مشاهدة النسخة كاملة : في ضيافة الشعر
محمد مهاوش الظفيري
05-07-2009, 06:04 PM
هناك لحظات تمر علي , أقرأ فيها بعض النصوص الشعرية للشعراء والشاعرات , تستوقفني بعض الأبيات أو بعض القصائد , لكنني في كثير من الأحيان أدير عنها صفحًا , ولا أكتب عنها أي شيء , لكن حينما أعود إليها يتملكني الأسى من عدم تسجيل أي انطباع , ولو كان هذا الانطباع عابرًا
في هذه الزاوية سأسعى جاهدًا للكتابة , لكن بتبسيط وهدوء , بعيدًا عن الإسهاب , أولاً , تطريبًا لنفسي الباحثة عن الشعر الجميل , وثانيًا , حفظًا لبنات أفكاري من الضياع , وثالثًا , تسليط بعض من الضوء على هذه النصوص , يقينًا من نفسي أن الردود العابرة لا تغني ولا تسمن أصحابها في أول أو آخر المطاف
محمد مهاوش الظفيري
05-07-2009, 06:05 PM
يقول الشاعر سلطان الأسيمر
شف دمعتي وشلون سوا بها البـرد "
" تزاحمـت فـي مفترقهـا وسالـت
تهديني الدمعـات واهديلـك الـورد "
" وتقول لي وش فيك وآقـول قالـت
دمعة عيوني ساع سالت على الجرد "
" ( هزيت عرش المستريح )...وتحالت
طيحة غرام اكبر من الحكي والسـرد "
" مازلـت آعايشهـا ولا يـوم زالـت
الشاعر الرائع سلطان الأسيمر يجمع بين عذوبة العاطفة ومرونة الخيال , فعذوبة العاطفة نابعة من قدرته على المكاشفة والحديث عن مكنون نفسه بيسر وسهولة , مما تجعله هذه الحالة يكاد يقترب بكثير من المباشرة , ومعروف أن الشاعر كلما اقترب من المباشرة قلت الشاعرية لديه , ومرونة الخيال تعود إلى أنه يحاول الابتعاد عن الجنوح عن التأمل والاستغراق فيه , وهذا التعامل مع الشعر من خلال عذوبة العاطفة ومرونة الخيال سلاح ذو حدين ... وآمل من الشاعر هنا , إما التمسك بهذه القدرة , ومن ثم تطويرها فيما بعد , أو التقدم بهذه التجربة إلى الأمام خطوة , لأن في الوقوف تراجع , وفي التقدم حركة إندفاعية إلى الأمام
وقبل أن نتركه , لنكن معه في هذه الأبيات
للحين باقي لك مكانه و أحبـاب "
" للحين باقي جرحك اللـي تركتـه
هنا بكى صدري مشاريه وعتـاب "
" هنا على صم الضوامـي فركتـه
هنا نزفتك دم من جوف الاهـداب "
" وكم ليلة ٍ دمعي عشانك مسكتـه
اضيع في حلمك من سنين وارتاب "
" وياكثر ماضميت جرحك وحكتـه
هذا الشجر عاري تحت سبة غياب "
" وهذا الجسد باقي مثـل ماتركتـه
أحمد الحسون
05-08-2009, 07:10 AM
نابض أنت فعلاً يا أخي.
صادق مع قلمك.
دمت بخير .
محمد مهاوش الظفيري
05-09-2009, 01:23 PM
تقول الشاعرة ريماس العلي
آه يا حلمٍ عشقتـه مـات حلمـي بالـدروب
آه يا وجد النوايا مـا حكـت لـه بـا لغطـا
لو حروفه في دروبي تشتعـل نـار وتـذوب
ما انسى إني كنت شمعه ذابت لحبـه عطـا
تم تواصل مع هذا الحلم في نص آخر
حلمٍ أعيشه عن الباقيـن مغنينـي
ولا واقعٍ به سهوم الغـدر ذباحـه
كم كان عظيمًا الأديب والناقد العربي حازم القرطاجي المتوفى في القرن السابع , كم كان ذلك الرجل عظيمًا , حينما اختصر الشعر بالتخيل , والتخيل هو الحلم , الحلم الذي يملأ نفوسنا بالحياة , ويمنحنا فرصة للتفكير
ها هي الشاعرة ريماس العلي ترسم لنا الحلم كأسوب للعيش " آه يا حلمٍ عشقتـه " و " حلمٍ أعيشه " , لأن الحلم هو المحرك الخفي الذي يضخ مشاعرنا بالحياة والحيوية , والحلم الذي يشد من أزرنا بالإصرار , والذي يشكل مع الحلم دعامة أساسية من دعائم الإرادة
فالحلم هنا عند الشاعر محفز على الكتابة , هذه الكتابة التي تنقل الشاعر من عالم الحس " ولا واقعٍ به سهوم الغـدر ذباحـه " إلى عالم مجرد ترسمه بحروفها
محمد مهاوش الظفيري
05-14-2009, 09:03 AM
نابض أنت فعلاً يا أخي.
صادق مع قلمك.
دمت بخير .
الكريم أحمد أنيس الحسون
لك خالص ودي واحتراماتي
محمد مهاوش الظفيري
05-14-2009, 09:10 AM
يقول الشاعر سطام الشامان
أجرّ خطاي في وجه المسا وأهيم
على كف الشقى وين أنت ياذاتـي_
ألم وأحسب مسافات الألف والميـم
ولامي ضايعـه تشكـي كتاباتـي
سؤال الليل عن حلم الحياة و ريم
سـؤال ماعـرف ياخـذ أجاباتـي
وكيف إني أعيش من الألم في ضيم
تخيل هالشعـور وسيـل دمعاتـي
تخيلني غموض ولهفتيـن و غيـم
تخيلنـي مطـر يسقـي معاناتـي
غـرق ولا أرق ولا دمـوع الديـم
عسى بعض الليالي بالخبـر تاتـي
عبس وجه الصباح بصيغة التعميم
عبس في خاطر ٍ ضيع وش الآتـي ؟
عرفت إني كذا بين الهمـوم مقيـم
عرفت الحاضر القاسي ولوعاتي
عرفت إني كذا عاشق سماء التعتيم
طلبتك ياهـواي أستـر مسافاتـي
في هذا النص تكثيف لدلالات الألم التي نثرها الشاعر هنا , ومن الوهلة الأولى , حيث كان النص رغم عذوبته الواضحة الجلية , يضج بصخب الحزن والشكوى
المتأمل في الإيقاع الصوتي لوزن القصيدة , يجد أن ايقاعها ايقاع نغمي جميل , يحث النفس على الطرب , لكن قافية الشطر الأول تهدئ من هذا الايقاع الطربي - وإنما أعني بالقافية هنا حرف الروي لا حسب تعريف علم القوافي , وذلك للتبسيط – فالميم حرف شفهي فيه من الشجا والحزن قدر كبير , وكأن كلا الحرفين زفرات تخرج من صدر الشاعر , ومن خلال شفتيه , لا سيما الميم , لتتناغم مع هذا الصخب الحزين الشجي المتواكب مع النص
محمد مهاوش الظفيري
05-18-2009, 09:09 PM
يقول الشاعر سطام الشامان
أجرّ خطاي في وجه المسا وأهيم
على كف الشقى وين أنت ياذاتـي_
ألم وأحسب مسافات الألف والميـم
ولامي ضايعـه تشكـي كتاباتـي
سؤال الليل عن حلم الحياة و ريم
سـؤال ماعـرف ياخـذ أجاباتـي
وكيف إني أعيش من الألم في ضيم
تخيل هالشعـور وسيـل دمعاتـي
تخيلني غموض ولهفتيـن و غيـم
تخيلنـي مطـر يسقـي معاناتـي
غـرق ولا أرق ولا دمـوع الديـم
عسى بعض الليالي بالخبـر تاتـي
عبس وجه الصباح بصيغة التعميم
عبس في خاطر ٍ ضيع وش الآتـي ؟
عرفت إني كذا بين الهمـوم مقيـم
عرفت الحاضر القاسي ولوعاتي
عرفت إني كذا عاشق سماء التعتيم
طلبتك ياهـواي أستـر مسافاتـي
في هذا النص تكثيف لدلالات الألم التي نثرها الشاعر هنا , ومن الوهلة الأولى , حيث كان النص رغم عذوبته الواضحة الجلية , يضج بصخب الحزن والشكوى
المتأمل في الإيقاع الصوتي لوزن القصيدة , يجد أن ايقاعها ايقاع نغمي جميل , يحث النفس على الطرب , لكن قافية الشطر الأول تهدئ من هذا الايقاع الطربي - وإنما أعني بالقافية هنا حرف الروي لا حسب تعريف علم القوافي , وذلك للتبسيط – فالميم حرف شفهي فيه من الشجا والحزن قدر كبير , وكأن كلا الحرفين زفرات تخرج من صدر الشاعر , ومن خلال شفتيه , لا سيما الميم , لتتناغم مع هذا الصخب الحزين الشجي المتواكب مع النص
محمد مهاوش الظفيري
05-19-2009, 05:43 PM
يقول الشاعر نايف عوض
اسولف بك على حالي وانا اللي
اكنك داخلي واحسبك..تسمع !
تعبت..وقمت ابتوضا..واصلي
وحسيتك بجنب القلب. تركع !
ومجدولك على الهدف امتدلي
والى مني خذيت انفاس يرجع!
مهيب المشكله لو انت ظلي
اجي بظلال..وافارقك واقنع!
ولكن لك سنه وشوي كلي
ابفهم وين عنك آروح واطلع!
غلاك يحد عيني لين ادلي
اقرب كم ثوبي ....قبل تدمع !
وقبل لاتطيح هالدمعه بملي
تلاقفها عيون الناس واجزع !
وارد احكيك لانفاسي وانا اللي
احسبك لاحكيت هناك..تسمع !!!
الجميل في هذه المقطوعة , أنها كتبت على طاروق الصخري وهو ما يعرف ببحر الوافر , وتفاعيله " مفاعلتن مفاعلتن فعولن " , وهذا البحر يميل لأجواء العتاب والشكوى والموقف العام من الحياة في الغالب , وكل متبع لهذا البحر يجد أنه يميل للنمط التقليدي , لكن الشاعر نايف عوض غيّر هذه النظرة النمطية لهذا البحر , على الأقل في رأيي كمتابع وكمهتم في هذا المجال , حيث كانت اللغة الشعرية لديه هنا ثائرة على هذا التقليدي الصخري " الوافري " وذلك في عدة جمل شعرية , استطاع بها الشاعر الخروج على هذه الرتابة , بهذا النفس الشعري المتوثب لغويًّا " أسولف بك – أكنك داخلي – وحسيتك بجنب القلب تركع – أقرب كم ثوبي – تلاقفها عيون الناس – أحكيك لأنفاسي " , أما على أساس المستوى الخارجي للأبيات , كان التقاط الشاعر لهذه المعاني بغاية الروعة .
نعم كانت وتيرة العاطفة منخفضة أمام جمال الصور الشعرية المتزاحمة في هذه القصيدة " أسولف بك على حالي – أكنك داخلي – وحسيتك بجنب القلب تركع – أحسك لا حكيت هناك تسمع " وغيرها من الصور الشعرية التي أضافت للمعنى في النص البعد الجمالي المنشود , على الرغم من كون النص نص عاطفي , غير أن اعتماد الشاعر على جمال المعنى من خلال الصور الشعرية , أضفى على هذا الإيقاع شبه الرتيب العذوبة التي انسابت بين ثنايا النص
محمد مهاوش الظفيري
05-21-2009, 04:26 PM
يقول راكان القرناس
ماتملين الحكي ؟
ودي أسافر مع كلامك للمواني للأغاني
ودي اعرف وش نهاية قصة العشق القديم
وأنتي أحلى من عرفت وكل مالي ..
والليالي
ما تمل الصمت في وجة الكريم
ياملامحها كفاية
صرت أتعوذ من أبليس الرجيم
افتحي لي صدرك الدافي ليا طار الحمام
من زمان الجرح ودي ودي ودي ودي ودي
أرمي عيوني وانام !
راكان القرناس يبدو في هذا النص كالطائر المحلق , لأنه يريد السفر بعيدًا عن الكلام الذي يربطه بالواقع , رغبة منه بخلق واقعه المنشود " ودي أسافر مع كلامك للمواني للأغاني " , وقد كرر هذه الأمنية بأوجه متعددة , حينما أطلق العنان لهذه الصرخات " ودي " التي تدافعت معه كالسيل الجارف , ولم يكن يريد النوم المعروف بقدر ما كان يريد الحلم من خلال النوم , لأنه يريد السفر والتعرف على أبعاد هذه الحياة " ودي اعرف وش نهاية قصة العشق القديم " , وكذلك مقبل على الحياة بنهم " افتحي لي صدرك الدافي ليا طار الحمام " , لهذا كان النوم المتمثل بالحلم , هو البوابة التي يطل منها على هذه العوالم المشرقة المكتنزة بالجمال
محمد مهاوش الظفيري
05-23-2009, 12:14 AM
يقول الشاعر فهد الغبين
يمر الليل ..واتسائل ..عن اللي ليلها ..لـي ..ليـل
يغطي شرقة الشمـس البهيـه ..والبهـاء ..ليـه
مساء الااه ..في صدري ..تجرك ..بد ..كل الخيـل
حراميـه ..ورب القـدس ..يـا احلـى حرامـيـه
سرقتيني ..من أنفاسي ..وانا اقاسي ..اساء مع ويل
واخذتنـي ..الـى عالـم ..غريـب ٍ معـدم ٍ زيـه
يغنيني ..ب إحساسه ..علـى (ياعيـن ..لا ياليـل
واحـس بكـل مافيـه ..يحـس ..بكـل ..مافيـه
وانادي ..ياهل الشعر ..الكفاف ..العلم لـه تأويـل
وحبرديـه ..مثـل ماهـي ..تمثناهـم ..حبرديـه
هنا ..كان الألم ..ينزف ..شعوره ..من الم هالجيـل
وهنا ..كان القلم ..شمع ..بدا فـي خافتـه ضيـه
مساء الخير ..من أول ..نعيد ..الـدرس والتمثيـل
يعيش (الواحد ) ..ويسقط ..بدال الواحـد ..الميـه
تعالي ..مالنا ومـال السياسـه ..مابهـا ..تكميـل
مدام القدس ..وهي أشرف ..بلاد الله ..(.........)
تعالي ..مالنا ..ومال البشر ..يـا اعـذب الترتيـل
أمانه رددي ..معيـه ..بجـد ..حـروف ج ـديـه
تعالي ..يمي ..وميلي ..ياحلوه ميلي لو هـو ميـل
ابشعـر فيـك ..بيديـه ..وبملـى منـك عينـيـه
ولك بطير..واغني ..هوى ياهل الهوي ..لـه شيـل
يجر الصوت ..بعوائه ..يقول إن الهوى مهـي/ـه
ويصحي بعدما ..يشعر ..بانه ..أح ..حـا ..الكيـل
وكال الكيـل ..مـن كيـل ٍ يكلـل ..كلـك ِ ..ليـه
من خلال إطلاعي على عناوين قصائد فهد الغبين , وبإمكان القارئ أن يلاحظ هذا على قصائده , سواء من حيث طريقة كتابتها أو من حيث تعاطيه الخاص مع طبيعة المفردات الشعرية فيها , يجد أن الشاعر ومن خلال الوهلة الأولى أن لديه مشكلة مع نفسه أو مع الحياة أو مع القصيدة , باعتبار أن القصيدة عالم مخملي يعيشه الشاعر على الورق وبين ركام الكلمات والحروف , لأن الحروف هي الأخرى تشغل حيّزًا في اهتمام الشاعر وفي مدار تفكيره
لن أستشهد بالأمثلة لأنها من الكثرة بمكان , إذ أنها لا تحتاج إلى دليل أو برهان , وما على المهتم إلا أن يدير محرك البحث لقراءة ملف هذا الشاعر , ليجد أن هذه الإشكالية خلقت لدى الشاعر همًّا نفسيًّا وإبداعيًّا على حد سواء , مما انعكس على كيفية توظيفه لبعض الكلمات التي تبدو لي نشازًا كقارئ أو كمتابع , مثل قوله " وحبرديـه ..مثـل ماهـي ..تمثناهـم ..حبرديـه" وقوله كذلك " أمانه رددي ..معيـه ..بجـد ..حـروف ج ـديـه " وأيضًا قوله
ولك بطير..واغني ..هوى ياهل الهوي ..لـه شيـل
يجر الصوت ..بعوائه ..يقول إن الهوى مهـي/ـه
ويصحي بعدما ..يشعر ..بانه ..أح ..حـا ..الكيـل
وكال الكيـل ..مـن كيـل ٍ يكلـل ..كلـك ِ ..ليـه
وكأنه في هذا الاستخدام يتحدى نفسه والقارئ والقصيدة , للإثبات لهم جميعًا أنه قادر على الإتيان بكل شيء جديد , ولسان حاله يردد قول أبي العلاء المعري
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآتٍ بما لم تستطعْهُ الأوائلُ
محمد مهاوش الظفيري
05-26-2009, 06:40 PM
تقول الشاعرة منتهى القريش
وتغيب
واعلق ادموعي قناديل
ما أطول الليل
والخوف
والعتمة
وأنفاس الحنين
وصوت الريح .. تتصادم مع البيبان
حزن .. يشعل صمت المواويل
واسولف للسهر عنك
أعاتب ساعتي واسأل عقاربها
أحارب وقتي يقتلني
وبعض الوقت يعبرني
يغافلني .. يصير مقتول
ويمر الليل... وعقبه ليل
أحمل همي واحزاني
يمرمرني العطش والبرد
ما غير جفني ايترجاني.. ينام لحظه
مع إنه .. كثير يسهر
على حمل الألم مجبول
وادق الباب
أناديهم
اسأل عن أراضيهم
ولا يجاوبني غير الصمت
أتساقط أنا ودمعي
وعذري إن الأمل كذاب
تعبت ارسم أساميهم
على بيبان أحلامي
وكلما أفتح اعيوني
أشوف الهم قدامي
مره بالوهم أفرح
ومره بالوهم أرتاب
واقول اصبر على لغياب
أفتح ذاكرة حزني
وكل أشيائي تسألني
متى يردون؟
وليه غابوا؟
وصدى صمتي يجاوبني
أكيد البعد له أسباب
أكيد البعد له أسباب
وادق الباب
أنا وصمتي
عيني في المدى ترحل
بعيد اهناك .. تظل تسأل
عن الي راحوا ما ردوا
وليه اغيابهم طول
وأنا وروحي .. وصدى بوحي
نضيع بسكة الأغراب
ويمر الليل
وعقبه م الأسى كم ليل
أحاول إني أتصبر .. واتكدر
أمرمر ليلي واتمرمر
أعطي للخيال اوعود
وانا والروح .. وبقايا اجروح
نتاني حلمنا الموعود
وما بيني وبيني .. يدور الصمت
يفز دمعي يصحيني
اتبعثر .. أتساقط
ألملم بعضي وكلي
واسألني أنا ويني؟
يجاوبني اليقين أرتاب
وعذري ان الأمل كذاب
ويطول الليل
وتطفيني قناديلي
يصرخ فيني صوت البرد
ولا أدفا
ولا أعرف .. بداية صبحي من ليلي
ولا ألمح
سوى أشباح مجنونه
تطوف بعتمة الأبواب
ألا يا مسبب الأسباب
متى ارتاح
متى ابصر
بعد ليلي .. بقايا صباح؟
اشوف وجهي
مراية حزن مكسوره
عليها من الأسى صوره
ابروزها باساميهم
واكتب تحتها سطرين
حبايب لو يردوا لي .. أتانيهم
ولا أشقى .. ولا أحزن .. ولا أرتاب
وادق الباب
وتتكوم ... اصابع حزني في يدي
وتشهق دمعتي وتموت
واسمع داخلي وحشه
كأني أحفر بتابوت
ويصرخ بي .. بقايا صمتي المكبوت
أكيد البعد له أسباب
أكيد البعد له أسباب
نص يجعلنا نتلذذ بالبكاء والصمت
من خلال متابعتي لنصوص هذه الشاعرة لمحت أن هناك لديها علاقة من عدم التراضي مع الأبواب , الأبواب التي تشكل لها الحاجز عن الاستغراق بالفضاء الممتد للحياة
المتأمل لهذا النص , ومنذ الوهلة الأولى له يجد أن الحاجز المادي " البيبان – الباب " لم يتشكل إلا عبر مراحل نفسانية مرت بها الشاعرة
وتغيب
واعلق ادموعي قناديل
ما أطول الليل
والخوف
والعتمة
وأنفاس الحنين
وصوت الريح .. تتصادم مع البيبان
حزن .. يشعل صمت المواويل
وكأنها كانت تستعد لهذا الحاجز الذي تسلل إليها عبر محرك الزمن وصخب المكان من خلال الغياب والليل الطويل والعتمة وصوت الريح , ليتحول كل هذا إلى حزن يتخلل بين تفاصيل حياة الشاعرة
واسولف للسهر عنك
أعاتب ساعتي واسأل عقاربها
أحارب وقتي يقتلني
وبعض الوقت يعبرني
يغافلني .. يصير مقتول
ويمر الليل... وعقبه ليل
أحمل همي واحزاني
يمرمرني العطش والبرد
ما غير جفني ايترجاني.. ينام لحظه
مع إنه .. كثير يسهر
على حمل الألم مجبول
فهذا الحزن المتغلغل مع الوقت , يتم تشكيله مع السهر بأوجه متعددة " يقتلني - يعبرني - يغافلني - يصير مقتول " , مما ينساب مع الليل الذي يتعاقب عليها , في دوامة متواصلة مع السهر ليبدأ التحول في حركة النص , من صراع داخلي مع الذات والزمن , إلى تعلق بأهداب المكان , وكأنها تبحث عن منفذ يوصلها إلى عالمعها المخبوء وراء حاجز الزمن
وادق الباب
أناديهم
اسأل عن أراضيهم
ولا يجاوبني غير الصمت
أتساقط أنا ودمعي
وعذري إن الأمل كذاب
تعبت ارسم أساميهم
على بيبان أحلامي
وكلما أفتح اعيوني
أشوف الهم قدامي
مره بالوهم أفرح
ومره بالوهم أرتاب
واقول اصبر على لغياب
أفتح ذاكرة حزني
وكل أشيائي تسألني
متى يردون؟
وليه غابوا؟
وصدى صمتي يجاوبني
أكيد البعد له أسباب
أكيد البعد له أسباب
وادق الباب
أنا وصمتي
عيني في المدى ترحل
بعيد اهناك .. تظل تسأل
عن الي راحوا ما ردوا
وليه اغيابهم طول
وأنا وروحي .. وصدى بوحي
نضيع بسكة الأغراب
ويمر الليل
وعقبه م الأسى كم ليل
أحاول إني أتصبر .. واتكدر
أمرمر ليلي واتمرمر
أعطي للخيال اوعود
وانا والروح .. وبقايا اجروح
نتاني حلمنا الموعود
وما بيني وبيني .. يدور الصمت
يفز دمعي يصحيني
اتبعثر .. أتساقط
ألملم بعضي وكلي
واسألني أنا ويني؟
يجاوبني اليقين أرتاب
وعذري ان الأمل كذاب
ويطول الليل
وتطفيني قناديلي
يصرخ فيني صوت البرد
ولا أدفا
ولا أعرف .. بداية صبحي من ليلي
ولا ألمح
سوى أشباح مجنونه
تطوف بعتمة الأبواب
ألا يا مسبب الأسباب
متى ارتاح
متى ابصر
بعد ليلي .. بقايا صباح؟
اشوف وجهي
مراية حزن مكسوره
عليها من الأسى صوره
ابروزها باساميهم
واكتب تحتها سطرين
حبايب لو يردوا لي .. أتانيهم
ولا أشقى .. ولا أحزن .. ولا أرتاب
وادق الباب
وتتكوم ... اصابع حزني في يدي
وتشهق دمعتي وتموت
واسمع داخلي وحشه
كأني أحفر بتابوت
ويصرخ بي .. بقايا صمتي المكبوت
أكيد البعد له أسباب
أكيد البعد له أسباب
محمد مهاوش الظفيري
05-29-2009, 03:30 PM
تقول الشاعرة بسمة الخالدي
عز الله ان صمتي صخب
خطوات دربي ما تميل ..
حزني متاهات و غضـب
فرحي نسايم من عليل ..
صحيح انـا جـدا أحـب
لكن .. احب المستحيل ..!
هذه المقطوعة الشعرية توقفت عندها وأنا أحاول قراءة بعض الأشعار في الشبكة العنكبوتية . .
إنني الآن بصدد قراءة مركزة لشاعر كنت أفكر بالكتابة عنه , وها هي الفرصة واتتني , لكنني أمام هذا التفكير أحاول الهروب لأي شيء آخر , إما القراءة , أو الكتابات السريعة , وذلك من أجل الشعور بالاسترخاء النفسي والتأمل الفكري فيما بعد , لمواصلة الكتابة بعد ذلك .
قرأت هذه الأبيات للشاعرة بسمة الخالدي , فتوقفت عند هذا النفس الشعري الصاخب الصامت , الصاخب في إيقاعه الموسيقي المتسارع , والصامت في تكثيف مفرداته الدالة على هذا التداعي " صمتي – متاهات – عليل - المستحيل " محاولا الابتعاد عن الجو الحركي في النص , والذي من الإمكان الوقوف عنده كصخب وخطوات وفرحي وحزني وأحب , التي تدل على نقيض الصمت رغم الخلاف فيما بينها من حيث التوظيف , وهذا يدل على أن هذه المقطوعة الشعرية من الممكن أن تُقرأ على أكثر من وجه , لكنني فضلت الرأي الأول , ولعلني بحاجة إلى الهدوء في هذه الظهيرة , الأمر الذي انعكس علي من دون أن أشعر , لهذا انسقت مع هذا التوجه .
حينما رجعت للكلام السابق , توقفت عند إصرار الشاعرة على تحديد الموقف " عز الله إن صمتي صخب " , هذا التحديد جعلها تنساق وراء تداعيات المشهد الشعري في النص رغم قصر نفسه , محاولة تبرير هذا الموقف من كونها امرأة تحب المستحيل للخروج من هذا التنازع الذي وضعت نفسها فيه
حزني متاهات وغضب
فرحي نسايم من عليل
الذي وقع بين إصرارها على موقفها كما في البيت الأول , واستسلامها للتبرير الذي ارتضته لنفسها في البيت الثالث من هذه المقطوعة
الشيء الملفت للنظر وهو بخلاف العديد من نصوص الشاعرات , أن الشاعرة لم ترتبط بأي أسلوب بلاغي ساذج , تاركة المجال مشرعًا للصورة الشعرية في هذه المقطوعة , لملء الفضاء الروح للمتلقي بعد ذلك , لأن الشعر الجيد هو ذلك الشعر الذي يمزج بين الخيال والعاطفة , وفي هذه المقطوعة كانت الشاعرة مع العاطفة رغم ما بها من صخب , إذ أن حضورها كان أكثر من الخيال الذي تراجع لحساب النفس العاطفي , هذا النفس الذي لوّن الأبيات بهذا اللون الشعري الجميل
محمد مهاوش الظفيري
06-10-2009, 12:43 PM
يقول الشاعر سعد الحريّص
بعد عامين جيـت وصوتـك حطـام
كنـك اللـي يذكـرنـي بـروحـي
شدّ عنك البحر يـا شـط الأوهـام
وألف ساحل يرحـب فـي نزوحـي
إنكسر حلم!! لكـن تجبـر أحـلام
لا أنت موتي ولا أنت أقصى طموحي
كنت للقلب.. صرت لحبـر الأقـلام
صرت للناس, وأوراقي , وبوحـي
سكر الليـل كنـت وملـح الأيـام
صرت حزني, وتنهيـدي, ونوحـي
سافر الورد.. من صيف أول العـام
مثل مـا سافـرت منـك جروحـي
مـال صوتـي إذا راودنـي لجـام
مـال هـذا الفضـا.. إلا جموحـي
يا النـوارس وصوتـك ملـح وألام
البحر راح عـن شاطيـه روحـي
يخاطب الشاعر هنا الشعر , ويبحث عن لحظة كتابة النص . فهو معني بهذه الحالة , وقد تحدثت عنه أكثر من مرة , وعن علاقته بهذا الجمال الفني والروحي . فالشاعر كعادته دوما يتحدث عن القصيدة التي تشكل له الأنثى , إذ تحولت القصيدة لدية من مشروع أدبي إلى معشوقة أدبية , منحها الكثير من وقته , وهي لم تبخل عليه بشيء , وكأن كلاهما خلق للآخر . فهذه الأنثى عاشت مع الشاعر
كجسد وروح , الجسد من خلال بعض الدلالات " حبر الأقلام – أوراقي – الورد – هذا الفضا – يالنوارس – البحر راح عن شاطيه " أما الروح , فهي متواجدة من خلال هذا التوظيف " صوتك حطام – انسكر حلم – تجبر أحلام - بوحي – مال صوتي - سكر الليل – ملح الأيام " , حيث كان الجسد والروح يتحركان في هذا الفضاء الشعري كوجهين لعملة واحدة , كل منهما يشد أزر الآخر ويقويه .
إن المتأمل في هذا النص يجد أن القصيدة لدى الشاعر من خلال هذا النص , قصيدة موسمية , أي مرتبطة بموسم معين بذاته , وهو فصل الصيف , والحضور الأكثر من مرة للبحر , الذي يدعم هذا التلازم بين الشاعر والصيف والقصيدة , وكأنهم أضلاع ثلاثية لمثلث واحد . هذا التلازم بين الشعر والصيف لدى الشاعر سعد الحريّص , إيحاء بأن القصيدة سياحة نفسية للمشاعر بالدرجة الأولى , لهذا كان الشاعر يتحاور مع النص كمن وجد عزيزًا التقى به بعد غياب طويل
بعد عامين جيـت وصوتـك حطـام
كنـك اللـي يذكـرنـي بـروحـي
لهذا شكل النص لدى الشاعر نقطة تحول داخلية " إنكسر حلم!! لكـن تجبـر أحـلام " أي أنه قادر على إيجاد البديل للقصيدة بأكثر من قصيدة , وبإمكانه اقتناص أكثر من لحظة لكتابة القصيدة . لهذا كان النص لدى الشاعر حوار مع الشعر , وكلام عن الشعر , وحديث للشعر
بدأ من الوهلة الأولى , وإن لم يصرح عن اسم الشعر , إلا من خلال بعض الإشارات الموحية به كالصوت والبوح والأوراق والقلم والحلم على سبيل المثال , ومن ثم تركنا نتخيل هذا التعايش فيما بينه وبين القصيدة
محمد مهاوش الظفيري
07-04-2009, 12:13 AM
يقول فلاح العماش
ماعـاد بـه أنـثـى بـعـد مامشيـتـي
تستاهل الشعر وخفوقـي ونبضـي ....!!
وش ذنـب قلبـي كـان فعـلاً نسيـتـي
وش ذنبي أبقى حيّ ويموت بعضـي ....!!
ويش أستفيد أن حـنّ قلبـك وجيتـي ...
كلك حزن !! مثل / أنتظاري ورفضي ....!!
لي أكثر من شهر وأنا أقرأ قصائد فلاح العماش .
ما يلفت انتباهي في نصوص العماش امتزاج الحلم بالحزن , وأن الأنثى تشكل له حياة نابضة بالحب , وهو يتعامل معها من زاوية جديرة بالتوقف , وهي أنها لا تغيب بصمت ولا تحضر بصمت , وكأنها ربة عشق جاءت لتبث الحياة في عروق شاعرها , الذي لم يبخل عليها بشعره وأحاسيسه .
لعل هذه الأبيات الثلاثة خير مثال على ما أقول , حيث أنه لم يشعر بطعم الحياة بعد فراق محبوبته , التي قال عنها " ما عاد به أنثى بعد ما مشيتي " , إن المتأمل لهذا الكلام قد يبدو للوهلة الأولى , أو لمن يستعجل الفهم أنه حكم على النساء بالفناء , لكن في الحقيقة أنه حكم على نفسه بالفناء , وذلك أنها هي الروح وما هو إلا جسد لهذه الروح , لأن فراقها أفلسه من مكونات بقائه كشاعر وكإنسان , وذلك أنها حينما رحلت أو غابت عنه رحل معها " الشعر والنبض والخفوق " أي أنه تجرد من كل مقومات الوجود له كإنسان عاشق وكشاعر يحلم بالحب .
هذا الإحساس المسكون بالأسى , دفعه لطرح هذا التساؤل في البيت الثاني , وهو تساؤل لا يحرص على تلمس الإجابة , بقدر ما يحرض النفس والفكر على اكتشاف مكامن الزلل في هذه العلاقة , هذا من ناحية , ومن ناحية أكثر عمقًا , وهي تلك التي تدور في مخزون شعوره من كون هذا الفراق استفز عواطفه التي جعلته يكتشف أن وصالها حياة وفراقها موت , وفي هذا الشعور منتهى الإحساس بالألم والتحسر .
إن هذا البيت هو بمثابة حجر الزاوية في هذه المقطوعة الشعرية البسيطة , لأن تعلق الشاعر بالحب واندفاعه له , جعله يطلق هذه الصرخة المزدوجة , والتي تدل على تشظي الشعور عنده فيما بعد " ما عاد به أنثى بعد ما مشيتي " حبث جعله يتفرد على كثير من الشعراء بهذا الموقف الإنساني الجدير بالتوقف , غير أن هذا الموقف الذي اتخذه الشاعر كشف لنا أزمة صراع نفسية يعانيها الشاعر أثناء ذلك الموقف , والذي اتضحت معالمعه مع البيت الثاني . لكن البيت الثالث الذي حضر لا على سبيل الحل , بل ليزيد هذا التأزم , إذ أنه جاء كإشالية اتخذت طريقين , كل طريق من الإمكان التسليم بسطوته على الجو النفسي للمقطوعة الشعرية هذه .
الإشكالية الأولى : تعود لاتخاذه موقفا معاكسا للموقف الأول , وكأنه آمن بنظرية التقاء أقصى اليمين بأقصى اليسار في نهاية هذه الأبيات
الإشكالية الثانية : تكمن في أنها امتداد لموقفه النفسي , الذي تنامى في مشاعره إلى أن وصل هذه النقطة التي بدأت مع الفراق , ثم في محاولة فلسفته لهذا الفراق , الأمر الذي جعله يستطعم الانتظار والرفض كمحصلة نهائية لهذا الشعور
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025,