصل بدأت الزهور بالإنفتاح المبرمج بقدرة الكريم الودود .. وتعاطفت الورود كثيرا مع الفقراء .. وأصبح الشعراء لاحديث لهم إلا الورد .. ومايسببه تزاحم الجميع لإقتطافه ..
وأمسى الورد يعيش غربة قسرية رغما عنه .. وذلك بتصرفات خارجة عن إطار العقل تمت من قبل بعض المتسلقين عاطفيا .. الذين سببوا له تلعثم وقتي لم يفق منه حتى الآن .. ولازال حديث الورد يسير بنفس الروتين الممل .. رائحة فارهة .. وأشواك مبللة بالشوق ... وإنكسارات للخاطر في كل مره ... وأصبح الجميع يتفنن في شم الورود .. مما أدى إلى ولوج البعض لمستشفى الأمراض الوردية لتلقي العلاج اللازم .. وقد سارت الأمور بأريحية تامة من حيث تبادل الورود المزيفة مساءا .. والمكهربة نهارا ... واستمر الورد يعيش مكهربا بغربة لفظته خارج التاريخ ليصبح رواية وردية بلا ألوان ... وبلا رائحة .
فصل الصيف
بدأت درجة الحرارة في الإرتفاع ... مما أدى إلى غليان الجميع ودخولهم إلى مستنقعات الغربة
والسباحة بها لتخفيف درجة الحرارة .. وأصبح الجميع يسيرون بالقليل من الملابس .. وبعضهم بلا ملابس .. وذلك لتتم اللفحات الهوائية على أعلى مستوى لها ... تخفيفا لدرجة حرارة الجو ..
ولازالت العلاقات العاطفية تتم على نحو جيد .. فحرارة النبض مرتفعة .. والإتصالات تتم بشكل جيد في المناطق الساحلية لرطوبة المشاعر العالية .. ولازالت شهية الغربة مفتوحة لإلتهام المزيد من الطعام في ظل إنشغال الجميع بترقيع مايمكن ترقيعه .. وأصبح الوطن فاكهة صيفية لها مذاق يختلف عن جميع الفواكه المستوردة .
فصل الخريف
لم تزل الريح في هذا الفصل تمارس هوايتها المعتادة ... بكل أناقة هوجاء .. ولم تفلح توقعات الفلكيين الخبراء في تحديد إتجاه الإرهاب القادم من الرياح العاتية .. وقد تمكنت الريح من زراعة الخوف في عمق لهفة الجميع بمستقبل آمن وسلام يرضخ للمنطق المنكسر .. وقد تساقطت جميع أوراق الأشجار .. ولفظتها الريح خارج مدارات الحلم .. ولم يتم العثور عليها حتى الآن .. ولازالت هناك شجرة قابعة تحت لواء الشمس تنتظر الهدوء لتتم برمجة الأمل بحنكة .. ليستمر الحديث بفوضى السلام على طراز يرضي الجميع ... وقد حفل هذا الفصل بالعديد من الأستراتيجيات القصيرة المدى .. حيث رأتها الريح على مرمى أمل .. وأنكسرت جميعها بأناقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا .
.
.
.
الســـــيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 02:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 810
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارةالأشياء ~
__________________________________________________ _
شيء واحد ..
هو ذلك القلب الذي لن ولم ولا .. يقع أبدا تحت طائلة دولاب العقل المشبوه ..!!
أنه هو لا أحد سواه يستطيع أن يمرغ أنف الثواني تحت وطأة الشوق وعلى مرأى من حنين قديم ..!!
شيء قديم ...
ذكرى لازالت تترنح على سرير ذلك المبنى الذي تسكنه اللهفة .. وعلى ذلك الموقد الذي لم يشأ أن يصنع لنا قهوة نحتسيها لتساعدنا على قضاء ليل أبيض ... بجوار شاشة صغيرة لم يفلح المهندسون في إصلاحها ذات شوق ... وكأن الأقدار تتجه بنا نحو هاوية السّكر ومرارة الفقد اللعين ..!!
شيء لعين ..
أن تصنع منك شبحا .. وأنت بكل طاقمك مجرد أنسان تحب أن تكون الوحيد فقط .. وتصبح جماجم أحلامك مجرد كسور في زجاجة الوقت بينك وبين من تحب .. وتسير وتسير ليقطر الحنين من فوهة قلبك شاهد إثبات على محبتك .. وعهدك الذي تحاول أن تتنصل منه ولاتستطيع ... لأنك أنسان يحمل الهمّ بكف .. ويحمل بالأخرى نقش أثري من عهد اللقاء الأبيض ..!!
شيء أبيض ..
هي ذاتك الرائعة .. التي تتنصل من مسؤولياتها المزدوجة لتكون هي الأولى في كنف تحقيق حلمها القديم المتجدد .. كورقة توت .. سقطت من الريح .. لتحترق .. وتعود .. حلما أيقظه العمر على طاولة العمر الإفتراضي المتبقي ..!!
شيء متبقي ..
تذكرة حب .. لازلت أحتفظ بها .. من بقايا عطرك .. الذي شربته .. خوفا من أن يشمه الآخرون ويستمتعون به بدلا عني .. نعم لقد شربته ذات مساء مخملي حزين ... وأنا أنفض غبار أوردت/ ـي/ ــك وأبقيت أوراقه أمام عيني كتذكرة رحيل .. أو حب .. أو فقد .. أو حزن ..!!
شيء حزين ..
أن يشرب الآخرون من نفس منهلي .. وهم لم يتكبدوا خسائر فادحة كتلك البيضاء النقية .. الحسناء الرائعة المظهر .. المخملية الجوهر .. تلك التي كانت كثعبان الجوع الذي ينتظر الفقارى على باب المائدة .. وهم في كل الحالات فقارى ... !!
شيء فقير ..
هو ذلك الغني المترف ... الذي لايجد بين عروقه ما يستحق وجوده على قشرة الكرة الأرضية ..!!
شيء أرضي ..
هو ينبوع العهد .. وقلعة الوفاء .. التي لم ولن تجف ... في ظل تراكم زبانية الحياة .. وتزاحم أرباب الشر على باب وطني الحبيب ..!!
شيء حبيب ..
أنت لاغيرك .. وإن لم يكن عهد الصباح .. أدهى مني .. فأنت أدهى وأرق أنثى عرفها قلبي ..!!
شيء قلبي ..
هو شيء واحد فقط ... ( أحبك ) ...!!
.
.
.
الســــيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 02:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 811
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الزوايا ~
__________________________________________________ _
<< زاوية حادة >>
تتربص بكل انسيابية لما آل إليه الحلم الرابض على شجرة توت متجذرة ..
تتأمل مصادقية الرمل في مداعبة أهداب الماء بتلقائية ..
تحيط الكون بحركة دؤوبة .. لئلا تفلت النجمات من بين أحداقها ..
توزع عدسات لاصقة لأطفال الحلم ..
تعيد الصياح مرات ومرات .. لكتابة الصوت بأحدث طرق زراعة الحلم ..!!
<< زاوية الغياب >>
مسكينة هادئة .. لاظهر لها ولا بطن .. لهاأيدي .. تكتب الغياب ذاتا ملّت التباهي بأضلاع قوية ..
أضلاع حقيقتها هشة .. كخيوط رغبتها في الحياة ..
تصدر أصواتا مختلفة .. جميعها تحتفل بالغياب وتنصبه ملكا لقارة القدر ..
تنعم بدفء الوجع .. وحرارة الأمل ..
تلوذ بالفرار عند سماع أخبار غير سارة .. وكأنها خارج إطار الزمن ..
عندما بكت لغياب أحدهم ... رجع آخرون ليعلنوا العصيان عليها ... ويسجلوا محاضر الغياب بأيدي قاسية .. لتبقى وحيدة في زمن أصبح الغياب سمته النازية ..!!
<< زاوية منفرجة >>
هذه مصيبة ..!!
تقدم التفاح الأحمر .. بأيدي طفلة ... ودهاء عجوز ..
طبقها اليومي .. أصبح سرا يسمح بإذاعته في جميع قنوات الشوق .. فهي أشهر من بوووش
وادنى من حرف .. آنيتها المعشوشبة ... كتب في آخرها ( صنع محليا / بمساعدة جمعية حماية حقوق الألوان / دولة الغباء ) ..!!
<< زاوية الذل >>
متينة .. قوية .. من جودتها دائما متناثرة ..
تأبى الرضوخ لأوامر العزّة .. وأنهار الصمود .. وجبال القوة ..
لاتتحدث فهي تستمع فقط .. لأرتال الغبن .. وزمهرير القهر ..
تأكل الوقت .. وتثقبه ... حتى أتسعت الساعات المصنوعة حديثا لتصبح موضة .. للنظر إلى الوقت
بما يتوافق مع زاوية الذل ..!!
<< زاوية قائمة >>
أكثر الزوايا إهتزازا ..
فهي قائمة على رجل من نار .. والأخرى في مهب الإستعمار ..
تكره الغزاة .. وتحب الحياة ..
تدوس الورد للحصول على ثمرة نضجت منذ دهر ..
ترافق الصغار إلى نشيد الصباح .. وتتركهم لعبث الطوفان الأحمر ..
تسامر الرعب ... وتئن لمنظر الدماء على قارعة الطهارة ..
إنها زاوية عربية 100% ...!!
<< زاوية الأنا >>
جديرة بالإهتمام ..
عبثية الخطى .. ملتوية القرارت ... دائما ماتجد الحلم قريبا منها .. تركل المصباح في طريقها إليه .. فتظلم دنياها .. لتضيع مرة أخرى .. في غياهب الحقد .. وأنين السواد ..
لم تجد من يساندها في وجه الريح .. وأعاصير الظروف .. لإنها كانت ولازالت تنظر في مرآة الحياة لنفسها ... كطاووس مله النظر إليه ..!!
<< زاويتان متكاملتان >>
تشكلان / 180 / خيبة ...
متزامنتا الوفاء ... وأحقية الكذب ..
الأولى أتعبها العرف الذي يمثل لها رمز التاريخ .. وبقاء الحقائق ..
والأخرى أضناها السير لحضور حفل توزيع الرغيف على المحتاجين في فناء الكرملن ..
متماسكتان بأيد أرهقها البحث عن سرقة محترمة ...
في زمن أصبحت فيه السرقات العظمى .. هي من تتم علنا وعلى مرأى من أهل الدار ..!!
<< زاوية النوم >>
هي أنثى .. بيد مالكها الأحمر .. والسعيد من دخل بها .. لينام مثل من فيها .. وليقتبس منها بعض أحلام اليقظة الغبية .. في عصر إختلفت فيه معايير الحلم ..
لاتأبه .. بالسيطرة على أطرافها ... فهي تغص في نوم عميق ... فمن يمزق يمزق .. ومن يحرق أنفها فلا يهمها سوى أن تقوم إلى مغسلة المؤتمرات ... لتغسل وجهها نوما .. وتعود ...!!
<< زاويتان متتامتان >>
بينهما تسعين وجه ... وربما أكثر ..
تستعيران الطموح .. وفوضى الحياة ..وأمطار التجني .. وأغلفة الروح ..
أنيقتان بالشكل الذي يبهر كل مستقيمات الفراغ الثلاثي ..
أهلكهما الشوق .. في ليلة حزن ماطرة .. ليشكلا شوقا آخر يمتد تفاحا .. وعبثا طفوليا لا أحبذه ..!!
<< زاوية الرجل >>
هي إمرأة تعرف الكثير .. وتنير الزوايا بحثا وعلما ... وحنينا سرمدي الملامح .. فوضوي الخطى ..
يعصرهاالخوف .. والغياب .. وتمتثل لأوامر السيد بكل حنان عرفته مواثيق الغرام ..
تتكبد العنا .. وجفاف المسافات .. لتنير طريقا أعمى .. لسالكه المسكين .. ذلك الرجل الحلم .. على مرمى حب ..!!
.
.
.
الســيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 812
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة البريد ~
__________________________________________________ _
بريد المطر ..
لقد وصل إلى بريد المطر سيدي .. ألوف الرسائل المتقاطرة .. مسرعة الخطى .. مرتبكة اللغة .. متناهية الصغر .. فهي أكبر من فجيعة .. و أصغر من نبضة ... واقفة بشوق وأمل .. تنـحـ/ت ــر على ساحل من نار .. لايصل إليها سوى قوقعة من حرمان .. تتألم بردا .. وضجيجا .. فأمواج النار سيدي لاترحم حين يكون البحر أنثى ..!!
بريد الأم ..
الله ياسيدي لو تعلم عن عدد الرسائل التي وصلت إلى الأم .. كثيرة بحجم تلك الأنثى المهيبة .. التي يقف لها أعظم الرجال طوعا بين يديها .. تلك الأنثى التي وهبتنا جميعا طعم الحياة .. وسر النجاح .. فقد قالت لي ذات مساء .. إن فشلت فهي تجربة .. وإن نجحت فأشكر الله .. نعم سيدي إنها أمي وأمك .. تلك الطاهرة البريئة .. التي لم تنم ذات برد وظلت تنير الطرق وتفتح الأحضان .. بل أبواب الأمل .. وطهر الماء .. إنها الآن تلك العجوز القابعة تحت ويل الذكريات .. وأنين الواقع .. وظلم الطرقات .. إنها هدية العمر .. وضماد البؤس والحرمان .. إنها كل الألوان .. كل الألوان .. إنها ياسيدي ...أنثى ..!!
بريد الوطن ..
ياسيدي ماذا أقول لك .. عن رسائل الأرض .. وأنين الأطفال .. وبكاء الرجال ..؟؟
هل تعلم سيدي ماذا يعني بكاء الرجال ..؟؟
إنها دمعة رجل .. تسقط غبنا وقهرا .. وذلا .. إنها دمعة تتكون من ماء وملح .. ولكن الماء حارق جارح .. والملح هو ذرات تتقاطر على بوابة من جرح .. في فناء الغربة ياسيدي ..!!
دمعة رجل .. وحريق وطن .. ونسيان وطن ..!! تجتمع في جوف رجل .. فتبكي الدنيا .. وتصيح الأمواج .. وتستعر النار .. وتتهافت الريح لتصنع من أوجه الرجال أحذية أمريكية الصنع سيدي ..!!
أين الأرض .. وأين نحن .. وماهو السؤال عندما تكون الإجابة العلنية ... هي إستباحة شرف أنثى ..!!
بريد الصباح ..
هنا ياسيدي .. لم تكن الرسائل سوى تمتمات عصافير .. تركلني وأنا على شرفة جرح .. أتلذذ بي حياً / ميتاً .. لا أبرح جرحي .. وهو ينزف .. ينزف بغزارة المطر .. فالفقد سهلا إن عرفناه .. ولكن الموت حيا على أعتاب شرح قضية لم تكتمل .. ولم تصل صوتا حرفا .. يأكله الحنين .. هو الجرح الحقيقي .. وهوقصر الفناء الذي لم يكتمل .. ولن يكتمل بناؤه إن كانت مهندسة البناء أنثى ..!!
بريد العيد ..
الله ,, الله ... ياسيدي لو نظرت إلى رسائل الأحباب .. في ليلة عيد / حب ماطرة .. إنها تلوي الأعناق .. وتأكل الأشواق .. وتبهج الأذواق .. فمن حبيب قديم .. رسالة شوق .. وعتاب .. ومن حبيبة مترنحة على أسارير اللهفة ... رسالة شوق دامية .. والكثير الكثير .. ولكن مالفت نظري أن الجميع لم يكتبوا رسالة من دمع للعراق .. وكأن الدنيا أنثى ..!!
بريد رجل ..
إنه ثري جدا سيدي .. بريده ممتلىء كوطنه الملىء بدموع الأيتام والأرامل .. كل الرسائل التي تصله من الشركات والبنوك .. ولم يصله رسالة حب من أنثى ..!! ومن هنا وصلت إلى أنه لايعيش الحب .. بل يشتريه .. كالكثير من حاجيات السوق .. وأنا متأكد أنه قد عقد صفقة أخيرة في ليلة عيد باذخة مع أنثى ..!!
بريد فقير ..
هنا ياسيدي العجب العجاب .. لم أجد إلا أربع رسائل واحدة من شركة الكهرباء وأخرى من شركة الإتصالات .. يطالبونه بتسديد الفواتير المتأخرة .. وعجبت أكثر حينما قرأت الرسالة الثالثة وهي من إدارة البريد بوزارة الغربة تطالبه بتسديد ثمن صندوق بريده .. وقد أصابتني الدهشة عندما قرأت الرسالة الرابعة والأخيرة .. وفيها /
أحبك .. ياملك الأرض .. ولكن عندما تشتري قطعة أرض وتبني لي فيلا فاخرة .. بها مسبح .. وحديقة ورد .. فأنا أريد أن أعيش وأتمتع بحياتي .. بكل أوقاتي .. وأريد أن أشتري كل شيء .. فأما أن تنفذ طلباتي .. أو إبعث بورقة طلاقي .. فمشاعري لاتحتمل هذه المعيشة... فأنا أنثى ..!!
بريد أنثى ..
هنا لم أجد سوى رسالة واحدة كتبت بدم من ورد .. وروح من مطر .. تقول /
أحبك ياكل العمر .. أحبك نهرا على ضفافه أعيش .. وبماءه أمطر .. وتمطر مسافاتي وعنائي .. فأنا لست بطاقة تأمين ضد الكسر .. ترفعينها بوجه الغرباء عني وعنك .. وإنما أنا ضد الكسر .. وضد عواصفك ورياحك الموسمية العابثة بأوردتي .. نعم أحبك .. ولكن لن أقبل أن تنتهي جلسة الدفاع بدون صوت المحامي .. فنبضي لم يزل .. وصوتي لم يصل .. وأنيني شبح من تعب .. يؤرقني يفزعني .. يباعدني عني .. فأجدك .. وأقبلك بين شفتين من غربة لم أصنعها بيدي .. بل صنعتها أنت ذات جبروت أنثى .. أحبها .. وأخافها .. وأعيشها فقدا .. وطغيانا .. ولازلت أعيش .. فأنا أنتي إن لم تعلمي .. فساعتك المترنحة على رصيف العمرتمضي .. وأنا لن أمضي بدونك .. أيتها الحبيبة .. فأنت سيفي .. ودرعي .. وخلية قلبي .. وأنت أجمل أنثى ..!!
بريد فاضي ..
عفوا سيدي .. إنه بريد وزارة الغربة .. بريدنا سيدي .. وتجري التحقيقات سيدي حاليا مع المتهمين بسرقة هذا البريد .. وهي عصابة .. تتكون من .. قلم / ورقة / صليب / ... أنثى ..!!
.
.
.
الســـيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 813
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الفقد ~
__________________________________________________ _
فقد قلب ..
مؤلم جدا ..
أن تفقد قلبك .. وتتلمس بين أضلاعك نبضة تشير إلى أنه مفقود حتى يمحنك الله عمرا آخر ..!!
مؤلم جدا ..
أن تطير بلا أجنحة .. وتحسس غيمة الإنتظار .. وتمطر .. بين يديك / غيمة إنتظار أخرى .. !!
مؤلم جدا ..
أن تقفز بين حقول الدهشة .. وتتلص السمع .. وتجد قلبك .. تحت أسوار الظلم ..
بقيود من عهد ..لم تصنه الريح .. ذات شتاء حزين ..!!
مؤلم جدا ..
أن تبكي وحيدا .. وبين أضلاعك ..
زفرة من حنين ..
وحلم من أوراق متكدسه ..
وصهيل من نبضه حائرة .. تعاني فقد قلب ..!!
فقد حلم ..
ليس كبيرا .. بحجم الكلمات .. بل أكبر .. وليس صادقا كدمعة طفل بل اصدق ..
فكيف ارثيه ذلك المتأصل نورا بين خفقاتي ..
وكيف أهديه مائي .. وهو نبضاتي .. وكيف أغسله بدمعي .. وهو نوني ..!!
لا أعلم كيف أفقدك على علم مني .. وبتأييد من واقعي ..
وبشهادة إعتراف أدلت بها كلماتي .. في محكمة العمر ..!!
أخبرني إن كنت قريب ..
والحقني ببعضك لأعيش ماتبقى مني لك ..
فأنت زاد النار .. ومنصة الحصار .. فهل للفقد بك مزار ..!!
أعطني عنوان الموت .. لأزورك رغما عن سكرات الحياة ..
وأعطني تذكرة الخمر .. لأعود عاقلا معتقلا أسوارك ..
وتحت أعتابك .. أبني ضريحا من ماء .. فلم نخلق سيدي للموت أحياء ..!!
فقد وطن ..
بماذا أقابلك .. يوم القاك .. في دار أخرى .. هل سأقبل ذرات ترابك ..
أم سأبكي غيابك .. حين حضنتك .. وهما.. حلما .. لم أرشف منه سوى خيباتي .. وعثراتي ..!!
أنني بك ولك .. وأنت فاقد مفقود ..
وهل للفقد أسباب سوى قدر يكتبه الله .. ونتحسسه واقعا بأيدي الخونة والدجالين ..!!
أين أنت .. ياحبيبي .. ياوطني ..
أريد أن أراك أجمل .. وأعمق .. وأطهر من دمعة حائرة
سقطت نهارا على كف عجوز تطلب منك منديلا من حنان .. !!
ياوطن الشرفاء .. أين أنت .. وأين هم ..
في زوايا من خوف .. ومن تأمل .. لما سيأتي .. من نار .. تحرقنا جميعا ..
كأجساد هاوية .. بعد أن أحرقتني بنبضي المتدفق نورا ونار ..!!
فقد حبيب ..
بحثت عنك .. بين أجندة المساء .. وبين تلابيب الغيم .. وحتى السماء .. فلم أجدك ...
ووجدت سربا من طيور .. تأخذني بكل لطف .. لك ..
لآثار نبضة .. لم أراها .. عينا تنظر ..
ولكنني أحسستها عينا تدمع .. وقلب يخضع .. وجبروت يسمع فيه خطوات الغياب..!!
أين أنت .. يانبضة من ماء ..
وقنديلا من سماء ..
وروحا من وفاء ..
وشعلة من لقاء ..!!
أين أنت .. يا سحر الكلمات ..
ياكلمات الكلمات ..
ياأنشودة الطهر ..
وياطفل الدنيا ..!!
فقدتك ورب محمد .. فقدتك أخا .. صديقا .. حبيبا ..
كنت أداعبه نهارا .. وأضحك بين كفيه ليلا ..!!
أين أنت .. أجبني .. !!
فقد أعياني .. زماني .. وتلاشت خطواتي ..
بين ركام الشوارع .. وبين أنين الطرقات .. وبين خداع الماره ..!!
ياحبيبي .. يا أخي .. ياصديقي .. يا أملي الضائع ..
يا روحي المتجذرة نبلا ..
أين رحلت .. ؟؟
وتركتني بلا عين .. وبلا قلب .. وبلا روح .. وبلا حبيب ..!!
فقد شرف ..
آآآآآآآه وآآآآآآآه ياأنثى العراق .. !!
لن أنساك .. ماحييت .. وما بقيت بي عروق ..
ومابقي من عمر .. لن أنساك ..!!
وأنا أعيشك .. وأحس بمرارة فقدك لشرفك ..
بين أوتار صوتي .. وبين خطواتي .. أينما رحلت ..!!
لن أنساك .. يامن لوثك الصليب ذات خيانة ..!!
لن أنساك وأنت تبكين تحت نخلة تشهد على فقدك لشرفك ..
وتتدلى منها شرفات من دمع .. لتواسيك .. بلا حيلة ..
في نهار أسود .. لاتحملين منه سوى روح الشمس ..!!
لن أنساك يا أنثى القمر ..
ويا تحفة العروبة ..
وياسليلة المجد ..
وياحفيدة المنصور ..!!
لن أنساك .. صوتا .. روحا .. حرفا ..
شرفا أريق على مائدة العروبة ..
بطبق من صليب ..
ينحرني كل يوم ..
وأضيع كل صباح .. وأتلاشى كل مساء ..
وتهذي وأهذي ..ماذا بعد الشرف ..!!
.
.
.
الســــيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 814
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الطَرق ~
__________________________________________________ _
طريق خاطئ
حيث لاأحد ..!!
أمسكت بسكين الوقار .. وأتلفت الخمول .. وعانقت المفاجأة ..
وسقط التفاح صريعاً .. بعد أن إكتشف أنه لها فقط ..!!
سلكت طريقاً خاطئاً .. وأنارت الوجود .. وأحرقت الفراش والأزهار ..
واستمرت سيرا على النبض ..
حتى وصلت إلى نهاية الطريق .. فوجدت سكيناً بلا تفاح ..!!
طريق الحزن
لايسلكه إلا القلوب النابضة .. في حفلة العمر ..!!
لايألفه سوى المتقدون .. المتحدون وجعا .. المتآخون فقدا .. المتمرسون قهرا .. المعذبون عنوة ..!!
طريق بائس .. معركته الثواني .. وسلاحه الذاكرة .. ودروعه الحلم ..!!
طريق له مداخل .. وليس له مخرج سوى صمت النبضات .. وجفاف الروح من ماء الوجود ..!!
طريق يرقص به العقل .. وتزمر به الفوضى .. وتعيد ترتيبه الدقائق ..!!
إنه طريق التعب ..!!
طريق شائك
ويمضي صابرا .. غريبا .. وفي أسفل قدميه أشواك من ذاكرة ..
تخترق مسامات الأوردة حرقةً ووجعاً ..
لتنزف الأقدام .. الأحلام .. دمعاً يحمل سياط اللهفة .. وتعب الشوق ..
ليسقط على جنبات الطريق .. وترتفع من أثره غيمة من دخان ..
تعلن بكل جبروت .. حريق حلم .. في طريق شائك بالذاكرة ..!!
طريق مائي
وتأتي على هزيم الرعد .. وأنواء البروق ..
تأتي كطفلة .. مثيرة للربيع .. للمطر .. فيتساقط على خصلات شعرها ..
ليعيد ترتيبها .. ويعيد شهوتها للركض .. بين طرقات العمر .. ورخام الوجع ..!!
تأتي كسيدة اربعينية .. لتنظر في غيم الحياة ..
وتعيد ترتيب أجندة أولولياتها .. وترحل بهدوء الكبار ..
وفي نفسها كثير من شوق .. وقليل من دفء ..!!
تأتي كأبنة العشرين ربيعاً .. لتهطل بكل ذكاء وتموج .. في حضن الطين ..
وتتلاعب بالغيم .. وتتسامر مع دهشة العاشقين .. وتتركهم وترحل ..!!
،،
،
تأتي دائما .. وتبقى روحها في الماء .. وجسدها في الهواء ..!!
طريق السماء
وحيداً .. في فضاء لايعرفه .. ولكنه سعيد جدا .. بما يراه من هدوء ..
فجناحيه تحلق وتحلق .. بلا هواده .. وعيناه لاتنظر سوى لطريق السماء ..
فألف الوحدة .. وألف الغياب ..
حتى بات .. يصطدم بغيمات الذاكرة ..
ليتساقط منه .. نجوما تضيء مسارات الروح .. وأجندة الفقد ..
فيبكي .. وبكاءه وقوده .. وأنينه أنزيما للصبر ..
فيمضي وحيدا .. وينقش على طريق السماء .. أنشودة الغياب ..!!
طريق مظلم
وتأتي خطواته كضربة موجعة تهتك شريان الطريق ..
فتئن الخطى .. وتضطرب البصيرة ..
ويتمادى الغياب خانقا لكل ماتبقى من حلم ..
لكل ماتبقى من نبضة فرح .. أبت إلا أن تحلم وتحلم ..
علها تجد نفسها بعد أن توارت حزنا ..
لايشبهه سوى طريق مظلم ..!!
طريق ملوّن
كثير من الأقنعة تغطيه .. وكثير من الألوان تلبسه ..
فالصباح له لون .. والمساء له لون .. ومابينهما لون آخر ..!!
فهنيئا لك سيدة الألوان ... بإطفالك الذين يلحقون بك ..!!
فلست أنا سوى سيف من الشجاعة .. ولمعتي هي الروح والروح فقط ..!!
وسأضرب ألوانك بسيف الروح ..
فلا أملك سواه ..
ولا أملك ألوانك .. وأطيافك ياحبيبتي الملونة ..!!
طريق الحب
طريق من لايمشيه .. لايعرف المشي ..!!
ومن لايحاول أن يخطوه .. سيظل يحبو على بابه حتى الم ..!!
مبهج .. مثير.. جرئ .. لا يكل من قدح زناد الدمع .. في عين الواقع ..!!
شبابيكه من شوق .. وابوابه من حنين .. وأثاثه العطاء .. والعطاء فقط ..!!
يسكنه الأنقياء .. ويرفضه شوائب البشر ..
يحب الشمس .. ويستهويه القمر .. وكأنه طريق بلا عودة .. وهو كذلك ..!!
طريق الوطن
يالهذا الطريق ..!!
لم أجده على واقعي .. ولم أجده على مرآب الوقت ..!!
ووجدته على طاولة الأحلام .. يقفز ليدهشني ويختفي بين أضلعي .. نورا .. بل نار ..!!
وجدته طفلا يبكي .. على ممرّ الاعياء .. دموعه ماؤه .. ومناديله أحلامه ..!!
وجدته رجلا يئن .. وشيخا أعياه القهر .. وأنثى سلب شرفها ..!!
وجدته في عيني .. يمنعني من النوم .. ويذيقها مرارة الفقد ونكهة موت الحلم ..!!
وجدته طائرا أبيض .. يسرقني من وجعي .. ويطير ويطير ..
والقناصة في أثرنا .. لاحلم لهم .. ولا عقل لهم .. ولا وطن لهم ..!!
فأين أنت .. ياطريق الوطن ..!!
هل أنت تعرفني .. وأنا أجهلك ..؟
هل أنت تعذبني نكالا .. ؟؟
هل تريد الروح ..؟؟
هل تريد الماء ..؟؟
ماذا تريد ..؟؟
أخبرني ... وسآتيك كلي .. أنا وروحي وماء الحياة ..!!
.
.
.
الســـيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 815
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الأركان ~
__________________________________________________ _
ركن المقهى ..
صباح مشرق .. ونسمة حب أنيقة تطوف بأرجاء المقهى العتيق .. وفي ركنه الأيسر .. تضع يديها على يديه .. وشحنات حنين متقد تجذبهما في هدوء .. لم يشعرا بأحد من حولهما .. فهما في عالم الأرواح .. ولم يتبق منهم أمامنا سوى الأجساد ..
نظراتهما لبعض يسوقها الحمام أحلاماً وأغاني .. ولقاؤهما يخيم عليه عبير الشوق وقطرات من ماء الحياة الأزلي .. وكأنهما تحت عازل من الحب وخمر الكلمات تتسرب من شفتيهما .. وتفاحة القدر تتدلى عليهما بأناقة باردة .. وخجل عفيف ..
تابعتهما من بعيد .. مهنئاً غربتهم المثمرة في عالم الجسد .. في الركن القصي الذي جمعهم أمام الجميع .. وبعيدا عن الجميع .. ولم أرغب أن أعكر صفو المطر .. وإلا لتقدمت إليهما بسكين الحياة .. لإلتهام التفاحة ..
ركن الفقد ..
الإضاءة نار .. متجهة نحو شرايين المارة .. في شارع كبير .. وتأتي حبال الذكرى بخيلاء الأقوياء .. وتقيد المارة .. وتصلبهم بالنظر إلى ركن يسرق الحياة .. ليبثها في ركن الفقد .. ليعيش الأحبه بحياة المارة .. ويموت المارة .. وهم بلا حراك .. مقيدون بحبال الذكريات .. في ركن غير مقيد بمكان .. ولا زمان .. فهو في كل البلاد .. في البحر واليابسة .. في نهار الليل .. وليل النهار .. تحت لحاف الوجد .. وفوق وسائد الغياب .. بين الحروف .. وبين الكلام .. بداخل الشمع .. والشريان .. وخارج الدمع والهذيان ..
إنه الفقد وركنه الثابت كشجرة شريان .. تبث في الطين سخرية الحياة .. وحياة السخرية ..
ركن القاعة ..
وصلت إلى قصر الثقافة الملكي ( وكأن الثقافة أيضا تحتاج إلى تضخيمها بتاج الملك ) .. عند الساعة السابعة مساءً .. وظننت أنني تأخرت وأنا أسابق الريح لأصل أولاً في نشوة تختلف .. وكأنني على موعد مع الدمع .. في حفل تأبين الحياة ..وصلت وذهلت .. فالقاعة التي تتسع لأكثر من 2500 شخص ملئت تماماً .. إلا الأطراف اليسرى العليا .. وبقي منها بضع كراسي وكأنها فرحة مستبشرة وكأن الورد يسكنها .. أقتربت إليها وبلا شعور جلست في الركن .. وكأنني غريب .. وأنا كذلك ..
وما أن انتظرت قليلا حتى عجت القاعة بالأنفاس الحارة .. وامتلئت عن بكرة أبيها وكل عائلتها الملكية ..
ومضت الثواني ببطء .. وكأن الوقت يحارب الحضور بعنف .. وهو يبتسم لهم قائلا .. سأتعبكم حتى يحين موعد نزول القمر .. وبعد أن أثخنت الجميع عقارب الوقت ..جاء موعد الموت والحياة سوية .. في قمر طيني .. أنيق .. متعب الخطى .. وإذا بالجميع يقف في ثورة منظمة من التصفيق المتواصل لقمر المكان ( محمود درويش ) الذي أضاء القاعة بشمس روحه الطاهرة .. وبدأ بإطلاق الكلمات واقفاً على أنغام العود الأصيل .. كشجرة نخيل باسقة .. رطبها لذيذ وموجع في آن .. فجزيئاته تحمل السكر والبارود .. والماء والنار ..
ومضى الوقت بلا وقت .. وكانت دموع البعض تغالبهم وهو يطعنهم بخنجر من الماس .. حيث ختم طعناته وفصوله بقوله ( عراق .. عراق .. عراق ..) ..
ووقف الجميع يودعه وداع الروح .. وكأن الإحتفال كان إحتفالاً بإستمرار حياة الموت .. والدمع هو المتساقط الوحيد من شمع الأرواح الدافئ .. وأحسست حينها بأن الكل غريب .. وما أنا إلا رقم من قائمة الغربة الطويلة .. وروح واحدة سقطت دموعها في ركن القاعة ..
ركن الفوضى ..
هنا ..تختلط الأولويات بالمصالح .. بالرفض بالعنف .. وكأنما الماء يتجذر النار .. ويتفقان على تأسيس كرسي لهذا الركن .. ما أن يجلس عليه أحدهم .. حتى تجده عارياً من كل شيء حتى حقه بإستئناف العودة لأي ركن آخر ..
وتجد أحدهم يجلس ويتم تحريكه كقطعة شطرنج جامدة .. فيتجه نحو الظلام ومن ثم إلى الندم .. وفق رغبات مدير هذا الركن الذي يهدد الجميع بالسيف الأمريكي والدرع العربي .. والدماء المهجنة ..
فسحقاً ياركن الضياع .. ياركن الموت بعد الموت .. ياركن توالي الطعنات .. ياركن الذل وإمتهان البشر .. سحقاً ياركن بلا غاية .. ياركن بلا هوية .. ياركن الإنصياع تحت أشعة التغيير المنبثقة من شمس الصليب .. إلى جلود لم تعهد سوى الشمس .. ولكنها شمس الحرية ..
ركن البهو ..
ذات مساء فاخر .. يتمايل بنسمات باردة .. تباعدت الخطى بين الحلم وحقيقته الصفرية .. التي أذهلتني .. حين بدأ ذلك ( اليهودي ) بإلقاء التحية .. من خلال كلمات لم أفهم منها شيئاً .. ولم أفهم سوى حركة يده التي توحي بإلقاء السلام .. السلام الموبوء .. سلام الشيطان .. أو لنقل سلام بلا حمام ..
صدمت بعاصفة من الأسى حملت أشلاء الحلم لترتطم بأفكاري وواقعي المثير .. المرير .. وأندهشت .. ولم أفق من دهشتي إلا حين كرر ذلك الرجل تلك الجملة .. وأتبعها بجمل أخرى لم افهمها .. ولكنني أشرت بيدي .. وابتسمت .. كرد لتحيته .. تلك الإبتسامة التي لم يمر بحياتي أصعب منها .. ولن يمر ..
تلم الإبتسامة التي أحسست بأنها وأدت حلما .. وأسرفت البذخ في طعنات متوالية لروح هائمة .. غائمة .. عاودت الموت بركن البهو .. وحيدة بلا أجنحة ..
ركن السوق ..
سوق ملئ بالأشياء .. الثمينة تاريخياً .. الرخيصة عالمياً .. في أحد أركانه الكثيرة .. لم يلفت إنتباهي سوى نحيب ذلك العجوز المتواصل بملابسه المتسخة طهراً وألماً .. ويمر من حوله الماره وكأنهم لايرون شيئاً .. ولايسمعون سوى صوت (ديك تشيني) حين قال : أن المعركة ضد الإرهاب متواصلة وغير محددة بمكان أو زمان ..
وقفت أتأمل ذلك العجوز .. وتقدمت نحوه .. وحادثته .. ولم يجبني .. وأشار بيده إلى الممر الضيق المجاور لركنه .. وتقدمت بجانبه لرى ماذا يقصد .. فإذا بي أمام ممر منحدر بدرج إلى الأسفل على جوانبها ثلاثة أطفال وإمراة .. فرجعت إليه ( ....................) وعرفت أنه عراقي الجنسية عربي الهوية .. ومضيت في طريقي وأنا أقول أن هذا الركن هو ركن الحاضر الذي يجب أن نراه .. لنرى القادم بكل وضوح وإرادة .. في زمن اللاوضوح ..
الركن الهادئ ..
هوالركن المشاغب .. فجميع المشاعر .. تعيش الثورة بكامل أجندتها .. وإن جلس فيه الكثير .. في مقهى الحياة .. والتزموا بالهدوء جسدا .. فالعكس هو الصحيح .. فالماء في حالة غليان داخلي .. لايشعر به سواه .. والنار تضطرم جوعاً لأكل ماتبقى من صبر .. والذكرى تطوف الأرجاء وتقدم القهوة السمراء .. وتقدم الحياة لمن رحلوا بصمت .. ومن رحلوا بلا صمت .. وتزرع الموت لمن بقي بالركن الهادئ .. وكل الأركان ..
فهنيئا .. لمن يعيش بلا ركن .. فكل الأركان تشير إلى الغربة .. وإلى وحدة النبض .. وإن بدت الحياة أكثر عطفاً في ابتسامة طفل .. فهي أشد إيلاماً في دمعة رجل ..
.
.
.
الســــيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 816
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة القصور ~
__________________________________________________ _
قصّر الغياب
قديم .. كبير .. لايسكنه سوى نبضات الغربة ..
شرفاته اللهفة .. وبلاطه الوجد .. وستائره العزّة .. وموقده الحنين ..!!
تعبث الرياح بأناقته الفارهة .. فيتسامى الغبار .. على أركانه .. وبين ممراته .. !!
كتبت له .. وبه .. فجاء الرد قاسيا .. ( نبضاتك هنا .. وروحك هنا .. فلاتكن بلا روح ) ..!!
قصّر الموت
لن أنساك ياصديقي وحبيبي .. لن أنساك ..!!
لن أنساك في لهيب الوقت .. وعراك الثواني .. لن أنساك وإن رحلت إلى قصر الحياة .. وتركتني في قصر الموت ..!!
رحلت الروح عنك .. ولكنني أعيشها قسراً .. وصبراً .. وحنيناً .. !!
حنيناً يدفعني إلـ يّـ ـك .. إلى أيام الطهر والبراءة .. إلى الصدق بكامل هيئته .. إلى حديث القلب .. وما أصدق من حديث القلب سوى القلب ..!!
لن أنساك .. ورب البحر والنور .. يا نور الكلمات .. وأنين المفردات .. لن أنساك ..!!
لن أنساك شعراً .. حبراً .. وهجاً .. يصفف أنامل الواقع .. لأعيشـ ك ـه ..!!
لن أنسااااااااك في قصر الحياة .. فهل ستنساني في قصر الموت .. حتما .. لا ..!!
ولكن متى سأعيش بجوارك في قصر الحياة ..!!
قصَر ملكي
هو قصر بلا ملوك .. يلوكه الغبار .. وتعبث به الريح ..
نوافذه من نار .. وابوابه من ماء ..
ورخامه صفَ بطريقة تفتقد للأناقة ولكنها تمتلك الفخامة ..
بات حديث الأشباح .. وممراً لقهقة المسافرين ..
سكنه آخر العظماء ورحل .. وترك إزميلا وورقة .. !
كتب عليها بدم الحلم : إكسر صمتك .. وبلل الممرات الملكية ..
بالدمع بالماء باي شيء يوحي بالحياة ..
فلا حياة بلا دمع ولا حياة بلا ماء ..!
قصَر الحزن
يعرفه الكثير .. ويسكنه الكثير .. ولا يكنسه سواي ..!
ألونه صباحا بالبياض .. وأجده بعد غروب الشمس يتثنى سواداً .. ويئن خضوعا لمقصلة الحلم ..!
لايعترف بالفرح .. وإن طرقته بسمة إبتسم وغرد وقال : لم اخلق لك ايتها الحسناء ..!
هو قصر البسطاء .. وكربة الروح ..!
هو شتاء مرير في مدينة راقصة .. هو راقص بلا راقصة ..
فعروق ساكنيه تجيد الإلتواء والتثني كيفما شاءت الأقدار ..
عبثا يرقصون .. حزنا يهتفون ..
أغانيهم تلبس الصمت ..
بعد ان فقدوا حلوقهم .. في نداء الروح ..!
قصر الأحلام
أجمل القصور وأغلاها .. أعمدته من نور .. وسقفه السحاب .. وأرضه الثقة ..!
يزوره كل العشَاق .. يتألم من يفارقه .. ويتأمل من يهواه أن يبقى له الوطن ..!
لايعترف سوى بالقانعين .. وعاشقي المستحيل ..!
إضاءته مطر .. وتأثيثه تم بأجمل غيمة عابرة ..
ألوانه زرقاء .. وابوابه العروق .. وسقفه التجرد من سياط الواقع .. وعبث الليل ..!
يلعب بالجميع لعبة لم يفهمها أحد .. فالجميع يخسر ..
والجميع في ساحة القصر صرعى ..إلا من حلم جديد ..
وغرفة أخرى في قصر الأحلام الفضفاض ..!
قصَر الرضا
تجولت بين ممراته وسيجارتي تحملني ..!
وجدت الأشياء كما هي .. لم ولن تتغير .. باءت آخر محاولاتي باليأس ..!
لاتسكنه الفوضى .. فهو يعيد ترتيب الكل ولا يقبض الثمن إلا دمعاً ..!
أجنحته بالية .. تليق بغريب الروح .. وغريب الوطن .. ولا تليق بوطن الغربة ..!
اثاثه غصة .. جدرانه رمادية اللون .. لامجال للأخضر ولا مكان لأي زرقة طائشة ..!
اسكنه كثيرا .. وابكي بين اروقته .. حتى يستحيل الملح رماداً تنثره الأحلام في عين الدروب ..!
.
.
.
الســيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
~ الروح ~ الرقم / 817
~ وزارة الغــربة ~ التاريخ/ سقط سهواً
~ إدارة الإتجاهات ~
__________________________________________________ _
إتجاه روح
مطر .. سماء .. أجنحة .. بوصلة
وإتجاه متفرد لاخيار فيه .. كل المسارب تؤدي إليه
ورحلة لاتكترث بأبواق الريح وعنتريات الوجود ..
سفر مختلف .. لايشبه الحياة .. ولا يرتب الأوراق
يعيث جمالا ويتمادى غيا .. سافرا ساهرا على أهبة ماااء ..
أعراف الظروف والإعتيادية ليس لها مكان ولا زمان ..
هي روح تسير بحكمة الحب .. وتتناغم مع دستور الغيم
من أولوياتها زرع الحنين .. رجمَ الغياب ..
نقش عليها : روح آيلة للموت الحيَ ..!
إتجاه خاطيء
إختيارات مفتوحة على باب العمر ..
و إتجاه خاطيء حق العودة منه عدم الإقدام أكثر ..
فمعرفة الخطأ هي خط الرجعة إلى تأثيث ماقد كسرته الخطى ..
وقد لايجبر الكسر ولكنه يبقى حبيس الذاكرة في ملفات الكتمان ..
وتعود منه رائحة الحلم ممزقة .. لايمكن تفاديها في ورقة الأيام ..
كثيرا ما أثقلني .. وكثيرا ماأفرغت أحماله للعقل ..
وأجدني بلا خيار حين يكون الإتجاه صمتا في قلب الذكريات المتماسكة ..!
إتجاه صحيح
علم الإحتمالات قدَم أوراق إعتماده سفيرا لهذا الإتجاه لدى العامة ..
أما الخاصة .. فقرارات العلم مؤرقة ومحزنة في آن ..
فالعامة وإن كانوا يملكون القاعدة المعلوماتية للإختيار ولكنهم يفتقدون
للأهواء الخاصة التي تسيَر تلك القرارات ..
بمعنى آخر ..
كن وطنا تكن مخطئا ..
كن وطنيا تكن صائبا ..
ومابين الأثنين فرق سوى يااااء الأخير من الحروف التي باءت في زمن الدولار
حرف يعتل به وليس حرف عله ..!
لهذا فعلى جميع المسافرين على هذا الإتجاه ربط أحزمة القدر .. تحسبا لأي طاريء
على متن طائرة الإحتمالات المرهقة نبضا والمتسامية حبرا على ورق ..!
إتجاه معاكس
يعرفه المشاكس .. الذي نسجته ذات ليل على أرفرف الهزيمة ..
يألفني وأمرره على أروقة الدهاء ليستحيل الوجه السابع للنرد ..
ذلك الوجه الذي كتبته الأنثى على دمعتها عند إغتيال الوطن ..!
هو متعدد الخيارات .. لايسلكه الغباء .. ولا يعترف به سوى المجانين
في عصر العولمة الغبية ..!
لهذا على جميع المشاكسين قلب الطاولة فهناك يقبع الإتجاه المعاكس
عند حدوث أي إضطرابات مفاجئة على مقهى الحقيقة ..!
إتجاه الغياب
تذكرته رخيصة جدا في عالم الأرواح المتناسخة ..
وغالية جدا في عالم الماديات ..
يتأبط الدستور المتوقع للقدر .. ويتأمل الرجوع بثلاثة اعين ..
ولكنه لايعلم أنه فقد عينه الثانية واستبدلها بعينين من السواد ..
لاتضيء في ليلة مطر .. ولا تبكي على غصن الحلم ..
يسكنه الكثير .. ويألفه الكثير .. ويكرهه الكثير
أنا الأخير .. لا أحب سكناه الآن .. فما زلت ميتا في عين الحياة
أتمنى زيارته في أقرب فرصه للحياة الأخرى ..
حينها ستكون السماء حضن والأرض حضن ومابينهما ذكريات عالقة في الريح ..!
إتجاه آخر
غربة الروح .. ووجع السنين .. وفتات الحلم
هي أجندة هذا السفر المؤلم المستوطن أرجائي حين أشعر أنني وطن ..!
لا إحساس آخر معه .. ربما بشر وأوراق متجددة فقط ..
والباقي دروب شاسعة من الألم تركض نحوي فأهرب إلى الله ..
واسكن مع هدأة الليل في جوف دمعي ورحاب الله الواسعة ..
وتطمئن روحي .. وأشعر بالأمان للحظات .. ثم أخرى
واسكن الهدوء تحت نخيل الصبر .. وثمار الدروب
وظل الله هو المعين في أرض روحي ..
يجبرني .. يأسرني .. وأشعر أنني الوطن ..!
.
.
.
الســـيل
عبدالله بن زنان
02-03-2009, 03:38 PM
.
.
وبإذن الله ستستمر هذه الوزارة حتى حين يعلمه الله
تحياتي وتقديري لمن مرَ من هنا ،،
.
.
.
سعـد الوهابي
02-03-2009, 05:35 PM
.
.
.
وزراة الغربة بيانات لغوية ، ثقافية ، واقعية ، فكرية مبهرة . .
كنت أتمنى أن يكون كل بيان وزاري مطروحٌ على حده لـ يتسنى
لـ الرد أن يأتي على كل واحدٍ منها على حدة . .
أما وقد أتت جميعاً كـ عقدٍ من أحجارٍ كريمة
منحت الذائقة والفكر والروح وجبة دسمة لـ القراءة والاستمتاع . .
فـ حق لي أن أتسمر هنا كـ متذوق لأعيد القراءة مراراً
وأخرج بـ خلاصة أن تلك الوزارة تبني الفكر والروح بـ طريقة
فلسفية تمنحه الضوء وتفتح له مساراً في الأفق . .
سيدي القدير
" عبدالله بن زنان "
حرفك باذخ الحضور فكراً ولغة . .
لله درك وسلم فكرك وبوحك
ودام ضياؤك
(احترامات . . وزارية )
سعـد
السيلـــ..
حين يأتي يــأتي.
.
كَم تنسج من الإبداع روعة...
ياعبدالله.
.
د. منال عبدالرحمن
02-04-2009, 11:38 AM
القراءةُ هُنا وجبةٌ فِكريّةٌ دسمة , يستقبلها العقلُ و القلبُ معاً بكثيرٍ من المشاعرِ و الأفكارِ المتداخلة ,
هذهِ الوزارةُ و هذهِ الكتابةُ حالةٌ انسانيّةٌ بجميعِ تفاصيلِها ..
قرأتُ كثيراً و سأعودُ لأقرأَ أكثرَ كلَّ مرّة ,
رائعٌ أيّها السّيلُ المحمّل بالنّور ,
شُكرٌ و تقدير .
إغفاءة حلم
02-05-2009, 01:56 AM
السيل ..
وكأن جمع المطر .. قد قرر أن يُهاجر الغمام مذ أول نبسٍ لنور حرفك ..
أفواجه المنهمرة لاتترك للأصابع مُهلة الهُتاف .. بالعُشب ..
هُنا فقط يجب أن يُنصت كل شيء ..
هُنا الحرف بعثه واحد .. وتأويله شتى ..
هُنا الحرف نهجه ماء ... وفي كل زاوية يثمر نبضاً ..
القراءة هُنا لاتنتهي أبداً .. والنهايات هُنا لم تكن شيئاً يُذكر ..
المطر : عبدالله بن زنان
غمرتنا .. حتى تلاشى الشُكر ..
عبدالله بن زنان
02-07-2009, 12:19 AM
.
.
.
وزراة الغربة بيانات لغوية ، ثقافية ، واقعية ، فكرية مبهرة . .
كنت أتمنى أن يكون كل بيان وزاري مطروحٌ على حده لـ يتسنى
لـ الرد أن يأتي على كل واحدٍ منها على حدة . .
أما وقد أتت جميعاً كـ عقدٍ من أحجارٍ كريمة
منحت الذائقة والفكر والروح وجبة دسمة لـ القراءة والاستمتاع . .
فـ حق لي أن أتسمر هنا كـ متذوق لأعيد القراءة مراراً
وأخرج بـ خلاصة أن تلك الوزارة تبني الفكر والروح بـ طريقة
فلسفية تمنحه الضوء وتفتح له مساراً في الأفق . .
سيدي القدير
" عبدالله بن زنان "
حرفك باذخ الحضور فكراً ولغة . .
لله درك وسلم فكرك وبوحك
ودام ضياؤك
(احترامات . . وزارية )
سعـد
.
.
.
نور أبعاد / أخي العزيز سعد
ماسبق هو مجموعة أعمال متتابعة على بضعة سنين
أحببت أن أجمعها سوية و أكملها بينكم ..
وسترى قريبا بإذن الله وزارة الغربة في عددها 12
أشكرك من أعماقي المعطرة بعبير روحك وكلماتك
تقبل محبتي ،،
.
.
.
روجينا محمد
02-07-2009, 12:57 AM
و صبرُنــــــــــــا هو الطريق الذي لا ينتهي قبل انتهاء الأفعــال ..
مخلصين نحن يا عبد الله حتى الجَلــَــد ....!!
أخبرني بالله عليك :
من أين أتينـــــــــا بكل هذه القوّة ؟!
-
انتهيتُ للتوّ من قراءة ( الزمن الكامن في الأفعال و ما فعلت و تفعله )
لا جَفّ لك حبــر
و سأتكرر هنــــا لأنهل من الباقي ...
-
-
رائــــع أنت يا عبد الله بحجـــــم صفــــــــــاء قلبك ...
http://www.shathaaya.com/vb/images/smilies/i.gif
-
عبدالله بن زنان
02-08-2009, 10:20 PM
السيلـــ..
حين يأتي يــأتي.
.
كَم تنسج من الإبداع روعة...
ياعبدالله.
.
.
.
.
مدائن الورد
مرورك باقة من عبير عطَرت المتصفح
شكرا حتى يوم يبعثون ،،
.
.
.
عبدالله بن زنان
02-08-2009, 10:28 PM
القراءةُ هُنا وجبةٌ فِكريّةٌ دسمة , يستقبلها العقلُ و القلبُ معاً بكثيرٍ من المشاعرِ و الأفكارِ المتداخلة ,
هذهِ الوزارةُ و هذهِ الكتابةُ حالةٌ انسانيّةٌ بجميعِ تفاصيلِها ..
قرأتُ كثيراً و سأعودُ لأقرأَ أكثرَ كلَّ مرّة ,
رائعٌ أيّها السّيلُ المحمّل بالنّور ,
شُكرٌ و تقدير .
.
.
.
منال
هي غصات ربما نظرات متباعدة لأمور كثيرة
أشكرك لحضورك العبق بماء فكرك
وشكري الجزيل لكلماتك التي أنارت هذا المتصفح البسيط
تقبلي تقديري وعظيم إمتناني
.
.
.
وَرْد عسيري
02-09-2009, 02:20 AM
سَأُمسِكُهَا كُلُهَا ، تِلكَ القُصَاصَات الـ تَحكِي كُل شيءٍ فِي حُرُوفِهَا
سأُمسِكُ بِالمَطَر ، وَ الفَرحِ ، وَ الحَزَن ، وَ الشُعورَ ، وَ الـ لا شُعُور
سَأُدركُ الحَد الفَاصِل مَا بَيْنَ الفَراغِ وَ الإمتِلاء ، بَينَ اليَقَظةِ وَ الحُلم ، بَين الكِتابَة وَ الفَضفَضَة
مُثخَنةٌ يَا عبدُ الله تِلك الـ [ 11 ] بِالجَمَال ، وَ بَراعَة الَكَلم التِي تَستَدرجُ القَارِيءُ مِن نفسِه لِيُعَاوِدَ
كَرةِ قِراءَتِهَا ـ مَراراً
سَلمتَ كثِيراً كَثيراً http://ayah227.googlepages.com/wh_73073504.gif
عبدالله بن زنان
02-09-2009, 09:45 PM
السيل ..
وكأن جمع المطر .. قد قرر أن يُهاجر الغمام مذ أول نبسٍ لنور حرفك ..
أفواجه المنهمرة لاتترك للأصابع مُهلة الهُتاف .. بالعُشب ..
هُنا فقط يجب أن يُنصت كل شيء ..
هُنا الحرف بعثه واحد .. وتأويله شتى ..
هُنا الحرف نهجه ماء ... وفي كل زاوية يثمر نبضاً ..
القراءة هُنا لاتنتهي أبداً .. والنهايات هُنا لم تكن شيئاً يُذكر ..
المطر : عبدالله بن زنان
غمرتنا .. حتى تلاشى الشُكر ..
.
.
.
الرائعة إغفاءة حلم
حروفي سعيدة بك وبزيارة أنوار فكرك التي ترتقي بالجمال إلى أبعد من شمس
هنا لم يكن الحرف سوى فاتحة خير لما سيأتي بعده
اشكر كلماتك المذهبة ببريق روحك الأنيقة
تقبلي ودي وتقديري ،،
.
.
.
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,