يحيى أحمد
03-10-2009, 03:35 PM
مرت عدة عقود على ظهور نظرية التضخم، لكن يبدو أن العلماء الأن لا ترضيهم تلك الدقة في القوانين الفيزيائية التي تفترض نظرية التضخم ظهورها خلال الكسور من الثانية الأولى من الإنفجار العظيم، فإختلاف طفيف في أي رقم كان ليلغي إحتمال ظهور كائنات حية بالأساس، ليصبح بهذا سبب التنظيم الدقيق الذي يحكم كوننا هو أحد أغمض الأسئلة بعلم الكونيات حالياً.
الحكاية طويلة لكنها تبدأ من الإنفجار العظيم، حيث لم يكن لا زمان و لا مكان حدث إنفجار قوي للزمان و المكان و المادة و الطاقة، و خلال ثواني قليلة تضخم هذا الكون الوليد ملايين أضعاف حجمه ببداية الإنفجار، و تكمل نظرية التضخم النموذج بسلاسة فتقول أن الكون إستمر بالتمدد خلال بلايين الأعوام و ما زال يتمدد حتى الأن، لكن مع حدوث دراسات متعمقة أكثر لنتائج النظرية وُجد أنها تخالف بعضاً من الأرصاد الفلكية كمتوسط كثافة المادة في الكون مما دفع العلماء لمحاولات تحسينية للنظرية في سبيل موافقة الأرصاد الفلكية و تقديم تفسير للنظام الدقيق بكوننا فأستخدم الفيزيائيون ما يدعى الحقول المدرجة scalar fields، و هي حقول تملأ الكون كله و تؤثر في الجسيمات الأولية فتكسبها ثقلاً.
تلك الحقول المدرجة هي أحد العوامل التي تسبب تمدد الكون كما أنها أهم عوامل حدوث التضخم السريع جداً للكون في بداية عمره، لتبسيط مفهوم الحقول المدرجة تخيل قطعة مطاط لزجة مُط جزء منها بشكل جبلي، فـ بطبيعته يعود هذا الجزء للمستوى الطاقة الأقل فخلال إنخفاضه يدفع بقية القطعة للتمدد و يكون الإنخفاض في البداية أسرع بكثير مما بالنهاية، و كذلك هي الحقول المدرجة فـ الإنفجار العظيم صاحبه حقل عالي الطاقة جداً بحيث أنه خلال إنخفاضه ضخم حجم الكون بمقدار يبلغ 1 و على يمينه تريليون صفر، أي 10 أس 10 أس 12، أو 10 أس تريليون سنتيمتر، و هذا فقط خلال 10 أس - 35 ثانية من بدء الكون، و يبدو هذا الحجم ضخم بشكل يفوق التخيل علماً أن مساحة الجزء الذي نستطيع رؤيته من الكون بالغ 14 بليون سنة ضوئية أو 10 أس 28 سنتيمتر فقط، هنا يجب ذكر أن الحقل المدرج لا يضخم و يمدد الكون فقط بل أن خلال إنخفاضه يفقد طاقته على صورة جسميات أولية.
بشكل أبسط لا نضطر بهذة النظرية إفتراض تمدد الكون بشكل متساوي فـ التضخم الحادث ببداية الكون راجع فقط لقيمة الحقل المدرج بكل منطقة، فـ يتضخم الكون في المناطق ذات حقل عالي فيما يسمى التضخم الفوضوي، تلك الفكرة في الحقيقة أبسط بكثير من التضخم المنتظم للكون المفترض سابقاً حيث لا يفترض وجود قيمة متساوية للحقل المدرج بالكون كله، و في مثل هذا النموذج يزيد تعقيد الفضاء فـ يكون مملوءاً بتغيرات كمومية صغيرة يمكن إعتبارها تموجات في الحقول الفيزيائية فـ بسبب الكون المتضخم تُمط تلك التموجات إلى أن تصبح بكبر كاف للتأثر بتباطيء إنخفاض الحقل المدرج في إقترابه من الطاقة الأدنى فتتوقف عن الحركة، ثم بتمدد الكون تُمط تموجات جديدة و تتراكم على السابقة مما يزيد بالنهاية قيمة الحقل المدرج بمناطق عن مناطق أخرى مما يساعد على تجمع المجرات.
لكن أهم ما يميز تلك التموجات المتراكمة أنها بأحيان نادرة جداً تزيد الحقل المدرج بدرجة كافية لأن يبدأ تضخم جديد، فـ يكون الكون العام بهذا الشكل عبارة عن فقاعات تصدر منها فقاعات أخرى حين أن يصل الحقل المدرج للطاقة الكافية لإحداث تضخم و هكذا إلى ما لا نهاية، و بالرغم من أن بعض الفقاعات -الأكوان المحلية- قد تنتهي إلا أن الكون العام ككل لا ينتهي أبداً فـ أفرع الفقاعات تزداد بشكل مضطرد مع الزمن، و تلك الفقاعات ليست كلها متشابهة في القوانين الفيزيائية فـ بوجود أنواع أخرى عديدة من الحقول المدرجة قد تخرج فقاعات لها قوانين فيزيائية مختلفة بل أن التغيرات الكمومية ببعض الحالات قد تكون قوية لدرجة تغيير عدد الأبعاد ذاتها.
في ظل هذا النموذج العشوائي لتضخم الكون نجد أن الإنفجارات العظمى أصبحت جزء من التضخم المتكرر، كما أن كوننا المحلي المرئي لنا لا يميزه شيء بل هو نتاج طبيعي للإحتمالات المتناهية العدد لترتيب المادة و القوانين الفيزيائية، لكن تلك النقطة الأخيرة لضخامتها نمنحها حديثاً خاصاً عما قريب.
هذا المقال إختبار لمدى الإهتمام الوجودي هنا لتحديد نوعية نشاطي.
الحكاية طويلة لكنها تبدأ من الإنفجار العظيم، حيث لم يكن لا زمان و لا مكان حدث إنفجار قوي للزمان و المكان و المادة و الطاقة، و خلال ثواني قليلة تضخم هذا الكون الوليد ملايين أضعاف حجمه ببداية الإنفجار، و تكمل نظرية التضخم النموذج بسلاسة فتقول أن الكون إستمر بالتمدد خلال بلايين الأعوام و ما زال يتمدد حتى الأن، لكن مع حدوث دراسات متعمقة أكثر لنتائج النظرية وُجد أنها تخالف بعضاً من الأرصاد الفلكية كمتوسط كثافة المادة في الكون مما دفع العلماء لمحاولات تحسينية للنظرية في سبيل موافقة الأرصاد الفلكية و تقديم تفسير للنظام الدقيق بكوننا فأستخدم الفيزيائيون ما يدعى الحقول المدرجة scalar fields، و هي حقول تملأ الكون كله و تؤثر في الجسيمات الأولية فتكسبها ثقلاً.
تلك الحقول المدرجة هي أحد العوامل التي تسبب تمدد الكون كما أنها أهم عوامل حدوث التضخم السريع جداً للكون في بداية عمره، لتبسيط مفهوم الحقول المدرجة تخيل قطعة مطاط لزجة مُط جزء منها بشكل جبلي، فـ بطبيعته يعود هذا الجزء للمستوى الطاقة الأقل فخلال إنخفاضه يدفع بقية القطعة للتمدد و يكون الإنخفاض في البداية أسرع بكثير مما بالنهاية، و كذلك هي الحقول المدرجة فـ الإنفجار العظيم صاحبه حقل عالي الطاقة جداً بحيث أنه خلال إنخفاضه ضخم حجم الكون بمقدار يبلغ 1 و على يمينه تريليون صفر، أي 10 أس 10 أس 12، أو 10 أس تريليون سنتيمتر، و هذا فقط خلال 10 أس - 35 ثانية من بدء الكون، و يبدو هذا الحجم ضخم بشكل يفوق التخيل علماً أن مساحة الجزء الذي نستطيع رؤيته من الكون بالغ 14 بليون سنة ضوئية أو 10 أس 28 سنتيمتر فقط، هنا يجب ذكر أن الحقل المدرج لا يضخم و يمدد الكون فقط بل أن خلال إنخفاضه يفقد طاقته على صورة جسميات أولية.
بشكل أبسط لا نضطر بهذة النظرية إفتراض تمدد الكون بشكل متساوي فـ التضخم الحادث ببداية الكون راجع فقط لقيمة الحقل المدرج بكل منطقة، فـ يتضخم الكون في المناطق ذات حقل عالي فيما يسمى التضخم الفوضوي، تلك الفكرة في الحقيقة أبسط بكثير من التضخم المنتظم للكون المفترض سابقاً حيث لا يفترض وجود قيمة متساوية للحقل المدرج بالكون كله، و في مثل هذا النموذج يزيد تعقيد الفضاء فـ يكون مملوءاً بتغيرات كمومية صغيرة يمكن إعتبارها تموجات في الحقول الفيزيائية فـ بسبب الكون المتضخم تُمط تلك التموجات إلى أن تصبح بكبر كاف للتأثر بتباطيء إنخفاض الحقل المدرج في إقترابه من الطاقة الأدنى فتتوقف عن الحركة، ثم بتمدد الكون تُمط تموجات جديدة و تتراكم على السابقة مما يزيد بالنهاية قيمة الحقل المدرج بمناطق عن مناطق أخرى مما يساعد على تجمع المجرات.
لكن أهم ما يميز تلك التموجات المتراكمة أنها بأحيان نادرة جداً تزيد الحقل المدرج بدرجة كافية لأن يبدأ تضخم جديد، فـ يكون الكون العام بهذا الشكل عبارة عن فقاعات تصدر منها فقاعات أخرى حين أن يصل الحقل المدرج للطاقة الكافية لإحداث تضخم و هكذا إلى ما لا نهاية، و بالرغم من أن بعض الفقاعات -الأكوان المحلية- قد تنتهي إلا أن الكون العام ككل لا ينتهي أبداً فـ أفرع الفقاعات تزداد بشكل مضطرد مع الزمن، و تلك الفقاعات ليست كلها متشابهة في القوانين الفيزيائية فـ بوجود أنواع أخرى عديدة من الحقول المدرجة قد تخرج فقاعات لها قوانين فيزيائية مختلفة بل أن التغيرات الكمومية ببعض الحالات قد تكون قوية لدرجة تغيير عدد الأبعاد ذاتها.
في ظل هذا النموذج العشوائي لتضخم الكون نجد أن الإنفجارات العظمى أصبحت جزء من التضخم المتكرر، كما أن كوننا المحلي المرئي لنا لا يميزه شيء بل هو نتاج طبيعي للإحتمالات المتناهية العدد لترتيب المادة و القوانين الفيزيائية، لكن تلك النقطة الأخيرة لضخامتها نمنحها حديثاً خاصاً عما قريب.
هذا المقال إختبار لمدى الإهتمام الوجودي هنا لتحديد نوعية نشاطي.