تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صوت الكلمات


محمد مهاوش الظفيري
02-24-2009, 09:19 PM
حقيقة كونية مسلم بها ، وسلوك اجتماعي لا جدال فيه ، أن دوام الحال من المحال فالحياة تتقدم إلى الأمام وكل شيء في هذه المعمورة يتطور والأدب كونه كائن حي فهو يتطور بناء على ثقافات متعاطية واستعدادهم لذلك ورغبتهم الحقة والخالصة في التجديد .
هناك أجناس أدبية اختفت تماماً ولم يعد لها أي ذكر في وقتنا الحاضر وعلى رأسها الملحمة بما فيها من تركيز على الآلهة واعتماد على الخرافات والأساطير الخارجة عن حدود العقل والدوران في عالم الميتافيزيقيا وهناك أجناس أدبية ظهرت وبرزت على السطح بوضوح مثل الرواية حتى صرنا نسمع ونقرأ بين الفينة والأخرى وخصوصاً من أدبائنا العرب هذه المقولة " الرواية ديوان العرب " وهذا جاء طبعاً على حساب الشعر الفصيح الذي تراجع إلى الوراء بعد ما كان ديوان العرب ، والفضل يعود بطبيعة الحال إلى شيوع شعر " الضياع " الذي يحلو للبعض أن يسميه بـ " الحداثة " .
أنا لست ضد الحداثة كمشروع حضاري أو منهج للتطور ولكن ضدها كمعول هدم للتراث أو كأسلوب من أساليب إشاعة الفوضى وإبراز العنت على حساب الثمين .
أتذكر عندما كنت في الجامعة ، جئت بقصيدة " ضياعية " لشاعر سعودي " ضياعي " ، وعرضتها على أحد الأساتذة السعوديين في الجامعة وهو من المتحمسين للحداثة ، وكانت القصيدة معتمة ومظلمة كظلام الوضع العربي الراهن ، فطلب مني الأستاذ الجامعي إمهاله بعض الوقت وبعد ثلاثة أيام جئته ليشرح لي هذه القصيدة أو شيئاً منها ولكنه قال لي بكل ثقة بالنفس : محمد لم أفهم شيئاً منها . ومن المضحك المبكي أن هذا الشاعر برز على السطح بشكل ملفت للانتباه وبفترة وجيزة .

محمد مهاوش الظفيري
02-25-2009, 12:02 AM
أدونيس يعتبر من أكبر أساطين الحداثة في بلادنا العربية وهو من يتحمل هذه الفوضى في حركة أدبنا المعاصر . فالمثقف العربي عندما يقرأ قصيدة لأدونيس يشعر بوجود ضبابية ثقافية تحول بينه وبين المواصلة معه إلى آخر المطاف وعلى هذا الأساس فنحن إزاء شعر أدونيس أمام خيارين : الأول : أننا لا نفهم ما يكتبه أدونيس ، لأن ما يكتبه من شعر , لا كتابات نثرية , فوق مستوى عقولنا والثاني أن أدونيس " يهرف بما لا يعرف " ولا أحد من النقاد العرب يتجرأ على مصارحته بهذه الحقيقة المرة فالكل منهم يصفق له ولسان حاله يقول " مكرهاً أخاك لا بطل " .

محمد مهاوش الظفيري
02-25-2009, 12:04 AM
النفس البشرية مجبولة على حب الجمال والتعلق بكل شيء ذي قيمة فنية رفيعة , وإذا كان هذا التوجه السلوكي الممنهج مقترن بوعي يضخ فيه دماء الحياة , تكون الصورة أجمل . العلاقات الإنسانية بين الناقد والناص تقتل العمل الفني , سواء تلك المحاطة بصرخات الإستحسان وتشنجات الإعجاب , أو تلك المسيجة بعبارات التذمر

محمد مهاوش الظفيري
02-25-2009, 12:04 AM
هذا الضياع ، وهذه الفوضى جعلتني أقف في إحدى فترات حياتي موقفاً لا أحسد عليه وهو بين رفض الحداثة كخيار ثقافي وبين قبولها كمطلب حضاري ملح ولكنني وجدت أن الشعر الشعبي ، و هو أدب غير رسمي للشعوب العربية ، ولاسيما ما يعرف عندنا في الخليج بالشعر النبطي ، هو من يتحمل هذه المسؤولية بأوضح صورة وأنضج رؤية وهناك حقيقة أخرى ومرة في نفس الوقت وهي أن الشعر " الأدونيسي " ابتعد عن نبض الجماهير بينما ارتبط الشعر الشعبي ارتباطاً كلياً ومباشراً بهموم رجل الشاعر ولهذا نجد أن الشعر الشعبي اكتسح الساحة الثقافية الخليجية وبرز منه شعراء يشار إليهم بالبنان أمثال سليمان المانع وفهد عافت . وهذا الازدهار والتوهج جعل كبار القائمين على الأدب الأم وسدنة اللغة الفصحى ينظرون إلى الأدب الشعبي بعين الازدراء والخوف منه والحسد من قوة بروز أصحابه إعلامياً وثقافياً والغيرة من سيطرته على الجو الثقافي وقيادة الجماهير وكم أتمنى لو دُرس هذا الأدب في الجامعة لأنه يعكس صورة واضحة للمجتمع العربي بعيداً عن أدب الأبراج العاجية ، أتمنى لو جاء هذا اليوم لنرى فيه شعر فهد عافت أو قصائد سليمان المانع مشروع بحث تخرج لأحد طلابنا في إحدى الجامعات الخليجية أو العربية

محمد مهاوش الظفيري
02-25-2009, 12:06 AM
الشعر كائن حي ينمو ويعيش ويتمدد ، وقد يصاب بالتخمة والترهل وفي آخر المطاف يموت كأي كائن حي في هذه المعمورة .
والشعر الشعبي يمر في هذه الأيام بمرحلة الازدهار والتوهج الأمر الذي جعل أساطين الفصحى يصابون بداء الغيرة ومرض الحسد من هذا الانتشار المتصاعد والمضطرد , لكن هذا الشعر يخلو من عملية النقد البناء ويفتقد الناقد الحاذق المتمرس الذي يقرأ النص قراءة جيدة ويهضمه هضماً ثقافياً واعياً ويتجاوز النص إلى مرحلة ما وراء النص , بعيداً عن الشاعر ومكانته الإجتماعية ومركزه أو محاولة التلصص عليه لمعرفة رصيده في البنك قبل الشروع في الكتابة عنه ، إلا أن النقاد الشعبيين ينطلقون من غريزة الحب أو الكره أو الجوع في كتابة أي مشروع نقدي ولهذا أصبحوا عبارة عن مجموعة من المرتزقة الذين يسعون إلى الثراء أو البروز من خلال ما يكتبون عن هذا أو ذاك ، فتجد أن النقد – عندهم – محاولة للتهريج الصحفي أو التطبيل الإعلامي ولا يستغرب أن يبعث " الناقد " بدراسته النقدية " إلى الشاعر المعنى بالدراسة " لأخذ رأيه بها أو إبداء بعض الملاحظات عليها ، أو إضفاء بعض النصائح التي تكسبها صفة الشرعية ، ورشها بالبهارات الصحفية من حذف أو زيادة أو خروج " الناقد " من منزل " المنقود " بعلاقة حميمة أو سيارة جديدة .
وأنا حقيقة لا أستغرب هذه الفوضى الأدبية في الساحة الشعبية لأن أكثر الجمهور جمهور سمعي ليست لديه الرغبة في القراءة الحقة أو الإطلاع المتمرس , فتجد المجلات الشعبية التي تهتم بالشعر مكدسة على أرفف المحلات , بينما تنفذ صحف الرياضة والفن الهابط فور نزولها الأسواق . وكذلك الشاعر الشعبي ليست لديه الرغبة أو الاستعداد لتقبل النقد خصوصاً إذا اظهر عيوبه أو نواقضه كشاعر لا كإنسان ، ولهذا تعتبر عملية التأثر بالآخرين من أكبر الجرائم التي توجه إلى الشاعر الشعبي ، فيثور هذا لكرامته ويزبد ويرعد , وكأن الساعة قد قامت فينفي عن نفسه هذه التهمة , ولا يعلم هذا الشاعر أن الذي لا يتأثر لا يستطيع التأثير , ومادام الشاعر يتأثر بإبداعات غيره من قدامى ومحدثين ، فهو إنسان واعٍ لديه القدرة على هضم تجارب الآخرين والخروج عليها وتجاوزها فيما بعد .
يقول ديكارت : أنا أفكر ، إذن أنا موجود , فالإنسان الذي لديه القدرة على التفكير هو أكثر الأحياء إحساساً بما حوله , والشاعر الذي يتأثر إنسان يفكر ومادام يفكر فهو شخص طبيعي متواصل مع العالم الخارجي ، إيليا أبو ماضي كان متأثراً تأثراً كبيراً بالشاعر أبي العلاء المعري ولكن مع تعاقب الأيام وازدياد نضج التجربة الشعرية لدى الشاعر إيليا أبو ماضي , هضم تجربة المعري وتجاوزها فصار له أسلوبه الخاص ونهجه المتميز حتى أصبح من أهم دعائم الأدب العربي الحديث والمهجري على وجه الخصوص .
قد يصاب أحد بدهشة من قراءة هذه السطور ويتساءل : لِمِ كتبت هذه الأسطر ؟! ولماذا جاء هذا المقال ؟! ويكون الجواب على جناح السرعة , هو ذلك الحوار الذي أجرته مجلة الغدير في عددها الصادر في شهر أكتوبر 1997 مع الشاعر المتميز والكاتب المتألق فهد دوحان , الذي شعر بنوع من الإهانة عندما سمع أنه متأثر بزيد أو عبيد من الشعراء , فصال وجال في الذود عن نفسه متحدياً الصحفي الذي أجرى معه اللقاء على إثبات هذا الإتهام هو أو غيره بالدليل القاطع متناسياً - أو انه لا يعلم – أن البحتري وهو من هو بين الشعراء كان صورة مصغرة لأبي تمام وبدر شاكر السياب وهو في أوج مجده الشعري كان متأثراً بالشاعر الإنجليزي – الأمريكي تى – اس – اليوت ، والدكتورة سعاد الصباح طالبة تخرجت من جامعة نزار قباني .
آمل من كل قلبي , ألا يثور الشاعر فهد دوحان , عندما يقرأ هذه السطور , فالشاعر الذي لا يستطيع إثارة الطرف الآخر – سواء سلباً أو ايجابياً – غير جدير بالاهتمام ولا يستحق البقاء في حركة الشعر ومجال الثقافة .
وفي آخر المطاف أود توجيه شكري وتقديري العظيمين لفهد دوحان على ما قدمه من خدمات متميزة في إثراء الأدب الشعبي من خلال ما خطه ببراعة نثراً وشعراً

محمد مهاوش الظفيري
02-25-2009, 12:07 AM
الشعر نابع من الشعور . حقيقة يعرفها أبسط البسطاء ولكن لحظة كتابة الشعر ظاهرة يلفها الغموض .
هل هي من صنع البشر ؟!.
أو أن هناك عوامل خارجية تدفع الشاعر إلى كتابة القصيدة ؟؟!!.
السؤال محير ، والجواب غامض ، والحديث في هذا الموضوع ممتع ولذيذ .

لا يوجد مصطلح ثابت تتفق عليه جميع الأطراف يعرف لحظة الكتابة الشعرية ، لأن من علامات المصطلح أن يكون مقبولاً ـ ولو نظرياً ـ لدى العاملين في هذا الجانب أو ذاك . وعلى هذا الأساس كان لكل أمة رأي في تفسير أو تعريف لحظة الكتابة الشعرية .
ولهذا نحن لا نعجب من الفرزدق عندما يكون خلع ضرس من أضراسه أهون عليه من قول بيت من الشعر في بعض الأوقات ، لأن الشاعر الحقيقي لا يأتيه الشعر متى أراد أو شاء . كما أن الحالة التي يكون عليها الشاعر تختلف عن حالته الطبيعية وقصة الشاعر جرير مع أحد خصومه وهو الراعي النميري مشهورة جداً ، عندما بات ليلته عارياً هائجاً ثائراً يروح ويجئ حتى ظنت عجوز في الدار أن الرجل مجنون ، وكذلك أبو تمام إذا أراد كتابة قصيدة يجلس في صهريج مغسول بالماء ، وأبو نواس لا يقول الشعر إلا إذا انغمس في الشراب وصار في منزلة بين السكران والصاحي . وكم كان الشاعر طلال حمزة رائعاً عندما التقط لنا هذا المشهد ولفت أنظارنا إلى هذه الصورة .



ولو يسألون الناس وش أعجبك فيهقولي لهـم شفتـه بحالـة كتابـة


وفي هذه اللحظة ، هي حالة التجلي العظمى مع الشعر , والتي يصعب أن يعيشها أو يمر بها أي شاعر .
والإنسان منذ القدم وقف حائراً ومذهولاً أمام تفسير هذه الظاهرة ، إذ اعترها الغربيون لحظة من لحظات الجنون أو النبوة فالشاعر إما أن يكون مجنوناً أو نبياً , وفي بعض الأحيان يكون مجنوناً ونبياً في نفس الوقت . وفي هذا السياق اعتبر سقراط خيال الشاعر نوعاً من أنواع الجنون العلوي . والظاهرة نفسها جعلت العقل العربي منذ العصر الجاهلي يقف حائراً أمام لحظة الكتابة الشعرية ، مما دفعهم إلى الاعتقاد بأن الشعر شيطانان ، فمن لازمه " الهوبر " حسن شعره وجاد ، ومن لازمه " الهوجل " ساء شعره وفسد . ولعل هذه الفكرة – وهذا رأيي – مأخوذة من الفلسفة اليونانية حيث ذكر إفلاطون أن كل شاعر متبوع بأرواح خيرة أو أرواح شريرة , والفكر اليونلني الوثني المرتبط بالآلهة , التي تعيش في أعالي الجبال , انعكس على العرب , وهم أمة صحراوية , فإن عوالمها الخفية وهم الشياطين , يعيشون في إحدى الوديان , وهو وادي عبقر , المعروف بالأدب العربي .
وقد اهتم أبو زيد القرشي صاحب كتاب " جمهرة أشعار العرب " بهذا الجانب الغريب , حينما أورد حكايات متنوعة لـ " شياطين الشعراء " يأبى العقل السليم تصديقها ، كما أن الشاعر الفرزدق كان يتفاخر بأنه كان صديقاً لابليس وابنه ، ولا ننسى في هذا الجانب ذكر وادي " عبقر " المعروف في الأدب العربي بأنه وادي الجن .
وبعد أن قمنا بهذه الجولة الميدانية أرى أن الشاعر الحقيقي ما هو إلا " أنثى " غير أنثى الإنسان ، أنثى من نوع آخر وطراز آخر ، والشاعر المبدعة أنثى فوق العادة . ولحظة الكتابة الشعرية نوع من أنواع " المخاض " فالشاعر المبدع يشعر بهذا " المخاض الشعري " قبل كتابة القصيدة بلحظات أو بيوم أو أيام . وفي هذه الحالة يلتقي الشاعر بالأنثى الحقيقية عند نقطة المخاض ، والقصيدة عندما تكون في كيان الشاعر تشبه الجنين الذي في رحم أمه ، ولا تعرف الأنثى الحقيقة " الحامل " الراحة أثناء المخاض إلا إذا خرج الجنين منها ، وكذلك الشاعر المبدع لا يشعر بالراحة إلا عند الإنتهاء من كتابة القصيدة وعندها يشعر بأنه ولد من جديد .

محمد مهاوش الظفيري
02-25-2009, 12:07 AM
الكتابة هاجس ومدار تفكير المثقف ,وأكبر الهموم التي يواجهها الكاتب المرتبط بعمل معين لإنجازه , تكمن في البحث عن الفكرة وصيدها من بين شتات الأفكار المتطايرة ، ومن ثم محاولة ترويض هذه الفكرة للسيطرة عليها , وبعدها يأتي دور البحث عن المقدمة وهذه " أم المصايب " ... فمتى يتدفق عليك الحديث ؟! وكيف ؟! وأي البدايات ستختار ؟! وماذا سيعجبك منها ؟!
عندما يهبط عليك الإلهام من عالمه السحري العجيب ، تدخل متاهة الترتيب ووضع الأولويات ، وبعدها تقف أمامك أكبر المعضلات وأشدهن إيلاماً وحسرة في النفس ... ألا وهي كيفية الوصول إلى القارئ وإقناعه بما تقول ... وفي أضعف الأحوال قراءة هذا الهذيان الكتابي الذي نسميه مقالة

محمد مهاوش الظفيري
02-26-2009, 11:32 AM
الشعـــــر





أكثر الدراسات تقول بأن الشعر العربي نشأ واكتمل بمائة وخمسين سنة قبل مجيء الإسلام . وقد اختلفت أهواء العرب في تحديد أول من أجاد الشعر وتصرف به , متغاضين عن صاحب البيت أو البيتين أو الثلاثة أبيات , باعتباره ليس شاعراً , إذ أدعت كل قبيلة عربية بأن شاعرها هو أول من قال الشعر . فقالت اليمانية إنه . امرؤ القيس , وقالت تغلب بأنه المهلهل , وقالت بنو أسد هو عبيد بن الأبرص. وهذا الخلط في الادعاءات يؤكد على جهل العرب بمن بدأ الشعر, وأول من نظم القصائد الطوال .
الحديث في هذه المسألة أو الإسهاب بها لا يفيدنا في شيء , فعملية بدء الشعر أو أول من قال الشعر , أشبه ما تكون بمحاولة التعرف على أول من نطق العربية , لأن الحديث في هذا الشأن لا طائل منه, غير أن إمكانية التعرف على سبب نشوء الشعر , عائد إلى أسباب قد تبدو منطقية أو قريبة من المنطق . فمن المعلوم بداهة أن الكلام المنثور سابق الكلام المنظوم , ولما تشابكت مصالح الناس وتقاطعت مصالحهم في بعض الفترات التاريخية , احتاج العرب إلى تدوين أيامهم وتسجيل مآثرهم , والتغني بمكارم الأخلاق لديهم , لحث الآخرين على الجود والكرم , وذكر أوطانهم التي هجرها ووصف الأطلال التي تركوها منذ أيام الشباب , ومن أجل تسجيل أسماء فرسانهم , لجأ العرب إلى قول الشعر , وكانت أول أوزان الشعر جاءت عن طريق التناغم الإيقاعي مع سير حركة الإبل وتتابعها في المسير , إذا نشأ أول ما نشأ كما يقال شعر الحداء , ولما تطورت أمور العرب , ونشبت الحرب فيما بينهم , أخذوا بعض الأوزان من إيقاع صوت الحرب وقرقعة السيوف , كما تقول المصادر في هذا الشأن , ومع تداخل مصالح الناس , أخذ الشعر العربي يتطور ويتطور ويتغلغل في الحياة والطبيعة . فنشأ لدينا ثلاثة أقسام كما يقول الرافعي كالأمور الغيبية والتغلغل في حياة الناس و الامتزاج بمظاهر الطبيعة والمحسوسات من حوله , وكون العرب الجاهليين كانوا عباد أصنام لم تظهر قوى الغيب الخفي في شعرهم بشكل جلي وواضح ، وذلك باعتبار أنهم وثنيون لهذا كان أغلب شعرهم شعر مادي خالٍ من الجوانب الروحية . وعندما جاء الإسلام بقيمه الروحية السامية وتعاليمه الجديدة ، اكتشف العرب أموراً لم يكونوا يعرفونها كالملائكة والجنة والنار ويوم القيامة , والأمور التي يمكن إطلاق عليها هذا المفهوم الفلسفي المجرد , وهو علم الميتافيزيقيا – أي علم أمور ما وراء الطبيعة – وهذا منثور في قصائد شعراء الزهد والتصرف , والقصائد التي يغلب عليها الروح الدينية .

محمد مهاوش الظفيري
02-26-2009, 11:42 AM
إلى علي المسعودي







بى شغف هذه الأيام يحملني إلى قراءة الأعداد القديمة من المجلات الشعبية ... وبينما كنت كذلك وقعت يدي على عدد سابق لمجلة المختلف
بينما كنت أقلب صفحات هذه المجلة وقع ناظري على عنوان يحمل اسم الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، ومادمت هذه الأيام مهتماً بهذا الاسم ، ولدي دراسة تعلق بدرجة الوعي الثقافي والمعرفي والسياسي عند هذا الشاعر ، دفعني الفضول إلى قراءة الكلام المكتوب حول هذا الشاعر الأمير ، وكان بقلم الأستاذ الفاضل علي المسعودي .
أصبت بالغثيان وأنا أقرأ كلام المسعودي حول أمسية الشاعر . لا أريد أن أطيل ... وسأترك المسعودي أن يتكلم . يقول الأستاذ المسعودي : " يقال أن أبو تمام كان يصفق إذ يلقي عبد الرحمن بن مساعد قصيدته ، وكان أبو الطيب المتنبي يندمج في الرؤيا والرؤى ، بينما يفحص أبو فراس الحمداني صوت القصائد ، وكان طرفة بن العبد يشهر سيفه تفاعلاً إذ تشرع كلمات الشاعر جرأتها " إننا ليس لدينا أي نقاش أو جدال حول شاعرية الشاعر وتميزه الفريد ، فهو الفريد الذي كسر الحواجز النفسية والبيروقراطية بين الأمير والشارع ، وتعامل مع الجمهور كشاعر لا كأمير فهو إما أن يهبط إلى الشارع أو يرفع الشارع إليه جاعلاً من هموم الناس قضاياه التي تدور حولها غالبية قصائده ، ويكفيه فخراً أن شعره المتميز يشهد له لا الأقلام المرتزقة . والمضحك المبكي في نفس الوقت أن يخرج هذا الكلام من رجل محسوب على الصحافة ، فعبد الرحمن بن مساعد ليس بحاجة إلى كل هذا المديح حتى يمرر إلى الجمهور كما قفل الصحافة ، فمشواره الشعري وأسلوبه المتميز وخط سيره الفريد جعله يختلف كل الاختلاف عن كل شاعر أمير منذ عصر الشاعر والأمير والخليفة العباسي المعتز إلى يومنا هذا ، وبإمكان القارئ الكريم أن يلمس ذلك في " عجب عجاب " و " مرخاي " وكثير من قصائده الأخرى – ولدي كتابة حول هذا الشاعر نشرها الخوان في جريدتي الأنباء الكويتية والرياضية السعودية .
لم يقف الأستاذ على المسعودي عند هذا الحد ، إذ يقول في خاتمة كلامه " يقال أن المتنبي غادر مع الغادرين وقد تخلى عن بيته الشهير ليصبح حقاً مشاعاً لعبد الرحمن بن مساعد " .
وشاعر بحجم عبد الرحمن بن مساعد ليس بحاجة إلى " كرم " أو " هبات " الآخرين إذ تعطيه ما ليس به حق ، لأن لكل شاعر شخصيته الفردية المتميزة عن الآخرين ، كما أشار إلى ذلك المستشرق شارل جيمس ليال . فعبد الرحمن بن مساعد ليس بحاجة إلى مثل هذه الهرطقة الإعلامية ، فهو – وكل المبدعين – بحاجة إلى الوقوف عند ما يقولون ، ومحاولة فهمه للوصول إلى ما وراء ذلك .
يا أستاذي الكريم
الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، وكل إنسان في هذا العالم يفرح للمديح ، ويطرب لكلمات الإطراء لأنها تلامس شغاف القلوب وتدغدغ المشاعر ، لكن ليس بهذه الطريقة التي تصيب القراء بالغثيان ، وتشعر الجمهور بأن هذا الشخص أو ذاك مفروض عليه فرضاً خارجاً عن حدود المعقول .
فالحمد لله أننا عرفنا عبد الرحمن بن مساعد شاعراً قبل أن نعرف علي المسعودي كاتباً ، وجرينا وراءه في بساتين الشعر ورياضه قبل أن يطاردنا علي المسعودي بجحيم الصحافة .

وفي الختام
شيء جميل أن يكون الإنسان كاتباً مرموقاً ، ولكن الأجمل أن يكون متزناً ، فالاتزان مطلب ضروري لكل إنسان ، ولاسيما رجل بحجم الأستاذ علي المسعودي .





http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?t=21306&highlight=%DA%E1%ED+%C7%E1%E3%D3%DA%E6%CF%ED

محمد مهاوش الظفيري
02-26-2009, 11:43 AM
إلى علي المسعودي







بى شغف هذه الأيام يحملني إلى قراءة الأعداد القديمة من المجلات الشعبية ... وبينما كنت كذلك وقعت يدي على عدد سابق لمجلة المختلف
بينما كنت أقلب صفحات هذه المجلة وقع ناظري على عنوان يحمل اسم الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، ومادمت هذه الأيام مهتماً بهذا الاسم ، ولدي دراسة تعلق بدرجة الوعي الثقافي والمعرفي والسياسي عند هذا الشاعر ، دفعني الفضول إلى قراءة الكلام المكتوب حول هذا الشاعر الأمير ، وكان بقلم الأستاذ الفاضل علي المسعودي .
أصبت بالغثيان وأنا أقرأ كلام المسعودي حول أمسية الشاعر . لا أريد أن أطيل ... وسأترك المسعودي أن يتكلم . يقول الأستاذ المسعودي : " يقال أن أبو تمام كان يصفق إذ يلقي عبد الرحمن بن مساعد قصيدته ، وكان أبو الطيب المتنبي يندمج في الرؤيا والرؤى ، بينما يفحص أبو فراس الحمداني صوت القصائد ، وكان طرفة بن العبد يشهر سيفه تفاعلاً إذ تشرع كلمات الشاعر جرأتها " إننا ليس لدينا أي نقاش أو جدال حول شاعرية الشاعر وتميزه الفريد ، فهو الفريد الذي كسر الحواجز النفسية والبيروقراطية بين الأمير والشارع ، وتعامل مع الجمهور كشاعر لا كأمير فهو إما أن يهبط إلى الشارع أو يرفع الشارع إليه جاعلاً من هموم الناس قضاياه التي تدور حولها غالبية قصائده ، ويكفيه فخراً أن شعره المتميز يشهد له لا الأقلام المرتزقة . والمضحك المبكي في نفس الوقت أن يخرج هذا الكلام من رجل محسوب على الصحافة ، فعبد الرحمن بن مساعد ليس بحاجة إلى كل هذا المديح حتى يمرر إلى الجمهور كما قفل الصحافة ، فمشواره الشعري وأسلوبه المتميز وخط سيره الفريد جعله يختلف كل الاختلاف عن كل شاعر أمير منذ عصر الشاعر والأمير والخليفة العباسي المعتز إلى يومنا هذا ، وبإمكان القارئ الكريم أن يلمس ذلك في " عجب عجاب " و " مرخاي " وكثير من قصائده الأخرى – ولدي كتابة حول هذا الشاعر نشرها الخوان في جريدتي الأنباء الكويتية والرياضية السعودية .
لم يقف الأستاذ على المسعودي عند هذا الحد ، إذ يقول في خاتمة كلامه " يقال أن المتنبي غادر مع الغادرين وقد تخلى عن بيته الشهير ليصبح حقاً مشاعاً لعبد الرحمن بن مساعد " .
وشاعر بحجم عبد الرحمن بن مساعد ليس بحاجة إلى " كرم " أو " هبات " الآخرين إذ تعطيه ما ليس به حق ، لأن لكل شاعر شخصيته الفردية المتميزة عن الآخرين ، كما أشار إلى ذلك المستشرق شارل جيمس ليال . فعبد الرحمن بن مساعد ليس بحاجة إلى مثل هذه الهرطقة الإعلامية ، فهو – وكل المبدعين – بحاجة إلى الوقوف عند ما يقولون ، ومحاولة فهمه للوصول إلى ما وراء ذلك .
يا أستاذي الكريم
الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد ، وكل إنسان في هذا العالم يفرح للمديح ، ويطرب لكلمات الإطراء لأنها تلامس شغاف القلوب وتدغدغ المشاعر ، لكن ليس بهذه الطريقة التي تصيب القراء بالغثيان ، وتشعر الجمهور بأن هذا الشخص أو ذاك مفروض عليه فرضاً خارجاً عن حدود المعقول .
فالحمد لله أننا عرفنا عبد الرحمن بن مساعد شاعراً قبل أن نعرف علي المسعودي كاتباً ، وجرينا وراءه في بساتين الشعر ورياضه قبل أن يطاردنا علي المسعودي بجحيم الصحافة .

وفي الختام
شيء جميل أن يكون الإنسان كاتباً مرموقاً ، ولكن الأجمل أن يكون متزناً ، فالاتزان مطلب ضروري لكل إنسان ، ولاسيما رجل بحجم الأستاذ علي المسعودي .





http://www.shathaaya.com/vb/showthread.php?t=21306&highlight=%da%e1%ed+%c7%e1%e3%d3%da%e6%cf%ed









افتراء علي المسعودي







فكرتُ في بادئ ذي بدء بترك هذا الموضوع كلية وحذفه وراء ظهري ولكن أن يقوّلني الرجل ما لم أقله فهذا ما لا أرضاه ولا أسمح به . إن مسألة تجاهل الاسم فهو أمر متروك للرجل لأن أصحاب العقد النفسية يصعب التنبؤ بما يفعلون , علمًا بأنني كنتُ أصفه ب "الأستاذ" غير أنه تجاهلني بالكلية ف " كلُّ إناءٍ بالذي فيه ينضحُ " ومن حق شخصي المتواضع أن أعامل الآخرين بما يعاملونني به فهذه من أبسط الحقوق غير أن الأسس والمبادئ التي تربينا عليها لا تسمح لي بممارسة هذا السلوك لأنها تقف أمامي شامخةً كالسور الحديديِّ المنيع تصدني عن ممارسة هذا الحق .
يقول الأستاذ علي المسعودي : " ....ودعني أقول لك ما قاله هذا الكاتب فهو يقول بأن مدحي لهذا الشاعر يثير الغثيان ثم يختتم كتابته مادحًا نفس الشاعر الذي أثار مدحي أنا غثيانه " وكل من له أدنى بصيرة يدرك الفرق بين الثناء والتطبيل حيث قال الأستاذ الكريم : " وكان أبو الطيب المتنبي يندمج في الرؤى والرؤيا بينما يفحص أبو فراس الحمداني صوت القصائد وكان طرفة بن العبد سهر سيفه ... " فهذا التطبيل الإعلامي الممجوج ليس بحاجة إلى إيضاح بينما قال العبد الفقير كاتب هذه السطور غير ذلك الكلام وهو مبسوط في ردي على المسعودي أو في قراءتي المبسّطة لقصائد الرجل . ثم ينطلق الأستاذ النبيل الكريم المحترم متحدثًا على لساني " فقال عن هذا الشاعر بأنه أفضل شاعر منذ زمن ابن المعتزّ إلى هذا اليوم " وهذا تقوّل عليّ وافتراء على القراء الكرام فأنا لم أقل هذا الكلام حيث قلتُ : " فمشواره الشعري وأسلوبه المتميّز وخط سيره الفريد جعله يختلف كل الاختلاف عن كل شاعر أمير منذ عصر الشاعر والأمير والخليفة العباسي ابن المعتزّ إلى يومنا هذا " فكلامي وكلام المسعودي موضوعان بين الأقواس وكل من له ذرة من التفكير أو العقلانية يدرك افتراء الرجل . وقد قال قبل ذلك عن نفسه : " أنا قارنتُ هذا الشاعر بالمتنبي وأنت يا أخي قارنته بآلاف الشعراء ... " وليت المكان يتّسع لسرد كل ما قلتُه عن ذلك الشاعر سواءً في ردي على المسعودي أو في قراءتي المتواضعة عنه ليعرف القارئ الكريم مدى تخبّط هذا الرجل . ولكي أوضح للقارئ الكريم هذه المقارنة المزعومة التي قام بها الأستاذ علي بين الشاعر والمتنبي حيث يقول : " كان أبو الطيب يندمج في الرؤى والرؤيا " ثم قال : " يقال أن المتنبي غادر مع المغادرين وقد تخلّى عن بيته الشهير". ففي الكلام الأول منح المتنبي درجة المستمع الساذج وفي الكلام الآخر وصفه بمواطن مرتزق يبيع خزائنه الفكرية لمن يدفع أكثر . وأنا أسأل القارئ الكريم أين هذه المقارنة المزعومة ؟؟‍ وأين وجه الشبه والاختلاف بين الشاعرين ؟؟ .
إن قصة المهازل لم تقف مع الأستاذ عند هذه النقطة إذ تأزمت معه الحالة من انزلاقات فكرية وتحليلية إلى انزلاق من نوع آخر وهو انزلاق ثقافي كان من المفروض أن لا يقع به أمثاله حيث يقول عن كاتب هذه السطور : " يقول عن ابن المعتزّ بأنه خليفة عباسي وهو خليفة فاطمي " علمًا بأن الخلفاء الفاطميين الأربعة عشر لا يوجد بينهم من يحمل هذا الاسم وهم كما ذكرهم السيوطي – رحمه الله - : المهدي والقائم والمنصور والمعزّ والعزيز والحاكم والظاهر والمستنصر والمستعلي والآمر والحافظ والظافر والفائز والعاضد ـــ راجع تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 19 .
والمتتبع لهذه الأسماء يجد أن ابن المعتزّ أو المعتزّ ليس من ضمن هذه الأسماء . وابن المعتزّ صاحب كتاب البديع الشاعر والأمير والخليفة هو خليفة عباسي حكم المسلمين يومًا واحدًا أو أقل من اليوم الواحد ولكي تستفيد أكثر يا أستاذ علي آمل أن تقرأ التاريخ " جيدًا" قبل أن تزعجنا بهذه الثقافة المشبوهة

محمد مهاوش الظفيري
03-01-2009, 02:49 AM
الشعر حديقة عامة ومتنزة كبير , ةتجارب الشعراء وقصائدهم فيها مثل الزهور , والشاعر مثل ذلك الرجل الذي يتجول بين هذه الزهور , ولهذا قال الجاحظ : " المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعَجَمي والبدوي والقروي " , وقيل في مواقع أخرى " وقد يقع الحافر على الحافر " . ولو تتبعنا نصوص المتنبي الذي " ملأ الدنيا وشغل الناس " كما قال عنه الثعالبي - حسب ما أذكر - لوجدنا أنه سارق كبير , وقد ألف النقاد حول سرقاته الكتب والمصنفات , لكنها ذخبت تلك المؤلفات أدراج الرياح , وظلت قصائد المتنبي تتداولها الأيدي وفي صدور الرجال , ولا يعرف إلا المختصون تلك الكتب
الأوزان الشعرية والقوافي مسبوقون عليها , كما أن عدد حروف اللغة العربية ثابت ولم يتغير , لهذا فنحن نأتي بشيء مكرر بشكل عام ويبقى التميز يوافق عدد من الشعراء , والشاعر المحظوظ من علقت له قصيدة أو بيت من الشعر في أذهان الناس

وهناك فرق بين السرقة الشعرية والسطو
السطو : هو أن يدعي شاعر أحقيته بقصيدة شاعر آخر .
أما السرقة فهذا أمر مجاز به في مجال الشعر , كسرقة معنى أو فكرة , ويبقى التميز لمن تفوق في هذا المجال
يقول الشاعر الجاهلي
والنقع يوم طراد الخيل يشهد لي
والسيف والرمح والأقلام والكتب
ويقول المتنبي
الليل والخيل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ويقول أبو العتاهية
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
رب امرئٍ حتفه فيما تمناهُ
ويقول المتنبي
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ

ويقول تركي ابن حميد
والحـر لا دبـت عليـه اللواليـس
يشهر وعـن دار المذلـة يشومـي
ويقول مطلق الجربا - إذا لم أنسَ -
والحر لا صكت عليه المغاليب
يشهر وعن دار المذلة ينزّي
يقول الحميدي الثقفي :
مهو لازم اقطع دابر الشك بالتصديق
ولا هو ضروري تعكس أشعاري أخلاقي
ويقول نايف صقر
ما نيب من عاش لا يربح ولا يخسر
ولا هو ضروري تكون أفعالي أخلاقي

ويقول شاعر أجنبي , وأعتقد أنه شاعر ايطالي :
" قالت نيكول
فالتفت الناس جميعًا
كأنهم نيكول "
وهذا المعنى يتطابق مع بيت مشهور لفهد عافت
نادت مشاري , قالت الناس لبيّه
من زينها , كل الخلايق مشاري


من حق الشاعر الاستفادة من تجارب من سبقوه , أو من يرى أنه من الضروري له الاستفادة منهم