المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقد الثقافة العربية.


يحيى أحمد
03-07-2009, 06:53 PM
الثقافة كـ مقابل لـ Culture هي ما يميز مجتمع ما عن غيره من عادات و أخلاق و معتقدات، و إن كان هذا يختلف عن التعريف الشائع لها بأنها الرقي العلمي و الفكري للإنسان، لكن قلة هم من يمثل لهم هذا التعريف مفهوم، فـ نجد بالوقت الذي يساعد الأنترنت على سهولة الوصول لمختلف المعلومات تنمو فقط الثقافة الأدبية، جاعلة بهذا مفهوم الثقافة يتمحور حول الأدب و الفن بلا وجود كثير من فكر حقيقي أصيل، تلك الثقافة القاصرة هي بالتأكيد أحد عوامل قلة البحث العلمي و الفلسفي بالمجتمعات العربية، فـ هي ثقافة رفاهية أكثر من كونها إدراك للذات و للآخرين و للوجود ككل.

في الحقيقة شخصياً أعتبر مرونة المعتقدات أحد الخصال المكتسبة بشكل لاإرادي للمثقف، في حين أن العقل العربي جامد لإفتقاره للفكر حتى إن كان مثقف أدبياً، و مرونة المعتقدات هنا لا أعني به التخلي عنها و هو ما يخطيء به الكثير، بل مرونتها لـ تصبح بهذا قادرة على البقاء و التشكل تبعاً للتطورات الفكرية أو المجتمعية مع الحفاظ على جوهرها ثابتاً، فـ القول بأن الإنسان ناتج عن عملية تطور بيولوجي أو الإنفجار العظيم هو مصدر الكون ليس إنكاراً أو تخلي عن معتقد خلق الله للإنسان و الكون، بل يبقى الله هو خالق ظروف هذا التطور البيولوجي و خالق الإنفجار العظيم، هذا هو التشكل مع الحفاظ على الجوهر الذي أعنيه، فـ جمود الأفكار لا يؤدي بالنهاية إلا للتخلي عنها لعدم قدرتها على موافقة الواقع.

أقول أن مرونة المعتقدات ليس التخلي عنها، فـ إن كانت مرونة المعتقدات تدل على الثقافة فـ التخلي عنها لإدعاء الثقافة هو الجهل بعينه، فـ لم يكن الشذوذ يوماً يعني الثقافة ولا إتساع الإدراك، أخص هنا بالذكر تجربتين فشلتا في سعيهما للمرونة أو الثقافة الحقيقية، أولهم الليبرالية العربية، و لكي لا أعمم أشدد هنا على كلمة معظم، فـ معظم الفكر الليبرالي العربي لا ينصب على الفكر الليبرالية ذاته بقدر إنصبابه على إنكار المعتقدات الشعبية و الدينية، بأسلوب خالف تُعرف هو معظم هذا الفكر الليبرالي، و إن كانت الليبرالية فكر يلزم إحترامه فـ الليبرالية العربية كاد أن يكون شغلها الشاغل إنكار المعتقدات الدينية و الله خصوصاً.

أما التجربة الثانية فـ هي تجربة مجلة جسد حديثة النشأة، “مجلة ثقافية فصلية متخصصة في آداب الجسد و علومه و فنونه” هو ما صاحب عنونها، لا أنكر أن للجسد فنون برع فيها عدة مجتمعات في التاريخ البشري لذا قبل الإطلاع عليها إستبشرت خيراً، لكن عددها الأول لا يبشر بأي خير، فـ بخلاف الحكايا الجنسية و محاولة تطبيعية للقذارة و أخرى للكانيبالية لا فن أو أدب أو ثقافة، بلا إشارة للأخطاء الفلسفة في المحاولة الأولى و الطبيعية في المحاولة الثانية أقول أن الثقافة لم تكن يوماً مرادفة للشذوذ، و إن كان الشذوذ أسرع الوسائل لجذب إهتمام ضخم لفترة زمنية قصيرة.

ينقلنا هذا للنقطة الأخيرة و هي الفكر و المعايير الأخلاقية فـ نجد أن كثير من المثقفين لهم فكر هم أنفسهم غير مستعدين لتطبيقه، فـ نجد كثير من دعاة الحرية الغير مستعدين للتطبيق الحقيقي لتلك الحرية بفكرهم على أسرهم أو مجتمعهم نظراً لأن القناة بين الفكر و المعايير الأخلاقية قناة مغلقة دائماً فـ تبقى المعايير الأخلاقية مكتسبة من المجتمع و عاداته على عكس الفكر، فـ تلك الإزدواجية بين واقع المثقف العربي و فكره هي واحدة من العيوب المنتشرة بثقافتنا العربية بالإضافة لما سبق ذكره.

قايـد الحربي
03-07-2009, 07:56 PM
يحيى أحمد
ــــــــــــ
* * *



نُرحْبُ بكَ فيْ أبْعَاد ،
وَ نَتَشرّفُ بِفكْركَ الوضّاء .

:

أولاً : مِنَ الخَطَأ أنْ يَكوْنَ الحُكمُ عَلى الكُلّ / الثّقافَةِ
مِن خلالِ الْجُزْء - هَذا إنْ آمنّا بِفَشلِ ذَلكَ الجُزْء بَعدَ إيْمَانِنا بِأنّهُ جُزء - ،
فمَثلاً لا يُمْكنُني اعْتِبارَ مَجَلةٍ مَا بِأنّهَا مِقياسٌ للثّقافَة وَ فَشلهَا هُوَ
فَشَلٌ لِتلكَ الثّقافَةِ .

تقُولُ :
" و إن كانت الليبرالية فكر يلزم إحترامه فـ الليبرالية العربية كاد أن يكون شغلها الشاغل إنكار المعتقدات الدينية و الله خصوصاً."

لَمْ أرَ الليْبراليّة العَربيّة تُنكرُ الدّينَ وَ الله ، حَتّى أولئكَ المُنشَغلوْنَ فيْهَا وَ المُنتَموْنَ
إليْهَا لمْ يَكُن طَرْحُهم مُتّجهَاً لِذَلِكَ ، بَلْ لَيْسَ مِنْ صَالِحهمْ ذَلكَ وَ هُمِ المُريْدُوْن إقْنَاع
الجَميْع بَهَا .

:

يحيى أحمد
كُلّ التّرحيبِ بكَ
وَ الشّكرُ لكَ .

فاطمة العرجان
03-07-2009, 09:16 PM
ينقلنا هذا للنقطة الأخيرة و هي الفكر و المعايير الأخلاقية فـ نجد أن كثير من المثقفين لهم فكر هم أنفسهم غير مستعدين لتطبيقه، فـ نجد كثير من دعاة الحرية الغير مستعدين للتطبيق الحقيقي لتلك الحرية بفكرهم على أسرهم أو مجتمعهم نظراً لأن القناة بين الفكر و المعايير الأخلاقية قناة مغلقة دائماً فـ تبقى المعايير الأخلاقية مكتسبة من المجتمع و عاداته على عكس الفكر، فـ تلك الإزدواجية بين واقع المثقف العربي و فكره هي واحدة من العيوب المنتشرة بثقافتنا العربية بالإضافة لما سبق ذكره.



هنا أصبت قلب الحقيقة أستاذ يحيى ..
فكر بعض المثقفين يبقى فكرٌ مجرد ..
نظريٌ يستحيل أن يطبقه المثقف ولو كانت كلماته
توحي للقارئ بأنه راعي الفكرة والمطبق الأول لها ..

,

صادفتُ شيئاً من ذلك

::

شكراً لك عليك

http://www.arabsys.net/pic/wrod/2.gif

يحيى أحمد
03-07-2009, 09:48 PM
قايد الحربي،..
في الحقيقة حين أن أقول العقل العربي لا أعني كلاً بل غالبية لهذا أشدد على كلمة معظم، فـ مجلة و إن كانت لا تعتبر مقياس للثقافة عامة فـ هي مثال كما ذكرت، و بالأخص أنها تحوذ إعجاب الكثير من الطبقة المثقفة بإعتبارها نور حرية بنفق مظلم، و لك أن تتابع الإهتمام المتزايد حولها من لقاءات و غيره، و كذلك حديثي عن الليبرالية العربية فـ لا أنكر أن مدركي معنى الليبرالية لهم فكر يجب إحترامه كما ذكرت، فـ كثير من المنتديات "الليبرالية" لا تجد بها إلا سب و إنكار، كلٌ في سعي لـ يُدعى مثقف عبر تلك "الليبرالية"، و للأسف حين مقارنة عدد تلك الأوهام بالأوائل، هم معظم.
أزيد ترحيبك ترحيباً بك في مساحتي تلك.

عبدالعزيز رشيد
03-07-2009, 10:03 PM
يحي أحمد أحطت بالكثير الكثير بمقالك أشكرك أوّلا على أجمل اللحظات التي قضيتها في قراءة مقالك

لو اتّجهت إلى معرض الكتاب _حسب ماقيل لي_ أغلب الموجود روايات وأكثر الدور زحاما هي دار"الساقي" المتخصّصه في الروايات السعوديّة هذه الدار ذكيّة تجاريّا فتحت المجال للسعوديين المتعطّشين للتعبير مع علمٍ بأنّ هنالك من هم على استعداد لإقتناء أيّ شيء في سبيل نبش الخافي من المجتمع

لايوجد هنالك فكر عربيّ لو أردت البحث عن أغلب المثقّفين ستجدهم روائيين وليسوا مفكّرين اوروبّا ليست مدينة لفيكتور هوغو ولادوستوفسكي بقدر ماهي مدينة لـ كنت وفولتير,بالجانب العربيّ هنالك قلّة وغير معلومة بقدر الروائيين كـ د.علي الوردي ومحمّد أركون والشيخ محمّد عبده وكما قلت الميل للجانب الترفيّ - وليس بعيب ولانقص بل ثريّ ومثريّ لكن التركيز فيه بتجاهل الجانب الآخر يعتبر اختلال بالتوازن الثقافيّ

دعك من قول الليبراليّة العربيّة لايوجد ليبراليّ عربيّ كيف لنا أن نعتقد ذلك وهم يقحمون أنفسهم بالدين كثيرا متناسين أنّ مؤسّسها جون لوك طالب بطرد الملحدين ومنكرين الدين! وكذلك هل لنا أن نعلم أن العديد من المثقّفين العرب وخاصة أيّام السبعينات تبنّوا الفكر الشيوعيّ والاشتراكيّ ليس إيمانا بمبادئها بقدر ماكانت موضة كما قال خالد القشطيني الكاتب العراقيّ الذي عايش ولادة الحزب الشيوعيّ العراقيّ - اوروبّا تنفظ بقايا ذلك الفكر وهنا نجد من يحاول احياءها!,إن كانت هنالك ليبراليّة فهي بالتأكيد ليست الليبراليّة المعروفة(الغربيّة) والتي أسّسها جون لوك بل شيء آخر لم نره من قبل

وللحديث عن الجانب العلميّ علي مصطفى مشرفة العالم الراضيّ الذي أشاد به انشتين لم يمشي بجنازته أكثر من 6 أشخاص!

مؤمن بأنّ عندنا فكر لكن شحيح

تحيّاتي لك

أسمى
03-07-2009, 10:11 PM
أولاً :
تتشرفـ بك أبعاد أدبية و نحن.







.ثُم..
*أستطيع أن أقول أنني مؤيدة تماما لجميع ما جئت بهـ..
لكن وبالنسبة للعقل العربي فهو يختلف عن غيره وذلك بسبب نوعية الثقافة الأصلية
والمترسبة والعادة والعُرف أضِف إلى كون بعض الجمود فيهـ جِبلَّة قُرِنت بهذا الـتقديس
للعادات والتقاليد الراسخة خاصةً مع ربط بعضها بالدين ربطاً آلياً بلا فهم أو وعي.

*وقفت متأملة للفظة ( ثقافة رفاهية ) وكأني بها تعريفٌ موجز لفكرة تبرُق أحياناً
في ذهني فـ ثقافتنا باتت أدباً واصفا لمرحلة حُب أو حال أو هيئة حتى نشط الادب الوصفي
للجسد _لأن ذلك ربما يستدّر جود القراءة ..ممم لنوعية الطلب ربما.
لذلك وحينَ تقف أمام فترة من كتابات من نفس النوعية
تتساءل أين الهدف..؟أين الفائدة.؟! قد تكون وقفة عند
مفترق طُرق وقد تكون مجرد تساؤل بلا جدوى أو رغبة
بالتغيير..
...
*ولتضع يدك على مصدر الخلل :
فـأنا أراه كما أُردد دائماً حتى ضجرت :
حال اخفاق برنامج ما أو فكرة فليسَ معنى ذلك فشلٌ فيه بل في طريقة تطبيقه ،أو
عدم فهمهـ،أوعدم الإلمام بهـ.
لذلك فأنت مُعرض للخيبات دائما خاصة مع حماسٍ مُسبق لفكرةٍ ما جماعية.

عموماً الثقافة العربية بخير حين اعتزاز بالتاريخ والذات ،
وحال ثبات الخطوات، وإختيار الأروع من بين الفُضليات.

..

..
يحيى أحمد..
أضأت حيثُ حللت فِكراً ،روحا
سعيدة بك وأكثر.

يحيى أحمد
03-07-2009, 10:36 PM
فاطمة العرجان،..
تماماً، حتى أن بعض من يغالوا في حرية فكرهم يدفعوني للتساؤل أيعقل أن أسرهم/أطفالهم يحظون بنفس الحرية !.
فقط غريبة كل تلك الإزدواجية.
دمتِ بـ سلام.

حمد الرحيمي
03-08-2009, 08:07 PM
يحيى أحمد ..



أهلاً بك كثيراً في أبعاد [ الأدب ] ...




سعداء بوجود مثل هذا [ القلم ] بيننا و سعداء بمنحه إيانا شرف القراءة و التفاعل معه ...


اسمح لي أن أقتطع ما لا أتفق معه و أعرضه على السيد المرن [ عقل ] ...






في الحقيقة شخصياً أعتبر مرونة المعتقدات أحد الخصال المكتسبة بشكل لاإرادي للمثقف، في حين أن العقل العربي جامد لإفتقاره للفكر حتى إن كان مثقف أدبياً، و مرونة المعتقدات هنا لا أعني به التخلي عنها و هو ما يخطيء به الكثير، بل مرونتها لـ تصبح بهذا قادرة على البقاء و التشكل تبعاً للتطورات الفكرية أو المجتمعية مع الحفاظ على جوهرها ثابتاً، فـ القول بأن الإنسان ناتج عن عملية تطور بيولوجي أو الإنفجار العظيم هو مصدر الكون ليس إنكاراً أو تخلي عن معتقد خلق الله للإنسان و الكون، بل يبقى الله هو خالق ظروف هذا التطور البيولوجي و خالق الإنفجار العظيم، هذا هو التشكل مع الحفاظ على الجوهر الذي أعنيه، فـ جمود الأفكار لا يؤدي بالنهاية إلا للتخلي عنها لعدم قدرتها على موافقة الواقع.






فمسألة اعتبار العقل العربي عقلاً جامداً و مفتقراً للفكر فهذه مسألة فيها نوعٌ من المبالغة في جلد الذات ...

و مسألة [ الربط ] بين [ التخلي ] و [ الجمود ] مسألةٌ ستؤدي إلى اعتبار رفض أي [ خطأ ] هو بمثابة [ جمود ] ....

و أيضاً عملية [ رفض ] نظرية التطور هي في ذاتها عملية عقلية / علمية واعية [ مرنة ] لا تعني [ الجمود ] مطلقاً ...








يحيى أحمد ...


قلمٌ و فكرٌ [ مرنٌ :) ] نعتز بوجوده بيننا .. فأهلاً بك كثيراً ...









مودتي ...

يحيى أحمد
03-09-2009, 11:45 AM
عبد العزيز رشيد،..
لم أختبر زيارة شخصية لمعرض الكتاب لكن الأصدقاء حين سؤالهم لم يذكروا فيما حصدوه إلا روايات فروايات، ثم عند السؤال عن وجود للفكر الوجودي المحبب لي كانت إجابتهم واضحة جداً، "ربما في الكتب الأجنبية" !
لم تكن فقط واضحة بل مؤلمة، خاصة حين أن أدركت كم أني لم اقرأ لها إلا في ندرة عربية و قلة أجنبية مترجمة و كثرة أجنبية، فعلاً ليس نقصاً أن نملك ثقافة الرفاهية، فقط كونها الغالبية هو كل النقص.
أما عن الليبرالية العربية فقد ذكرت بتركيز ما أحاول قوله، "موضة"، تماماً !، كما قلت هي شيء آخر، فقط مسمى واحد، ثم و للجانب العلمي أضع صمتاً لأن حاله أبلغ من أي كلمات.

كل الود.

يحيى أحمد
03-09-2009, 11:46 AM
قيد من ورد،..
نقطتك الأولى فعلاً مهمة، النموذج العربي للإنسان مختلف عن أي نموذج شرقي أو غربي آخر، لذا إستيراد الأفكار الناجحة لنماذج ما لا يشير بأي شكل لإحتمال نجاحها لنا، لكن بخصوص الجمود فـ هو سلبية بالرغم من تعمق جذورها في الزمن إلا أن التخلص منها بهذا العصر خصوصاً أراه يرقى لواجب ديني، حتى لا تتسع الهوة بين الدين أو المعتقدات و العلم فـ ينتهي بنا كـ أوروبا الحديثة و الكنيسة الكاثوليكية.
ثم أن التركيز الشديد على الأدب و إن كان يفي ببعض من هرم الحاجات البشرية لكنه لا يحوي الكثير من الفائدة، كما تفضل عبد العزيز يبرز المفكرين أولاً ثم الأدباء، ما نحن فيه شذوذ.

الشرف لي بسطرك.

يحيى أحمد
03-09-2009, 12:21 PM
حمد الرحيمي،..
تلك النقطة بالذات لم أزدها توضيحاً إلا لأن لي حديث مكمل لها قريباً، فـ لا ربط الرفض و الجمود، بل هو ربط بين رفض المثبت و الجمود، مثلاً رفض نظرية التطور لا يستند لدينا إلا للجانب الديني، و هذا ليس فقط لقلة المعرفة العلمية، لكن لأنها تخطت كونها مجرد نظرية و يعلم العالم أنها صحيحة بغالبها مثلها مثل نظرية التضخم أو النسبية، نعلم أن أغلبهم أو الفكرة العامة صحيحة لكن نقاط صغيرة تظل تحتمل الخطأ، فلا توجد دلائل علمية تخالفها، لذا فرفض نظرية التطور مستندين على الجانب الديني هو جمود لأنه غير مبرر، ترقب التالي.

لك كل إحترامي.

منصور الرحيمي
03-09-2009, 10:24 PM
الأخ الكريم يحيى...

أوافقك على مجمل الفكرة، ولا أشتت الموضوع بالأخريات.


شدّني تكرارك لمثال ( نظرية التطور )، فقلتَ في بعض المرات:



مثلاً رفض نظرية التطور لا يستند لدينا إلا للجانب الديني، و هذا ليس فقط لقلة المعرفة العلمية، لكن لأنها تخطت كونها مجرد نظرية و يعلم العالم أنها صحيحة بغالبها مثلها مثل نظرية التضخم أو النسبية، نعلم أن أغلبهم أو الفكرة العامة صحيحة لكن نقاط صغيرة تظل تحتمل الخطأ، فلا توجد دلائل علمية تخالفها، لذا فرفض نظرية التطور مستندين على الجانب الديني هو جمود لأنه غير مبرر



الداروينية والداروينية الحديثة هي ( فرضية ) وليست ( نظرية )، ولم تثبت بدليل علمي إلى اليوم، بل قامت النظريات العلمية الصحيحة بنقضها من جذر الفكرة: فالكون يسير إلى الانحلال لا إلى التطور.


وليس في تاريخ العلمي البشري ( فرضية ) لجأ أنصارها إلى تزوير الأدلة والتضليل والحيدة كما فعل أنصار الداروينية والداروينية الحديثة!


وتصح فرضية التطور دليلاً على بعض ما ذهبتَ إليه؛ ففقدان أنصار فرضية التطور لـ ( مرونة المعتقدات ) حين آمنوا بفرضية التطور مستندين على إقصاء الجانب الديني فحسب هو جمود لأنه غير مبرر ... ـ وهو كلامك بعينه ـ.

يحيى أحمد
03-10-2009, 03:16 PM
منصور الرحيمي،..
منذ بدايات القرن الماضي توقف العلم عن إتخاذ خطوات واسعة في الإستنتاجات المستمدة من شواهد ظاهرية، الداروينية إن كانت قد بُنيت على شواهد ظاهرية، فاليوم علم بيولوجيا التطور و العلوم بشكل عام تبنى على أسس قوية، فالحفريات و الدلائل الجينية و أساليب التحليل المستخدمة تبعد إحتمال الخطأ، اليوم تختلف نظرية التطور كثيراً عما كانت عليه فيما مضى، لكن لأن المجال ليس لهذا الحديث أدعوك لـ هذا (http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=405)، أما عن إنحلال الكون إن كنت تعني به التضخم فهذا شيء مختلف تماماً.
لذا نظرية التطور حالياً تتخطى بمراحل رفض الجانب الديني، بل هي مبنية على أسس علمية موضوعية تماماً، بشكل عام تستطيع أن تتجاهل مثال نظرية التطور بأكمله و تستبدله بمثال الإنفجار العظيم أو أي قضية علمية أخرى تنال الرفض الديني لتصل للفكرة التي أعنيها.

يشرفني نقدك.

عائشه المعمري
03-13-2009, 02:05 AM
القدير : يحيى أحمد
أهلاً بك

قبل الحديث عن الثقافة ، يَجب أن نُشكل مَفهوماً لها في أذهاننا ، ما هي الثقافة هل هي التراكم العلمي والفكري كَما يُشير إليه المفهوم الشائع عالمياً ، أم هي تراكمات أوجدها المُجتمع تُميزه عن غيره كَما أشرت ..
وما أوجه التقارب بين المفهومين ،
وأي مُنهما يُمكن أن يُمثل ثقافتنا العربية ..
بالطبع سأقول الثاني ، ومن الأول حتى لا أظلم ثقافتنا العربية ، ( نصفه ) ..

لو تتبعنا تاريخ العرب ،
نعم ، يُمكن الجزم على ان تجد لهم بصمه في محاولتهم بالرقي في الجانب العلمي والفلسفي والفني والأدبي بـ شكل كبير ،
فكم من العلماء العرب ، الذين أخُذ منهم فيما بعد من قِبل الغرب ، وبنوا عليهم علمهم الحالي .. !!

أما الآن ، لم يَتبقى سوى التركيز على مجال الفنون والأدب والفلسفة ،
وحينما تقول أن العقل العربي جامد ، فهذا يعني أن هُناك تَشوه في فهم المفردات حَوله ، وضيق أفق
أو ثمه ما يُعيق المُرونه في الإدراك والتعامل ،

لـ نعود قَليلاً إلى مثال المجلة ، أجده مثال واضح على تدهور ثقافتنا العربية ، التي بدت تفقد ملامحها
والسينما ، هو ثقافة بحد ذاته ، شيء يجب ان لا نتجاهله .. في واقعنا ،، لما نجده يَصب في قالب واحد ، لا يَبتعد عما ترنو إليه المجله .. ألا يرتبط ذلك بـ ثقافتنا العربية ،
التي طغت عليها مفاهميم أخرى ، كـ الربحية ..!!


لا ننكر كل مُنجزات الإنسان العربي في التاريخ ،
ولكن البكاء على أمجاد الأجداد لا يَكفي ..!!


فنحن نحتاج إلى إعاده تشكيل لـ ثقافتنا ، التي بدت في ترنح بين أن نفهمها بشكلها الصحيح وبين ما يُفهمنا واقعنا إياها






يحيى
الآن بإختصار أشعرتني بأنني قرأت مقال حَقيقي
كامل المعنى والمضمون ب ـتماسك رائع
بالفعل هو نقد بـ مفهوم النقد ، لـ الثقافة العربية

يحيى أحمد
03-16-2009, 02:58 PM
عائشه المعمري،..
تحديدكِ لنوعية الثقافة العربية دقيق تماماً، فـ بالرغم مما كان بماضينا من نهضة علمية و فلسفية كما النهضة الأدبية، إلا أن ما ورثناه عنهم هو الأخيرة فقط، فـ حتى بالفلسفة أجد ما قد ندعوه فلسفة هو تفكر متناثر في أمور حياتية أو نقاط جمال، لا فلسفة حقيقية كما كانت الفلسفة دائماً، فعلاً البكاء على ما مضى لا يكفي إطلاقاً.
المجلة في الحقيقة و إن كان لها السبق في الذهاب لهذا المستوى، إلا أنها مجرد واحدة من مئات الإعتدائات اليومية بمنتديات أو مجلات أو حتى فضائيات على تقاليد المجتمع جداً غير مستعد للتخلي عنها بشكل "نظيف".

يروقني وجود أفقكِ هنا، بإتساعه و إعتداله، تقدير يلفه إحترام.