حسن البناوي
04-24-2009, 04:00 PM
!
المكان : غير مهم
الزمان : [ الأول من مارس ]
-1-
مجازاً !
وبمرور صبيحة هذا اليوم , سيكون قد مّر على النزال الأخير ,
" أربعة " أعوام كاملة .. !
.
.
-2-
لستُ من هؤلاء الذين يجيدون توثيق الحنين بدقة الرواة , ولست أيضا من أولئك الذين يتباهون كثيراً بحلل " القصص " الممنتجة في سبيل إقتناص دهشة مزيفة ,
دائما ما تخذلني منذ الصغر مهارة " حياكة " التفاصيل , أو السفر ببطء بين الجزيئات المُهملة , غالبا ماتأت ِ إفاداتي على نحو ما مبتورة من دون قصد , ناقصة التكوين ,وفي أحسن الأحوال مُختزلة إلى أكثر من النصف , وكأني أدع من أمامي أن يعتمد على نفسه قليلا , في ترتيب مفرداتي أولا , ثم أن يضعها لاحقا - حسب نزاهة ضميره- في جمل ٍ قد تبدو مُفيدة ....!
ولكن .. رغم هذا العيب التكويني الفادح في شخصيتي , لا أنسى أبدا كيف أختصر الزمن في ثانيته الأهم , والمكان في بقعته المحورية , تلك التي يتمركز بها أصل الحدث الروحي , ومسرح أحداثه العظيمة , الذي ماأن يحدث , حتى لاتعود الروح بعده كما كانت . !
.
.
-3 -
يُسمونها " مي " , وبإمكانكم أنتم أيضا أن تعتبروها كذلك , كنت أنا الوحيد خارج نِطاق عائلتها الذي يعلم أن لـ " مي " هذه إسم حقيقي آخر لايشبهها فيه أحد , وأنه على مر تاريخي القصير هذا من زمن الخليقة لم يُخالط سمعي قط , جرس موسيقى آسرٌ كذلك الذي ينبعث تلقائيا من رنة اسمها الفريد ,حتى أني سألت نفسي أحايين عديدة و بتعجب لايخلو من الريبة , كيف لوالدها البسيط الذي أعرفه ليس خبيرا كفاية في خبايا اللغة أن يبتكر لإبنته الجميلة -حد البكاء- سبقا لغويا صارخا بالروعة ومُختزلا في " أربعة أحرف " ضوئية ..؟!
.
-4-
كان يزيدُ مؤشرها العمري عني بـ " أربعة " أشهر قمرية فقط , ولو أني تريثت قليلا و اتبعت تاريخ الشمس لوقفت أنا و " مي " موقفا كونيا " شجاعا " قد يجعلنا على تقارب طفيف لنتساوى ولو قليلا بمنطق الأرض , دون أن نخرج عن المدار أو نحيد عن الناموس الإلهي وحكمته البالغة في تبديل الأيام , وسماحته في تقسيم أيامنا العريضة والمترامية الأحداث بين كوكبين متناقضين وغير متكافئين البتة ..
.
-5-
ومنذ أن التصق وجهها القمري بعقلي أربع سنين كاملات ,
أصبح لدي أخيرا كبقية الناس من حولي , رقمٌ للحظ ..!
.
-6-
ربما كانت " مي " المثال البسيط والشائع لدورة الطبيعة , أربعة فصول مُختلفة تتناوب في روعتها على مدار لحظاتنا المديدة , ولكن " مي " بمهارة أنثى عنيدة تعرف جيدا كيف تبعثر كل خزينتها من الفصول في ساعة واحدة ,
فلايعرف رجلٌ تنقصه الخبرة بأمور المناخ مثلي , أي رياح ستهب , وأي صقيع يتسلل ,
وأي جهنم قد تطل برأسها من عيني تلك الأميرة الجبلية ..
.
-7 -
ليس بالأهمية أن أخبركم ماذا حل بي , أو ماذا حلّ بها , ولكن المهم أنها كانت استثناء خارق في صحائفي الدنيوية الفارغة تقريبا من خطوات العابرات , " مي " لم تكن عابرة وكفى , بل إشارة متذبذبة لوميض من الحكمة قد لا أدرك ماهيّتها الآن , أو في هذا المزاج الذي أكتب به دون إلحاح من اللاشعور ,
" مي " تلك القمحية النادرة كانت لطالما جعلتني أؤمن كالكُهان ِ
بخرافات الأرقام الجالبة للوقائع والدوافع المختلفة ..
" مي " تلك التي جعلتني أتوجس خيفة كلما صادفت رقما قد يكون 4
" مي " مُذنب " حزنٌ " لايلهب سماءي سوى مرة وحيدة كل " أربع سنين " .. !
.
.
-8-
" مي " أيا أعجوبة عمري وروعته الوحيدة ,
اعتقيني منك ِ رجاءا ..
فليس لي مكان أشكوك فيه ,
سوى هذه الأوراق , والمساحات الضيقة التي لاتكفيك أبدا ..
جديني يا " مي " ,
فقد أصبح لدي أثقال فوق كتفي ,و تمنعني من الوصول إليك في الأعلى ,
وحتى أنهم -لسبب غير معروف-
لم يضعوا لك في التقويم يوما للــ " ذكرى " .. !
" مي " !!!
.
.
.
.
- 9 -
[29 feb] أما آن لك أن تأت ِ بها معك ؟!
.
- انتهت -
المكان : غير مهم
الزمان : [ الأول من مارس ]
-1-
مجازاً !
وبمرور صبيحة هذا اليوم , سيكون قد مّر على النزال الأخير ,
" أربعة " أعوام كاملة .. !
.
.
-2-
لستُ من هؤلاء الذين يجيدون توثيق الحنين بدقة الرواة , ولست أيضا من أولئك الذين يتباهون كثيراً بحلل " القصص " الممنتجة في سبيل إقتناص دهشة مزيفة ,
دائما ما تخذلني منذ الصغر مهارة " حياكة " التفاصيل , أو السفر ببطء بين الجزيئات المُهملة , غالبا ماتأت ِ إفاداتي على نحو ما مبتورة من دون قصد , ناقصة التكوين ,وفي أحسن الأحوال مُختزلة إلى أكثر من النصف , وكأني أدع من أمامي أن يعتمد على نفسه قليلا , في ترتيب مفرداتي أولا , ثم أن يضعها لاحقا - حسب نزاهة ضميره- في جمل ٍ قد تبدو مُفيدة ....!
ولكن .. رغم هذا العيب التكويني الفادح في شخصيتي , لا أنسى أبدا كيف أختصر الزمن في ثانيته الأهم , والمكان في بقعته المحورية , تلك التي يتمركز بها أصل الحدث الروحي , ومسرح أحداثه العظيمة , الذي ماأن يحدث , حتى لاتعود الروح بعده كما كانت . !
.
.
-3 -
يُسمونها " مي " , وبإمكانكم أنتم أيضا أن تعتبروها كذلك , كنت أنا الوحيد خارج نِطاق عائلتها الذي يعلم أن لـ " مي " هذه إسم حقيقي آخر لايشبهها فيه أحد , وأنه على مر تاريخي القصير هذا من زمن الخليقة لم يُخالط سمعي قط , جرس موسيقى آسرٌ كذلك الذي ينبعث تلقائيا من رنة اسمها الفريد ,حتى أني سألت نفسي أحايين عديدة و بتعجب لايخلو من الريبة , كيف لوالدها البسيط الذي أعرفه ليس خبيرا كفاية في خبايا اللغة أن يبتكر لإبنته الجميلة -حد البكاء- سبقا لغويا صارخا بالروعة ومُختزلا في " أربعة أحرف " ضوئية ..؟!
.
-4-
كان يزيدُ مؤشرها العمري عني بـ " أربعة " أشهر قمرية فقط , ولو أني تريثت قليلا و اتبعت تاريخ الشمس لوقفت أنا و " مي " موقفا كونيا " شجاعا " قد يجعلنا على تقارب طفيف لنتساوى ولو قليلا بمنطق الأرض , دون أن نخرج عن المدار أو نحيد عن الناموس الإلهي وحكمته البالغة في تبديل الأيام , وسماحته في تقسيم أيامنا العريضة والمترامية الأحداث بين كوكبين متناقضين وغير متكافئين البتة ..
.
-5-
ومنذ أن التصق وجهها القمري بعقلي أربع سنين كاملات ,
أصبح لدي أخيرا كبقية الناس من حولي , رقمٌ للحظ ..!
.
-6-
ربما كانت " مي " المثال البسيط والشائع لدورة الطبيعة , أربعة فصول مُختلفة تتناوب في روعتها على مدار لحظاتنا المديدة , ولكن " مي " بمهارة أنثى عنيدة تعرف جيدا كيف تبعثر كل خزينتها من الفصول في ساعة واحدة ,
فلايعرف رجلٌ تنقصه الخبرة بأمور المناخ مثلي , أي رياح ستهب , وأي صقيع يتسلل ,
وأي جهنم قد تطل برأسها من عيني تلك الأميرة الجبلية ..
.
-7 -
ليس بالأهمية أن أخبركم ماذا حل بي , أو ماذا حلّ بها , ولكن المهم أنها كانت استثناء خارق في صحائفي الدنيوية الفارغة تقريبا من خطوات العابرات , " مي " لم تكن عابرة وكفى , بل إشارة متذبذبة لوميض من الحكمة قد لا أدرك ماهيّتها الآن , أو في هذا المزاج الذي أكتب به دون إلحاح من اللاشعور ,
" مي " تلك القمحية النادرة كانت لطالما جعلتني أؤمن كالكُهان ِ
بخرافات الأرقام الجالبة للوقائع والدوافع المختلفة ..
" مي " تلك التي جعلتني أتوجس خيفة كلما صادفت رقما قد يكون 4
" مي " مُذنب " حزنٌ " لايلهب سماءي سوى مرة وحيدة كل " أربع سنين " .. !
.
.
-8-
" مي " أيا أعجوبة عمري وروعته الوحيدة ,
اعتقيني منك ِ رجاءا ..
فليس لي مكان أشكوك فيه ,
سوى هذه الأوراق , والمساحات الضيقة التي لاتكفيك أبدا ..
جديني يا " مي " ,
فقد أصبح لدي أثقال فوق كتفي ,و تمنعني من الوصول إليك في الأعلى ,
وحتى أنهم -لسبب غير معروف-
لم يضعوا لك في التقويم يوما للــ " ذكرى " .. !
" مي " !!!
.
.
.
.
- 9 -
[29 feb] أما آن لك أن تأت ِ بها معك ؟!
.
- انتهت -