عبدالعزيز رشيد
02-05-2009, 12:11 PM
أجاب أبيسيفيتش*
"كنّا نعاني كثيرا"
بالكاد استطاع أن يعود إلى قارته الأُمْ!
------------------------------
قبل نومي قلتُ لأمّي ماذا رأيت في ذاكرتك؟
قالت:
صوت ارتطام الكراسي وتحطّم الزجاج وبلبلة وخطواتٍ موحشة ولاهثة,وصوت نبش الأشياء وكأنّ احدهم ينبش في أحشائنا!,نتألّم قهرا وصوت الضحكات والصرخات يعلو فوق كلّ شيء,وكلمات لم افهمها إلا أنّها توحي بالطغيان والتعطّش لشيءٍ ما!,كانوا يصرخون في وجوهٍ ما لم نكن نريد أن نعرف لمن كانت
بقينا مختبئين لفترة طويلة
امتلأ المكان بوحشة الصمت بعد رحيل وحشة الضجيج! وكأنّ الوحشة قد ثملت من خوفنا,خرجنا لنرى رجالا وصبيانا مكبّلين وملقين على الأرض البملّلة بالدماء كانت أعينهم ترسم مشهد الرعب الاخير وكانت ملامحهم تسجّل الصرخة الأخيرة في حياتهم دماء تفوح بالمكان, ومن فرط الموت ماعدتُ أفرّق بين الحيّ والميّت حسبت الناس كلّهم من حولي أموات,بكاء ونحيب وأيدي على أفواهٍ كأنّها تخشى على قلوب الأحياء فقد كانت قاب حكايتين أو أدنى من حكايات الموت المخيفة
"لزمنا الصمت أقوى شيءٍ كنّا نملكه لنبدأ الحياة" هكذا قالتها أمّي
وقالت لم يعودوا بعد أن رأينا تلك الحوّامات والشاحنات وعليها نجمة ناصعة البياض
قلت:أمّي لمن كانت تلك الحوّامات
قالت:لأمريكا
فقلت: ليحمي الله الأمريكان
مسحت على رأسي وقالت : بل ليرحمنا الله
* ابيسيفيتش:لاعب بوسني أصبح نجما لامعا وقد حكى عن معاناته في وطنه الأُمْ هاجر لأمريكا وبالكاد استطاع أن يعود إلى أوروبّا كلاعبٍ متناسيا آلامه!
"كنّا نعاني كثيرا"
بالكاد استطاع أن يعود إلى قارته الأُمْ!
------------------------------
قبل نومي قلتُ لأمّي ماذا رأيت في ذاكرتك؟
قالت:
صوت ارتطام الكراسي وتحطّم الزجاج وبلبلة وخطواتٍ موحشة ولاهثة,وصوت نبش الأشياء وكأنّ احدهم ينبش في أحشائنا!,نتألّم قهرا وصوت الضحكات والصرخات يعلو فوق كلّ شيء,وكلمات لم افهمها إلا أنّها توحي بالطغيان والتعطّش لشيءٍ ما!,كانوا يصرخون في وجوهٍ ما لم نكن نريد أن نعرف لمن كانت
بقينا مختبئين لفترة طويلة
امتلأ المكان بوحشة الصمت بعد رحيل وحشة الضجيج! وكأنّ الوحشة قد ثملت من خوفنا,خرجنا لنرى رجالا وصبيانا مكبّلين وملقين على الأرض البملّلة بالدماء كانت أعينهم ترسم مشهد الرعب الاخير وكانت ملامحهم تسجّل الصرخة الأخيرة في حياتهم دماء تفوح بالمكان, ومن فرط الموت ماعدتُ أفرّق بين الحيّ والميّت حسبت الناس كلّهم من حولي أموات,بكاء ونحيب وأيدي على أفواهٍ كأنّها تخشى على قلوب الأحياء فقد كانت قاب حكايتين أو أدنى من حكايات الموت المخيفة
"لزمنا الصمت أقوى شيءٍ كنّا نملكه لنبدأ الحياة" هكذا قالتها أمّي
وقالت لم يعودوا بعد أن رأينا تلك الحوّامات والشاحنات وعليها نجمة ناصعة البياض
قلت:أمّي لمن كانت تلك الحوّامات
قالت:لأمريكا
فقلت: ليحمي الله الأمريكان
مسحت على رأسي وقالت : بل ليرحمنا الله
* ابيسيفيتش:لاعب بوسني أصبح نجما لامعا وقد حكى عن معاناته في وطنه الأُمْ هاجر لأمريكا وبالكاد استطاع أن يعود إلى أوروبّا كلاعبٍ متناسيا آلامه!