تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كَبُرْتُ.. ولَمْ أعُدْ طِفْلَة!!


مريم الزيدي
02-09-2009, 08:15 PM
لَطالما تلبَّسني الخوفُ والفَزَعُ.. كلما هممتُ في التفكيرِ أني لَمْ أعُدْ طِفلةً لا زالتْ تنتَظِرُ كَفّاً تُمسِكـُ بـِ كَفِّها.. لـِ تسيرَ في السبيلِ القَويم.. ولَطالما أحسستُ بـ رعشةٍ ورَجفةٍ تبدأُ مِنْ رأسي.. لِـ تنتهي إلى أخمصِ قَدَميّ كُلَّما تبادرتْ إلى ذِهني حقيقةُ أني كَبُرت..!!

أتأمَّلُ نفسي في مِرآةِ الواقِعِ التي بَدتْ أعظمَ مما كانَ لِـ يَصِلَ إليهِ خيالي يوماً.. لـ أجدني لَمْ أعُدْ أحمِلُ قَلباً كـ الذي عَهدتُني أحْمِلُه.. ولا روحاً كـ التي حَويتُ مِنْ قَبل.. وإنْ كانت ملامحي بقيتْ تَحمِلُ شَيئاً مِنْ ملامِحي التي كانت.. وعلَّها الشيءُ الوحيدُ الذي بَقي..!

فـ القَلبُ أصبحَ عُرضةً لـ الإنغماسِ في مُستنقعاتٍ تُدَنِّسُ طُهرَهُ.. وتُلوِّثُ نَقاءه.. والروحُ غَدَتْ مُحاطةً بِما يُثقِلُها عن التحليقِ في سماواتِ الطُهرِ.. التي باتتْ ضيِّقَةً بعدَ أنْ ظنَّتها الروحُ واسِعَةً لا تَضيق..

أحاوِلُ التَجَرُّدَ منْ شُعورِ الخَوفِ من الغَرقِ في أوحالٍ تَجُرُّني إليها جَرّاً.. دونَ رَغبةٍ مِنِّي في الإنقياد.. لكن.. عَبَثاً ما أُحاوِل.. فَـ ليسَ التَجَرُّدُ يَسيراً كما كنتُ أحسَبُ مِنْ قَبل..!

أُلَملِمُ بَعضَ ما تبَقَّى فيَّ مِنْ براءةِ الطُفولة.. علَّني أستطيعُ الإحتفاظَ بِهِ.. وأحملُ حَقائِبي.. لِـ أعبُرَ مِرآةَ الواقِعِ التي تأملتُ فيها نَفسي.. فـ أسكنَ الواقِعَ الذي لا مَفرَّ لي مِنهُ ولا مَهرب.. وأُحاوِلُ جاهِدةً التَشبُّثَ بِما لَملَمتهُ في حَقائبي.. لَعلَّ يكونُ فيهِ رَمقاً لِـ بَقاءِ طُهرِ الروحِ ونَقاءِ القلبِ.. بَعدْ أن تَبينتُ حقيقةَ أني.. لَمْ أعُدْ طِفلة..!!


السبت
7/2/2009م
8:55 مساءً

بدر العرعري
02-09-2009, 08:35 PM
لــ طالما .. تجدد هذا الشعور ، ولطالما نسّوف أننا كبرنا ، لقد مددتي بكفك لــ تأخذين كفوفنا .. نحوك .


البعض .. مازال مترسب من طفولتنا .


سنبقى .. محتفظين بــ طفولتنا ماكبرنا .





كنت هنا ..

عبدالله الدوسري
02-09-2009, 10:14 PM
ينقضي زمن قبل أن ندرك الحقيقة ،، وأن نفيق من ذهولها ،،
أن النسائم تهفو وتأخذنا للتحليق ،،
وأن للتأمل رموز تثير عواطف متناقضة ،،
فالطفولة معنى مجرّد علينا أن نحافظ عليه حتى لا ينتبه إليه الذبول ،،

مريم الزيدي ،،،
النقاء بسمة حلم تتوارى أصيلا بعد أصيل ،،وتعود مشرقة مع كل جناح للشمس ،،
لذلك كانت الطفولة وحيا لا ينزلها العمر ،،

جميل ما قرأته هنا ،،
تقبلي تحياتي

عطْرٌ وَ جَنَّة
02-10-2009, 01:29 PM
حَتى الْطُفولة تَشيخ يامَريم .
كَما تَفعل الأحلام الكبيرة ذَلِك أيضاً فِي مَهدها ,
لا تَبقى الا مَلامحنا ..بِتفاصِيلها الْصَغيرة ..وأسَرارها الْوَشِيكة عَلى الْنَفاذِ كُل مَرة ,
../ فِي داخلكِ يَا مَريم ..يَعيش وَطن أخضر..
وطُفولة تَتسلّق الجُدر الْنَائِية ,
وفِي حرفكِ روحٌ بَسيطة وَمُحلّقة
كَ وقعِ الْعَصافِير
وَالْمَطر ,

http://www.qamat.net/vb/images/smilies/a36.gif

أنثى ملائكية
02-10-2009, 01:59 PM
{ ..
يبقى القلب وحده لا يشيخ
إذْ لا تؤثر فيه تقلّبات الزمن .. ولا غصّات عقارب الساعة ..
لملمي أحلامك .. فما من شيء يشيخ كما الأحلام


جميلة جدا يامريم
لـ قلبكِ الأمل
http://www.alm3na.net/vb/images/smilies/00105.gif


..}

صالح الحريري
02-10-2009, 04:14 PM
بين سواد عارضي ...
بدأت رحلة سرب البياض ...!
بل إنها قد تكون مؤشرات لميلاد ثلج البرود ..!!

يــ مريمـ...
كل الأشياء تشيخ ...
تكبر تنمو لتصاب بتجاعيد الهرمـ...
وحده الفرح ينمو بهدوء تحت أشعة الحب والسعادة ...!

أنتِ هنا كبيرٌ في نبضك ..
عملاقة فكرة ناضجة معنى ولغة ..!

مودتي ...

سعـد الوهابي
02-10-2009, 05:19 PM
.
.
.
الخوف المترصد تحت أضلعكِ . . دلالة واضحة على كمية النقاء

المتزاحمة في داخلكِ . .

الخوف من الواقع المرير / المختل . .

والفزع من الانجرار لـ مزالق هذا الواقع من انحطاطات وانسلاخات مرئية

بعين الواقع ومرآته معاً . .

هذا الخوف والفزع هما البقية الباقية من ذكريات الطفلة البرئية النقية

التي آمنت بواقعها وعبرت مرآته لـ تعيشه محاولةً التمسك بما تبقى

لها من طفولتها . .

ذلك الإيمان والإقدام حصيلة نقاء مغروس ومتجذر في داخلها . .

لأن تحتفظ بتلك البقية لـ تعينها على خوفها وفزعها من أنها لم تعد طفلة . .
.
.
.
سيدتي القديرة . .

" مريم الزيدي "

كل شيءٍ يكبر ، يتغير إلا مازُرع في طفولتنا وتجذر في اعماقنا . .

قد يطرأ عليه التغير ولكنه لايتغير بحد ذاته لأنه أصيلٌ وعميق فينا

وإن لم نعد أطفال . .

لذا طارئ التغير لايعني إشارة سيئة بـ قدر مايعني إيماءة نحو الصواب

الذي يثور في داخلنا مستنكرٌ لكل هذه المنزلقات في واقعنا . .

حرفك / فكركِ آيات حسن تدعونا للتفكر

لغتكِ وضاءة وجميلة ببساطتها وعفويتها . .

واسلوبكِ سهلٌ ممتنع . . يشد القارئ لـ يواصل الإبحار في محيط فكرك العميق . .

سلم فكركِ وبوحكِ

ودام عطركِ المنساب


(احترامات . . طفولية )

سعـد

أسمى
02-10-2009, 06:53 PM
هُنا بعضٌ من أنا..
حديثك يا مريم صبَّ في عمق شعوري
..
شيءٌ ما يجذبك و آخر مثله لِ تُصمتي الجميع
أن صهـ أُريد أن أُركز..
كبرت..كبـرت...كبــرت
.وماذا يتوجبــ وأين.


.مريم
رائعة انتِ.

زين
02-10-2009, 09:24 PM
مهما تغيرت ملامحنا
وكبرت أحجامنا
يبقى ذلك الطفل فينا
لا يكبر ابدا
قد نخجل أن نظهره على مرأى ومسمع
ولكن هذا لا يعني أننا لا نحبه ولا نريده

مريم الزيدي
دمت بطفولة

بلياديز
02-11-2009, 12:48 AM
كَثيرٌ منَ الحَنينِ هُنا
:
أجدكِ تنسَابين للوَاقع بمرآه
وكأنك تريدين أن يَسْتقبلك المجهول
بلِا تخطيِط مُسبق مِنه.



:
حُروفكِ نَسَمات حَنين بَرئ

د. منال عبدالرحمن
02-11-2009, 12:39 PM
و لكنَّ طِفلَةً تسكنُ في القلبِ يا مريم , لا تزالُ تذرعُ أرضَ البراءةِ جيئةً و ذهاباً ..

تنتظرُ النُّضجّ و تراوغهُ في ذاتِ الوقت , و تُكابرُ مرورَ الزّمنِ و تؤمنُ بأنَّ للاحلامِ متّسعٌ رغمَ الحزنِ الّذي يملأُ الأرواح .

كنتِ رائعةً جدّاً هنا يا مريم ,

لقلبكِ ياسمينة .