شيخه الجابري
04-23-2009, 10:41 PM
ماذا لو تصوّرنا مسمارا في جدار
الجدار من ورق
الورق رقيق شفاف
ماذا سيحدث؟
هل يثبت المسمار؟
هل يتمزق الجدار؟
وكيف يمكننا تعليق اللوحة؟
هي مجرد أسئلة...
حياتنا أصبحت كجدار الورق،واهية،مهلهلة،سريعة التمزق،سريعة الانطواء،سريعة الاحتراق،سريعة الانطفاء،بديهية الذوبان.
ماذا لو حاولنا اختراق هذا الجدار؟
ترى هل نجد مسمارا آخر نعلّق عليه أحلامنا،طموحاتنا،أهدافنا،سائرون نحن ولكن،إلى أين؟
بعضنا يفكّر في الانسلاخ عن ذاته،والظهور بجلد آخر متنكر بملابس بالية متهتكه.
بعضنا لديه انتماء لنفسه،ويظل محافظا عليها حتى الرمق الأخير.
بعضنا يتملق في سبيل حصوله على الأشياء،وبكل أسف يحصل عليها والوسائل كثيرة.
وفي كل الأحوال نبقى جميعا تائهون تحت جدار في أعلاه مسمار!
الحياة صارت عربات تجر عربات ،شباب راح ضحية المسمار والسيارة،أوليسَ المسمار من أساسيات صنعها؟
إذن هو خطير حد القتل.
بناتنا تتنازعهن طموحات كثيرة،أغلبها مصنف في قائمة "التابو" وبعضها دمّرته الواقعية المقيتة،وبعضهن مازلن في المنازل ينتظرن الفارس ذو الحصان الأبيض حتى غدون كمسمار في جدار ،والجدار كالعادة من ورق...
أطفالنا تتنازعهم طوائف شتى،مبادئ شتى،قيم غريبة،هم كالمستجير من الرمضاء بالنار! بين الخادم والخادمة ضاعت الطفولة.
في المدارس الطفل في حالة شتات، بعد انتهاء دوامه التقليدي يقف عند بوابة المدرسة ينتظر والده بلهفة طفولية وبراءة بديهية ،يطل برأسه فيجده واقفا بعمامته البيضاء وكأنها الجبل في علوها،إنه السائق الباكستاني المخول باصطحابه إلى المنزل،يترجل الطفل راكبا منطفئ الحلم واهي العزيمة وفي ذهنه سؤال أين أبي؟أين أمي؟ لماذا لم يحضرا وقذفا بي بين يدي هذا الرجل الغريب.
صورة أخرى :
الطفل في المستشفى،بين يدي الخادمة،هو معتل صحيا ومحجوز لعدة أيام معه الخادمة،وهو في حاجة إلى حنان الأم،ودهشة الأم،ولهفة الأم،كل ذلك غائب عن عالمه الشفاف الحالم،ترى أين منا حنانا قد جف،وأم ضاعت بين الحارة والهاتف.
صورة أخرى :
طفل يجوب المكتبة يبحث عن أشيائه الصغيرة، فرحٌ سعيدٌ بالمدرسة ودرس الفن المنتظر،وفي المكتبة الخادمة تنتقي ألوانه،دفاتره،وهو يراقب،تشتري ماذا؟ لايهم،ما هو السعر؟ أيضا لايهم السيولة موجودة والحنان غائب؟
صورة أخرى :
طفل ٌ يلهو،يلعب،لعبته جميلة،حلواه لذيذة،يغني مع الأطفال عيد ميلاد سعيد،ومن الخلف يد تجذبه إلى الوراء،إنها الوجه الآخر،الخادمة قررت العودة ولم ينته حفل صديقه بعد،والأم هناك تلهو مع اشيائها الكثيرة؟
إلم أقل لكم أنه مسمار في جدار،الجدار من ورق،مثقوب من نصفه يتساقط الجدار،يتطاير الورق.
إضاءة :
هذا المقال كُتب ونُشر في جريدة الاتحاد في شهر مارس من عام 1996،وجدته صدفة في أرشيفي وأنا أجدد مكتبي ومكتبتي المنزلية،لاشئ تغير ،الأيام كما هي،وكأنه يصلح للنشر غدا ،ولاعجب.
الجدار من ورق
الورق رقيق شفاف
ماذا سيحدث؟
هل يثبت المسمار؟
هل يتمزق الجدار؟
وكيف يمكننا تعليق اللوحة؟
هي مجرد أسئلة...
حياتنا أصبحت كجدار الورق،واهية،مهلهلة،سريعة التمزق،سريعة الانطواء،سريعة الاحتراق،سريعة الانطفاء،بديهية الذوبان.
ماذا لو حاولنا اختراق هذا الجدار؟
ترى هل نجد مسمارا آخر نعلّق عليه أحلامنا،طموحاتنا،أهدافنا،سائرون نحن ولكن،إلى أين؟
بعضنا يفكّر في الانسلاخ عن ذاته،والظهور بجلد آخر متنكر بملابس بالية متهتكه.
بعضنا لديه انتماء لنفسه،ويظل محافظا عليها حتى الرمق الأخير.
بعضنا يتملق في سبيل حصوله على الأشياء،وبكل أسف يحصل عليها والوسائل كثيرة.
وفي كل الأحوال نبقى جميعا تائهون تحت جدار في أعلاه مسمار!
الحياة صارت عربات تجر عربات ،شباب راح ضحية المسمار والسيارة،أوليسَ المسمار من أساسيات صنعها؟
إذن هو خطير حد القتل.
بناتنا تتنازعهن طموحات كثيرة،أغلبها مصنف في قائمة "التابو" وبعضها دمّرته الواقعية المقيتة،وبعضهن مازلن في المنازل ينتظرن الفارس ذو الحصان الأبيض حتى غدون كمسمار في جدار ،والجدار كالعادة من ورق...
أطفالنا تتنازعهم طوائف شتى،مبادئ شتى،قيم غريبة،هم كالمستجير من الرمضاء بالنار! بين الخادم والخادمة ضاعت الطفولة.
في المدارس الطفل في حالة شتات، بعد انتهاء دوامه التقليدي يقف عند بوابة المدرسة ينتظر والده بلهفة طفولية وبراءة بديهية ،يطل برأسه فيجده واقفا بعمامته البيضاء وكأنها الجبل في علوها،إنه السائق الباكستاني المخول باصطحابه إلى المنزل،يترجل الطفل راكبا منطفئ الحلم واهي العزيمة وفي ذهنه سؤال أين أبي؟أين أمي؟ لماذا لم يحضرا وقذفا بي بين يدي هذا الرجل الغريب.
صورة أخرى :
الطفل في المستشفى،بين يدي الخادمة،هو معتل صحيا ومحجوز لعدة أيام معه الخادمة،وهو في حاجة إلى حنان الأم،ودهشة الأم،ولهفة الأم،كل ذلك غائب عن عالمه الشفاف الحالم،ترى أين منا حنانا قد جف،وأم ضاعت بين الحارة والهاتف.
صورة أخرى :
طفل يجوب المكتبة يبحث عن أشيائه الصغيرة، فرحٌ سعيدٌ بالمدرسة ودرس الفن المنتظر،وفي المكتبة الخادمة تنتقي ألوانه،دفاتره،وهو يراقب،تشتري ماذا؟ لايهم،ما هو السعر؟ أيضا لايهم السيولة موجودة والحنان غائب؟
صورة أخرى :
طفل ٌ يلهو،يلعب،لعبته جميلة،حلواه لذيذة،يغني مع الأطفال عيد ميلاد سعيد،ومن الخلف يد تجذبه إلى الوراء،إنها الوجه الآخر،الخادمة قررت العودة ولم ينته حفل صديقه بعد،والأم هناك تلهو مع اشيائها الكثيرة؟
إلم أقل لكم أنه مسمار في جدار،الجدار من ورق،مثقوب من نصفه يتساقط الجدار،يتطاير الورق.
إضاءة :
هذا المقال كُتب ونُشر في جريدة الاتحاد في شهر مارس من عام 1996،وجدته صدفة في أرشيفي وأنا أجدد مكتبي ومكتبتي المنزلية،لاشئ تغير ،الأيام كما هي،وكأنه يصلح للنشر غدا ،ولاعجب.