تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نحن وثقافة الاختلاف


عبدالله الراشد
02-13-2009, 11:52 AM
* الاختلاف في الأفكار والاطباع والحكم على الأشياء والمواقف والعقائد سنة الحياة وسر من أسرار جمالها لذا كان لابد من تعاطينا بشكل سليم مع اختلافنا مع المحيطين بنا حتى لا يتحول الاختلاف الى خلاف لا مفر منه ولا طريقه لتجاوزه . أي فكرة لابد أن تقدم بشكل مرحب به ومقبول فلا يعقل ولا يقبل أن يكون لشخص ما ميزة في فرض أفكاره على الآخرين دون السماح لهم بإبداء آرائهم ووجهة نظرهم فالسطوة وفرض الرأي بالقوة لا يأتي بأي نتائج ولا يحقق أي هدف و متى ما رفضت الأفكار واصبح طرحها صعبا وبلا منهجية وارضية لاحتوائها سيكون المجتمع فاقدا لروح المبادرة والإنتاج الفكري والثقافي .
* رب الأسرة والمعلم وأي قيادي واصحاب المناصب و الكراسي لن يتحقق النجاح لهم إلا إذا كانوا منصتين لمن حولهم ومستعدين للحوار مع من يخالطونهم في كافة الأمور التي يطرحونها عليهم ومتقبلين لأي فكر آخر يعارض فكرهم وطريقتهم في إدارة الأمور , أن بعض الآباء والأمهات يهملون التحاور مع أبنائهم ولا يهمهم التوافق مع أفكارهم أو الوصول إلى نقطة التقاء مع أبنائهم فصيغة الأمر والنهي هي السائدة في غالبية الأسر حتى أصبحوا رغم كونهم تحت سقف واحد إلا أنهم ضائعون في متاهات الحياة وعاجزين عن التعامل مع بعضهم البعض وهذا الوضع في معظم صور الحياة وللأسف الشديد فدائما ما تتحول اختلافاتنا إلى خلافات وتتطور إلى اتهامات ومزايدات ومحاولة لتشويه دور الطرف الآخر وكأننا في ساحة معركة أو قتال.
* احترام وجهات النظر الأخرى ونبذ أحادية التفكير غاية لابد من ارتقائها للوصول إليها والتزام الهدوء وسعة الصدر الحل الأمثل لتقبل الأفكار التي لا تتوافق معنا فلغة الحوار افضل السبل لتطوير العلاقات داخل أي محيط حتى يكون النفع والفائدة لصالح العامة ومتى ما انتشرت ثقافة الاختلاف في المجتمع سيكون لدينا وعي وإدراك يسهم في ازدهار المجتمع وأفراده ورقي المجتمع يكون بادراك أفراده بأن الاختلاف في الآراء والأذواق والأفكار رحمة وان الخلاف مدعاة لتحجر المجتمع وجر الويلات عليه .
* البعض يفقد أعصابه عند حدوث اختلاف مع أي شخص وهناك من تتغير لهجته وأسلوبه فور اختلافه مع المحيطين به والشخص الواثق من نفسه يحرص على التعامل مع أفكار المحيطين به بوعي وتعقل حتى لا يصبح الجدال بينه وبينهم عقيما وعنيفا ويصبح بعدها عاجزا عن الالتقاء مع المختلفين معه في نقطة للتوافق و لو أن كل مافي الكون اتفق على لون واحد لما كان هناك أي جمال في هذه الدنيا واختلاف البشر في قدراتهم وأفكارهم ومهاراتهم يجعلهم بحاجة الى بعضهم البعض وكل فرد يكمل الأخر بسد حاجات المحيطين .
خارج الحدود
* للحياة أوجه عدة وهي دائمة التغير ولا تعرف الثبات وان كنا عاجزين عن التأقلم مع تغيراتها لن نستقر على أمر فيها وسنكون في النهاية غير مستحقين لها وعلينا أن ننصهر مع عدم ثباتها لكي نجد لنا فيها متنفسا ويكون لوجودنا معنى حقيقي .
* الأصدقاء أصناف وأشكال متعددة وقليل منهم يستحق التضحية لأجله والصادق منهم عملة نادرة يصعب العثور عليها .

.................................................. ....
نشرت في جريدة اليوم
الجمعه 18/2/1430

نورا إسماعيل
02-13-2009, 07:13 PM
دائما هنا .. منارة الفكر والكلمة

شكرا بحجم هذا الرقي

حنان الفايز
02-14-2009, 03:05 PM
مقال رائع جدا


شكر ا لك كثيرا


على هذ ا التميز

محمد الغشام
02-14-2009, 06:52 PM
عبدالله الراشد
كتبت الحقيقه وما أجملها من حقيقه
للأسف نفتقد الحوار الرائع سوا كان من الأسره أو التربيه
أو حتى في نقاشاتنا اليوميه ..!

للأسف كن معي أو أصمت ..ليكون هذا السلاح فتاك على المجتمع وربما يدمره في حال لم يكن هناك توافق سليم وفكري بين المجتمع..!


شكرا لك على هذا المقال الرائع والجميل