أحمد الحريث
05-09-2009, 10:08 AM
تعرفتُ على رجلٍ اسمهُ فيصل . .
ولهُ من اسمهِ نصيبْ . . فقد كانَ في أسئلتي الخبيثةِ . .
فيصلاً بين الحقِّ و الباطلْ . .
فكم من مرةٍ قدمتُ لهُ . .
فكرةً يهوديّةَ الصِبغة . . و كم من مرةٍ أصبغني . .
بصبغةِ الله . . وقال :
كفَّ يا أحمد . . عن البلاهة !
فيصل . .
يعيلُ عائلةً مكونةً من أمه و اثنينِ . .
من إخوته الذكور . . وحمداً لله فقد التحقن اخوته الإناثُ الثلاث . .
بركبِ الزواج ِ . . قبل فواتِ القطارْ !
فيصل . .
موظفٌ مجتهد . . ولا يعصي لمن فوقه أمراً . .
يسبحُ بالأوراقِ هنا . . ويذكرُ ما نساهُ . .
إذا نسيَهُ . . و لا يأكلُ غداؤه . .
إذا لقي من أمرهِ . .
نصبا . .
فيصل . .
مرتبهُ هزيلْ . . كجسد فيصل . .
الذي قد بدأ العدّ . . فوق الثلاثين . .
ورغمَ هزالةِ المرتب إلا أنه يتحمّلُ . .أقساطاً مجموعها . .
ألف ومائتي ريال . .
فلا يقبضُ سوى ألف و خمسون ريالاً . .
ولا يقبضها آخر الشهرْ !!
فيصل . .
ليس طمّاعاً . . و لا جشعاً . .
أخبرتهُ ذات مرة . . بحلمٍ مفادهُ الفوزُ . .
بمليون ريال . .
فأجابني على عجلٍ . . لا أريدُ سوى مائة و خمسون ألف !
ولم أسألهُ لماذا !
محرمةٌ لماذا . . على هؤلاءِ الصنفِ . .
من الملائكةِ البشر . .
فيصلْ . .
أتمّ كتبَ الكتابْ . . واستخرجَ دفتر العائلة . .
و ما زال يبحثُ عن كفيلٍ لبنكِ التسليف . . وما زال عند الصرافِ . .
ينتظرُ مبلغَ المساعدة من مشروع ابن باز . .
يذهبُ بين الفينةِ و الأخرى . .
لبيتِ زوجتهِ . . ليقنعَ نفسهُ أن فكرةَ الإنتحارْ . .
لا تستحق !
فيصلْ . .
يبحثُ عن منزلٍ لعائلته . .
ولكنّه لا يملكِ عربوناً . . ولا يملكِ حتى مركبة !
فيصلْ . .
تحت وطأةِ الأجنبي في العملْ . .
يكلفهُ كل شيءٍ . . يكلفه حتى شراءَ سجائره . .
وإذا تخلّف أو تأخرَ . . قال لهُ :
(نجار . . سباك . . حداد . . هذا مو كلامي . . هذا كلام الوزير تبعكم ) !
أسطوانةٌ جديدة . . أضافها الملعونُ . .
لإسطواناتٍ قديمة . . يديرها على مسمع ِ من ؟
على مسمع ِ الطيّبِ فيصل !
فيصلْ . .
موظف علاقات عامّة . .
قرأها في العقدِ . . كما نقرأها نحنُ . .
وبعد التوقيع اكتشف . . أن هناكَ شدةٌ فوق اللام ْ . .
معلّقٌ فيصل . .
بألف شغلٍ و شغلِ . .
يبلغه مدير التوظيفِ في الشركة . .
كلما رآهُ متأففاً بإمكانيةِ الإستقالة . . و مديرُ التوظيفِ هذا . .
لم يستخرج بعدُ . . إقامة !
ولستُ أعتبُ . . على الوزارة . .
وشيخها الداعي . . كل صباح ٍ . . إلى الحدادةِ . .
والسباكةِ و النجارة !
آآآه . . ويلي على من ظنّ أن الدنيا . .
قصيدة ٌ و رواية !
فيصلْ . .
وقفتُ معهُ يوما ً بمركبتي . .
عند الإشارة . . و وقفت امرأةٌ بجانبهِ . .
تسألهُ مالاً . .
فنطقتْ يدهُ اليمنى . . بآيةِ الضحى . .
فأخرجَ ريالاً . . وقال :
ادعي لي . .
فدعتْ لهُ . . فأسفرَ وجهُ الملاكِ . .
عن وجهِ البشرْ . .
وطارَ في أحلامهِ مجنحا ً. . بعد أن سكبَ الماءَ . .
على غضبِ الإلهِ . .
ربِّ البشر !
كم في البلد من فيصل ؟
وإلى متى ستبقى الفصولُ تتوالدُ . . في ذهن الوزير ؟
وإلى متى سيبقى الغزاةُ . . في مأمن ٍ . .
ويصيحُ الوزيرٌ ذاك كمينْ ؟
أحمد الحريث
ولهُ من اسمهِ نصيبْ . . فقد كانَ في أسئلتي الخبيثةِ . .
فيصلاً بين الحقِّ و الباطلْ . .
فكم من مرةٍ قدمتُ لهُ . .
فكرةً يهوديّةَ الصِبغة . . و كم من مرةٍ أصبغني . .
بصبغةِ الله . . وقال :
كفَّ يا أحمد . . عن البلاهة !
فيصل . .
يعيلُ عائلةً مكونةً من أمه و اثنينِ . .
من إخوته الذكور . . وحمداً لله فقد التحقن اخوته الإناثُ الثلاث . .
بركبِ الزواج ِ . . قبل فواتِ القطارْ !
فيصل . .
موظفٌ مجتهد . . ولا يعصي لمن فوقه أمراً . .
يسبحُ بالأوراقِ هنا . . ويذكرُ ما نساهُ . .
إذا نسيَهُ . . و لا يأكلُ غداؤه . .
إذا لقي من أمرهِ . .
نصبا . .
فيصل . .
مرتبهُ هزيلْ . . كجسد فيصل . .
الذي قد بدأ العدّ . . فوق الثلاثين . .
ورغمَ هزالةِ المرتب إلا أنه يتحمّلُ . .أقساطاً مجموعها . .
ألف ومائتي ريال . .
فلا يقبضُ سوى ألف و خمسون ريالاً . .
ولا يقبضها آخر الشهرْ !!
فيصل . .
ليس طمّاعاً . . و لا جشعاً . .
أخبرتهُ ذات مرة . . بحلمٍ مفادهُ الفوزُ . .
بمليون ريال . .
فأجابني على عجلٍ . . لا أريدُ سوى مائة و خمسون ألف !
ولم أسألهُ لماذا !
محرمةٌ لماذا . . على هؤلاءِ الصنفِ . .
من الملائكةِ البشر . .
فيصلْ . .
أتمّ كتبَ الكتابْ . . واستخرجَ دفتر العائلة . .
و ما زال يبحثُ عن كفيلٍ لبنكِ التسليف . . وما زال عند الصرافِ . .
ينتظرُ مبلغَ المساعدة من مشروع ابن باز . .
يذهبُ بين الفينةِ و الأخرى . .
لبيتِ زوجتهِ . . ليقنعَ نفسهُ أن فكرةَ الإنتحارْ . .
لا تستحق !
فيصلْ . .
يبحثُ عن منزلٍ لعائلته . .
ولكنّه لا يملكِ عربوناً . . ولا يملكِ حتى مركبة !
فيصلْ . .
تحت وطأةِ الأجنبي في العملْ . .
يكلفهُ كل شيءٍ . . يكلفه حتى شراءَ سجائره . .
وإذا تخلّف أو تأخرَ . . قال لهُ :
(نجار . . سباك . . حداد . . هذا مو كلامي . . هذا كلام الوزير تبعكم ) !
أسطوانةٌ جديدة . . أضافها الملعونُ . .
لإسطواناتٍ قديمة . . يديرها على مسمع ِ من ؟
على مسمع ِ الطيّبِ فيصل !
فيصلْ . .
موظف علاقات عامّة . .
قرأها في العقدِ . . كما نقرأها نحنُ . .
وبعد التوقيع اكتشف . . أن هناكَ شدةٌ فوق اللام ْ . .
معلّقٌ فيصل . .
بألف شغلٍ و شغلِ . .
يبلغه مدير التوظيفِ في الشركة . .
كلما رآهُ متأففاً بإمكانيةِ الإستقالة . . و مديرُ التوظيفِ هذا . .
لم يستخرج بعدُ . . إقامة !
ولستُ أعتبُ . . على الوزارة . .
وشيخها الداعي . . كل صباح ٍ . . إلى الحدادةِ . .
والسباكةِ و النجارة !
آآآه . . ويلي على من ظنّ أن الدنيا . .
قصيدة ٌ و رواية !
فيصلْ . .
وقفتُ معهُ يوما ً بمركبتي . .
عند الإشارة . . و وقفت امرأةٌ بجانبهِ . .
تسألهُ مالاً . .
فنطقتْ يدهُ اليمنى . . بآيةِ الضحى . .
فأخرجَ ريالاً . . وقال :
ادعي لي . .
فدعتْ لهُ . . فأسفرَ وجهُ الملاكِ . .
عن وجهِ البشرْ . .
وطارَ في أحلامهِ مجنحا ً. . بعد أن سكبَ الماءَ . .
على غضبِ الإلهِ . .
ربِّ البشر !
كم في البلد من فيصل ؟
وإلى متى ستبقى الفصولُ تتوالدُ . . في ذهن الوزير ؟
وإلى متى سيبقى الغزاةُ . . في مأمن ٍ . .
ويصيحُ الوزيرٌ ذاك كمينْ ؟
أحمد الحريث