المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [انحناء الضوء لحنايا نص.. ( 1 ) ] رِيح : فِي مَهَبّ وَرَقَة / لــ خالد صالح الحربي


إبراهيم الشتوي
05-16-2009, 04:49 PM
أحبة أبعاد أدبية ..
هنا سينحني الضوء لمصافحة حنايا نصوصكم شعرا / نثرا
في رؤية متواضعة بسيطة لعلها ترتقي لما تسكبونه من إبداع وإمتاع في أروقة أبعاد أدبية ..
فشكرا لحضوركم مسبقا وعطرا لقلوبكم دائما .

* * *

( الزمكانية ) .. في نص رِيح : فِي مَهَبّ وَرَقَة .


ِريح : فِي مَهَبّ وَرَقَة .
( آه ) لَو رَبّي خَلَقْنَا أغْنِيَاء ؟!
ــــــــ أو خَلَقْنَا وْ لاَ خَلَق هَذَا الرّصِيف !
مَا حَيينَا بْكَنْز وَعْد الأتْقِيَاء
ــــــــ وْلاَ فَنَينَا وْ عِزّ الأشجَار الخَرِيف .
فِي رْقِبْتِي دِين كُلّ الْبُؤسَاء
ــــــــ مِن رَغِيف الهَمّ / للهَمّ الرّغِيف .
شَاعِرٍ يَحْطُب من الصَّحْرَاء مَاءْ
ــــــــ يْتَسَلّق بَرْق .. لَو مَا لِه رِفِيفْ !
مَاعَرَف مِن هَالنِّسَاء إلاّ النِّسَاء
ــــــــ وْلاَ نِسَى مِن هَالمَعَارِف غِير " كَيف ؟!"
قَال : و العُمْر يتَمَاثَل للفَنَاء
ــــــــ وكَان صَوت اليَاس بالخَارِج حَفِيف .
أنْجِبَتْنِي أُمّي بْدِفءْ الشِّتَاء
ــــــــ واقْبَرَتْنِي بَسّ مَدْرِي بأيّ صَيف !
بَعْد مَوْت اثْنِين أعْلَنت البَقَاءْ
ــــــــ الأقَلّ الدَّمّ ، وَ الأكْثَر : نَزِيفْ !
عَلّمُوني بالمَدَارِس إنّ " ياء "
ــــــــ تَجْعَل من الكِبْر مَفْهُومٍ لَطِيفْ !
وفَهمُوني بالشَّوَارِع إنّ " لاء "
ــــــــ شَيء يَجعَل هالوَطَن جِدّاً مُخِيفْ !
كُلّ هَذِي الأرض مَا تَصْلَح حِذَاء
ــــــــ وكُلّ هَذي الخَيل مَا تَنْفَع عَسِيفْ .
مَا حَيَا مِن حِلْم إلاّ والرِّثَاء :
ــــــــ يَسْتِرِه فِي ثَوبِه الرّثّ العَفِيف .
مَا احْتَرَمْت من الغَبَاء إلاّ البَغَاءْ
ــــــــ وما حَسَدْت من العيُون إلاّ كَفِيف !
ضِقْت ذَرْعاً مِن وُجُوه الأصْدِقَاءْ
ــــــــ اسْمُحُوا لي بأتوَقّف . قَبْل أضِيف :
" مَا بأيدِينَا.. خُلِقْنَا تُعَسَاءْ "
ــــــــ لكن بأيدِيهُم الوَاقِع : " سَخِيف ! " .

النص للشاعر القديرالأستاذ : خالد صالح الحربي

* *

نص يندلق شمسا وحسا وإبداعا ..

على الرغم من أن هذا النص يستنبت الحزن في رتاج قلوبنا إلا انه يعبر عنا ويعبر بنا إلى هناك حيث بيادر الشعر والمطر المنهمر ..

ومن عتبات النص الأولى (ِريح : فِي مَهَبّ وَرَقَة .)

نستشرف تلك " الريح " التي تجتث كل ماهو أخضر ويابس وليست الرياح المسالمة المسلمة بيديها ثمار العطاء والنماء.

فيفاجئنا بوعي وإبداع في المفارقة هنا في (في مَهَبّ وَرَقَة ) فلتتراسل الحواس هنا طويلا ما هيا يا ترى تلك الورقة

التي ستقابل هذه الريح بكل قوة وتمرد وتدمير .." في كل قصيدة عظيمة ، قصيدة ثانية هي اللغة" : فـاليري.


وفي أروقة الزمان والمكان يتجول هذا النص بكل زهو واطمئنان ..


فأتي هذا النص ببنية تعبير مكثفة، وبأسلوبية مجازية إعجازية عبر نسقا لغويا منغمسا بالصورة الشعرية

مستمد من الخيال بقيمته النفسية والجمالية ،متماهيا في العلاقة بين الرؤية المكانية كمحور عام للنص ( الوطن/ الفقر )

وبين الرؤية الزمانية كنقوات ممتدة لداخل الذات ، جاعلا من اللغة أداته في تأطير ملامح الرؤيا لتخدم السرد الشعري

والصور الشعرية كفضاء مقنن لاستشراف أبعاد النص .‏ فأتى المكان في هذا النص كمعطاء خيالي /تجريدي والزمان

واقعي / حسي ليعيد جدولة الذات مع المكان ويهيئ للسرد الشعري دلالاته الأنثروبولوجية .

ولو تمعنا في ذاكرة المكان هنا لوجدنها في حضور متناميا على مستوى التركيب وتوليد المعاني مثل في قوله :

الرّصِيف /الصَّحْرَاء /المَدَارِس /الشَّوَارِع"/الوَطَن /لأرض

أما عناصر الزمان مثل ما في قوله :

الشِّتَاء/ صَيف /وَعْد / الخَرِيف .

جاعلا التفاعل بينهما بواسطة الأفعال الحكائية مثل :
أنْجِبَتْنِي /واقْبَرَتْنِي / عَلّمُوني /وفَهمُوني / قالوا / مَا احْتَرَمْت/

معتمدا على تقنية الفلاش باك لنسج علاقات الاستبدال والاسترجاع عبر اجتراح اللغة وانزياحتها

ومستفيدا من تقنية القصة من سرد ووصف ومناجاة حيث بدأها هنا في المطلع في قوله :

( آه ) لَو رَبّي خَلَقْنَا أغْنِيَاء ؟!
ــــــــ أو خَلَقْنَا وْ لاَ خَلَق هَذَا الرّصِيف !

جاعلا من الرصيف / الجوع / الفقر صورة مكانية حية متشبثة بواقع معاش مرير، ولذلك حرك ذلك الرصيف كل نوازع

الرحمة في داخل الشاعر ليتواصل معه مكانيا ولكن بإيماء دقيق عميق , من خلال رؤية داخلية وخارجية اجتماعية عامة ،

وفي البيت الرابع تحديدا في قوله:

شَاعِرٍ يَحْطُب من الصَّحْرَاء مَاءْ
ــــــــ يْتَسَلّق بَرْق .. لَو مَا لِه رِفِيفْ !


أتا المكان هنا " الصحراء " كل ماهو قاحل محرق ، كرتواء من الا شيء جاعل من " الماء " المفرقة التي أراد أن

يوصلها للمتلقي بدلا من الشجر ويصعد للسماء الذات ولو فقد وميض البرق في رحلته الداخلية ،وحتى نصل إلى البيتين

التاليين حيث " النصل " في قوله :


قَال : و العُمْر يتَمَاثَل للفَنَاء
ــــــــ وكَان صَوت اليَاس بالخَارِج حَفِيف .

أنْجِبَتْنِي أُمّي بْدِفءْ الشِّتَاء
ــــــــ واقْبَرَتْنِي بَسّ مَدْرِي بأيّ صَيف !

إذا ( العمر ) زمان / وصوت اليأس ( بالخارج ) مكان ..

فكأن العمر هنا خارج الزمان / المكان بسبب تلك الأحلام والآمال الموءودة ..

أما في البيت الذي يليه :

أتت الأم / الوطن لتوقظ الحالة الشعورية النفسية باتجاهات متنافرة بين زمنين شتاء / صيف لنشارك مع الشاعر خالد

تلك الصدمة في دهاليز العتمة حيث الأخضر واليابس والظل والهجير الأجير لمقصلة العطاء .

ويستحضرني خلال هذه الرؤية نص لشاعرنا خالد آخر يقول فيه :


شَاعِر و حُزْنِهْ شَارِعين وْ مَدِينَه
________ يشُوفْ نَوْب ، وبَعْض الأحيَانْ أعمَى
لِهْ مِنّك السُّكْنَى ، و لِهْ شَارعِينِه
________ لِهْ السَّرَاب ، و لاَ لَقَى بغيرك الْمَا!


ونعود للنص حيث يقول :

عَلّمُوني بالمَدَارِس إنّ " ياء "
ــــــــ تَجْعَل من الكِبْر مَفْهُومٍ لَطِيفْ !

وفَهمُوني بالشَّوَارِع إنّ " لاء "
ــــــــ شَيء يَجعَل هالوَطَن جِدّاً مُخِيفْ !


فهنا المكان يأخذ رؤية إعمال /العقل وإهمال / العاطفة

بين المدارس / والشوارع ..
( إن الحالة النفسية ، وتطورها لدى الشخصية تجعلها ترى المكان الواحد بأكثر من رؤية تبعا لتطور المزاج النفسي ،

والكون الفكري : حسب عبدالفتاح عثمان ) في كتابة بناء الرواية . من هنا كان الواقع البديل مكان نحيل في جسد الذاكرة

ومسد المجتمع ، لينفلت من حدود الوعي المكبل بالقيود .

ويقول في البيت الآخر :

كُلّ هَذِي الأرض مَا تَصْلَح حِذَاء
ــــــــ وكُلّ هَذي الخَيل مَا تَنْفَع عَسِيفْ .

فكان المكان هنا ( الأرض ) التي أتت فرض على نسك الحياة المنسي
فأتى بالكل " الأرض " من أجل الواحد / الفقر
إذ أن لا حبور ولا غناء بلا إشباع داخلي لتلك الروح التي تفتقد الكساء .

فكان الخطاب الشعري هنا عالي بعلو الهم الذي ارتقى لفضاءات الشاعر ليندلق هذا الضوء الذي نغتسل منه لنمد أيادينا دعاءا ووفاءا له ..
فشكرا له وشكرا للشعر الذي يسكنه .

عبدالله العويمر
05-16-2009, 05:20 PM
كلاكما ضوء


مُمْتع يَاإبراهِيم بِهذا الطّرح

محمد مهاوش الظفيري
05-16-2009, 08:02 PM
خالد صالح الحربي
شاعر يجيد كتابة القصيدة البصرية , التي تحرض على القراءة أكثر ما تثير فينا رغبة الاستماع
وهذا النوع من الشعر سلاح ذو حدين
لأنه بالقدر الذي يغرس فينا رغبة التأمل تجعلنا نخشى ضياع نشوة الاستمتاع
كنت ولازلت معجبًا بنصه الفريد جدا في جماليته الشعرية " واثر السما من ظامي الأرض أظما " لأنه نص مسكون بالخوف ومحرض على رفض الانصياع بما فيه من سوداوية واضحة

ابراهيم الشتوي
كنت قد قلت لك في مداخلة أنك كنت بخيلاً علينا , ولازال البخل ديدنك هنا
فهذا النص ثري وابراهيم يملك الكثير
أعلم أنك لا تطرب للمديح لأنك فوق الثناء , ونحن متابعوك نريد منك المزيد
فلا تبخل علينا أيها السحاب المنهمر


دمت للشعر والشعراء سماء ظليلة أيها الصديق النبيل والأخ العزيز

سالم عايش
05-17-2009, 05:39 PM
النور / ابراهيم الشتوي

والله في هذا الكم الهائل من الجمال يحضرني بيت لفهد عافت :

من فيهم اللي يشمك يالعبير : الورد ولا قاطفه

وأنا هنا هل أقرأ النص وأسافر مع الإبداع الخالد أو أقرأ ما قرأه أبراهيم وأتيقن أن النقد كائن حي يتنفس والإبداع

لغة واحدة .

شكراً تليق بجمال حرفك ابراهيم .

فيصل الحلبوص
05-18-2009, 11:45 AM
أبراهيم



شكراً لك




ولـ خالد الذي حرضك بـ نصه أن تهبنا ما كتبت




كلاكما رائعين ومبدعين



وتكتبون بـ خيوط النور



محبتي لكم جميعاً

إبراهيم الشتوي
05-19-2009, 04:09 PM
كلاكما ضوء


مُمْتع يَاإبراهِيم بِهذا الطّرح


الودق صاحب الفكر المتقد ... عبدالله العويمر

معشوشب حضورك بالرند والزيزفون ..

فشكرا لعطرلكلماتك ولوعيك الذي تركته لي هنا ..

دمت بالقلب وبالقرب أخي الغالي ..

تقديري .

أحمد الحسون
05-21-2009, 12:09 PM
عطاؤك جميل يا إبراهيم
متابع معك
سأعود اخي.

أحمد الحسون
05-22-2009, 09:55 AM
عميق هذا التنفس الزمكاني يا إبراهيم.
استجلبت الانقلاب الدلالي للنص بدءاً من ذي بدء ( ريح في مهبّ ورقة ) ، وقد نحتاج لإضافة أبعاد أخرى للنص فيما يتعلق بتقنيتي ( الفلاش باك - التداعي الحر ) ، وقد استوعبت بإيجاز المفاهيم العامة للنص من خلال زمكانيته ، تلك ميزة منضبطة أباركها فيك أخي.
وكما قيل : النقد لغة على لغة على لغة .

وكل قراءة لقراءاتنا النقدية نستطيع إضافة قراءة أخرى ، لكن المفارقة تكمن في جدية وانبلاج تعاليم الضوء من القراءة الأولية، وإضاءتك الأولية تستدعي آدة بعدما فاقاً جديدة منفتحة تبعاً لجدية الرؤية.

يسكنك مداد قيّم يا إبراهيم بصدق وإخلاص ، فقد اعتمدت على معطيات نقدية بإسنادها لكتابها وتلك أمانة علمية وسعة روح ، وإخلاص للبنان والبيان.

دمت بخير وعطاء وجديد أيها الباسق.

سكون
05-22-2009, 11:31 AM
النقد الفكر/ ابراهيم الشتوي

قراءه سرديه ورؤيه متفوقه

راقت لي / ورحلت بي حيث النص يستحق التبصر


لشاعر/ يقنعك بالجزيل

شكرا لك كثيرا


http://www.maktoobblog.com/userFiles/s/k/skooon2007/images/f3.gif

خالد صالح الحربي
05-23-2009, 08:52 PM
:
لا أملِكُ إلاّ أن أقُول : شُكراً يا إبراهِيم .
وأسحَب كُرسيّاً وأقرأ ما خَطّتهُ أناملك وَ مَا نَسَجَتهُ رُوحك أنتَ وَجَميع الأقلام
التي كتبت وارتكبت حرفاً من ضَوء.. في حَقّي وفي حَقّ وَرقتي المُتواضِعَة .
أُكَرّر الشُّكر .. والوِدّ .

عمر المسفر
05-24-2009, 01:36 AM
.
.




إبراهيم الشتوي



ونص يرتقي بنا إلى السماء
حيث الذائقه النخبويه التي تبحث عن الشعر
كان النص وصاحب النص يستحقان هذا الفكر وتوظيفه
لصالحهما
بلا شك أن الحربي .. من المغردين خارج السرب
أتى لنا بـ صرخه إستثنائيه في ذلك اليوم المطروحه به
لم أقرأ نص أجمل من هذا منذ فتره ليست بالقصيره


شكراً أبو عبدالله
شكراً خالد الحربي




.
.

سعد الصبحي
05-25-2009, 07:30 AM
حقيقة قبل ابعاد لم اسمع ولم اكن اعرف لسوء حظي هذا العبقري خالد ....

ولست هنا مطبلا سوى للشعر ...

تابعت الكثير من نصوصه وتابعته في الهدوء كثيرا ..

هذا الرجل يكتب الشعب للشعب والفقراء ...

ولكن بلغته اللتي لا يستطيع ان يجيدها غيره ...

لكن اللذي استغربه حقا ...

كيف يكون الاعلام بهذا الظلم .. ان يترك عبقريا كخالد ويلهث وراء سقط المتاع عجبي ...

وكيف لم اسمع به قبل ابعاد ..

شكرا لله ثم شكرا لأبعاد .. .

ابراهيم كل الشكر لك استاذي ...

خالد ..( حقيقة تذكرني بأحدهم مبدع جدا مثلك لكنه بعيد جدا حتى عن المنتديات و اسمه خالد ايضا ....)


تحيتي لك استاذي ..

وسجل احد المضافين لشعبك ...

عائشه المعمري
05-28-2009, 02:23 AM
قد لا أُجيد النَقد ،
ولكنني أجُيد التطفل .

نحو
[ الورقة التي في مَهبها ريح ].

( آه لو ربي خلقنا أغنياء )
عن أي وَجع سـ تتحدث القصيدة إن كانت البداية بـ آه ،
أي نوع من الأوجاع بالضبط . !

يأتي التابع لها تماماً [لو]
ياه ، ما أصعبها الآهات حينما تتلوها [ لو ] التمنى
والتي تلوي ذراع كبريائنا المُمتد عبر خريف المعاناة الذي يُسقطنا أنصاف أوراق .
ولا فرق بين أن نُخلق أغنياء وأن فقراء أو رصيف حتى
.
يوغل صاحب الورقة أو صاحب الريح فـ كلاهما على متن ( مهب )
نحو تفاصل الوجع ويُطوع ( نا ) الجمع في ( خلقنا / و حيينا / و فنينا )
في حين أنه يُردف كل تلك الأفعال ، الأفعال التي تمد أصابعها بين فراغات أقفاصنا الصدرية تماماً
بـ رقبـــ(ــتي)
وما ذنب رقبتك يا خالد لـ تسد كُل تلك الديون المُمتده على اتساع البؤس فينا بـ رغافة هم .
.
ثم تنتشل ريح الورقة ما تبقى فينا من قوى كانت تُقيم قوامنا على اعتدال فتكون على هيأة :
( شاعر يحطب من الصحراء ماء
يتسلق البرق لو ما له رفيف )
لـ يوكد لنا براعة التسلسل ابتداء بـ ( نا الجمع ) ثم ( ــي المفرد ) ثم يبثها من صدر مُكتظ بالأنفاس ( شاعر )
وماذا عنك :
-( ما عرف من هـ النساء إلا النساء ..
ولا نسى من هـ المعارف غير " كيف )
أشعر بـ أن هذا البيت هو مسامات سُدت بـ ألفاظ لا يُمكن أن تُسد بـ غيرها ، هي مبنى حقيقي لـ الإحساس بالإحساس .

ولـ نعود لـ نظرية الشاعر في تراكمات العمر ومفاهيم الفناء وما بينهما من مُؤهلات العناء بـ التجشم ،
( وكان صوت اليأس بالخارج حفيف )
فهل يتحول اليأس إلى ماء نشربه أو نتجرعه ،، ممممم قد لا تهم الطريقة ،
أو أنه الماء تحول إلى شيء ميئوس منه
_عظيمة هذه الإلتقاطه عظيمة ._

أما ( الأقل الدم والأكثر نزيف )
ولـ تكمن الجروح في دفء الشتاء لحظة الميلاد ،
أو ربما في صيف المقابر أو البقاء بعد موت الاثنين
لـ يكن النزيف أكبر من احتمالات الدم في السيلان ،
وهنا إلتقاطه أكثر جمالاً في أن يكون الوصف أعظم من الموصوف ،
في أن يكون النزيف أكثر من الدم

ثم طافت بنا الريح نحو المدراس ،
التي دائما ما تحاول أن تُخفي الوجه الأسود وتظهر دونه
علمتنا حرف الياء فقط ،
دون أن تخبرنا بأننا لو وضعنا كلمة [ كبر] قبلها
لـ أصبحت ( كبرياء )
ولا علينا فـ ستخبرنا المدارس في مرحلة قادمة بأنها ( مفهوم لطيف )
_ يااااااااه هذه الريح لا زالت تسوق الدهشات _

فـ لنتمعن في هذا التتابع
أن يخرج الشاعر بنا من المدارس أولاً ثم إلى الشوارع ، والرابط بينهما ( علموني / فهموني )
فـ في المدراس نتعلم وفي الشوارع نفهم ما تعلمنها فـ طريقتها ، وهنا تبرز قدرة الشاعر في موافقة اللفظ لـ اللفظ ،

( كل هذي الأرض ما تنفع حذاء
كل هذي الخيل ما تنفع عسيف )
يمتطي الأفق ويمسك بـ بأصابع الحكمة العشرة ويُكمل المسير .

ثم يوغل بنا في الأحلام فـ يصور الحالم بالشخص الميت حينما قال ( ما حيا من حلم إلا والرثاء )
هل نموت نحن في الحلم ، أم تموت الأحلام فينا ونستر الباقي من العمر بـ رثاء الحلم .

( وما احترمت من الغباء إلا البغاء ، وما حسدت من العيون إلا كفيف )
- كَيف يُحسد الكفيف ، ؟
نعم نعم ، يُحسد ، لأنه لا يرى قذارة العالم من حوله ، كم هُو محظوظ

ثم أنه لا ينسى أن يُوجد حيزاً لـ الأصدقاء في هذه القصيدة إذ أن وجوهم ترتبط كثيراً
بـ ملامح المعاناة التي رُسمت أعلاه ، لهم نصيب الأسد من الخيانات والبؤس وتتابع الخذلانات

[ ما بإيدينا خُلقنا تُعساء . . لكن بإيديهم الواقع سخيف ]
ولـ تكن الخواتم أنصالاً ، مُوجهة إلى نُحور من يتحسسها .
____________________________________


الولوج إلى نُصوص أستاذ خالد بـ طريقة مُرتبكة مُرتكبة عَمداً كماي
هي مُجازفة ، اغفر لي إياها أرجوك.


أستاذ إبراهيم
إقبل لي الثرثرة أعلاه واعتبرها مُجاراة تطفل فقط ، لـ نقدك الثري والواعي الذي لا يُجارى ،

شُكراً لأنك تُسلط الضوء على الضوء
كم أتمنى أن تَحتفي جريدة الشبيبة بـ هذه القراءة ،
ما رايك ؟

نجدي حاطوم
05-28-2009, 02:50 PM
كان الصديق خالد صالح الحربي قد عقب على احدى قصائدي ب


رؤيةٌ أكثر من جميلة ،
وما الشعر والله إلاّ قلب الحقائق ،
وَ استنطاقٌ للجمادات عن طريق اللُّغَة ،
وكسرٌ لكُلّ الـْ... قوانين المُتعارف والغير مُتعارف عليها .
_ تَقديري لكَ بـِ...الرّفْع _


وفي قصيده خالد نرى قلب الحقائق

نبدا بالعنوان ريح في مهب ورقه

والحقيقه ورقه في مهب الريح

وشاعر يحطب من الصحراء ماء وغيرها

يبقى السؤال وهو

هل قكر الشاعر حين كتب النص بالزمان والمكان ؟

شكرا لك اخي ابراهيم على هذا الضوء

ولخالد لشاعريته المتفرده


محبتي

إبراهيم الشتوي
06-02-2009, 12:42 AM
خالد صالح الحربي
شاعر يجيد كتابة القصيدة البصرية , التي تحرض على القراءة أكثر ما تثير فينا رغبة الاستماع
وهذا النوع من الشعر سلاح ذو حدين
لأنه بالقدر الذي يغرس فينا رغبة التأمل تجعلنا نخشى ضياع نشوة الاستمتاع
كنت ولازلت معجبًا بنصه الفريد جدا في جماليته الشعرية " واثر السما من ظامي الأرض أظما " لأنه نص مسكون بالخوف ومحرض على رفض الانصياع بما فيه من سوداوية واضحة

ابراهيم الشتوي
كنت قد قلت لك في مداخلة أنك كنت بخيلاً علينا , ولازال البخل ديدنك هنا
فهذا النص ثري وابراهيم يملك الكثير
أعلم أنك لا تطرب للمديح لأنك فوق الثناء , ونحن متابعوك نريد منك المزيد
فلا تبخل علينا أيها السحاب المنهمر


دمت للشعر والشعراء سماء ظليلة أيها الصديق النبيل والأخ العزيز


وسيظل حضورك وحبورك الذي تتركه لي دائما وأبدا هو الكرم المغدق والعطاء المشرق ..

دمت بالقلب وبالقرب أيها الباسق الوارف ..

تقديري يا ودق .

إبراهيم الشتوي
06-16-2009, 08:52 AM
النور / ابراهيم الشتوي

والله في هذا الكم الهائل من الجمال يحضرني بيت لفهد عافت :

من فيهم اللي يشمك يالعبير : الورد ولا قاطفه

وأنا هنا هل أقرأ النص وأسافر مع الإبداع الخالد أو أقرأ ما قرأه أبراهيم وأتيقن أن النقد كائن حي يتنفس والإبداع

لغة واحدة .

شكراً تليق بجمال حرفك ابراهيم .

الودق صاحب الفكر المتقد ... سالم عايش
تسكب الضوء من قرص شمس وعيك ورضاب ذائقتك فيعشوشب المتصفح رندا وزيزفون بحروفك وحضورك ..
فشكرا لك أيها الصديق الأنيق ..
دمت بالقلب وبالقرب ..
تقديري يا ودق .

إبراهيم الشتوي
08-29-2009, 01:44 AM
أبراهيم



شكراً لك




ولـ خالد الذي حرضك بـ نصه أن تهبنا ما كتبت




كلاكما رائعين ومبدعين



وتكتبون بـ خيوط النور



محبتي لكم جميعاً



المشرق المغدق ... فيصل الحلبوص

والحضورك ونورك حبور لا نهاية له ..

فشكرا لكرمك أيها المغدق ..

تقديري يالغالي ..

ميــرال
06-14-2012, 02:34 PM
كم نحتاج لمثل هذه القراءات وهذا النور

سعيد الموسى
08-15-2012, 03:28 AM
ماشاء الله تبارك الرحمن .
*
ـــ
*
العزيز , ناقدي الأجمل : إبراهيم الشتوي , كشهادة حق أقول , أنت من أفضل النقّاد الذين قرأت لهم
وخالد صالح الحربي , شاعر عظيم ويستحق كل هذا الضوء وأكثر ...
غمامٌ ياإبراهيم مثقل بالمطر والبَرد , أنتما .
.
.
شكراً مدد وبلا عدد على كل مافي هذا المتصفح من وعي .