هل التغير الفسلوجي يحرك معه الخيال بعد بلوغه المجد ؟!

[محمد السالم]

مامن شك بأن التغير الفسلوجي . بوابة المراحل العمرية للإنسان وكل كائن حي .

من الطفولة إلى الشباب إلى الكهولة إلى الشيخوخة . مما تتباين فيه الأنماط التي تعاصر كل تحوّل منها

فهل الفكر والمقدرة على المدّ به إلى أبعد من المنظور إليه يخضع للمنظومة الفسلوجية ؟

أعلم مثل ما يعلم من يعرفني بأني لست مؤهل للإجابة على هذا السؤال

ولكن ما دعاني إلى طرحه : ما رأيت .

شاعر أو نقول أديب مبدع دشّن من ثلاثة عقود ونيف مدرسة إبداعية باسمها المجازي

ووجودها الفعلي أبدع في نقل المتلقي من المباشر المعتاد إلى فضاءات الخيال الواسع ورحبه الشاسع

فكتب الشعر العمودي بالصورة المجازية والمفردة الحديثة بعمقها الأصيل

ثما عرّج على نصّ التفعيلة فكان من ضمن من كان لهم قصب السبق وبتميز وجرس موسيقي يجعل القارئ يتمايل مع كل سطر
فكان عالما لوحده

ولكن هل كان يظن أحدنا في يوم من الأيام أن يجد لهذا المبدع المبتكر نصّ كأنه حديث نفس لأحد طلبة المتوسط كتبه على قفاء كراسته !


هل أخذ التحوّل الفسلوجي من الخيال نصيبه ؟ بعد ما بلغ مبلغ المجد المستحق ؟.

هل الخيال الذي كتب " ركايب الشمال" قبل ثلاثة عقود ونيف هو من كتب "أول ليلة" في هذا العام 2009؟


أكرر وأقول بأني لست مؤهل للكتابة عن هرم بهذا الحجم .

إلا أن السؤال استشراف للمستقبل ليس إلا

بمعنا هل ستقرأ الناس في العقود القادمة : للحميدي الثقفي أو لفهد عافت أو لتركي حمدان وغيرهم الكثير من المبدعين

نصوص أقل ما يقال عنها أنها لشاعر مبتدء. وليست لشعراء مبدعين حملوا على عاتقهم تغيير دمغرافيا الشعر الشعبي..

مما حدابي لطرح هذا السؤال ؟: نشر نص في أحد المواقع التي أحتفت بالأديب الكبير والشاعر المبدع

سمو الأمير بدربن عبدالحسن قبل ثلاثة شهور خلت


اطلعت على النصّ الذي كتب حديثا ونص آخر كتب قبل ثلاثة عقود


سأطرح هنا النص الذي كتب قبل ثلاثة عقود وتباعا ألحقه بالنص الحديث ولكم التمعن في الخيال الذي كتب النصين


هنا نص كتب قبل ثلاثة عقود


ليلة شديد الرمل جتنا ركايب
..............................من الشمال وبركت بين الأيام
طوي التراب وشل فوق النجايب
...............................والجو ثارت به معاصير وعسام
علمي بوجهك ف اسود العج غايب
..................................والريح تدفعني وانا ما لي اقدام
لولا الشجر شدت غصونه نهايب
...............................جلدي وثوبك قلت انا وانت الاوهام
لا خيمة .. لا طنب لا صوت شايب
...............................لا صرخة لا طفل لا كحل وزمام
طاح الرواق وطاح حلم الحبايب
..............................لا ناي في روحي غدت روحي حطام
ما غيرها ضلوعي في صدري حطايب
...................................وشم الجروح اللي بكبدي من العام
إن كان ذا قبري ف ابي له نصايب
....................................قبر الورق خلوا شواهده الاقلام
يامعمر الدنيا عمارك خرايب
......................................ما حدٍ ورث جدرانها غير الأيام
العمر شدة والليالي ركايب
......................................والرمل يمحي الرمل والموت قدام


وهنا النصّ الحديث الذي يقال انه كتب في هذا العام



--------------------------



اول ليله .. غبتي عني .. ماهي ليله
هاذي بحر من السواد
اول ليله .. اسهر كاني .. في الف ليله
الف ليله من سهاد

ضي شمعي ماهو ضي
نار دمـــعي ماهو مي
كنت حي وماني حـــي
كافي ياروحي بعـــاد

ماهي عاده .. امشي وحدي ..
احكي وحدي ..
ابكي وحدي.. عالوساده..ماهي عــاده

كل شي في عيوني ذابل
مثل اوراق الخريــــــف
غيم ونجوم وسنابــــــل
وخطوتي فوق الرصيف

ضي شمعي ماهو ضي
نار دمعي ماهو مــــــي
كنت حي وماني حـــــي
كافي ياروحـــــــــي بعاد

ماهي عـاده لما تزعـل
تنسى تسـأل ويقسى قلبك من عناده
ماهي عاده
كنت اتخيل غيابك
كل ساعه او دقايق
مادريت اني في عذابك
بأشعل ضلوعي حرايق

[أحمد الحسون]

ما رأيته في النصين متجانس من حيث التخييل
إلا أن تغيّر معطيات تلك العقود كفيلة بتغيّر النموذج الفني.
وبرأيي التركيب الفيسيولوجي تُعاد صياغته مع مرور الزمن وتطور الرؤية والرؤيا ضمن حراك اجتماعي ، أو بتعبير أشمل ضمن حراك مؤسساتي على كل الأصعدة ، وبالتالي ستتغير آليات الحلم والخيال والترميز.

دمت بخير أخي محمد
استفساراتك عميقة ودقيقة ، وهذا ينم على سعة الذوق الفني لديك.

تقبّل المروري على بساطته . ودمت

[خالد صالح الحربي]

*
جميلٌ هذا الطَّرح وهذا التّساؤل يا محمّد .
والذي وَلّدَ لدي أكثر من سؤال / وتساؤل .. سأطرحها عليك .. وعلى جميع الأحِبّة هُنَا ..
أوّلاً : هل يُمكن لنا تطبيق نفس مقياسنا النّقدي وأدواتنا على كِلا النّصين ؟!
ثانياً : هل من العَدل أن نتكلّم عن تجربةٍ طويلة من خلال نَصّين فقط ؟!
وربط تفاوت المستوى بينهُمَا بمسألة الزّمن / العُمْر فقَط !!
ثالثاً : هل يجب أن تكون قصيدة الشّاعِر الأخيرة أفضَل من كُلّ قصائدهُ على الإطلاق ؟!
رابعاً : شُكراً كثيراً لهذا الطّرح المُختلف يا محمّد .

[عون القحطاني]

محمد السالم

اهلاً بك كثيراً

مع احترامي الشديد لك .. ومحبتي لقلمك
لم توفق في طرحك فيما يخص النصين

لقد ذهبت لعمر الشاعر وتأثيره على نصوصه وهذا امرٌ لن اختلف معك حوله
ولكن ان تقوم بطرح نصين مختلفة التركيب والغرض ثم تقوم بعمل مقارنه بين النصين
في اعتقادي لو كنت مطلع على تجربة البدر جيداً . لما قمت بهذه المقارنه

انظر لاختيارك ( نص عمودي ) ( نص تفعيلة )
الغرض اختلف كثيراً وكذلك التركيب والبناء
كذلك النص الثاني ( نص غنائي ) ولو عدت لتجربة البدر
وقرأت النصوص الغنائية القديمة
سوف تجد ان البدر هو البدر
كم تمنيت ان تكون المقارنه بين نصوص( غنائية )
النصوص الغنائية في اعتقادي انها تحتاج للمفردة السهله والمتداوله
كما انها لا تحتاج للصور المعقدة بقدر حاجتها للبساطة
ليس معنى ذلك ان البدر قام بكتابة نص ضعيف
او كما قلت [ حديث نفس لأحد طلبة المتوسط كتبه على قفاء كراسته ]


عزيزي انا اراهن امام الملا
ان استطاع احدهم صياغة نص بهذه السهوله وهذا التماسك ..
وهذه الروح .. البدر ومضاته لا تختفي في جميع نصوصه

ليست محبتي للبدر مادفعتني للاعتراض على طرحك
ولكن هذه المقارنه باطله .. لا تعتمد على اسس النقد الصحيح

سوف اترك لك وللقراء نص ( سهر ) من قديم البدر
وقد قمت يأختياره على عجل ..
فلم اجهد نفسي بالاختيار لكثرة نصوصه المشابهه للنص الغنائي الذي قمت بطرحه

سهر.. والدنيا نعسانه .. سهر
والفرقا كانت عن حبايبنا .. قدر
والجرح نزف الدمعتين .. والدمع شباك الحزانا للقمر ..
ِبِعد الأمل .. لما ِبِعدت وفرحي راح ..
ِبعد الزمان .. عني .. وعن عيني الصباح ..
ذي الفرقا كانت عن حبايبنا قدر ..
والجرح نزف الدمعتين .. والدمع شباك الحزانا للقمر ..
آه .. من حنانك .. لسا مالي بالدفا كل الوجود ..
وآه .. يا حبيبي .. لو بعادك كان جفى والا صدود ..
ذي الفرقا كانت عن حبايبنا سهر ..


محمد
اتمنى ان تعيد النظر فيما وصفت به نص البدر الاخير



مع امتناني لك وتقديري